إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كذب ألعرعور بعدم ذكر ألولايه في كتاب ألله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 6 - ص 388 - 390
    ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * . . يعني تعالى ذكره بقوله : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون ، الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره . فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء ، فليسوا لكم أولياء ولا نصراء ، بل بعضهم أولياء بعض ، ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا . وقيل : إن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت في تبرئه من ولاية يهود بني قينقاع وحلفهم إلى رسول الله ( ص ) والمؤمنين . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا ابن إسحاق ، قال : ثني والدي إسحاق بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله ( ص ) ، مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله ( ص ) ، وكان أحد بني عوف بن الخزرج ، فخلعهم إلى رسول الله ، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم ، وقال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم ففيه نزلت : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون لقول عبادة : أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من بني قينقاع وولايتهم . إلى قوله : فإن حزب الله هم الغالبون . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت أبي ، عن عطية بن سعد ، قال : جاء عبادة بن الصامت إلى رسول الله ( ص ) ، ثم ذكر نحوه . حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنى معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يعني : أنه من أسلم تولى الله ورسوله . وأما قوله : والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني به ، فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب . وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : ثم أخبرهم بمن يتولاهم ، فقال : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه . حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا عبدة ، عن عبد الملك ، عن أبي جعفر ، قال : سألته عن هذه الآية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، قال علي من الذين آمنوا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا المحاربي ، عن عبد الملك ، قال : سألت أبا جعفر ، عن قول الله : إنما وليكم الله ورسوله ، وذكر نحو حديث هناد عن عبدة . ‹ صفحة 390 › حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، قال : ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال : علي بن أبي طالب . حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا غالب بن عبيد الله ، قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : إنما وليكم الله ورسوله . . . الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع . القول في تأويل قوله تعالى : * ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) * . . وهذا إعلام من الله تعالى ذكره عباده جميعا ، الذين تبرءوا من اليهود وحلفهم رضا بولاية الله ورسوله والمؤمنين ، والذين تمسكوا بحلفهم ، وخافوا دوائر السوء تدور عليهم ، فسارعوا إلى موالاتهم ، بأن من وثق بالله وتولى الله ورسوله والمؤمنين ومن كان على مثل حاله من أولياء الله من المؤمنين ، لهم الغلبة والدوائر والدولة على من عاداهم وحادهم ، لأنهم حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون دون حزب الشيطان . كما : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : أخبرهم يعني الرب تعالى ذكره من الغالب ، فقال : لا تخافوا الدولة ولا الدائرة ، فقال : ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون والحزب : هم الأنصار .

    تعليق


    • #47
      لقد اجمعت هذه التفاسير على ان الآية نزلت في عبادة بن الصامت وضعف الروايات التي قالت انها نزلت بحق علي بن ابي طالب كما وضحها ابن كثير في تفسيره .
      وبعدين انت لم تجيبني على الاسئلة التالية :
      1- هل ذكر الله في القرآن إنما وليكم الله ورسوله وعلي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]؟؟؟ ام الذين آمنوا ؟؟؟ لذلك نحن نقول ان علي عليه السلام احد المؤمنين ولا نعرف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الغلو والمغالاة حتى نقول انه لا يوجد مؤمنين في زمن الرسول سوى علي عليه السلام .
      2-[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لماذا لم نقرأ رواية واحدة عن الأئمة عليهم السلام من اولاد علي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عليه السلام بالتزكية وهم في حال الصلاة ؟؟؟ ولماذا لا نشاهد اليوم الملايين من[FONT='Arial','sans-serif'] ([/FONT]المؤمنين) الشيعة في الاضرحة والمشاهد وهم يزكون وهم راكعون ؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      من سياق الآية نرى ان الركوع يعني الخشوع في حال الصلاة والزكاة[FONT='Arial','sans-serif'] . [/FONT]
      3- (يقول الله عز وجل[FONT='Arial','sans-serif'] : [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']( [/FONT]وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين[FONT='Arial','sans-serif'] )[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سورة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]البقرة 43 . وهل في هذه الآية دليل على ان الزكاة يجب ان تكون في حال الركوع ؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']][/FONT]طيب ولماذا يذكر عز وجل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصلاة ثم يعود ويذكر الركوع ؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      وهل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الركوع هنا يعود للصلاة ام ان الركوع هنا يعني الخشوع في الطاعات كالصلاة والزكاة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      4- ( يقول عز وجل[FONT='Arial','sans-serif'] : [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']( [/FONT]يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[FONT='Arial','sans-serif'] )[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سورة المائدة 51 . هنا في هذه الآية الكريمة من الذي نهاهم الله عن موالاة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اليهود والنصارى علي أم المؤمنين ؟؟؟
      5- [FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]للزكاة أحكامها ومقدارها وانواعها وعند الشيعة المعادن التي لها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]زكاة هي الذهب والفضة ويسميان ب(النقدين) واذا كان خاتم الامام عليه السلام من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الفضة فقول علماء الشيعة ان للفضة نصابان[FONT='Arial','sans-serif'] :[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      الاول[FONT='Arial','sans-serif'] : [/FONT]يجب ان يبلغ مقدار الفضة (105) مثقال حتى يلزم اعطاء ربع العشر منه ( أي واحد من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أربعين[FONT='Arial','sans-serif'] ) .[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      الثاني[FONT='Arial','sans-serif'] : [/FONT]يجب أن يبلغ مقدار الفضة (21) مثقالا يضاف الى النصاب الاول فيصبح (126) مثقال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يجب اعطاء ربع عشرها , اما اذا اضيف الى النصاب الثاني أقل من (21) مثقال يجب دفع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الزكاة من (105) مثقال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT][FONT='Arial','sans-serif'].( [/FONT]انظر : المسائل الاسلامية مع المسائل الحديثية ,السيد صادق الحسيني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشيرازي , منشورات الرشيد , قم ,1424 , ص346-347[FONT='Arial','sans-serif'] )[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]السؤال هنا هو كم كان[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يملك علي عليه السلام من الفضة وكم أعطى للسائل من الزكاة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      وهل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]علم عليه السلام وهو في حال الصلاة من شخصية السائل اذا كان اثنى عشريا ام لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]؟؟؟[FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      لأن من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شرائط مستحقي الزكاة يجب ان يكون أثنى عشريا والا فيجب اعادة الزكاة الى اصحابها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']([/FONT]المصدر السابق[FONT='Arial','sans-serif'] , [/FONT]ص353[FONT='Arial','sans-serif']

