ارض السواد .. ام ارض الفساد !!
- عباس فاضل
اني متيقن ان اغلب اهل المعمورة عندما يسمعون عبارة ارض الفساد يحضر في اذهانهم العراق وبينما كان في السابق عند يسمعون ارض السواد تحضر في اذهانهم العراق المشكلة ليست في الارض بما هي ارض لكنها في خيرات هذه الارض اضافة الى الايادي التي تؤتمن على هذه الخيرات
واعجب ما في هذه الايدي هو اشتراكها في نهب خيرات هذا البلد من جهة وكذلك تربية ثقافة للامة مبنية على التسطيح والجهل ونزع روح الوطنية من ابنائه وتبرير لكل ما يترفع عنه اخس خلق الله
في الاونه الاخيرة فتح ملف الفساد ليجلب الهم على هذا الشعب على عظم مصائب الفساد وانا الذي اكتب هذه السطور سمعت بمحاربة الفساد من عهد الجعفري حينما اعلنها محاربة الارهاب وكذلك الفساد لتذهب تلك المرحلة المظلمة وربما فقط انا اتذكر خطابة في يوم تنصيبة رئيس الوزراء ليزداد نهب المال العام
ثم بعد ذلك جار قرينة جواد المالكي واعلن ان عام 2008 هو عام محاربة الفساد وربما القليل يتذكر ذلك الى ان وصلنا الى 2009 لينفتح للشعب نافذه على الواقع الحقيقي للفسادالمالي الاداري للدولة العراقية في عام محاربة الفساد تقدم العراق خطوات جديدة في سلم الترتيب العالمي للدول الاكثر فساداً في العالم واعتقد الان انه الاول في العالم .
حينما ادركت هذه الايدي المتسلطة على خيرات العراق وعقوله خطر هذه النافذة سعى الكل في اغلاق هذه النافذة ومحاولة غسيل للعقل العراقي من عظم هذه الصعقة التي جاء بها صباح الساعدي اخذت هذه الايدي المؤتمنة مسارين
المسار الاول: هو محاولة التلويح بالاوراق الترغيب الترهيب من قبل المالكي وحزبيه وكذلك الحليف الوثيق ((المستقلون جداًجداً))مع بقية الاطراف الذين اصطلحوا على تقاسم الكعكة العراقية والتي يسميها امير المؤمنين علي عليه السلام ((اصطلحوا على جيفة افتضحوا باكلها))
في كشف ملفات فساد بقية اطراف التحالف الخماسي وكذلك الارهاب التي ربما يتصور القاري انها تخص الحزب الاسلامي فقط لكنها تشمل التفجيرات في المناطق المتنازع عليها وكذلك تفجيرات المناطق المؤمنة التي لا يتصور ان الوهابية يصلون اليها مثل تفجيرا العمارة وغير العمارة .
المسار الثاني :التشويش على صدق نية المستجوب وتضليل الراي العام محاولة الاسائه الى الجهة المستجوبة.
واستطيع الان القول انهم كسبوا الجولة حيث ان الاطراف الخماسية وصلت الى صيغة تفاهم من عدة نقاط
1- اسكات صوت الاستجواب داخل البرلمان من خلال الوثيقة التي طرحها خالد العطية .
2- تقيم تنازلات للمجلس الاعلى في ادخاله في الائتلاف القادم بحصة كبيرة وكذلك غض الطرف عن الجرائم الارهابية لبعض اعضاء مجلس النواب التابعين لاياد السامرائي.
3- عدم كشف ملفات الفساد لوزراء ومسؤولي بقية التحالف الخماسي.
4- العمل المنظم على تسفيه الصوت الداعي الى كشف هذا الفساد من خلال هذه المقوله (تسييس الاستجواب )او(محاكمة سياسية).
