9ـ حدّثنا عبَيد بن سَعيد. حَدّثَنَا يزيد بن هَرونَ. أَخْبَرَنَا إبْرَاهيم بن سَعْد. حَدّثَنَا صَالح بن كَيسَانَ عَن الزّهْري، عَنْ عرْوَةَ، عَنْ عَائشَةَ قَالَتْ: قَالَ لي رسول صلى الله عليه وسلم، في مَرَضه: ((ادْعي لي أَبَا بَكْر، وَأَخَاك، حَتّىَ أَكْتبَ كتَاباً. فَإنّي أَخَاف أَنْ يتَمَنّىَ متَمَنَ وَيقولَ قَائلٌ: أَنَا أَوْلَىَ. وَيأْبَىَ وَالْمؤْمنونَ إلاّ أَبَا بَكْر)). (صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة رضي تعالى عنهم . باب من فضائل أبي بكر).
الجواب:
يمكن رد هذا الحديث من عدة وجوه:
1- لا يمكن أن يدل هذا الحديث على خلافة أبي بكر لما عرفت سابقاً من قول عمر وأبي بكر الدال على عدم الاستخلاف.
2- ان راوية الحديث هي عائشة وهي متهمة في ذلك من حيث جرها نفعاً وشرفاً لها ولأبيها ومن حيث عداوتها لعليّ (عليه السلام).
3- لا يمكن أن يكون هذا الحديث صحيحاً وإلاّ تمسك به أبو بكر في السقيفة عند منازعته مع الأنصار.
4- انّهم ناقشوا في حديث الغدير وقالوا لا يمكن أن يكون الأولى بمعنى الولي فكيف يصيره هنا الأولى بمعنى الولي؟!
5- يجوز أن يكون قوله (يأبى) من جملة مقول قول القائل أي يقول قائل يأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر وبهذا القول تقع فتنة بين المسلمين وحينئذ لا دلالة للحديث على انّ ألنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أخبر عن إباء الله تعالى لخلافة غير أبي بكر كما فهموه فلا حجة على الشيعة أصلاً. (انظر الصوارم المهرقة ص 105).
6- ان في سند الحديث الزهري الذي هو من مشاهير المنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن كبار المروجين للأكاذيب ومقاصد السلاطين وفيه أيضاً عروة بن الزبير من اعلام أعداء آل الرسول والمشيدين لحكومة الغاصبين . (أنظر الامامة للسيد علي الميلاني ص 194).
ومن ضمن رواة الحديث إبراهيم الذي مر ذكره سابقاً من كونه صاحب العود والغناء وصاحب هارون الرشيد.
7- ان أبا بكر كان في جيش أسامة في ذلك الوقت فكيف يدعو الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر وهو يعلم بخروجه.
8- لقد شهدت المعتزلة بأنّ هذا الحديث وضعته البكرية في مقابل الحديث المروي عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في مرضه: (أئتوني بدواة وبياض أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً). فاختلفوا عنده وقال قوم منهم: لقد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله. (انظر شرح نهج البلاغة 11/ 43 – 44).
9- ان هذا الحديث لا يصح صدوره عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لأنّه مروي عن عائشة، وأمر الخلافة لا يصح إيكاله للنساء لارتباطها بالرجال فأخبارهم بذلك هو المتعين دون عائشة أو غيرها من النساء. (أنظر مسائل خلافية ... لعلي آل محسن ص 66).
10- لم تعلمنا الرواية ا نّه هل حصل أمر الكتابة أم لم يحصل؟ فإذا حصل فأين هذا الكتاب ومن احتج به على خلافة أبي بكر؟!
11- ليس هناك أيَّة دلالة على ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يستخلف أبو بكر فما يدرينا لعله أراد أن يكتب شيئاً لأبي بكر غير الخلافة كأن يجعله أميراً على سرية أسامة ان أصاب أسامة شيء أو لعله كان يريد أن يعطيه شيئاً أو أي شيء آخر هو أولى به من غيره.
12- لقد قال أبو بكر: ((وددت إنّي سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن صاحب هذا الأمر من هو حتى لا ننازعه)
). فأبو بكر يصرح بعدم استخلافه فكيف يدل هذا الحديث على استخلافه.
تعليق