إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مع الشيخ إبراهيم الجنادي حول عصمة الأئمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مع الشيخ إبراهيم الجنادي حول عصمة الأئمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ إبراهيم الجنادي : (المدخل الأساسي الذي ولج منه الشيعة إلى ضلالاتهم هو باب الإمامة وما ارتبط به من أمور متعددة ومتشعبة، كان على رأسها القول بعصمة الأئمة وأنهم لا ينطقون عن الهوى، وساوى هؤلاء بين أئمتهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ورفعوهم أعلى من مكانه الجليل المعصوم.
    والإمام المعصوم عند الشيعة الإثني عشرية هو أحد الأئمة الإثني عشر من نسل الإمام الأول علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، الذين توارثوا العلم و الحكمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و هم حسب اعتقاد القوم أئمة معصومين في التبليغ عصمة الأنبياء، و كلامهم تشريعي يعتبر بمثابة الحديث النبوي في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
    وبذلك يشمل الحديث عند الشيعة: حديث النبي صلى الله عليه وسلم المنقول على ألسنة الأئمة أو أحاديث الأئمة أنفسهم أيضا، لقول الإمام جعفر الصادق: "حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله حديث الله عزّ وجلّ ".
    )
    أقول :
    أولاً: كان على الشيخ الجنادي بدل هذا الكلام الإنشائي الذي يحاول من خلاله نقض قول الشيعة بعصمة أئمتهم الطاهرين عليهم السلام أن يستعرض الأدلة التي يقيمونها لإثبات هذه العقيدة ويناقشها دليلاً دليلاً ويورد نقضه عليها ويردّها ردّاً علميّاً، لأن مثل هذه الطريقة التي استخدمها هنا ليست بمقبولة لدى المثقفين وأهل العلم، وإنّما يطالبون بنقض الدليل بالدليل ومقارعة الحجة بالحجة، فهل يرضى الجنادي أن ينقض الشيعة عقائده التي هي في نظرهم عقائد باطلة فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان ويدحضونها بكلام عار من الدليل والبرهان ؟
    فإذا كان لا يرضى بذلك فإن الشيعة أيضاً لا يرضون به، فالشيعة لديهم أدلة يقيمونها على عقائدهم مصدرها الكتاب والسنة الشريفة، ويؤيدونها أحياناً بدليل العقل أيضاً.
    ثانياً: نعم يؤمن الشيعة بأن الأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام – الذين ثبت لهم بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة أنّهم أئمة من الله عزّ وجل بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم - أنّهم معصومون من الذنب والخطأ والنسيان والسهو، ومن أدلتهم في ذلك :
    إن الإمام هو القائم بوظائف النبي صلى الله عليه وآله بعد رحيله ما عدا وظيفة الوحي – بمعنى الإتيان بالشريعة – وذلك لأن الشريعة قد اكتملت في حياة النبي صلى الله عليه وآله فلا حاجة لوجود شخص يشغل هذا المنصب بعده، فالإمام هو المبين للأحكام الشرعية والموضح لمعاني آيات القرآن الكريم ومفاهيمه حسب الواقع – أي حسب ما نزلت هذه الأحكام، وما نزل من بيان وتفسير لآيات القرآن من الله عزّ وجل للنبي صلى الله عليه وآله عن طريق الوحي - ولا يمكن لأحد أن يؤدي ذلك ويقوم به كما كان النبي صلى الله عليه وآله يقوم به إلاّ إذا اتصف بصفتين:-
    الأولى : أن يكون نظير النبي صلى الله عليه وآله في علمه بمعارف الشريعة وأحكامها وبمفاهيم القرآن الكريم وتفسير آياته وبيان معانيه .
    الثانية : أن يكون معصوماً من الذنب والخطأ والنسيان والسهو .
    أمّا كونه نظير النبي صلى الله عليه وآله في علمه فواضح، لأنه لو لم يكن كذلك لما أمكنه القيام بهذه الوظيفة لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
    أمّا أنه يلزم أن يكون معصوماً من الذنب والخطأ والنسيان والسهو ، فلأنه لو لم يكن كذلك فلربما يقتحم الذنب والمعصية فيبين معارف الشريعة أو أحكامها أو يفسر آيات الكتاب العزيز على غير وجهها الصحيح، أو يخطأ في بيان هذه المعارف والأحكام وتفسير الآيات القرآنية، أو ينسى شيئاً منها أو بيانها ومعناها أو يسهو عن ذلك.
    ثم أنّ من وظائف الإمام أيضاً المحافظة على الشريعة الغراء من التغيير والتبديل والتحريف والقيام بهذا الأمر لا يتأتى إلاّ لمن كان معصوماً وعالماً بالشريعة تمام العلم.
    ثم أن الداعي إلى لزوم نصب الإمام هو جواز الخطأ على الأمة، والإمام المنصوب إمّا أن يجوز عليه الخطأ أو لا يجوز، فإن جاز عليه الخطأ فلا فائدة من نصبه فيحتاج إلى إمام آخر، وهذا الآخر إمّا أن يكون مثل الأول أو لا يكون، فإن كان مثله فلا فائدة أيضاً من نصبه فيحتاج إلى ثالث وهكذا فيلزم منه التسلسل أو الدّور وكلاهما باطل ، وإن لم يكن مثل الأول – أي لم يجز عليه الخطأ – ثبت المطلوب، وهو لزوم عصمة الإمام عن الخطأ.
    والمستفاد من آيات الكتاب المجيد لزوم عصمة ولي الأمر والإمام يقول الله عزّ وجل : [ وَإِذ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ] ( البقرة : 124)، ففي هذه الآية ينفى سبحانه وتعالى أن ينال الظالم أي عهد من عهوده، فالآية تقرر أن الظالم لا يصلح أن يكون إماماً، والذي لم يتصف في آن من آنات حياته بظلم هو المعصوم فثبت من الآية الكريمة أن الإمام يلزم أن يكون معصوماً.
    وقال تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي اْلأَمْرِ مِنْكُمْ] ( النساء : 59)، وظاهر الآية الكريمة يدل على أن الله سبحانه وتعالى أمر بطاعة أولي الأمـر على وجـه الإطـلاق والجـزم فـي جميـع الحالات دون أن يقيّد طاعتهم بحالة معيّنة أو شيء ما، ومن كان الأمر بطاعته على هذا الشكل فإنه يجب أن يكون معصوماً، وإلاّ لما صحّ الأمر بطاعته على وجه الإطلاق وبلا قيد أو شرط .
    وقد بيّن عالم أهل السنة الفخر الرازي في تفسيره الكبير عند تفسير الآية الكريمة كيفيّة إفادتها عصمة أولي الأمر فقال : ( إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بدّ وأن يكون معصوماً عن الخطأ إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته فيكون ذلك أمراً بفعل الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهـي عنه ، فهذا يقضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وأنـه محال ، فثبت أن الله أمـر بطاعة أولي الأمـر على سبيل الجزم، وثبت أن كل مـن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في الآية لا بد وأن يكون معصوماً ) (تفسير الفخر الرازي 10/144) .
    فهذه أدلة على عصمة الإمام بما هو إمام وولي أمر، أمّا الأدلة على عصمة الأئمة من عترة النبي صلى الله عليه وآله فعديدة منها :
    يتبع ... يتبع ... يتبع

