إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بماذا استبصروا هولاء و رفضوا مكتب السقيفة؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    5-الشيخ حسن شحاته

    ولد في مصر سنة 1946 في اسرة حنفية المذهب ، خريج معهد القراءات وحاصل على ماجستير في علوم القرآن ، ألقى أول خطبة جمعة وهو في الثالثة عشرة من عمره في مسجد قريته التابعة لمركز ابوكبير ـ شرقية ، كما أنه واصل الخطابة في القوات المسلحة حيث كان مسؤولاً عن التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين عام 1973 م ، إمام مسجد كوبري ومتحدث في الاذاعة والتلفزيون .

    يقول الاستاذ حسن : نشأت منذ صغري على حب آل البيت (ع) وموالاتهم فوالدي رباني وكل أفراد العائلة على حبهم وكان كثيراً مايحدثني عن شخصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكان يقول لي : ((ياولدي ان امير المؤمنين كان حامي حمى الاسلام، وكان النبي (ص) اذا مشى وحده يتعرض للاذى واذا مشى معه أمير المؤمنين لم يكن يجرأ أحد على التعرض له بسوء)).
    وقد كانت لي صحبة مع الصوفية دامت عشرين عاماً خرجت منها بنتيجة انهم انقسموا في هذا العصر الى فرق متعددة ، منهم من ادعى سقوط التكليف عنهم فتركوا الصلاة تحت إدعاء أنهم وصلوا الى الله، وبالتالي فليس هناك داعٍ للصلاة. وفرقة تفننت في سرقة الأموال من جيوب المريدين وفرقة ثالثة لاتعرف عن الصوفية الا الطبل والزمر.
    كما واجهت في خطبي على المنبر أعداء أهل البيت (ع) ومنهم الوهابية الذين شوهوا صورة الاسلام وبنو فكرهم على باطل حتى انهم لايعترفون بأحد من الائمة سوى ابن تيمية وهم يقدسونه أكثر من رسول الله (ص) والعلم والتاريخ يقولان إن ابن تيمية مشكوك في ايمانه لانه يقول ان الله له جسم محدد وله أعضاء ويجلس على العرش ويسمع له أطيط.
    في الفترة من عام 1994 م الى 1996 م مررت برحلة بحث مضنية انكشف لي الحق في اخرها وتمسكت بحبل الله المتين وصراطه المستقيم بولاية أهل البيت (ع) فبدأت في اعلانها في كل مكان وقصدت بذلك أداء وظيفتي في تعريف المسلمين بالواقع والحقيقة التي اخفيت لقرون طويلة.

    لقاؤه مع مجلة المنبر :
    (انه اكثر المشايخ الذين أثاروا جدلا وصخبا وضجيجا في مصر) هكذا وصفته الصحف والمجلات المصرية، انه الشيخ الفذ حسن شحاتة، عالم الازهر وامام الجماعة في احد اضخم مساجد القاهرة، والموجه الديني للجيش المصري، وصاحب حلقات العلم في التلفاز والاذاعة والمساجد، هكذا يعرفه الناس الذين كان الالوف منهم يحتشدون في مسجده الواقع امام السفارة الاسرائيلية، ليأتمون بصلاته، وليستمعوا الى خطبه ومحاضراته، التي طالما صدع فيها بالحق والولاية لاهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، وطالما فضح فيها الظالمين والمنافقين والفرق المنحرفة، وطالما هاجم فيها الصهاينة امام سفاراتهم الموبوءة عندما يعلو صوته ليصل اليهم، فيتخذون اجراءات الامن الاحترازية، مرتعدين خوفا وجزعاً.

    الشيخ شحاتة لم يكن عالما ازهريا فحسب، بل استاذ لكثير من العلماء الذين تتلمذوا على يديه وائمة الازهر بما فيهم الشيخ الطنطاوي، يعرفونه عن كثب، فقد كان زميلا لهم، بدت عليه منذ الصغر ملامح ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي الوقت نفسه علائم كرهه لاعدائه، رغم انه لم يكن شيعيا آنذاك، بل شافعيا سنيا، ولكنه كان يقول لاساتذته ومدرسيه : ( قولوا ماشئتم ولكن النبي وامير المؤمنين والزهراء والحسنان شجرة واحدة أغصانها واحدة ثمرها واحد).
    ولم تكن رحلة الشيخ شحاتة الى مذهب الاطهار من آل احمد عليهم الصلاة والسلام سهلة، بل امتدت طوال خمسين عاما! رأى بعدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رؤيا صادقة دفعته الى اعتناق عقيدة الايمان، والمجاهرة بالولاية لأمير المؤمنين (ع) واظهار البراءة من اعدائه على كل المنابر، وفي مختلف وسائل الاعلام واحدث ذلك دويا واسعا.. لقد تبعه الالوف من الناس عندما سمعوا منه صوت الحق، ووجدوا عنده الحقيقة، ولقوا عنده مايروي حبهم الفطري لاهل بيت الوحي والعصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
    وسرعان ما احدث ذلك تموجا واسعا في البلاد، فاخذ الناس يتناقلون خطبه وخطاباته، فانقشعت عنهم سحب التجهيل، وهو ما بدأ يهدد معاقل الوهابية والفرق المنحرفة، فبدأت بشن حربها عليه وعلى اتباعه، فاقتيد عام 1996 للتحقيق في أمن الدولة، واعتقل وسجن مظلوما بتهمة (اعلان الولاية لعلي بن ابي طالب وترويجها) ! تلك التهمة التي يسأل الشيخ شحاتة ربه ان يبقيه عليها!!
    صحيح ان اعلان الولاية المقدسة كلف الشيخ كل ما يملك، واضطره الى التضحية بكل بشيء، بما في ذلك بقاؤه في امامة الناس وقيامه بوظيفته الدينية التي كانت تستدعي سفره الى بلدان كثيرة بدعوة منها، غير ان هيبته بقت راسخة في أذهان شعب مصر، وشموخه ماثلا في وجدانهم، اذ انه فضلا عن كونه من علمائهم الكبار، فانه يعد الان صوت الحق المعبر، ورمز مقاومة الباطل واهل الضلال. منذ الافراج عنه، والشيخ شحاتة ممتنع عن الادلاء باية احاديث لوسائل الاعلام، التي كانت ـ قبل تشيعه وبعده ـ تتسابق لاجراء المقابلات معه، بما فيها التلفزيون الرسمي المصري، حيث كان له برنامج خاص فيه، الا ان الشيخ خص (المنبر) باول واخطر حديث له منذ خروجه من السجن، كشف فيه ما حصل له، وتحدث فيه عن قصة حياته، وما ادى الى استبصاره وتمسكه بالثقلين، كتاب الله وعترة نبيه، فكان هذا اللقاء الذي جاء في ايام ابي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وفي العدد الخاص بذكرى استشهاده العظيم، فالى التفاصيل.
    المنبر : سماحة الشيخ.. بداية نحن نشكر لكم موافقتكم على اجراء هذه المقابلة معكم في الوقت الذي اتخذتم فيه قرارا بالامتناع عن الحديث لوسائل الاعلام اثر ما تعرضتم له، ونرجو لو تكرمتم في البداية بذكر نبذة عن سيرتكم الذاتية.
    بسم الله الرحمن الرحيم، حيث اننا في البدء فلابد ان اقول : الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. اللهم صل بكل صلواتك التامات على حبيبك وسر اسرارك ونور انوارك وسيد خلقك محمد عبدك ورسولك وصفيك وخليلك، وعلى آله آل الشهود والعرفان سادات خلق الله من بني الانسان، صلوات ربي وتسليماته عليهم في النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وفي السماوات والارضين وفي كل وقت وحين وفي الملأ الاعلى الى يوم الدين.
    عبيدهم يستاذنهم في الحديث عن جنابهم العالي الغالي الذي منَ الله بفضله علي بالانتماء اليهم وركوب سفينتهم بعد عناء طويل دام خمسين سنة، فجاء الجود الالهي بموالاة اهل الولاية والامامة والعصمة والنزاهة والصدق والكرامة، فواليت قوما حديثهم وكلامهم (حدثني ابي عن جدي عن جبريل عن الباري) فاي شرف يداني هذا الشرف ؟ ! ربنا ولك الحمد نسألك الثبات على ولايتهم والبراءة من اعدائهم والاقتداء بسبيلهم والاعتصام بحبلهم حبل الله المتين وصراطه المستقيم، اللهم آمين.
    نعم.. اني حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني، مولود في يوم الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة عام 1365 للهجرة الموافق 10 / 11 / 1946 للميلاد في بلدة (هربيط) التابعة لمركز ابو كبير بمحافظة الشرقية بمصر، في اسرة متوسطة الحال، من اب تزوج من النساء ثلاثة آخرهن امي، وكنت الثاني بين اشقائي البالغ عددهم ستة، تزوجت مرتين : الاولى وانجبت منها ثلاثة ثم طلقتها، وتزوجت الثانية وانجبت منها بتول، وهبني ابي للقرآن وانا في بطن امي كما اخبرني رحمه الله بذلك، وبعد فترة الرضاعة ذهبوا بي الى الكتاب الاول، فحفظت القرآن على يد الشيخ عبد الله العويل وانا في سن الخامسة وستة اشهر تقريبا كما وجدت تاريخ ذلك بيد الوالد رحمه الله على هامش مصحف تفسير الجلالين. ثم دخلت الكُتّاب الثاني فجودت رواية حفص على الشيخ محمد موسى شنب، ثم دخلت الكُتّاب الثالث فجودت الروايات ورش وحمزة على الشيخ عبد الحليم عبد النبي اسماعيل، ثم ادخلني ابي الازهر فكنت الاول في القبول كما كنت الاول في الاعدادية الازهرية.
    اما المؤلفات فقد اختصرت كتاب احياء علوم الدين وانا دون الخامسة عشر فنقيته من الاكاذيب كما كان لي بعض القصائد الشعرية والرسالات الاخرى، كرسالة (سراج الامة في خصائص السادة الائمة) وغيرها.
    النشاط الديني بدأ معي منذ نعومة اظفاري، فوالدنا ربانا جميعاً على حب آل البيت والتودد اليهم وكان كثيرا ما يحدثني عن شخصية امير المؤمنين صلوات الله عليه، وكان يقول لي (ياولدي ان امير كان حامي حمى الاسلام، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذا مشى وحده يتعرض للاذى، واذا مشى معه امير المؤمنين لم يكن يجرأ احد على التعرض به بسوء).
    ثم اعتليت المنبر للمرة الاولى في حياتي لخطبة الجمعة وانا دون الخامسة عشر، والعجيب اني كنت قد كتبت خطبة الجمعة بيدي ولما صعدت المنبر قرأت بعض الفقرات ثم القيت بالورق على المنبر واكملت الخطبة ارتجالا ببركات آل اليبت عليهم الصلاة والسلام، وظللت اخطب الجمعة في مسجد الاشراف بالبلدة خمس سنوات ثم انتقلت الى مسجد الاحراز ببلدة مجاورة أثر فتنة فيها، فظللت سنتين اخطب الجمعة وكان همي في هذا الوقت هو التصدي لاعداء آل البيت عليهم السلام وهم الوهابية الخبيثة، سواء من أساتذة المعاهد الذين تعددت مناقشاتي معهم او مع غيرهم من علماء البلدة اسرى الظلام ! ثم دخلت القوات المسلحة في عام 1968 للميلاد وكلفت بتولي التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين وخطبة الجمعة، وكان لي في هذه الفترة قصيدة سميتها (الدرة البهية في مدح العترة النورانية) وقد شرحتها. وكذلك كتبت بحثا عن فاتحة الكتاب العظيمة في هذه الفترة، وقد وفق الله من اسلموا على يدينا من النصارى ومن تابوا على يدينا من المسلمين حتى اني اقمت الحدود في هذه الفترة على عدد من الاصدقاء.
    وأوجز أهم مراحل حياتي التي هي :
    1 ـ مرحلة الجيش التي حضرت فيها معركة شهر رمضان وكان لي حديث في مجلة النصر وكرمت من مدير هيئة التدريب.
    2 ـ مرحلة (الدورامون) وهي مدينة في محافظة الشرقية وكانت معقلا من معاقل الاخوان المسلمين والوهابية الخبيثة فقمت فيها على مدى ثماني سنوات بثورة كبيرة غيرت الاوضاع الى الاصلح وساعدني على ذلك ان اكثر من 90 % من اهلها متعلمون مثقفون فاستجابوا لولاية آل البيت (عليهم السلام).
    3 ـ مرحلة القاهرة وتبدأ من اوائل عام 48 حتى عام 1996 للميلاد، وهي الفترة التي كانت مكتظة بالنشاط الديني فكان لي خمسة دروس في مساجد متعددة غير خطبة الجمعة، وامامة الصلاة بمسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة، وهو المسجد الذي استمررت في الصلاة فيه والقاء الخطب والمحاضرات حتى اعتقلت، كما كان لي امسيات دينية باذاعة القرآن الكريم واحاديث في اذاعة صوت العرب واذاعة الشعب، كما كان لي ندوات في نوادي القاهرة وجميع محافظات الجمهورية، ثم سجلت برنامجا اسبوعيا تلفزيونيا تحت عنوان (اسماء الله الحسنى) كان يبث على القناة الاولى.
    المنبر : فمتى كان اعلانكم بالولاية لامير المؤمنين والائمة الطاهرين (عليهم السلام)؟
    لما ضاق صدري واشتد كربي بدأت اعلن ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر وفي التلفزيون وفي الصحف، كما اعلنت البراءة من اعدائه ولعنتهم عيانا في جميع وسائل الاعلام، فتم اعتقالي في شهر ربيع الثاني عام 1416 للهجرة الموافق لسبتمبر 1996 للميلاد، وكانت تهمتي الوحيدة التي اسال الله ان يثبتني عليها هي (اعلان الولاية لعلي بن ابي طالب وترويجها)! اللهم صل على آل البيت والعن اعداءهم.
    المنبر : هل لنا بتفصيل اكثر حول هذه المرحلة الدقيقة ؟
    انني ولله الحمد نشات منذ صغري على حب آل البيت (ع) وموالاتهم، ولكن بعد سنين طويلة انكشف لي الحق، وكان ذلك من عام 94 الى 1996 للميلاد، وذلك على اثر رؤيا صادقة رأيت فيها رسول الله (ص) على جبل عال، وكنت انا بين يديه الشريفتين، فجاء امير المؤمنين (ع) وظل النبي والامير يتحدثان ويتكلمان بلغة لم افهمها، ثم ارسل النبي الامام في مهمة واشار لي بالسير خلفه، فسرت خلفه ولم اكن ارى من جسده الشريف الا عنقه المقدس من الخلف، وقد كان في غاية الجمال (اللهم صل على محمد وآله محمد) وكنت انحدر من الجبل خلف الامام، وكلما كنت اكاد اسقط كان الامام (ع) يشير بيده الي دون ان يلتفت فاقوم واتماسك. والحمد لله استيقظت من نومي وعلمت ان هذه الرؤيا تعني انني لابد ان اصدع بالحق، وأسير خلف الامام، وانني ساتعرض لكثير من المشقات، ولكني ساصمد بولايته (عليه السلام).
    منذ ذلك الحين، وبعد رحلة بحث شاقة مضنية، تمسكت بحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، بولاية أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، فبدأت في اعلانها في كل مكان وقصدت بذلك الثار لأمير المؤمنين والمعصومين الطاهرين من أعدائهم، وطوال تلك المرحلة لم تفارقني بركات ساداتي حيث متعني الله بمشاهدتهم في المنام ومواساتهم لي عندما كنت أتعرض للمشاكل، ولله الحمد والمنة.
    لقد كلفني ذلك كل شيء لكن هذا اقل ما يمكن ان اقدمه لسيدي ومولاي امير المؤمنين (ع) وأرجو من حضرته التفضل علي بقبول هذا القليل.
    المنبر : وبعد ذلك جرى اعتقالكم ؟
    نعم، ولكن ـ ولله الحمد ـ افرجوا اعني بعد ثلاثة اشهر.
    المنبر : وماذا عن تصديك لاقامة مجالس الامام الحسين (ع).. لقد شبهوا ذلك باعدادك لانقلاب؟!
    ان بني امية لعائن الله عليهم اسسوا في بلادنا مصر ان يوم عاشوراء يوم عيد، وكذبوا على رسول الله (ص) في ذلك أكاذيب من قبيل الدعوة الى الاطعام في هذا اليوم والاكتحال ولبس الجديد والغسل والصيام، وزعموا بكذبهم ان هذا اليوم كان يوم السعادة على جميع الانبياء ! فانا لله وانا اليه راجعون.
    لقد كنت انظر الى هذا الهراء الذي يضحك الثكلى ويؤلم قلوبنا في الوقت نفسه، فالعوام ما زالوا يتخذون هذا اليوم عيدا يوزعون فيه الحلوى ويطلقون عليها بالعامية اسم (حلاوة عاشورا) وذلك كله لان العلماء ـ قاتلهم الله ـ خرست السنتهم فكتموا الحق وما جاوا بالباطل فلم يعرف الناس ماذا جرى للحسين صلوات الله عليه وآله يوم عاشوراء وذلك لان قتل الحسين مدبر من يوم زريبة بني ساعدة!
    لقد صرخت وبح صوتي وقلت : ايها الناس.. كيف لكم ان تحتفوا وتبتهجوا في يوم قتل فيه ابن رسول الله وقرة عينه ؟! وبدأت اقيم مجالس عزاء الامام الحسين عليه السلام، فكنا نجلس ايام محرم على شرفه صلوات الله عليه ونتذاكر سيرته العطرة ورزيته المفجعة، وكنا نبكي طوال الليل حتى يطلع الفجر، ولما فعلت ذلك ولبست السواد جلسنا عند مقامه (مسجد الامام الحسين عليه السلام) خافوا ان تنقلب مصر، ففعلوا بي ما فعلوا ولله الامر من قبل ومن بعد !
    المنبر : لهذه الدرجة يخيفهم ذكر الحسين ؟!
    الم يرعب ذكره صلوات الله عليه الظلمة والطواغيت على مر العصور؟!
    المنبر : في هذا الاطار.. ما هي نظرتكم للشعائر الحسينية؟
    انها عبادات كالجمعة والجماعات، والبكاء فيها على الحسين (عليه السلام) بصدق ومعرفة واخلاص امان من عذاب جهنم يوم القيامة، فلابد من احياء ذكريات الائمة في مواليدهم ووفياتهم، لأنهم الاحباب، وهل يمكن لعاقل ان يعيش بدون ذكر حبيبه، وكما يقول الشاعر :

