إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عادل عبد المهدي : البعثيين غير مسؤولين عن التفجيرات ومكتبه ينفي .. مَن نُصدِق ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عادل عبد المهدي : البعثيين غير مسؤولين عن التفجيرات ومكتبه ينفي .. مَن نُصدِق ؟

    عادل عبد المهدي : البعثيين غير مسؤولين عن التفجيرات ومكتبه ينفي .. مَن نُصدِق ؟ بقلم _ سيد احمد العباسي
    فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ . صدق الله العلي العظيم . سورة الزلزلة .
    النجاحات التي تحققها حكومة المالكي جعلت البعض من السياسيين ومن عدة كتل ان تتراشق فيما بينها من اجل الاطاحة ببعضها . وكل منهم يريد ان يحصل على مكسب ( براس ) الشعب !!
    والجميع يعرف بأن دولة رئيس الوزراء المالكي حقق انجازات كثيرة كان لها تأثيرها الكبير على المستوى المحلي والعالمي . هذه النجاحات اثارت خصومه . وسببت لهم ازعاجا وارقا كبيرين .
    وبدأ كل منهم يسلك طريق متعرج للوصول الى اهدافه حتى لو كانت تلك الطريق ذات اشواك والغام . المهم تحقيق مكسب للولوج الى قلوب العراقيين . ولكن مع الاسف لم يستطع البعض من هؤلاء تحقيق أي انجاز يذكر سوى من يجيد منهم ( سفسطة ) الكلام لاأكثر ولااقل . ولم يتمكن حتى من ان يكسب الورقة الرابحة بل على العكس نزل رصيده الى الحضيض .
    مثل قائمة اياد علاوي وانتم تعلمون هذه الايام انها تحتضر وخاصة ان حميد موسى النائب في مجلس النواب العراقي وهو اخر النشطاء السياسيين في هذه قائمة البعثي اياد علاوي سوف يعلن خروجه منها هذه الايام ويعلن ذلك في مؤتمر .
    السجال الخفي بين المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة لايقل خطورة عن مفاصل كثيرة تضرب في قلب كل عراقي عندما يرى ويسمع الخطابات المتناقضة من اطراف حكومية متعددة لها مصالحها بتقويض سلطة القانون ووالله شيء محزن ان نرى ونسمع هذا الذي يجري بينهما .
    عادل عبد المهدي يحلم بالوصول الى سدة كرسي رئاسة الوزراء . ويضمر في نفسه نوايا عديدة ويستغل كل مناسبة لصالحه من اجل كسب الوقت والنقر على وتر حساس لايخفى على أحد !!
    والملفت للنظر ان صحيفة نيويورك تايمز في عددها الاخير رأت ان حادثة مصرفة الزوية تمثل ضربة في مجال العلاقات العامة لحزب المجلس الاسلامي الاعلى وأحد قادته عادل عبد المهدي . الذي يطمح لان يستلم منصب رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة . ذلك ان المتهمين بالسرقة من حرسه . وفي الوقت الذي لاعلاقة للمهدي بالعملية الا ان الامر سيجعل الكثيرين يفكرون قائلين : هل نريد رئيس وزراء حراسه لصوص . كما نقلت ذلك عن أحد الصحفيين العراقيين !!
    ولكن نائب رئيس الجمهورية نسى او تناسى ان سرقة مصرف الزوية الذي ارتبط اسمه به لان الفاعلين كانوا من الذي يحسبون على المجلس الاعلى ويعملون في الحرس الرئاسي . ولذلك اثرت هذه الحادثة بشكل اواخر على سمعة عادل عبد المهدي شئنا ام ابينا . ونحن هنا لسنا بصدد تسقيط أحد بقدر وضع النقاط على الحروف . وعلى كل واحد منا ان يعرف حجمه ومكانته ومايمثله من ثقل في الشارع العراقي . واما ( التجحبن ) السياسي فهذا سلوك مرفوض .
    ونصيحتي لأخواني في المجلس الاعلى الاسلامي ان لايدفعون بعادل عبد المهدي نحو الهاوية .
    وان لايفكرون بأن يضعوه في حساباتهم بعد الانتخابات القادمة بأن يكون بديل المالكي .
