إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بماذا استبصروا هولاء و رفضوا مكتب السقيفة؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بماذا استبصروا هولاء و رفضوا مكتب السقيفة؟؟؟

    السلام عليكم

    بماذا استبصروا هولاء و رفضوا مكتب السقيفة؟


    1-الشيخ أحمد عاقب كوليبالي

    ترجمة الشيخ أحمد عاقب كوليبالي

    ولد الأستاذ أحمد عاقب كوليبالي في مدينة " موبتي " عام 1967م في جمهورية مالي(1) ، وترعرع في أوساط عائلة متديّنة تتخذ من المذهب المالكي منهجاً لها في الأمور الدينية .
    تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1990م .

    المكانة الاجتماعية :
    يتميز الأستاذ أحمد كوليبالي بشخصية مرموقة في بلاده ، فهو حاصل على شهادة الليسانس بالعلوم الدينية ، كما أنه يشغل جملة من المناصب المهمة في بعض المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية ، فهو نائب إمام المسجد الجامع في منطقة مصر الأولى في العاصمة باماكو ، ومدير مدرسة علوم الدين الإسلامي ، ومدير مدرسة الثقافة الإسلامية ، ويشغل منصب مدير قسم التبليغات في إذاعة باتريوت في العاصمة ، والأمين العام لمذيعي اللغة العربية في إذاعة
    باماكو ، ومدير مدرسة ومكتبة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في العاصمة .

    دافع الانطلاق نحو البحث :
    يقول الأستاذ أحمد : " كانت بداية تعرّفي على الشيعة والتشيع ، عندما سمعت بانتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م ، فقال أبي حينئذ : إنّ المهدي قد ظهر في إيران ! وهو ـ أي المهدي ـ الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .
    فاستغربت من هذا الأمر الذي لم أسمع به من قبل ، فاندفعت لمتابعة حركة الثورة ومجرياتها من خلال وسائل الإعلام ، وأخذت أخبر الناس بها وأبيّن ما سمعته عنها .
    واتفق أن تحدثت يوماً عنها بحضور عدد من الوهابية فأنكروا عليَّ ذلك ، وانهالوا على الشيعة بالسبّ والشتم المقذع ، فتعجبت من ذلك وسألتهم عن السبب، فقالوا : إنّ الشيعة فرقة ضالة ، تقول بتحريف القرآن ! ، وتقدم عليّ بن أبي طالب وتفضله على بقية الصحابة ، وتعتقد أنّه الأحق بالإمامة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأنّ الإمامة من بعده في ولده ، وهم اثنى عشر وآخرهم يسمى المهدي ، وأنّهم يدّعون أنّ المهدي غائبٌ وسوف يظهر في آخر الزمان .
    ففقدت بذلك حالة الحماس التي كنت أعيشها من قبل ، ولكن بقيت فكرة الإمام المهدي تدور في خاطري ، حتى صادف أن دار حديث بيني وبين زملائي حول هذا الأمر بعد انتقالي إلى العاصمة لمواصلة الدراسة ، فذكرت لهم مقالة الشيعة ، فأخبروني بوجود جمعية لبنانية شيعية في العاصمة التي نحن فيها ، فسررت بذلك وقرّرت أن أذهب إليهم لأعرف المزيد من معتقداتهم وأفكارهم.
    وبالفعل توجّهت إليهم فتعرفت على بعض أعضاء الجمعية ، وبدأت أحضر مجالسهم وأشاركهم في المراسم التي يقيمونها ، لأنني كنت أجد لها نكهة خاصة وأجواء مفعمة بالروحانية والصفاء ، ولهذا ازدادت علاقتي بالشيعة بمرور الزمان ، حتى صادقت الأخ ( يوسف تراوري ) و ( الشيخ محمّد جباته ) والأستاذ ( موسى تراور ) ، فطلبت منهم مجموعة من الكتب الشيعية لأتعرف من خلالها على أفكار ورؤى التشيع فزودوني بها ، فعكفت على قرائتها بدقة ، وكنت أقارن ما فيها من أدلة وبراهين مع ما عندنا في مصادر العامة ، فوجدت أنّ القوم يستندون في معتقداتهم إلى الحجج والبراهين العقلية والنقلية ، وأكثر ما لفت نظري مسألة الإمام المهدي(عليه السلام) " .

    الاعتقاد بالمهدي المنتظر(عليه السلام) :
    إنّ البعض ـ مع الأسف ـ يستهزء بهذه العقيدة وينكرها ! ، في حين نجد أغلب المسلمين يؤمنون بها ، على اختلاف في التفاصيل .
    وإنّ سبب إنكار هؤلاء لأحاديث المهدي وجحودهم لهذه الفكرة ناشىء من أحد أمرين : إمّا أنّ يكونوا جهلاء بالتاريخ والتراث الإسلامي ، أو معاندين قد جانبوا الموضوعية والعلمية والتجرد في مثل هذه المسائل .
    وإلاّ ماذا نقول بحق المصلح العظيم الذي بشر به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والذي قد أقر العلماء والمؤرخون ـ القدماء والمعاصرون ـ بمجيئه وذكروا اخباره!!.

    إثبات ولادة المهدي (عليه السلام) :
    قد ذكر جمع من المؤرخين ولادة ابن الإمام العسكري(عليه السلام) وهو الإمام المهدي(عليه السلام) بما يتطابق أو يتقارب مع ما جاء في روايات أهل البيت(عليهم السلام) ، ومنهم :
    ابن الأثير في " الكامل في التاريخ "(2) ، والمسعودي في " مروج الذهب "(3) ، والقرماني في " تاريخ الدول "(4) ، وابن الوردي في " تاريخه "(5)، وابن خلدون في " تاريخه "(6) ، واليافعي في " مرآة الجنان "(7) ، وأبوالفداء في " تاريخه "(8) ، والسويدي في " سبائك الذهب "(9) ، وابن خلكان في " وفيات الأعيان "(10) ، وابن الأزرق في " تاريخه "(11) .
    ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : " جعلت أفكر في نفسي وأقول ، لو كان أمر الإمام المهدي(عليه السلام) خرافة لما أطبق هؤلاء الأساطين عليه ؟! ، واستنتجت أنّ البعض يحكّم مزاجه في التاريخ الإسلامي من خلال ما يرتأيه ، علماً أنّ المصدر والمنبع واحد ، فما هو ميزانهم وملاكهم فيما ذهبوا إليه ؟ فتحيّرت من ذلك وأثيرت في ذهني شكوك كثيرة " .
    ولأجل الاستزادة بدأ الأستاذ أحمد بتتبع آراء أعلام العامة حول هذا الأمر، فوجد أنّ جمعاً منهم يقرّ بولادته في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري :
    كالحافظ الذهبي في كتاب " العبر "(12) ، والعلامة عبد الوهاب الشعراني في " اليواقيت والجواهر "(13) ، وابن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة"(14) ، والعلامة الحمزاوي في " مشارق الأنوار "(15) ، والعلامة الشبراوي الشافعي في "الإتحاف بحب الأشراف"(16) ، والعلامة عباس بن عليّ المكي في " نزهة الجليس "(17) ، والعلامة ابن الخشاب في " مواليد أهل البيت(عليهم السلام)"(18) ، والعلامة أبو الفلاح الحنبلي في " شذرات الذهب "(19) ، والعلامة عبد الرحمن البسطامي في " درّة المعارف "(20) ، والعلامة القندوزي الحنفي في " ينابيع المودة "(21) ، والعلامة محمّد خواجه بارسا البخاري في " فصل الخطاب "(22) ، والعلامة الشبلنجي في " نور الأبصار "(23) ، والعلامة الكنجي الشافعي في " البيان في أخبار صاحب الزمان "(24) ، والعلامة ابن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول "(25) ، وسبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواص "(26) ، والعارف ابن العربي في " الفتوحات "(27) ، وغيرهم .
    ويضيف الأستاذ كوليبالي : " ومن ذلك الحين بدأت أتتبع أحاديث المهدي في كتب عموم المذاهب الإسلامية ، وبالأخص كتب المالكية ـ باعتباري مالكي ـ لأطلع على أراء العلماء والمحدثين في ذلك ، فوجدتهم يقرّون بصحتها ـ على اختلاف في ألفاظها ـ بل أنّ بعضهم يكفّر من لايؤمن بالمهدي وبخروجه في آخر الزمان ! " .

    تواتر الأخبار حول المهدي (عليه السلام) :
    في الحقيقة أنّ مسألة خروج الإمام المهدي(عليه السلام) من الأمور المسلّمة عند المسلمين كافة ، فقد تواترت الأخبار في ذلك ، وقد ذكر أصحاب السنن وغيرهم أنّه (عليه السلام) سوف يخرج ويملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ، وأنّ عيسى(عليه السلام) يخرج معه ويصلي خلفه .
    فأحاديث المهدي رواها العلماء في مسانيدهم ـ بألفاظ وطرق متعدّدة ـ كأحمد بن حنبل في مسنده(28) ، وأبي داود في سننه(29) ، والترمذي في سننه(30) ، والحاكم النيسابوري في المستدرك(31) ، والبيهقي في الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد(32) ، والبغوي في مصابيح السنة(33) ، وابن تيمية في منهاج السنة(34) ، وابن القيم في المنار المنيف(35) ، والتفتازاني في شرح المقاصد(36) ، والهيثمي في مجمع الزوائد(37) ، والسيوطي في الجامع الصغير(38)، والألباني في مقال بعنوان " حول المهدي "(39) ، وغيرهم(40) .
    وأمّا أعلام المالكية الذين ذكروا أخبار المهدي(عليه السلام) ، فمنهم :
    الحافظ شمس الدين القرطبي ( ت 671 هـ ) في كتابه التذكرة(41) ، وابن الصباغ المالكي ( ت 855 هـ ) في كتابه الفصول المهمة(42) ، والفقيه المحدّث أبو عبد الله الكتاني الحسني الفاسي المالكي ( ت 1345 هـ ) في كتابه نظم متناثر من الحديث المتواتر(43) .
    وتجدر الإشارة إلى إحدى الإحصائيات التي قام بها الشيخ محسن العبّاد أحد مشايخ العربية السعودية حول المهدي(عليه السلام) ، وقد نشر بحثه في مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة بالمدينة المنورة ، ذكر فيه رواة حديث المهدي(عليه السلام) من الصحابة وعددهم ستة وعشرون راوياً ، وذكر أنّ الأئمة الذين خرّجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي(عليه السلام)يبلغ عددهم ثمانية وثلاثين ، كما أورد أسماء عشرة مؤلفين من كبار علماء العامة كتبوا في قضية الإمام المهدي(عليه السلام) ، منهم من ألّف كتاباً مستقلاً في هذا المجال ، ومنهم من كتب فصلا أو أكثر .
    كما علّق كبير علماء السعودية ـ في وقته ـ عبد العزيز بن باز ( ت 1420هـ) على محاضرة للشيخ العبّاد حول المهدي قائلاً: " ... فأمر المهدي أمر معلوم ، والأحاديث فيه مستفيضة ، بل متواترة متعاضدة ، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها ، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة ، وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها ، فهي بحق تدل على أنّ هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق "(44) .

    المهدي من العترة الطاهرة :
    وهذا الموعود هو من عترة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ، وهو من سلالة يصفها العلامة النورسي ـ من علماء العامة ـ : "ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى اتفاق آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منوّره أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم .
    نعم ، إنّ آل البيت الذين غذّوا بروح الحقيقة القرآنية ، وارتضعوا من منبعها ، وتنوّروا بنور الإيمان وشرف الإسلام ، فعرجوا إلى الكمالات ، وأنجبوا مئات الأبطال الأفذاذ ، وقدّموا ألوف القوّاد المعنويين لقيادة الأمة ، لابد أنّهم يظهرون للدنيا العدالة التامة لقائدهم الأعظم المهدي الأكبر ، وحقّانيته بإحياء الشريعة المحمّدية ، والحقيقة الفرقانية ، والسنة الأحمدية ، وتطبيقها واجراءاتهاوهذا الأمر في غاية المعقولية ، فضلا عن أنّه في غاية اللزوم والضرورة، بل هو مقتضى دساتير الحياة الاجتماعية "(45) .
    ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : " فطفقت أتعمق بالبحث والتتبع أكثر فأكثر، حتى أرشدني الأصدقاء الجدد الذين تعرّفت عليهم في الجمعية اللبنانية الشيعية إلى روايات أهل البيت(عليهم السلام) حول المهدي(عليه السلام) ، فراجعتها وإذا بي أعثر على كم هائل من الروايات التي تتحدث عنه(عليه السلام) وعن الظروف التي يظهر فيها ، بل جرّني البحث في كتب الشيعة إلى مسائل أخرى طالما كنت أبحث عن إجابات مقنعة لها ، كمسألة الإمامة والخلافة ، فأرشدتني تلك الكتب إلى النصوص النبوية المتفق عليها عند الفريقين الدالة على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام)وأهل بيته(عليهم السلام)، كما عثرت على ذكره(صلى الله عليه وآله وسلم) لأسماءهم وصفاتهم ، وواصلت البحث حتى تبيّن لي أنّ كل ما كان يشنّع ضدّ الشيعة ليس له أساس من الصحة " .

