إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قصة مؤلمة جدا جدا(لاتفوتكم اقرؤها )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة مؤلمة جدا جدا(لاتفوتكم اقرؤها )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    القصة لكم لما فيها من عظة ولنستيقظ من غفلتنا



    كل منا له ماض وذكريات لا يحب ان يتذكرها وقفت جميله على شرفة الغرفه لتشاهد شروق الشمس وذهاب الناس لاعمالهم
    والأطفال إلى مدارسهم ، فمكثت مدة طويلة تنظر ، فشهقت شهقة قصيرة من أعماق قلبها الصغير .

    أخذت تخيط ذكريات الأمس الأليم عندما كانت شابة في مقتبل العمر أنهت دراستها الجامعية وبدأت حياتها العملية ، تقدم لها شاب وهو زميل لها في العمل ، وافقت عليه دون تردد ، لحسن سلوكه وسيرته الطيبة ، تزوجا وعاشا معا حياة جميلة جدا وزادت سعادتهما عندما أثمر زواجهما عن طفلة جميلة تدعى " خلود " ملأت عليهما حياتهما حبا وفرحا وسرورا ، ولكن مشاغل الحياة جعلت جميلة تضطر إلى الاستعانة بخادمة تعينها في المنزل وفي أثناء غيابها لتهتم بالصغيرة .

    ومرت الأيام سريعة وبدأت خلود تكبر وتكبر معها شقاوتها . وفي أحد الأيام بينما كانت جميلة عائدة من العمل وجدت الصغيرة في المطبخ وفي يدها آلة حادة كادت أن تقطع يدها ، فأسرعت جميلة وأخذت الآلة من يدها وراحت تبحث عن الخادمة في أرجاء المنزل بجنون ولكن دون جدوى لقد اختفت وكأن الأرض أضمرتها فجلست تنتظر عودتها بفارغ الصبر .
    قالت محدثة نفسها " عجبي لهذا الزمن الغريب الذي تترك فيه الخادمة بيت مخدومتها لتذهب للسمر والرقص " .
    اجتاحتها ثورة جامحة من الغضب فأخذت الخادمة وجرتها إلى المنزل وعنفتها بقوة وانتظرت عودة زوجها ليرى ما العمل مع الخادمة ، وما عن عاد زوجها من عمله حتى أخبرته بكل ما حدث فقرر أن يخصم من معاشها حتى لا تعود لمثل هذا التصرف مرة أخرى . فسكتت الخادمة دون أن تتفوه بكلمة ولا أحد يعلم ما تضمره نفسها وراء هذا السكوت .

