\اطلالة مختصرة على حياة الامام الحسن (ع)
اسمه: الحسن
والده: امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام
والدته: فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين
جده: خاتم الانبياء و المرسلين محمد (ص)
كنيته: أبو محمد.
لقبة: التقى، الطيب، الزكى، المجتبى..
ميلاده: 15 من شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة.
صفته: كان عليه السلام ابيض اللون، مشرباً بحمرة، واسع العينين، كث اللحية، ليس بالطويل و لا بالقصير، مليحاً، عليه سيماء الانبياء.
امامته: قام بالامر بعد ابيه وله سبع و ثلاثون سنة.
زوجاته: تزوج عيله السلام من ام اسحاق بنت طلحة و هند بنت سهيل و خولة بنت منظور و جعده بنت الاشعث.
اولاده: زيد و الحسن و عمرو و القاسم و عبدالله و عبدالرحمن و الحسن الاثرم و ام الحسن و ام الحسين و فاطمةو ام سلمة و رقية و ام عبدالله و فاطمة.
وفاته: استشهد مسوماً على يد زوجته جعدة فى 17 صفر سنة 49 من الهجرة وله من العمر سبع و اربعون سنة.
فضائله: هو من جملة الذين اذهب الله عنهم الرجس.
و هو من جملة الذين باهل بهم النبى (ص)
و هم من جملة اهل البيت (ع)
و هو من جملة الثقلين.
و هو من جملة الذين اوجب الله و دّهم.
و قال فيه رسول الله (ص) الحسن و الحسين (ع) سيدا شباب اهل الجنة.
و قال (ص) الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا.
و قال (ص) الحسن و الحسين ريحانتاى.
ميلاده الكريم
فى ليلة النصف من شهر رمضان كان على ّ و فاطمه عليه السلام ينتظران وليدهما الأول ما اشد فرحتهما به و هما يعلمان انه وريث الامامة و حامل لواء الرسالة و فى نهار اليوم التالى اطل الامام الحسن (ع) الى العالم الجديد و غمرة الفرحة والدته الطاهرة فاطمة عليه السلام و هكذا سُرَّ الامام على بولده و قرة عينه فحمله على صدره و ضمه اليه بكل سرور، و اوصلوا خبره الى جده المصطفى عليه السلام فجاء الى بيت الامام على عليه السلام و حمل الحسن و طلب من فاطمة ان تناوله خرقة بيضاء جاء بها جبرئيل من الجنة فلفّه بها و اذَّن فى اذنه اليمنى و اقام فى اليسرى و عق عنه كبشاً و قال: اسمه الحسن، لأن الله تعالى انتخب له هذا الاسم المبارك القليل التداول عند العرب.
و هكذا طار اسمه الشريف يصدع الاسماع و اقبل المسلمون يهنئون النبى (ص) بحفيده الحسن و يباركون للامام ولده الزكى فعاش الحسن سنواته القليلة مع جده فى كنف الرسالة، يشم عبق النبوة واريج الجهاد المتواصل.
الحسن مع جدّه
لقد اولاه النبى (ص) اهتماماً بالغاً هو و الحسين ايضاً و عمل بكل ما أمكنه ان يبرز الحسن كامام و قائد منذ صغره و راح النبى (ص) يؤكد اهمية موقع الحسن و ضرورة الاهتمام و الالتفات حوله و يعلن للناس بالقول و العمل ان حب الحسن واجب شرعىّ، بل انه مرآة عاكسة عن حب النبى (ص) ففى احد الايام و بينما كان النبى (ص) جالساً فى جماعة من اصحابه بالمسجد، مرت فاطمة عليهاالسلام و هى خارجة من بيتها الى حجرة رسول الله (ص) راسه الى احد اصحابه و قال: من احب هؤلاء فقد احبنى و من ابغض هؤلاء فقد ابغضنى.