    مرحلة الاستبصار :
    ومن هنا أدرك الأستاذ أحمد أنّ الإمامية كانوا غرضاً لسهام التهم والافتراء، فازداد إندفاعه لطلب الحقائق ، وأخذ يتلمس طريق الهداية الموصل إلى الله تبارك وتعالى ، وكانت جولته الأخيرة في هذا الصراع الفكري العصيب الذي عاشه ، هو مطالعة كتب المناظرات والكتب العقائدية ، فبدأ بكتاب " المراجعات " للسيد شرف الدين ، ثم كتب الأستاذ التيجاني السماوي " ثم اهتديت " و " لأكون مع الصادقين " و " اسألوا أهل الذكر " .
    ويضيف الأستاذ أحمد: " كان لتعمقي في هذه الكتب وإطلاعي على الحوادث التي تناولتها أبلغ الأثر في نفسي ، كما أنني عرفت خلال مطالعاتي أنّ الشيعة أكثر تعلقاً منّا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشدّ اتباعاً بنهجه وسنته ، لأنّهم سلكوا نهج أهل البيت(عليهم السلام) الذين أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمته في حديث الثقلين بإتباعهم وعدم الابتعاد عنهم .
    وأدركت أن لا مناص من التحول إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والركوب في سفينتهم والتمسك بحبلهم ، فأعلنت استبصاري عام 1995م في العاصمة باماكو" .
    الهوامش :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) جمهورية مالي : أنظر ترجمة رقم (2) .
    (2) الكامل في التاريخ : 7 / 274 .
    (3) مروج الذهب : 4 / 112 .
    (4) أخبار الدول : 1 / 353 .
    (5) تاريخ ابن الوردي : 1 / 223 ، وذكره الشبلنجي في نور الأبصار : 257 .
    (6) تاريخ ابن خلدون : 4 / 115 ، باب الخبر عن نسب الطالبيين وذكر المشاهير من أعقابهم.
    (7) مرآة الجنان : 2 / 127 .
    (8) تاريخ أبوالفداء : 1 / 361 .
    (9) سبائك الذهب : 346 .
    (10) وفيات الأعيان : 4 / 562 .
    (11) أنظر : وفيات الأعيان لابن خلكان : 4 / 562 .
    (12) العبر في خبر من غبر : 2 / 37 .
    (13) اليواقيت والجواهر : 562 .
    (14) الصواعق المحرقة : 1 / 601 .
    (15) مشارق الأنوار : 153 ، وقد نقل قول الشعراني في اليواقيت .
    (16) الاتحاف بحب الأشراف : 179 .
    (17) نزهة الجليس : 2 / 198 .
    (18) أنظر : الفصول المهمة لابن الصبّاغ : 292 .
    (19) شذرات الذهب : 141 و 150 .
    (20) أنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 337 وقد نقل عنه .
    (21) ينابيع المودة : 3 / 301 .
    (22) أنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 304 ، نقلاً عن فصل الخطاب .
    (23) نور الأبصار : 257 .
    (24) البيان في أخبار صاحب الزمان ، مطبوع مع كفاية الطالب .
    (25) مطالب السؤول : 2 / 152 .
    (26) تذكرة الخواص : 325 .
    (27) أنظر : إسعاف الراغبين لمحمد الصبان : 134 ، اليواقيت والجواهر للشعراني : 562 ، وقد نقلا عبارة الفتوحات .
    (28) مسند أحمد بن حنبل : 1 / 430 (4098) ، 5 / 277 (22441) .
    (29) سنن أبي داود ، في كتاب المهدي : 4 / 86 ـ 90 .
    (30) سنن الترمذي في كتاب الفتن : 4 / 84 ( 2230 ـ 2233 ) .
    (31) مستدرك الحاكم : 4 / 510 (8432) ، 4 / 547 (8530) ، 4 / 549 (8537) .
    (32) الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد : 143 ـ 144 .
    (33) مصابيح السنة ، باب اشراط الساعة : 2 / 338 .
    (34) منهاج السنة : 4 / 327 .
    (35) المنار المنيف : 1 / 142 ـ 153 .
    (36) شرح المقاصد : 5 / 312 .
    (37) مجمع الزوائد : 7 / 313 ـ 317 .
    (38) الجامع الصغير : 2 / 672 و 438 .
    (39) أنظر : مقال حول المهدي لناصر الدين الألباني : 644 ( مجلة التمدن الإسلامي ـ دمشق ، ذي العقدة 1375 هـ ) .
    (40) أنظر : كتاب ( الإمام المهدي (عليه السلام) عند أهل السنة ) لمهدي فقيه إيماني ، المطبوع بجزئين .
    (41) فقد ذكر ثمانية أبواب في أخبار المهدي (عليه السلام) وكيفية خروجه ، حيث أورد فيها روايات كثيرة من طرق العامة ، كابن ماجة والترمذي وأبي داود وابن الخطاب وأبي نعيم والدارقطني وغيرهم ، أنظر : التذكرة في أحوال الموتى وأُمور الآخرة : 690 .
    (42) أفرد ابن الصباغ في كتابه هذا فصلا كاملا للإمام المهدي (عليه السلام) ، ذكر فيه اسمه وكنيته ونسبه وتاريخ ولادته ودلائل إمامته وطرف من أخباره وغيبته ، فنقل عن محدثي العامة ومؤرخيهم روايات عديدة ، و ختم الفصل بقوله : قال بعض أهل الأثر : المهدي هو القائم المنتظر ، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره ، وتتجلى برؤيته الظلم إنجلاء الصباح من ديجوره ، ويخرج من سرار الغيبة فيملأ القلب بسروره ، ويسري عدله في الافاق أضوء من البدر المنير في مسيره " ، أنظر الفصول المهمة : فصل 12 / 291 ( طبعة النجف / مطبعة العدل ) .
    (43) ذكر المؤلف عشرين مصدراً لأكابر علماء العامة ، رووا فيها عن الصحابة أخبار المهدي المنتظر (عليه السلام)و قال : " إنها متواترة عندهم " ، انظر : نظم متناثر من الحديث المتواتر : 225 .
    (44) أنظر : مجلة الجامعة الإسلامية / ذي القعدة ـ 1389 هـ : 162 .
    (45) أشراط الساعة ( من كليات رسائل النور ـ الشعاع الخامس ) بديع الزمان سعيد النورسي .

  • #2
    موقع المستبصر كوليبالي
    http://site.dalilulhaq.com/kolibali/

    تعليق


    • #3
      يتبع ان شاء الله

      تعليق


      • #4

        موضوع ممتاز وكثير الفائدة أنصح بقراءته ..


        بارك الله في شيعة أمير المؤمنين عليه السلام



        ( الجمري )

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الجمـري
          موضوع ممتاز وكثير الفائدة أنصح بقراءته ..


          بارك الله في شيعة أمير المؤمنين عليه السلام



          ( الجمري )
          حياكم الله اخي الفاضل الجمري

          و سدد الله خطاكم

          تعليق


          • #6
            2-السيد إدريس الحسيني

            ترجمة السيد إدريس الحسيني

            ولد في المغرب مدينة ((مولاي ادريس)) سنة 1967 م في اسرة مالكية المذهب لكنه من حيث النسب ينحدر من اصول اسماعيلية نسبة الى اسماعيل ابن الامام جعفر الصادق (ع) كاتب قدير له عدة مؤلفات وصحافي بارز كتب في العديد من الصحف، تلقى دراسته الابتدائية والثانوية بالمغرب ثم هاجر الى المشرق ودرس بالحوزة العلمية في الشام بعد تشيعه.
            يقول الأخ ادريس : وقع بين يدي كتابين يتحدثان عن فاجعة كربلاء وسيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) . ولأول مرة أجد كتاباً يحمل لهجة من نوع خاص ـ مناقضه تماماً لتلك الكتب التي عكفت على قراءتها ، لم أكن اعرف ان صاحب الكتاب رجل شيعي . لانني ماكنت أتصور ان الشيعة مسلمون ! فكانت تختلط عندي المسألة الشيعية بالمسألة البوذية أو السيخية . والوضع ((السني)) لايجد حرجاً في أن يملي علينا ذلك. إنّه كان يكرس هذه النظرة لدى الافراد . ولايصحح مغالطاتهم.
            وفجأة وجدت نفسي مخدوعاً . لماذا هؤلاء لا يكشفون الحقائق للناس، كما هي في الواقع ؟ لماذا يتعمدون ابقاءنا على وعينا السخيف، تجاه أكبر واخطر مسألة وجدت في تاريخ المسلمين ؟ ثم لماذا لايتأثرون بفاجعة الطف العظمى ، تلك التي ماجت في دمي الحار بالإنصاف والتوق الى العدالة . فتدفقت بالحسرة والرفض والمطالبة بالدم الضائع في منعطفات التاريخ الاسلامي.
            كنت ـ قبل ذلك ـ ذا ثقافة احادية الجانب هي ثقافة اهل السنة والجماعة . وفجأة وجدتني ملتزماً بخط لا اعرف له أساساً تاريخياً . وصرت واحداً من ((الاخوان)) المناضلين الذين ضاقوا بظلم الواقع ، وارادوا ان يعيدو سيناريو العذاب التي جرت وقائعها في السجن الحربي ((ليمان طرة)) في مصر.
            في تلك اللحظة غمرتني ادبيات الحركة الاسلامية . وأخذت مني مأخذها وتملكني فكر ((المحنة)) لدى سيد قطب بكلماته المشعة أدباً والتي حملت في احشائها تلك ((الظلال)) الوارفة بياناً وبديعاً. فأبيت إلا ان أغزو الظلم قبل ان يغزوني .. ولعلي تعثرت كثيراً بسبب الأدبيات التي عبثت بوعيي الصغير يومئذ ولا انكر اني كنت من انصار ((الهجرة والتكفير)) وانني ما ازال احفظ عن ظهر قلب تراتيل الفريضة الغائبة!.
            وفي لحظة من عمري ذهبية طرحت على نفسي سؤالاً :
            ((ترى، ماهو هذا الظلم الذي مازلت كل حياتي اشتكي منه وافرض من خلاله كل الاوهام على نفسي ؟))
            لم أجد جواباً شافياً في ذهني ، سوى ماركز في نفسي من أدبيات حركية استلهمتها من كتابات معينة وكلمات جميلة لم أجد لها في ثقافتي الجمهورية (نسبة الى الجمهور) بديلاً .

            ((فاجعة الطف)) !
            هذه وحدها الحدث الذي أعاد رسم الخريطة الفكرية والنقية في ذهني . ان هذا الظلم الذي اعاني منه ليس جديداً على الأمة . فلقد سبقه ظلم أكبر. وعلى اساس هذا الظلم القديم قالت لي افكاري ان هؤلاء الظالمين اليوم يسلكون طريقاً أسسه رجالات كانوا يشكلون حجر عثرة امام مسيرة الامة من آل البيت (ع) حتى إذا ورد جيل المحنة حالياً ، فاراد ان يُنظّم مشروعاً لمعارضة الظلم السياسي في الأمة على قاعدة الظلم نفسه الذي كان سبباً في التمكين لهؤلاء الظلمة سؤالا غريب ، لكنه واقعي ! ترى تناقضاً رهيباً بين تنزيه ظلمة الماضي وتثوير المجمتع على ظلمة الحاضر .. فما الفرق بين الماضي والحاضر.
            كنت كلما طرحت سؤالا على نفسي رأيت شيطاناً يعتريني ويقول لي: ((دع عنك هذا السؤال ، فهل انت أعظم من ملايين المسلمين الذين وجدوا قبلك وهل أنت أعلم من هؤلاء الموجودين حتى تحسم في هذه الحالة)).
            لقد كبرت في عيني هذه الكثرة الغالبة وصعب على مخالفتها، لولا ان هداني الله. بيد ان شيئاً واحداً جعلني انتصر عليها ولا ابالي . وهي عندما وجدتها جاهلة وتعلمت كيف اخالف المجتمع الجاهلي، والصمود امام الامواج البشرية المتدفقة والتي ليس لها منطق في عالم الحقائق سوى كثرتها.
            كنت أطرح دائماً على اصدقائي . قضية الحسين المظلوم ، وآل البيت(ع) لم اكن اطرح شيئاً آخر. فأنا ظمآن الى تفسير شافٍ لهذه المآسي . لم أكن اتصور ، وانا مسلم في القرن العشرين ، كيف يستطيع هؤلاء السلف ((الصالح)) ان يقتلوا آل البيت (ع) تقتيلا!.
            إن هذه الفكرة التي انقدحت في ذهني باللطف الالهي جعلتني ادفع أكبر ثمن في حياتي ، وكلفتني الفقر والهجرة والأذى .. وما زادني في ذلك الا ايماناً واصراراً . وتذكرت قولة شهيرة للامام علي (ع) لما قال له احد شيعته: اني احبك يا امير المؤمنين فاجابه : إذاً ، فأعد للفقر جلباباً! لم تكن عندي يومها المراجع الكافية لاستقصاء المذهب الشيعي .. لكنني اسندت ذلك القليل الذي املكه من كتب الشيعة بدراساتي النقدية والمعمقة، لكتب ((أهل السنة والجماعة)) قال لي أحد المقربين يوماً :
            من الذي شيعك ، واي الكتب اعتمدتها ؟ !
            قلت له : اما بالنسبة، لمن شيعني ، فانّه ، جدي الحسين (ع) ومأساته الأليمة أما عن الكتب، فقد شيعني ، صحيح البخاري والصحاح الاخرى.
            قال : كيف ذلك ؟
            قلت له : أقرأها، ولا تدع تناقضاً إلاّ احصيته، ولا ((رطانة)) إلاّ وقفت عندها ملياً.. اذ ذاك ستجد، بغيتك!
            ويعلم الله ! أنني رسّخت قناعاتي الشيعية . من خلال مستندات اهل السنة والجماعة انفسهم . ومن خلال مارزحت به من متناقضات وكان الكتاب أحياناً يتعرض بالشتم والسباب للشيعة. وإذابي ازداد بصيرة ببراءتهم.
            كنت وقتذاك أبحث عن شيء واحد، هو ان اتأكد من حقيقة العلاقة والتلازم بين الفكر الشيعي، والأئمة من اهل البيت (ع) وهل هم فعلاً مصدر هذه الافكار ؟ او ان الفكر جديد كل الجدّة ، ولم يكونوا قد تداولوه في عصر الائمة؟
            انني ادركت بعد ذلك ان الائمة ، كانوا أكبر من ان يتبعوا غيرهم . وما ثبت في التاريخ الاسلامي أن تعلّم إمام من ائمة اهل البيت (ع) على يد عامية. بل هم كانوا أساتذة لائمة أهل السنة والجماعة، الذين مالبثوا ان مالوا واستكانوا لرغبة الامراء والخلفاء وسكتوا عن اشياء وضمّموا اخرى واخضعوا فكر الأمة لعزيزة ((البلاط))!.
            والسؤال : هل ما عليه الشيعة اليوم من عقيدة وعبادات كان جارياً في عصر الائمة ؟.
            بينما أنا اتصفح تفسير (ابن كثير) اذا بي أعثر على تفسير الآية الكريمة (وامسحوا برؤوسكم وارجلكم) حيث اورد وجهات النظر الفقهية المختلفة بين القائلين بالغسل والقائلين بالمسح استحصر خطاباً للحجاج بن يوسف الثقفي ، يقول فيه بالغسل . وكان هو الخطاب الحاسم في تفسير ابن كثير للآية الكريمة.
            واورد قصة عن اصحاب زيد بن علي (رض) قال ابن ابي حاتم حدثنا أبي حدثنا اسماعيل بن موسى اخبرنا شريك عن يحيى بن الحرث التيمي يعني الخابر قال نظرت في قتلى اصحاب زيد فوجدت الكعب فوق ظهر القدم وهذه عقوبة عوقب بها الشيعة بعد قتلهم تنكيلاً بهم في مخالفتهم الحق واصرارهم عليه(1) وهكذا قتلوا في المعركة ومسخت جثثهم ، حيث انقلبت اكعابهم الى ظهر الرجل.
            الله اكبر ! وشهد شاهد من أهلها ، ان هذه الممارسة الفقهية والعبادية لم تأت من الاهواء اللاحقة، بل كانت متداولة في عصر الائمة، وتحت سمع واحد من قيادات بني هاشم والمقربين الى الائمة، وهو زيد بن علي بن الحسين (رضوان الله عليه) فاذا كان زيد واصحابه مسخوا في تفسير ابن كثير، فيا تاريخ سجل ، انني أول الممسوخين! إن هذا ليس هو أول لغم في تراث أهل الجماعة يفجر غضبي، ففي مقدمة ابن خلدون ، حقيقة اخرى ، يجب الوقوف على وقاحتها. إذ قال : ((وشَّ اهل البيت في مذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به ))!
            إن هذا يعني ان المتهم الأول هم آل البيت (ع) الذين قال فيهم الرب سبحانه : {انما يريد الله ليذهب عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
            هذان المثالان طماناني ، على مدى تمازج ((الشيعة)) بآل البيت (ع) . وكان أهل البيت (ع) ايضاً موضع اتهام مع أشياعهم.
            خرجت الى الساحة بقوة ، بعد ان تشبعت بكل المقومات السجالية والكلامية ، وبعد ان وقفت على آخر تذرعات ((العامة)) وحصلت لي سجالات كثيرة ، و حوارات طوال مع مختلف طبقاتهم ويعلم الله انهم كانوا في كل الاحوال ضعيفي الحجة، سقيميها . هزيلي المنطق ، عليليه، لايصمدون امام ابسط مقولة عقلية في الحوار ، كيف يراد لي ان اسلك مذهباً يقوم على الصنمية التاريخية ، إنني ادركت منذ البداية انني لست على ((الاسلام)) كما كانوا يدعون، وانما على مذهب من الاسلام إسمه ((مذهب السنة والجماعة )) كيف يعقل ان تلغى المذاهب الاخرى، ويبقى مذهب واحد مستبد بعقول الناس ، ولم تكن له قدرة على الاستمرارية الا لانّه بقي مذهباً رسمياً ، لكل الدول التي تعاقبت الخلافة في مابعد!