    ومرت الأيام بعد هذه الحادثة بسلام ، وازداد عمل الوالدين وانشغالهما عن المنزل وازداد معه عذاب الطفلة حيث أن الخادمة كانت تضربها بقسوة وكانت تمنعها من الأكل لأيام طوال بحجة أنها السبب في خصم معاشها .
    عاشت الطفلة في عذاب لشهور عدة حتى لاحظت جميلة أن ابنتها أصبحت هزيلة جدا وقل نشاطها عن السابق ، كانت ترى في عيني خلود ألما كبيرا ولكنها كانت تحبس دموعها خوفا من أن ينزل بها عقاب أشد وأقوى مما تعاني منه الآن . وفي يوم حدث أمر لم تتوقعه الخادمة فقد ، عادت جميلة مبكرة من العمل لرعاية ابنتها لمعرفة ما الذي حل بها .
    قضت جميلة اليوم بأكمله مع خلود تداعبها وتلاعبها وتحكي لها أجمل الحكايات وتنسج لها أحلى الأحلام الوردية وما إن انتهت مرح حتى أخذتها إلى الحمام لتستحم وتخلد بعد ذلك إلى النوم ، لكنها صدمت عندما رأت جسم الفتاة المليء بالجروح والكدمات القوية ، استدعت الخادمة على الفور وطلبت منها التفسير ، فأجابت الخادمة بسرعة حيث أنها كانت تتوقع مثل هذا السؤال ." لقد سقط عليها الكرسي أثناء لعبها تحت الطاولة فسبب لها بعض الكدمات ، أما الجروح فقد حدثت لها بسبب شقاوتها عند محاولتها تسلق الشباك في حديقة جارتنا " .
    لم تدخل حجج الخادمة رأس جميلة . فقررت مراقبتها ولكن الخادمة كانت أذكى من أن تقع في الفخ ، لذلك توقفت عن تعذيب خلود لبعض الوقت لحين انتهاء مراقبة جميلة لها ، وبعدة فترة وليست بالقصيرة من الزمن اطمأنت جميلة بأن الخادمة ليس لها دخل فيما يحدث لخلود وعندما تأكدت الخادمة أن المراقبة قد انتهت حضرت لأكبر انتقام من جميلة وزوجها المتسلط واقترب موعد الانتقام ، وفي لحظة انسلال القمر وحلول الظلمة ، وصل الزوجان معا إلى المنزل مسرعين وكأن شبح الجوع يركض خلفهما ، وما إن دخلا من الباب حتى اشتما رائحة رائعة تنبعث من المطبخ . أسرعت جميلة لترى اللحم المشوي في الفرن ، أطفأت الغاز بسرعة ثم قامت بوضع اللحم في الأطباق وتقديمه لزوجها ، فأكلا حتى شبعا وقبل الذهاب إلى النوم ، قامت جميلة بالمرور على غرفة صغيرتها لتقبلها وهناك حدثت الطامة حيث أنها لم تجد الطفلة في سريرها فأسرعت بالذهاب إلى غرفة الخادمة لربما ذهبت للنوم معها ، ولكنها لم تجد لا الطفلة ولا الخادمة أيضا . صرخت صرخة مدوية هزت أركان الشقة الصغيرة .
    راحت تبحث عن ابنتها بجنون في الشقق المجاورة ولكن بحثها كان بلا جدوى ، قاما بإبلاغ الشرطة وبدأت الشرطة في تحرياتها وبعد أسبوع من البحث المضني وجدوا في القمامة المجاورة للعمارة يدين ورأسا ورجلين وأجزاء الجسم الداخلية وتبين لهم بأنها لطفلة صغيرة لصغر الأعضاء الموجودة في الكيس ، استدعوا جميلة وزوجها لعلهما يتعرفان على الوجه حيث أنه كان مشوها قليلا بفعل أداة حادة ، وعند حضور الزوجين التعيسين أغمى على جميلة حال رؤيتها للوجه فقد كان الوجه الذي رأته وجه طفلتهما البريئة ولم يتفوه زوجها بأية كلمة .
    وبعد لحظات أفاقت جميلة من إغمائها لتواجه الواقع المرير وفي تلك اللحظة دخل رجل وأبلغ الضابط أنهم عثروا على الخادمة وهي تحاول اجتياز الحدود ، وما إن رأت جميلة الخادمة حتى انقضت عليها كالوحش الكاسر تريد أن تقتلها لما فعلته بابنتها البريئة ولكن الضباط أبعدوها عن الخادمة وقاموا بتهدئتها أخرجوها إلى الخارج وبدءوا في استجواب الخادمة ، وعند سؤالها عن الأسباب والوقائع ، أقرت بكل ما فعلته قائلة :
    نعم أنا من قام بقتل هذه الفتاة المشاكسة ، لقد ذقت الأمرين من وراء عنايتي بها ، لم أستطع تحمل شقاوتها وإهانات السيدة المستمرة لي ، لم تكن تجعلني أرتاح ولا أخرج كسائر الخادمات حتى أنها سلطت زوجها علي حتى يخصم من معاشي ، فقررت الانتقام منها ومن زوجها وأحلت حياة هذه المشاكسة إلى جحيم لا يطاق فكنت أمنعها من اللعب أضربها ضربا مبرحا حتى يسقط الدم من جسمها وأيضا منعت عنها الطعام لفترة طويلة جدا وفي الأخير قررت قتلها ، استدرجتها إلى المطبخ بحجة أنني أعددت لها طعاما ثم قمت بلصق فمها وربطت يديها ورجليها ولم أود قتلها في البداية بل فضلت تعذيبها حتى الموت لتحي بالعذاب الذي سببته لي على مدى سنوات طوال ، وفي البداية قطعت يديها واستمتعت برؤيتها تئن من الألم دون أن تستطيع الاستنجاد بأحد ، ومن ثم قمت بتقطيع رجليها وفي النهاية قمت بقطع رأسها وإنهاء حياتها ، وبعد ذلك وضعت اليدين والرأس والرجلين وأجزاء جسمها الداخلية في كيس قمامة أسود اللون ورميته في القمامة المجاورة للعمارة بينما قمت بتقطيع جسما إربا ثم قمت بتبتيل قطع اللحم ووضعتها في الفرن ، وبعد ذلك قمت بالرحيل ولكني وضعت هدية للسيدة جميلة في خزانة المطبخ أظنها ستشكرني عندما تراها .
    أخذت الخادمة إلى السجن في انتظار محاكمتها . وعندما عرف الزوجان بأن العشاء اللذيذ الذي أكلاه ليلة اختفاء الطفلة والخادمة هو لحم طفلتهما لم يستطيعا الثبات فانهارت جميلة وأصيبت بانهيار عصبي وأصيب الزوج بشلل نصفي من وقع الصدمة عليه ولم يستطيع الصمود كثيرا فمات بعد أسابيع قليلة بينما بقيت جميلة تصارع الذكريات المريرة وحدها بلا أنيس أو صاحب أو ونيس ؟ ولكن هل تعرفون ما هي هدية الخادمة لها ؟ لقد كان قلب الصغيرة خلود في صندوق وقد غرزت شوكة في وسط القلب .. فهل رأيتم كيف ضاعت الإنسانية ؟؟
    تحياتي


    لاحول ولاقوة إلابالله العظيم .........

