تويت
السيد الشاهرودي :فإنكم الآن وفي بدايةِ بلوغكم خاليين من الذنوب والمعاصي
كلمة سماحة آية الله السيد حسين الشاهرودي لمهرجان التكليف الشرعي
بســـــــم الله الرحــمــن الرحــيـم
أبارك لكم حلول عيد الله عيد الأضحى المبارك ، ونسأله تعالى أن يجعلكم وكل المسلمين بصحة وسلامة ، أعاده الله علينا وعليكم .
كما أبارك أيضاً من وصل إلى سن التكليف في هذا المجلس نظراً لأهمية هذا الأمر . حيث أن هذا الإنسان كان بحكم البهائم والحيوانات ، فكما أن الله لم يكلف الحيوانات كذلك لم يكلف الأطفال . ولكن بدخوله سن البلوغ فإن الله سبحانه وتعالى قد ميزه من زمرة الحيوانات ، وأدخله في حكم الإنسان ، فكلفه بالتكاليف . فهذا التكليف في الواقع هو مدخلٌ لقبول الإنسان في مرحلة القبول ، بمعنى أنه لغاية الآن لم يكن قابلاً ولم يتقبله الله لان يُكَلِّفه .
فلذلك اِعرفوا قدرَ هذهِ المنزلةِ ، واسعوا في إتِّباع كلِّ ما يكلفكم الله بهِ ولا تخالفونه . فإنكم الآن وفي بدايةِ بلوغكم خاليين من الذنوب والمعاصي والشيطان بعيدٌ عنكم . فإن استمررتم على هذه الحال فذلك سببٌ لزيادةِ حُبِّ الله لكم ، وتجنيبكم عن غرورِ الشيطانِ ووساوسهِ إن شاءَ الله . وهذا أمرٌ إن شاء الله تُراعُونهُ ، فالإنسان منذُ صغرِه إذا تعوَّد على تركِ المعاصي سَهُلَ عليه تركها عند الكبر ، أمَّا إذا اعتاد على المعصية فإن تركها عند الكبر سيكونُ صعباً عليه . ولأجل أن يكون هذا الضمان لكم كي توفقوا في طاعةِ الله سبحانه وتعالى ، توسّلوا بالإمام الحجة سلام الله عليه حتى يعينكم على تكاليفكم وبما كُلِّفْتُم به . ولذلك نتوسل عن طريق الدعاء لهُ هكذا :
الحمد لله ربِّ العالمين ، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ، اللهم كُن لوليك الحُجةِ بن الحسن صلواتك عليهِ وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليّاً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعهُ فيها طويلا .
اللهم اِغفر لأسلافنا ، واقضي حوائجنا ، وعلى رأسها تعجيل فرج صاحبنا ببركة الصلاة على محمد وآل محمد .
كلمة للقائمين :
بـسـم الله الرحــمـن الرحـيـم
إذ أبارك لكم عيد الأضحى أيها المؤمنون ، أبارك للقائمين بشئون مجلس التكليف ، الذين يساعدون هؤلاء المكلفين للقيام بواجباتهم . فإن شاء الله هؤلاء الأولاد الذين بلغوا سن التكليف وبقوا على طاعة الله وترك المعصية ، فالقائمين عليهم أيضاً يشتركون معهم في ثوابهم وفي عبادتهم لأنهم يساعدونهم و ' الدال على الخير كفاعله ' .
فهنيئاً لهؤلاء القائمين ، وأسأل الله لهم زيادة التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة . وكما أنهم قاموا بالإحسان لهؤلاء الأولاد فإن هناك الإمام الحُجة أيضاً قد يقومُ بإعانتهم ويُقَيِّضُ شباناً لمن يساعد أولادهم في هذه الأمور العبادية الجيدة ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
ما دمتم أنتم تساعدون هذه البراعم فإن الله سبحانه وتعالى لن يضيع أجركم . أعمال العاملين لديه محفوظةٌ ، فكل ما تصنعون من الخير هناك أيضاً شخصٌ يعمل بأولادكم الخير . أسأل الله لكم التوفيق ولا تنسوا الدعاء لإمامنا الحُجة صلوات الله عليه . اللهم اقضِ حوائجهم وأصلح أمورهم واشف أمراضهم ومرضاهم وادفع عنهم كلَّ سوء ووفقهم لكل الخيرات وعجل فرج صاحبنا ببركة الصلاة على محمد وآل محمد .
نصيحة :
شخصٌ سأل الإمام الصادق عليه السلام فقال : أعطني نصيحةً وجيزة . فقال عليه السلام : لا تغضب .
الغضب مفتاحُ كل شر . فالإنسان حينما يغضب يكون فكره مشوش فلا يستطيع أن يقوم برد الفعل المناسب ،لذلك أولاً لا تغضب .فإذا كان هناك غضبٌ ، لا تقوموا برد الفعلِ مباشرةً ، ولتصبروا بعض الوقت وبعدها قوموا برد الفعل في الوقت المتأخر .ولا تظنوا أنه كلما أسرعتم برد الفعل كان ذلك أفضل وأنه كلما أبطأتم قد فات الأوان ، لا تفكروا هكذا لأن الله يأتيكم بأسباب كظم الغيظ ، وحتى تفكروا في رد الفعل المناسب وهنا تكمن فائدته .
إذا غضبتم توضؤا بالماء البارد أو اغتسلوا به إن أمكن ، وإن كنتم بمكان أثار غضبكم فاخرجوا منه واذهبوا إلى مكان آخر ، وإن كان لكم بعض الأرحام كالأخ وابن الأخ وابن الأخت وأمثالهما فالمسوه حتى يرتفع غضبكم. فكروا إن الغضب مفتاح كل شر ، لذلك لا تحركوا المفتاح واتركوه إلى أن تهدأ أعصابكم ويذهب غضبكم . وتوسلوا بالإمام الحجة في كل وقت تتذكرون فيه الإمام سلام الله عليه بهذا الدعاء الذي ورد الأمر به .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
خص بها مهرجان التكليف الشرعي بصفوى