  • #2
    بارك الله بكم سيدي على هذا التوضيح والبيان وانشاء الله نكون دائما مطيعين لله ورسوله واولي الامر ائمتنا الاطهار
    ونرجو ان لا ياتي الان من الناصبيون من يكفر ويقول بانه خطا لان هذه هي عادتهم المهم اخي بارك الله بك وسنتتبع معك البقية
    السلام عليكم
    واللهم صلي على محمد وال محمد

    تعليق


    • #3
      متابع شيخنا الفاضل

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        قولـه صلى الله عليه وآله : ( أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي ) (صحيح سنن الترمذي 3/543 حديث رقم : 3786 ، وصحيح الجامع الصغير وزياداته 1/533 برقم : 2748 ) .
        وفـي نص آخر قـال صلى الله عليه وآله : ( إني تارك فيكـم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهـل بيتي ، ولن يفتـرقا حتى يـردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) (صحيح سنن الترمذي 3/543 برقم : 3788 ، وصحيح الجامع الصغير وزياداته 1/482 برقم : 2458 ) .
        وهذا الحديث يعرف بحديث الثقلين، والمراد من العترة وأهل البيت فيه هم الأئمة الإثنا عشر الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وآله خلفاء في أمته وأشار إليهم بقوله : (لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) (صحيح مسلم 3/1453) .
        وحديث الثقلين صريح في دلالته على عصمة العترة ومن عدة وجوه :
        أولاً : إن النبي صلى الله عليه وآله أمر فيه بإتباع عترته على وجه الإطلاق بدون قيد أو شرط، ومن كان الأمر بطاعته كذلك فلا يكون إلاّ معصوماً ، فحاشا النبي صلى الله عليه وآله أن يأمر على نحـو الإطلاق بإتباع من يعلـم ويحتمل خطأه ومخالفته للكتاب والسنة .
        ثانياً : أنه جعل التمسك بهم مانعاً من الضلال كالقرآن الكريم، ومن كان جائزاً عليـه الضلال لا يكون مانعـاً منه، فالنتيـجة أن عترة النبي صلى الله عليه وآله غير جائز في حقهم الضلال، ومن كان كذلك كان معصوماً .
        ثالثاً : أنه صلى الله عليه وآله قرنهم بالكتاب وأمر بإتباعهما معاً فكما أن الكتاب منزّه من كل باطل فأهل البيت كذلك وهو عين العصمة .
        رابعـاً : أنه صلى الله عليه وآله صرّح بأنهم لا يفارقـون الكتاب، وهو لا يفارقهـم، فهم لا يخالفونه في زمن من الأزمنة ووقت مـن الأوقات، فإذا كانوا كذلك كانوا معصومين .
        ومنها قوله صلى الله عليه وآله : ( مثـل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ) (المستدرك على الصحيحين 2/486 و3/163 وقال عنه الحاكم : حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ).
        وفي لفظ آخر : ( إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح مـن ركبها نجا ومن تخلف عنها غـرق ، وإنما مثل أهـل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسـرائيل مـن دخـله غفر له) (مسند البزار 9/343 برقم : 3900) .
        والحديث واضح الدلالة على عصمتهم لأن التخلف عنهم حال الخطأ لا يعد هلاكاً والنبي صلى الله عليه وآله جزم فيه بأن النجاة في إتباعهم والهلاك في التخلف عنهم ، فثبت أنهم لا يخطئون ، فإذا هم معصومون .
        ومنها قوله صلى الله عليه وآله : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) (المستدرك على الصحيحين 3/162 برقم 4715 وقال عنه : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
        فلـو كان أهــل البيت عليهم السلام يخطئــون لجازت مخالفتهـم في الخطأ، ولا يكـون مخالفـهم -حال ذلك – من حزب إبليس، ولما أن النبي صلى الله عليه وآله اعتبر مخالفهم مطلقاً من حزب إبليس علمنا أنهم لا يخطئون، ومن لا يخطئ مطلقاً هو المعصوم ، فالنتيجة أن أهل البيت معصومون .
        وآية التطهير وهي قوله تعالى : [ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ] دليل على عصمة ثلاثة من الأئمة وهم الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام فقد ثبت بالأدلة الصحيحة والصريحة نزولها في أصـحاب الكساء وتخصيص النبـي صلى الله عليه وآله مفهـوم أهل البيـت فيهـا بهم دون غيرهم :
        أخرج ذلك الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين عن أم سلمة رضوان الله تعالى عليها أنها قالت : ( في بيتي نزلت هذه الآية [ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ] قالت : فأرسل رسول الله رضي الله عنهم إلى علـي وفاطمـة والحسن والحسين رضـوان الله عليهم أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .
        قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت قال : إنك إلى خير ، وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق ) (المستدرك على الصحيحين 2/451 حديث رقم : 3558 ، قال الحاكم النيسابوري : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم ) .