    وذلك لان الشارع العراقي اصبح أكثر وعيا من قبل . ولذلك عليهم اذا فكروا بهذا الامر ان يفكرون ببدائل ليس لها تداعيات في الشارع وسوف تثبت الايام ان مااقوله هو الصحيح .
    بل والاغرب من ذلك كله ماصرح به عادل عبد المهدي قبل ايام بأن البعثيين غير مسؤولين عن تفجيرات يوم الاربعاء الاسود !!!
    وهنا أوقع عادل عبد المهدي نفسه بالحرج مرة اخرى . وهذا التخبط سوف يجلب له مشاكل عديدة . وكنا نتوقع ان يحسن عادل عبد المهدي من ادائه بعد حاثة مصرف الزوية وان كان ليس طرفا بها لان من قام بهذه العملية الجبانة وقتل ثمانية حراس ابرياء هم حرسه الخاص !!
    وكان عليه ان لايظهر في الاعلام حتى تتحسن صورته نحو الاحسن وحتى تهدأ مشاعر المواطنين الذين شعروا بغضب شديد من هذه الجريمة النكراء التي هزت كل العراق والعالم !!
    هذا من جهة ومن جهة اخرى ( ورط ) عادل عبد المهدي نفسه بهذا التصريح الذي انتشر كما تنتشر النار بالهشيم في المواقع والفضائيات ولانه صرح بهذا الكلام في أحد الفضائيات مما اثار سخط الشارع العراقي . وعلى أثر هذا التصريح نفى مكتب عادل عبد المهدي واصدر بذلك بيانا بشأن ماقاله في تلك القناة الذي قال فيه بأنه يبريء ساحة البعثيين من تفجيرات يوم الاربعاء .
    وهذا الاختلاف وعدم التوازن بالاداء والتصريحات يدل على ان هناك ارتباك حقيقي وتخبط في سلوكية عبد المهدي وهو من وضع نفسه في هذا المأزق وعدم المصداقية جعلته لايعرف ماذا يفعل . اذن يجب ان تنتبه الاحزاب الى سلوكياتها لانها مرتبطة بجمهور وقاعدة شعبية .
    كل هذا لان رئيس الوزراء المالكي ادان البعثيين الذين في سورية وفي غير دول من الذين يفجرون في العراق وبدعم واضح وعلني من تلك الدول التي تأوي الارهابيين !!
    هذا الموقف الرصين لسيادة رئيس الوزراء والذي يدل عن وعي واصرار على محاسبة من تورطوا بدماء اهلنا في العراق سوف يسجل بحروف من ذهب لصالح المالكي والذي اثار حنق وعضب بعض السياسيين . وقناة الشر قية أول من طبل وزمرضد هذا المطلب الوطني !!
    اراد عادل عبد المهدي ان يحرج رئيس الوزراء بأعتقاده انه سوف يحقق نقطة لصالحه في هذا التصريح الخطير الذي أراد ان يحرج به غيره ولكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن . فأنقلب السحر على الساحر سبحان الله . ووالله اقولها بحرص ومن دافع مسؤوليتي وحبي لكل الكيانات التي تعمل من اجل العراق . وليس من دافع البغض والضغينة لمن يتصور ذلك ويظن بنا الظنونا . وقلناها مليون مرة يجب ان يكون السياسي العراقي واعي جدا . ومن باب ذكر فأن نفعت الذكرى . ولاننا حريصون على لم الشمل وجمع الكلمة وتوحيد الخطاب . وبعض الاحيان يكون الانتقاد بهذه الصورة ضروريا لكي ينتبه الاخرين . ولاننا نحتاج الى من ( يستفزنا ) لكي نصلح من اخطائنا . هذه ( الصدمات الكهربائية ) تنشط الذاكرة . وتؤدي الى تحسين الاداء .
    فتصريح رئيس الوزراء كان قويا وله تاثيرات وصدى في الساحة السياسية العراقية والعالمية .
    وكان طلب الى اللجوء الى المحكمة الدولية هو مطلب شعبي حين طالب به رئيس الوزراء .
    بينما الاخرين من خصوم المالكي كانوا يرمون الكرة في ملعب ايران ولايتهمون سورية .