و كان النبى (ص) يحمل الحسن على كتفه امام الناس و يكثر من تقبيله و الاهتمام به و محاورته بالطف الكلمات وارق الالفاظ و اظهار كل ذلك امام الآخرين ليدركوا عظمة الحسن و لتكون للحسن ارضية جماهيرية جيّدة فى المستقبل تتحرك معه بكل وعىّ و فهم لمنزلة و دور الامام الحسن (ع) و منذ نعومة اظافر الحسن اعلن النبى (ص) ان الحسن و الحسين امامان و انهما قووة و اسوة و مثل على الناس ان تطيعهما و تودهما و تقتدى بهما، و كان يشيد بذكرهما فى كل مناسبة و يوليهما اهتمامه البالغ ليعيشا فى وعى الناس كائمة و اناس من طراز خاص و عندما طلب نصارى نجران المباهلة من النبى (ص) اصطحب معه الحسن و الحسين عليه السلام ليقول للناس كلهم ان هؤلاء الصغار هم افضل من الكبار عند الله، و هكذا عندما كان النبى (ص) تحت الكساء ادخل معه الحسن و الحسين عليهما السلام.
و من ثم نزلت آية التطهير كاعلان سماوى عن طهارة و عصمة الحسن و الحسين عليهما السلام.
و كان النبى (ص) مراراً يقول: هذان ابناى اللهم انى احبهما و احب من يحبهما، و كان يقول: الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة و كان يقول: الحسن و الحسين امامان ان قاما و ان قعدا، و كان يقول: الحسن و الحسين ريحانتاى من الدنيا... و هكذا طفق يأمر الناس بحب الحسن و الاذعان له.
ذكاء الحسن
ان ذكاء المعصوم عبارة عن قابليات فائقة يعيشها فى ذاته دون ان تتصدع يوماً من الايام، دائماً يعيش الصفاء و النقاء الروحى وارقى درجات الفاعلية العقلية من جراء الاخلاص فى العبادة و الاهتمام بالجانب الروحى، و هكذا كان الحسن عليه السلام.
فيروى ان الحسن كان يحضر مجلس رسول الله (ص) و هو ابن سبع سنين او اقل فيسمع خطاب النبى (ص) و آيات القرآن النازلة توّاً ثم يأتى والدته الطاهرة فى البيت فيلقى اليها ما سمعه دون زيادة او نقصان و عندما يرجع الوالد الكريم الامام على عليه السلام الى بيته يجد زوجته لديها اطلاع تام بخطاب النبى (ص) و عندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.
فتخفى الامام على عليه السلام يوماً فى الدار و توارى عن انظار الحسن، فذهب الامام الحسن كعادته الى المسجد و سمع ما سمع من النبى(ص) ثم عاد الى الدار و أراد ان يخبر والدته فأرتج عليه و تلك. فعجبت أمه من ذلك، فقال: ان كبيراً يسمعنى، فخرج الامام على عليه السلام و قبله و ضمه اليه.
شخصيه الامام الحسن عليه السلام
كان للحسن هيبة الملوك و صفات الانبياء و وقار الأوصياء، كان أشبه الناس برسول الله (ص) و كان يبسط له على باب داره بساطاً يجلس عليه مع وجهاء و كبار الامة فاذا خرج و جلس انقطع الطريق، فما يمر من ذلك الطريق احد اخلالاً للحسن، و كان يحج الى بيت الله من المدينة ما شياً على قديمه و المحامل تقاد بين يديه و كلما رآه الناس كذالك نزلوا من دوابهم و مشوا احتراماً للحسن عليه السلام حتى اعداءه أمثال سعد بن ابى وقاص.
و ذات مرة جاءه أحد المعجبين به فقال له: ان فيك عظمة فقال عليه السلام موضحاً: بل فىَّ عزة قال الله تعالى: «و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين» و قال واصل بن عطاء يصف شخصية الحسن: عليه سيماء الانبياء و بهاء الملوك، و لذلك لم يتردد احد من المسليمن فى العراق و المدينة من بيعة الحسن بعد أبيه لعظيم شخصية و سعة علومه و عجيب آدابه و حلمه و زهده.