  • #2
    لا حول ولا قوة
    تشكراتــــــــــــ

    تعليق


    • #3
      العفو اختي العزيزة ومشكورة على المرور الجميل

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        أكتب كلماتي هذه ويداي ترتجفان وقلبي يخفق بقوة من شدة الغضب لِما قرأته اليوم
        لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....لاتعليق أكثر ...
        أتمنى يا عزيزتي السماء الزرقاء أن تنقلي لنا في المرة القادمة قصة غير مأساوية
        نعم لكل قصة عِبرة ولكن هذه القصة مؤلمة جدا جدا لانها بعيدة كل البعد عن الانسانية

        دمتِ بكل الود

        أختكِ بان

        تعليق


        • #5
          لا تشتري العبد الا والعصا معه
          ان العبيد لانجاس مناكيد


          قصة مؤثرة ومقززة ...
          عافانا الله واياكم ، انما هي عبرة لكل الاباء والامهات لعدم ترك اولادهم برعاية الخدم

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم

            انا اسفة اختي العزيزة بان على هذه الحالة التي جعلتك بها بس هذا من واقع الحال يجب ان لا تستغربي لان في كثير من هؤلاء الخدم ما عندهم رحمة ويجب على الاهل ان ينتبهوا وان يكونوا على معرفة جيدة بخدمهم

            واكرر اسفي واعتذاري لكي

            انا ما نشرتها حتى ازعجكم وانما حتى نأخذ الحيطة والحذر

            اسفة للاطالة

            تحياتي

            تعليق


            • #7
              مشكورة حاجة ليلى على المرور وان شاء الله الاباء والامهات مايتركون اولادهم برعاية الخدم

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة السماء الزرقاء
                مشكورة حاجة ليلى على المرور وان شاء الله الاباء والامهات مايتركون اولادهم برعاية الخدم




                بارك الله بك عزيزتي السماء الزرقاء ..
                في هذه القصة عبره هااااامة جدا لحماية أولادنا ...
                يعطيك ألف عافية

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة السماء الزرقاء
                  السلام عليكم

                  انا اسفة اختي العزيزة بان على هذه الحالة التي جعلتك بها بس هذا من واقع الحال يجب ان لا تستغربي لان في كثير من هؤلاء الخدم ما عندهم رحمة ويجب على الاهل ان ينتبهوا وان يكونوا على معرفة جيدة بخدمهم

                  واكرر اسفي واعتذاري لكي

                  انا ما نشرتها حتى ازعجكم وانما حتى نأخذ الحيطة والحذر

                  اسفة للاطالة

                  تحياتي
                  وعليكم السلام و الرحمة

                  لا لا ولايهمچ ياوردة ..وماكو داعي للاعتذار ..و مثل مَگلتي لازم الام والاب يحتاطون هواية من المربية
                  او المسؤولة عن أولادهم..وان لايكون همهم هو شغلهم لو مستقبلهم المهني واللي يفضلوه على تربية أولادهم مع الاسف...

                  شكرا على تعليقكِ الرقيق

                  بان

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الر حيم
                    ان قلب الام , التي تترك طفلتها بيد خادمة تعتني فيها,لاقسى من قلب الخادمة نفسها, انا شخصيا لا افهم , كما وانه غير مقبول على تفكيري , موضوع خروج الام للعمل , وترك الاطفال , واي اطفال , اطفالنا, بغض النظر ان كان الخروج للعمل او للتعليم , او لاي امر اخر ليس بالضرورة الخروج لاجله, .وهذه هي النتائج, اما ان نخسر اطفالنا, كما حدث في هذه القصة مثلا, او ان نخسر ثقتهم بنا , ونحن نرفع شعارات كاذبة,قال ايش , المراة اليوم بالتعليم, او بالشغل, والله انه لامر غريب,كلهن يردن ان يكن سيدات مجتمع, ونرنو لبناء مجتمع افضل, وبيوتاتنا مهدومة من الداخل, فاي مجتمع هذا , واي اسس,ليس هذا الا غزو فكري اخترق مجتمعنا كرصاصة طائشة, وما زال دويها ينخر الاذان حتى الان , وبعد الان, الصحوة, الى متى؟ ارجعوا الى خلاصة امور دينكم , وافهموا الفحوى, لا ىتناقضوا انفسكم لكي تشبعوا غرائز فكرية فاسدة, المجتمع هم اطفالنا,وفلذات اكبادنا فلنمنحهم نحن الحنان لكي يقدموه هم بدورهم الى اطفالهم, كما تعلمون ان الغريب, لن يمنح اطفالنا العطف والحنان, والدين الذي هو اساس كل شيئ, وكلكم عقلاء لتفقهوا حكمة(فاقد الشيئ لا يعطيه).
                    ارجوكم تفكروا في ما اقول, وافحصوا انفسكم, في بيوتكم بميزان العدل وابتعدوا عن الانانية القاتلة والنفاق, واخيرا ليس لنا قدوة افضل من الزهراء , ورسولنا محمد وامامنا علي, فيما لو صدقنا معهم فلنتبع خطاهم, وان لم نفعل, كتبنا مع المنافقين, .
                    الرجاء الاتغضبوا من حديثي بتاتا لانه يوميا يحدث في مجتمعاتنا الاسلامية ما ابشع من هذه الحادثة بكثير, فلا ننتظر لكي نكون من عليه الدور في المستقبل.
                    والسلام عليكم ورحمة الله.