    وقد استغل البعثيين هذه الورقة وكان تصريح عادل عبد المهدي ( دسم ) لكي يلعبون به وتكون بيدهم ورقة رابحة . وعندما انتبه المكتب الاعلامي لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الى هذا الخطأ الذي قام به عادل عبد المهدي حين صرح بأن البعثيين ابرياء من تفجيرات يوم الاربعاء اصدروا بيان نفوا فيه تبرئة عبد المهدي للبعثيين في تصريحاته الاخيرة لقناة الحرة !!
    وهنا نقطة جدا مهمة . على السياسيين العراقيين ان يتعلموا وحدة الخطاب السياسي . والا فانهم سوف يسقطون في فخاخ التصريحات الغير مسؤولة وتكون نظرة الشعب لهم نظرة ازدراء .
    عليهم ان لاينجروا وراء مصالحهم ومكاسبهم بهذه السرعة . فالبلد بحاجة الى الجميع وليس الى واحد يخدم العراق . وعلى الكل ان يتعاونون من اجل خدمة العراق وان يؤازرون المالكي لانه رئيس الوزراء شائوا ام ابوا وان يتركون هذه الفئوية والمصالح الانانينة !!
    ومن الطريف بالذكر ان تصريح عبد المهدي استغله صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني حين انتقد تناقض المواقف الحكومية ازاء الجهة المسؤولة عن تفجيرات يوم الاربعاء الدامي . مشيرا الى ان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي برأ في تصريحاته الاخيرة ساحة البعثيين في سورية من المسؤوليات عن التفجيرات على حد قوله !!
    ولذا اصبح واضحا كيف ان البعثيين ومن لفهم ناصبين لنا الفخاخ ويتصيدون بالماء العكر لكي يسمعون من عادل عبد المهدي اوغيره من السياسيين أية هفوة لكي يستغلوها ويفبركوها من اجل مصالحهم الخاصة ولكي يحرجون الحكومة وهذا هو السبب الرئيسي والاول والاخير بالموضوع . وعليه وجب التريث واخذ الحيطة والحذر في كل خطاب حتى نجنب انفسنا بالوقوع بالتهلكة .
    كتبت هذه القصيدة واسمها : ( خل بشرف نعمل ) .
    شوكت واحدنه للثاني يتحمـــــــــــــــــل
    وشوكت من قلوبنه لهذا الوطن نعمـــــل
    وننسه الماضي ونبدي من جديــــــــــــد
    ونخلي وطنه بس هو بالدول اجمــــــــل
    نتحد من اجل الوطن وكل العراقييــــــن
    ويحتاج شوي نفكر وللوضع نتأمــــــــل
    ونصفي كل الدين ونلغي الانانيـــــــــات
    ونلم الشمل من اجل الشهيد ودم المرمـل
    لان يحتاج من عدنه العراق عيــــــــون
    يحتاج نغير النظره ومانطعن الغير بسل
    محاصصه منريد ولابعثي بالدم غــــاط
    ولايصَدر قرار وينقضه والنوب يتأجــل
    من اجل الشهيد ويتامه العراقييـــــــــــن
    ومن اجل كل طفل نرسم كون مستقبـــل
    ومن اجل كل قطرة دمايه نتفق من جديد
    نضحي لعيون الوطن ويصير لازم حـل
    كافي نتهم ونثير الفتن ونشعل النيــــران
    وماعدنه اتفاق بمؤتمر يصير وبمحفـــل
    وخل نتفق من اليوم وكافي تهديــــــدات
    وكافي نهدم بالحكومه ويوميه الهه نــذل
    وكون نحاسب الجيران لأجل العراقييــن
    ونفضح كل الدول ونحاسبهم ونســــــأل
    نطلب محكمه ونحاكم من سَبب التفجيــر
    ونكسر خشم كل من سيفه علينه يســـــل
    نلجأ للمحكمه ومانترك الموضـــــــــوع
    نحاسب كل دوله فجرت ولدمنه هي تحل
    احنه عدنه تسجيلات وافلام محفوظـــات
    وعدنه كل شي موثق ومحفوظ ومسجــل
    ولازم نركع اعداء العراقييـــــــــــــــــن
    ونخليهم ارانب واحدهم يرجف ويجفـــل
    اذا يسمع بالعراق يخاف ونأدبه من اليوم