عبادة الحسن عليه السلام
ان العبادة بالنسبة للمعصوم تمتاز بأنه يعيش استشعار عظمة الرب تبارك و تعالى طيلة لحظات حياته و لا يلتفت الى ما يصرفه عن هذا الشعور و الاحساس، فالعبادة بالنسبة اليه تعتبر القاء روحى مع عالم الملكوت الاعلى و ارتياح مطلق فى الفكر و القلب و الروح فهو يعشق بالعبادة لا لأنها تدخله الجنة بل لأنها تجعله فى حالة خاصة لايعلمها الا الله سبحانه و لذلك روى انا الامام الحسن عليه السلام كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله و اصفر لونه و لما سئل عن السبب، قال: حق على كلِّ من وقف بين يدى رب العرش ان يصفر لونه و ترتعد مفاصله و كان الحسن عليه السلام اذا انتهى من صلاة الفجر لايتكلم مع أحد بل يشغل بالتعقيبات و الدعاء حتى تطلع الشمس و هذا ما ورثه عن أمه الزهراء عليها السلام، و اما الحج فان الامام الحسن عليه السلام حج خمسة و عشرين حجة ما شياً على قدميه و كان يقول: انى لاستحى من ربى ان القاه و لم أمش الى بيته، و ناصف ماله فى الدنيا ثلاث مرات كان يتصدق بنصف جميع ما يملك فنلاحظ ان المعصوم عليه السلام يعلمنا امراً فى غاية الروعة و هو:
ان العبادة لا تعنى ان ينعظل الناس عن المجتمع.
و ان العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
و ان العبادة لا تعنى التخلص من التكليف الشرعىّ.
بل العبادة تعنى ان يعيش الانسان الخوف من الله دائماً و لهذا اذا تعزز هذا الشعور فى ضمير الانسان فانه لا يظلم و لايسرق و لايكذب و لايرتكب الموبقات، و العبادة تعنى ان يعيش الآخرون معك فى فضل مالك فتتصدق الى الفقراء و المحتاجين.
و ان نؤدى العبادة عن وعى و ادراك و تواضع لله تبارك و تعالى و من السخافة ان يظن الانسان انه قد وصل ابلى مقام متميز ثم يمن على الله تعالى بعبادته، بل العبادة تعنى احتياج الانسان المطلق لهذا المد الالهى و الفيض الربانى.
الامام الحسن مع والده عليه السلام
لقد كان الحسن مشاركاً لوالده امير المؤمنين عليه السلام فى جميع شؤونه السياسية و العسكرية فقد كان شديد القرب منه يراقب معه الاحداث عن كثب فاشترك فث حرب الجمل و صد هجمات الاعداء الناكثين الذين تنكروا لامامة الامام على عليه السلام حتى سجل الحسن عليه السلام موافقاً بطولية رائعة ففى ذات مرة دعا امير المؤمنين عليه السلام محمد بن الحنيفة فأعطاه رمحه و قال له: اقصد بهذاالرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بعض الجيوش فما رجع الى والده اخذ المرح منه و اعطاه للحسن و قصد الجمل حتى وصل اليه و طعنه بالرمح و رجع الى والده و على رمحه اثر الدم، بعد ان شق تلك المئات من الرجال من الناكثين و غاص فى اوساطهم دون تردد و خوف، و لم رآه محمد بن الحنفية خجل فقال له امير المؤمنين: لا تأنف فانه ابن النبى و انت ابن على عليه السلام.