            وأخيراً ..
            نلخص من هذه الرحلة السريعة ، القاسية ، في رحاب المعتقد لنعلن أهمية الرجوع الى أصل المعتقدات لاعادة بناء القناعة، على اسس علمية دقيقة ، بعيداً عن ذوي ((التقليد)) إنني لم اتذوق حلاوة العقيدة، إلا في ظل الجولة ، عندما اوقفني البحث الطويل، المضني على عتبة آل البيت النبوي ، الذين ظلمهم التاريخ ـ الاموي ـ ووضع بديلاً عنهم ، نماذج وهمية، كانت هي حقاً سبباً في تشتت الدين ضمن مذاهب متفرقة ، ادخلت المسلمين في فتن ضارية.
            ولما قادني بحثي الى الامام الصادق (ع) شعرت بانني كنت طيلة حياتي مخدوعاً بعظماء وهميين ، إذ ان العملاق المجهول الذي كان معلماً لمئات من علماء هذه الامة ، لم يوفه تاريخ ((الجماعة)) حقه، بالرغم من ان الائمة الاربعة أخذوا عنه.
            لقد خرجت من الضيق وشدته الى سعة الحق ورحابته.
            ومن غبش المعاني الى الوضوح والجلاء.

            لقاء المنبر مع ادريس الحسيني :
            البحث عن الحقيقة .. للوصول إلى شأو الأمل ..
            هذا هو محور لقاء (المنبر) مع الكاتب والصحافي الأستاذ (ادريس الحسيني) الذي ولج إلى روضة الحق من بعد رحلة بحث طويلة في القرآن الكريم .. وبين أنقاض التاريخ المدفون، واستقر به المقام في هدى الأئمة الأطهار ليعلن أنها البداية فقط.. والبقية تأتي! ان يكون مسلما بامتياز ورساليا في طليعة الأمة هكذا بين أستاذنا كيف يكون المرء شيعيا .. وأعتقد أن المستقبل سيكون لمذهب آل البيت (عليهم السلام) .. لأنه السنة التي يسير وفقها الكون .. وهو القانون الذي تدور بمعطياته الأفلاك والأجرام.
            وأخيرا ألقى السيد ادريس الحسيني مهمة تقع على عاتق كل مسلم .. وهي البحث عن الحقيقة، مهما اعترت الإنسان من معوقات .. فعليه التحرر من قانون الأسر الموروث .. وعليه الصمود في درب الحقيقة المضني. ثم أوضح لكل المتشيعين، أن التشيع ليس صنعة سهلة ولا لعبة مذهبية أو طائفية إنما مسؤولية كبرى.. لن يتحملها إلا من كان حرا .. كحرية أبي الأحرر (عليه السلام). وهذا هو نص لقائنا به :
            المنبر : كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (عليه السلام) أين ومتى وعبر من؟
            ربما كنت قد وضحت شيئا من ذلك في كتاب (الانتقال الصعب ) فالبداية طبعا، كانت بالمغرب، أنت تسأل عبر من ؟ وأنا اجيبك : عبر نفسي. لا أحد أخذ بيدي ـ بصورة مباشرة إلى هذه المدرسة . لقد اندفعت الى ذلك بنفسي متعمدا على إمكاناتي. ربما كانت هناك ظروف وملابسات لها مدخلية كبيرة في هذا الاختيار. كنت يومئذ شابا غضا طري العود. لكن أسئلتي كانت كبرى, لقد تعرفت على هذا المذهب عن طريق البحث والدراسة والاصرار على المعرفة . والحمد لله أصبحت شيعياً مواليا.
            المنبر : ماهي العوامل التي دفعتكم الى اعتناق هذا المذهب وترك مذهبكم السني، وكم طالت مدة هذه الرحلة؟
            لقد وجدت نفسي فجأة تحت سقف معرفي منيع. وأنا بطبعي أكره الأماكن الضيقة، وأهوى الفضاءات الأوسع . تساؤلاتي الصغيرة كبرت معي. لكنني لم أكن أجد جوابا شافيا. كان الجواب بالهروب والتعتيم والتضليل والإرهاب، أي لاتسأل .. إنها الفتنة ! طبعا، لست أنا من صنع الفتنة الكبرى، ولست صانع تلك الأحداث، ولكنني كنت أرفض أن أكون صنيعة لها. أنا أتحدث عن انتقال صعب من الناحية النفسية والاجتماعية و.. و.. أما من الناحية العقلية، أستطيع أن أتحدث عن انتقال سهل . لان الذين لم يكونوا يجيبونني عن تساؤلاتي، وينصحونني بأن لا أقرأ التاريخ إطلاقا، كانوا بمثابة حافر لي لالتماس الجواب بنفسي وبجهدي الخاص، طبعا، لا أقول أنني تركت المذهب السني . إن كنت تعني بالمذهب السني، ذلك المذهب التاريخي، فأنا بكل تأكيد لست سنيا بهذا المعنى. ولكنن سني بالمعنى الشرعي الأصيل. وإلا ما معنى أن أكون شيعياً ؟ أنا كنت أبحث عن (السنة ). ولما تبين لي بالأدلة القاطعة، الأخذة بالأعناق، أن لسنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) طريقا واحد لا غير، هو طريق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأنني ملزم بها تكليفا عن هذا الطريق فقط، اخترت ذلك .. فأنا سني بامتياز!
            طبعا، كان لحدث الثورة الإسلامية في ايران وقع كبير في هذه التجربة. لأنني رأيت النموذج حيَا أمامي. ورأيت الوجوه التي حدست فيها الخير كله. وعلى فكرة، أنا كنت أحب الإمام الخميني (قدس سره) مذ سمعت عنه وقبل البحث . كنت أراه قديس هذا القرن على الرغم من كل الإشعاعات التي حيكت عبر الإعلام المضلل . لقد ذاب (رحمه الله) في الاسلام وتحضرني عبارة للشهيد سماحة السيد باقر الصدر لما قال : ذوبوا في الإمام كما ذاب هو في الإسلام.
            لقد قضيت فترة في البحث قاسية .. ياالله .. كم كان الأمر صعبا .. إنني كنت أشعر بالانسلاخ .. انه أشبه مايكون بالمخاض .. هذا بالاضافة الى وجود ذلك الحصار الكبير .. لا وجود للمصادر ولا للكتب .. لقد قرن التشيع بالإرهاب، ورفعت الصحف وجفَ المداد.. الذين عاصروا تلك المرحلة يدركون صعوبة هذا الاختيار . اليوم أتامل بعض التجارب وأراها سهلة سريعة، وفي ظروف مواتية تماما .. لقد قمت بكل ما يمكن أن يفعله باحث عن الحقيقة، ومصر على المضي في دربها الوعر. لكن، المهم، أنني وصلت إلى البداية حتى لا أقول النهاية !
            المنبر : كيف كانت ردود فعل أسرتكم وعشيرتكم ومجتمعكم تجاه هذا القرار الصعب ؟ وما مدى تأثير تشيعكم على المجتمع المغربي؟
            لقد لفت انتباهي سؤالكم هذا. قلتم عشيرتي، ويبدو أنكم تتحدثون إلى بمعطيات الاجتماع الخليجي. أنا لا أعرف ما معنى العشيرة، وبالتالي لا وجود لأي ضغط أو مشكلة من هذا القبيل . أما الأسرة، فهي أمر لا يمثل خطورة أيضا. نحن في المغرب، الأمر يختلف من طبقة إلى أخرى، ومن بيئة إلى أخرى. وكما عبرت في كتاب (الانتقال) أنني في اختياراتي المعرفية، عشت مناخا من الحرية. لا أحد يجبر أحدا على فعل شيء أو الإيمان به على سبيل الإكراه . إذا عنيت بالعشيرة، مجملة العائلة، فلا سلطة لأحد على أحد. والعائلة ليست اتجاهات أو تيار واحد.. هناك التقليدي الرسمي، وهناك السلفي، وهناك الصوفي، وهناك الليبرالي، وهناك اللينيني .. وسوف أفاجئك بالقول، إن إحدى عمَاتي مقيمة بالديار الفرنسية تنصرت، وهي من نشاط (شهود يهوه)! إذن، لست بدعا في ذلك. ربما هناك أسباب كثيرة ساهمت في ذلك لا مجال لذكرها. نعم، المجتمع، وتحديدا الإسلاميين، هؤلاء شوشروا عليّ، وأزعجوني وبالغوا في ذلك.. الحمد لله أنني هاجرتهم مبكرا، ولم يصلني منهم سوى القيل والقال. ولكن يبدو أن قسما منهم ـ للإنصاف ـ متفهم ومتعقل، وتربطني بهم صداقة. هناك من صورني (دانكشوطا) طائفيا، ولكن كل هؤلاء لا يعرفون عني شيئاً. الذين لهم صلة بي عن قرب، يدركون تماما أنني شخص متسامح، وقلق على وحدة الصف، والقضايا المصيرية للأمة. التشيع عندي حاجة معرفية لتفعيل وضع الأمة، وليس انتشاء في هذه المراتع المذهبية. إنني مع كل ما يبدو مني من قسوة وجدية في الظاهر، لم أكفر أحداً. قد أكفر ناكرا لمعلوم من الدين بالضرورة . أو من تعرض للأئمة (عليهم السلام) بسبّ أو قدح.. ما عدا ذلك، فأنا أعرف حدودي . وهناك في الإخوة من السنة أناس مؤمنون متقون لاشك في ذلك. لقد كان لهذه التجربة تأثير ما على كثير من الأشخاص في ما بلغني. هناك من تشيع من خلال قراءته لكتاب (لقد شيعني الحسين عليه السلام) سواء في البلد أو في أوربا أو في دول عربية.. هناك من وجد فيه سندا عزز قناعاته بهذه المدرسة .. هناك إخوة من العامة اصبحوا أنصاف شيعة لو صح هذا الوصف .. على كل حال، الناس أحرار هنا في أن يقبلوا أو لا يقبلو . وأنا كل ما يمكنني قوله : أعطني حرية للتعبير، أشيع لك العالم بأكمله ولكنني أكره فرض العقيدة أو التحايل في ممارسة الإقناع، أنا إنسان مسلم وحر، واؤمن بأن (لا إكراه في الدين).
            المنبر : هل وقعت بينكم وبين علماء المذهب السني مباحثات أو مناظرات مذهبية؟
            لا.. ليس ذلك من عادتي .. أنا أكره المناظره، ومزاجي لا يتحمل .. لكنني إذا دعيت إلى ذلك أجبت. أنا أفضل الحوار الهادئ الذي يحكمه منطق ونظر.. هناك طبعا أشخاص يستغلون غياب الشيعة، فيغامرون بنقوض فجة مشحونة بالإسفاف .. وأنا لا أدخل معهم في نقاش ولا حتى أرد عليهم ولا أعطي أهمية لما يقولونه .. هناك آخرون أضفوا عليهم صفة العلماء، وما هم كذلك في قناعتي .. لقد بلغني أن أحدهم القى محاضرة بأحد الجوامع بطنجة، تحت عنوان (المتشيعون للشيعة)).. فعل ذلك، لأنه أحس أو سمع بوجود أشخاص قيل له أنهم متشيعون .. هذا الشخص هو (عبد البارئ الزمزمي) .. لقد حمسني بعض الاخوة الى زيارته قصد إجراء حوار معه بهذا الخصوص .. لكنني رأيت ذلك مخالفا للبروتوكول .. ثم انني رأيت فيه رجلا متعصباً وظلامياً، يقول ما لا يليق. لقد أعاد لوك تلك الأسطوانة التي حفظها عن ظهر قلب ـ كحافظ ـ عن الباكستاني المجدف، إحسان إلهي ظهير . على كل حال، كان كتابي (هكذا عرفت الشيعة) جوابا عما طرحة من إشكالات دون أن أشير اليه . نعم، حصلت لي حوارات ـ حتى لا أقول مناظرات ـ مع عدد من أبناء العامة .. منهم من آمن بما أقول، ومنهم من فلّ هاربا، ومنهم من فضل الحياد .. ما لاحظته، أنهم يفضلون النقوض السهلة، والقدح من بعيد.. وهم يفرقون من مناقشة صغارنا فأما لهم الصمود أمام المجربين المختصين.. أنا لا اريد ان أتحدث بسوء عنهم.. ولكنني لا أخاف تهديدهم وإرهابهم. بل إني أخاف عليهم من نفسي!
            المنبر : كتابكم لقد شيعني الحسين (عليه السلام) .. أحدث ضجة واسعة .. ما أبعادها؟
            بالنسبة لكتاب (لقد شيعني الحسين) ..عبرت بما فيه الكفاية، بأنه كتاب لم أكن أظن أنه سيثير كل هذه الزوبعة .. لقد أزعج الكثير .. وبلغني ما لحق البعض من محاكمات، وصلت إلى حد الحد والحجز .. وفي أماكن أخرى لحرق كميات كبيرة منه .. كل ما أقوله للإخوه الذين تعرضوا لذلك : أنا آسف .. وأجركم على الله .. لكن مثل هذه الاجراءات لا تمنع دخول الكتاب وانتشاره .. لقد بلغ كل المناطق العربية والآسيوية والاوروبية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية ..إنها بركة الإمام عليه السلام ذلك الرجل العظيم، الذي صنع كربلاء في المكان والزمان وفي نفوسنا .. ربما أظهرت بعضا من القسوة في تناول الموضوع .. ولكنني مع كل ذلك ورغم الحالة الانفعالية الشديدة، لم أكفر أحدا من العامة، لقد كان اسرع كتاب يقدمه مؤلف لقرائه.. في بعض أسابيع، فجرت ما كان يخالجني من تساؤلات.. إنني لست قدريا بالمعنى الجبري، ولكنني أقول في هذا الموضع أنني كتبت (لقد شيعني الحسين) جبرا. لقد شيعني الحسين (عليه السلام) حقيقة، لأنه وضعني على عتبة التشيع، وأتمنى ان يشيعني مرة ثانية، لينطلق بي الى الفضاءات الأوسع في عالم التشيع.
            المنبر : بعد تشيعكم وسيركم في هذا الصراط المستقيم .. ما هي نظراتكم للتشيع .. بمعنى ماذا يعني ان يكون المرء شيعياً؟
            في الحقيقة، لا أخفي عليكم، أن هذا هو أهم سؤال طرح عليّ حتى الآن، ماذا يعني أن يكون المرء شيعيا؟ حينما أتأمل جيداً هذا السؤال، أجد نفسي في دوامة من القلق . وكأن التشيع أصبح ذلك الشيء الذي نسعى اليه أبدا. التشيع بشكل عام، هو ان أكون مسلما بامتياز أي رساليا في طليعة الأمة . حينما نقرأ في تعاليم أئمتنا (عليهم السلام) نجد تعريفا حقيقيا للشخصية الشيعية. وللأسف هي تعاريف غائبة وربما مغيبة ومسكوت عنها في واقعنا. لو سألت الامام الصادق (عليه السلام) عن من هو الشيعي : لقال لك بأنه أعبد وأورع من في الحي.. وهو الأكثر ذوباناً في ذات الله. وبالتالي، فهو في ولائه، يوالي الائمة، بما أنهم الأفضل. وفي عقيدتنا، أن الأسبقية للأفضل على المفضول حكم شرعي وعقلي ملزم وبالتالي الأعلم والأفقه . ربنا جل وعلا يقول (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع، أم من لا يهدي إلا أن يهدى، مالكم كيف تحكمون ). إذن التشيع في جوهره هو نهج الأفضل وولاء للأفضل . إن مسؤولية الشيعي مضاعفة، وهو في خطر عظيم، أن أكون شيعيا، ليس معناه أن أضرب أخماس في أسداس، وأحترف المناظرة والثرثرة، الامام الصادق(عليه السلام) ندب أناساً مخصوصين للدعوة، بل وكما يقول (عليه السلام) (كونوا دعاة لنا بغير السنتكم) . ومنع آخرين من الدعوة لأنهم غير مؤهلين لها، وقال (كونوا لنا زينا ولا تكونوا لنا شينا) أقولها بصراحة : أنا لست راضيا على ما أراه، خصوصا بالنسبة للحوزات العلمية، أنا متفق تماما مع السيد الخميني (قدس سره) على أن يكون درس الأخلاق، درسا اساسيا في الحوزة، أستطيع أن أقول لك، وبكل ألم، أنني اتمنى أن أكون شيعيا، شيعي بالمعنى العلوي، الذي يرضى الله ورسوله وأئمة اهل البيت (عليهم السلام) . وهنا أقول للمتشيعين خصوصاً، خصوصاً لأولئك الذين يفهمون التشيع كهروب من المسؤولية وتحرر من التكاليف، وعقيدة رخوة، حتى يصبحوا عرضة للشيطان ..إنني حقيقة لا أنظر الى عقيدة الشيعي أو المتشيع بقدر ما انظر الى ورعه وتقواه وإخلاصه، وأخوف ما أخافه وأمقته، داء العجرفة والنفاق والتضخم المهول والمسرف في البروتوكول الآخوندي والروزخوني إلى حد الشطط .. وفي اعتقادي، أن من أراد أن يكون شيعيا نموذجيا حقا، ليجعل من الأربعين حديثاً للسيد الخميني برنامجا عمليا.
            المنبر : كيف هو وضع الشيعة في المغرب وما هو تاريخهم؟
            إذا كنت تقصد الشيعة بالمعنى الاصطلاحي الخاص.. هناك أناس أقتنعوا بهذه المدرسة، مثل ما أن آخرين اختاروا مذاهب أخرى. أما لو كنت تتحدث عن التشيع بالمعنى العام، فإنني أرى المغرب بلدا ذا ثقافة شيعية. فالسادة الأشراف هنا مكانتهم المحترمة ولأئمة اهل البيت (عليهم السلام) وتحديدا علي وفاطمة والحسين (عليهم السلام) مكانة خاصة جداً في وجدان المغاربة، لا يوجد في المغرب من يناصبهم عداء . إن أكبر الدول الشيعية في التاريخ الاسلامي، تأسست بالمغرب.. لقد تأسست هناك دولة الأدارسة، والفاطميين، والموحدين.. هل تعلم أن في التصور المغربي التقليدي، أن عليا (عليه السلام) مرفوع إلى السماء ؟ ! هل تعلم ان المغاربة يسمون قوس الرحمن (حزام فاطمة الزهراء)؟ّ إن حكاية علي (عليه السلام) قاطع رأس الغول وكثير من الحكايات الشعبية في بطولة الإمام علي (عليه السلام) شحن بها ذهن المغاربة منذ نعومة أظفارهم، أما عن المتشيعين فانني أراهم مغاربة. والمغربي شخص منفتح ومتسامح بطبعه، لا أستطيع أن أنقل لكم واقع أي شخص يختار له فكرا أو طريقا هنا .. نحن في مجتمع مدني نوعا ما معافى من هذه الناحية. أن تختار لك فكرا، لا يعني أن المسألة أصبح له مدلولا طائفيا، كما هو الوضع في بلدان أخرى، الكل حر في أن يختار طريقة، دون أن يذهب به ذلك إلى الاخلال بالأمن العام. فهذا الأمر فقهيا نحن لا نراه. عندنا إسلاميون ويسار ومحايدون وتقليديون وحداثيون .. نحن في وضع (باناشي) . لا وجود لمشكلة . بل إنني أرى في استضافة المغرب لأحد المشايخ الشيعة ـ ش . سعيد النعمان ـ في الدروس الحسنية خطوة مهمة على طريق التقريب . وأيضاً استضافة سماحة الشيخ الإمام شمس الدين والشيخ التسخيري في مؤتمر الصحوة .. كل هذا أراه ايجابيا. لقد ولى ذلك الزمان الذي لعب فيه الإعلام المضلل لعبته القذرة، حيث رسخ في الوجدان، أن كل شيعي هو إرهابي بالضرورة، انها لازمة قدحية من اختراع امريكي وبنكهة هوليودية. ففي عرفنا السياسي من الضروري أن يكون (الملك) من سلالة شريفة . أي من سلالة علوية. وهذه الخاصية المغربية لها جذورها الشيعية، ولا علاقة لها بأي اتجاه آخر.
            المنبر : هل انتم من مناصري مقولة : المستقبل للتشيع؟
            طبعا، وإلا لماذا أكون شيعيا، إذا كان المستقبل سيكون لغيري ..إنها إحدى البديهيات الكبرى، المستقبل كله يتجه نحو الخلاص .. وهو خلاص ننتظره بفارغ الصبر .. وهو المستقبل الذي يصنعه الإمام الحجة (عليه السلام) هذه حقيقة أحدثها بأقدس قدساتي .. أنظر معي، فما كانوا يعتبرونه من جفر الشيعة وخرافاتهم، أصبح واضحا اليوم، إننا نعيش عصر الثورة الرقمية، واسلافنا تحدثوا عن (الزمر الرقمية) و (الصورة الرقمية).. واختزلوا العلوم في الحرف، وصنعوا بها الخوارق . أئمتنا يقولون بأن من علامات ظهور الحجة، أن يكلم من في المشرق من في المغرب، وكل قوم يسمعون الكلام بلغتهم.. قالوا بأن من علامات الظهور أيضا، ان الانسان يكلم اخاه ويرى صورته في كفه .. وذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن من تلك العلامات أن يتحدث إنسان من على القمر .. وبأن ذلك العصر، هو عصر اختزال العلوم ـ العلم قطرة كبرها الجهلاء كما يقول الامام علي (عليه السلام) إن مايقوله أئمتنا له علاقة بالحرف. وفي الأخبار أن قصارى ماتوصلت اليه البشرية من العلم كله حرفين وسيأتي الحجة بأكثر من ذلك .. انظروا معي ، إلى ان المعلومات كلها تختزل في حرفين أو بالاحرى في رقمين ( 0 ، 1 ) هذا ما نلمسه في ما تقوم عليه الثورة الرقمية، أي النظام الثنائي (system - biniair ) .
            ان عصر العولمة ، وهو ليس نهاية التاريخ، بل بداية لتاريخ جديد، هو عصر الإمام ـ كان أمير المؤمنين يقول لهم، لو شئت لغرفت من هذا الماء وجعلت لكم منه نور.. أو أخذت قبضة من هذا التراب وخسفت الأرض أو من في الأرض .. إنه يتحدث عن صناعة الكهرباء وتحويله وعن القنبلة النووية .. كان جابر بن حيان الكيميائي الكبير تلميذا للإمام الصادق (عليه السلام) وكان يتحدث عن امر لا يمكن أن تقوم به الا الطبيعة نفسها.. اي تحويل التراب إلى معدن آخر .. وعن شيء نسميه التكامل integration إذا كان الغرب اليوم استطاع تفجير الذرة وعجز عن السيطرة عليها أو اعادة تركيبها ، فإن الامام الصادق (عليه السلام) أدرك سر ذلك .. وكونه لم يعلمه الناس ، لأن القضية لها علاقة بالتراكم العلمي. وهنا نفهم كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) : لو شئت لفعلت ذلك.. اي أنه لم يشأ .. ترك الامر للإمام الحجة (عليه السلام) الذي سيأتي بهذه الحقائق في زمن التراكم العلمي والمعرفي . ذلك ، وكما تخبرنا الأخبار أنه (عجل الله فرجه ) سيرقى في اسباب السماوات والارض ، ومعنى ذلك أنه سيأتي بمعجزة يفهمها العالم المعاصر . لقد كان الناس زمان الائمة (عليهم السلام) يعتبرون ذلك سحرا.. ولكن اليوم لا يمكننا ان نسمي ذلك سحرا ، بل سبقا علميا ، وتفوقا رقميا.. هذا هو عصر العولمة ، والثورة الرقمية ، وتلك هي الصفة التي تحيط بالامام الحجة (عجل الله فرجه) ألم أقل أن المستقبل للشيعة ..إنني أرى ذلك رأي العين !
            إذن ، جاء دور الشيعة.. الزمان زمانهم ، إذا فقهوا وصمدوا وأخلصوا .. والحمد لله أن مظاهر هذه الحقيقة نراها اليوم ، فجزء من كرامتنا العربية والاسلامية استرجع على أيدي شيعة الجنوب اللبناني.. وحق فيهم قول الله تعالى تفسيرا وتأويلا : (اذا جاء نصر الله..) ! نحن طليعة الامة ، ويكفينا هذا شرفا، إنما أنا أنبه الى شيء واحد، هو أن هذا الدور الرسالي ينبغي أن يمارس بتواضع تام ، وعلى طريقة ابي عبد الله الحسين(عليه السلام) : (إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر).