      [/FONT]
      6- ان[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]حديث الولاية منكر عند أهل السنة والجماعة , ضعفه الالباني في السلسلة الضعيفة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالرقم 4921, وكذلك ضعفه ابن كثير في سورة المائدة , الآية 55, في الجزء الثاني[FONT='Arial','sans-serif'] . [/FONT]لذلك الاحاديث السنية الضعيفة والاحاديث الشيعية ليست حجة علينا[FONT='Arial','sans-serif'] .[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      والسلام[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
      طيب نحن لا نريد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سوى دليل واضح وصريح من القرآن ان علي عليه السلام هو امام معصوم وهو خليفة رسول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله بنص اسمه فهل تستطيعون أم سوف تعتمدون على الآيات المتشابهة مثل آية انما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وليكم الله ورسوله والمؤمنون وانظروا ما يقوله شيخكم الطوسي في تفسير هذه الآية[FONT='Arial','sans-serif'] :[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      [FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]
      قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 58 آية بلا خلاف اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فيه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قال الحسن والجبائي : انها نزلت في جميع المؤمنين . وقال قوم نزلت في عبادة بن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصامت في تبرئه من يهود بني قينقاع ، وحلفهم إلى رسول الله والمؤمنين . وقال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الكلبي نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه لما أسلموا فقطعت اليهود موالاتهم ، فنزلت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الآية[FONT='Arial','sans-serif'] .
      [/FONT]
      التبيان للشيخ الطوسي , ج3 , ص558-559 .[FONT='Arial','sans-serif']
      [/FONT]

      تعليق


      • #48
        والله كل هالكلام ماله داعي

        الاية واضحة للبنقالي والسوداني والفلبيني

        قال تعالى انما وليكم الله (واحد)ورسوله (واحد) والذين آمنوا(جمع) لاتقولون فسرها فلان كذا والا كذا كله كلام فاضي لماذا لم يقل الله

        انما وليكم الله ورسوله وعلي (هل هي صعبه على الله )

        الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون

        الذين يقيمون (مجموعة )ويؤتون (مجموعة) والامام علي رضي الله عنه واحد
        اخواني الشيعة اذا تبون الحق اقرؤوا القران من الفاتحة الى الناس

        وستجدون اجابة لجميع تساؤلاتكم والله انكم ستجدون دينا غير دينكم

        ولكن مشكلتكم ماتقرؤون القران كاملا وانما قصار السور

        لا احد يجيني مطفي النور ويقول حنا نقرأ القرآن ويسب ويشتم

        اقرأالقرآن كاملا وبعدين تعال تكلم

        تعليق


        • #49
          اخي العزيز محمد الشوملي احنرم فيك كثيرا استخدام الحجة والدليل من الكتاب والسنة ولكني اخذ عليك استخدامك لايات عديدة في الاستدلال وليس الاية المخصصة التي تدعم حجتك

          لاثبات نزول النص والحديث بخلافة علي في آية الولاية وفي احاديث الرسول

          يقول تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) (
          المائدة : 55 و 56 ) .
          إن الولاية التي أسندها الله تعالى إلى نفسه ورسوله والذين آمنوا إنما هي ولاية عامة في دلالتها على ما تحمله الكلمة من المعاني التي يمكن أن تتناسب مع المقام الإلهي ، لأن بعض معاني " الولي " لا يصح أن يسند إلى الله تعالى ورسوله ، ولهذا يجب صرفها عن هذه المعاني . فمن معاني الولي : الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر ، والنصير ، والمتصرف في الأمر . . . ومعاني أخر لا تستقيم والمقام الإلهي . فأما دلالتها على معنى الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر فلا يصح
          أن تنسب إلى الله تعالى ، فالله تعالى ليس صديق أو تابع أو جار ( بالمعنى الحقيقي ) وهو سبحانه ليس صهر أحد من الناس ، فلا يبقى إلا معنى المتصرف والنصير والمحب . فولاية الله تعالى ، لكونها عامة فيما يليق به من معاني ، يجب أن تفهم بهذا العموم ، فالله تعالى طبقا لذلك يليق به أن يكون المتصرف ، والنصير ، والمحب ، دون سائر المعاني . ولما كان معنى الولاية في الآية مشتركا بين من نسب إليهم ، فيلزم أن توضع جميع المعاني المشتركة في الاعتبار عند نسبتها إلى من دلت عليهم دون أي استثناء . ولهذا يجب اختيار المعاني التي يمكن نسبتها إلى الجميع دون اختلاف أو تفاوت ، فمثلالا يمكن أن نفسر الولاية بمعنى ( الصهر ) ، لأن نسبة ذلك المعنى إلى الله تعالى لا تجوز ، فتختلف نسبتها إلى الجميع بهذا المعنى ، لجواز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الذين آمنوا .
          وعلى هذا الأساس يكون المعنى المناسب لقوله تعالى : ( إنما وليكم ) هو أن المتصرف في أمركم ، والناصر لكم ، والمحب هو الله ورسوله والذين آمنوا . إن النصرة والمحبة من الله لرسوله والمؤمنين أمر واضح ، والنصرة والمحبة من الرسول للمؤمنين أمر لا يخفى . ونصرة ومحبة المؤمنين بعضهم لبعض أمر أوضحه القرآن وبينته السنة في كثير من المواطن : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء

          بعض ) ( التوبة71 ) ، " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " . فهذه معان يشترك فيها المؤمنون كافة ، ولا تنحصر في أفراد بعينهم ولا تختص بقوم دون قوم . ولكنا رأينا انحصار الآية واختصاصها بعبارة ( إنما ) المذكورة في ابتداء الآية . . ونحن علمنا أن النصرة والمحبة أمر عام وواجب بين المؤمنين بعضهم لبعض دون انحصار واختصاص . إذا ، نسبة إلى انحصار الآية لقوله ( إنما ) - وهي للحصر كما هو معروف ومضبوط في اللغة - يخرج معنى النصير والمحب من معنى الولي ، لعمومهما بين المؤمنين ، ويبقى معنى " المتصرف " وحده . وهذا المعنى يليق بالله تعالى ، فهوالمتصرف في شؤون الناس . وهو يليق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم في إدارة أمورهم . كما إنه يليق بالذين آمنوا . ومعنى الذين آمنوا هنا ليس شاملا لكل المؤمنين ، لانحصارية معنى المتصرف فيمن لهم حق التصرف في إدارة شؤون الناس ، وهو الإمام والراعي . ثم إن الخطاب في قوله تعالى ( إنما وليكم ) يمنع شمول حق التصرف للجميع ، فالولي المتصرف هذا بسبب الخطاب يلزم أن يكون خارجا عن المخاطبين ، لأنه لا يجوز أن يكون الفرد الواحد وليا ومولى أو مخاطبا به ومخاطبا في وقت واحد ، إذ أن هذا يستوجب الاتحاد بين المخاطب به والمخاطب ، أو بين الولي والموالي ، وهذا محال . فلو قال الاستاذ لطلابه : إنما رئيسكم الذين طالعوا دروسهم ، فلا يمكن أن يكون كل المطالعين رؤساء ، لأن الخطاب يحكم بوجود طرفين ، رئيس ومرؤوس وهم سائر الطلاب . . فالخطاب دائما يستلزم التفكيك بين الرئيس والمرؤوس ، وقوله تعالى : ( إنما وليكم ) كذلك ، فبسبب الخطاب يلزم التفكيك بين الولي والمخاطب به والموالي وهم المخاطبون ، وهذا أمر بديهي وواضح . ولهذا لا يمكن أن يكون المعني بقوله : ( إنما وليكم ) هم كافة المؤمنين ، للاستحالة في اتحاد طرفي الخطاب ( مخاطب به ومخاطب ) . على أن الصفات التي ذكرها الله تعالى في الآية واصفا بها ( الذين آمنوا ) تبين عدم شمول الأمر للجميع فبقوله تعالى : ( الذين يقيمون الصلاة ) يخرج الذين لا يقيمونها من المؤمنين ، أو أولئك الذين لا يقيمونها على الوجه المطلوب ، لأن الله تعالى لم يقصد إلا المعنى الأكمل في إقامة الصلاة ، وليس صلاة كل المؤمنين كذلك . وبقوله تعالى : ( ويؤتون الزكاة ( الزكاة في الاية بمعنى الصدقة ) وهم راكعون ) يخرج أولا الذين لا يؤتون الصدقات بتاتا تكاسلا وإهمالا ، أو جهلا بقدرها ، ويخرج ثانيا الذين يؤدونها ولكن ليس في حال الركوع ، بل يخرج من يؤديها في ركوعه بعد نزول الآية ،لاختصاص الآية بالموقف الأول . لأن الموقف الأول سبب في نزول الآية ، وأما الموقف الثاني فقد كانت الآية سببا في حدوثه . ثم إن ذكر الركوع بالذات في الآية ليس المقصود منه الإشارة إلى أداء الصلاة وإقامتها على نحو عام باعتبارها صفة لمن استحق الولاية على الناس ، لأن ذكر الصلاة بهذا القصد قد جاء في الأول صراحة في قوله : ( الذين يقيمون الصلاة ) ولهذا لا يتكرر مرة أخرى ، إذ لا فائدة من ذكره لوضوح القصد والمعنى سابقا . وأما قوله : ( الذين آمنوا ) فلا يدل على كافة المؤمنين ، وذلك بالبيان الآتي :
          أولا : للحصر الذي في الآية الواضح من لفظة ( إنما ) .
          ثانيا : لطبيعة الخطاب الذي في قوله : ( إنما وليكم ) إذ لا بد من طرفي الخطاب .
          ثالثا : لخصوصية التصرف ، فهو ليس لكل فرد ، بل هو لمن له الحق في ذلك ، لأنه لو ثبت التصرف لكل فرد مؤمن ، ففي أمر من يكون التصرف ؟ ولو كان كل مؤمن متصرفا ، فمن هو المتصرف في أمره منهم ؟ ومن هو الراعي ؟ ومن هم الرعية ؟ إذلا بد من هذه التفرقة بين هذين الطرفين في القضية . فقوله : ( والذين آمنوا ) جمع ، ولكن بسبب الحصر وثبوت معنى التصرف والخطاب يمنع أن تكون دلالته على الجمع ، لا سيما وأن وصف الذين آمنوا بإيتائهم الزكاة وهم في حال الركوع يحصر المعنى في فرد واحد ، وهو الذي آتى الزكاة وهو على تلك الحال ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام . . ، كما أكدت ذلك الروايات . ولله تبارك وتعالى حكمة في ذكر لفظ الجمع للدلالة على فرد واحد ، وهي التعظيم والإكبار . أو قل إنه لفظ جمع دل على جمع على نمط القضية الحقيقية ، وهي القضية التي تشمل مصاديقها في الحال والمستقبل ، فلفظ ( الذين آمنوا ) يشمل أولي الأمر وأصحاب الولاية والتصرف ، وهم جماعة . فأين الغرابة في أن يأتي الوصف بالجمع ؟ ! على أن في القرآن أمثلة متوافرة فيها دلالة الجمع على الفرد كقوله : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) ، فلفظ الناس جمع دل على فرد ، وهو نعيم بن مسعود الأشجعي بإجماع أهل التفاسير والأخبار . إذا ، فالمعني ب ( الذين آمنوا ) هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، لنزول الآية فيه عندما تصدق بخاتمه في حال ركوعه ، وهو بالمسجد يصلي .
          يقول الآلوسي : " وغالب الأخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله وجهه " .