    ونتوبه بعد ارهابي للوطن ميخليه يتسلـل
    عله شرط السياسي متصير عنده اطماع
    ومايحقد عله اخوانه وبصدره يحمل غل
    وشلون انت سياسي وبالوطن معــروف
    تفكر بكرسي الوزاره وبيه عقلك مجنكل
    الوطن خل يصير بعيونكم ياسياسييــــن
    خل يتحمل واحدنه الثاني ومنه مايزعـل
    خل نتصافح من اجل كل العراقييـــــــن
    وخل نبني الوطن ونحترمه ونبجــــــــل
    شبعنه من سنين وعود ونختلف بالتقييـم
    ونختلف بالاراء وعالاحزاب والمُحـتـل
    والعدوان يتفرجون ونخسر بكل يـــــوم
    وهذا أكبر غلط ولازم هالخطأ ينحَـــــل
    خل بشرف نعمل ولانتحسس من الغيــر
    ونسند الحكومه يكون واليعمَــــــــــــــل
    والفاسد نفضحه وكون نكشــف الاوراق
    نكص جناح من يبوك وكل فاسد وارول
    كافي ننتقد وقصدنه نجرح المســــــؤول
    لان بلا هدف وبس نبجي ونلطم ونكـزل
    ننتقص احنه من كل واحد شريف اطباع
    وخطأ بالكوه منه نأخذ منصبه ونعــــزل
    اذا مو كلنه نتحد من اجل كل النـــــــاس
    ونخدم الوطن ونضحي وابد مانبخــــــل
    مانرجه خير بكل واحد ولاجيـــــــــران
    والبيه زود يعمل للوطن ومن الغير ليقلل
    سيد احمد العباسي

  • #2
    نصدق مجلس الرئاسة المحترم الموضوع للكاتب الدكتور حسين عبد في أية دولة من دول العالم مجلس رئاسي معيق للديمقراطية وشل نشاط الحكومة مثل مجلس الرئاسة في عراق ما بعد صدام. تتألف هذه الهيئة من السيد جلال طالباني (كردي) رئيساً للجمهورية، ونائبيه، الدكتور عادل عبدالمهدي (عربي شيعي)، والدكتور طارق الهاشمي (عربي سني). الفرضية التي أود مناقشتها في هذا المقال أن أضرار هذا المجلس أكثر من نفعه: أولاً، لأنه بتشكيلته هذه وصلاحياته الواسعة وفق الدستور، صار يشكل عقبة كأداء أمام تفعيل الديمقراطية الوليدة ونموها، ثانياً، وكما تبين من بيانه الأخير حول الأزمة السورية- العراقية، أنه يشل نشاط الحكومة في دحر الإرهاب ونشاطاته الأخرى، وثالثاً، يشكل هذا المجلس عبئاً مالياً ثقيلاً على ميزانية الدولة دون أي نفع.
    والجدير بالذكر، أن مجلس الرئاسة الثلاثي هذا ليس جديداً في العراق، فهو على غرار مجلس السيادة الذي تشكل في الجمهورية الأولى، جمهورية 14 تموز 1958، والذي كان ثلاثياً أيضاً ليمثل المكونات الكبرى للشعب العراقي، حيث تألف من: نجيب الربيعي (عربي سني)، محمد مهدي كبة (عربي شيعي)، وخالد النقشبندي (كردي). ولكن الفرق بين المجلسين هو أن مجلس السيادة كان شرفياً فقط، رغم أن أعضاءه كانوا يتمتعون بحق حضور جلسات مجلس الوزراء والتصويت على قراراته، ولكن دون التمتع بحق النقض (فيتو) على قرارات الحكومة ورئيسها التنفيذي الزعيم عبدالكريم قاسم. ولم يشكلوا عبئاً تقيلاً على خزينة الدولة. أما المجلس الرئاسي الحالي فهو يتمتع بالصلاحيات الواسعة بما فيها حق النقض لأي عضو من أعضائه لقرارات الحكومة، ونقض أي قانون يصوت عليه البرلمان، الأمر الذي يفرغ الديمقراطية من مضمونها، كما ويشل الحكومة في عملها. كذلك صار هذا المجلس يشكل عبئاً ثقيلاً على خزينة الدولة، إذ لكل من الأعضاء مكتب ضخم وعدد كبير من الموظفين والمستشارين بلا عمل يذكر، إضافة إلى فوج كامل من الحماية لكل عضو، وهذه الحماية لم تكتف بالرواتب الضخمة التي تصرف لهم، بل راح البعض منهم يستغل إمكانيته للسطو على بنوك الدولة ونهبها وقتل حراسها.