            تعليق


            • #7


              المنبر : كيف يمكن نشر التشيع في العالم وما هي افضل صيغة لتقوية شوكته ؟
              التشيع كما أفهمه ، باعتباره ، الاسلام الامثل ، أي الاسلام النبوي ، يمتلك مقومات القوة والانتشار في قوة منطقه، وقدرته على الإقتناع . لسبب بسيط، وهو أنه مدرسة عقلانية وبرهانية . ولذلك كنت صريحا مع نفسي ، فإما أن أكون مسلماً أو لا أكون.. وإذا كنت مسلماً ، فاما أن اكون شيعياً أو لا أكون. ولكن في ما يتعلق بموضوع انتشاره ، أقول ان الطريق المناسب هو الدعوة، لا أقول الدعوة بالمعنى الحصري الذي يتبادر الى الأذهان. إنني أعني الدعوة بواسطة النموذج .. الدعوة بالسلوك الحسن، والأخلاق الحميدة وقوة المنطق والإقناع . وأهم من كل ذلك ، فهم الحياة، الإمام علي (عليه السلام) يقول : (العارف بزمانه لاتهجم عليه اللوابس) . على التشيع ان يخرج من عقدة الماضي وكهوفه ، ليتحول الى رافد معرفي للمستقبل . التشيع في جوهره عقيدة المستقبل. لهذا تحديداً ، علينا تقديمه بصورته المشرفة والمحترمة التي تأخذ في الحسبان ملابسات الواقع ومتطلباته . علينا أن نقدم للأمة فكرا حقيقيا، يحل معضلتها في النهضة وفي الإنماء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .. مايقدمه الأخوة في حزب الله مثلا، مشرف للأمة العربية والإسلامية ، وهو في الوقت ذاته مشرف للشيعة. إن افضل صيغة لتقوية شوكة التشيع، هي في مزيد من تعقيل سلوكنا ، وأيضا بلم الشعث ورأب الصدع بنهج التنازل في مابين الفرقاء. الكيان الشيعي اليوم، هو خريطة كاملة مجزأة، من الحزبيات والكانتونات والعشائر والقبائل .. لو توحد الشيعة، لصنعوا معجزة العصر!
              المنبر : كيف يمكن تقريب الاتجاهات المرجعية .. هل تجدون أطروحة شورى الفقهاء كفيلة بذلك؟
              أنت الآن بسؤالك هذا، وضعت اليد على الجرح النازف. إنها المرجعية . نحن نرى أن المرجعية لعبت دورا استراتيجيا في تماسك الكيان الشيعي وقيادة الأمة . لكن ثمة تلك الإفرازات السامة التي سببها تضخم النزعة الحزبية كما قلت سابقا.. إنني أنا شخصيا حائر جدا. لقد اعتقدت في يوم من الأيام بأنني سوف أكون (محنكا) أو (شاكرا) للحفاظ على علاقات طيبة مع كل الاطراف. لكنني اكتشفت بأن إرضاء الجميع، هو بمثابة أسطورة أو خرافة لا تصدق ، سأحكي لك قصة واقعية . احدهم تقدم مرة نحو شخصية علمية وسياسية بارزة ، ومعروفة باستقلالها.. قدم نفسه وسأله هذا الاخير : من أي جماعة أنت ؟ قال الأول بكثير من التزلف : إنني مستقل، أي غير منتمي . أجابه الشيخ : اذهب يا ابني أنت ضايع ! اذن، هذه هي القصة . إذا لم تنتم فأنت ضايع ! وإذا انتميت، فلابد ان تحدد موقعك حتى تستعدي عليك الطرف الآخر . إنك لا تستطيع أن تعيش بسلام. لقد حاول الكثير منهم إدخالي في هذه المعمعة . ولكنني؛ اولت أن أتحرر منها قدر المستطاع .. عليهم أن يكفوا عن ذلك ويرحمونا.. ويكفوا عن إحراج المتشيعين ، وخصوصا منهم أولئك الذين لم يغامروا داخل أقبية الحوزات العلمية. إنهم يصدمونهم بهذه الحزبية المقيتة. دعني أتحدث بصراحة، إن تقاربا بين الاتجاهات المرجعية لا يمكن أن يتم بسهولة . أنا هنا أحترم المراجع لمقامهم العلمي ولزهدهم .. ولكن المسألة لها صلة بالوكلاء ومن ثمة بحقائب الاخماس وفن تدبيرها بما ينفع الناس. وللانصاف ، لا أقول كل الوكلاء ، لكن بعضهم واقع بوعي أو بدون وعي في هذا المأزق. وهذا أمر طبيعي جداً ، إذا سألتني عن حل لهذه المعضلة، فأنا أقول، بأن الأمانة وحدها لاتكفي ، كما أن حسن التدبير لا يكفي لوحده .. يتعين الجمع بين الأمانة وحسن التدبير . وهذا معناه ، تغيير نظام الوكالات رأسا. أعتقد أن أفضل طريقة لذلك، هي مشروع إدارة جماعية للوكالة، يتم فيه تدبير الشأن المالي والديني والاجتماعي بشفافية وحرفنة إدارية ، أي أنه تتمأسس الوكالة وتصبح شخصا معنويا يدار من قبل لجنة جماعية، وليس فردا. ونهج مزيد من العقلنة في هذا الشأن. هذه وجهة نظر، قد تكون خاطئة ! أما عن الاتجاهات المرجعية ، فأنا لا أرى هناك اتجاهات . هناك في الواقع اتجاهات تكاد تكون متقاربة . إن كل ما تسمونه خلافات بين الاتجاهات المرجعية، قد لا يرقى إلى درجة الخلاف في حزب ديمقراطي واحد ومنسجم، ولا إلى درجة الخلاف في مدرسة فكرية أو علمية كمدرسة فرانكفورت، نعم هناك خلاف يمس بعضا من الجوانب الفرعية يعمقها أشخاص لا أدري ما هي دوافعهم .
              لقد تحدثتم عن مفهوم (شورى الفقهاء) ومع ذلك أقول اسمح لي ، فأنا هذه العناوين لا ترهبني، لأن لدي حساسية مفرطة تجاه المفاهيم . أنت تحدثني عن مشروع نظري لو بقينا نحلله لن ننتهي البتة. ولكنني أنا أتحدث عن الواقع ، وعن منطق السلطة وعن ضرورات الأمن القومي والإسلامي وعن التنمية وعن النهضة .. لا أريد أن أجازف في النظري أكثر مما يستحقه النظري . أريد أن تفهم قصدي ، فالكلام صعب وحساس .. أنا مع دولة القانون والحريات والتعددية وحقوق الانسان بما يعني المجتمع المدني .. ولكنني أيضاً أقدر ضرورات الدولة، هناك بالطبع اطروحات مختلفة.. هناك المرجعية الرشيدة كما عبر عنها سماحة الشهيد الصدر.. وهناك من يرى المطلقة ، وهناك من يطرح مشروع فاتيكان .. المهم هي أطروحات اجتهادية . دعني أتحدث قليلا عن الذي يجري اليوم في الجمهورية الاسلامية. أنا جد متفائل بما يجري.. إنها مخاضات الولادة الميمونة.. هناك أرضية مناسبة اليوم في إيران لقيام مجتمع مدني بملامح إسلامية ، هذا معطى منه أنطلق، لأنني أنظر إلى المسألة بمنطق الأحوال وطبيعة العمران، أنا في رأيي أولاً وقبل كل شيء، المرجع الذي لا يصل مشروعا للأمة من الأفضل أن يتنحى . أمامي الآن درزينة من الرسائل العملية، أكاد أجزم بأنها نسخ متشابهة . ما الخالف إذن؟ سامحني ، إنها السلطة.؟ الماسكون بالسلطة ـ بكل أشكالها ـ لا يمكنهم التنازل عنها، وهذه طبيعة في العمران كما يرى ابن خلدون. والذين لا سلطة لهم يبحثون عنها. وفي معترك السلطة وحقائب الأخماس ، كانت المرجعية هي الضحية. على كل حال، أنا لن أغوص أكثر، ولكن كل ما أقوله ، ألا نقع في المازق. عندنا مشروع جاهز وقائم. لو سألتني شخصياً ماذا تختار ، أقول لك أختار الموجود وأعمل على تطويره ، وأدعمه وأتنازل عن كل شيء مزعج للواقع القائم، إذا لم يكن هذا الواقع مخالفا لمبادئي . أنا أدعو إلى وعي سياسي يفتح الأذهان على القضايا الكبرى والاستراتيجية، عندي ، أن نجاح الجمهورية الإسلامية في تجربة إطلاق صاروخ شهاب (2) تنسيني كل الخلافات الأخرى لأنها تمثل إنجازا استراتيجيا وحضاريا للأمة. أنا أطالب الآخرين أن يلينو من مواقفهم . مع أنني أؤمن بحرية الرأي . إن الذي يقرب بين الأمة حقيقة ليس هذه ولا تلك ، بل إرادة الوحدة والروح الإيجابية . إنني بالتاكيد لا استطيع ألخوض كثيرا في ذلك ، حتى لا أزيد في الطين بلة ، ولكن كل ما أقوله للفرقاء : شيئا من التهدئة . ثم أنا بكل صراحة ، ما يزعجني هو أن أنقل نشاطي المناهض للجمهورية إلى بريطانيا أو غيرها.. أنا ضد ذلك على الإطلاق . وبلغة الفقهاء ، أنا أقول : حرام ، حرام . ولنكف عن أن نتحرك بعواطفنا وانفعالاتنا.
              المنبر : هل من حادثة طريفة تعرضتم لها ؟
              طريفة ، وقعت قبل فترة.. أحد أئمة المساجد لم يكف لسانه عن الشيعة والتشيع .. قدحاً وسبّا وتحريضا.. بلغني ، أن كلبا أسود دخل المسجد، واخترق صفوف المصلين ، حتى انتهى إلى المحراب ، فانقض على الشخص المذكور وعضه بعنف ، حتى سقط صاحبنا أرضا وعلا صياحه.. لقد كفانا الكلب شره!
              المنبر : كلمتك الأخيرة ؟
              أن أقول لكل المتشيعين ، إن التشيع ليس صنعة سهلة .. ولا لعبة مذهبية أو طائفية ..إنها مسؤولية كبرى.. إنها أرضية مناسبة للتصدي الحسن، والفكر الخلاق ، ومعراج الروح .. ليكون التشيّع رحلة إلى المستقبل لا انزواء في الماضي ، وليكون ديناميكة لنهضة الأمة ونموها، وليس استقالة ، أو نبشا في بقايا الرميم والحفريات!.