        أمّا دلالتها على العصـمة فهي في غايـة الوضوح والجـلاء، فالله سبحانه وتعالى أراد لأهـل البيت بإرادته التكوينية التي لا يختلف المراد فيها عن الإرادة أن يكونوا مطهرين من كل الأقذار المادية منها والمعنوية، فكشف من خلال الآية الكريمة عن هذه الإرادة وتحقق ذلك بالنسبة إليهم، فتكون آية التطهير كاشفة عن طهارة المخاطبين بها من كل الأرجاس والأدناس، المادية منها والمعنوية، وذلك عين العصمة وحقيقتها .
        وأمّـا أدلـة عصمة الإمـام علـي بن أبي طالب عليه السلام بالخصوص من مصادر أهل السنة فعديدة ، أكـتفي بذكر دليلين منها :
        ما رواه أبو يعلى في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال : ( كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فخرج علينا فقال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا بلى، قال: خياركم الموفون المطيبون، إن الله يحب الحفي التقي، قـال : ومر علي بن أبي طالب فقـال: الحق مع ذا ، الحق مع ذا ) (مسند أبـي يعلى 2/318 برقم : 1052 ، ورواه عنه الهيثمي فـي مجمع الزوائد 7/235 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات) .
        فالنبي صلى الله عليه وآله في قوله (الحق مع ذا) يخبر على نحو الإطلاق أن علياً عليه السلام لا يفارق الحق، فهو معه دائماً وأبداً وبتاتاً، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله لا يرى عصمة علي ويحتمل إمكانية وقوعه في الخطأ لما صح أن يخبر عنه بذلك وبهذا الشكل المطلق، فثبت أن قوله صلى الله عليه وآله هذا دليل على عصمة علي عليه السلام .
        وما رواه الحاكم النيسابوري عن أم سلمة رضوان الله تعالى عليها أن النبي صلى الله عليه وآله قال : (علي مع القـرآن والقـرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) (المستدرك على الصحيحين 3/134 برقم : 4628 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد).
        والاستدلال بهذا الحديث على عصمة الإمام علي عليه السلام شبيه بالاستدلال بالحديث السابق، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله لا يرى عصمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ويحتمل وقوعه في الخطأ لما أخبر على وجه الإطلاق بأن علياً عليه السلام لا يفارق القرآن والقرآن لا يفارقه، فلما أن أخبر النبي صلى الله عليه وآله بهذه الطريقة المطلقة عن ذلك علمنا أن علياً معصوم .
        ومنها ما رواه الحاكم أيضاً بسنده عن أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه أنّه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني ومن عصى عليّاً فقد عصاني ) ( المستدرك على الصحيحين 3/131 رواية رقم: 4617 وقال الحاكم النيسابوري : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
        والإستدلال بهذا الحديث الشريف على عصمة الإمام علي عليه السلام شبيه بالاستدلال بقوله تعالى : :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي اْلأَمْرِ مِنْكُمْ] على عصمة ولي الأمر، فالنبي صلى الله عليه وآله جعل طاعة عليٍّ عليه السلام كطاعته وطاعة الله عزّ وجل، فكما أنّ طاعة الله عز وجل ورسوله واجبة فكذلك طاعة علي عليه السلام واجبة، وأمر صلى الله عليه وآله بطاعة عليه السلام على سبيل الجزم دون قيد أو شرط، ومن أمر النبي صلى الله عليه وآله بطاعته على هذا النحور لا بدّ وأن يكون معصوماً، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ والذنب كان بتقدير إقدامه على الخطأ والذنب يكون قد أمر الله بمتابعته فيكون ذلك أمراً بفعل الخطأ والذنب، والله ورسوله قد نهيا عن الذنب وارتكاب الخطأ، وهذا يقضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وهو محال، فثبت أن النبي صلى الله عليه وآله أمـر بطاعة علي على سبيل الجزم، وثبت أن كل مـن أمر الله ورسوله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً، فثبت قطعاً أن عليّاً عليه السلام لا بد وأن يكون معصوماً.
        ومنها قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي) وهارون عليه السلام كان نبيّاً فهو معصوم، وبما أن عليا عليه السلام له منازل هارون وأنّه شبيهه في كل شيء باستثناء النبوة كان كهارون معصوما .
        فهذه الأدلة وغيرها مما لم نذكره هي التي قادت الشيعة إلى الاعتقاد والقول بعصمة الأئمة الإثني عشر من أهل بيت النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، ومن يستنكر عليهم ذلك عليه أن يناقشهم في أدلتهم، وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم العديد من الأخبار التي تؤكد هذه العقيدة، ففي الخبر الصحيح الذي رواه ثقة الإسلام العلامة الكليني في الكافي 1/191 عـن الإمام أميـر المؤمنين عليه السلام قال : ( إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججاً في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا ) .
        يتبع ... يتبع ... يتبع