    والمشكلة هنا أن هذه الصلاحية الواسعة للمجلس الرئاسي، مسندة من قبل الدستور العراقي الدائم والذي هو الآخر يعمل في الكثير من مواده على شل الديمقراطية، ولا يمكن تعديله على الإطلاق تقريباً، إلا بتغيير جذري للوضع العراقي الراهن.
    أما دور المجلس في إدامة الإرهاب فيمكن توضيحه بالتالي. لا يمكن تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابيين إلا بموافقة جميع أعضاء هيئة الرئاسة دون استثناء، أو عدم رفض أي عضو على الأقل. ونحن نعلم أن المحاكم الجنائية لحد الآن قد أصدرت أحكاماً بالإعدام بحق المئات من المجرمين الجنائيين والإرهابيين، من القتلة البعثيين والتكفيريين وعصابات الجريمة المنظمة. ولكن رفض هذا العضو أو ذاك من أعضاء مجلس الرئاسة التوقيع على قرار الحكم، أحال دون تنفيذ هذه الأحكام. وبذلك فقد أمَّنَ الإرهابي على حياته، وصار عبئاً على الدولة لمعيشته مدى الحياة، كما وشجع هذا الموقف، الإرهابي المحتمل على الانخراط في منظمات الإرهاب وممارسته دون خوف رادع طالما هناك في مجلس الرئاسة من يحميه من تنفيذ حكم الإعدام. ورغم أني لست من المتحمسين لتنفيذ عقوبة الإعدام، لأن الإعدام في رأيي هو أخف من عقوبة السجن مدى الحياة، ولكن في هذه المرحلة العاصفة من تاريخ بلادنا التي أصبحت مرتعاً للإرهابيين، يجب ممارسة هذه العقوبة كأداة ردع، لأن معظم المجرمين المحتملين يخافون من عقوبة الإعدام أكثر من السجن.
    ولذلك فإن أعضاء مجلس الرئاسة يلعبون دوراً فعالاً في إدامة الإرهاب في العراق من حيث يدرون أو لا يدرون، بقصد أو بدونه. فالرئيس جلال طالباني أعلن منذ تسلمه رئاسة الجمهورية أنه قطع عهداً على نفسه أن لا يصادق على أي حكم بالإعدام. والدكتور طارق الهاشمي يرفض تنفيذ حكم الإعدام بالإرهابيين البعثيين والتكفيريين. أما عادل عبد المهدي فلا نعرف موقفه من هذا الأمر، ولكننا نعرف موقفه في مغازلة النظامين السوري والإيراني على حساب الشعب العراقي كما ظهر في البيان الرئاسي الأخير السيئ الصيت.
    لقد انتقد مجلس الرئاسة في بيانه "العتيد" السيد نوري المالكي لقراره بمطالبة النظام السوري تسليم المخططين للإرهاب من المقيمين في سوريا، ومطالبة الأمم المتحدة بتشكيل محكمة جنائية للنظر في هذه القضية. علماً بأن المجلس اعترف في بيانه أن "الدعوة لاعتبار العمليات الإرهابية جرائم ضد الإنسانية وتشكيل محكمة دولية لهذا الغرض لا تقصد به سوريا بل ملف الإرهاب" ولكن مع كل هذا، وبدلاً من أن يقف مجلس الرئاسة إلى جانب رئيس الوزراء ودعمه في مساعيه، راح المجلس يلقي اللوم في تصعيد الأزمة العراقية- السورية على كاهل السيد نوري المالكي، مطالباً إياه التخفيف من حدة التوتر مع سورية، وأن أي نزاع دبلوماسي بين البلدين يجب أن يحل بالحوار. (وهل رفض المالكي ضد الحوار؟!!)، وقال انه بعث برسالة إلى نوري المالكي لتذكيره بأنه لا بد من الرجوع إلى المجلس فيما يتعلق بجميع القرارات السياسية الكبيرة.
