فنجان في زوبعة إيران ..
يوما بعد يوم يثبت المالكي بأنه رجل إيران الأول وانه لا يستطيع الانفكاك عنها أو الخروج من قبضتها وانه صفحة إيرانية بامتياز لا تستطيع إيران أن تتخلى عن خدماته بأي شكل من الأشكال وانه في حقيقة الأمر المنظار الذي تتلمس إيران طريقها داخل العراق ..بيد إن إيران تخفي ورقة المالكي وراء ظهرها ترمي بها في الساحة العراقية متى ما شاءت .. فظلت إيران تلعب بورقة المالكي بذكاء فقد تركتها الورقة الرابحة في الظل دون أن تظهرها تحت أشعة الشمس , فالمالكي الذي تربى في أحضان إيران لن يدير ظهره عنها بهذه السهولة وهي التي أوصلته إلى رئاسة الوزراء وأنه لن يكون جاحدا أو ناكرا لهذا الجميل لولي نعمته ..فيما أبقت دعمها إلى الائتلاف العراقي الموحد مكشوفا جهارا نهارا وركنت المالكي بجانبها تستعمله عند الأوقات الحرجة وعندما تستدعي الظروف ..
المالكي الذي ظل يلعب اللعبة المزدوجة مع أمريكا وإيران فهو ينحني تارة إلى الجندي المجهول الأمريكي الذي جاء غازيا ارض العراق ليرتكب أبشع جرائم شهدتها الإنسانية ويدعي انه رئيس حزب إسلامي , وتارة ينزع ربطة عنقه ويجلس ذليلا بين يدي ولي نعمته الولي الفقيه الإيراني يقدم فروض البيعة والطاعة .. وما أن حصلت تفجيرات الأربعاء الدامي حيث راح ضحيتها مئات الأبرياء من العراقيين في دقائق معدودة وثبت إن إيران المتورطة الأكبر فيها وبدأت وسائل الإعلام تتحدث وتكشف بعض من خيوط الجريمة حتى سارع الولد المطيع باتهام سوريا العربية وبدأت حمله إعلامية مسعورة ضدها .. أليس من الغباء أن تقوم سوريا بضرب العراق بهذه الطريقة في عشية زيارة المالكي إلى سوريا . الدامي , أليس من مصلحة إيران الحؤول دون حصول هذه الزيارة أو إلغاء نتائجها بشتى الطرق حتى لو أدى ذلك إلى قتل مئات الأنفس العراقية البريئة , وليس من مصلحة سوريا , وإذا كان السوريون هم الذين خططوا لتفجير الوزارات والمؤسسات الحكومية الحساسة فمن هو الذي ضرب مناطق من بغداد وفي نفس الوقت بالهاونات والقذائف ..
إن وسائل الإعلام يومها أعلنت حتى عن اسم منفذ هذه العملية وهو أبو مهدي الكناني زعيم المجاميع الخاصة الإيرانية في بغداد أو ما يسمى بفيلق القدس, أليس من مصلحة إيران أن لا تتم الزيارة ونتائجها المرتقبة , فمن شأن هذه الزيارة أن تغير شيئا من الخارطة السياسية بعد أن يدخل على الخط بعض المعارضين في العملية السياسية فلذلك سارعت إيران إلى إجهاض هذه الفكرة الأمريكية والتي كان على المالكي تنفيذها ولكن زعزعة الدولة في ذلك الصباح الدامي بل إن الدولة باتت هي والانهيار قاب قوسين أو أدنى فكانت للمالكي بمثابة جرة أذن , فأبدل موقفه مئة وثمانين درجة ليملأ الإعلام زعيقا متهما سوريا معرضا العلاقات العربية مع العراق إلى أسوأ الحالات وما يهمه .. لأنه يعتقد إن سوريا هي الطرف الضعيف في المعادلة فإذا اتهمها فان ذلك لا يشكل له أي خطر ذي بال , وغاية إيران طبعا في النهاية أبعاد العراق عن محيطه العربي الذي ينتمي إليه ليظل تحت قبضتها . وبما إن الغيرة العربية الأصيلة مفقودة لدى المالكي نهائيا وان فاقد الشىء لا يعطيه ففضل ولاءه الفارسي باسطا يده التي تقطر من دماء العراقيين إلى أسياده الإيرانيين وادعى انه سوف يقوم بالطلب من المحكمة الدولية بإرسال فرق تقصي الجقائق لكشف ملابسات التفجيرات ولكن الطلب بطبيعة الحال ظل مجرد حبر على ورق فلن يذهب بعيدا في أروقة المحاكم الدولية بل انه لم يقدم طلبا بهذا الصدد لان هكذا تصرف سيشكل مأزقا للإيرانيين فلذلك بقيت قضية المحكمة الدولية مجرد زوبعة في فنجان وانا أتحدى المالكي وجماعته إذا قدموا طلبا إلى المحكمة الدولية لكشف الحقائق وظلوا مصرين في طلبهم أنا أتحداهم ,أتحداهم وإذا كانوا فعلا تأخذهم الحمية والغيرة على دماء الشعب العراقي فليبقوا مصرين على موقفهم بتدويل قضية تفجيرات يوم الأربعاء وأنا اشك في ذلك كثيرا لان تدويل القضية سوف يكشف المتورط وهذا ما لا يرغب به المالكي ولا إيران ..
تعليق