
إن كنت تعاني من الأرق الذي يصيب نحو 70مليون أمريكي، فسوف تشعر بالسعادة حينما تدرك بأن مجموعة من الباحثين على أعتاب وضع حد لهذه المشكلة التي تداهمك عندما تستلقي على سريرك للاستمتاع بنوم عميق.
فقد تمكن باحث من جامعة هارفارد من تحديد جزء صغير في الدماغ يعمل على اطلاق العنان لحالة النوم ويسمي اختصاصي الأمراض العصبية الدكتور كليفورد سابار والذي يعمل مع باحثين آخرين في مستشفى بيث في بوسطن، هذا الجزء من الدماغ "مفتاح النوم".
ويمكن ان تكون هذه التسمية مضللة إلى حد ما نظرا لأنها لا تمثل جزءا واحدا من الدماغ، بل مجموعة من الخلايا توجد أمام الجزء من الدماغ الذي يسمى هايبوثلاموس (Hypothalamus).
ولتبسيط وظيفة هذه المجموعة من الخلايا، قد يكون من الأسهل تخيل انها تصدر أوامر إلى مجموعة من وحدات اطلاق الرسائل.
وعندما يتم اعطاء الأوامر، تنطلق هذه الوحدات التي تعمل على بث الرسائل إلى مؤخرة ال "هيبوثلاموس" لتبليغ الخلايا الموجودة هناك لإنهاء حالة "اليقظة".وعندما يحين وقت استيقاظ المرء من النوم، تنطلق وحدات الرسائل من مركز المفتاح مرة أخرى لاشعار الخلايا المعنية كي تنطلق في العمل.
ومن شأن تضييق آلية النوم على نحو خاص جدا، ان يساهم في تسهيل اكتشاف أو استحداث منهجيات تحد من تناول العقاقير أو الخضوع للاجراءات التي يمكن ان تنطوي على آثار جانبية، كما يشير إليه الدكتور كليفورد.
وأضاف كليفورد قائلا: "اذا أدركنا ان المدخلات تتعلق بتلك الخلايا، فإن بوسعنا تطوير عقاقير تتفاعل على تلك الخلايا انتقائيا، مما يتيح لنا تعزيز حالة النوم أو اليقظة لدى الاشخاص الذين يعانون من اختلالات النوم".
وأوضح الدكتور كليفورد قائلا انه وعلى الرغم من حقيقة ان عملية النوم اصبحت تحظى بفهم افضل حاليا، غير ان المعادلة أبعد من ان تكون سهلة.وهناك العديد من العناصر التي تحدد سبب وتوقيت استغراق الجسم في النوم. ومن بين أهم هذه العناصر، ظاهرة تسمى "الإيقاع الدوري" أي الساعة البيولوجية التي في دواخل الجميع. ويوصي معظم خبراء النوم بضرورة تنظيم وقت النوم والاستيقاظ مما يتيح لاجسامنا التعود على روتين معين حتى خلال عطلات نهاية الاسبوع.
هناك عوامل أخرى يمكن ان تساهم في المعاناة من الأرق مثل:
1-الاجهاد: يمكن ان تؤدي المشكلات الزوجية وضغوط العمل والقلق حول المستقبل، إلى معاناة المرء من الأرق عندما يكون في حاجة للنوم. ويوصي الاختصاصيون النفسيون في هذا الصدد بضرورة تعلم مهارات واساليب للتخلص من الاجهاد.
2-الكافيين: ان تناول حتى مجرد كوب من القهوة بعد الظهر، يمكن ان يطرد النوم من المرء أثناء الليل عندما يكون في حاجة ماسة إليه.
3-العوامل البيئية: يمكن ان يساهم الصخب أو الاضاءة المفرطة أو حتى ارتفاع درجة حرارة الغرفة المفرطة في جعل النوم صعباً.
وفي الوقت الذي يبذل فيه خبراء جامعة هارفارد جهودا كبيرة لتحقيق تقدم كبير في معالجة الأرق، يمكنك ان تبذل جهودك الخاصة للتخلص من الأرق من خلال اتباع النصائح التالية البسيطة التي يقدمها مجلس يعنى بالاستمتاع بنوم أفضل.
1-تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ بحيث تتوجه إلى سريرك للنوم والاستيقاظ منه في وقت واحد كل ليلة وصباح.
2-تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد فترة الظهيرة وفي المساء.
3-الاقلاع عن التدخين.
4-ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، ولكن ليس في ظروف أوضاع الطقس الباردة.
5-الاقلاع عن تناول المسكرات.
تعليق