و كانت مواقف الحسن هى نفس مواقف ابيه لا تختلف قيد انملة حتى قدم اليه احد الذين بعثهم معاوية و قال للحسن: ان اباك بُغضة و قد خاض فى دم عثمان فهل لك ان تخلعه و نبايعك؟
فرده الحسن رداً عنيفاً و دافع عن ابيه حيدر الكرار، فذهب الرجل« و هو عبدالله بن عمر» الى معاوية و اخبره بكلام الحسن، فقال معاوية: انه ابن ابيه و هكذا اشترك مع والده فى حرب صفين النهروان بكل بسالة و بطولة و ظل الحسن صامداً على مبادىء النبوة و دعائم الرسالة يدافع عن شرعة جدة و سيرته صلى الله عليه و آله، و لهذا لما أستشهد امير المؤمنين عليه السلام و بويع للحسن عليه السلام فى الكوفة استعد من الايام الاولى لحكمه لحرب الفئة الباغية معاوية و عمر و بن العاص الذين ما عرفوا للاسلام حرمة ابداً فحشد النفوس و الجيوش لمحاربتهما و للدفاع عن اعراض و دماء المسلمين الذين كانوا عرضة لهجمات عصابات معوية، فكانت خطة الامام الحسن هى امتداد لخط ابيه على عليه السلام و لم يتوان يوماً عن ذلك و لم يتنازل أبداً عن نصر دين جده المصطفى صلى الله عليه و آله، و لم يختلف يوماً مع ابيه او اخيه الحسين عليه السلام كما يزعم بعض الحاقدين و المغرضين، بل اهل البيت خطهم واحد و ان تعددت الادوار و اختلف المشاهد.
بل كان امير المؤمنين عليه السلام يعتمد على ولده الحسن فى المواقف الحرجة والمهمة فمثلاً لما خرج اهل الجمل لحرب الامام على عليه السلام و وصلت الاخبار ان اباموسى الاشعرى يخذل اهل الكوفة و يحاول ابعادهم عن على عليه السلام بعث الامام ولده الحسن الى اهل الكوفة ليستنهضهم من جديد و يوضح لهم الحق و يعيد اليهم وعيهم و يشحذ فيهم الهمم فوقف الحسن على منبر الكوفة و خطب الناس فقال:
اسمه: الحسن
والده: امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام
والدته: فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين
جده: خاتم الانبياء و المرسلين محمد (ص)
كنيته: أبو محمد.
لقبة: التقى، الطيب، الزكى، المجتبى..
ميلاده: 15 من شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة.
صفته: كان عليه السلام ابيض اللون، مشرباً بحمرة، واسع العينين، كث اللحية، ليس بالطويل و لا بالقصير، مليحاً، عليه سيماء الانبياء.
امامته: قام بالامر بعد ابيه وله سبع و ثلاثون سنة.
زوجاته: تزوج عيله السلام من ام اسحاق بنت طلحة و هند بنت سهيل و خولة بنت منظور و جعده بنت الاشعث.
اولاده: زيد و الحسن و عمرو و القاسم و عبدالله و عبدالرحمن و الحسن الاثرم و ام الحسن و ام الحسين و فاطمةو ام سلمة و رقية و ام عبدالله و فاطمة.
وفاته: استشهد مسوماً على يد زوجته جعدة فى 17 صفر سنة 49 من الهجرة وله من العمر سبع و اربعون سنة.
فضائله: هو من جملة الذين اذهب الله عنهم الرجس.
و هو من جملة الذين باهل بهم النبى (ص)
و هم من جملة اهل البيت (ع)
و هو من جملة الثقلين.
و هو من جملة الذين اوجب الله و دّهم.
و قال فيه رسول الله (ص) الحسن و الحسين (ع) سيدا شباب اهل الجنة.
و قال (ص) الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا.
و قال (ص) الحسن و الحسين ريحانتاى.