              * * *

              مؤلفاته :
              1 ـ لقد شيعني الحسين (ع) : الانتقال الصعب في رحاب المعتقد والمذهب ، صدر عام 1414 هـ عن دار النخيل / بيروت.
              ترجمه الى الفارسية مالك محمودي تحت عنوان ((راه دشوار از مذهب به مذهب)) وصدرت الترجمة عام 1416 هـ عن دار القرآن الكريم / قم .
              والكتاب دراسة عقائدية وتاريخية ، اعتمد فيه المؤلف التحليل الموضوعي المنصف اعتماداً على العقل والنقل وتوصل فيها ان المنهج الأفضل هو منهج اهل البيت (ع) . واستلهم من ملحمة كربلاء الحسين (ع) الهداية الى الطريق والوفاء للآل.
              2 ـ هكذا عرفت الشيعة ، توضيحات وردود ، صدر عام 1418 هـ عن دار النخيل ردود علمية على شبهات قديمة وحديثة جمعتها الوهابية لاطفاء نور الاسلام كالأصل السبئي للتشيع ، وقرآن الشيعة المحرف ، وقضية المتعة ، وزيارة القبور واصول الدين المختلف فيها.
              وألحق الكتاب بوثائق عن فتاوى الوهابية بتكفير الشيعة ومحاربتهم.
              3 ـ الخلافة المغتصبة ، ازمة تاريخ أزمة مؤرخ . صدر الطبعة الاولى عن دار الخليج ثم طبع طبعة ثانية في دار النخيل سنة 1416هـ.
              تعرض في كتابه الى تاريخ الخلفاء بعد الرسول (ص) والى ابن خلدون كمؤرخ ارخ الاحداث استجابة لرغبات مذهبية جامحة وتزلفاً للسلاطين فوقع في مآزق تاريخية زيف فيها الكثير من الحقائق ، ثم تعرض الى عبقريات العقاد ووضعها في الميزان تحريراً للناس من أوهام عبقريات الثلاثة الصنيمة. واستخلص اخيراً اننا امام ازمة تاريخ ومؤرخ معاًَ.
              4 ـ محنة التراث الآخر ، النزعات العقلانية في الموروث الامامي ، صدر عن دار الغدير / بيروت سنة 1419 هـ.
              دراسة في تراث المسلمين ، فسمه الى اربعة فصول ، الاول : الكتابة التاريخية، الثاني : علم الكلام، الثالث:الحكمة ، الرابع : اصول التشريع ، وعرض فيها الفكر العقلاني المغيب للشيعة عن بقية المسلمين.

              المقالات :
              1 ـ في نقد الاسطورة السبئية ، نشرته مجلة المنهاج التي تصدر عن مركز الغدير / بيروت العدد الثالث ـ خريف 1417 ـ 1996 .
              نقاش ورد لما أورده بعض المتعصبين : بالأصل السبئي للتشيع تلك الخرافة التي لم يزدها تكرار الألسن لها الا انفضاحاً وتهرءاً. وقد ركز الكاتب نقاشه مع صاحب كتاب ((أصول مذهب الشيعة)) ناصر بن عبد الله القفاري.
              يقول الكاتب : وسوف اقتصر في النقاش على كتاب ((اصول مذهب الشيعة ...)) لجمعه تلك الافتراءات ولاشتباهه في الكثير من الامور في هذا المجال ! )).
              ويقول الكاتب في نهاية المقال : ((ان غاية ما نصبو إليه ، وزبدة بحثنا في الموضوع ، هو العمل على دحض الفكرة القائلة بالأصل السبئي للتشيع.
              لقد اكتظت رفوف المكتبات والخزانات بما يخرس الالسنة في الاصل النبوي للتشيع )).
              2 ـ ((الجابري .. واللامعقول الشيعي)) نشرته مجلة المنهاج ـ العدد الثامن ـ شتاء 1418 هـ ، 1997 م .
              والجابري هو الكاتب المغربي صاحب كتاب : ((نقد العقل العربي)).
              جاء في احدى هوامش المقالة بشأن الجابري : ((التركيز هنا على الجابري له ما يسوّغه ، فهو أول مغامر جازف في قراءة التراث قراءة لم تسئ الى المنهج العلمي فحسب، بل تم فيها التركيز على الشيعة، كما لو أنهم الفنئة المنبوذة التي لم تظفر في التراث العربي والاسلامي بعقل أو أي فضيلة ، حتى كان أشد عليهم من السلفية وأكثر حقداً، فلم يخل كتاب من كتبه هذه من تشنيع على الشيعة وتعريض بهم)).
              وجاء في اول المقالة : ((الخاصية التي تتبادر الى الذهن ونحن نقرأ أبحاث د. الجابري حول الفكر الشيعي وتاريخه السياسي ، هي تلك المحاولة التي لم تقطع مع طرائق الجدل، ونعني بها طرائق الخطابة القائمة على كثرة الاقيسة الناقصة والمصادرات على المطلوب ، والمغالطات ....، حتى وهي تتستر وراء مناهج ومفاهيم ، تبدو ـ في مظاهرها ـ علمية وبرهانية . على انه لا يكفي ، في التحليل العلمي ، إيراد المفاهيم العلمية هذه التي من اليسير تحويلها الى أساس لرؤية مفارقة ، حينما لا نحسن استخدامها أو توظيفها)).
              3 ـ (الانطلوجيا المشائية في افق انفتاحها، ومقاربة لنظرية الوجود منذ صدر المتألهين الشيرازي) نشرته مجلة المنهاج ـ العدد التاسع ـ ربيع 1418 هـ _ 1998 م.
              جاء في بداية المقالة : ((إذا جاز الحديث عن تيار وجودي بامتياز داخل حقل الثقافة الاسلامية، فليس هناك من هو أجدر بهذا الوصف من الفيلسوف صدر الدين الشيرازي، المعروف بـ (الملا صدرا) و(صدر المتألهين)، اذ انه جعل إشكالية (الوجود) مدار فلسفته وانشغالاته المعمقَّة، انطلاقاً من ان الوجود هو أشرف الاشياء عنده وحتى نكون موضوعيين يجب ان نضع فلسفة (ملا صدرا) بخصوص اشكالية الوجود في إطارها التاريخي، من حيث انها مثلت ثمرة عمل لجيل كامل من الفلاسفة ، غير ان هذه المسيرة من النظر في اشكالية الوجود لم تجد مخرجاً لها الا مع مجيء (ملا صدرا) ونستطيع التحدث عند مذهبية إمامية متجانسة ـ باستثناء السهروردي ـ في مجال البحث الوجودي ، تلك التي دشنها الخواجة نصير الدين الطوسي ، وبلغت قمة نضجها مع (ملا صدرا) . وأصبحت ، بعد ذلك تمثل وجهة النظر الفلسفية الامامية)).
              وجاء في ختام المقالة : ((اذا جاز ان تنسب نظرية ملا صدرا في الوجود الى جهة ما، فانما الى جوهر التصور الاسلامي، الذي يثبت موضوعية العالم، ويقر بحقيقة الموجود، مع التأكيد على عالم المثل، غير الخاضع لقانون الطبيعة، وهو عالم الروح)).
              4 ـ (مع ابن تيمية في ردوده على المنطقيين) نشرتها مجلة المنهاج ـ العدد الرابع عشر صيف 1420 هـ ـ 1999 م .
              جاء في بداية المقالة : (ليس ابن تيمية خصماً اشعرياً تقليديا للفلسفة ، على غرار أبي حامد الغزالي او الشهرستاني او ابن خلدون . اولئك الذين وان وقفوا منها موقفاً سلبيا ، فهم ممن مارس إحدى كيفياتها بصورة ما، لكننا الآن أمام حالة فارقة في عالم النقض على الحكماء والمناطقة ، إنه المدعو ابن تيمية الحراني، ذلك المحدث السلفي الذي حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن الحديث، وعقيدة السلف من وجهة النظر الظاهرية ، وهو موقف صريح وواضح في انتصاره للسماع، ودحضه للعقل)).
              وجاء فيها ايضاً : ((لقد صنف ابن تيمية كتابه الشهير (نقض المنطق ) دفاعاً عن أهل الحديث ودحضا لمزاعم المتكلمين والفلاسفة وأهل المنطق. طبعاً ، وعلى طريقة أهل التجريح من المحدثين ، لم يرض شيخ الاسلام شيئاً من الذم والقدح إلاّ وجاد به في مصنفه، حيث نعت الفلاسفة بالكفر والزندقة والبدعة...
              لقد ربط ابن تيمية بين المنطق والالهيات ، وبما انه جعل المنطق سليل الالهيات اليونانية فانه لا مناصة من الحكم بضلال هذه الصنعة المتكلفة وفسادها ، فمن (حسن الظن بالمنطق وأهله ان لم يكن له مادة من دين وعقل يستفيد بها الحق الذي ينتفع به ، والا فسد عقله ودينه).
              5 ـ ( آفاق النهضة في الفكر العربي المعاصر وجدلية العلاقة مع الغرب من منظار نقدي) نشرتها مجلة البصائر / بيروت ـ العدد 10 ـ ربيع 1413 هـ - 1993 م.
              جاء في بداية المقالة : (اثيرت ولا تزال ـ في الآونة الاخيرة ـ زوبعة من الاحتمالات بمستقبل العالم في ظل نظام عالمي جديد . رسم الغرب مبادئه، وحدد آلياته ، مستقبل الحداثة وما بعدها في عالم متغير، وفي تاريخ بعيد المسار ، تحاول الايدلوجية الليبرالية ـ عبثاً ـ ايقافه أو الاسئثار به. ذلك المستقبل كما يتحدد في الرؤية الغربية للعالم المعاصر. وفي هذا الافق المختنق بدخان كثيف، يصدر عن ذلك الغرب المستهتر ، والممعن في التفوق والسيطرة ، وتلك الشعوب التي خضعت قهراً وتغريراً ، لنمط من الارغام والقسر على ثقافة واحدية ، جاءت مع البضاعة الغربية ... في هذا الافق الضيق المختنق ، تعلو احتجاجات ، للتأكيد على التميز، ومناهضة الثقافة العالمية الجيدة ، التي تسيرها أجهزة الغرب، من أجل خلق نوع من المركزية الحضارية، ونبذ التميز والتنوع لغايات تسلطية.
              وجاء في اواخر المقالة : (من أجل التفاعل الحقيقي مع الحياة ، في انتعاشها المتواصل ستكون الأمة، أما مسؤوليتين :
              أولاً : كيف تبعث اسلامها الحضاري من تحت قرون من الانحطاط والتمزق وتجعله يقفز من زمن الانحطاط الى مرحلتنا بعد توقف زمن طويل لم يمارس فيه البعد الحضاري من الاسلام توقف شل جزءاً هائلاً من امكانيات الاسلام الحيوية في عملية التفاعل مع الحياة.
              ثانياً : كيف تواجه الامة باسلامها ، كيانات حضارية تؤمن بالخصوصية لنفسها ، وتلغيها عن الآخرين ، بل وتجعل من خصوصيتها محوراً كونياً لباقي الشعوب.
              6 ـ المقبول واللامقبول في (اصوليات) روجيه غارودي ، نشرته مجلة البصائر ـ العدد 10 ربيع 1413 هـ - 1993 م .
              قراءة في كتاب (الاصوليات المعاصرة) اسبابها ومظاهرها، لروجية غارودي الكاتب الفرنسي المعروف جاء في مقدمة القراءة : (( لعل ما يميز الكتابة عند (روجية غارودي) هو أنها ليست من جنس الكتابات الاستهلاكية ، ذات الطابع الحرفي إنها انتاج يعكس جهد الباحث المخلص للمعرفة ، ويتميز بالعمق والتحليل والمتابعة ، يضاف الى ذلك عمق التجربة التي خاضها (غارودي) على طول احتكاكه بالفكر الغربي، الماركسي والمسيحي، وسعة اطلاعه على الفلسفات القديمة والحديثة ، ولا تزال الرحلة (الغارودية) مستمرة الى ان استقرت راحلتها على واحة العقيدة الاسلامية حيث باتت تلك هي أرضية في كل ابداع يصدره للوجود)).
              ذكر غارودي ان ((الاصولية)) التي يتهم الغرب بها الاسلاميين لا تختص بهم بل هناك (اصولية) علمانية واصولية مسيحية فاتيكانية واصولية يهودية اسرائيلية واصولية ماركسية ستالينية وجاء في قراءة الكتاب عند تعرض غارودي للاصولية الاسلامية : (الدخول المباشر في مناقشة غارودي في أخطر ثغرة تحليلية وجدت في كتابه وهو حديثه عن الاسباب الموضوعية لنشوء الظاهرة الاصولية في العالم العربي، تتطلب طرح السؤال عن مدى الجديد الذي اتى به غارودي ، في تقريبه الاخير ، للمسألة الاصولية ، فالتحليل كان (أعرجا) من ناحية التماس الدقة في المعلومات التاريخية).
              ولخص الكاتب قراءته لكتاب غارودي بالقول : (لقد تمكن غارودي من المواجهة الفكرية والسياسية للغرب، لكنه اخفق في محاولته للعبث بأساسيات الشريعة الاسلامية.. انه الوجه غير المقبول في مقاربة غارودي).