          ولقد ذكر الزمخشري نزولها في علي عليه السلام ، ولتبرير مجئ الآية على لفظ الجمع يقول : " جئ به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ، ليرغب الناس في مثل فعله ") تفسير الكشاف للزمخشري 1 : 649 ) .
          وفي الذخائر : " ومنها قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت فيه "
          )ذخائر العقبى ص 88 ) ، ويعني نزلت في علي عليه السلام . قال أبو ذر : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين ، وإلا صمتا ، ورأيته بهاتين وإلا عميتا ، يقول :علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله . أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا ، فأومأ بخنصره إليه - وكان يتختم بها - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله إلى الله عز وجل يدعوه، فقال : اللهم إن أخي موسى سألك ، قال : ( رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي . واجعل لي وزيرا منأهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيرا . ونذكرك كثيرا . إنك كنت بنا بصيرا ) ( طه3 ) فأوحيت إليه : ( قد أوتيت سؤلك يا موسى ) . ( طه36 ) اللهم إني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعللي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري . قال أبو ذر : فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) " . فالآية قد نزلت في علي عليه السلام ، وأوضحت ولايته وخلافته على الناس من بعد نبي الله الأكرم ، إذ هو المتصرف في شؤون وأمور الناس ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وهذا أمر أوضح من أن يحتاج إلى توضيح ، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله : " أولستم تعلمون ، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ ! " ( مسند أحمد بن حنبل 3: ص532) . فعبارة : " أولى بكل مؤمن من نفسه " تبين معنى التصرف في إدارة الشؤون ، والرئاسة والقيادة . ثم قال : " فمن كنت مولاه " أي فمن كنت أولى به من نفسه " فعلي مولاه " أي أولى به من نفسه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قرن ولاية علي عليه السلام على الناس بولايته صلى الله عليه وآله على الناس ، فأوضح النبي صلى الله عليه وآلهبهذه القرينة تساوي الولايتين من حيث المعنى ((يتبع))

          تعليق


          • #50
            التعديل الأخير تم بواسطة البكاء; الساعة 19-09-2009, 12:20 PM.

            تعليق


            • #51
              فعبارة : " أولى بكل مؤمن من نفسه " تبين معنى التصرف في إدارة الشؤون ، والرئاسة والقيادة . ثم قال : " فمن كنت مولاه " أي فمن كنت أولى به من نفسه " فعلي مولاه " أي أولى به من نفسه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قرن ولاية علي عليه السلام على الناس بولايته صلى الله عليه وآله على الناس ، فأوضح النبي صلى الله عليه وآلهبهذه القرينة تساوي الولايتين من حيث المعنى الذي في ولاية النبي صلى الله عليه وآله ، ولهذا لا يمكن أن يفسر معنى ( وليكم ) إلا بالمتصرف في أموركم ، وبالقائد والرئيس والمسؤول عنهم .
              علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله

