رمضان يمنح فرشاتي دفقا لونيا مجللا بانبهار روحاني ، يضفي على ضرباتي عبقا من ظلال القداسة الصادحة عبر المآذن ..
تتصدى الاصوات بتردادها وتشابكها وقرعها المرئي وحكيها المتماوج عن أسحارٍ تجتذب تلابيب الارواح الشفافة في طرق متلألئة ، براقة عابقة بالضوء المتراكم ، منيرة بالظلمة الثرية بالالوان ، إذ تنثّ على المنازل جزيآتٍ من كبريتها الاسود اللاصف اللماع. تحكي حمرةً مشرقيةً ودّعت لتوها اختها التي لا تني تلاحق الشمس في دورانها الدائب ، غسقٌ وشفق ، وخزائن الشمس تؤذن بالأفول ؛ أفولٌ لا ينتهي برسم موطئ الافق اللاهب او رمي مفاتيح من ذهب منقوشٍ في قرارة مياه الغروب او انطلاق نداءات التكبير في برزخٍ من فتات البنفسج بين السماء والارض ، بل يحيا حياة ليلية مع بزوغ الأهلّة وعودة الحمائم والطيور والعصافير الى حيث تنعم بالامن والامل ، فالخفافيش مكبّلة منذ أول الأهلّة.
ألاحق انثيالات الشهر الفضيل في ابواب تفتحها العيون ولا تغلقها الكلمات ، تفرش لها أصابع بيضاء دروبا نيسمية تسلكها الظلال مضمخة خطوها بالبخور وماء الورد.
ألاحقها لرسم حياة رائعة نابضة بإيحاءات هذا الشهر ، فله عوالمه القدسية الخفية .. أتساءل كم منا تكشفت لهم هذه العوالم؟ وكم منا استمتعوا بالدخول اليها والسير في جنائنها وتحسسوا نسائمها الطرية الملمس.حياة الالوان الكريمة تسحب اخيلتي الى أزقة المدينة الآهلة بالمودة والتعيش المثالي ، فالعجائز مثل كتل داكنة اسفل الابواب يتحدثن دائما عن وجبة الافطار ، والديكة تختلط اصواتها بقرع الطبول في السحر ، انها تؤذّن قبل الاوان في الزمن الحقيقي لتوقض الصائمين ، الرجال يهمسون ايضا فيما بينهم ليفتحوا مسارب في اللوحة من العزيمة والكدح المنمّق بنشوة التجمع العائلي على المائدة آخر النهار.
أكفٌّ تَرفع الثناء وعيون ترقرقت بالدمع تستنزل السخاء وتستدفع البلاء ، سجع لوني يمـتـلك نبضـاً لا يتـوقف بالموت ، النهـاية البديـهـية المفجعة، بل يدوم ويتسع ، فاسمع انفاساً شبيهة بالمطر يذوب ربيعها على أراضٍ خضراء ، لم تزل كذلك مذ لامستها فرشاتي ، خضراء أبداً ولن تشاطئ أطرافها الحتى..
ارسم قلب الزمن ومحوره …
عندما نتكلم عن الزمن فإننا لا نعني او لا نعي حقيقة ما نقوله .. الزمن حدث محترق لا يمكن الامساك به فاللحظة ما تلبث ان تتحول إلى ماض لكي نتمكن من الشعور بانها قد وقعت ، تصبح ذكرى ، والذكرى لا شيء ، عدا عن وجودها كفكرة في الذهن، اما المستقبل فلا احد يمكنه المراهنة على انه سيأتي...
وهكذا اقترحت للوحتي زمنا بين العدمين ، زمن حقيقي مرصود لان ساعته تدور في السماء ولا تسمع الا دقاتها على الارض.
في ذروة اللوحة أضاءت المدينة بمشاعل الامل وقناديله ، ولولاه لما أضاءت ، وقد استفاق يجوب الأزقة ناشرا بين المحلات والاحياء عطر زهرة المساء ، منهمرا مرئيا طاغيا حانيا ، يمسك ابتسامة التفاؤل ولا يتسرب عبر مساماته اليأس.
ارفع فرشاتي عند نهاية عوالم لوحتي الرمضانية ، ترتجف سريرتي فاوغل عائدا في إبحار ينسيني هموم الحياة واوجاعها ، يرفأ بي بعد ثلاثين ليلة إلى موعد سأنتظر قدومه إثني عشر هلالاً .