              الهامش :

              ـــــــــــــ
              1 ـ سورة المائدة (آية 28) ذكر الاحاديث الواردة في غسل الرجلين وانه لابد منه، تفسير ابن كثير ، الجزء الثاني

              تعليق


              • #8
                موقع المستبصر الحسيني

                http://site.dalilulhaq.com/alhussaini/

                تعليق


                • #9
                  يتبع ان شا ءالله

                  تعليق


                  • #10
                    للرفع

                    تعليق


                    • #11
                      3-السيد باسل بن خضراء الحسني



                      فلسطيني الأصل، ولد عام 1969م في سوريا بحلب، نشأ في أسرة تعتنق المذهب الحنفي، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة معهد متوسط للكهرباء بصفة مساعد مهندس.

                      تفتح آفاق الرؤية:
                      يقول السيد باسل حول بداية انفتاحه على الآفاق الواسعة من الوعي والمعرفة: كنت في المرحلة الإعدادية حيث بدأت أعي ما حولي وبدأ معي شعور معرفة من أنا، ثم بدأت بالتدريج نحو اكتشاف الحياة ماضيها وحاضرها، ولم أكن متعصّباً بالمفهوم السائد، وكان دأبي التحسّب لكل خطوة أخطوها أو كل كلمة أقولها.
                      ويضيف السيد باسل: ومن خلال البحث وجدت نفسي أنني أعيش في أجواء قد هيمن عليها التعتيم والتضليل واحتكار العلم، ورأيت المعتقد الذي أنا عليه لم يصل إليّ إلاّ عن طريق الوراثة والتقليد والتبعية، ورأيت نفسي مصداقاً لقوله تعالى حول التبعية العمياء: (إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة وَ إِنَّا عَلَى ءَاثَـرِهِم مُّهْتَدُونَ)، فرفعت يدي بالدعاء إلى الباري عزّوجلّ لينقذني مما أنا عليه، فسرعان ما جاءت الاجابة، فتوفرت لي ظروف أدخلتني في دائرة البحث والخوض في غمار تاريخنا الاسلامي، فدققت وتابعت وسألت وواجهت حتى انتبهت لأمور كنت بعيداً عنها وغافلا عن عمقها.

                      معرفة عودة نسبه إلى الشجرة النبوية:
                      يقول السيد باسل حول كيفية تعرّف عائلته على صلة نسبهم بالشجرة الحسنية المباركة: في سنين مضت ذهبت مع والدي لزيارة أحد أقربائنا العائد من فريضة الحج، فتبيّن لنا أنّه قد اكتشف هناك أن اصولنا تنتهي إلى المغرب وترتبط بالشجرة الحسنية الشريفة ثم ذكر قريبي أنّه قرّر السفر إلى المغرب للاستطلاع حول هذا الأمر، وفعلا سافر قريبي إلى المغرب وغاب مدة شهر، ثم عاد وهو يحمل صكاً بالاعتراف من قبل المملكة المغربية بتابعيتنا لهم.
                      ويضيف السيد باسل: إن ما شّد انتباهي لهذه القضية أنّه كيف يعود نسبنا إلى الشجرة النبوية الحسنية المباركة! وما علاقة وجودها في المغرب مع علمي أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة، ولماذا تشتّت هذه العائلة وتفرّقت بين الشرق والغرب؟ فسألت قريبي: فوجدته يتهرّب من الإجابة!
                      ثم سافر أبي أيضاً إلى المغرب للحصول على صك أخر، أو ما يقال في العرف الحالي "الجنسية"، وكان ذلك عام 1980م، وكنت أنا في الصف الثاني الاعدادي، ودام سفره شهراً إلاّ بضعة أيام، ثم عاد ومعه الجنسية المعترف فيها أننا من أنساب العائلات الحسنية، ففرحت بذلك ولا سيما حينما رأيت اسمي مدوّن معه، ثم تبادر إلى ذهني السؤال القديم، فوجهته إلى والدي ولكنه أيضاً لم يجبني على ذلك.

                      الاهتمام بالكتب الدينية:
                      بعد أن تبيّن للسيد باسل أنه من ذرية رسول الله ومن سلالة أهل البيت(عليهم السلام)، حفّزه هذا الأمر على البحث والاهتمام بما له صلة بالدين، ويقول السيد باسل حول كيفية حصوله على أوّل كتابي اسلامي والنتائج التي اعقبت مطالعة هذا الكتاب: أنه صادف في احدى جولاته في دمشق أن وقع نظره على واجهة احدى المكتبات فرأى كتاب "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير الدمشقي. فسأل البائع عن مضمون ومحتوى الكتاب، فقال له البائع: إن هذا الكتاب يحتوي على مجموعة من الأحاديث النبوية حول الأحداث التي سوف تحدث بعده إلى قيام الساعة. واضاف له قائلا: إن هذا الكتاب يعدّ من الكتب الموثقة والجيدة والكاتب من المعروفين القدماء.
                      يقول السيد باسل: وقع حبّ ذلك الكتاب في قلبي، وشعرت أنني لا استطيع الاستغناء عنه، فسألت البائع عن ثمن الكتاب فلما اخبرني بذلك تراجعت قليلا إلى الوراء لعدم وجود ما يكفي لشرائه حيث كنت في فترة لم أعمل بها، فتحيّرت في أمري، وبدأت أفكر عن المصدر الذي يمكّنني من خلاله الحصول على هذا المبلغ. فطلبت من والدي هذا المبلغ لشراء ذلك الكتاب، لكنّه حبّذ أن يكون اهتمامي بشراء الملابس أو بعض الأطعمة الخفيفة التي يفضّلها الشبان.
                      فلم يجد السيد باسل بُداً سوى البحث عن عمل يوفر له المال الذي يريده، فذهب إلى أحد اقربائه الذي كان له دكان خاص بالاصلاحات الكهربائية، وطرح عليه فكرة العمل عنده، فقبل قريبه ذلك، ومن هنا تمكّن السيد باسل من الحصول على ذلك المبلغ وشراء ذلك الكتاب.
                      ويقول السيد باسل: اخذت الكتاب وانصرفت إلى المنزل وكانت فرحتني غامرة، حيث أنني كنت لأول مرة أشتري بها كتاباً اسلامياً يحتوي على عدد من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقد كنت بالسابق أقرأ قصص وروايات تعني بالقضايا البوليسية والأمور الصناعية.

                      أوّل حديث نبوي قرّبني إلى التشيّع:
                      يقول السيد باسل: إنّ أوّل حديث نبوي لفت انتباهي من الكتاب الذي اشتريته، هو إشارة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أنّ اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الاسلامية، ورغم أنني انهيت قراءة الكتاب ولكنّ هذا الحديث بقي في خاطري وبدأت استفسر: من هم الاثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فتلقيت اجابات عديدة من بعض مشايخ أهل السنة من قبيل مدير معهد شرعي في منطقتي "دوما" حيث أنني خضت معه حواراً حول هذا الحديث وغيره، فلم يفصح لي عن مدى مصداقية الأحاديث أو نفيها، بل صاح بي وطردني من المسجد! وبدأت احث الخطى في مناقشة اعلام السنة مثل الدكتور محمد رمضان البوطي، والشيخ الارناؤوط، والشيخ الالباني عندما اقام في سوريا لفترة، والشيخ محمود الحوت مدير معهد شريعة في حلب، والشيخ زكريا خطيب أحد المساجد في قرى حلب، وجرى الحوار حول الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومدى مصداقيتها. إلى أن قدّم أحد الأخوة الجزء السادس من كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، وتساءلت في نفسي لماذا اختار لي هذا الجزء بالتحديد وعندما قرأته ووصلت إلى حوادث سنة 40هـ و61هـ ومقتل الامام علي(عليه السلام) ومقتل الامام السبط الحسين(عليه السلام) خنقتني العبرة، وذرفت عيناي الدموع، وتبيّن لي أن خلف الستار أموراً كثيرة لم تتضح لنا بعد.

                      مواصلة البحث:
                      يقول السيد باسل: واصلت بحثي حول الخلفاء بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، إلى أن واجهت حديث الثقلين وخطبة الرسول الأعظم يوم غدير خم ورزية الخميس، فدفعتني شكوكي لطلب الاستيضاح من هذه الروايات عند بعض علماء السنة المعاصرين، فمنهم من أثبت، ومنهم من طلب مني عدم الخوض في هذا المجال، لأنّها: أمور جرت في الماضي، ولكن لم أجد من يشكك في مصداقيتها.
                      ويضيف السيد باسل: بقيت على هذه الحالة إلى أن صادف أن زرت أحد العلماء السادة من معتنقي مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وهو السيد عبدالمحسن السراوي، فسألته حول بعض الشبهات التي تلقى حول عقائد الشيعة، فبيّن لي المنهج الصحيح والفكر الرشيد عند أهل البيت(عليهم السلام) ثم قام بدرء الشبهات التي ذكرتها له، فهنالك حصص الحق، وتبين لي الواقع واتضحت لي الأمور، فلم أجد بداً سوى اتخاذ قراري النهائي بشأن المذهب الذي ينبغي لي اتباعه.

                      اعلان الاستبصار في مقام السيدة زينب:
                      يقول السيد باسل: بعدما تبيّن لي الحق وعرفت المسلك الصحيح من الخاطىء ذهبت إلى مقام السيدة زينب(عليها السلام) وطلبت الاذن منها للدخول واعلنت ولائي لأهل البيت(عليهم السلام) وبراءتي من أعدائهم والذين ظلموهم، فدمعت عيناي وندمت على ما فاتني، ولكنني فرحت أن هداني الله وأحسن عاقبتي في نهاية أمري.

                      مؤلفاته:
                      (1) "ومن النهاية كانت البداية": مخطوط.
                      سوف يصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين يذكر المؤلف في هذا الكتاب كيفية رحلته من المذهب الحنفي إلى المذهب الشيعي الاثنى عشري، ويذكر قصة استبصاره من أوّلها إلى آخرها مع تبييّن الأدلة التي اعتمد عليها والبراهين التي أخذت بيده وانتشلته مما كان فيه. ويذكر ما لاقاه في رحلته هذه، ويشرح الحوارات التي جرت بينه وبين مشايخ أهل السنة، والموانع والعقبات التي لاقاها في طريقه إلى الاستبصار، وغير ذلك من الأمور المرتبطة بقصة استبصاره.

                      وقفة مع كتابه: "ومن النهاية كانت البداية"
                      يتحدّث المؤلّف عن هذا العنوان، فيقول:
                      "قد يستغرب البعض من هذه المقولة، أو يجد بها غموضاً لا تفسير له، لكن من يقرأ السطور القادمة يكتشف مدى صدقي فيها، وربما يمر بمثل هذه الحالة مع بعض الفروقات الثانوية.
                      فالنظرية الحاضرة الآن وفي كل وقت تقول: إنّ كل بداية لا بد لها من نهاية، أو من بدأ عمل لابد أن ينهيه، والنهاية دائماً تكون نتاجاً للبداية، من يزرع قمحاً يرى قمحاً وليس شعيراً، ومن يزرع خيراً يحصد الخير.
                      الواقع أن ما حدث معي أن من النهاية كانت البداية وانعكست عندي النظرية الشهيرة من البداية تأتي النهاية، إن النهاية فتحت لي آفاقاً واسعة، وكانت صدفة ليس أكثر وضعت أمامي تساؤلات عديدة تكللت فيما بعد بالإجابة بعد بحث وسعي ومتابعة مضنية.
                      في إحدى جولاتي في "دمشق" صدف أن وقع نظري على كتاب في احدى واجهات المكتبات وهو كتاب "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير الدمشقي، فدخلت وسألت البائع وهو رجل متوسط في العمر فقلت له: مامعنى الفتن والملاحم؟ فأجاب مع ابتسامة خفيفة تبين مدى جهلي: إنّ هناك أموراً حدّث عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ستحدث بعده إلى قيام الساعة، وأضاف البائع أن هذا الكتاب يعد من الكتب الموثقة والجيدة، والكاتب من المعروفين القدماء".