              وهناك أحاديث لها طرق عديدة ، تؤيد نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب دون غيره من المؤمنين ، وهي الأحاديث التي فيها بيان ولايته على المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها قوله عليه السلام : عن عمر بن حصين قال: وسلم جيشا استعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في :
              " جهز رسول الله صلى الله عليه [ وآله ]جارية ، فأنكروا عليه . وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إذا بعثنا - أي أمرنا بالرجوع - رسول
              الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أخبرناه ما صنع ( وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر يبدأون برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ ! فأعرض عنه
              رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ثم قام الثاني وقال مثل ذلك . ثم الثالث فقال مقالته ، ثم الرابع فقال مثل ما قالوا . . فأقبل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والغضب يبصر في وجهه ، فقال :
              " ما تريدون من علي ؟ ! إن عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " (الخصائص العلوية للإمام النسائي ص 23 ، المستدرك3:110-111, كتاب معرفة الصحابة ، مسند أحمد5:632، كنز العمال 400:6) .
              وعن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سفر ، فنزلنا في غدير خم ، فنودي الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تحت شجرتين ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] فقال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه . اللهم وال من
              والاه وعاد من عاداه " . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " )مسند أحمد بن حنبل 4:ص281، حديث البراء بن عازب .) .
              وقال وهب بن حمزة : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت لئن رجعت لأشكونه ، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله فنلت منه ، فقال : " لا تقولن هذا لعلي ، فإنه وليكم بعدي "
              )كنز العمال للمتقي الهندي 6 : 155 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني 9 : 319\579) . إن أقوال النبي صلى الله عليه وآله : " وهو ولي كل مؤمن بعدي "- " من كنت مولاه فعلي مولاه " -" لا تقولن هذا لعلي ! فإنه وليكم بعدي " وتهنئة عمر لعلي بعد ذلك بقوله : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " . .أن أقوال النبي صلى الله عليه وآله هذه وما لم نذكره من أقول ، يوضح بكل صراحة أن عليا عليه السلام هو ولي المؤمنين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وقد فهم الناس ذلك في زمان النبي صلى الله عليه وآله كما وصح من تهنئة عمر لعلي عليه السلام ، وكما وضح للحارث بن النعمان الفهري فما هي حكاية الحارث بن النعمان هذا ؟ إنه لما بلغه خبر ولاية الإمام علي ، جاء إلى نبي الله عليه وآله السلام غاضبا لاجا في غيه وطغيانه ، فقال : يا محمد ! أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي (الضبع : العضد.) ابن عمك تفضله علينا فقلت : منكنت مولاه فعلي مولاه ؟ ! فهذا شئ منك أم من الله ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله : " فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز وجل " . فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنابعذاب أليم . فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج ) (تفسير الثعلبي : تفسير سورة المعارج ، أنوار الأبصار للشبلنجي المصري ص 11 والآيات 1-3 من سورة " المعارج ") . وجاء قوم إلى علي عليه السلام ، فقالوا :السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوم غدير خم يقول : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " )مسند أحمد 5:419 ) . إن الحارث بن النعمان لو كان قد فهم معنى الولي على أنه المحب والناصر والصديق لما ثار ثورته تلك ، ولما رجح العذاب على صداقة ومناصرة ومحبة علي عليه السلام , ولكنه فهما بمعناها الصحيح معنى التصرف في شؤونه ، وفهم أن عليا عليه السلام أولى به من نفسه . ولهذا قال للنبي صلى الله عليه وآله : " حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا " . ولهذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ذلك القسم لا ليؤكد له أن عليا محبكم وناصركم ، وإنما لتأكيد أمر أخطر وأكبر يغضب له أمثال الفهري هذا ويفضلون عليه العذاب ، وإنما ذلك الأمر هو الإمامة والخلافة والولاية على المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله . . ولذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ليؤكد أنه من الله تعالى . فلا يصح لمؤمن بالله ورسوله أن يشك في ولاية علي عليه السلام بمعنى الخلافة والقيادة ، إذ ليس لهذا الشك أي دليل ولا حجة ، فعلي ولي الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة دون فصل . يقول الشيخ علي بن زين العابدين : " روى أبو داود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه : أنت ولي كل مؤمن بعدي . " وليست البعدية بعدية زمانية ، كما يتبادر لبعض الأذهان ، بل المقصود : ليس أحد أولى بالمؤمنين في الترتيب بعد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في وجوده وبعده من علي كرم الله وجهه ، فالبعدية بعدية ترتيبية لا زمانية " . وبعد أن تقرر هذا نعلم أن الولاية قد انحصرت في ثلاثة : الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وآله ، والذين آمنوا . ولما كان علي هو ولي المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل فيكون الذين آمنوا هم عليا عليه السلام . ولم يدع أحد الولايةعلى المسلمين بالنص النبوي الإلهي غيره ، فيكون النبي صلى الله عليه وآله قد شرح وبين معنى ( الذين آمنوا ) بذكره ولاية علي من بعده . وكما وضح ، فلا يصح أن يفسر معنى الولاية هنا بالنصرة والمحبة ، لأننا ذكرنا أن النصرة والمحبة للمؤمنينلا تختصان بعلي وحده ، لكي يضطر النبي صلى الله عليه وآله إلى إعلان ذلك مرات ومرات ، فهما صفتان يجب أن تتوفرا بين المؤمنين كافة ، وإلا فيجب أن يعني هذا أن أبا بكر وسائر الصحابة ليس لهم تلك النصرة وهذه المحبة نحو المؤمنين . وإن كانت لهم ، فلماذا أعلن النبي صلى الله عليه وآله ذلك مختصا به عليا عليه السلام دون أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة ؟ فهل كل هؤلاء ليس لهم محبة ونصرة للمؤمنين ؟ ! أم أن المسألة تعني شيئا آخر غير هاتين الصفتين ؟ ولو فرض أن عليا عليه السلام مختص بهذا المحبة وتلك النصرة للمؤمنين دون غيره من الصحابة . . فلماذا انحصرت محبته للمؤمنين ونصرته لهم بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله ، كما يقول من يفسر الولاية بالمحبة ؟ ! ألم ، يقل النبي صلى الله عليه وآله لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي، وقوله صلى الله عليه وآله لهم : إنه وليكم بعدي، فلازم هذا هو أن لا تكون لعلي محبة ونصرة للمؤمنين في زمان النبي صلى الله عليه وآله ! إذا ، فليس معنى الولي في الآية وهذه الأحاديث هو الناصر والمحب ، وإنما المعنى هو المتصرف والمتولي أمر المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله .
              ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل ذكره أحمد بن حنبل في مسنده عن عمر بن ميمون ، وهو حديث يتضمن خصالا لم تكن لأحد غيره من الصحابة منها قوله : " وخرج رسول الله في غزوة تبوك ، وخرج الناس معه ، فقال له علي :أخرج معك ؟ فقال : لا . فبكى علي [ عليه السلام ] ، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي . إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( مستدرك الحاكم3:123 وصححه الذهبي,الخصائص للامام النسائي1:330 ,مسند احمد بن حنبل 1: ص259) . وهذا من الأحاديث التي أوضح فيها النبي صلى الله عليه وآله خلافة علي بكل صراحة ووضوح . فأنت ترى أنه يمنح عليا كل مرتبة يمكن أن تكون لنبي إلا النبوة . والنبي صلى الله عليه وآله جامع لكل المراتب ، وهي النبوة والإمامة والتصرف ، فأعطاها لعلي مستثنيا منها النبوة ، بقوله : إلا أنه ليس بعدي نبي .والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن يعني باستخلاف علي على المدينة أن يكون ذلك في لحظة غيابه غازيا فحسب بل يمتد هذا الاستخلاف إلى ما بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله ، لأنه لو لم يكن يعني ذلك لنفى عنه النبوة ، كان يقول : إلا أنه ليس معي نبي كما ليس بعدي نبي ، لا بقوله : ليس بعدي نبي . فالنبي صلى الله عليه وآله إذا كان يتحدث عن زمان بعد زمانه ، فيكون معنى قوله صلى الله عليه وآله هو : لك يا علي كل ما لي من وظائف ومسؤوليات من بعدي إلا النبوة ، لأنه ليس نبي بعدي . فالكلام عن المستقبل لا الحاضر وإن كان استخلافه له في المدينة في حياته هو جزء من تلك الخلافة التي لا تأخذ شكلها العملي الكامل إلا بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله .


              وقوله : وإنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . . يوضح ذلك جيدا ، لأنه لو كان يعني استخلافه في حياته على المدينة لكان الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم من نصيب علي ومختصا به دوما ، فتدبر في قوله : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " فالذهاب لم يقيد بمكان وزمان ، فهو عام . إنه من البين أن الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم لم يكن مختصا بعلي ، فمقصود النبي صلى الله عليه وآله هو أنه لا يجوز أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد نصبتك خليفة على المسلمين من بعدي ، ولهذا أعلن النبي صلى الله عليه وآلهعهده إليه بالخلافة في غدير خم عند عودته من حجة الوداع ، وفي حجرته لحظة احتضاره ، ثم ذهب النبي صلى الله عليه وآله وعلي قد نصب خليفة من بعده بوساطة النبي الكريم صلى الله عليه وآله نفسه ، إذ لا ينبغي غير ذلك . ثم إن هارون كان خليفة موسى على قومه ، وهذا ما عناه النبي صلى الله عليه وآله بقوله لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ! " واستثنى نبوة هارون ، إذ لا نبي بعد محمد الخاتم صلى الله عليه وآله . إذا ، فقوله : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " ، وقوله : " إنه وليكم بعدي " لا يعنيان إلا منزلة هارون يوم خلفه موسى عليه السلام على قومه عند ذهابه إلى ربه ، ومثل ذهاب موسى إلى ربه هو مثل التحاق النبي صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى،
              ولهذا قال صلى الله عليه وآله : " لا ينبغي أن أذهب . . " ، أي لا يصح مني أن أذهب إلى الرفيق الأعلى وأنا لم أعينك خليفة من بعدي على قومي . ولهذا كان الحديث من أدلة خلافة الإمام علي عليه السلام ، إذ لا يحتمل أي معنى غير الخلافة . فلو قلت كان الاستخلاف على المدينة فقط ، فما هو إذا معنى استثناء النبوة والنبي موجود ؟ ! فهل كان النبي صلى الله عليه وآله يخشى - لو كان الإمام علي مدعي النبوة - أن يدعيها في حياته وعند استخلافه على المدينة ؟ ! ! إن عاقلا لا يقول بهذا .