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم ........ أية وحشية وأية قساوة هذه ... نعم هؤلاء تلاميذ أل أمية الذين فعلوا ما فعلوه بحسين وال حسين
                      واأسفاه
                      التعديل الأخير تم بواسطة دمعي على الحسين; الساعة 17-10-2009, 05:00 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        الامومة ضرورة
                        حيوية في المجتمع البشري , تنمي الترابط الروحي والاجتماعي والام هي العامل الاساس في الاسرة اذ يجد الطفل الراحة والامن التام عندما تضمه أمه الى صدرها , يلوذ ويرتمي في احضانها عند اقتراب أي طارئ منه . ذلك الاحساس
                        بالامن يجعله يستجيب لما تمليه عليه توجيهات فهي قادرة على أن تغرس في نفسه اسمى العقائد والخصائل الكريمة . ان الاطفال الذين يحرمون من حنان ورعاية امهاتهم , يعانون من علل جسمية وعقلية ووجدانية… و من هنا احاط الاسلام الانثى منذ صغرها بسياج قوي ومتين يحفظ لها حسن تربيتها, فقد نهى عن ايذائها او تفضيل الذكر عليها , في المقابل اوجب على المرأة رعاية وتربية اطفالها كما اوجب على الرجال الانفاق عليها , وكلاهما يغرسان في ابنائها قيم الفضائل والخلق الكريم .

                        اعداد الام , يعني اعداد الانسان , وبالتالي فأن المرأة لاتحتاج اكثر من النجاح في مدرسة الحياة بكل جوانبها , كي تصبح اما صالحة لاعداد انسان صالح فيما بعد , فالامومة ليست وظيفة بل هي دور ورسالة ومسؤولية كبرى .
                        شرع الاسلام للمرأة , الحقوق التي تتطلبها فطرتها وتستوجبها طبيعة رسالتها فاحترم فيها
                        انسانيتها وسن اسلوب معاملتها وتعهد لها الكفالة والرعاية , لتقوم باقدس رسالة في الحياة ( الامومة ) بكل ما تتضمنه من ارضاع وتربية وتهذيب وان الرسول ( ص ) جعل القيام على امرها سبيلاً الى الجنة . ومن هنا كانت العناية بالانتى في جميع مراحل حياتها , عناية بالمجتمع ككل , كعامل اساس في نمو الطفل بدنياً وعقلياً وروحياً .
                        لاشك ان هناك ارتباطاً وثيقاً لا ينفعهم بين
                        الطفولة والامومة , فلو لا الامومة لا توجد الطفولة واذا وجدت فانها في حاجة ماسة لعطاء الامومة وحنانها ورعايتها ولو لا الطفولة ما ظهرت ملامح العظمة في عطاء الامومة وكيانها الانساني المبدع , فالامومة تتضح دائماً بالعطاء وتتغنى به طول التاريخ الانساني وقد حفظ لها هذا التاريخ في ذاكرته صفحات ناصعة تدل دلالة قاطعة على ان الامومة اودعها الله سر الحنان والعطف على صغارها لتحيطهم بحناحيها فتمنحهم الحب والحنان لترى بعد رحلة طويلة , رجالا يقيمون للمجتمع اعمدته واساسه كما اثبت التاريخ ان انحراف الامومة عن اداء دورها مضيع ليقم الطفولة ومستقبلها ومؤدي بها الى التهلكة والتشرد , فكم من طفولة فقدت نضارتها ورقتها وانسانيتها لفقدها حنان الامومة وكم من طفولة تلقفتها ايدي الجريمة لانها لم تجد الامومة الواعية المدركة لدورها وهذا لا يعني ان نقلل من دور الاب ولكن الامومة لها بصماتها الواضحة التي لا تنمحي من ذاكرة الطفولة خصوصاً في سنواتها الاولى قبل ان تشب عن الطوق , وحتى لم شبت عنه فانها تتعامل مع الحياة من خلال العوامل النفسية المعتملة داخلها خلال السنوات الخمس الاولى بشكل او بآخر ما يبرهن على اهمية دور الامومة . واذا اردنا ان نتعرض
                        للامومة والاسلام فلابد ان نتعرض لوضعها في الجاهلية ووضعها في الاسلام لنرى فضل الاسلام في صقل قدرات الامومة وحفضها من الانحراف عن اداء دورها الفاعل في بناء المجتمع المسلم بعد ان اعطاها حقوقها المشروعة كنصف المجتمع ومكنها من العيش الهانئ الكريم في كنف اسرة نعتبرها الركن الركين في اخراج اجيال المستقبل . ويمكن بصفة عامة ان نميز بين طبقتين من المجتمع الجاهلي :


                        طبقة الاشراف : كانت العلاقة بين الرجل والمرأة على درجة كبيرة من الرقي , اذ كان للمرأة من حرية الارادة ونفاذ العقول , القسط الاكبر وكانت محترمة اذ كان الرجل يبحث في الام عن عراقة الاصل وعلو النسب , يعتز الرجل ويسعى على ان تكون زوجته حرمة تحمى وكان مجرد تعريض الام للون من الوان الضعة او الهوان يحدث حرباً ضروساً لاتنتهي فالامومة كانت مقدسة في الجاهلية لما للام من مكانة مرموقة . وكان الرجل يعرف وضع الام ومالها من اثر على أبنائة ويعرف ما يعكسه عملها ودورها من ضلال ،فعمل على ان يختار ويدقق في الاختيار من النساء حتى تكون في المستقبل أماً لاولاد لاتهون ولاتطأطئ الرأس .
                        وقد كانت الام تعرف دورها كأم ومكانتها كصانعة اجيال فعملت على ان تكون مرفوعة الرأس وان يكون ابناؤها كذلك وذلك يؤكد حرص ارتباط الرجل بالمرأة بعقد زواج تحت اشراف اوليائها .