                      حديث الاثنى عشر خليفة:
                      يتابع المؤلف كلامه السابق ويقول: "أخذت الكتاب وانصرفت إلى المنزل، فبدأت بأوّل الفهرس وإذا بي أتوقف أمام عنوان شدني إليه، وهو إشارة نبوية إلى أن اثنى عشر خليفه قرشياً سيلون أمر الأمة الإسلامية، وفجأة بدأت أحسب عدد الخلفاء قبل أن أتوجه إلى الصفحة المشار إليها، وقلت: إن الخلفاء أربعة هم: أبو بكر وعمر، وعثمان، وعلي(عليه السلام) فكيف يكونون اثنى عشر خليفة؟! فعدت وجمعت الخلفاء إلى دولة بني أمية، فظهر لي أنهم أكثر من العدد المذكور! وتفحصت أسماء خلفاء بني العباس وجمعتهم ولم أجد حل للحدّ المطلوب، فقلت: ماهذا اللغز المحيّر؟ عليَّ أن أسأل أحد له إطلاع على الأمر، لكن علي أن اقرأ الحديث لعلي أجد مبتغاي، وفتحت الصفحة المطلوبة وانقل لكم ماقرأته حرفيّاً تتميماً للفائدة ["ثبت في الصحيحين من رواية عبدالملك بن عمير عن جابر عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يزال هذا الدين عزيز أو قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش".
                      وهؤلاء المبشر بهم في الحديث ليسوا الاثنى عشر الذين زعم فيهم الروافض] هذا كلّه قول ابن كثير في كتابه النهاية.
                      ولا اخفي عليكم استوقفتني آخر جملة في الحديث، وهي وجود دلالة ما على أن هناك اثنى عشر خليفة عند الروافض، فسألت نفسي من هم هؤلاء الذين دعوا بهذا الإسم؟ وما هو قولهم في الخلفاء الاثنى عشر لديهم؟! حاولت البحث عن حديث آخر يساعدني على حلّ اللغز لكن دون جدوى.
                      توجهت إلى أحد أقربائي وهو شيخ العائلة كما يقال ويدعى بالشيخ "أبو فيصل" وطرحت عليه السؤال التالي: من هم الاثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فأجابني: إنّ الخلفاء هم الأربعة الراشدين، والحسن بن علي(عليه السلام)، وعمر بن عبد العزيز من الدولة الأموية، فقلت له: هؤلاء ستة فأين البقية؟! فقال لي: لم يظهروا بعد مع اختلاف أن هناك من أتمهم إلى الرقم المطلوب، فقلت له: هل الأمر مزاجي أضع من أحب وأحجب من لا أحب؟! وعاد وقال: الثابت عندي أنهم ستة، وهم ما عددتهم لك! فقلت: من أين ثبت لك هذا؟ فأجاب احيلك إلى صحيح البخاري ومسلم ستجد الشرح الوافي، فطرحت عليه سؤالاً آخر: من هم الروافض ومن هم الاثنى عشر خليفة الذي يستندون عليهم؟ وعندها التفت إليّ وقال: هذا الأمر لا علاقة لي به، وأرجو أن لا تخوض بالأمر كذلك، وهذا الحديث مدسوس!!
                      عندها تيقنت أن اسألتي لم تجد إجابة شافية، وربما سيأتي يوماً أجد لها إجابة!
                      ثم يذكر المؤلف انه التقى بعد فترة بأحد السادة من علماء الشيعة وجرى بينهما الحوار التالي بشأن هذا الموضوع:
                      قلت: سيدي وجدت حديث "إثنى عشر خليفة" في كتاب (النهاية) لابن كثير، والحقيقة انني بحثت حسب إمكاناتي وسألت عدداً من الاساتذة ولي قريب خطيب جمعة ولكن لم أجد لهذه إجابة مقنعة، منهم من تهرب من تفسيره، ومنهم من عدَّ لي الخلفاء حتى تجاوزوا الاثنى عشر، ومنهم من التقط اسماء من كل عصر رجل أو اثنين، ولكن لم أقتنع، وهذه الاحاديث وجدت لها مشابه في البخاري ومسلم مع بعض الاختلاف أرجو أن تفيدني.
                      السيّد: الصحيح ليس فقط البخاري ومسلم وابن كثير الذين ذكروا هذا الحديث، اذكر لك على سبيل المثال الحمويني في كتابه (فرائد السمطين)، والخوارزمي في (المثالب) و(مقتل الحسين)، والثعلبي في تفسيره وغيرهم كلهم قالوا أو نقلوا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حديث اثنا عشر خليفه كلهم من قريش، وجاءت روايات اخرى (كلهم من بني هاشم).
                      وأذكر لك حديثاً من كتاب ينابيع المودة للقندوزي الحنفي وهو من علماء السنة نقلاً عن الإمام علي(عليه السلام) قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً".
                      وعن عباية بن ربعي عن جابر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "انا سيّد النبيين، وعليّ سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي".
                      قلت: لقد قرأت بعض هذه الأحاديث من الكتاب الذي ذكرته في زيارتي للمكتبة، هل معنى هذا أن هناك خلفاء غير الخلفاء الراشدين؟! وهل يدخل أصحاب المذاهب الأربعة في هذا الحديث؟ علماً أنني قرأت أن بعض هؤلاء تتلمذوا على يد أحد أبناء الإمام علي(عليه السلام).
                      السيّد: كما قلت لك: إنّ الائمة الاثنى عشر(عليهم السلام) هم أوصياء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد نص عليهم من الله سبحانه، وهم من أبناء الإمام علي(عليه السلام)، ولادخل لأبي بكر وعمر وعثمان بالموضوع، ولا أئمة المذاهب السنية الأربعة لذلك وإن تتلمذوا عند بعض أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، ولأنهم خرجوا من اطار المدرسة الامامية، وتركوا الأصول الفقهية، وعملوا بالقياس العقلي، والاستحسان النظري، حتى أن بعضهم اجتهد مخالف النصوص الجلية فوقعوا في لبس التضليل.
                      قلت: فمن هم أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذي يتبعهم الشيعة أرجوا ايضاح اسمائهم إذا تكرمت؟!
                      السيد: ورد حديث متواتر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لدينا محدداً اسمائهم بل وحتى صفاتهم اذكرهم لك:
                      1 ـ علي بن ابي طالب (امير المؤمنين) 2 ـ الحسن بن علي (السبط)، 3 ـ الحسين بن عليّ (سيد الشهداء)، 4 ـ علي بن الحسين (زين العابدين)، 5 ـ محمد ابن علي (الباقر)، 6 ـ جعفر بن محمد (الصادق)، 7 ـ موسى بن جعفر (الكاظم)، 8 ـ علي بن موسى (الرضا)، 9 ـ محمد بن علي (الجواد)، 10 ـ علي بن محمد (الهادي)، 11 ـ الحسن بن علي (العسكري)، 12 ـ المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).

                      مصداقية صحيح البخاري:
                      يورد المؤلف في كتابه تجربة مرت به اثناء بحثه عن الحق مع أحد الشيوخ وكان موضوعها صحيح البخاري الذي اعترض المؤلف على بعض احاديثه لمنافاتها العقل وللتناقضات الموجودة في بعضها عندما تقارن بالبعض الآخر فكان هذا الحوار بينهما:
                      توجهت إلى أحد المشايخ في منطقتي وهو خطيب ومدرس في أحد المعاهد الشرعية.
                      بدأت أستمع للدرس الذي يلقيه الشيخ وكان حول تفسير سورة "ألم نشرح"، فقال الشيخ: يقول المفسرون أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما كان في البادية عند مرضعته حليمة السعدية (رض) اذ جاءه شخصان وطرحاه أرضاً على ظهره، ثم شقا بطنه واستخرجا حظ الشيطان منه، ثم خاطا الجرح وذهبا، صدقاً أنني لم أستسيغ الرواية لأنني أحسست أن بها غلواً وشيئاً لايقبله العقل، فوقفت على الفور طالباً السؤال وسمح لي الشيخ بعد طلبي الملح بالسؤال.
                      قال الشيخ: مالك يابني هل تريد السؤال عن شيء؟
                      قلت: هل هذه الرواية موجودة في غير كتب التفسير التي ذكرتها؟
                      الشيخ: نعم هذه القصة مذكورة في كتب السير مثل سيرة ابن هشام وغيرهما.
                      قلت: وسند هذه الرواية هل هو صحيح؟!
                      الشيخ: نعم، وهل تشكك بقول العلماء القدامى الذين هم أفضل مني ومنك؟!
                      قلت: هناك أحاديث لا يقبلها عقل ولا حتى دين، وهذه الرواية يبدو أنّها من جملة تلك الأحاديث.
                      قال الشيخ: عليك أن تستمع فقط، وإذا وجدت شيئاً عليك السؤال للاستفسار، ثم يبدو أنك تجهل أموراً كثيرة.
                      قلت: نعم وللأسف يبدو أنني أجهل حقيقة ديني والدعوة المحمدية، ثم كيف عليَّ الاستماع فقط دون أن أسأل واقدم وجهة نظري! هل هو كأس ماء علي شربه دون أن أعرف ما طبيعة الماء فيه!! أم هو حشو أفكار فقط، وعلينا التصديق والتسليم. كيف أقبل أن استمع لرواية لا أجد فيها إلا طعنا بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وخلقه، ثم أنكم تحدثون هذه القصة، ثم بعد ذلك تقولون أن الشيطان اعترض رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في صلاته، أو أنه نسي آية من القرآن تذكرها عندما سمع أحد القارئين لها كيف ذلك؟!
                      الشيخ: هذه أفكار مغلوطة، ويبدو أن أحد مانقل لك أحاديث ملفقة وسمم أفكارك بها، فاحذر يا بنيّ.
                      نظرت إلى الحاضرين، وقلت له: مارأيك بصحيح البخاري فضيلة الشيخ؟!
                      الشيخ: لقد قال النووي في كتابه التقريب "ان أول مصنف في الصحيح المجرد: هو صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، وهما أصحّ الكتب بعد القرآن والبخاري أصح كتاب وأكثر فائدة".
                      ويقول أحدهم: إذا قرىء صحيح البخاري في بيت ثلاثة أيام حفظ أهله من الطاعون، وأنه ما قرى في سفينة إلاّ حفظت من الغرق، ولا مجال للطعن فيه لأن أحدهم رأى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في نومه وقال له أبلغ محمد بن اسماعيل (أي البخاري) مني السلام وذلك في عصر البخاري.
                      قلت: إذا هذه الأفكار التي قلتها من البخاري والأفكار التي طرحتها أنا أيضا نقلت من البخاري، وها هو معي جزء منه، وتقدمت ووضعته أمامه، وقلت له: هل قرأت صحيح البخاري كاملاً؟
                      الشيخ: نعم، أنا ماوصلت لهذه المرحله إلاّ وقرأت الصحاح كلها مع السير.
                      قلت: لم تمر معك رواية سباق الجري بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته تاركين الجيش يسير وحيداً، ولم يأتك بالحديث أن المغنيات يغنين أمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وزوجته السيدة عائشه؟ ألم؟! ألم؟!!! طرحت الأحاديث عليه.
                      وضجّ الحاضرين بالكلام هل هذا معقول ما يرويه؟! هل صحيح ما يقوله هذا الشاب؟؟
                      نهض الشيخ من كرسيه، وقال للحاضرين: إهدأوا إن هذا الشاب يحمل أفكاراً مسمومة، بها رائحة الفتنة، وربما انه التقى مع هؤلاء الشيعة!!!
                      فقلت لأحد الشبان الجالسين: أرجو أن تفتح المجلد بباب النكاح واقرأ حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء، وبدأ الشاب يقرأ، قلت له: اقرا بصوت عال حتى يسمع الجميع: "جاء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل حين بُني عليّ فجلس على فراشي وجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر، وقالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد".
                      وقلت للحاضرين: ما رأيكم بهذا الحديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يحضر حفلة زفاف وغناء! فهل يعقل هذا؟! هل تفعلون انتم ذلك؟!.
                      قال الشاب: لا نفعل، لا يجوز الاختلاط بنساء أجنبيات!!!
                      قلت: كيف إذا ينسبون للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك؟!
                      يافضيلة الشيخ إذا كانت أفكاري مسمومة بردي على هذه الاحاديث، فهو نابع من حرصي على كرامة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف لا أرض ذلك على نفسي وأرضاه للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمّا الفتنة فهي السكوت على أحاديث باطلة شرعاً وعرفاً، وأمّا ماذكرته أنني ألتقي مع الشيعة، فأنا لم ألتقي مع أحد منهم، وإذا كان هذا رأيهم مثلي فإننا نتفق على ردّ هذه الأحاديث الضعيفة الباطلة.

                      غبار دخل أنف فرس معاوية!!:
                      وهذا حوار آخر للمؤلف مع أحد الشيوخ حول "الصحابي" معاوية بن أبي سفيان، يقول:
                      سمعت يوماً من أحد أبناء "حلب" أن هناك شيخ خطيب فصيح يخطب في كل يوم جمعة بالناس، وأنهم ليتسابقون إلى مسجده وسماع خطبته، فدفعني الفضول لسماع احدى خطبه.
                      وللصدفة كانت خطبته تتكلم عن صحابي من الصحابة، حيث كان أخذ على عاتقة أن يتحدث كل يوم جمعة عن واحد عن الصحابة، وصحابي اليوم هو معاوية ابن أبي سفيان، فبدأ يسرد قصة اسلام معاوية، وأنّه كان كاتب الوحي عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد بشره بالجنة وبالخلافة والملك، وبدأ يعد مناقب مختلفة كثيرة وأنه من الصحابة المجتهدين، وتكلم عن فقهه وعن حربه، وإن كان حارب الإمام علي(عليه السلام) فهو اجتهد وأخطأ وله أجر لأنّ الله سبحانه لا يضيع أجر العاملين!
                      كل هذا وأنا جالس أستمع اليه وأعد الدقائق لانتهاء خطبته العصماء كي أجد فرصة من لقائه، وانتهت الخطبه وقام للصلاة ووقفت جانباً حتى انتهوا، بدء طلابه الخلصاء بتقبيل يديه، فاقتربت منه وسلمت عليه فرد السلام، فطلبت منه أن أطرح بعض الأسئلة فحاول الاعتذار، ولكن قلت له: إنّ خطبتك أعجبتني كثيراً ولي بعض التعليقات عليها، فدعاني إلى غرفته الجانبية مع بعض الاخوه وجلسنا، ومن ثم قال: لي تفضل إسأل؟
                      قلت: شيخنا، لقد تحدثتم واستفضتم حول الصحابي معاوية بن أبي سفيان، ولكن لم اقتنع بكلامكم هذا لسببين:
                      أوّلهما: أنني لم أر فضيلة تذكر له وأن النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرو له حديث منقبة.