              تعليق


              • #52
                ارجو منك ايضا وان تكرمت استخدام اللون الاسود للخط كيما لاتتعبني ابعد الله عنك التعب

                تعليق


                • #53
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن القرآن الكريم تكفّل أموراً كثيرة تصدى في تبليغها وإيضاحها ، وأجمل أموراً أخرى لم يفصلها فجعلها في عداد المتشابه التي يرجع بها إلى الراسخين في العلم ، فكانت المصلحة الإلهية تفصيل أمور وإجمال أخرى لمصلحة لا يعلمها إلاّ هو جل شأنه وعظمت قدرته .
                  قال تعالى : ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم)) (آل عمران : 7) .
                  فقد تبين أن القرآن الكريم تبنى إيضاح بعض الأحكام وترك الباقي إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) .
                  وخذ مثالاً في ذلك، فان القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة إلاّ أنه لم يذكر تفاصيل ذلك وعدد ركعاتها وكم هي صلاة الفجر وصلاة الظهريين والعشاء ين بل ترك تفصيل ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهكذا أوجب الصوم إلاّ أنه لم يبيّن أحكامه ، وهكذا في باقي الأحكام كالحج والخمس والزكاة وغير ذلك فإن تفاصيلها متروكة إلى مهمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وذلك لمصلحة تقتضيها الحاجة لا يعلمها إلاّ الله تعالى.
                  ومن ذلك الإمامة فان القرآن أشار إلى صفة الإمام وأعرض عن اسمه تاركاً ذلك إلى تصريح النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والنص عليه من قبله تماماً كما أشار إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).
                  ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى : ((إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)) (المائدة : 55).
                  فأشار القرآن إلى صفة الإمام دون ذكر اسمه، وعلمنا من الخارج . أي من روايات صحاح ـ أن المؤمنين الذين صفتهم هكذا منحصرة في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما أخرج ذلك السيوطي في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في (المتفق) عن ابن عباس قال : ((تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) للسائل: من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله ((إنما وليكم الله ورسوله)) .
                  وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله : ((إنما وليكم الله ورسوله)) قال : ((نزلت في علي بن أبي طالب)) .
                  وأخرج الطبراني في (الأوسط) عن عمار بن ياسر قال : ((وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فآتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هذه الآية ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على أصحابه ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه)) . (الدر المنثور للسيوطي في تفسيره للآية 105:3) .
                  وهكذا تعهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) النص على علي بن أبي طالب (ع) دون أن يتعرض القرآن الكريم إلى اسمه لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ومن يدري فلعل مصلحة عدم التعرض إلى اسم الإمام (ع) كان خوفاً على القرآن من أن يتعرض إلى التحريف أو الإنكار من قبل قوم أنكروا مئات الأحاديث في النص على إمامته (عليه السلام) وكانوا شهوداً في ذلك ، ولعلهم ينكرون أن هذا القرآن لم يكن قد نزل من قبل الله تعالى لمصالحهم السياسية التي دفعتهم أن ينكروا ما شاهدوه ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .

                  تعليق


                  • #54
                    ذكره الزيلعي لهذا الرواية في كتابه (تخريج الأحاديث والآثار 1/409ـ 410): ((420ـ قوله روي عن علي رضي الله عنه أن سائلا سأله وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مزجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كبير عمل يفسد بمثله صلاته فنزلت.قلت: رواه الحاكم أبو عبد الله في كتابه علوم الحديث من حديث عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد وإذا سائل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سائل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا هذا الراكع يعني علياً أعطاني خاتما)).
                    ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا أبو سعيد الأشج ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) انتهى (قلت): وهذا مرسل صحيح على شرط البخاري ومسلم. والمرسل الصحيح إذا عضده مسند ضعيف فإنه يرتقي إلى درجة الاحتجاج فكيف مع هذه الأسانيد المتعددة.
                    وأخرجه ابن مردويه في تفسيره عن سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) الآية وفيه انقطاع فإن الضحاك لم يلق ابن عباس.
                    ورواه أيضا حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين ابن علي عن الحسين بن زيد عن أبيه زيد بن علي بن الحسين عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) الآية فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه,ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده,ورواه الطبراني في معجمه الوسط إلا أنه قال إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسين عن جده قال سمعت عمارا . . .
                    فذكره , ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده وقال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعطني أحد شيئا وكان علي راكعا فأومى إليه بخنصره اليمين وكان يختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم في خنصره وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم . . .

                    تعليق


                    • #55
                      1. يجب أن يعلم الجميع بأنه (إذا ورد الأثر بطل النظر) فلا يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله ولا اجتهاد في معرض النص.
                      2. ومع ذلك نقول بأن كل الروايات تذكر بأنها كانت صدقة فإن سائلاً سأل المسلمين فلم يعطه أحد فأشار إليه أمير المؤمنين أنْ خذ الخاتم فأخذه فنزلت الآية الكريمة في حقه.
                      فلا علاقة للزكاة الواجبة هنا ولم يدع أحد ورود سبب نزول الآية في الزكاة فلا مجال للخوض في شروطها وتوفرها أو عدمها هنا خصوصاً أن أكثر الروايات تذكر بأن الصلاة أيضاً كانت صلاة نافلة وتطوع قبل الظهر.
                      3. أطلق الله تعالى في كتابه الزكاة والصلاة والحج والصيام والصدقة على الواجبة والمستحبة فلا ضير في إطلاق الزكاة وإرادة الصدقة المستحبة أو خصوص الزكاة الواجبة أو الأعم منهما مثل قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) (الروم:39) , وقوله تعالى : (( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبرّاً بوالدتي ....)) .
                      4. سنذكر من قال بنزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار:
                      1) تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
                      قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).
                      2) الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي(ع) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.
                      3) السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي(ص) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).