    كرر على سمعي حديث أحبتي * فبذكرهم تتنزل الرحمات

    واحضر مجالسهم تنل الرضى * وقبورهم زرها اذا ماتوا

    اني لاعجب على من يعترض على احياء ذكريات آل البيت.. والله انه لأمر عجيب في هذه الامة! لم يكتفوا بقتلهم وتشريدهم ومطاردتهم وسمّهم وذبحهم، بل ويحاولون ان ينسوا الخلق ذكرهم وينسفوا مجالسهم!



    فأي امة هذه ؟!
    ان النصارى يلتمسون آثار السيد المسيح (عليه السلام) ويقيمون الكنائس ويحيون مولده وتحتفل الدنيا كلها معهم! واليهود يقفون عند حائط المبكى يبكون على الهيكل، بل قال قائلهم : لو ترك موسى لنا ولدا لعبدناه من دون الله!

    وهؤلاء يعترضون علينا حين نبكي امامنا الحسين ونندبه ! والله لا ادري من اي جنس هؤلاء ؟! هم قطعا ليسوا من البشر ولا من الانعام! لان الانعام بكت على الحسين، بل بكاه البشر والوبر، صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه واخيه والمعصومين من بنيه.
    المنبر : ماهي موقعية اهل البيت (عليهم السلام) في الشريعة؟
    ان موقعيتهم موقعية الامامة العظمى، فهم اصل الاصول في وجود هذا الكون، وهم نجوم الاهتداء من اتبعهم اهتدى لصراط الله المستقيم، ومن حاد عن طريقهم كان من المغضوب عليهم الضالين. فأهل البيت (ع) هم مصابيح الهدى وسفن النجاة، وهم ائمتنا واولوا الامر المفروض طاعتهم بعد طاعة الله كما ورد بنص القرآن، وهم خزان القرآن وهم كواكب الصراط وهم الصالحون وهم اولياء الله وهم اهل الذكر المطلوب منا سؤالهم عن كل شيء في الدين وهم اهل الدين الصحيح، فوجب على كل موحد عاقل ان يتبعهم في العبادة والمعاملة والعادة. اذ هم اهل القدس والطهارة واهل العصمة والنزاهة واقول كما قال القائل :

    هم النور نور الله جل جلاله * هم التين والزيتون والشفع والوتر
    مهابط وحي الله خزان علمه * ميـامين في ابياتهم نـزل الذكر
    فلولاهم لم يخلق الله آدمـا * ولا كان زيد في الوجود ولا عمرو

    ولا دحيت ارض ولارفعت سما * ولا طلعت شمس ولا اشرق البدر

    المنبر : بعض فرق السنة تقول ان اهل البيت يدخل معهم زوجات النبي.. فما قولكم؟
    ـ آل البيت صلوات الله عليهم هم اهل العباءة واهل الكساء والائمة التسعة من ولد الحسين فقط، ولا يدخل احد من الصحابة ولا من زوجات النبي معهم في هذا الشرف، اذا قد جاء في الحديث الصحيح ان أم المؤمنين ام سلمة حاولت الدخول معهم تحت العباءة فمنعها النبي (ص) وقال لها : انك زوج رسول الله وانك الى خير.
    ولا دخل لزوجات النبي بآل البيت لان الله كشف عن امكان وقوع الفاحشة منهن اذ قال تعالى ذكره (يانساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) في حين ان الله تعالى انزل في آل البيت آية التطهير المحكمة اذ قال تعالى شأنه : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطيهرا).
    ولم يلحق احد بآل البيت سوى جبريل (ع) من الملائكة، ومولانا سلمان الفارسي المحمدي من البشر.
    المنبر : فهل يصح الاعتقاد بافضلية احد على أهل البيت (ع)؟
    بالطبع لا، فان الخلق كلهم من الملائكة مقربين وبشر مؤمنين وذوات في كل العوالم والسماوات والارضين، كلهم يتعبدون بالصلاة على محمّد وآل محمّد، أفهل لأحد بعد هذا أفضلية عليهم ؟! كلا والف كلا.
    المنبر : وماذا عمن يرى ان الانبياء (ع) افضل من اهل البيت صلوات الله عليهم ؟
    ان آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم افضل من جميع خلق الله بعد رسول الله محمد، فهم افضل من جميع الانبياء والمرسلين وأولي العزم والملائكة المقربين وسكان سدرة المنتهى وسكان الحجب والحافون حول العرش وأي انسان يفضل احدا عليهم سواء من الانبياء والمرسلين أو الصحابة أو الحواريين فذلك يكون لسبب من ثلاثة : اما عدم المعرفة، وهو معذور حتى يعرف، واما الجهل المركب الذي يتكلم صاحبه بالخطاء الفاحش ويعتقده صوابا. واما العداوة والعناد، فصاحبه أعمى البصر مطموس البصيرة فاقد العقل أسود القلب، الدابة خير منه!
    وايضاحاً لذلك، وحتى يتذكر المتذكر ويعتبر المعتبر، نقول ان هذا البيت الكريم لم يخلق الله في العالمين بيتا مثله، فعميد البيت هو سيد المرسلين، وولي البيت هو امير المؤمنين، وسيدة البيت هي خيرة الله في الاولين والاخرين، ورجال البيت هم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة أجمعين، والامام السجاد المعروف بزين العابدين، وباقر علوم النبيين، وصادق اهل السماوات والارضين، وكاظم الخاشعين، ورضا الزاهدين، وجواد الاكرمين، وهادي المهتدين، وعسكري المقام الامين، ومهدي الله في السماوات والارضين صلوات الله عليهم اجمعين.
    فائتني ياهذا ببيت مثل هذا البيت، معصوم بروح معصومة، ها هو التاريخ قلب صفحاته لترى الحق جليا، شقيق الرسول في كل المقامات والاخلاق ما عدا النبوة، تزوج بنت الرسول وبضعته وفلذة كبده، من لرضاها يرضى الله جل جلاله، ولغضبها يغضب، اخو الرسول، وزوجته ام ابيها، ناهيك عن الذرية وراثي الجمال والكمال المحمدي،عينا رسول الله ويداه، كبده وقلبه. اسمع معي النبي الذي لا ينطق عن الهوى يقول ما معناه : (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى). وماقولك في شجرة محمد اصلها وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأحبابهم ورقها، من تعلق بها نجا ومن تخلف عنا هلك ؟
    أي بيت من البيوت قال النبي لأهله : (من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي في الجنة) غير هذا البيت النبوي ؟ أي بيت من البيوت قلد النبي اهله الاوسمة الالهية والنياشين الربانية فقال لولي البيت : (انت مني بمنزلة هارون من موسى ) وقال لسيدة البيت : ( فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها ويسوؤني ما يسيئها، وقال لسيداه (الحسن والحسين امامان قاما او قعدا. الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابوهما خير منهما، الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا. الحسن والحسين سمعي وبصري. ياحسن اشبهت خلقي، ياحسين اشبهت خلقي. اما الحسن فله هيبتي وسؤددي واما الحسين فله جودي وجرأتي).. لمن كل هذا غير اهل البيت النبوي؟!
    انظر وتامل.. اي بيت من البيوت في انحاء المعمورة وفي تاريخ الدنيا ضمهم سيد المرسلين بعباءته وقال : (اللهم ان هؤلاء اهله بيتي اللهم فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيهرا) غير اهل هذا البيت ؟ اي بيت من البيوت خرج اهل مع النبي للمباهلة وقال لهم النبي : (اذا دعوت فامنوا) ونزلت القساوسة من على الجبل تهرول كالحمر المستنفرة حين رات انوار جبين اهل هذا البيت الكريم وقال كبيرهم : (اني رايت وجوها لو انها سألت الله ازاله جبل لازاله )! أي بيت من البيوت اعلن النبي على مسامع الدنيا : (اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ؛ كتاب الله وعترتي اهل بيتي فان اللطيف الخبير انبأني انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) ؟ اي بيت من البيوت جعل الله اجر النبوة والرسالة والشريعة والحقيقة والطريقة والعبادة مودته وقال بنص القرآن : (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) غير هذا البيت؟
    وماذا اقول عن بيت لو تدبر العاقل لوجد اكثر من نصف القرآن يتحدث عنهم ويشير لفضلهم ويبين مقامهم العالي. وتعال معي الى هذا الحديث الشريف الذي أخرجه الديلمي (من علماء السنة) في مسند الفردوس عن النبي (ص) قال : (كنت انا وعلي نورين بين يدي الله تعالى ثم نقلنا الى صلب آدم، فلم يزل ينقلنا من صلب الى صلب، الى عبد المطلب، فخرجت في عبد الله وخرج علي في أبي طالب، ثم اجتمع نورنا في الحسن والحسين فهما نوران من نور رب العالمين).
    ان اهل البيت لا يعلوهم في المقام الا رسول الله محمد (ص)، فهم افضل من جميع الخلق بعد ذلك. وقد اسعفنا القرآن بهذه الحقيقة، فكبار المرسلين طلبوا من الله اللحوق بالصالحين، كما جاء في دعاء الخليل ابراهيم (رب هب لي حكما والحقني بالصالحين ) والصديق يوسف (توفني مسلما والحقني بالصالحين) وسليمان الحكيم (وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) واعلم ان وصف (الصالحين) اذا ذكر في القرآن فالمراد به المعصومون الاربعة عشر عليهم السلام، وكذلك وصف (الاولياء) فهم أولياء الله لا غيرهم.
    وقد توسل الانبياء جميعهم والمرسلون كلهم، وأولوا العزم، بأهل بيت النبوة لقضاء حوائجهم، فكان ابو البشر آدم (ع) يدعو ربه قائلا : (اللهم اني اسالك بحق محمد وانت المحمود، وبحق علي وانت الاعلى، وبحق فاطمة وانت فاطر السماوات والارض، وبحق الحسن وانت المحسن وبحق الحسين وانت قديم الاحسان ) واقول انا عبيدهم حسن : وبحق المهدي وانت الهادي ان تصلي على محمد وآل محمد وان تغفر لي ذنبي.
    وحقا ان مقام الامامة أعلى من مقام النبوة، ففي الحديث الشريف (ان الله اتخذ ابراهيم نبيا قبل ان يتخذه رسولا واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما ) ويكفي من شرف الامامة ان صاحبها معصوم محفوظ بحفظ الله محاط بعنايته منذ كان نطفة الى ان يلقى ربه، فلم يظلم ولم يهم بظلم لنفسه او لغيره، واسمع معي، قال تعالى (قال اني جاعلك للناس اماما. قال ومن ذريتي ؟ قال لا ينال عهدي الظالمين ) وهذا اكبر دليل على مانقول. ويكفي ان يعرف المؤمنون عامة ان ابراهيم الخليل (ع) كان من شيعة امير المؤمنين (ع) اذ يقول تعالى : ( وان من شيعته لابراهيم ) صدق الله العلي العظيم.
    ان اهل البيت لا يقاس بهم احد. هل يقاس الثرى بالثريا ؟! هل يقاس زبل الغنم بحبات الالماس؟! انه ليس هناك اهل طهر وطهارة الا اهل البيت، وكلما التصقت بهم افاضوا عليك من انوارهم ما يطهر خبثك ! واسمع معي قول النبي حينما اخذ الامام الحسن تمرة من تمر الصدقات، حيث انفض النبي من مجلسه قائما واخذها وقال له (كح.. انما هي اوساخ الناس، لاتحل لمحمد ولا لآل محمد )!
    ان اهل البيت منذ نشأت الرسالة وسيد العترة أمير المؤمنين كان مع اخيه النبي الكريم خطوة بخطوة، اتباع الفصيل لامه، كما قال صلوات الله عليه، توحيدا وعبادة وجهادا وبلاغا وبيانا ودفاعا، وضع نصب عينيك قول النبي (ص) : ( لولا سيف علي ومال خديجة ما قامت للاسلام قائمة). فأهل البيت هم اهل الذكر والعلم وهم اهل الطهارة والقداسة، الدين الصحيح خرج من بيتهم، والعلم الصحيح نطقت به السنتهم، والصراط المستقيم ثبتت عليه اقدامهم، والبصيرة الصحيحة انطوت عليها قلوبهم! جسدهم جسد النبي، وعقلهم عقل النبي، ولسانهم لسان النبي، وأعضاؤهم اعضاء النبي واحكامهم احكام النبي وتامل معي قول الامام الصادق (ع) للناصبي ابي حنيفة : (قبل يد رسول الله) واشار الى يده الشريفة. فالاعتقاد الصحيح عند آل البيت، فمن اراد ان يفر الى الله من اكاذيب ابي هريرة وخرفات ابن تيميه وسفهات ابن عبد الوهاب، عليه ان يلجأ الى اهل البيت النبوي ويركب في سفينتهم لينجو من غضب الله وسخطه وعذابه وينجو من ضلالات المضلين وغشم المنحرفين.