        __________________________
        تحياتي لكما ..
        يا علي مدد
        محمد الوائلي
        وأسألكما الدعاء

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          فإذا ثبت أنّهم ولاة أمر الأمة وقادتها وخلفاء النبي صلى الله عليه وآله القائمون مقامه صلى الله عليه وآله وأنهم معصومون يكون قولهم وفعلهم وتقريرهم حجة وسنة يلزم الأخذ والعمل بها كسنة رسول الله صلى الله عليه وآله لا فرق ، وقد أمر صلى الله عليه وآله بالعمل بسنة خلفائه في قوله : (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ...) (صحيح ابن حبان 1/178 – 179 رواية رقم : 5 ) .
          ثالثاً : أما زعمه أنّ الشيعة رفعوا أئمتهم على النبي صلى الله عليه وآله فهو محض افتراء على الشيعة وكذب عليهم، لأن من ضروريات الدين عند الشيعة الإمامية أفضلية النبي محمد صلى الله عليه وآله على جميع المخلوقين بما فيهم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، وبهذه العقيدة صرّح علماء الشيعة، فقال العلامة الملا زين العابدين اﻟﮕباﻳﮕاني : ( والمتحقق عندنا أفضلية نبيّنا من جيمع المخلوقين ) (أنوار الولاية صفحة 310 ) .
          وقال العلامة المجلسي عليه الرّحمة : ( إنّ نبينا أشرف من جميع المخلوقين من الملائكة والجن والإنس وأفضل من أمير المؤمنين وسائر الأئمة وما قال بعض الغلاة من أفضلية أمير المؤمنين منه فهو كفر ) (حق اليقين ( باللغة الفارسية ) مباحث النبوّة صفحة 26) .
          وقال العلامة الميرزا أحمد الأشتياني : (فهم – أي الأئمة - أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله دون غيرهم ) (لوامع الحقائق في أصول العقائد 2/10) .
          وقال العلامة الشيخ جعفر السبحاني : ( وأنهم أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله) (أضواء على عقائد الشيعة الإمامية صفحة 360) .
          وقال السيد علي البهبهاني في معرض استدلاله على إمامة الإمام علي L: (فيدل على أنه عليه السلام أفضل الخلق بعد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله ...) (مصباح الهداية في إثبات الإمامة صفحة 212).
          وقال العلامة الحلي وهو بصدد تعداد الأئمة عليهم السلام : ( فأولهم علي بن أبي طالب ، كان أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ... ) (منهاج الكرامة صفحة 51).
          وقال العلامة ابن ميثم البحراني وهو في معرض الاستدلال على إمامة الإمام علي عليه السلام: ( إنه كان أفضل الخلق بعده صلى الله عليه وآله ... ) (قواعد المرام في علم الكلام صفحة 182).
          وقال : ( وثبوت أن علياً عليه السلام لما كان أفضل الخلق بعد رسول الله وجب أن يكون هو الإمام وهو المطلوب ) (النجاة في القيامة صفحة 165).
          وقال العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي في الرّد على من زعم أن نبي الله إبراهيم عليه السلام أفضل الخلق : ( أما نحن المسلمون فعقيدتنا أن نبينا صلى الله عليه وآله أفضل من جميع الخلق حتى إبراهيم عليه السلام ) (تدوين القرآن صفحة 434) .
          وقال العلامة أبو الفتح الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجي : ( وأن محمداً بن عبد الله صلى الله عليه وآله أفضل الأنبياء أجمعين وخير الأولين والآخرين ) (كنز الفوائد 1/243).
          وقال : ( ويجب أن يعتقد أن حجج الله تعالى بعد رسوله الذين هم خلفاؤه وحفظة شرعه وأئمة أمته إثنا عشر أهل بيته أولهم أخوه وابن عمّه وصهره بعل فاطمة الزهراء ابنته ، ووصيه على أمته علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ثم الحسن بن علي الزكي ، ثم الحسين بن علي الشهيد ، ثم علي بن الحسين زين العابدين ، ثم محمد ابن علي باقر العلوم ، ثم جعفر بن محمد الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم ، ثم علي بن موسى الرضا ، ثم محمد بن علي التقي ، ثم على بن محمد المنتجب ، ثم الحسن بن علي الهادي ، ثم الخلف الصالح بن الحسن المهدي صلوات الله عليهم أجمعين .
          لا إمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ لهم عليهم السلام ، ولا يجوز الاقتداء في الدين إلاّ بهم ، وأنهم في كمال العلم والعصمة من الآثام نظير الأنبياء عليهم السلام، وأنهم أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
          ) (كنز الفوائد 1/245) .
          ومن الرّوايات الشيعية الدالة على أن النبي محمداً صلى الله عليه وآله أفضل من الأئمة عليهم السلام ما رواه العلامة الصّفار في بصائر الدرجات بسند صحيح فقال : ( حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام [قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ] قال : «إيانا عنى، وعلي عليه السلام أفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله») (بصائر الدرجات صفحة 211 – 212).
          يتبع ... يتبع ... ييتع