                        اوساط اخرى : انتشر بينها انواع اخرى من الاختلاط بين الرجل والمرأة لاتستطيع ان تعبر عنه الا بالدعارة والمجون والفاحشة وكان من المعروف في اهل الجاهلية حروب القبائل التي يسبى فيها نساء المهزوم فيستحلها المنتصر ولكن الاولاد الذين تكون هذه امهم يلحقهم العار مدة حياتهم , ومن المعروف ايضاً تعدد الزوجات بغير حد معروف ينتهي اليه والطلاق بلا حدود . من هنا نستنتج ان الامومة في الجاهلية كانت متارجحة الموقف فتارة مقدسة واخرى مهينة لا تستطيع ان تذب عن صغارها العار والشنار .
                        الامومة اذن… لايمكن ان تتحقق الا بتحقق مقدماتها واعني الانجاب , والطفولة لا يمكن ان تولد من فراغ , او تنبثق من عدم فلا بد لها من امومة .. ومن هنا يتاكد ان هناك تلازما جذرياً خالداً ينهض بين الامومة من جهة والطفولة من جهة آخرى , ومن هنا يتحتم كذلك ان لا نقدم الحواجز الشاهقة بين طبيعة الحديث عن الامومة او طبيعة الحديث عن الطفولة .


                        وقد يقال هنا : ليس من اللازم ان توجد الطفولة ليتحقق معنى الامومة في الانثى فما اكثر ما رأينا عبر الاجيال البشرية ومراحل التاريخ من امهات لم يعقبن ذكراً ولا انثى ومع ذلك فقد كن امهات رائدات أليست امهات المؤمنين– مثلاً– لنا أمهات مع انحسام الروابط المادية بيننا وبينهن ؟
                        نحن لانجهل ان كل انثى في تاريخ البشر مهما كان لونها او جنسها تتربع على عرش الامومة الروحية للملايين اذا استوت على افق معين من افاق التفوق الانساني .
                        ولكننا هنا فث مثل هذا البحث لسنا بصدد الحديث عن الامومة بمعناها المجازي العام وانما الحديث عن الامومة النوعية التي تحتضن صغارها ساكبة حنان قلبها في ثنايا قلوبهم لترى بعد رحلة شاقة هؤلا الاطفال وقد اصبحوا رجالاً .
                        ترتبط الامومة دوماً بالغريزة وهي غريزة طبيعية لدى المرأة كما يعتقد معظم الناس علماً ان غريزة الامومة لاتتفتح في المرأة لا مع الحمل والانجاب وهذه الغريزة كما هي الحال بالنسبة للغرائز الاخرى ذات وظيفة بنائية اساسية في الحياة الانسانية وهدفها حماية الطفل ورعايتة حتى اكتمال نضجه , فلا شك ان ذاك المخلوق الصغير العاجز , لا يمكنة ان يخطو خطواته الاولى في الحياة دون معين , فهو عاجز عن التحكم بجسده وتأمين حاجياته وبذلك فإن غريزة الامومة هي نعمة الهية كبرى من قبيل التسخير الالهي لطاقة المرأة للحب والعناية بالانسان خصوصاً اذا ما آمنا ان حب الام لا ينتظر مقابلاً .
                        ان الاقرار بأن الامومة هي دور غريزي تقوم به المرأة يسلب هذا الدور جزءاً كبيراً من قدسيته ويدفع الى التساؤل حول قول الرسول الاكرم ( ص ) :
                        الجنة تحت أقدام الامهات . فالامومة حسب مايوحيه قول الرسول ( ص ) ليست مجرد غريزة تحرك المرأة باتجاه الاعتناء بالطفل ورعايته وحمايته , بل هي تتجاوز البعد الغريزي الى أبعاد انسانية أكبر , وهذه والابعاد تحديداً هي التي تميز أما عن اخرى والتي تجعل من الامومة دوراً انسانياً لا وظيفة بيولوجية محضة . واغلب الناس يعتقد بأن المرأة خلقت لتكون أماً وان الامومة هي دورها الاساس والوحيد في الحياة وبالتالي فإن اختصاص المرأة الاوحد يجب ان ينصب على اعدادها لدورها المستقبلي كأم .
                        أهمية الامومة كدور تربوي واعدادي للانسان , لايترك مجالاً للشك في ان الامومة رسالة مقدسة خصت بها المرأة تكريماً ولكن البعد الغريزي لهذا الدور يجعل من حصر مهام المرأة في الحياة بناء على اساسية دورها كأم , انتقاصاً من انسانيتها , فالغريزة لاتكفي لبناء الحياة الانسانية كما هو الحال بالنسبة للحيوان وهذا امر بديهي وبالتالي فأن عزل المرأة الكامل عن الحياة بحجة ان دورها المستقبلي كأم يحتم ذلك .