    تعليق


    • #17


      ولو حصل التعارض بين علماء الدنيا والسابقين واللاحقين وبين واحد من ائمة اهل البيت الميامين صلوات الله عليهم اجمعين، وجب الانصراف عن كل علماء الدنيا والاعراض عنهم واتباع الامام المعصوم من آل البيت، فاي عاقل لو عرضت عليه اتباع الصحابة والعلماء واصحاب المذاهب والفقهاء والمحدثين والشيوخ ومشايخ الطرق الصوفية! او عرضت عليك ترك هؤلاء واتباع الامام الحسين (ع) مثلا، لجلس تحت قدمي الامام وقبل نعليه وقال اتباعي لهذا الامام خير لي وافضل واسلم لانه في الدنيا امام بن امام رباه النبي على كتفه وشرب من رحيقة وارضعه العلم والحلم والفتوة والحكمة، وهو معصوم بن معصوم، فاتباعه في الدنيا فيه الهدى والفلاح والصلاح والسعادة وفي الاخرة هو سيد شباب اهل الجنة، يشفع لاحبابه واتباعه وينزلهم المنازل في الجنان. هذا شأن العقلاء، وغيرهم حمقى مجانين ضالين مضلين!
      وان المحبة لآل البيت فقط لاتكفي، اذ ان الذين حاربوهم كانوا يمدحونهم وادعو حبهم ايضا ! والصوفية يمدحونهم ليل نهار ومع ذلك فهم يترضون على اعدائهم.. فيا لهذا الغباء !
      المنبر : فما واجب الامة تجاه اهل البيت عليهم السلام ؟
      واجب الامة تجاه آل البيت امر ثقيل فلابد من اعتقاد العصمة التامة والكمال المطلق والجنة الخالصة والاعتقاد بالامامة الالهية والحجية البالغة الربانية، وقبل كل ذلك البراءة من الاعداء الملاعين من أول كلب الى أخر خنزير عليهم لعنة الله في كل نفس وحين، وحين ملئ السماوات والارضين!
      المنبر : نلاحظ ان لهجتكم حادة كثيرة تجاه اعداء اهل البيت (ع)؟
      انهم يستحقون اكثر من ذلك فقد شاء الله ان كل أمة عادت نبيها وكالت له وآذته، ولكن ما أوذي نبي مثل ما أوذي نبيا في نفسه وآل بيته، فقد دبرت له صلوات الله عليه وآله أربعون مؤامرة لقتله، ونجاه الله، ثم ظلموه في أخيه امير المؤمنين في حياته تكرارا واتهموه بانه سد ابوابهم وترك باب اخيه واخرجهم من المسجد وترك اخاه، وفي كل مرة يرفع الله اعلام آل البيت وينبه بمقامهم، ففي يوم المباهلة اجتمعوا ولقد لبسوا الجديد ومعهم نساؤهم وابناؤهم ولكن النبي (ص) قال : (اين علي ؟ ادعو لي حسنا وحسينا وفاطمة ) ذلك لان هؤلاء هم أهل الطهر وخاصة الخلق واحباب الحق، هذا في حياة النبي، اما بعد وفاته، فانهم قد انقضوا عليه في آل بيته، فاول ما قاموا به ان اغتصبوا مقام اخيه امير المؤمنين الذي اقامه الله فيه، واخذوا الخلافة بمسرحية قذرة اقاموها في زريبة بني ساعدة ! ثم انقضوا على الزهراء قرة عين المصطفى وفلذة كبده، فاغتصبوا حقها وميراثها وآذوها وشتموها في ملئهم وأحرقوا دارها وكسروا الباب على ضلعها واسقطوا جنيها وجرى ما جرى عليها !! وغضبت الزهراء وعند غضبها يغضب الله، ومن يغضب الله عليه يستحق اللعن الدائم من آذى النبي فيها، بأبي هي وأمي ماتت شهيدة.. (بكى الشيخ ولم يكمل).
      المبنر : ولكن هناك من يقول بان على الشيعة ألا يتعرضوا بالنقد الى الخلفاء حتى لايثيروا حساسية مع أبناء العامة.. فما تعليقكم؟
      اذكر انني في احدى جولاتي في اميركا حيث كنت مدعو لالقاء محاضرة عن سيدي ومولاي الامام الحسن السبط صلوات الله وسلامه عليه، قال لي أحد علماء الشيعة من بريطانيا : ( ارجو الا تسب احداً من الخلفاء حفظا على علاقتنا مع اخواننا السنة) !فأجبته قائلا : (انني لم اسب ولن اسب احدا من الخلفاء، فان الخلفاء ـ ايها الشيخ ـ ليسوا سوى الخلفاء الشرعيين المعروفين وهم الائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم جميعا.. إنني لا أعرف خلفاء غيرهم. اما من تتحدث عنهم فانهم متخلفون عن بيعة امير المؤمنين وهم اعداء اهل البيت. ثم فلتعلم - ايها الشيخ - ان اخواننا السنة سيزعلون منا اكثر يوم القيامة اذ لم نكشف لهم حقيقة من يتعبدون بهم)!!
      المبنر : ماذا عن الصحابة، ماهي النظرة المتوازنة التي ينبغي للمسلم ان ينظر بها اليها ؟
      الصحابة كلمة مبتدعة لم يرد بها القرآن ولم يرد بها حديث ثابت عن النبي (ص) بل وردت في حديث مكذوب هو ( أصحابي كالنجوم..) وانما الحديث الصحيح (أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) لان الائمة المعصومين صلوات الله عليهم مقامهم واحد وعقيدتهم واحدة وفقههم واحد وهدايتهم واحدة اذ هم صراط الله المستقيم.
      من هم هؤلاء الصحابة ؟! أهم الجهلة الذين كانوا يلجئون الى امير المؤمنين في كل معضلة تشهد على جهلهم، وهاهي كتبهم مشحونة (اللهم لا تبقني في قوم ليس فيهم ابو الحسن.. لولا علي لهلك عمر.. كل الناس افقه منك حتى..) !
      ان الذين يقولون بان الصحابة عدول، فاني مستعد لمناقشة جميع علمائهم على قنوات التلفزيون وفي مختلف وسائل الاعلام، وليأتوا بما لديهم لات بما عندي، وقبل ان ياتوا الي فليقرؤوا سورة التوبة والمائدة والمنافقون وليعدواكم من الصحابة اذى النبي بالقول والفعل، وكم منهم تبع هواه، وليقرؤوا التاريخ بدقة، ليجدوا المخازي العظام!
      المنبر : ما قولكم في الحقيقة المحمدية ؟
      نعم نؤمن بالحقيقة المحمدية اللطيفة الربانية، سر اسرار الله في الاكوان الدنيوية والاخروية فان الحقيقة المحمدية هي اعلى الحقائق ونحن نؤمن بها ونسأل الله تعالى ان يثبتنا عليها ويتوفانا على ذلك.
      المنبر : وما قولكم في الشيعة الامامية ؟
      الشيعة الامامية هم اهل الايمان واهل الصلاح وهم خير البرية. نسأل الله تعالى ان يجعلنا منهم، والتشيع هو المدرسة العليا للفقه الاسلامي الصحيح، والحرية والفتوة فالشيعة هم تلامذة امير المؤمنين وجنود ابي عبد الله الحسين ابو الاحرار مؤسس الشيعة في دولة بني الانسان، وهم اتباع صادق الاولين والاخرين مولانا جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليهما، وهم وارثو علوم الائمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ولكن لي على علماء الشيعة بعض المآخذ !
      المنبر : ماهي ؟
      ركودهم وعدم تبليغهم الدين الصحيح لعامة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، وعدم انتباههم للحملة الشرسة التي يشنها الجهلاء على احباب اهل البيت المؤمنين فيتهمونهم بأنهم يعبدون الحجر ويتهمون امين الوحي بالخيانة ويعيبون علينا البكاء على الحسين سيد الشهداء وافضل ابناء الاولين والاخرين اجمعين.
      انني اتساءل : اين مال الخمس ؟ لماذا لاتؤسس قناة تلفزيونية فضائية تبث الى انحاء المعمورة أحكام الدين الصحيح؟ وتكشف عن مظالم اهل البيت (ع) وانتهاك حقوقهم من الملاعين الاوائل لعنة الله عليهم اناء الليل وأطراف النهار وكلما غرد الطير وناح الحمام!
      لماذا لا تطبع الكتب وتوزع بكميات مجانية كبيرة حتى تقام الحجة على جميع الخلق ؟ وحتى يتبصر الانام فيظهر الحجة الامام صلوات الله عليه، فيمحو الظلام ويظهر العدل والسلام، وتشرق الارض بنور ربها. يجب على علماء الشيعة وفقهائهم ان يشدوا المئزر حتى يسمعوا الدنيا كلها صوت الحق ويتركوا التقية للعامة الذين لا حجة لهم !
      المنبر : هل تجوز امامة المفضول ؟
      بالطبع لا، لانه معلوم اذا حضر الماء بطل التيمم، واذا كان الطبالون يقولون : ( لا يفتنا احد ومالك بالمدينة ) فكيف تجوز امامة غير الامام والامام حي يرزق ؟! ان امير المؤمنين (ع) امام الخلق وولي الحق وهو لسان الصدق وصراط الله المستقيم، قد اغتصب الفجار حقه في الامامة والخلافة فهو القرآن المهجور حيث يقول تعالى : (وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )!
      المنبر : ما قولكم فيمن يرى ان آباء النبي صلوات الله عليه وآله كانوا كفارا مشركين والعياذ بالله؟
      آباء النبي من لدن آدم الى أبيه عبد الله كلهم مؤمنون موحدون بالنصوص الصريحة، قال الله تعالى: (الذي رآك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) وقوله صلوات الله عليه وآله ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فانا خيار من خيار من خيار ) فقوله انا خيار من خيار دليل على ان آباءه مؤمنون موحدون لان الكفار ليس خيارا بل هم شرار، وقد نسب النبي نفسه النبوة لجده عبد المطلب فقال يوم حنين : (انا النبي لا كذب، انا ابن عبد المطلب) فأبوا النبي وعمه ابي طالب وجده عبد المطلب وأجداده الى آدم ابو البشر، ما بين نبي ورسول وولي وحجة ووصي، صلى الله عليهم اجمعين، ومن قال غير ذلك فنقول له : عليك لعنة الله! لان الله يقول : (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة) وها أنت تؤذي الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة ) وها انت تؤذي رسول الله بالطعن في عقيدة آبائه، كما آذاه من هم قبلك في اغتصاب ارث ابنائه !
      ان اصحاب الفيل لما جاءوا الى مكة لم يذهب عبد المطلب (ع) الى صنم حتى يدعو الله بجلائهم! وهو ما كانت العرب تفعله، بل ذهب الى الكعبة وأمسك ببابها وتضرع الى الله تعالى فاستجاب الله له فورا، وارسل الطير الابابيل، وهذا دليل على ان عبد المطلب (ع) ولي من اولياء الله تعالى.
      المنبر : ماذا عن التشيع في مصر ؟
      شعب مصر بطبيعته يحب آل البيت الا عناصر الوهابية الخبيثة الذين يعتقدون ان زيارة الحسين موجبة لدخول النار كما يقولون ذلك على منابرهم ! ولكن ينقص شعب مصر المعرفة والوعي، فلو عرفوا آل البيت حقيقة لتعبدوا بهم، ولو عرفوا اعداءهم لتبروا منهم ولعنوهم، والله قادر أن يكشف الغمة حتى يفيق الشعب ويعرف.
      وفي مصر مقام بني باسم الامام الحسين صلوات الله عليه، وحقيقة الامر ان الحسين مقامة معروف اينما ذكر، صدق من قال : لا تطلبوا السيد الحسين بارض شرقي او ارض غربي، بل عرجوا عليه تجدوه في قلبي! كما أن في مقام للعقيلة السيدة الطاهرة زينب والسيدة سكينة (ع)، ولكن حقيقة الامر انه ليس احد من آل البيت مدفون في مصر سوى السيدة نفيسه (ع).
      هذا وقد بشر امير المؤمنين (ع) ببشارة ستتحق ان شاء الله تعالى، فقال : (ارض مصر خير من ارض الشام، واهل مصر خير من اهل الشام ) اللهم عجل بالفرج.
      المنبر : قديما كان الازهر معتدلا في مايخص التعاطي مع المذهب الامامي، لكنه اليوم بدا في الاتجاه نحو التطرف حتى ان احدهم وصف الشيعة في تصريح لمجلة (المجلة) السعودية بانهم ذوو أصول يهودية! فما تفسيركم لهذا التحول من واقع انكم من خريجي الازهر بل من كبار علمائه؟
      علماء الازهر قديما كان فيهم رجال مثل الشيخ عبد الله الشبراوي والشيخ محمد عبده والشيخ سليم البشري والشيخ شلتوت، اما الان فقد ضعفت الرجولة في رجاله! فمنهم من هو جاهل لا يعرف، ومنهم من يعرف ولا يتكلم، ومنهم من يتخبط وهو ضال ومضل. وكيف تسألني عن رجل يحسب على البشرية انسانا وهو يقول بلسان الكذب والبهتان والفجور : (سيدنا معاوية رضي الله عنه )! عليه لعنة الله وعلى كل الظالمين!!
      المنبر : ماذا عن صولاتكم وجولاتكم في البلاد الاسلامية وغير الاسلامية؟
      صولاتي وجولاتي كثيرة يصعب شرحها كلها، فجميع محافظات مصر ما عدا الغردقة والبحر الاحمر كانت لي فيها لقاءات وندوات عن ميلاد النبي وامير المؤمنين (عليهما السلام)، اما خارج مصر فعلى مدى ست سنوات كنت اقضي شهر رمضان في ابو ظبي وكانت دروسي وخطب الجمعة القيها من مسجد بلال، وكانت تنقل على التلفزيون، وذات مرة استدعاني سمو الشيخ زايد رئيس البلاد في قصره ورحب بي وأعلمني اعجابه الشديد بندوة تلفزيونية تحدثت فيها عن فضائل سادتي آل البيت مع مجموعة من علماء مصر وسورية.
      كما كانت لي مناقشات ومناظرات مع علماء الوهابية في ساحة المسجد الحرام، وفي منى، وذهبت الى المانيا وبريطانيا وكندا واميركا وحضرت مؤتمرات وندوات كثيرة في تلك البلدان.
      المنبر : فما هي رسالتكم وكلمتكم الاخيرة التي توجهونها الى المسلمين؟
      الرسالة التي اوجهها الى المسلمين هي ان يتمسكوا بولاية امير المؤمنين (ع) والائمة الطاهرين أهل الطهارة والنزاهة والعصمة واهل العلم والحلم والحكمة وفصل الخطاب، وان يتبرءوا من كل اعداء النبي واعداء آل بيته وان يستعملوا العقول ويتفكروا ويتدبروا فان الله لم يميزنا عن الحيوانات الا بالعقل والفهم، وليسال كل واحد نفسه : هل يمكن للاعمى ان يقود الاعمى ؟ وهل يمكن للناقص ان يكمل الناقص ؟ هل يمكن للعاصي ان يأخذ بيد العاصي؟ هل يمكن للنجس ان يطهر النجس ؟ لا والله. بل لابد من بصير خبير طاهر معصوم حتى يأخذ بايدينا وليس ذلك الا في ائمة آل البيت المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. اللهم عجل فرجنا بامامنا حتى يخرج لنا كالبدر الساطع فيحل السلام والامان، ويزول الظلام والزور والبهتان.اللهم امين.

