يوم الأحد 18/11/1978م «19/ذي القعدة/1398هـ» قامت فرح ديبا ـ زوجة شاه إيران ـ بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب ، وكانت قد وصلت إلى العراق يوم السبت بدعوة من الحكومة العراقيّة على ما يبدو. ولمّا سمعت ديبا بمرض السيّد الخوئي «رحمه الله» قامت بعيادته.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانيّة يومذاك أنّ السيّد الخوئي «رحمه الله» دعا من أجل حفظ وبقاء استقلال إيران البلد الوحيد للشيعة الاثني عشريّة[7] .
كما قيل: إنّ ديبا وبعد زيارتها مرقدَ أمير المؤمنين ، أطلعت المخابرات العراقيّة على عزمها على زيارة السيّد الخوئي «رحمه الله» الذي لم يكن على علمٍ بالزيارة، ولمّا علم نجله السيّد جمال الدين «رحمه الله» بذلك أطلع والده على الموضوع.
وعندما التقت به ديبا طلبت منه كتابة رسالة إلى السيّد الخميني «رحمه الله» يطلب منه فيها قبول التفاوض مع حكومة الشاه، ولكنّ السيّد الخوئي «رحمه الله» رفض ذلك وقال: إنّ السيّد الخميني يعرف تكليفه[8] .
وعلى إثر هذه الزيارة بعث الشيخ محمّد صدوقي «رحمه الله» بتاريخ 20/ذي الحجّة/1398هـ «22/11/1978م» برقيّةً إلى السيّد الخوئي «رحمه الله» جاء فيها:
«عراق ـ نجف
حضرت آيت الله الخوئي دام بقاؤه
قد ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ ﴾[9] ، ما هكذا الظنُّ بكم.
صدوقي
20/ذي الحجّة/98» [10] .
أمّا ما قيل حول إهداء السيّد الخوئي «رحمه الله» الشاهَ خاتَمَه، فقد نفاه السيّد الخوئي «رحمه الله» [11] .

فعلى طريقة السيّد الناقد: إنّ المنقول هو أنّ السيّد الخوئي نفى أن يكون قد أهدى خاتمه إلى فرح ديبا، في الوقت الذي كان وقوع الحادثة من الوضوح بمكان، لا على مستوى شخص أو شخصين، بل على مستوى الأمّة وإمامها، حتى أنّ الإمام الخميني تعرّض لهذه الحادثة في نصٍّ له حيث يقول: «في ذلك الوقت حين كانت النهضة في بدايتها قال أحد أعيانهم البارزين بأن الإيرانيين قد جنوا! نعم لقد اصطلح على القيام في وجه محمد رضا والوقوف في وجه الظلم تعبير الجنون، وقد قال له ذلك التاجر الذي كان يجلس في منزله وسمع منه هذا الكلام. أيها السيد إن بعض هؤلاء الناس الذين تتحدث عنهم كذا وكذا قد استشهدوا. فأجابه بأنهم فعلوا هذا لغبائهم! فلا أحد يذهب إلى الشارع ويقف أمام البندقية! وقد اتضح أمر هذا السيد حين خرجت إضبارته من جهاز السافاك وكشفت أنه بعث بخاتم كهدية لسلامة محمد رضا حين كان شبابنا يستشهدون في الشارع، نعم لقد كانت فئة من هؤلاء الناس كما عبر عنها أمير المؤمنين همهم علفهم. كالحيوانات التي كل همها هو علفها لتمتلئ بطونها وتفضّل شهواتها على كل شي‏ء. لقد كانوا يصلّون ويصومون ويقومون بالفرائض الشرعية ولكن تفكيرهم كان بأن الإنسان يجب ألّا يعرّض نفسه للخطر وكانوا يعتبرون أن العمل الذي قامت به الأمة الإسلامية الشريفة عمل جنونيٌ!» [12] .
ونصّه الفارسي الأصلي هو التالي:
«در آن وقتى كه اول نهضت بود، يك شخص سرشناس از اين اشخاص گفته بود كه ايرانيها ديوانه شده‏اند! قيام در مقابل محمد رضا را وايستادگى در مقابل ظلم را، با تعبير ديوانگى، يكى از اشخاص سرشناس معرفى كردند. آن كاسب يا تاجرى كه در منزل او بود واز او شنيد اين را، گفته بود كه آقا، بعضى از اينها مردم كذا وكذا هستند واينها بعضيشان هم شهيد شده‏اند. آن آقاى سرشناس گفته بود: اين از خريّتشان بوده است! آدم كه نمى‏رود در توى خيابان مقابل مسلسل بايستد! وهمان آقاى سرشناس پرونده‏اش از ساواك بيرون آمده وآن وقتى كه جوانهاى ما در خيابانها كشته مى‏شدند، انگشتر براى سلامت محمد رضا فرستاده بود. يك دسته اين طورند كه حضرت امير - سلام اللَّه عليه - از اينها تعبير مى‏كند كه اينها همّشان علفشان است؛ مثل حيواناتى كه همّشان اين است كه شكمشان سير بشود، شهواتشان را بر همه چيز مقدم مى‏دارند؛ نماز هم مى‏خوانند وروزه هم مى‏گيرند وعبادات شرعى را هم بجا مى‏آورند، لكن اين طور است وضع تفكر كه انسان نبايد خودش را در معرض يك خطرى، در معرض يك چيزى قرار بدهد واين كارى كه اين ملت شريف اسلام كردند، اين كار يك كار جنون‏آميز بوده است!» [13] .
أنا لا أريد أن أتبنّى صدور هذا الأمر من السيّد الخوئي، ولا أريد في الوقت نفسه أن أتبنّى ما قيل في مقام نفي الحادثة: تارةً: من أنّ المقصود هو الميرزا حبيب الله الخوئي لا السيّد الخوئي؛ لأنّ الميرزا الخوئي توفّي حوالي سنة 1326 هـ، أي قبل ولادة محمّد رضا بهلوي المولود سنة 1298ش. إضافةً إلى أنّ الإمام الخميني لم يأتِ لفظاً على ذكر اسم السيّد الخوئي «رحمه الله» لنبحث عن توجيهٍ لكلامه في عالم المشتركات اللفظيّة. وتارةً أخرى: من أنّ الإمام الخميني يقصد شخصاً آخر؛ لأنّه لا يوجد في تلك الفترة «سنة 1398هـ» من أُثير حوله هذا الكلام سوى السيّد الخوئي. وما أريده قوله هو أنّ وقوع هذه الحادثة كان واضحاً لدى مثل الشيخ صدوقي والإمام الخميني، فيصحّح لنا منهج السيّد الناقد أن نعتبر إهداء السيّد الخوئي الخاتم لزوجة الشاه من الحقائق التاريخيّة التي لا تقبل التعتيم، ويكون حجبها لا من قبيل حجب الشمس باليدين فحسب، بل من قبيل حجب مجرّة درب التبّانة بشعرةٍ من شعرات بطن راحة الكفّ!!!!

المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
مع ان الموضوع كلّه يدور حول ازمة الحاشية مع الامام الصدر رحمه الله لا الازمة التي يريد جاهدا الكاتب سوقها الى ما بين نفس المرجعين! حتى ينفي وجود هذه الازمة سواء من الحاشية او من اولاد الامام الخوئي!