                        أمر بغاية الخطورة , والخطورة تكمن في الاختزال الحاصل لدور الام الى مجموعة من المسؤوليات التي تتناول ارضاع الطفل واطعامه وتنويمه ومساعدته في واجباته المدرسية فيما بعد وما الى ذلك ومما لاشك فيه ان هذه المهام والمسؤوليات ذات اهمية بالغه بالنسبة للعناية بالطفل , ولكن بما ان الانسان لايحيا باخبز وحده , فأنه لا ينشأ أيضاً على تلبية حاجاته الحياتية فحسب , ولاحتى على الاغتراف النهم من عاطفة الام الغريزية , فتلك العاطفة لاتكفي لتغطية جميع ابعاد الرسالة , فما هو دور الام اذن ؟ وكيف يتحقق لها الاضطلاع الحقيقي بهذا الدور ؟ .
                        وصف دور الام بالرسالة , ينزع عن هذا الدور بعده الغريزي المحض , وان تضمنه حتماً , ويسبغ عليه ابعاداً اخرى اكثر حساسية واهميةفي الحياة الانسانية , الامر الذي يوقع الكثير من الامهات في التقصير او القصورعن اداء هذا الدور المعقد و والحقيقة ان الامومة ليست علماً خاصاً بذاته , لانها واقع غريزي للعطاء بلا حدود , وفيض محبة وعاطفة و ولكنها ليست ذلك فقط بل هي اكرم من ذلك , انها وظيفية اعداد الانسان , الامر الذي يفترض قبل كل شئ الاعتراف الكامل بانسانية المرأة , ويستلزم فتح آفاق الحياة الواسعة امامها كي تحقق تكاملها الشخصي , الذي تستطيع به بناء الانسان والا فان أي انتقاص من انسانية المرأة يعزلها عن الحياة و ويعيقها عن اداء دورها كأم حقيقية .
                        اعداد الام , يعني اعداد الانسان , وبالتالي فأن المرأة لا تحتاج اكثر من النجاح في مدرسة الحياة بكل جوانبها , كي تصبح اما صالحة لاعداد انسان صالح فيما بعد , فالامومة ليست وظيفة بل هي دور ورسالة ومسؤولية كبرى .

                        تعليق


                        • #13
                          الامومة ضرورة
                          حيوية في المجتمع البشري , تنمي الترابط الروحي والاجتماعي والام هي العامل الاساس في الاسرة اذ يجد الطفل الراحة والامن التام عندما تضمه أمه الى صدرها , يلوذ ويرتمي في احضانها عند اقتراب أي طارئ منه . ذلك الاحساس
                          بالامن يجعله يستجيب لما تمليه عليه توجيهات فهي قادرة على أن تغرس في نفسه اسمى العقائد والخصائل الكريمة . ان الاطفال الذين يحرمون من حنان ورعاية امهاتهم , يعانون من علل جسمية وعقلية ووجدانية… و من هنا احاط الاسلام الانثى منذ صغرها بسياج قوي ومتين يحفظ لها حسن تربيتها, فقد نهى عن ايذائها او تفضيل الذكر عليها , في المقابل اوجب على المرأة رعاية وتربية اطفالها كما اوجب على الرجال الانفاق عليها , وكلاهما يغرسان في ابنائها قيم الفضائل والخلق الكريم .

                          اعداد الام , يعني اعداد الانسان , وبالتالي فأن المرأة لاتحتاج اكثر من النجاح في مدرسة الحياة بكل جوانبها , كي تصبح اما صالحة لاعداد انسان صالح فيما بعد , فالامومة ليست وظيفة بل هي دور ورسالة ومسؤولية كبرى .
                          شرع الاسلام للمرأة , الحقوق التي تتطلبها فطرتها وتستوجبها طبيعة رسالتها فاحترم فيها
                          انسانيتها وسن اسلوب معاملتها وتعهد لها الكفالة والرعاية , لتقوم باقدس رسالة في الحياة ( الامومة ) بكل ما تتضمنه من ارضاع وتربية وتهذيب وان الرسول ( ص ) جعل القيام على امرها سبيلاً الى الجنة . ومن هنا كانت العناية بالانتى في جميع مراحل حياتها , عناية بالمجتمع ككل , كعامل اساس في نمو الطفل بدنياً وعقلياً وروحياً .
                          لاشك ان هناك ارتباطاً وثيقاً لا ينفعهم بين
                          الطفولة والامومة , فلو لا الامومة لا توجد الطفولة واذا وجدت فانها في حاجة ماسة لعطاء الامومة وحنانها ورعايتها ولو لا الطفولة ما ظهرت ملامح العظمة في عطاء الامومة وكيانها الانساني المبدع , فالامومة تتضح دائماً بالعطاء وتتغنى به طول التاريخ الانساني وقد حفظ لها هذا التاريخ في ذاكرته صفحات ناصعة تدل دلالة قاطعة على ان الامومة اودعها الله سر الحنان والعطف على صغارها لتحيطهم بحناحيها فتمنحهم الحب والحنان لترى بعد رحلة طويلة , رجالا يقيمون للمجتمع اعمدته واساسه كما اثبت التاريخ ان انحراف الامومة عن اداء دورها مضيع ليقم الطفولة ومستقبلها ومؤدي بها الى التهلكة والتشرد , فكم من طفولة فقدت نضارتها ورقتها وانسانيتها لفقدها حنان الامومة وكم من طفولة تلقفتها ايدي الجريمة لانها لم تجد الامومة الواعية المدركة لدورها وهذا لا يعني ان نقلل من دور الاب ولكن الامومة لها بصماتها الواضحة التي لا تنمحي من ذاكرة الطفولة خصوصاً في سنواتها الاولى قبل ان تشب عن الطوق , وحتى لم شبت عنه فانها تتعامل مع الحياة من خلال العوامل النفسية المعتملة داخلها خلال السنوات الخمس الاولى بشكل او بآخر ما يبرهن على اهمية دور الامومة . واذا اردنا ان نتعرض
                          للامومة والاسلام فلابد ان نتعرض لوضعها في الجاهلية ووضعها في الاسلام لنرى فضل الاسلام في صقل قدرات الامومة وحفضها من الانحراف عن اداء دورها الفاعل في بناء المجتمع المسلم بعد ان اعطاها حقوقها المشروعة كنصف المجتمع ومكنها من العيش الهانئ الكريم في كنف اسرة نعتبرها الركن الركين في اخراج اجيال المستقبل . ويمكن بصفة عامة ان نميز بين طبقتين من المجتمع الجاهلي :