ميلاده الكريم
فى ليلة النصف من شهر رمضان كان على ّ و فاطمه عليه السلام ينتظران وليدهما الأول ما اشد فرحتهما به و هما يعلمان انه وريث الامامة و حامل لواء الرسالة و فى نهار اليوم التالى اطل الامام الحسن (ع) الى العالم الجديد و غمرة الفرحة والدته الطاهرة فاطمة عليه السلام و هكذا سُرَّ الامام على بولده و قرة عينه فحمله على صدره و ضمه اليه بكل سرور، و اوصلوا خبره الى جده المصطفى عليه السلام فجاء الى بيت الامام على عليه السلام و حمل الحسن و طلب من فاطمة ان تناوله خرقة بيضاء جاء بها جبرئيل من الجنة فلفّه بها و اذَّن فى اذنه اليمنى و اقام فى اليسرى و عق عنه كبشاً و قال: اسمه الحسن، لأن الله تعالى انتخب له هذا الاسم المبارك القليل التداول عند العرب.
و هكذا طار اسمه الشريف يصدع الاسماع و اقبل المسلمون يهنئون النبى (ص) بحفيده الحسن و يباركون للامام ولده الزكى فعاش الحسن سنواته القليلة مع جده فى كنف الرسالة، يشم عبق النبوة واريج الجهاد المتواصل.
الحسن مع جدّه
لقد اولاه النبى (ص) اهتماماً بالغاً هو و الحسين ايضاً و عمل بكل ما أمكنه ان يبرز الحسن كامام و قائد منذ صغره و راح النبى (ص) يؤكد اهمية موقع الحسن و ضرورة الاهتمام و الالتفات حوله و يعلن للناس بالقول و العمل ان حب الحسن واجب شرعىّ، بل انه مرآة عاكسة عن حب النبى (ص) ففى احد الايام و بينما كان النبى (ص) جالساً فى جماعة من اصحابه بالمسجد، مرت فاطمة عليهاالسلام و هى خارجة من بيتها الى حجرة رسول الله (ص) راسه الى احد اصحابه و قال: من احب هؤلاء فقد احبنى و من ابغض هؤلاء فقد ابغضنى.
و كان النبى (ص) يحمل الحسن على كتفه امام الناس و يكثر من تقبيله و الاهتمام به و محاورته بالطف الكلمات وارق الالفاظ و اظهار كل ذلك امام الآخرين ليدركوا عظمة الحسن و لتكون للحسن ارضية جماهيرية جيّدة فى المستقبل تتحرك معه بكل وعىّ و فهم لمنزلة و دور الامام الحسن (ع) و منذ نعومة اظافر الحسن اعلن النبى (ص) ان الحسن و الحسين امامان و انهما قووة و اسوة و مثل على الناس ان تطيعهما و تودهما و تقتدى بهما، و كان يشيد بذكرهما فى كل مناسبة و يوليهما اهتمامه البالغ ليعيشا فى وعى الناس كائمة و اناس من طراز خاص و عندما طلب نصارى نجران المباهلة من النبى (ص) اصطحب معه الحسن و الحسين عليه السلام ليقول للناس كلهم ان هؤلاء الصغار هم افضل من الكبار عند الله، و هكذا عندما كان النبى (ص) تحت الكساء ادخل معه الحسن و الحسين عليهما السلام.
و من ثم نزلت آية التطهير كاعلان سماوى عن طهارة و عصمة الحسن و الحسين عليهما السلام.
و كان النبى (ص) مراراً يقول: هذان ابناى اللهم انى احبهما و احب من يحبهما، و كان يقول: الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة و كان يقول: الحسن و الحسين امامان ان قاما و ان قعدا، و كان يقول: الحسن و الحسين ريحانتاى من الدنيا... و هكذا طفق يأمر الناس بحب الحسن و الاذعان له.
ذكاء الحسن
ان ذكاء المعصوم عبارة عن قابليات فائقة يعيشها فى ذاته دون ان تتصدع يوماً من الايام، دائماً يعيش الصفاء و النقاء الروحى وارقى درجات الفاعلية العقلية من جراء الاخلاص فى العبادة و الاهتمام بالجانب الروحى، و هكذا كان الحسن عليه السلام.