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            قال الشيخ إبراهيم الجنادي:
            (ومصدر التلقي عند هؤلاء الأئمة إنما هو من مصدر إلهي وهو الوحي، الذي هو ليس بوحي الشريعة لأنه مختص فقط بالأنبياء وإنما هو علم لدني، بالإضافة إلى مصدر نقلي وهي كتب ومدونات بتناقلها الإمام إلى من ينص عليه)
            وقال ؛ (ونقل الكليني في "أصول الكافي": (قال الإمام جعفر الصادق: نحن خزان علم الله نحن تراجمة أمر الله نحن قوم معصومون أمر الله تعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ونحن حجة الله البالغة على من دون السماء وفوق الأرض).
            أقول :
            ما قاله حق وصواب ومما يقول به الشيعة بالنسبة لأئمتهم عليه السلام، فإن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كالنبي صلى الله عليه وآله في لزوم العصمة ووجوب الطاعة، وفي مصدر علمهم عليهم السلام، فرسول الله صلى الله عليه وآله علمه لدني مستقى من طريق الوحي، فكذلك الأئمة عليهم السلام، فإن علمهم مصدره ثلاث طرق، الطريق الأول هو ما ورثوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من علوم، إمّا مشافهة أو كتابة، فقد تلقى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله الكثير من العلوم الذي هو بدوره تلقاها عن الله عزّ وجل من طريق الوحي، فمن طرق أهل السنة روى الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ) ( المستدرك على الصحيحين 3/137 رواية رقم : 4637 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وفي سنن الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ( أنا دار الحكمة وعلي بابها ) ( سنن الترمذي 5/636 رواية رقم: 3723 ).
            ومن طرق الشيعة روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( علّم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً ألف باب يفتح كل باب ألف باب ) ( الخصال صفحة 648) .
            وروى العلامة الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي بصير قال: ( دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عمّا بدا لك، قال: قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدّثون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله علّم عليّاً باباً من العلم يفتح له منه ألف باب ؟ قال: فقال: يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب.
            قال: قلت: هذا والله العلم، قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه العلم وما هو بذاك.
            قال: ثم قال: يا أبا محمد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟
            قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟
            قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إليَّ فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش الخدش – كأنّه مغضب - .
            قال: قلت: هذا والله العلم.
            قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟
            قال: قلت: وما الجفر؟
            قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل.
            قال: قلت: إن هذا هو العلم.
            قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟
            قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟
            قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.
            قال: قلت: هذا والله العلم.
            قال: إنه لعلم وما هو بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.
            قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم.
            قال: إنه العلم وليس بذاك.
            قلت: جعلت فداك فأي شيء العلم؟
            قال: ما يحدث بالليل والنهار، الأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة
            ) ( الكافي 1/238- 240) .
            وفي بصائر الدرجات للعلامة الصفار بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي أنه سمع الإمام الباقر عليه السلام يقول: ( فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوّته واستكملت أيامه أوحى الله إليه، يا محمد قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك فاجعل العلم الذي عندك والأيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فإني لم أقطع علم النبوّة من العقب من ذرّيتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ) ( بصائر الدرجات صفحة 489) .
            وورث سائر الأئمة الطاهرين عليهم السلام عن الإمام علي عليه السلام ما ورثه من علم عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ففي الخبر الصحيح الذي رواه العلامة الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن داود بن أبي يزيد الأحول أنّه سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول: ( إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين، ولكنّها آثار من رسول الله صلى الله عليه وآله، أصل علم نتوارثها كابر عن كابر، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم ) ( بصائر الدرجات صفحة 319) .
            وفي البصائر أيضاً بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( لو إنّا حدثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا، ولكنّا حدّثنا ببينة من ربّنا بيّنها لنبيه فبيّنها لنا ) ( بصائر الدرجات صفحة 319) .
            وفي الكافي روى ثقة الإسلام العلامة الكليني بسند صحيح عن قتيبة قال : ( سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيه؟ فقال له : مه ، ما أجيبك فيه من شيء فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله لسنا من أرأيت في شيء ) ( الكافي 1/58) .
            وفي كتاب التوحيد للشيخ الصدوق عليه الرّحمة بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إنّ لله تعالى علما خاصاً وعلماً عاماً، فأمّا العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين، وأمّا علمه العام فإنّه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين، وقد وقع إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله ) ( التوحيد صفحة 138) .
            وفي الكافي روى العلامة الكليني بسند صحيح عن عمر بن أبان قال: ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عمّا يتحدث الناس أنّه دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض ورث علي عليه السلام علمه وسلاحه وما هناك، ثم صار إلى الحسن، ثم صار إلى الحسين عليهما السلام، ثم صار إلى علي بن الحسين، ثم إلى ابنه ، ثم انتهى إليك؟ فقال: نعم ) ( الكافي 1/235) .
            وفي كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة روى أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه الله بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ( من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن غرسها ربي، فليتول عليّاً عليه السلام، وليعادي عدوّه وليأتم بالأوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي وهم عترتي من لحمي ودمي إلى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني الحسين عليه السلام، لا أنالهم الله شفاعتي) ( الإمامة والتبصرة من الحيرة صفحة 172) .
            وفي بصائر الدرجات بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنّ عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعاً لإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخطّه علي بيده، وإن فيها لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش ) ( بصائر الدرجات صفحة 163) .
            ومن الروايات الواردة من طرق أهل السنة والتي تدل على أنّ الأئمة عليهم السلام ورثوا بعض أوعية العلم من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الرواية الصحيحة التي أخرجها عبد الرّزاق الصنعاني في مصنفه 4/532 فقال : ( عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: في كتاب علي عليه السلام: الجراد والحيتان ذكي ).
            فهذه الرواية تثبت وجود كتاب من تأليف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان موجوداً عند الإمام الباقر عليه السلام .
            والروايات الدالة على أنّهم ورثوا علم رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرة نكتفي بما ذكرناه منها .
            يتبع ... يتبع ... يتبع