                          طبقة الاشراف : كانت العلاقة بين الرجل والمرأة على درجة كبيرة من الرقي , اذ كان للمرأة من حرية الارادة ونفاذ العقول , القسط الاكبر وكانت محترمة اذ كان الرجل يبحث في الام عن عراقة الاصل وعلو النسب , يعتز الرجل ويسعى على ان تكون زوجته حرمة تحمى وكان مجرد تعريض الام للون من الوان الضعة او الهوان يحدث حرباً ضروساً لاتنتهي فالامومة كانت مقدسة في الجاهلية لما للام من مكانة مرموقة . وكان الرجل يعرف وضع الام ومالها من اثر على أبنائة ويعرف ما يعكسه عملها ودورها من ضلال ،فعمل على ان يختار ويدقق في الاختيار من النساء حتى تكون في المستقبل أماً لاولاد لاتهون ولاتطأطئ الرأس .
                          وقد كانت الام تعرف دورها كأم ومكانتها كصانعة اجيال فعملت على ان تكون مرفوعة الرأس وان يكون ابناؤها كذلك وذلك يؤكد حرص ارتباط الرجل بالمرأة بعقد زواج تحت اشراف اوليائها .

                          اوساط اخرى : انتشر بينها انواع اخرى من الاختلاط بين الرجل والمرأة لاتستطيع ان تعبر عنه الا بالدعارة والمجون والفاحشة وكان من المعروف في اهل الجاهلية حروب القبائل التي يسبى فيها نساء المهزوم فيستحلها المنتصر ولكن الاولاد الذين تكون هذه امهم يلحقهم العار مدة حياتهم , ومن المعروف ايضاً تعدد الزوجات بغير حد معروف ينتهي اليه والطلاق بلا حدود . من هنا نستنتج ان الامومة في الجاهلية كانت متارجحة الموقف فتارة مقدسة واخرى مهينة لا تستطيع ان تذب عن صغارها العار والشنار .
                          الامومة اذن… لايمكن ان تتحقق الا بتحقق مقدماتها واعني الانجاب , والطفولة لا يمكن ان تولد من فراغ , او تنبثق من عدم فلا بد لها من امومة .. ومن هنا يتاكد ان هناك تلازما جذرياً خالداً ينهض بين الامومة من جهة والطفولة من جهة آخرى , ومن هنا يتحتم كذلك ان لا نقدم الحواجز الشاهقة بين طبيعة الحديث عن الامومة او طبيعة الحديث عن الطفولة .