فيروى ان الحسن كان يحضر مجلس رسول الله (ص) و هو ابن سبع سنين او اقل فيسمع خطاب النبى (ص) و آيات القرآن النازلة توّاً ثم يأتى والدته الطاهرة فى البيت فيلقى اليها ما سمعه دون زيادة او نقصان و عندما يرجع الوالد الكريم الامام على عليه السلام الى بيته يجد زوجته لديها اطلاع تام بخطاب النبى (ص) و عندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.
فتخفى الامام على عليه السلام يوماً فى الدار و توارى عن انظار الحسن، فذهب الامام الحسن كعادته الى المسجد و سمع ما سمع من النبى(ص) ثم عاد الى الدار و أراد ان يخبر والدته فأرتج عليه و تلك. فعجبت أمه من ذلك، فقال: ان كبيراً يسمعنى، فخرج الامام على عليه السلام و قبله و ضمه اليه.
شخصيه الامام الحسن عليه السلام
كان للحسن هيبة الملوك و صفات الانبياء و وقار الأوصياء، كان أشبه الناس برسول الله (ص) و كان يبسط له على باب داره بساطاً يجلس عليه مع وجهاء و كبار الامة فاذا خرج و جلس انقطع الطريق، فما يمر من ذلك الطريق احد اخلالاً للحسن، و كان يحج الى بيت الله من المدينة ما شياً على قديمه و المحامل تقاد بين يديه و كلما رآه الناس كذالك نزلوا من دوابهم و مشوا احتراماً للحسن عليه السلام حتى اعداءه أمثال سعد بن ابى وقاص.
و ذات مرة جاءه أحد المعجبين به فقال له: ان فيك عظمة فقال عليه السلام موضحاً: بل فىَّ عزة قال الله تعالى: «و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين» و قال واصل بن عطاء يصف شخصية الحسن: عليه سيماء الانبياء و بهاء الملوك، و لذلك لم يتردد احد من المسليمن فى العراق و المدينة من بيعة الحسن بعد أبيه لعظيم شخصية و سعة علومه و عجيب آدابه و حلمه و زهده.
عبادة الحسن عليه السلام
ان العبادة بالنسبة للمعصوم تمتاز بأنه يعيش استشعار عظمة الرب تبارك و تعالى طيلة لحظات حياته و لا يلتفت الى ما يصرفه عن هذا الشعور و الاحساس، فالعبادة بالنسبة اليه تعتبر القاء روحى مع عالم الملكوت الاعلى و ارتياح مطلق فى الفكر و القلب و الروح فهو يعشق بالعبادة لا لأنها تدخله الجنة بل لأنها تجعله فى حالة خاصة لايعلمها الا الله سبحانه و لذلك روى انا الامام الحسن عليه السلام كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله و اصفر لونه و لما سئل عن السبب، قال: حق على كلِّ من وقف بين يدى رب العرش ان يصفر لونه و ترتعد مفاصله و كان الحسن عليه السلام اذا انتهى من صلاة الفجر لايتكلم مع أحد بل يشغل بالتعقيبات و الدعاء حتى تطلع الشمس و هذا ما ورثه عن أمه الزهراء عليها السلام، و اما الحج فان الامام الحسن عليه السلام حج خمسة و عشرين حجة ما شياً على قدميه و كان يقول: انى لاستحى من ربى ان القاه و لم أمش الى بيته، و ناصف ماله فى الدنيا ثلاث مرات كان يتصدق بنصف جميع ما يملك فنلاحظ ان المعصوم عليه السلام يعلمنا امراً فى غاية الروعة و هو:
ان العبادة لا تعنى ان ينعظل الناس عن المجتمع.
و ان العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
و ان العبادة لا تعنى التخلص من التكليف الشرعىّ.