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              ومن الطرق التي يستقي الأئمة المعصومون منها علمهم طريق الإلهام وهو ما يلقى في قلبه من علم ومعرفة وصواب للحق ، وتحديث الملائكة ، فهما – الإلهام وتحديث الملائكة – أيضاً مصدران من مصادر علمهم عليهم السلام، أثبتت ذلك الرّوايات الصحيحة الواردة عنهم منها :
              ما رواة العلامة الصفار في البصائر بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (إنّ الأرض لا تترك بغير عالم قلت : الذي يعلمه عالمكم ما هو؟ قال : وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام، علم يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه .
              قلت: وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في أذنه، قال: ذاك وذاك
              ) (بصائر الدرجات صفحة 307).
              وما رواه النعماني في كتابه الغيبة بسند موثق عن أبي جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (إنّ من أهل بيتي إثني عشر محدثاً ) (الغيبة للنعماني صفحة 66 ) .
              وما رواه الصفار بسند صحيح عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : الأئمة علماء صادقون مفهّمون محدّثون ) (بصائر الدرجات صفحة 302) .
              وما رواه الصفار بسند صحيح عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : (جعلت فداك الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه؟ قال : ينكت في القلب نكتاً أو ينقر في الأذن نقراً) (بصائر الدرجات صفحة 336).
              وما رواه ثقة الإسلام العلامة الكليني بسند صحيح عن أبي الحسن الأول موسى عليه السلام قال: (مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه:ماض وغابر وحادث، فأمّا الماضي فمفسّر، وأمّا الغابر فمزبور، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبيّنا) (الكافي 1/264) .
              وما رواه أيضاً بسند صحيح عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ ] قال : (خلق من خلق الله عزّ وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده ) (الكافي 1/273 ) .
              وروى الصفار بسند صحيح عن أبي جعفر عليه السلام قال : (كان علي يعمل بكتاب الله وسنّة رسوله ، فإذا ورد شيءٌ والحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة ألهمه الله الحق فيه إلهاما ، وذلك والله من المعضلات ) (بصائر الدرجات صفحة 254).
              وغيرها كثير، فالروايات في أنّهم عليهم السلام محدّثون ملهمون روايات مستفيضة.
              قال الشيخ إبراهيم الجنادي : (وهكذا اخترع الشيعة معنى الإمامة من تلقاء أنفسهم وجعلوا الإمام معصوما مثل أنبياء الله وجعلوه عالما للغيب وأوردوا لتأييد أهدافهم هذه روايات موضوعة افتراء وكذبا ... )
              وقال: (وهكذا، فإن كلمة (الأئمة) لا تقتضي العصمة ولا علم الغيب ولا التصرف في الأمور وليس عندهم حجة شرعية تثبت لهم هذه الصفات التي أثبتوها للإمام ... )
              وقال : (ومن المجمع عليه بين أهل الإسلام، أن الله استأثر بعلم الغيب، فلا يُطلِع على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسله المبلغين عنه، قال تعالى: [عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا]، وأولوا العزم من الرسل يتبرؤون من دعوى علم الغيب، لكن الشيعة يزعمون أن أئمتهم يعلمون الغيب، وبالغوا في ذلك كأشد ما تكون المبالغة، ووضعوا في ذلك من الأحاديث ما لا يمكن حصره. فمن ذلك ما أورد الكليني في كتابه الكافي، الذي هو بمثابة صحيح البخاري عندهم، الذي خصص فيه أبوابا في علمهم الغيب، ذكر منها:
              باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون ما كان وما يكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء،
              وباب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم، وباب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام، وتحت كل باب من هذه الأبواب عشرات الأحاديث الموضوعة.
              بل يزعمون أن أئمتهم يطلعون على اللوح المحفوظ، كما أكده أحد معاصريهم وهو غلام رضا
              )
              أقول:
              أولاً: إن الشيعة قالوا بإمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام استناداً لما ثبت عندهم من أدلة صريحة تدل على أنّهم هم خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله على الأمة والقائمون مقامه والمتصرفون في أمور المسلمين الدينية والدنيوية بعده، والعديد من هذه الأدلة مروي في كتب أهل السنة ومخرج في كتب الحديث لديهم ومصحح من قبل علمائهم، وبعضها متواتر وبعضها مستفيض والآحاد منها مؤيد بالمتواتر والمستفيض، فالنبي صلى الله عليه وآله لم يرحل عن أمّته إلاّ بعد أن عيّن لها قادتها الإلهيين، فحددهم بعددهم وأنّهم إثنا عشر خليفة وإمام، وقد أشارت إلى عددهم عدّة من الأحاديث المروية في مصادر أهل السنة من أشهرها الحديث المروي عن الصحابي جابر بن سمرة الوارد بلفظ: ( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ... ) (صحيح مسلم 3/1452 رواية رقم: 1821)، و ( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ... ) (صحيح مسلم 3/1453 رواية رقم: 1822)، و ( ... يكون لهذه الأمة إثنا عشر قيّماً ... ) (معجم أبي يعلى صفحة 79 رواية رقم: 65)، وله ألفاط أخرى وكلها تدل على مفاد واحد، بل إن حديث الإثني عشر من طريق جابر بن سمرة متواتر عنه رواه عنه الحصين بن عبد الرحمن وعبد الملك بن عمير،وسمّاك بن حرب والشعبي ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص وعبيد الله بن عبّاد ، والأسود بن سعيد الهمداني وزياد بن علاقة والمسيب بن رافع ومعبد بن خالد وأبو خالد الوالبي والنضر بن صالح وأبو بكر بن أبي موسى .
              ورواه من الصحابة أيضاً عبد الله بن مسعود، ففي مسند أحمد بن حنبل روى بسنده عن مسروق أنّه قال: (كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل) (مسند أحمد 4/28 رواية رقم: 3781، وقال الشيخ أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح).
              وفي لفظ آخر رواه أحمد بن حنبل بسنده عن مسروق قال: ( كنّا مع عبد الله جلوساً في المسجد يقرئنا القرآن فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدّثكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل) (مسند أحمد 4/62 رواية رقم: 3859، وقال الشيخ أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح).
              ورواه من الصحابة أبي جحيفة، ففي مجمع الزوائد للهيثمي قال: (وعن أبي جحيفة قال: كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي إثنا عشر خليفة، وخفض بها صوته، فقلت لعمي – وكان أمامي – ما قال يا عم؟ قال: كلهم من قريش)
              قال الهيثمي : (رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح )( مجمع الزوائد 5/190).
              يتبع ... يتبع ... يتبع