      تعليق


      • #18


        6-الباحثة أم علي الدريب



        ولدَت في اليمن، ونشأت في أسرة متدينة تنتمي إلى المذهب الزيدي، لكنها بفعل الأجواء المناسبة التي توفّرت لها توجهت إلى البحث الجاد حول الأمور الدينية والمذهبية، فكانت النتيجة أن عرفت أنّ الحق مع المذهب الشيعي الامامي الاثني عشري، فتركت انتماءها السابق وتوجّهت بكل شوق إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .
        تقول الأخت حسينة: "إن اعتناقي للمذهب الجعفري كان بعد زواجي برجل كان قد اعتنق من قبل هذا المذهب، وقد يظن البعض أنني انتميت للمذهب الجعفري تقليداً لزوجي فحسب، ولكن يشهد الله أنني لم اختر هذا المذهب إلاّ بعد اقتناعي به وبعد معرفتي بالأدلة والبراهين الدالة على أحقّيته وصوابيته".

        لمحة مختصرة عن نشأتها:
        تقول الأخت حسينة حول نشأتها: "نشأت في اسرة مديتنة والحمد لله تعالى، هي على المذهب الزيدي الشيعي، وكان والدي حفظه الله تعالى يحب هذا المذهب حباً شديداً، وكان دائماً ومنذ صغرنا يعلّمنا الصلاة والأحكام على ضوء المذهب الزيدي لكي لا نتأثر بالمعلومات والمجتمع الذي حولنا، والحمد لله </SPAN>وبفضل الله وجهود الوالد العظيمة لم نتأثر بأي فكر مخالف لأهل البيت (عليهم السلام) ـ حسب عقيدة الزيدية ـ وكنت أحب العلم والمتعلمين.
        وكنت لا أجد فرقاً بين مذهب وآخر، وكان أكثر ما يهمني من الأشخاص حسن خلقهم وحسن تعاملهم وصدقهم وأمانتهم والتزامهم الأخلاق الفاضلة".

        موقفها من التيار الوهابي:
        تقول الأخت حسينة: "ومرت الأيام وبدأ الوهابية ينتشرون بشكل كبير في منطقتنا، وكان والدي حفظه الله تعالى يحذّرنا دائماً منهم ويبيّن لنا حقائقهم، ويغرس في قلوبنا حب الخمسة من أهل الكساء (عليهم السلام) وأئمة الزيدية والإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وثورته المباركة وخليفته (حفظه الله)، فنشأنا على ذلك، حتى دخلنا المدرسة فكنا فيها عندما يقول لنا الاستاذ: معاوية رضي الله عنه، فكنا نرفض الترضي عنه ونقول له: ان والدنا قال لنا انه حارب علياً (عليه السلام) وأنه لا يستحق الترضي.
        ولشدة حبي للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالستهم كنت احضر لاستمع محاضرات استاذة وهابية بجوار منزلنا، وكنت ألاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة وفق مذهب الوهابية، فكنت اقف ضدها ولكن للأسف لم يكن عندي علم اناقشها به، وكنت اعتمد على حبي لأهل البيت وكره أعدائهم الذي غرسه والدي (حفظه الله تعالى) في قلبي، ولم يكن عندي علم للرد على الشبهات ونحوها، لهذا قلت لنفسي: ان كنت واثقة من نفسي انني لا أتأثر بها، فسوف يتأثر بها غيري، فقررت البحث عن حل لهذه المشكلة، فجمعت معي مجموعة ثم طلبت بصورة غير مباشرة من الاستاذ علي الداهوق (حفظه الله تعالى) الذي كان معلم الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا آنذاك أن يقوم بتدريسنا في مجال العلوم الدينية.
        </SPAN>فاستجاب لدعوتنا وأتى إلى منزلنا وابدى استعداده لتدريسنا، فحدّدنا موعداً للدراسة وبالطبع بدأنا الدراسة بكل همه وجدية، ولقد احببت الدراسة من اعماق قلبي، ولشدة حبي لها صرت محل ثقة عند ذلك الاستاذ، فما مرت سنة كاملة حتى طلب مني ومن اختي واحدى زميلاتي أن نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية وغيرها كالطهارة والصلاة والتجويد..
        ثم واصلت التدريس بكل جهد واخلاص لمدة أربع سنوات تقريباً، وكنا في دراستنا نتعلم النحو والفقه والقرآن ونبحث في التوحيد والعدل والامامة وغيرها، كما كنا نبحث حول التشبيه والقضاء والقدر في عقائد الوهابية والرد عليهم، أما الجعفرية فلم نتطرق إليهم وكذلك أهل السنة من غير الوهابية كنا نسمع عنهم ولكن لا نقرأ ادلتهم والرد عليها".

        جملة من نشاطاتها التبليغية:
        تقول الأخت حسينة: "كان لنا بعض النشاطات التبليغة بالاضافة إلى التدريس، منها كنا نقوم ببعض المحاضرات والمجالس الدينية كمواليد الخمسة من أهل الكساء (عليهم السلام) والامام زيد وكذا وفاتهم، ولكن بطريقة تختلف عن أسلوب الشيعة الامامية، إذ لم يكن هناك فرق بين مجالس الولادة والعزاء إذ كان من كليهما يتم الحديث عن حياة ذلك الامام، وقصة ولادته أو وفاته، مع برامج اضافية اخرى كالحديث عن الوهابية وبطلان مذهبهم، لكن للاسف كنا لا نمتلك المعرفة الحقيقة بأهل البيت (عليهم السلام) .
        وكذا قمنا بالتعاون لنشر مجلة اسميناها مجلة الزهراء، وكنت مديرة التحرير باشراف معلمنا القدير، ومعاونة السيد يحيى طالب مشاري (وكان أكثر اهتماماً من غيره بنشر وتوزيع المجلة) والاستاذ علي وحير وغيرهم ممن كانوا يوجّهوننا. وقبل تأسيس المجلة كنا آنذاك قد عملنا جمعية خيرية باسم (جمعية النساء </SPAN>الخيرية) شكلتها طالبات العلم الشريف في الجوف، وكنا نطبع المجلة على حساب الجمعية".

