من هنا نكمل الموضوع ان شاء الله بما يتعلق باية التطهير
من غير الدكتور البيومي
ابن أبي الحديد في
شرح نهج البلاغة ، وهو من أعيان علماء المعتزلة ، قال : قد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عترته من هي ، لما قال : أنا تارك فيكم الثقلين ، فقال : وعترتي أهل بيتي ،
وبين في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء ، وقال حين نزل
" إنما يريد الله " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس .
ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت : فمن العترة التي عناها أمير المؤمنين
بهذا الكلام ؟ قلت : نفسه وولديه ، والأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه
تابعان له ، ونسبتهما إليه مع وجوده نسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس
المضيئة ، وقد نبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك بقوله : وأبوكما خير منكما . قوله : وهم
أزمة الحق جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيثما داروا ، وذاهبا معهم
حيثما ذهبوا ، كما أن الناقة طوع زمامها ، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صدق
هذه القضية بقوله : وأدر الحق معه حيث دار قوله : والسنة الصدق من
الألفاظ الشريفة القرآنية ، قال الله تعالى : " واجعل لي لسان صدق في
الآخرين
) كما كان لا يصدر عنهم حكم ولا قول إلا وهو موافق للحق
والصواب ، كأنهم ألسنة الصدق ، لا يصدر عنها قول كاذب أصلا ، بل هي
كالمطبوعة على الصدق ، قوله : فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن تحت سر
عظيم وذاك أنه أمر المكلفين بأن يجرى العترة في إجلالها وإعظامها والانقياد
لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن .
ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت : فهذا القول منهم مشعر بأن العترة
معصومة فما قول أصحابكم في ذلك ؟ قلت : نص أبو محمد بن متويه رحمه
الله في كتاب الكفاية على : " أن عليا عليه السلام معصوم ، وإن لم يكن واجب
العصمة ، ولا العصمة شرط في الإمامة ، لكن أدلة النصوص قد دلت على
عصمته والقطع على باطنه ومغيبه ، وإن ذلك أمر اختص هو عليه السلام به دون غيره
من سائر الناس ، والفرق ظاهر بين قولنا : زيد معصوم ، وبين قولنا : زيد
واجب العصمة لأنه إمام ، ومن شرط الإمام أن يكون معصوما ، فالاعتبار
الأول مذهبنا ، والاعتبار الثاني مذهب الإمامية " انتهى
هذا راى ابن ابي الحديد الغير الشيعي
تعليق