    والسؤال هو: من الذي أشعل فتيل الأزمة بين البلدين، هل هو المالكي أم بشار الأسد؟ فكل ما فعله المالكي أنه سلَّم الأسد إثناء زيارته لدمشق، قائمة بأسماء المطلوبين من المتهمين بالإرهاب المقيمين في سوريا، وبعد الأربعاء الدامي تبين من اعتراف أحد المنفذين أن إثنين من المخططين للجريمة هما في سوريا، فطالب بتسليمهما للعراق. فما كان من الرئيس السوري إلا وأن يصف هذا الطلب بأنه تهمة "لا أخلاقية"، واعتبر الاتهام الموجه لهؤلاء البعثيين والتكفيريين بمثابة اتهام لسوريا، ومن هنا بدأت الأزمة وعمل النظام السوري على تصعيدها. فما ذنب المالكي في كل ذلك؟
    لذلك، وبدلاً من دعم رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، والتنديد بالإرهاب وسلوك النظام السوري الذي يحتضن الإرهاب ويرعاه، راح مجلس الرئاسة في بيانه ينتقد المالكي على مواقفه الشجاعة وإجراءاته الصائبة ضد الإرهاب، وإلقاء اللوم عليه في الأزمة العراقية - السورية، بدلاً من إلقائه على المسبب الحقيقي لهذه الأزمة وتصعيدها، أي بشار الأسد. هذا البيان فيه الكثير من النفاق والتزلف والتنازلات إلى النظام السوري على حساب أمن وكرامة العراق. ولا شك أن هذا الموقف لا يتسم بالحكمة، ولا يخدم القضية العراقية، بل يدعم الموقف السوري ويضعف الموقف العراقي، وطعنة في الصميم له، ويظهر القادة العراقيين متصارعين فيما بينهم. فالمفروض عندما تتعرض الدولة إلى أزمة أن تكون قيادته السياسية، الحاكمة والمعارضة، تقف صفاً واحداً متماسكاً دفاعاً عن العراق. ولكن الذي يحصل أن ليس قادة الأحزاب المعارضة فقط يقفون ضد الحكومة ورئيسها فحسب بل وحتى أعضاء المجلس الرئاسي، فهؤلاء، من جهة ينتقدون المالكي لأنه لم يدحر الإرهاب نهائياً، وفي نفس الوقت يكبلون يديه ويمنعونه من اتخاذ الإجراءات اللازمة لدحر الإرهاب، بل ويقفون ضده. وموقفهم هذا يشبه ما فعل بنو إسرائيل حين قالوا لنبيهم موسى: "... اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ". وليت المجلس الرئاسي اكتفى بالقعود على التل فقط، بل صار عقبة كأداء أمام المالكي في حربه على الإرهاب.
    ونفس الموقف المعارض لإجراءات الحكومة اتخذته بعض قادة القوى السياسية والبرلمانيين، في إلقاء اللوم على الحكومة وتبرئة البعثيين والتكفيريين من مجزرة الأربعاء الدامي، سعياً منهم في تشويه صورة المالكي كتمهيد لإسقاطه وإعادة حكم البعث الفاشي.