        موقفها من المذهب الجعفري:
        تقول الاخت حسينه: "طبعاً في خلال دراستي لم أكن اسب الجعفرية، وكنت لا أشعر بوجود فارق يفصل أحدنا عن الآخر. كنت احس ان المذهب الجعفري أخو المذهب الزيدي، ولا يصح أن نفرق بينهما (وهذا ما سأضل اعتقده لأن المذهبين كلاهما شيعي والتفاهم بينهما ممكن ومتحدان في الولاء لأصحاب الكساء).
        وكانت ترد على ذهني بعض الاسئلة، ولم أكن أجد لها جواباً، بل لم يكن هناك من اتباحث معه في هذا المجال.
        وتحدثت مع أحدهم مرة حول أهل البيت (عليهم السلام) ، وذكرت انني من شيعتهم فقال لي: أنتم أهل البيت، انتم سادة (اشراف) ونحن شيعتكم. فتعجبت وتساءلت أنحن الأمان لأهل الأرض؟ أنحن أهل السفينة؟ أنحن..؟؟؟ فسكت في حيرة، لكني لم اناقش حتى نفسي لاذهب هذه الحيرة، وكأن الله قد قدّر لي اني سأبحث في المستقبل كل ما اخزنه في نفسي، ولم أجد من اناقشه، أو على الأقل لم اجد شخصاً يقول لي ان كلامي هذا مستحيل وينهي الموضوع.
        ومرة كنا في مجلس عزاء فتطرّقت للآية (فَسْـَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(1) فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية: نعم اسألوا أهل الذكر هذه هي أهل الذكر (تقصدني)، لقد هزني ذلك إذ لم يكن العلماء أهلا لذلك فكيف بي؟؟؟ طبعاً انا لم أكن أشك في المذهب انما صرت متحيرة لا أدري
        ____________
        1- النحل: 43.
        من هم أهل البيت؟ وأهل السفينة؟ و...".

        زواجها من رجل جعفري:
        تقول الأخت حسينة: "بعد أربع سنوات من درسي وتدريسي في تلك الفترة تقدم لخطبتي أحد أقاربي، وهو الأخ يحيى طالب قد شاع الخبر انه جعفري، وبعد فترة تزوجنا في 12 ذي الحجة سنة 1418هـ الموافق 6 / 4 / 1998م، وبعد خمسة أشهر تقريباً سافرنا إلى ايران الاسلامية تلك الدولة التي طالما حدثني والدي (حفظه الله) عنها، وطالما اشتقت ان اشم رائحة ترابها، وطالما استمعت إلى اذاعتها وراسلتها بالبريد وكنت انتظر جوابها فيأتيني فأرتاح لهديتهم البسيطه كمجله أو كتاب ونحوهما، وقد احببت ايران حباً شديداً لما كان يبث في اذاعتها من معارف وعلوم دينية لا توجد في أي دولة اسلامية اخرى وبرامجها كلها دينية وثقافية وعلمية.
        جئت إلى ايران وأنا لا أصدق نفسي من الفرح صحيح اني حزنت لفراق أهلي ووطني، فالوطن عزيز ومحبوب، وتراب الوطن ذهب كما يقال ألا انني تغربت في بلاد الاهل من ناحية الدين والعقيدة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(1).
        وبعد وصولي إلى ايران عرفت بوجود فارق بين المذهب الزيدي والمذهب الجعفري، واستأت من زواجي من شخص جعفري، ولكن زوجي تعامل معي بكل صبر وتأن وحلم وعقل وهدوء مقابل انفعالي، وحلف لي يميناً انه لم يتبع المذهب الجعفري إلاّ لأدلة وجدها أقنعته، وحلف لي أنني إذا رددت عليه بأدلة ثابتة صحيحة فسيرجع إلى المذهب الزيدي فصرت على أمل أن أُرجعه إلى الزيدية لاني عرفت انه جاد في كلامه، وهو انسان مؤمن، وليس من أهل الدنيا، وهذا ما
        ____________
        1- الحجرات: 10.
        جعلني أصدقه، ولكن لا أجد ما أقول له إلاّ أن أوجه له اسئلة مثل: لماذا اتبعتهم وما ادلتهم؟؟ فقال: إن اشد الخلاف بين البشر هو الخلاف على الولاية أو العلو في الأرض، وهذا كلام ذكره بالتفصيل في كتابه (في ظلال الاسلام، حقيقة النزاع) وقال لي ان المسلمين مجمعون على ان من صحت اصوله يتبع في فروعه، والخلاف بين الزيدية والجعفرية أكثره واهمه في الامامة، الجعفرية تقول ان الائمة اثنا عشر اماماً. فقلت: وما دليلهم؟ قال: الحديث الموجود في كتب الزيدية والسنة والجعفرية. فقلت ائتني بمصدر واحد يذكر ذلك؟
        فقال: بل آتيك بمصادر لا مصدر واحد. فأتى بصحيحي البخاري ومسلم وغيره من الصحاح الستة. وعندما قرأتها تحيرت فلأول مرة اعرف ان هذا الحديث موجود في صحاح أهل السنة، لكني كابرت في البداية وقلت اريد مصادر زيدية لا حاجة لي بمصادر أهل السنة، وما كان منه إلاّ أن أتى بكتب أئمة الزيدية وكبار علمائهم مثل: (التحف شرف الزلف) و(لوامع الانوار) للسيد مجدالدين المؤيدي وسير بعض ائمة الزيدية مثل (سيرة الامام المرتضى) وكتاب (الحدائق الوردية في مناقب ائمة الزيدية) و(الشافي) و(البحر الزخار) وغيرها".

        قناعتها بأحقية المذهب الجعفري:
        تقول الاخت حسينة: "واستمرت فترة بحثي وحيرتي مدة ثلاث سنوات حتى وصلت إلى القناعة التامة بأحقية المذهب الجعفري.
        وخلال عدة مرات وانا اذهب وارجع إلى اليمن، التقيت باستاذي وخالي ووالدي وحاولت أن استفيد منهم، إلاّ أنّهم كانوا يتعصّبون ويتهمونني بأني جعفرية فالتزمت امامهم الصمت.
        وسألت استاذي بعض الاسئلة حول الجعفرية، ولكنه للأسف لم يجبني بصورة علمية.
        </SPAN>واذكر مرة في صنعاء دعينا للغداء من قبل أحد علماء الزيدية الكبار، وكان من خلف الباب يوصيني الا اتأثر بالجعفرية، فقلت له: ما هو عيبهم؟ قال: والله انهم احسن من الزيدية في كل شيء، الا انهم يقولون يا حسين ويا علي ويا فلان... وهذا شرك. فأجابه السيد وقال إنهم يعتقدون أن علي أو الحسين أو حتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا حول لهم ولا قوة إلاّ بإذن الله إنما هو يتوسلون بهم إلى الله، ولا تجد جعفري يقول أن أهل البيت لهم حول بدون اذن الله، ومن قال بهذا فهو مشرك بالله عندهم وليس بمسلم; فقال: جيد، هذا جيد ثم ذهب ولم يقل شيئاً، ثم سافرنا إلى ايران واستمريت في البحث في الكتب ولم استفد من شخصيات علمية في اليمن كنت أظن انها ستفيدني في البحث والنقاش ولم تحن الفرصة إلاّ لبضعة تساؤلات لم تجد لها جواباً مقنعاً والتساؤلات والبحث والتحقيق والمقارنة بين كل حديث وآخر استمر سنوات حتى اعلنت لزوجي حقيقة مذهبه وإيماني به رغم أنه لم يشدد علي بل كان يقول لي: ان كان عندك ما يفيدني فسأكون لك شاكراً. لكني صرت في حرب مع نفسي إذا انني لم أجد ما أفيد نفسي به إلاّ ان أصرح بالحق، ولا اخاف في الله لومة لائم رغم خوفي الشديد من والدي الكريم (حفظه الله) الذي أكن له جل الاحترام والتقدير، وهو يحترمني فوق ما استحق بكثير ولي في قلبه مكانة عالية ولله الحمد، وهذا يعود إلى أني حينما كنت أدرس المذهب الزيدي كنت أعمل بحركة وجدية وكان يشجعني ويحبني كثير وحتى قبل ذلك طبعاً.
        وأيضاً كنت افكر في والدتي وبقية الاقارب والصديقات والزميلات وطالباتي الذين طالما حدثتهم عن الزيدية ـ ولو اني ما كنت اناقش المسائل مناقشة علمية انما كانت اطروحات، من قبيل ان عقيدتنا هي الحق لوجود الأحاديث الواردة في وجوب التمسك بأهل البيت ولكن من دون تطبيق </SPAN>الأحاديث أو مطابقتها على مصاديقها، ومن قبيل ان الوهابية مجسمة ومجبرة و...
        لقد فكرت في هؤلاء جميعاً ماذا سيقولون عني، ولكن قلت لنفسي إن كنت انتقد الوهابية وغيرهم من أهل السنة إذ لم يتبعوا الحق ويبحثوا عنه، فها أنذا ارى الحق ولكني اخشى الناس وتذكرت الآية الكريمة (وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ)(1).
        نعم لابد ان أعلن الحق ولعل الله يهديهم فيصلوا للحق كما وصلت إليه، وكاتم الحق شيطان اخرس".

        مؤلفاتها:
        1 ـ وعرفت من هم أهل البيت (عليهم السلام).
        2 ـ المرأة والحرية.
        3 ـ ولاية آل محمد (ص) بالعقل والنقل.

        تعليق


        • #19
          للرفع

          تعليق


          • #20
            7-الشيخ حسين محمد الكاف

            ولد عام 1967 م في اندونيسيا ، وكان أبوه ممن حظى بدراسة العلوم الإسلامية، فاهتم به والده ووفّر له أفضل الأجواء الدينية لتزدهر فيه الأخلاق الحميدة وتنمو عنده السجايا الحسنة وليكون في المستقبل ممن له القدرة على حمل أعباء مسؤولية الدعوة والإرشاد بين أبناء الأمة الإسلامية.
            ولهذا أرسله والده على الفور بعد إتمامه الدروس الأبتدائية إلى المعهد الإسلامي (يابي) الذي كان يديره السيد حسين الحبشي.
            يقول الأخ حسين حول هذا المعهد: يعتبر هذا المعهد من أحسن المعاهد في أندونيسيا، لأنّ مديره كان يهتم بتطبيق القيم الإسلامية فيه ، وكان يسعى أن تكون أجواء المعهد مناسبة لتنمية مهارات الطلبة وتقوية جوانبهم الروحية والمعنوية.
            ويضيف الأخ حسين: درست خلال فترة بقائي في هذا المعهد - والتي دامت مدة سبع سنوات- شتى العلوم الإسلامية منها اللغة العربية بكل جوانبها (النحو والصرف والاعراب) ، وعلوم القرآن والتفسير وعلوم الحديث وسيرة الرسول الأكرم (ص) وغير ذلك.
            ويذكر الأخ حسين : إنّ هذا المعهد كانت دروسه مبرمجة وفق مذهب الإمام الشافعي باعتباره المذهب السائد في ربوع اندونيسيا. ولكن المدير كان متسماً بعقلية منفتحة بحيث أنه كان يدعو الطلبة بعد وصولهم إلى مرحلة يعتد بها من الدراسة للخروج من دوائرهم الضيقة في دراسة العلوم الإسلامية، وكان يحثّهم على التعرّف على آراء باقي المذاهب الإسلامية، ودراسة أدلتهم من أجل اكتساب الرؤية الشمولية وعدم الوقوع في أسر النظر إلى الأمور من زوايا محدودة.
            وكان هذا المعهد يمتلك مكتبة واسعة تحتوي على كمية كبيرة من الكتب بالقياس إلى باقي المكتبات الأخرى في اندونيسيا ، وكانت تتضمن كتب متنوعة من الفرق الإسلامية.

            الإنفتاح على باقي المذاهب الإسلامية
            كان لكلام مدير المعهد أثراً كبيراً في نفسية الأخ حسين ، ومن هنا اقتنع بضرورة توسيع دائرة معارفة وعدم الإكتفاء بدراسة المذهب الذي يرثه الإنسان من آبائه ، فلهذا بادر بعد اتقانه لمباني واسس مذهب الإمام الشافعي إلى مطالعة كتب باقي المذاهب الإسلامية.
            ومن هذا المنطلق طالع الأخ حسين الكثير من الكتب الإسلامية ، ولكنه لم يجد فيها ما يدعوه إلى تغيير أو تصحيح مرتكزاته الفكرية حتى وقع بيده كتاب ((أبو طالب مؤمن قريش)) تأليف عبد الله الخنيزي ، فأثار هذا الكتاب في نفسه غريزة حب الإستطلاع حول المذهب الشيعي ونمت في نفسه رغبة التعرف على أصول ومباني هذا المذهب.
            فسأل بعض الطلبة عن الكتاب الذي يستطيع من خلاله أن يتعرّف على مذهب التشيّع ، فأرشدوه إلى قراءة كتاب (التحفة الاثنى عشرية) تأليف الشاه عبد العزيز الدهلوي.
            يقول الأخ حسين: تناولت الكتاب فالفيت كاتبه معادياً للتشيع ، بحيث دفعه هذا الأمر إلى الخروج عن حد الإعتدال في تقييمه لهذا المذهب ووجدته ينسب للشيعة آراء شاذه بحيث يستنفر منها العقل من قبيل القول بألوهية علي بن أبي طالب أو نبوته أو خيانة الأمين جبرائيل في إعطاء الرسالة الالهية وغير ذلك.
            ومن هنا اندفع الأخ حسين للبحث حول الشيعة، ورأى أنّه لا يصح معرفة مذهب معيّن من كتب مخالفيه، بل ينبغي مراجعة كتب علماء ذلك المذهب ومن ثم الحكم عليه وفق تملي الأدلة والبراهين.

            دراسته لمذهب أهل البيت (ع)
            من هذا المنطلق بادر الأخ حسين إلى البحث عن كتاب شيعي يعرّفه بأصول ومبادئ مذهب أهل البيت (ع) ، فوقع بيده كتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين.
            ويقول الأخ حسين حول كيفية حصوله على كتاب المراجعات: كان هذا الكتاب في مكتبة والدي الذي توفي بسنتين بعد ذهابي إلى المعهد الإسلامي ، وكان والدي قد حصل على هذا الكتاب عن طريق مراسلته مع دار التوحيد في الكويت.
            فقرأت هذا الكتاب بشوق من أوّله إلى آخره ، فتبلورت صورة حقيقية في ذهني عن مذهب التشيع ، ثم راجعت أحد أساتذتي في المعهد من أجل التباحث معه حول ما طرء في بالي من تساؤلات حول الاختلاف الواقع بين أهل السنة والشيعة.