تتصدى الاصوات بتردادها وتشابكها وقرعها المرئي وحكيها المتماوج عن أسحارٍ تجتذب تلابيب الارواح الشفافة في طرق متلألئة ، براقة عابقة بالضوء المتراكم ، منيرة بالظلمة الثرية بالالوان ، إذ تنثّ على المنازل جزيآتٍ من كبريتها الاسود اللاصف اللماع. تحكي حمرةً مشرقيةً ودّعت لتوها اختها التي لا تني تلاحق الشمس في دورانها الدائب ، غسقٌ وشفق ، وخزائن الشمس تؤذن بالأفول ؛ أفولٌ لا ينتهي برسم موطئ الافق اللاهب او رمي مفاتيح من ذهب منقوشٍ في قرارة مياه الغروب او انطلاق نداءات التكبير في برزخٍ من فتات البنفسج بين السماء والارض ، بل يحيا حياة ليلية مع بزوغ الأهلّة وعودة الحمائم والطيور والعصافير الى حيث تنعم بالامن والامل ، فالخفافيش مكبّلة منذ أول الأهلّة.
ألاحق انثيالات الشهر الفضيل في ابواب تفتحها العيون ولا تغلقها الكلمات ، تفرش لها أصابع بيضاء دروبا نيسمية تسلكها الظلال مضمخة خطوها بالبخور وماء الورد.
ألاحقها لرسم حياة رائعة نابضة بإيحاءات هذا الشهر ، فله عوالمه القدسية الخفية .. أتساءل كم منا تكشفت لهم هذه العوالم؟ وكم منا استمتعوا بالدخول اليها والسير في جنائنها وتحسسوا نسائمها الطرية الملمس.حياة الالوان الكريمة تسحب اخيلتي الى أزقة المدينة الآهلة بالمودة والتعيش المثالي ، فالعجائز مثل كتل داكنة اسفل الابواب يتحدثن دائما عن وجبة الافطار ، والديكة تختلط اصواتها بقرع الطبول في السحر ، انها تؤذّن قبل الاوان في الزمن الحقيقي لتوقض الصائمين ، الرجال يهمسون ايضا فيما بينهم ليفتحوا مسارب في اللوحة من العزيمة والكدح المنمّق بنشوة التجمع العائلي على المائدة آخر النهار.
أكفٌّ تَرفع الثناء وعيون ترقرقت بالدمع تستنزل السخاء وتستدفع البلاء ، سجع لوني يمـتـلك نبضـاً لا يتـوقف بالموت ، النهـاية البديـهـية المفجعة، بل يدوم ويتسع ، فاسمع انفاساً شبيهة بالمطر يذوب ربيعها على أراضٍ خضراء ، لم تزل كذلك مذ لامستها فرشاتي ، خضراء أبداً ولن تشاطئ أطرافها الحتى..
ارسم قلب الزمن ومحوره …
عندما نتكلم عن الزمن فإننا لا نعني او لا نعي حقيقة ما نقوله .. الزمن حدث محترق لا يمكن الامساك به فاللحظة ما تلبث ان تتحول إلى ماض لكي نتمكن من الشعور بانها قد وقعت ، تصبح ذكرى ، والذكرى لا شيء ، عدا عن وجودها كفكرة في الذهن، اما المستقبل فلا احد يمكنه المراهنة على انه سيأتي...
وهكذا اقترحت للوحتي زمنا بين العدمين ، زمن حقيقي مرصود لان ساعته تدور في السماء ولا تسمع الا دقاتها على الارض.
في ذروة اللوحة أضاءت المدينة بمشاعل الامل وقناديله ، ولولاه لما أضاءت ، وقد استفاق يجوب الأزقة ناشرا بين المحلات والاحياء عطر زهرة المساء ، منهمرا مرئيا طاغيا حانيا ، يمسك ابتسامة التفاؤل ولا يتسرب عبر مساماته اليأس.
ارفع فرشاتي عند نهاية عوالم لوحتي الرمضانية ، ترتجف سريرتي فاوغل عائدا في إبحار ينسيني هموم الحياة واوجاعها ، يرفأ بي بعد ثلاثين ليلة إلى موعد سأنتظر قدومه إثني عشر هلالاً .