                          وقد يقال هنا : ليس من اللازم ان توجد الطفولة ليتحقق معنى الامومة في الانثى فما اكثر ما رأينا عبر الاجيال البشرية ومراحل التاريخ من امهات لم يعقبن ذكراً ولا انثى ومع ذلك فقد كن امهات رائدات أليست امهات المؤمنين– مثلاً– لنا أمهات مع انحسام الروابط المادية بيننا وبينهن ؟
                          نحن لانجهل ان كل انثى في تاريخ البشر مهما كان لونها او جنسها تتربع على عرش الامومة الروحية للملايين اذا استوت على افق معين من افاق التفوق الانساني .
                          ولكننا هنا فث مثل هذا البحث لسنا بصدد الحديث عن الامومة بمعناها المجازي العام وانما الحديث عن الامومة النوعية التي تحتضن صغارها ساكبة حنان قلبها في ثنايا قلوبهم لترى بعد رحلة شاقة هؤلا الاطفال وقد اصبحوا رجالاً .
                          ترتبط الامومة دوماً بالغريزة وهي غريزة طبيعية لدى المرأة كما يعتقد معظم الناس علماً ان غريزة الامومة لاتتفتح في المرأة لا مع الحمل والانجاب وهذه الغريزة كما هي الحال بالنسبة للغرائز الاخرى ذات وظيفة بنائية اساسية في الحياة الانسانية وهدفها حماية الطفل ورعايتة حتى اكتمال نضجه , فلا شك ان ذاك المخلوق الصغير العاجز , لا يمكنة ان يخطو خطواته الاولى في الحياة دون معين , فهو عاجز عن التحكم بجسده وتأمين حاجياته وبذلك فإن غريزة الامومة هي نعمة الهية كبرى من قبيل التسخير الالهي لطاقة المرأة للحب والعناية بالانسان خصوصاً اذا ما آمنا ان حب الام لا ينتظر مقابلاً .
                          ان الاقرار بأن الامومة هي دور غريزي تقوم به المرأة يسلب هذا الدور جزءاً كبيراً من قدسيته ويدفع الى التساؤل حول قول الرسول الاكرم ( ص ) :
                          الجنة تحت أقدام الامهات . فالامومة حسب مايوحيه قول الرسول ( ص ) ليست مجرد غريزة تحرك المرأة باتجاه الاعتناء بالطفل ورعايته وحمايته , بل هي تتجاوز البعد الغريزي الى أبعاد انسانية أكبر , وهذه والابعاد تحديداً هي التي تميز أما عن اخرى والتي تجعل من الامومة دوراً انسانياً لا وظيفة بيولوجية محضة . واغلب الناس يعتقد بأن المرأة خلقت لتكون أماً وان الامومة هي دورها الاساس والوحيد في الحياة وبالتالي فإن اختصاص المرأة الاوحد يجب ان ينصب على اعدادها لدورها المستقبلي كأم .
                          أهمية الامومة كدور تربوي واعدادي للانسان , لايترك مجالاً للشك في ان الامومة رسالة مقدسة خصت بها المرأة تكريماً ولكن البعد الغريزي لهذا الدور يجعل من حصر مهام المرأة في الحياة بناء على اساسية دورها كأم , انتقاصاً من انسانيتها , فالغريزة لاتكفي لبناء الحياة الانسانية كما هو الحال بالنسبة للحيوان وهذا امر بديهي وبالتالي فأن عزل المرأة الكامل عن الحياة بحجة ان دورها المستقبلي كأم يحتم ذلك .


                          أمر بغاية الخطورة , والخطورة تكمن في الاختزال الحاصل لدور الام الى مجموعة من المسؤوليات التي تتناول ارضاع الطفل واطعامه وتنويمه ومساعدته في واجباته المدرسية فيما بعد وما الى ذلك ومما لاشك فيه ان هذه المهام والمسؤوليات ذات اهمية بالغه بالنسبة للعناية بالطفل , ولكن بما ان الانسان لايحيا باخبز وحده , فأنه لا ينشأ أيضاً على تلبية حاجاته الحياتية فحسب , ولاحتى على الاغتراف النهم من عاطفة الام الغريزية , فتلك العاطفة لاتكفي لتغطية جميع ابعاد الرسالة , فما هو دور الام اذن ؟ وكيف يتحقق لها الاضطلاع الحقيقي بهذا الدور ؟ .
                          وصف دور الام بالرسالة , ينزع عن هذا الدور بعده الغريزي المحض , وان تضمنه حتماً , ويسبغ عليه ابعاداً اخرى اكثر حساسية واهميةفي الحياة الانسانية , الامر الذي يوقع الكثير من الامهات في التقصير او القصورعن اداء هذا الدور المعقد و والحقيقة ان الامومة ليست علماً خاصاً بذاته , لانها واقع غريزي للعطاء بلا حدود , وفيض محبة وعاطفة و ولكنها ليست ذلك فقط بل هي اكرم من ذلك , انها وظيفية اعداد الانسان , الامر الذي يفترض قبل كل شئ الاعتراف الكامل بانسانية المرأة , ويستلزم فتح آفاق الحياة الواسعة امامها كي تحقق تكاملها الشخصي , الذي تستطيع به بناء الانسان والا فان أي انتقاص من انسانية المرأة يعزلها عن الحياة و ويعيقها عن اداء دورها كأم حقيقية .
                          اعداد الام , يعني اعداد الانسان , وبالتالي فأن المرأة لا تحتاج اكثر من النجاح في مدرسة الحياة بكل جوانبها , كي تصبح اما صالحة لاعداد انسان صالح فيما بعد , فالامومة ليست وظيفة بل هي دور ورسالة ومسؤولية كبرى .

                          تعليق


                          • #14
                            مشكورين على المرور وحياكم الله ووفقكم لكل خير ان شاء الله................تحياتي

                            تعليق


                            • #15
                              لاحول ولاقوة لا بالله العلي العظيم ..... والله قصة مؤثرة ..... ماكو افضل من تربية الوالدين لأولادهم.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                              ردود 13
                              2,142 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 14-07-2023, 11:53 AM
                              استجابة 1
                              110 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                              ردود 2
                              345 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X