            الإقتناع بأحقية التشيّع
            يقول الأخ حسين: استمرت مباحثاتي مع هذا الأستاذ فترة طويلة ، حتى تبيّن لي أنه قد استبصر من قبل ، وهو ينتمي إلى مذهب أهل البيت (ع) ولكنه يكتم تشيعه لئلا يعيق ذلك حركته في نشر مذهب التشيّع في أوساط الشباب المثقفين ، فطرحت عليه الكثير من التساؤلات وكان أستاذي هذا يجيب عليها بدقّة، ومن هنا تبلورت قناعتي بأحقية مذهب أهل البيت (ع).
            ويضيف الأخ حسين حول استاذه هذا : لابد أن أقول بأن لهذا الأستاذ فضلاً كبيراً في إرواء غلتي وإشباع نهمي إلى الحق والحقيقة ، وأنا - في الواقع - لا أقدر على مكافئته إلا بالدعاء له ، وأسأل الله تعالى أن يجزيه عني وعن الإسلام خير الجزاء وأن يحشره مع محمد (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

            السفر إلى إيران لطلب علوم أهل البيت (ع)
            يقول الأخ حسين: ثم أرسلني هذا الأستاذ إلى إيران لأنهل فيها من علوم ومعارف وتعاليم أهل البيت عليهم السلام ، فالتحقت بالحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ، وبقيت فيها فترة حتى وصلت إلى مرحلة يعتد بها في دراسة علوم أهل البيت (ع) ، ثم رجعت إلى أندونيسيا وأنشأت بمعية بعض المؤمنين مؤسسة الجواد الإسلامية في مدينة باندونك التابعة لمحافظة جاوة الغربية الأندونيسية.
            وقمنا من خلال هذه المؤسسة بنشر مذهب أهل البيت (ع) وذلك عن طريق عقد الندوات والجلسات العلمية وإصدار النشريات الشهرية وترجمة بعض الكتب الشيعية إلى اللغة الأندونيسية ، ونحن لا نزال نواصل نشاطنا في هذا المجال ، وأملي أن يوفّقنا الباري عز وجل إلى المزيد في نشر علوم أهل البيت (ع).

            تعليق


            • #21
              8-المستشار الدمرداش العقالي


              ترجمة المستشار الدمرداش العقالي

              من مواليد مصر وخريج كلية الحقوق وعضو سابق في مجلس الشعب المصري وكان لفترة ما مستشاراً في الحقوق للرئيس المصري حسني مبارك تشرف بالانتماء الى مذهب اهل البيت (ع) وكانت اول محطة جادة دفعته للاستبصار كما يلي :
              يقول الاستاذ زكي العقالي : لقد مرّ علي زمن استغرق عقدين من السنين حاولت خلالها أن اتعرف على وجه الحق في الاعتقاد بمذهب أهل البيت (ع) وكان منطلقي في بداية البحث ريفي حيث جبلت على حب اهل البيت (ع) واعطائهم الولاء القلبي الكامل ثم اتفق لي لما شغلت منصب القضاء في مصر أن وكل إليّ في الاعوام 1965 ـ 1967 م الفصل في قضايا الاحوال الشخصية للمسلمين والمسيحيين في احدى مدن الصعيد وهي مدينة ((كومومبو)) في محافظة اسوان حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون في سلام اجتماعي واحترام متبادل، اتفق لي ان عرضت عليّ قضية تطليق بين مسيحي ومسيحية، وكان مبنى الدعوة التي اقامها الزوج على الزوجة هو الزنا ، وهو السبب الوحيد لفصل العروة الزوجية عند الاقباط الارثوذكس، وكان القانون ينص على ان القاضي عند نظره الدعاوى بين المسيحيين يحضر معه رجل الدين المسيحي ، وكان القسيس الذي حضر معي الجلسة يبدو عليه التوتر والازعاج مما يرمي به المدعى الزوج زوجته المدعى عليها، فاشفقت عليه مما يعانيه واردت ان اداعبه فقلت له، هلا استطعتم ان تبحثوا عن طريق لتخفيف الانفلاق في مسألة الطلاق بحيث يستطيع الزوج عندكم ان يطلق من غير حاجة الى اتهام زوجته بالزنا؟ فجاء رد الرجل سريعاً منفعلاً قائلاً : اتريد ان تجعل الطلاق عندنا مثل ما عند المسلمين حيث تطلق المرأة من غير ضوابط ؟! فتركت هذه العبارة أثرها العميق في نفسي واورثتني صدمة لم اكن متوقعاً لها، فذهبت الى فضيلة المرحوم ابو زهرة وكان استاذاً لي في كلية الحقوق وشكوت اليه قواعد الطلاق في مذهب ابي حنيفة ، فكان جواب الشيخ ابو زهرة لي : ياولدي لو كان الأمر بيدي ماجاوزت في القضاء والفتيا مذهب الامام الصادق(ع) ووجهني الى ان اعود إلى احكام الطلاق عند مذهب اهل البيت فلما عدت اليها تبيّن الى ان الطلاق عندهم لايقع الا بشروط وضوابط ، فقلت في نفسي سبحان الله كيف غاب هذا عن فقهاء خلفوا مذاهب بدين بها الناس وتتأثر بها العلاقات ويصبح بها الحلال حراماً والحرام حلالاً كانت هذه اول محطة جادة وضعتني مع نفسي ثم اتفق لي ان قرأت كتاباً مطبوعاً على نفقة وزارة الاوقاف المصرية في عهد وزيرها المرحوم الشيخ احمد حسن الباقوري عام 1955 عن الفقه الامامي الشيعي عنوانه ((المختصر النافع في فقه الامامية)) للمحقق الحلي فزاد يقيني من ان هذا الفقه الشيعي كما وصفه الشيخ الباقوري في مقدمة الكتاب باعدتنا عنه الاهواء رغم ان فيه العلاج الامثل لكثير من عللنا الاجتماعية.وكانت قراءتي لهذا الكتاب متعاصرة مع قراءتي لفتوى اصدرها فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر الاسبق حيث افتى : ان المذهب الشيعي الامامي من اصح المذاهب نقلا عن رسول الله (ص) وانه يجوز التعبد به .
              ومن يومها بدأت رحلتي في التعبد بمذهب الامامية ثم توجهت الى الابحاث الشيعية الاخرى حتى استبان لي احقية هذا المذهب وعرفت ان الامامة هي ضرورة الحياة وان القرآن لايحيى بغير الامامة لانه يظل كتاباً معطلاً او مستشكلاً في بعض آياته بدون وجود الامام المعصوم الذي يدل على الحقيقة فقررت بعدها الانتماء الى هذا المذهب.

              مؤلفاته :
              1 ـ دعائم المنهج الاسلامي ، الناشر : دار الصفوة / بيروت سنة 1417 هـ ـ 1996 م 110 صفحات من الحجم الكبير.
              جاء في تعريف مجلة المنهاج ـ العدد الرابع ـ شتاء 1417 هـ ـ 1996م: (يرى المؤلف ان دعائم المنهج الاسلامي تكمن في بيان الطريقة الموصلة الى معرفة النفس وصولاً الى معرفة الرب), وتحقيقاً لمقام العبودية، وعلى ذلك حصر بحثه هذا في فصلين هما : المعرفة والعبودية في حديثه عن المعرفة يتحدث عن مصادرها موضحاً التباين بين الباحثين ـ في مصادر المعرفة بحسب تباين مدارسهم الفكرية ليعالج بعد ذلك الفطرة والحس والعقل والالهام والوحي وختم المؤلف كتابه ببحث عن دور العقل من حيث الاطمئنان لصدور الوحي، ولم يعالج موضوع العبودية كما اشار لذلك في مقدمة الكتاب.
              2 ـ ((محاضرات عفائدية)) ستصدر عن مركز الابحاث العقائدية قريباً .
              مجموعة محاضرات القاها في إيران عند زيارته لها عام 1421هـ منها :
              1 ـ (( الرحلة الى الثقلين)) يذكر فيها شيئاً من حياة وكيفية انتقاله الى مذهب اهل البيت (ع) وبيان علو شأنهم وانهم احد الثقلين الذي يفسر الثقل الآخر .
              2 ـ (( الامامة في القرآن)) استدلال رائع ومتسلسل بآيات من القرآن الكريم في اثبات امامة أهل البيت (ع) اجاب في نهاية المحاضرة على استفسارات واسئلة الحاضرين.
              3 ـ (( امامة الحسين (ع) في سفر الشهداء)) محاضرة مطولة حول تاريخ الانبياء (ع) من زمان ابيهم ابراهيم الى زمان الخاتم (ص)، وذكر حسد قريش للنبي (ص) وآله (ع) ومقاومتها لدين الاسلام من الخارج ومحاولة هدمه من الداخل بعد ذلك. وقارن خروج الامام الحسين (ع) من المدينة بخروج موسى خائفاً مترقباً من مصر. وذكر ما تعرض له بنو امية بعد قتل الامام الحسين (ع) وما سيتعرض له الظالمون عند خروج الامام المهدي (ع).
              4 ـ (( انتخاب الطريق من الظلمات الى النور)) وفيها تفاصيل أخرى عن كيفية انتقاله الى مذهب أهل البيت (ع) غير ماذكره في المحاضرة رقم (1) ، وفيها ذكر قصة إطلاعه على كتب اوردها الحجاج الايرانيون الى الحجاز وكيف اسندت اليه مسؤولية اصدار الحكم بمصادرتها عندما كان يعمل مستشاراً في وزارة الداخلية بالسعودية، وكيف استفاد من هذه الكتب وتمكن من اكتشاف دور آل البيت من حديث الثقلين.
              5 ـ (( من هم الشيعة)) تعرض فيها الى امور متعددة من تفسير لبعض آيات القرآن الكريم وعرض سيرة النبي (ص) والائمة (ع) وكيفية انتقال الهداية الالهية بعد النبي محمد (ص) خاتم الانبياء الى الامام علي واولاده (ع) ، ووارثة الشيعة بحبهم آل البيت (ع) كل الدين والهداية الالهية وانهم الذين سينتصر بهم الله على الدين بظهور القائم.

              أبحاث :
              له بحث حول مسؤوليات الامة الاسلامية في الانتظار والتحديات، القاه في ملتقى الفكر الاسلامي الثاني عشر الذي عقد في المركز الاسلامي في انجلترا وقد نشرته مجلة شؤون اسلامية التي تصدر عن المركز العدد 7 ـ سنة 1421 هـ ، عقد الملتقى تحت عنوان (مستقبل الامة الاسلامية بين تحديات عصر العولمة والاطروحة الالهية لمستقبل البشرية).
              يتحدث في هذه المقالة عن مصطلح العولمة الذي يرى ان الاسلام يقبله لانه دين عالمي وان سيادة الاسلام العالمية ستتحقق بقيادة الامام المهدي (ع).
              ويتحدث عن بشرى المسيح بالنبي محمد (ص) وان للمسيح عودة الى الارض لنصرة الامام المهدي الذي سيطبق القرآن الذي هو لكل العصور بما فيها عصر العولمة.