بل العبادة تعنى ان يعيش الانسان الخوف من الله دائماً و لهذا اذا تعزز هذا الشعور فى ضمير الانسان فانه لا يظلم و لايسرق و لايكذب و لايرتكب الموبقات، و العبادة تعنى ان يعيش الآخرون معك فى فضل مالك فتتصدق الى الفقراء و المحتاجين.
و ان نؤدى العبادة عن وعى و ادراك و تواضع لله تبارك و تعالى و من السخافة ان يظن الانسان انه قد وصل ابلى مقام متميز ثم يمن على الله تعالى بعبادته، بل العبادة تعنى احتياج الانسان المطلق لهذا المد الالهى و الفيض الربانى.
الامام الحسن مع والده عليه السلام
لقد كان الحسن مشاركاً لوالده امير المؤمنين عليه السلام فى جميع شؤونه السياسية و العسكرية فقد كان شديد القرب منه يراقب معه الاحداث عن كثب فاشترك فث حرب الجمل و صد هجمات الاعداء الناكثين الذين تنكروا لامامة الامام على عليه السلام حتى سجل الحسن عليه السلام موافقاً بطولية رائعة ففى ذات مرة دعا امير المؤمنين عليه السلام محمد بن الحنيفة فأعطاه رمحه و قال له: اقصد بهذاالرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بعض الجيوش فما رجع الى والده اخذ المرح منه و اعطاه للحسن و قصد الجمل حتى وصل اليه و طعنه بالرمح و رجع الى والده و على رمحه اثر الدم، بعد ان شق تلك المئات من الرجال من الناكثين و غاص فى اوساطهم دون تردد و خوف، و لم رآه محمد بن الحنفية خجل فقال له امير المؤمنين: لا تأنف فانه ابن النبى و انت ابن على عليه السلام.
و كانت مواقف الحسن هى نفس مواقف ابيه لا تختلف قيد انملة حتى قدم اليه احد الذين بعثهم معاوية و قال للحسن: ان اباك بُغضة و قد خاض فى دم عثمان فهل لك ان تخلعه و نبايعك؟
فرده الحسن رداً عنيفاً و دافع عن ابيه حيدر الكرار، فذهب الرجل« و هو عبدالله بن عمر» الى معاوية و اخبره بكلام الحسن، فقال معاوية: انه ابن ابيه و هكذا اشترك مع والده فى حرب صفين النهروان بكل بسالة و بطولة و ظل الحسن صامداً على مبادىء النبوة و دعائم الرسالة يدافع عن شرعة جدة و سيرته صلى الله عليه و آله، و لهذا لما أستشهد امير المؤمنين عليه السلام و بويع للحسن عليه السلام فى الكوفة استعد من الايام الاولى لحكمه لحرب الفئة الباغية معاوية و عمر و بن العاص الذين ما عرفوا للاسلام حرمة ابداً فحشد النفوس و الجيوش لمحاربتهما و للدفاع عن اعراض و دماء المسلمين الذين كانوا عرضة لهجمات عصابات معوية، فكانت خطة الامام الحسن هى امتداد لخط ابيه على عليه السلام و لم يتوان يوماً عن ذلك و لم يتنازل أبداً عن نصر دين جده المصطفى صلى الله عليه و آله، و لم يختلف يوماً مع ابيه او اخيه الحسين عليه السلام كما يزعم بعض الحاقدين و المغرضين، بل اهل البيت خطهم واحد و ان تعددت الادوار و اختلف المشاهد.
بل كان امير المؤمنين عليه السلام يعتمد على ولده الحسن فى المواقف الحرجة والمهمة فمثلاً لما خرج اهل الجمل لحرب الامام على عليه السلام و وصلت الاخبار ان اباموسى الاشعرى يخذل اهل الكوفة و يحاول ابعادهم عن على عليه السلام بعث الامام ولده الحسن الى اهل الكوفة ليستنهضهم من جديد و يوضح لهم الحق و يعيد اليهم وعيهم و يشحذ فيهم الهمم فوقف الحسن على منبر الكوفة و خطب الناس فقال:
تعليق