    ربَّ ضارة نافعة
    نؤكد للسادة أعضاء مجلس الرئاسة أن بيانهم هذا أنتج مردوداً على الضد مما أرادوا منه، إذ صار وبالاً عليهم وعلى مجلسهم. فالشعب العراقي، ورغم ما تعرض إليه من تخريب ثقافي خلال أربعين عاماً من حكم الفاشية، إلا إنه تعلم بسرعة، فأدرك الغاية المريبة من وراء هذا البيان بأنه بيان انتهازي يخدم أعداء العراق من الإرهابيين ومن يرعاهم من دول الجوار، وخاصة إيران وسوريا. فكان قصد نائبي الرئيس، طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي الذي يحلم برئاسة الوزارة، هو إضعاف موقف المالكي والنيل منه لأغراض انتخابية. أما السيد جلال طالباني، فيبدو أنه وقع في الفخ الذي نصبه له نائباه، فاستجاب لطلباتهما لأنه يريد إرضاء الجميع. ونؤكد له، ورغم خبرته السياسية الطويلة، أن من يحاول إرضاء الجميع، وخاصة في السياسة، فإنه يخسر الجميع. إذ كان على طالباني أن يكبح جماح نائبيه ويقدم لهما النصح، ويدعم موقف المالكي لا أن يخذله في الملمات. ولذلك نؤكد للسادة أعضاء مجلس الرئاسة أنهم بموقفهم المتخاذل هذا فقد قدموا خدمة جليلة إلى السيد المالكي من حيث لا يشعرون وذلك وفق مقولة: (ربَّ ضارة نافعة!!)، حيث أدرك الرأي العام العراقي الغاية السيئة من هذه اللعبة الخبيثة، فصار متعاطفاً مع المالكي، وغاضباً على مجلس الرئاسة بسبب هذا البيان البائس.
    لماذا يجب دعم المالكي؟
    يجب دعم المالكي لأن العراق يمر الآن في مرحلة تاريخية عاصفة وحرجة جداً لا يتحمل إثارة مثل هذه الخلافات بين مجلس الرئاسة والحكومة، بل يتطلب الوحدة والتماسك وخاصة بين المسؤولين الكبار في الحكومة. فالقضية هنا ليست قضية السيد نوري المالكي كي نتركه وحده يصارع الإرهاب العالمي المدعوم من قبل دول الجوار، بل نحن أمام قضية تخص أمن وسلامة ومستقبل العراق، إنها قضية حياة أو موت الشعب العراقي الذي يواجه حرب الإبادة. لقد تكالبت دول الجوار على العراق، وتسعى بكل الوسائل الخبيثة لإفشال تجربته الديمقراطية وحرمان شعبه من الأمن والاستقرار. وفي هذه الحالة من العيب والخزي على كل من يتخذ موقفاً انتهازياً ضد رئيس الحكومة وهو في أوج صراعه مع الإرهاب والدول التي ترعى الإرهاب.
    لذلك، فالواجب الوطني يحتِّم على جميع المخلصين العراقيين، إسلاميين وعلمانيين، ترك خلافاتهم السياسية والعقائدية والمصالح الشخصية والفئوية جانباً، ودعم السيد المالكي وحكومته الوطنية المنتخبة في معركتهما الشرسة ضد الإرهاب. المالكي يستحق الدعم لأنه أثبت خلال أكثر من ثلاث سنوات من استلامه مسؤولية الحكومة، أنه زعيم وطني عراقي نزيه ومخلص للشعب، وفوق الحزبية والطائفية. أما وأن يدعي سياسي أو كاتب علماني بأن يجب الوقوف ضد المالكي لأنه إسلامي، فهذا خطأ قاتل ودليل على قصر نظر ومراهقة فكرية وسياسية. إن المرحلة الراهنة، شئنا أم أبينا، هي مرحلة هيمنة الأحزاب الإسلامية، ليس في العراق فحسب، بل وفي الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط، وذلك لأسباب ذكرناها مراراً في مقالات سابقة. يجب دعم المالكي لأن البديل عنه هو إسلامي متطرف لا يختلف عن حكم طالبان في أفغانستان، سواءً بنسخة وهابية أو شيعية. بينما حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي، هو حزب معتدل يؤمن بالتسامح والديمقراطية، وينبذ حكم ولاية الفقيه الإيرانية، ويرفض فرض الدين بالإكراه على الناس. كما وعارض المالكي تدخل أية دولة من دول الجوار، بما فيها إيران، في الشأن العراقي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    تعليق


    • #3
      ttp://summereon.net/articles_sommereon_sorttitle_userhgfhgyrtesedum_ne wscat.php?sid=980هذا الرابط لمقال الدكتور حسين عبد الخالق تحليل حلو ومنطقي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 03:07 AM
      ردود 0
      9 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 03:04 AM
      ردود 0
      4 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      يعمل...
      X