                      وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
                      وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
                      وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
                      وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .
                      وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي(ع)) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.
                      وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .
                      وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
                      وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                      4) الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي(ع)).
                      5) قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي(ع)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!
                      6) أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله(رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.
                      7) ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي(ع).
                      8) ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي(ع) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي(ع) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
                      ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.
                      ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر(ع) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                      9) البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                      10) البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).
                      11) السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.
                      12) السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                      13) أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.
                      14) القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب(رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
                      ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب(رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.
                      15) النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
                      ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.
                      16) الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (ص) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :


                      أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
                      أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
                      فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
                      فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع

                      17) ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
                      18) ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
                      ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .
                      19) الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .

                      تعليق


                      • #56
                        بارك الله بكل من يعطي الدليل بحق امير المؤمنين لينور الناس ويهديهم هداهم الله واعلمو انهم اخوتنا فلا تغلضو لهم القول وتخلقو باخلاق الرسول وال بيته الكرام كما فعلت انت بالاكتفاء باتيان الدليل رحمك الله وحشرك من الموالين
                        التعديل الأخير تم بواسطة البكاء; الساعة 20-09-2009, 09:25 AM.

                        تعليق


                        • #57
                          قال امير ألموأمنين علي (ع)لئوسالم ماسلمةأمور ألمسلمين

                          تعليق


                          • #58
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشوملي
                            اشهد ان لااله الاالله واشهد ان محمد رسول الله

                            لعن الله الشيعه والكافرين في كل مكان
                            اللهم العن من قال

                            تعليق


                            • #59
                              خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والإنذار

                              كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذرعشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ،
                              خاطبهم فقال لهم في حديث طويل : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصييوخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه (المشهور من الروايات ان عليا قام ثلاث مرات يعلن مؤازرته للنبي يقول له اجلس فلما كانت الثالثة اعلن له الخلافة والاخوة والارث وخاطب القوم قائلا:ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له واطيعو ولو لم يكن عليا اهلا لما خلفه الرسول ) . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! (مسند أحمد 1 : 111 ، ص 159 بسند معتبر ثقة عن ثقة وأيضا في ص 331 عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم 3 : 132 ، كنز العمال 6 : 392 / 6008 و 396 / 6045 و 397 / 6056 ،الخصائص ص 6 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 255 ، تاريخ الطبري 2 : 217 ، تاريخ ابن الأثير 2 : 22 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 116 السيرة الحلبية1 : 381 ، تاريخ دمشق 1 : 103 ) وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " . ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله . ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر . فهل تحقق هذا الإيمان في علي عليه السلام ، عندما قبل مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمره الذي بعث به ؟ ! بالتأكيد أن الإيمان كان قد اتخذ شكله في قلب علي عندما نهض معلنا مؤازرته لنبي الله الكريم . ولقد اطمأن النبي صلى الله عليه وآله لصدق علي ويقينه وإيمانه بهذا الدين يومئذ ، فأعلن خلافته في الحين ، وخاطب كبار القوم بالسمع والطاعة له باعتباره خليفته ووليه من بعده . ولهذا جاءت الإشارة إليه في الآية بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعبارة : ( والذين آمنوا ) ، أي في ذلك الوقت الذي كان على قد قبل الإيمان فيه وقبل مؤازرة النبي الكريم فنال الخلافة . إن إيمان علي في ذلك الوقت ينضح به قلبه في خطابه للنبيالكريم بقوله : " أنا أعينك عليه يا نبي الله " . فانظر وتدبر في قوله " يا نبي الله " تراه قد أثبت في هذه العبارة النبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، وأقر له بكونه من جانب الله تعالى ، بإضافة كلمة " نبي " إلى لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى ،وعمره يومئذ عشر سنوات ! وهذا يدل بوضوح على كمال إيمانه ورجاحة عقله رغم صغر سنه . ونحن نعلم أن قلة العمر أو زيادته ليست معيارا لتحديد كمال العقل والإيمان . ودونك القرآن يصرح بذلك ، إذ أوتي يحيى عليه السلام الحكم وهو صبي ، وجعل الله تعالى عيسى نبيا وهو رضيع ، فهل كانا لا يعرفان ما الإيمان بالله في ذلك العمر ؟ ! إذا ، فلا ريب يخالج النفس في إيمان علي عليه السلام ورجاحة عقله يوم عين خليفة على المسلمين في بدء الرسالة ، لعدم كذب النبي صلى الله عليه وآله في قوله : " هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " . فهذه من الحوادث التي عادة ما يمر عليها الناس مرور الكرام ، دون أن تخشع لها قلوبهم وتشهد بخلافة علي عليه السلام ، رغم وضوحها وصراحتها .