مع اني لست مطلع على النوايا صباح الساعدي وجابر خليفة ولكن اقول ان المالكي لماذا لم تعتبر الصولات التي قام بها هي للاجل دعاية انتخابية في وقتها حتى ان قائمتة سميت (دولة القانون)
ومع كل هذا الذي يؤلم اكثر هو ان ارض السواد طبقت اعظم نظرية للعدالة على يد علي ابن ابي طالب عليه السلام حتى ان الذين يعتبرون ورثة هذه النظرية وصاحبها لم ارى ولم اسمع لهم موقف يغيظ المفسدين
اقصد الواجهة الدينية التي اوصلت هولاء الى كرسي السلب والنهب في خيرات هذا البلد
حتى ان البابا بندكتس السادس عشر له من التوصيفات الانسانية لمعانات الشعب العراقي اكثر من هذه الواجهة وريثة الحق الالهي
وكذلك حتى شيخ الازهر له موقف اغاظ المفسدين حينما رفض الرشوة التي قدمت له من اموال الشعب العراقي
وقد قلبت الامور ايام وليالي لعلي اجد عذراً لهذ الواجهة المتمثلة (بالمرجعية العليا) الذين يستظلون مسولوا الفساد تحت ظلها الوارف عن سكوتها تجاه هذا الفساد الذي لم يشهده حتى عهد بني امية وبني العباس وبني العوجه الى ان صلت الى المقارنة بين خطوات المرجعية في عهد صدام وخطوات المرجعية في عهد المالكي فوجدت مدى الظلم الذي عم الشعب العراقي في ذلك العهد والاستخفاف بدماء وكرامة وخيرات العراقيين لم نسمع كلمة او موقف واحد لها او معتمديها بالضبط كما يجري الان وكأن الفساد المالي والاداري يجري في كينيا
لكنها تحركت فقط في مرحلة واحدة من التاريخ تحركت حينما شعرت بخطر يداهم (فقراء العراق ) وهذا الخطر هو مرجعية (محمد الصدر) فرفعت صوتها تندب الاسلام والمسلمين من هذا الخطر ولا اعتقد ان هناك واحد يقراء هذه الاسطر يخالفني في انه لم يسمع اتهامات وكلاء المرجعية العليا في داخل العراق او خارجة بأن عدو من اعداء الله يريد ان يتسلط على العباد باسم المرجعية ويتبنى قضايا الامة ويفسد اخلاق العبيد حتى ما ان خلصها صدام منه عادت الى مؤسسة المرجعية العليا الطمانينة والسكوت المطبق عن كل ما يعانية سكان ارض السواد
كلما تذكرت تلك الفترة السوداء في تاريخ الصراع الديني لا استطيع ان اجد عذراً واحد حول الذي يخرسهم امام اذلال العراقيين وافقارهم وجعلهم يلتمسون الصدقات من هذا المسؤول او ذلك المعتمد.
العذر الوحيد الذي وجدته لها هو ان محمد الصدر لم يكن فيه ضرر على فقراء ومساكين العراق لكن خطره في تهديمه للاصنام التي مازالت تكبر على بؤس وجهل العراقيين وذلتهم وضياعهم
لذلك تصدت المرجعية العليا لذلك الخطر وكل معمم مرتبط بها حتى لم يبقى بيت من بيوت فقراء العراق لم يصله اراجيفهم وتحذيراتهم وكيل التهم ليلاً ونهاراً
اما الان الذين نتكلم عنهم من وزراء ومسؤولين فهم ينهبون خيرات العراق ويملؤنه هماً ومرضاً وفي نفس الوقت هم يعظمون المرجعية العليا وحواشيها ومعتمديها
لذلك لا يوجد ضرر من استمرار هولاء ودعمهم بالسر وليس بالعلن باعتبار لا يوجد افضل منهم
والذي ينتقدهم في الطرف الاخر اقصد الشيخ صباح الساعدي وجابر خليفة وغيرهم هم من اتباع شخصية لم تحصل على اجازة الاجتهاد من المراجع الاربعة ويحاول ان يحرر العبيد في ارض السواد مثل ما فعل سيده (محمد الصدر)ويفسد اخلاق هولاء العبيد المطيعين للمرجعية العليا ويمجدون بانجازات الائتلاف العرقي الموحد.
ويحمدون الله على الذل والهوان الذي يعيشون فيه صباحا ومساءاً
تعليق