              تعليق


              • #22
                9-الإستاذ صائب عبد الحميد


                من مواليد دولة العراق ـ ولد عام 1956 م بمدينة (عانة)، ترعرع في أجواء غذته العقيدة الاسلامية وفق مذهب أهل السنة والجماعة، واصل دراسته الاكاديمية حتى نال شهادة البكالوريوس في فرع الفيزياء، ثم توجه الى مهمة التدريس في هذا الاختصاص وباشر عمله في احدى المدارس الثانوية.
                ثم شاءت الاقدار الالهية أن توفر له الاجواء المناسبة لارتقاء مستواه الفكري، فانتهز الاستاذ هذه الأجواء وجعلها سبيلاً لنيل أرقى مراتب الوعي الديني فوسع آفاق رؤاه ، فكانت النتيجة أن أحاط علماً بقضاياً قلبت له الموازين التي كان عليها فيما سبق، ثم لم تمض فترة من الزمن الا والفى نفسه مولعاً بمذهب أهل البيت (ع)، فاتخذ قراره النهائي ولم تأخذه في الله لومة لائم ثم اعلن انتماءه لمذهب عترة الرسول (ع)، ثم توجه بعد ذلك بعزيمة فاعله وجدارة فائقة الى نشر علوم ومعارف أهل البيت عبر التأليف والتدوين، وكان كتابه الأول هو (منهج في الانتماء المذهبي) وهو الكتاب الذي ذكر فيه حول منطلق اندفاعه لاعتناق مذهب أهل البيت (ع) :
                مع الحسين ـ مصباح الهدى ـ كانت البداية ومع الحسين ـ سفينة النجاة ـ كان الشروع.
                بداية لم اقصدها أنا، وإنما هي التي قصدتني، فوفقني الله لحسن استقبالها ، وأخذ بيدي الى عتباتها..
                ذلك كان يوم ملك علي مسامعي صوت شجيّ، ربما كان قد طرقها من قبل كثيراً فاغضت عنه، ومالت بطرفها وأسدلت دونه ستائرها ، واعصت عليه .
                حتى دعاني هذه المرة وأنا في خلوة ، أوشبهها ، فاهتزت له مشاعري ومنحته كل إحساسي وعواطفي ، من حيث أدري ولا أدري .
                فجذبني اليه .. تتبادلني أمواجه الهادرة .. وألسنة لهيبه المتطايرة .. حتى ذابت كبريائي بين يديه، وانصاع له عتوي عليه.
                فرحت معه ، اعيش الاحداث ، وأذوب فيها .. أسير مع الراحلين، وأحط إذا حطوا، واتابع الخطى حتى النهاية..
                تلك كانت قصة مقتل الامام الحسين (ع) بصوت الشيخ عبد الزهراء الكعبي يرحمه الله ، في العاشر من محرام الحرام من 1402 للهجرة .
                فأصغيت عنده أيّما إصغاء لنداءات الامام الحسين ..
                وترتعد جوارحي .. لبيك ياسيدي يابن رسول الله ..
                وتنطلق في ذهني أسئلة لاتكاد تنتهي ، وكأنّه نور كان محجوباً ، فانبعث يشق الفضاء الرحيب دفعةً واحدة ..
                وتعود بي الافكار الى سنين خلت ، وانا ادرج على سلّم الدرس، لم أشذ فيها عن معلّمي، فقلت : ليتني سمعت إذا ذاك ما يروي ظمأي..
                ثم أنت ياحلق الوعظ، وياخطب الجمع ويا بيوتات الدين، أين انت من هذا البحر اللامتناهي ؟!
                وأين أنتِ أيتها الدنيا ؟!
                وعلى أي فلك تجري أيها التاريخ ؟!
                ألا تخشى ان يحاكمك الأحرار يوماً ؟
                عتاب لاذع ، واسئلة لاتنتهي ، والناس منها على طرق شتى ..
                عدت مع هذه الواقعة الى الوراء .. فاذا الناس من حينها كحالهم الآن ، فهم بين من حمل الحسين مبدءاً ، وتمسك به إماماً وأسوة . ودليلاً الى طريق الفلاح ، فوضع نفسه وبنيه دون أن يمس الحسين، وبين من حمل رأس الحسين هدية الى يزيد!!
                وبين هذا وذاك منازل شتى في القرب والبعد من معالم الحسين.. واشياء اخرى تطول، فقد استضاءت الدنيا كلها من حولي، وبدت لي شاخصة معالم الطريق..
                فرأيت الحكمة في أن اسلك الطريق من أدلة ، وابتدئ المسيرة بالخطوة الاولى لتتلوها خطى ثابتة على يقين وبصيرة..

                مؤلفاته :
                1 ـ منهج في الانتماء المذهبي ـ صدر عن مركز الغدير في طبعته الخامسة سنة 1414 هـ / 1994 م وصدرت قبلها اربع طبعات في ثلاثة بلدان اسلامية جميعها في سنة 1413 هـ.
                يقول المؤلف في بداية الكتاب : ليس هو كتاباً مذهبياً يراد منه تعميق الخلاف بين المسلمين فما أحوجنا اليوم الى كلمة تلمّ شملنا ، وتؤلف بين قلوبنا، وما أحرانا باجتياز الحواجز التي ركزت بيننا.
                وهذا الكتاب هو تجربة شخصية..
                تجربة فيها كل ما في التجارب الكبيرة من مشاكل وصعوبات ، وفيها ما في اخواتها عند تكلل بالنجاح.
                وقد لا تكون التجارب في ميدان العقيدة عزيزة ، فربما خاضها كثيرون من ابناء كل جيل ، ولكن انتصار اليقين والحق المجرد على العاطفة هو العزيز في تلك التجارب.
                ورأيت اثناء رحلتي ان الوفاء للذكريات لاينبغي ان يكون عاطفياً ، فربما ينعكس اثره فلا يكون عندئذ وفاءً .. وإنما المطلوب من الوفاء ان يكون وفاءً عملياً ان صح التعبير.
                من هنا وجدت لزاماً علي ان اسجل تجربتي بكل امانة ، لتكون بين ايدي التجربة جاهزة تختزل الكثير من عناء هذا الطريق الطويل ، وتقدم حلولاً للكثير من تلك الاسئلة الحائرة..
                فوضعت هذا الكتاب ..
                ووضعت ذلك في فصول اكتفيت فيها بالقليل من شواهد التاريخ ، واغضيت عن كثير منها خشية الاطالة مرة ، ولكراهة الغوص في أغوار بعض الاحداث المؤلمة اكثر من القدر الكافي مرةً اخرى.
                وقد قدمت له بمقدمتين :
                الاولى : حول طبيعة الانتماء المذهبي ، وأثره في قضية الوحدة بين المسلمين .
                والثانية : إشارة موجزة الى بداية قصتي في هذه الرحلة.
                2 ـ ابن تيمية ، حياته ، عقائده ـ صدر في طبعته الثانية عن مركز الغدير سنة 1417 هـ / 1997 م قال المؤلف في المقدمة : (لقد دعونا ابن تيمية ، فعرفناه لمن لم يعرفه، وعرّفنا بأجوائه كلها من حيث الزمان والمكان، ثم تكلم هو عن نفسه شيئاً ليعرف القارئ صورته ونبراته، ثم انتقلنا معه الى لباب عقائده ولم نقف عند القشور ، ذهبنا الى الصورة الكاملة ولم نقف عند الاطار نعظمه ونمجده ، او نعيبه ونبخسه نضارته ، وأعرضنا عن كثير من التفصيل الذي يتشابه في معناه ويتفق في مغزاه، حرصاً على لم أطراف تلك الصورة الممتدة الواسعة بما لايضيع شيئاً من معالمها.
                وأهم ما في الكتاب ان الرجل هو الذي تكلم عن نفسه وعن لباب عقائده لا عشاقه ولا حساده ..
                فجاء هذا الكتاب ليمثل الفصل الاخير في ما كتب في موضوعه.
                إنه الحلقة المفقودة وتاريخ عقيدة ، وفي حقيقة رجل .
                يتألف الكتاب من اربعة أبواب ..
                الباب الاول : العلم وبيئته وعصره وحياته.
                الفصل الاول : ابن تيمية .. اسرته وبيئته .
                الفصل الثاني : سمات عصره.

                الفصل الثالث : حياته.


                الباب الثاني : ميادين عقائده الكبرى .


                1 ـ الفصل الاول : الاجتهاد والتقليد.
                2 ـ الفصل الثاني : الصفات والتفسير.
                الفصل الثالث : مع الصوفية
                الباب الثالث : مع الشيعة
                الفصل الاول : علامة الشيعة ابن المطهر
                الفصل الثاني : منهاج السنة
                الفصل الثالث : اخفاقات ابن تيمية في تعريف الشيعة .
                الباب الرابع : اهل البيت (ع) في عقيدة ابن تيمية
                الفصل الاول : الاعتقاد بتقديم أهل بيت الرسول
                الفصل الثاني : مع فضائل أهل البيت (ع)
                الفصل الثالث : مع خصائص علي
                الفصل الرابع : علي والخلافة
                الفصل الخامس : نهضة الحسين (ع) واستشهاده
                الفصل السادس : من هم اتباع أهل البيت .
                3 ـ تاريخ الاسلام الثقافي والسياسي ، مسار الاسلام بعد الرسول ونشأة المذاهب ، صدر عن مركز الغدير للدراسات الاسلامية سنة 1417 هـ ـ 1997 م .
                جاء في مقدمة الناشر : (الكتاب .. هو بحث تحليلي ، ودراسة في وقائع التاريخ ، ومحاولة لتشخيص حقائق ذات شأن في اوضاع الأمة ، وتشكيل وعيها وفهمها الحوادث التاريخية.
                تناول الكاتب التعريف بالمؤرخين ومناهج التاريخ عند المسلمين ، كما قام بالنقد والتقويم للمواقع التي تحتاج الى مثل هذا التعامل ، وتحدث عن نشأة الفرق والمذاهب والاتجاهات والصراعات السياسية ، وما امتد اليها من تحريف وتزييف وتأثيرات سياسية، كما تحدث عن حركات التصحيح والثورات ، وعرف بالاتجاهات الفكرية ، والمذهبية الكبرى) .
                يقول المؤلف في مقدمته : (تقسمت هذه الدراسة على خمسة ابواب ، تراوحت فصولها بين الاثنين والثلاثة لكل باب ..
                ـ ركزنا في الباب الأوّل على مجموعة من الاثارات الكبيرة والارقام الهامة الشاهدة على وقوع الاضطراب الكبير والتناقضات الكثيرة في مصادرنا التاريخية ، سواء ما كان مختصاً بتواريخ الفرق والمذاهب وعوامل نشأتها ، أو ما كان مختصاً بالتاريخ السياسي والاجتماعي ـ لنذكر اثناء ذلك الأبواب والمنافذ المحتملة لدخول الاخبار المتناقضة والمتضاربة، ليكون في هذه الفترة ذاتها ، التي انتظمت في الفصل الثاني، مع فقرات اخر تضمنها الفصل ذاته مما يفي بتعضيد وتجسيد ضرورة القراءة النقدية الدقيقة لتاريخنا الاسلامي.
                ـ وفي الباب الثاني تناولنا النظرية السياسية عند المسلمين منذ نشأتها ، اذ كانت في يومها الأول مفتاحاً للواقع الجديد لمرحلة ما بعد الرسول (ص) ، ثم رأينا كيف ترك الواقع التاريخي نفسه أثره على صياغة النظرية السياسية وتطورها في مراحلها اللاحقة .. ذلك الأثر الذي كان مرآة لأثر الواقع التاريخي نفسه في دواوين التاريخ وكتب الفرق والمذاهب.
                وابتداءً من هذا الباب فقد التزمنا البحث عن البديل الصحيح ككل قضية لا تعتمد امام النقد ولا يسندها البرهان العلمي.
                ـ وتناول الباب الثالث التفصيل في معالم المسار الجديد، سياسياً ودينياً واجتماعياً فتجاوز معالم السياسة الى معالم الحركة الدينية المتمثلة في الموقف من القرآن والسنة والتصور الكامل لدورهما في الحياة السياسية والاجتماعية ، وموقع الاجتهاد وتطوره والى معالم الحالة الاجتماعية ، وحركة الفتوح الاسلامية.
                ـ وانتقل الباب الرابع الى مرحلة جديدة مرّ بها التاريخ الاسلامي ، تميزت بمحاولة الاصلاح والتصحيح لما وقع من اخطاء سياسية أو دينية او اجتماعية في المرحلة السابقة ، وتقويم اي اعوجاج أو انحراف قد طرأ في المسار لاعادة وصله بأصله الاول ـ مسار الاسلام في حياة الرسول (ص) مع التوقف في اثناء ذلك على الصعوبات التي كانت تواجهها حركة التصحيح والمشاكل الحادثة في طريقها ، ذات الصلة الاكيدة بالمرحلة السابقة.
                ـ اما الباب الخامس والاخير فقد توقف عند معالم جديدة ، هي مرحلة انعطاف خطير في المسار التاريخي ، كانت خصبة بالخلافات والنزاعات التي كانت اسباباً مباشرة في نشأة الفرق والمذاهب ، مع التركيز على العوامل الخاصة الداخلة في نشأة وتكوين كل واحد من هذه الفرق والمذاهب.
                ـ ثم الحقناه بخاتمة جمعت في استعراض سريع أهم النتائج التي توصلت اليها هذه الدراسة ثم دليلاً مفصلا في مطالب الكتاب ، وآخر في المراجع والمصادر المعتمدة في هذا الكتاب ، ضمناه تعريفا مفصلاً بالنسخ المعتمدة لدينا لملاحظة اختلاف الطبعات في ارقام الصفحات وفي تسلسل الاحاديث والتراجم أحياناً ان وجدت.
                4 ـ حوار في العمق من أجل التعريف الحقيقي ـ صدر في مركز الغدير / بيروت .
                جاء في تعريف المؤلف بالكتاب : (أعد هذا المقال أولاً للمشاركة في المؤتمر السابع للوحدة الاسلامية المنعقد بطهران 15 - 17 ربيع الاول 1415 هـ ، فطبع هناك على نطاق المؤتمر ، وقد ارتأت مؤسسة الغدير للدراسات والنشر اعادة طباعته ونشرة ، كما اقترحوا علي التوسع فيه ولو يسيراً لانه كان بحثاً مضغوطاً يفتقر لكثير من الاستشهاد والتمثيل ويستوعب لمزيد من التفصيل ، فاستجبت لهذا الاقتراح السديد فادخلت بعض الشواهد والامثلة في محلها.
                ويتحدث المؤلف عن بعض النتائج التي توصل في بحثه في الخاتمة فيقول : 1 ـ ان التقريب الحقيقي الامثل هو التقريب الذي يتحقق عن طريق تصحيح التراث الاسلامي وتنقيته من الاخبار والمفاهيم الدخيلة التي تراكمت في عصور النزاع ، ولعبت الدور الاساسي في تحويل النزاع السياسي الى نزاع ديني طائفي.
                2 ـ ان وجود الاسرائيليات والاحاديث الموضوعة في مصادر المسلمين امر مسلم به عند الجميع وان التدين بها امر محرم عند الجميع ايضاً.
                3 ـ لقد لعب الغلاة والنواصب دوراً بالغ الخطورة في تأصيل النزاع بين الفريقين ...
                4 ـ ان حرية التفكير حق للجميع والاجتهاد حق لمن تاهل له، لكن هل يصح ان يتمتع دعاة الفتنة بهذا الحق ، فلا يقف أحد بوجه دعوتهم...
                5 ـ تاريخ السنة النبوية، ثلاثون عاماً بعد الرسول (ص) صدر عن مركز الغدير سنة 1418 هـ ـ 1997 م .
                جاء في تعريف الناشر بالكتاب : (السنة النبوية ثاني مصادر التشريع في الاسلام بعد القرآن الكريم ، وحجيتها من أكبر ضروريات الدين عند المسلمين ، ينطلق المؤلف من هذه البديهية فيبحث في هذا الكتاب ما آلت اليه السنة النبوية الشريفة بعد ثلاثين عاماً على وفاة الرسول (ص) وتتبع مسارها في الحقبة موضوع البحث فيرى انه عرف مرحلتين ، مثلت اولاهما خلافة ابي بكر وعمر وعثمان (11 ـ 35 هـ) ومثلت ثانيهما مدة تولي الامام علي (ع) الخلافة والقيادة السياسية والاجتماعية والدينية في الامة (35 ـ 40 هـ) .
                6 ـ ابن تيمية في صورته الحقيقية ـ صدر عام 1415 هـ ـ 1995 م عن مركز الغدير / بيروت جاء في مقدمة الكتاب : تعريف على ابن تيمية في صورته الحقيقية وبايجاز من خلال الفقرات التالية .
                1 ـ ابن تيمية والحديث الشريف.
                2 ـ ابن تيمية وصفات الله تعالى.
                3 ـ ابن تيمية وأهل البيت (ع).
                4 ـ ابن تيمية وعلماء الاسلام .
                5 ـ ابن تيمية واليزيدية.
                6 ـ اقوال العلماء فيه.
                7 ـ الزيارة والتوسل ـ صدر عن مركز الرسالة / قم سنة 1421 هـ .
                جاء في مقدمة الكتاب : (موضوع تتعدد فيه أطراف الحوار والجدل ، بين الفعل ومشروعيته، وبين فضائله وأهدافه وعوائده ، وبين حدود وآداب عرفتها الشريعة ينبغي تجديد الارشاد اليها والتذكير بها، وبين شبهات علقت باذهان البعض ، لسبب أو لآخر ، فحاولوا قطع السبل الى عمل مشروع ، وتشويه صورته ، عن خطأ في الفهم أحياناً وعن تقليد وإصرار واتباع للهوى أحياناً اخرى.
                وقد نهض هذا الكتاب كله في أوجز عبارة واركزها ..
                وقد جاء في قسمين :
                تناول الاول منهما مباحث الزيارة في اربعة فصول :
                الفصل الاول : الزيارة ـ مشروعيتها ـ أهدافها ـ فضيلتها.
                الفصل الثاني : زيارة الرسول (ص) وأهل البيت (ع) في الحديث الشريف.
                الفصل الثالث : الزيارة في تراث السلف.
                الفصل الرابع : آداب الزيارة ورد الشبهات المثارة حولها.
                وتناول الثاني مباحث التوسل في مدخل وفصلين.
                [الفصل الاول : أقسام التوسل.
                الفصل الثاني : التوسل بالانبياء والصالحين ]