                              تعليق


                              • #60
                                ولمن يشكل ويدعي سكوت علي فاليكم الحقيقة:
                                بقى الإمام رافضا مهادنة أبي بكر ستة أشهر حتى رأى مصلحة الإسلام في الصبر والجلوس في بيته ، ومهادنة القوم ، كما يوضح ذلك هو بنفسه عليه السلام : يقول الإمام علي عليه السلام : " وأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة له علي أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، وكما ينقشع السحاب " . وقال عليه السلام : " ولقد تقمصها ( أي لبسها قميصا ، يعني الخلافة ) ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى : ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت عنها ثوبا وطويتعنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه . . فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا . . . " ومعنى هذا كله أن حادثة الظلم الذي أقر بوقوعه الفاروق في حق الإمام علي هي حقيقة تاريخية لا تخلو منها مدونات التاريخ ، واعترف بها شهود العيان اعترافهم بالمسلمات . ومنها ما ضمنه معاوية بن أبي سفيان رده على خطاب محمد بن أبي بكر الصديق مشيرا إلى ذلك الظلم بشكل أوضح ، يكشف ثقل الظلم الذي وقع على أمير المؤمنين ، بحيث اعترف به عمر بن الخطاب ، لأن وقوعه ليس من قبيل ما ينكر أو يخفى .كتب محمد بن أبي بكر رضي الله عنه خطابا إلى معاوية ، يردعه على تطاوله على أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ويبين فيه شأن الإمام ورفعة مقامه . . يقول فيه : " من محمد بن أبي بكر ، إلى الغاوي معاوية بن صخر . سلام على أهل طاعةالله ، ممن هو سلم لأهل ولاية الله . أما بعد : فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته ، خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة به إلى خلقهم ، لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا ، وشقيا وسعيدا . ثم اختار ، على علم ،فاصطفى وانتخب منهم محمدا ( ص ) ، فاختصه برسالته ، واختاره لوحيه ، وائتمنه على أمره ، وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا ، مصدقا لما بين يديه من الكتب ، ودليلا على الشرائع ، فدعا إلى سبيل أمره بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وسلم : أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . صدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، ووقاه بنفسه من كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، و حارب حربه وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل ومقامات الروع ، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ، ولامقارب له في فعله . وقد رأيت تساويه ، وأنت أنت ، وهو السابق المبرز في كل خير ، أول الناس إسلاما ، وأصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذريه ، وخير الناس زوجة ، وأفضل الناس ابن عم . أخوه الشاري لنفسه يوم مؤتة ، وعمه سيد الشهداءيوم أحد ، وأبوه الذاب عن رسول الله ( ص ) وعن حوزته . وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل . على هذا ماتأبوك ، وعلى ذلك خلفته ، والشاهد عليك بذلك من تدنى ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشقاق لرسول الله ( ص ) . والشاهد لعلي - مع فضله المبين وسابقته القديمة - أنصاره الذين معه ، الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ، فضلهموأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهم معه كتائب وعصائب ، يجالدون حوله بأسيافهم ، ويهرقون دماءهم دونه ، يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه . فكيف ، يا لك الويل ، تعدل نفسك بعلي ، وهو وارث رسول الله ( ص ) ووصيه وأبو ولده ، وأول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا ، يخبره بسره ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه ؟ ! فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك ، وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكان أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، وسوف يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا . واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده ، وأيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور . والسلام على من اتبع الهدى " . (مروج الذهب للمسعودي 2 : 59 : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 283 : جمهرة رسائل العرب 1:ص457 )

                                فهذا كان خطاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية ، وقد وضحت لك عباراته وانكشفت معانيها . ووضح لك فضل أمير المؤمنين من حيث إنه أول الناس إيمانا برسول الله ، ومن حيث إنه فاق غيره جهادا وارتباطا برسول الله ، وهو الوارث له . كما وضح لك قدر معاوية وشأنه . . فماذا قال معاوية في رده على محمد بن أبي بكر ؟ ! يقول ابن هند : من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر . سلام على أهل طاعة الله . أما بعد : فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما أصدق به رسول الله ( ص ) مع كلام كثير ألفته ووضعته لرأيك في تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف . ذكرت فيه فضائل ابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته مع رسول الله ( ص ) ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك ، فاحمد ربا صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك . فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ( عليه الصلاة والسلام ) ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجته ، وقبضه الله إليه ( صلوات الله عليه ) ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره، على ذلك اتفقا واتسقا. ثم دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم وأرادا به العظيم . ثم إنه بايعهما وسلم لهما ، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ، ولا
                                يطلعانه على سرهما ، حتى قبضهما الله ، وانقضى أمرهما . ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهما وسار بسيرتهما فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه منا كما. فخذ حذرك يا ابن أبي بكر، فسترى وبال أمرك ، وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حمله ، ولا تلين على قسر قناته ، ولا يدرك ذو مدى أناته . أبوك مهد له مهاده ، وبنى ملكه وشاده ، فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله ، وإن يك جورافأبوك استبد به ، ونحن شركاؤه ، فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا . لو لا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا إليه ، لكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا ، فأخذنا بمثاله واقتدينا بفعاله ، فعب أباك بما بدا لك أو دع . والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب . وها هو خطاب معاوية في رده على خطاب محمد بن أبي بكر ، فتدبر في قوله : " فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا " . فما هو حق علي بن أبي طالب الذي كان لازما لمعاوية وأبي بكر وبقية الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! ثم أين ذلك الحق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! وأما قوله : " كان أبوك وفاروقه أول ابتزه حقه وخالفه على أمره " ففيه بيان الأساس الذي قامت عليه خلافة الصديق وعمر من بعده ، والشاهد على هذا الأساس معاوية نفسه تصريحا ومحمد بن أبي بكر إقرارا . وعلى هذا الابتزاز والمخالفة ، تم الاتفاق والاتساق بين أبي بكر وفاروقه ، كما أوضح معاوية . وإشارة معاوية إلى هذا توضح اشتراكه في ذلك ، إذ أن أبا بكر هو الذي مهد وشيد له ملكه بسنه ابتزاز حق الإمام ومخالفته في أمره ، بعد أن كان حقه لازما لهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله . فما هي العلاقة والارتباط بين ما وقع من ابتزاز لحق الإمام ومخالفته على أمره ، وبين قول النبي الأكرم لأبي بكر : " لا أدري ما تحدثون بعدي " ؟ ! وهكذا انشعب الإسلام بعد تلك الحوادث ، وانشعب الناس على أساس ذلك إلى قوم تعبدوا بما تمخضت عنه الحوادث بعد وفاة رسول الله في السقيفة ، واقتدوا بأهل البيت السقيفي ، وقوم ولوا الظهور لذلك وصوبوا نحو أهل البيت النبوي ، يقتدون بعليوأهل بيته عملا ولفظا ، ويمزجون حبهم للعترة باقتفاء الآثار منهم . . ليس كمن مزج حبهم باقتفاء آثار غيرهم من الفقهاء والعلماء وهم يخالفونهم في كثير من المسائل . فهلموا - أيها الناس - إلى سبيل المؤمنين من أهل بيت الرسول وأبناء البتول ، فهمأمان للناس من الغرق في مفاوز الضلال وشعاب الاختلاف . يقول علي عليه السلام : " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذبا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ؟ ! بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم " ويقول عليه السلام : " حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير مواضعهمعادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ، وقد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سنة من آل فرعون ، من منقطع إلى الدنيا راكن ، أو مفارق للدين مباين " " فيا عجبي ! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على الاختلاف حججها في دينها ؟ ! لا يقتفون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ! " .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X