                      تعليق


                      • #12

                        ثانيهما: إنّ الأحاديث التي ذكرتها كل الرواة فيها تابعين ومشكوك بأمرهم وصدقهم، وكلهم يتحدثون وينقلون الأحاديث من بعض، ولم يذكروا رواية من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا يعد اختلاق فضائل له وهو ليس أهلاً لها!
                        الشيخ: ما هذا الذي تقوله! إنّ ابن المبارك قال: "لغبار دخل أنف فرس معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز" وابن المبارك مشهود له بصدقه.
                        قلت: أولاً: ابن المبارك هذا تابع التابعين، وهو ليس عندي بمستند.
                        ثانياً: الفضيلة جاءت لفرس معاوية وليس لمعاوية، فما هو وجه التفاضل فيها؟ ثم إنّ الخليفة عمر بن عبد العزيز قد أجمع عليه العلماء وأنه الخليفة الأموي العادل الأوحد، فلم يكن قبله أحد مثله ولم يأتي أحد بعده في العدل، حتى أن علماء السنة عدّوه الخليفة الراشدي السادس، فأنت تناقض وتضرب بعرض الحائط أقوال جميع العلماء! فهل وجهة نظرك أفضل من هؤلاء الأعلام؟
                        الشيخ: أنت جئت لتجادل، لم أحسب هذا أبداً.
                        قلت: ليس الموضوع موضوع جدال، فأنت تذكر أشياء لا يقبلها العقل والناس يستمعون إليك ويأخذون كلامك بجدية، فأنت مسؤول أمام الله على كل كلمة تقولها لأن الناس ستتبع قولك، انت تعرف أن معاوية يعدّ من مسلمة الفتح، وهو آخر من أسلم حتى بعد أبيه خوفاً من القتل، وقد سموا بالطلقاء! فمن أين أتت كل هذه الفضائل له؟! وما كان يوماً كاتباً للوحي، كيف يؤتمن على كتابة الوحي؟! فكل ما كتبه هو رسالة لأحد الولاة في عصر النبوة!
                        بدأ الشيخ الحوت يتململ ويحاول الخروج، ونهض أحد الحاضرين مخاطباً لي وهو شاب يبدو من تلامذته: أنت كيف تخاطب الشيخ بهذه الطريقه؟ أرجو أن تعتذر وتصحح طريقة كلامك.
                        قلت: عفواً يا أخي أنا لم أسيء الأدب لشخص الشيخ، وهو يعلم تماماً ذلك، كل ماهنالك هو نقاش فقط.
                        أحد الحاضرين: هل تقول لنا أنك أعلم من الشيخ؟ أنت لا تعلم من هو.
                        قلت: أنا لا أقول أنني أعلم منه، ولكن احاول أن اذكره اموراً قد يكون نسيها نظراً للمعلومات الكثيرة التي تمر معه، ثم إنّ الشيخ أشهر من نار على علم ولا حاجه لكم أن تعرفوني عليه ـ حاولت امتصاص غضب الحضور بهذه الكلمات.
                        الشيخ: يا بني، أرجو أن تكون أقوالك أكثر عقلانية فأنت تسيء لصحابي مجتهد وله باع طويل ومن معه.
                        قلت: أيّ اجتهاد هذا ياشيخنا الذي تتحدث عنه؟ انهم لم يعرفوا معنى الاجتهاد! لقد سفكت الدماء وابيحت، وغصبت الفروج وانتهكت المحارم، وغيرت الأحكام من جرائه وبدّلت سنن!
                        فالاجتهاد له شروط وأنت عالم بها! وهي أن يكون موحداً لله سبحانه مؤمناً به، وأن يكون مصدّقاً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وماجاء به من الشرع، والشرط الثاني أن يكون عالماً عارفاً بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها، وطرق اثباتها ووجوه دلالاتها، وان يعرف الناسخ من المنسوخ وأسباب النزول.
                        فأين يكون له هذا؟! وهو لم يدخل الاسلام إلاّ متأخراً، ولم يعاشر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ فترة قصيرة جداً، ثم بدأ بتخطيط لدولته وكيانه بعد وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم).
                        أي اسلام أو اجتهاد يقول له: إن عاهدت شخصاً عليك بإسقاط عهدك معه، وخروجك على إمام الزمان؟ ألم يكن الإمام علي(عليه السلام) إمام زمانه بإجماع الناس كلهم فخرج عليه، وعبأ الجيوش لقتاله من شذاذ الافاق الموجودين بالشام، ثم أرسل إلى قتله ذلك الشقي ابن ملجم "لعنه الله" وعندما استشهد الإمام شكر الله لهذا!
                        أيّ اجتهاد مأجور عليه أن يسب الإمام وابنيه سبعين عاماً، ويعاهد الإمام الحسن على ترك الشتم ثم ينقض العهد معه؟
                        أحد الحاضرين: أيّها الشاب عليك بالصمت، كفى! من أين هذه الافتراءات التي تقولها على أمير المؤمنين؟
                        قلت: أسألوا شيخكم فهو يعلم من أين هذه الروايات، وأنا لا أفتري على أحد! وإذا كان شيخكم لا يعرف وأنا لا أظن ذلك، فها هي كتب السير والتاريخ والصحاح موجودة، ومن الكتب في هذا المجال التي تعد هامة "ميزان الاعتدال" للذهبي فهو يتحدث عن رواة الفضائل وكذبهم، كما عليكم قراءة كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير.
                        أحد الحاضرين: لقد قام معاوية بفتوحات عظيمة سأذكرها لك.
                        قلت: لا داعي لذكرها فقد بدأ بفتوحاته بقتل الصحابه وتشريدهم وايذاء أهل البيت(عليهم السلام)!
                        أحد الحاضرين: إنّ الخليفة معاوية كان زاهداً عالماً بالسنن ورعاً، ونظر إلى الشيخ ليأكد له صدقه!
                        قلت: أي زهد وورع دفعه لقتل ومنع الماء عن الناس؟ وأيّ ورع والخمور تباع وتسقى في عهده؟ وبدأ باعطاء الامارات والولايات لمن لهم عداء لأهل البيت ولا يعرفون من الإسلام إلاّ اسمه! وقد قيل للنسائي: مالك لا تحدث عن فضائل معاوية؟! فقال: "إنّي لا أجد له فضيلة سوى لا أشبع الله بطنك" فكيف سأحدث عنه!!
                        فضيلة الشيخ، ألا تعلم أن معاوية حين سار بجيشه إلى صفين يوم الاربعاء صلى بالناس الجمعة في هذا اليوم!!
                        فنهض الشيخ مزمجراً!!!: أنت تقول شيء غير صحيح، ويبدو أنك من هؤلاء.
                        قاطعته قائلا: هذه الرواية موجودة في "مروج الذهب"، ثم من قصدك هؤلاء؟
                        الشيخ: أرجو أن تنصرف قبل أن يحلّ غضبي عليك.
                        قلت: سأنصرف، ولكن عليك أن تقول كلمة الحق وتذكر الأمور كلها، لا أن تلفق وتأتي بأحاديث الكاذبين والوضاعين للحديث وتجعله سنداً لأقوالك.
                        أحد الحاضرين: يبدو أنك من هؤلاء الشيعة الذين لا يحترمون الصحابة؟
                        قلت: نعم أنا منهم والحمد لله، أوالي أهل بيت أذهب عنهم الله الرجس وطهرهم، الذين لا تقبل صلاة لنا إلاّ بالصلاة عليهم، ونحن نحترم الصحابة ولكن المخلصين الذين ما بدلوا تبديلاً، نحن نوالي عمار بن ياسر (رض) الذي بشّره النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه سيقتل وتقتله الفئة الباغية، وهذه الفئة هي معاوية وجنده.
                        عليك أن تراجع كتب السير لترى موبقات معاوية هذا ولا تكتفي بحديث قال شيخي، إنّ من أهم موبقات معاوية، هو تنصيبه ابنه يزيد الذي جعل عباد الله خولاً وماله دولاً، وقام بختم الصحابة من أعناقهم على أن يصبحوا عبيد وخول له! وقتله للإمام الحسن بدس السمّ له عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث وقد اغراها بالمال وأن يزوجها ابنه يزيد، وعندما فعلت جاءته لتستوفي حقها فأعطاها المال، فقالت له: زوجني يزيد كما وعدتني، قال لها: لم تكوني امينة على ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف أئتمنك على ولدي!
                        الشيخ: يبدو أنك من الذين خرجوا من السنة والجماعة؟
                        أحد الحاضرين: أيّها الشاب أرجو أن تخرج حتى لا تفسد جلستنا.
                        قلت: أودّ تنبيهكم لأمر، وهو أن أوّل لفظ لهذه العبارة السنة والجماعة كان في عهد معاوية بن أبي سفيان، فرغم الحروب السابقة وعهد أبو بكر وعمر وعثمان لم تلفظ هذه العبارة إلاّ بعد أن صالح الإمام الحسن(عليه السلام) معاوية على شروط، أوّلها ترك شتم أهل البيت على المنابر، والسيرة بالناس بسيرة حسنة، وعلى أن تعود الخلافة إلى الإمام الحسن أو أهل البيت بعد وفاة معاوية. لا أن يولي ولده الفاسق يزيد.
                        ولكن نقض معاوية العهد وخطب بالناس قائلاً:
                        "أني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم لتفعلون ذلك وانما قاتلتكم لأتأمر عليكم ألا كل شيء اُعطيته الحسن بن علي(عليه السلام) فتحت قدمي هاتين" ثم اطلق على ذلك العام (عام السنة والجماعة).
                        روى أبو الحسن علي بن محمد أبي سيف المدائني في كتابه "الأحداث" قال: "كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله "أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب واهل بيته" فقامت الخطباء في كل كورة ومنبر يلعنون الإمام علي(عليه السلام)ويبراؤن منهم ويشتمون أهل البيت! ومن يومها انقسمت الامة إلى فرق كثيرة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
                        وعمر بن عبد العزيز هو أوّل من أسقط هذا الشتم وأنزل مكانه إنّ الله يأمر بالعدل وبالاحسان وايتاء ذي القربى حقه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
                        فهل السنة والجماعة تفسيق الناس وتكفيرهم قولوا لي بالله عليكم؟!
                        الشيخ: كفى وأطلب الانصراف الآن.
                        قلت: سأخرج لكن ستتحمل المسؤولية يومئذ (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ ) وخرجت من المسجد، وسمعت الحاضرين يتجادلون مع بعضهم، وقد سمعت أن أحد الحاضرين الذين كانوا موجودين قد انفصل عنهم، ولكن لا أعلم ماذا أصبح حاله.
                        وهكذا بامثال هذه الحوارات تقدم المؤلف في بحثه الذي جمع فيه الكثير من المسائل الخلافية مهتدياً إلى حلها وجوابها الصحيح، فكان أن تمسك بالحبل المتين مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وركب سفينتهم سفينة النجاة.

                        تعليق


                        • #13
                          للرفع

                          تعليق


                          • #14

                            تعليق


                            • #15



                              4-الأستاذ حسام الدين أبو المجد

                              ولد عام 1974 في مدينة الإسكندرية بمصر في أسرة سنية المذهب .
                              حصل على الليسانس في العلوم الإسلامية ( قم المقدسة ) .
                              وصل لبدايات مرحلة السطوح العالي في الدراسات الحوزوية ( وما زال يكمل دراساته ) " خارج قم "

                              تتلمذ على يد علماء عدة ما بين سوريا وإيران .. من بينهم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري .. سماحة آية الله الشيخ باقر الإيرواني .. سماحة آية الله السيد منير الخباز
                              سماحة الشيخ صادق أخوان .. وغيرهم من علمائنا الأفاضل حفظهم الباري تعالى .

                              تم إعتقاله ووالده ( رحمة الله عليه ) وأخيه الأصغر منه عام 1994 بتهمة التشيع والإنتماء لمذهب أهل البيت عليهم السلام .. إلى عام 1996 .
                              ثم إعتقال آخر هو ووالده ايضا وأخوه عام 2006 في القضية الشهيرة للشيخ حسن شحاته .

                              شغل مستشارا لمجلة ( الزهراء ) والتي كان والده ( رحمة الله عليه ) السبب الأساسي في خروجها إلى النور عن طريق أحد مراكز حقوق الإنسان ( والتي تم إيقاف صدورها لاسباب عدة لايخفى بعضها على المتابعين ) .

                              له عدة مؤلفات أكثرها ضاع في زحمة الأسفار او بسبب المصادرة والإعتقال
                              منها :
                              الفراغ عند الشباب : اسبابه وعلاجه
                              فلسفة الحكم عند الإمام علي عليه السلام
                              معالم الحركة الإسلامية
                              الرفاق وسفينة النجاة ( رواية )
                              كيف تستكمل حقيقة الإيمان ( شرح روائي لإحدى روايات المعصومين عليهم السلام
                              مفتاح السعادة ( بحث حول مداليل روايات فضل الزيارة للمعصوم والبكاء عليه )
                              نهاية البحث في شرح المنطق ومناهج البحث
                              جامع الأحكام الشرعية ( الإستدلالية ) شرح إستدلالي لكتاب جامع الأحكام الشرعية
                              للسيد الفقيه السبزواري قدس سره
                              شرح اللمعة الدمشقية ( شرح إستدلالي لمتن اللمعة )
                              مبادئ أصول الفقه
                              المباحثات ( اصول فقه )
                              الدراية في شرح النقاية ( نحو )
                              روضة الحقائق في تعبير الإمام الصادق ( عليه السلام )
                              المعرفة والمعرف ( وهو مختصر لحوار حول الإمامة )
                              المنهج أو قواعد النقد الفكري
                              وهناك ابحاث أخرى قيد الإعداد .. منها :
                              الإمامة والإلوهية
                              شرح بداية الحكمة
                              آية الولاية
                              لماذا لم يأت إسم الإمام علي عليه السلام في القرآن ؟
                              وغيرها من ابحاث ومقالات ... هذا غير الدروس والمحاضرات الصوتية الأخرى .


                              الهداية الإلهية ( التشيع )
                              من حسن الحظ أن ولدت في كنف والدين متدينين زرعا التدين والأخلاق في أولادهما منذ الصغر ..
                              كان أبي رحمة الله عليه ممن رعته العناية الإلهية بسبب حبه للبحث والسعي للوصول إلى الحقيقة .. حيث ولد هو ايضا في وسط اسرة متدينة ومحافظة
                              وفي شبابه كانت الهجمة الفكرية للشيوعية قد استوعبت مجموعة من الشباب والمثقفين .. مما جعله يتساءل ويفكر وبالتالي يبحث إلى أن هداه بحثه إلى ضرورة التمسك بالاسلام والتعمق به أكثر لأنه الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان لذا بدا يسأل ويبحث من يمثل الإسلام ومن هو المجسد له ؟؟ في تلك الآونة كانت هناك جماعات إسلامية عدة .. كل يدعي أنه الممثل له والداعي له وأنه المحق وغيره على باطل .
                              في سبيل الوصول لله تعالى إنضم ابي لجماعات عديدة منها أنصار السنة والإخوان المسلمين والقطبيين والتوقف والتبين والتكفير والهجرة وكان يخرج من كل جماعة لملاحظته أمور لايمكن أن تمت للإسلام بصلة .. إلى أن خرج ( على عقيدة التكفير والهجرة ) مهاجرا إلى اليمن وهناك كان الخير واليمن كله ينتظره .. إذ في هذا الوقت كانت هناك شعلة وثورة إسلامية في إيران الإعلام كله يتحدث عنها وهي تتحدث عن نفسها أنها ثورة إسلامية ... ثورة إسلامية !! كيف .؟؟ أليسوا هؤلاء بشيعة ؟؟ والشيعة قوم خارجون عن الملة ؟؟ ولا يعدوا من المسلمين ؟؟ كما قرانا ذلك واخبرنا به علماؤنا ؟؟.. هكذا كان يتساءل ابي رحمة الله عليه باندهاش وحيرة
                              لكن ليس هذا الوجه وهذه السيماء بسيماء كفرة أو خارجين عن الملة !! ليس هذا الكلام الذي يقوله قائد هذه الثورة بكلام ينم عن كفره او كفر هذه المجموعة الثائرة
                              هكذا كان إنطباع ابي رحمة الله عليه عن الثورة وقائدها السيد العالم الفقيه الخميني قدس سره ..
                              بدا يتساءل ابي لماذا لااقرأ عنهم وأتعرف عليهم من يكونون ؟؟
                              ظل والدي رحمة الله عليه يفكر ليلة بكاملها وكان ينتظر مجيئ الفجر بفارغ الصبر
                              بدا نور الصباح ينتشر .. سرعان ما تهيا ابي رحمة الله عليه للنزول قاصدا العاصمة صنعاء .. وفي مدخلها لمح مكتبة ( كشك ) تفترش الأرض أكثر عناوينها معروفة لوالدي رحمة الله ورضوانه عليه .. لكثرة قراءته كان يعرفها .. جال النظر في المكتبة إلى أن اسر عينه كتاب دقق ابي رحمة الله عليه النظر جيدا وجده كتابا غريبا عليه ولم يره او يسمع به من قبل .. اشترى الكتاب وفورا رجع إلى المنزل ..
                              إعتكف عليه قرأه مرات عديدة وفصولا منه تحديدا ترى ما هذا الكتاب الذي جعل والدي يقراه في تلك الليلة عدة مرات ويراجع بعض فصوله مرات ومرات ؟؟
                              ترى ما هذا الذي وجده في هذا الكتاب ؟؟
                              ( المراجعات ) .. كان هذا عنوان الكتاب الذي جعل أبي رحمة الله عليه يراجع نفسه وفكره ويراجع حياته كلها ... كان هذا الكتاب الذي جعل فجر الحقيقة يأت على ليل الوهم ويبدده للابد ...
                              حان الفجر .. وكانت أول صلاة يصليها والدي رحمة الله عليه بعد انقشاع الفجر الكاذب ..
                              وهكذا شملت ابي ومن بعده أمي ومن بعدهم نحن ( أولادهم ) العناية الإلهية
                              فكان ابي رحمة الله ورضوانه عليه سبب وصولنا وسبب الرحمة التي شملتنا

                              الجمهورية وبداية أخرى
                              بعد إستبصار ابي رحمة الله عليه كان يراوده السفر لدول بها مجتمعات شيعية
                              ليعيش بينهم ويراهم عن قرب خاصة علمائهم ولكي يتربى اولاده في مجتمع شيعي اصيل لذا سافرنا إلى سوريا وبعد عامين سافرنا منها إلى الجمهورية الإسلامية .. وهناك بطبيعة الحال كان التطور أكبر .. وفهم الاسلام كان أعمق ..
                              وهناك تركت الدراسة الثانوية التي كنت التحقت بها وتوجهت للدراسة الحوزوية التي عشقتها ووجدت فيها ما أرومه من علم وفكر وأخلاق والأهم .. علماء .
                              وعندما كنت أدرس الفقه اوقفتني مسألة وشدت انتباهي وهي " عدم جواز التقليد في أصول الدين " هذه المسألة أربكتني وجعلتني حائرا .. وكانت هي الدافع الذي دفعني للبحث وعدم إكتفائي بما تربيت عليه وما قاله لي والدي رحمة الله عليه .. فطفقت ابحث واتساءل مع نفسي .. إلى أن هداني ربي جل وعلا بالبراهين الواضحة الدلائل النيرة .. وكانت البداية سؤالان ووفقني الله تعالى وعرفني جوابهما .. ومنهما تثبتت الحقيقة واشرقت شمس الهدى .
                              فاسأل الله تعالى لابي رحمة الله عليه الرحمة والرضوان وان يجعله مع أحب خلقه إليه محمد واهل بيته الطاهرين وارجو من جميع المؤمنين الدعاء له خاصة في مجالس سيد الشهداء مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام
                              ولا تنسونا من صالح دعائكم
                              ثبتنا الله وإياكم على موالاة أهل البيت عليهم السلام وخنم لنا ولكم بالسعادة
                              إنه قريب سميع الدعاء
                              وصلى الله على محمد وأهل بيته الأطهار

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X