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                ودل الدليل على أنّ الأئمة الإثني عشر خلفاء النبي صلى الله عليه وآله هم من عترته وأهل بيته ومن هذه الأدلة الحديث المعروف بحديث الثقلين، فقد اتفق الفريقان سنة وشيعة على رواية هذا الحديث الشريف، وهو مروي بألفاظ عديدة تفيد معنى واحداً، فمن ألفاظه ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري، قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) (سنن الترمذي 5/662 رواية رقم : 3786 ) .
                ومن ألفاظه ماروي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( أن النبي صلى الله عليه وآله حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذاً بيد علي فقال: ألستم تشهدون أنّ الله ربكم ؟ قالوا : بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى ، قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي ) (اتحاف الخيرة المهرة 9/279 ، وقال البوصيري : رواه إسحاق بسند صحيح ) .
                ومنها ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي بسند صحيح عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا؛ كتاب الله عزّ وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) (المعرفة والتاريخ 1/536) .
                وفي هذا الحديث الشريف يأمر النبي صلى الله عليه وآله الأمّة بالتمسك بالكتاب المجيد وعترته أهل بيته ويجعل التمسك بهما معاً مانعاً من الضلالة، ومن كان التمسك به مانعاً من الضلالة فالتمسك به واجب، ولم نجد في أثر عنه صلى الله عليه وآله أنّه أمر بالتمسك بأحد وجعل التمسك به عاصماً من الضلال إلاّ عترته أهل بيته فدل ذلك على أنّ الخلفاء الإثني عشر هم من عترته صلى الله عليه وآله .
                يؤيد ذلك ويؤكده الرواية الصحيحة الواردة من طرق الشيعة التي رواها العلامة الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال : (سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه ).
                والخلاصة أن الأدلة تثبت أن خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله هم إثنا عشر وأنّهم من عترته وأهل بيته، وقد دلّت الأدلة على أن أول هؤلاء الخلفاء والأئمة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن أدلة إمامته في كتب أهل السنة ورواياتهم قول النبي صلى الله عليه وآله عنه عليه السلام : (وهو ولي كل مؤمن بعدي) أو (وهو ولي كل مؤمن من بعدي) (صحيح ابن حبان 15/373 رواية رقم : 6929 ، وغيره ) ودلالته على أن عليّاً عليه السلام ولي الأمة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في غاية الوضوح والجلاء، فليس المراد بالولاية فيه ما زعمه البعض من أنّها المحبّة، لأنّ عليّاً عليه السلام واجب المحبّة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته، وهذا الحديث الشريف قيّد ولايته عليه السلام بما بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله، فلا يكون المراد منها إلاّ ولاية التصرّف في أمور المسلمين وقيادتهم في أمورهم وشؤونهم الدينية والدنيوية .
                ومنها الحديث المعروف بحديث المنزلة وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي) (صحيح مسلم 4/1870 رواية رقم: 2404).
                وفي لفظ آخر: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي) (صحيح ابن حبّان 15/370 رواية رقم: 6927).
                ويدل هذا الحديث على ثبوت جميع المنازل التي كانت لهارون من موسى عليهما السلام لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله لأنّ لفظة »منزلة« اسم جنس وقد أضيفت إلى معرفة وهي لفظة »هارون« واسم الجنس إذا أضيف إلى معرفة فإنّه يقتضي العموم، فثبت من ذلك أنّ جميع المنازل التي أثبتها القرآن الكريم لهارون، أو صحّ ثبوتها له من موسى عليه السلام ثابتة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من النبي محمد صلى الله عليه وآله إلاّ ما استثناه الدليل وهو النبوّة.
                كما يفيد ثبوت جميع المنازل – إلاّ ما استثني بالدليل – العموم المستفاد من الاستثناء، فبه يخرج من اللفظ ما لولاه لوجب دخوله فيه، وفي الحديث استثنى النبي صلى الله عليه وآله من المنازل النبوّة فقط فبقيت جميع المنازل ثابتة وداخلة تحت قوله صلى الله عليه وآله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) .
                أمّا منازل هارون عليه السلام من موسى عليه السلام فعديدة، وقد أشار القرآن المجيد إليها، أهمّها الوزارة وشدّ الأزر والشراكة في الأمر، قال تعالى: [ وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ] ، فهذه المنازل ثابتة لعلي عليه السلام بنص حديث المنـزلة، فعلي عليه السلام وزيـر النبي محمد صلى الله عليه وآله وهو الذي شدّ الله به أزر نبيه وأشركه معه في أمره.
                ومن منازل هارون الخلافة، يقول تعالى عن لسان موسى عليه السلام: [وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ] .
                وهذه المنزلة ثابتة أيضاً لعلي عليه السلام بنص حديث المنزلة، ولو بقي هارون عليه السلام بعد موسى عليه السلام لما ذهبت الخلافة إلى أحد من أمّة موسى غيره، وقد بقي علي عليه السلام بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله فيكون هو الخليفة وإمام الأمة من بعده .
                يتبع .. يتبع .. يتبع