                مقالاته :
                1 ـ هوية التاريخ الاسلامي ، عيون التاريخ ، الاتجاه وأجواء التدوين ـ نشرت في مجلة تراثنا ـ التي تصدر عن مؤسسة آل البيت لاحياء التراث في قم ـ العددان 38 و39 ـ السنة العاشرة ـ 1415 هـ.
                بحث تاريخي يوضح فيه الكاتب كيفية تحريف التاريخ الاسلامي من قبل المؤرخين المتصلين بالحكام الذين يعادون أهل البيت (ع).
                جاء في نتيجة البحث : هذا هو مصير السنة حين يكتب التاريخ باقلام العاذرين ولارضاء العامة واستجلاب رضا المتغلبين.
                إنه لفصام كبير بين مسار الاسلام كما اراده الله ورسوله وبين المسار الواقعي الذي شهده تاريخ ومضى عليه التدوين.
                لقد أدرك الجميع حقيقة ان معظم المؤرخين الذين صاغوا هذا التاريخ هم من الموالين للسلطات سياسياً ، في عهود تأجج فيها النزاع السياسي وازدادت حدته حتى امتد الى كل ميادين الحياة ، فكان أقل مايفعله المؤرخون هو تبرير أعمال الخلفاء والامراء، أياً كانوا، ومهما كانت اعمالهم ، والكف عن ذكر ما يزعجهم من حقائق التاريخ ، وما لا يأذنوا بكتابته !..
                إن معلوماتنا عن التاريخ بحاجة الى مراجعة جادة ودراسة في ضوء رؤية شمولية للتاريخ الاسلامي..
                رؤية تكون فيها الشريعة الاسلامية بمصدريها الاساسيين ـ القرآن والسنة ـ هي المعيار الذي تقوم على اساسه الاطراف المتنازعة والفئات المختلفة ) .
                2 ـ اساس نظام الحكم في الاسلام ، بين الواقع والتشريع ، رؤية في التراث الفكري، نشرت في مجلة تراثنا على قسمين ، القسم الاول في العدد المزدوج (41 و42) والقسم الثاني في العدد المزدوج التالي (43 و 44) ـ السنة الحادية عشرة ـ 1416 هـ.
                مقالة بحث فيها الاسس التي يجب ان يقوم عليها نظام في الاسلام كما يراه أهل السنة وفندها جميعاً .
                جاء في نتيجة البحث : (اننا هنا قد اخفقنا [استقرءاً لمقولات أهل السنة] في تحقيق نظرية منسجمة متماسكة في موضوع الامامة ، وان السبب الحقيقي لهذا الاخفاق هو متابعة الأمر الواقع والسعي لتبريره وجعله مصدراً رئيساً في وصف النظام السياسي.
                إن تناقضات الأمر الواقع في ادواره المتعددة قد ظهرت جميعها في هذه النظرية ، مما افقدها قيمتها كنظرية اسلامية في معالجة واحدة من قضايا الاسلام الكبرى.
                * فالقول بالنص الشرعي لم يقف عند جوهر النص ، والالتزام شروطه وحدوده.
                * والقول بالشورى تقهقر أما نص الخليفة السابق، وصلاحيات الشورى ، والقهر والاستيلاء والتغلب بالسيف.
                * اما نظام أهل الحل والعقد فهو أشد غموضاً ...
                (ساهم التاريخ السياسي والرؤى المذهبية ، والغفلة احياناً في اضفاء الغموض ، ومزيد من الغموض على قضية حاسمة في معرفة الوجهة الأصح في مسار الاسلام كله).
                3 ـ تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاماً بعد الرسول (ص) نشرت في مجلة تراثنا في العدد المزدوج [45و46] السنة الثانية عشر ـ 1417 هـ .
                جاء في خلاصة المقال : (كان تدوين الحديث أمراً مألوفاً يمارسه الصحابة في عهد النبي (ص) أمراً صريحاً ومكرراً .
                2 ـ ظهر في عهد أبي بكر أول أمر بالمنع من الحديث ، لعلة أو اخرى .
                3 ـ أحرق أبو بكر كتاباً يضم خمسمئة حديث كان قد كتبها بيده وهذا أول كتاب احرق .
                4 ـ واصل عمر المنع من الحديث ، مؤكداً ذلك بعهوده على عماله ، وبحبسه بعض الصحابة في المدينة حين لم يأمن امتثالهم أمره.
                5 ـ أحرق عمر مزيداً من كتب الحديث، جمعها من عدد كبير من الصحابة.
                6 ـ أبتدأ عثمان سيرته مع الحديث بقوله : (لايحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر) .
                7 ـ وافق الخلفاء على المنع نفر قليل من الصحابة لايتجاوزون الأربعة : عبد الله بن مسعو وأبو سعيد الخدري ، وابو موسى الاشعري ، وزيد بن ثابت .
                8 ـ الامام علي (ع) أول حاكم يدعو الى كتابة السنة، ويحث الكتاب ان يكتبوا ما يحدثهم به ويمليه عليهم، وينشر على الملأ أحاديث نبوية كانت طيلة ربع قرن ممنوعة منعاً مغلظاً، وهو في نفس الوقت يسد الابواب على الكذابين والمشبوهين.
                4 ـ معجم مؤرخي الشيعة حتى نهاية القرن السابع الهجري ، نشرته مجلة تراثنا في ستة اقسام ـ الاعداد [56 ـ 62] ـ 1419 هـ ـ 1421 هـ .
                معجم ذكر فيه 227 مؤرخا شيعياً فعرف بحياتهم وذكر كتبهم .
                5 ـ التدوين التاريخي عند المسلمين ، نشأته وتطوره حتى نهاية القرن الرابع الهجري ، نشرت في مجلة الفكر الاسلامي التي تصدر عن مجمع الفكر الاسلامي ـ العدد (18 و19) ـ السنة الخامسة ـ 1418 هـ مقالة يعرض فيها كيفية شروع التاريخ الهجري ثم أول الكتب التي كتبت عن التاريخ وبين العوامل المؤثرة في حركة التدوين التاريخي عن المسلمين، ثم استعرض مراحل التدوين التاريخي عند المسلمين فقسمها الى اربعة مراحل مع ذكر ابرز المؤرخين في كل مرحلة :
                المرحلة الاولى : مرحلة التدوين الشخصي الاولي ومن ابرز المؤرخين فيها : سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي وسهل بن ابي خيثمة الانصاري.
                المرحلة الثانية : مرحلة التدوين التاريخي الجزئي ومن ابرز المؤرخين فيها : عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (ع) وعروة بن الزبير بن العوام.
                المرحلة الثالثة : مرحلة ظهور المدونات التاريخية ومن ابرز مؤرخيها : محمد بن اسحاق ولوط بن يحيى وسيف بن عمر التميمي ونصر بن مزاحم وابن قتيبة الدينوري .
                المرحلة الرابعة : مرحلة توحيد التاريخ الاسلامي والبشري ومن ابرز مؤرخي هذه الفترة ابو حنيفة الدينوري، احمد بن يعقوب اليعقوبي ومحمد بن جرير الطبري والمسعودي .
                6 ـ الإمام محمد باقر الصدر مفسراً، نشرت في مجلة قضايا اسلامية التي تصدر عن مؤسسة الرسول الاعظم ـ العدد الثاني ـ 1416 ـ 1995م.
                المألوف أن يدرس الرجل مفسراً من خلال تفسيره للقرآن الكريم، لكن الشهيد الصدر (قدس سره) لم يفسر القرآن الكريم، فهل يصح أن ندرسه مفسراً؟
                قد نكتشف السيد الصدر مفسراً من مجموع آثاره في تفسير النصوص القرآنية التي استوعبتها دراساته المتنوعة ، والتي حملت بكل أمان ابداعه في فهم النص ، وأسلوبه المميز في عرض المعاني ..دراسات استوعبت نحو (300) آية، بين تفسير تام ، او كشف عن جانب منها، أو استشهاد على تفسير آية اخرى، او تحديد مفهوم قرآني يكشف عن معناها..
                وإذا لاحظنا ان كثيراً من مفسري السلف الذين تنقل تفاسيرهم في كتب التفسير المفصلة ، لم ينقل عنه أكثر من هذا العدد من الآيات المفسرة ، نجد ان هذا وحده كافياً في تبرير هذه الدراسة.
                هذا هو الاول من أبواب ثلاثة يمكن من خلالها ان نشرف على الشهيد الصدر مفسراً ..
                اما الباب الثاني ، فمباحث علوم القرآن : التي تناول اهمها وأكثرها صلة بمنهج التفسير ، كتحديد معنى التفسير واهدافه ، وما المراد بالتأويل ؟ وهل ظاهر القرآن حجة ليعتمده في تفسير القرآن ام ليس بحجة كما يراه الباطنيون ؟ وهل في القرآن ناسخ ومنسوخ؟
                في كل هذه المباحث ، بعد ان تناولها السيد الشهيد بالدرس المفصل ، أعطى رأيه المعتمد عنده الذي سوف يمثل في النهاية منهجه في فهم القرآن الكريم والتعامل مع نصوصه.
                والباب الثالث هو المنهج الموضوعي التوحيدي في تفسير القرآن: الذي انتهى من تحديد معالمه ، ومارس جملة من التطبيقات الواسعة نسبياً في اطاره ، الذي يمكن الاكتفاء به وحده في دراسة (الصدر مفسراً) من دون ان يخل ذلك كثيراً في الدراسة .. فتطبيقاته كاشفة عن منهجه، هل اعتمد التفسير بالمأثور لا غير؟ أم التفسير بالرأي مطلقاً ؟ أم جمه بينهما ؟ هل اعتمد المنهج الباطني والاشاراتي، ام كان ظاهرياً صرفاً بكل ما يحمله هذا المذهب من جمود؟ هذا كله وغيره من الخصائص المنهجية يكشف عن ممارساته التطبيقية بوضوح، اضافة الى نظريات هامة في فهم النص استوعبتها دراساته الرائدة في فقه النظرية .
                فنحن إذن أمام مدرسة واسعة في التفسير ، متعددة الجوانب وهي أهل لان تدرس في كتاب مفصل يستوعب جميع مزاياها ودقائقها دراسة معززة بالامثلة الحية دائماً ، والعروض المقارنة المركزة التي تساهم مباشرة في تحديد المدرسة التي ينتمي اليها بين مدارس التفسير، او تحديد ما يظهر في تفسيره من ابداع وتجديد او متابعة وتقليد، او تفرد برأي ان وجد ، ونحو ذلك .


                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X