                تعليق


                • #9
                  ما شاء الله مسدد مولانا وشيخنا التلميذ

                  تعليق


                  • #10


                    اللهم صلّ على محمد وآل محمد


                    بارك الله فيك شيخنا العزيز على هذا البحث وفي انتظار البقية


                    إلـــيـــاســـ

                    تعليق


                    • #11
                      متابع

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        ومنها: حديث الغدير وهو من الأحاديث المتواترة ومن ألفاظه ما رواه الشيخ الصدوق رحمه في كتابه الخصال وبسند صحيح بسنده عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاريّ قال : ( لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتّى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم، ثمّ نودي بالصّلاة فصّلى بأصحابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: إنّه نبأني اللّطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون، وكأنّي قد دعيت فأجيب وأنّي مسؤول عمّا أرسلت به إليكم وعمّا خلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته وأنّكم مسؤولون فما أنتم قائلون لربّكم ؟ قالوا: نقول: قد بلّغت ونصحت وجاهدت – فجزاك الله عنّا خير الجزاء – ثم قال لهم: ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله إليكم وأنّ الجنّة حقٌ؟ وأنّ النار حق؟ وأن البعث بعد الموت حق؟ فقالوا : نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد على ما يقولون، ألا وإنّي أشهدكم أنّي أشهد أنّ الله مولاي، وأنا مولى كل مسلم، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به ؟ فقالوا: نعم نشهد لك بذلك، فقال: ألا من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ألا وإنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض، حوضي غداً وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أقداح من فضّة عدد نجوم السماء ألا وإنّي سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليّ حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله؟ قال: أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجل، سببٌ ممدودٌ من الله ومنّي في أيديكم، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته عليهم السلام وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ).
                        قال معروف بن خرّبوذ : فعرضت هذا الكلام علي أبي جعفر عليه السلام فقال : صدق أبو الطفيل رحمه الله هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه ) ( الخصال للشيخ الصدوق ص 65- 66) .
                        ومن طرق السنيين روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين بسنده عن زيد بن أرقم قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل» ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسـكم؟ قـالوا: الله ورسوله أعلم؟ [قال:] ألست أولى بكم من أنفسـكم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ) .
                        قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) (المستدرك على الصحيحين 3/613 برقم : 6272 ) .
                        وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: (صحيح) .
                        وفي الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيتمي قال ابن حجر وهو بصدد نقل حديث الغدير: ( ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلى الله عليه وآله خطب بغدير خم تحت شجرات، فقال : أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أنّي يوشك أن أدعى فأجيب وإنّي مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللـهم اشهد . ثم قال: يا أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه – يعني علياً – اللـهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض) (الصواعق المحرقة ج 1 ص 108).
                        وروى أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (شهدت علياً رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد، قال عبد الرحمن فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا: أنا سمعنا رسول الله صلى الله يقول يوم غديرخم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال : فمـن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) (مسند أحمد 2/22 برقم : 961 ، وقال الشيخ أحمد محمد شاكر : إسناده صحيح).
                        وظاهر هذه النصوص أن النبي صلى الله عليه وآله مهّد لإثبات ولاية الإمام علي عليه السلام لجعله من بعده وليّاً وإماماً وخليفة على الأمة يقوم مقامـه ، بأن أخذ الإقرار ممن كانوا معه من المسلمين في ذلك الموقف على أولويته بهم من أنفسهم بقوله: (ألست أولى بكم من أنفسكم؟) التي معناها أن النبي صلى الله عليه وآله له الولاية المطلقة على المسلمين في جميع ما يتعلق بأمور دينهم ودنياهم، ثم لمّا أن أقرّوا له بها أثبت هذه الولاية المطلقة العامة لعلي عليه السلام بقوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه ... الخ ).
                        يتبع ... يتبع ... يتبع


                        _________________________________
                        إلياسـ
                        راجي النجاة
                        تحياتي لكما وبارك الله فيكما وأسألكما الدعاء

                        تعليق


                        • #13
                          تحية لسماحة الشيخ الجليل العجمي

                          تعليق


                          • #14
                            الاخ التلميذ انت الان تذهب الى الائمة رحمهم الله فى معرقة الامر الدينية ام الى المراجع الاعلم منك؟ لانى اعرف انك شيخ دين


                            الحقيقة لا احد يستفتى الائمة بأى شى حتى الامام الغائب

                            اذن اين يذهب الشيعة؟ يذهبون للعلماء

                            لماذا يذهبون اليهم؟

                            لان الائمة غير موجودين الان بيننا


                            فهل اتفق الشيعة على فهم المذهب؟

                            لا طبعا وهذة كتبهم تنبئ عن هذة الحقيقة واهمها كتاب مختلف الشيعة للحلى

                            هل اتفق الشيعة على وجوبية دقع الخمس؟
                            لا طبعا

                            هل اتفق الشيعة على وجوبية صلاة الجمعة؟

                            لا طبعا

                            مئاااات من المسائل التى لازلتم مختلفين عليها

                            اذن النقاش يجب ان يكون فى جدوى عقيدة العصمة لا اثباتها وهى فى لبلمرين لامعنى لهما لان الشيعة فى هذا العصر لايذهبون الا للعلماء العدول لا المعصومين وشكرا

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              أشكرك أخي ابن قولويه على مداخلتك الطيبة ولك من خالص التحية وأسألك الدعاء

                              الزميل فائق عبد الجليل أنت تغرد خارج السرب فالموضوع ليس له علاقة بالخلاف الواقع بين العلماء حول بعض المسائل الفقهية ...
                              وخلاف فقهاء الشيعة في بعض المسائل الفقهية لا يساوي شيئاً نسبة إلى الاختلاف الواقع بين علماء المذاهب السنية فنادراً ما توجد مسألة من المسائل الفقهية لا يختلفون فيها، فجل المسائل مختلف فيها بين علمائكم وما عليك سوى الرجوع لكتاب الفقه على المذاهب الأربعة أو كتاب بداية المجتهد لابن رشد لتعرف حقيقة الأمر .. فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة ...

                              أرجو من هيئة الإشراف أن لا يسمحون لهكذا مداخلات تريد جرف الموضع إلى خلافات جانبية خارجة عن أصل الموضوع الذي فتح من أجله ..

                              تحياتي للجميع

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X