بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
الهم صلي على محمد وآل محمد
ولا وحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما ذنبنا إن تكلمنا اتهمونا
وإن صمتنا كثر الجاهلون من حولنا، واستغفل البسطاء من بعدنا
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
الهم صلي على محمد وآل محمد
ولا وحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما ذنبنا إن تكلمنا اتهمونا
وإن صمتنا كثر الجاهلون من حولنا، واستغفل البسطاء من بعدنا
لنبدأ بما انتهى اليه الكاتب كالعادة ونترك التفصيل في حينه لربما بعد شهر رمضان مثلا الله العالم كل شيء يتبع الظروف والصحة وتطورات الافكار لدى الكاتب لانني كلما حاولت الاجابة على نقطة قفز الى غيرها ولا ادري ماذا اجيب وماذا اعرض من حقائق!!!
والله لقد تعبنا واتعبنا هذا المتقول!!
على أي حال كل ما يقال يحتاج الى الكثير من المقال وهذا يحتاج الى وقت ومراجعة وانا لا املكها مع هذه الظروف والاحوال والاعتلال!!
لكن من حق القاريء أن نبين له بعض ما خفي عليه وإن كنت دللت القاري على بعض من الاقراص والكتب وعلى القاري اللبيب مراجعتها والتنور بها من ظلام هذه المنافقية!!
وأعجب على نفسي لماذا اعطي أهمية لهذا الكاتب واشباهه!!
لكنني اعتقد انني لا اخاطبه بشخصه فهو عندي وعند من يعرفه من قراءاته لمقالاته لا يساوي طرحه أي شيء يذكر سوى الكذب والاتهام الرخيص المبتذل المنحط ومن ثم يحاسبني ان وصفته بالكذاب والانحطاط!! وهذا اقل شيء يقال عنه!!
والان جاء دور المالكي
فقط اود الاشارة الى النص المعني هنا والذي يحاول الكاتب صرف نظر القاري الى ان المقصود منه فلان او فلان!!!
وقبل ذلك يقول هشام حيدر:
القصة ينقلها صلاح الخرسان في كتابه حول تاريخ الحركة الاسلامية في العراق ص 384 وينسبها كذلك للعلامة العسكري في مقابلة بطهران بتاريخ 19-8-2002........
ويمكن ان يكون المقصود هذا الكتاب؟!!
على اي حال فهو غير متوفر لدي لنتأكد من النقل!!
المفاجأة....
ان السيد المعني هنا هو اية الله السيد الروحاني !!
لا الامام الحكيم كما اراد ان يدلس نوري كامل المالكي في سياق كلامه حول (سلبية)الامام الحكيم!!!
ان السيد المعني هنا هو اية الله السيد الروحاني !!
لا الامام الحكيم كما اراد ان يدلس نوري كامل المالكي في سياق كلامه حول (سلبية)الامام الحكيم!!!
هل لا نورتنا وأتيت لنا بالمصدر؟!!
ثم أي سلبية تتحدث عنها وانت تذكر بنفسك مواقف المراجع من الأمر؟!! راجع مشاركاتك وتبين الحقيقة!!
وهل تعني (السلبية) انتقاصا؟!! من الواضح ان قطبي الشيء سلبا او ايجابا فهل ترى في السلبية التي تريد تهويل معناها وتتخذها شعارا على مناقشة المالكي وعرضه لرأيه أنه انتقاص من المرجع المرحوم؟!!
على العموم سوف نضع الكتاب قريبا ليطلع عليه الاخوة القراء ونرى ماذا يحكم هو بنفسه!! ولن نستند على عندياتك المريضة!!
أما القصة: فقد ذكر السيد حسن شبر في كتابه (الرد الكريم) على مقال (النظرية السياسية عند الشهيد الصدر) المنشور في مجلة المنهاج في عددها 17 عام 2000 بقلم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله، يقول شبر:
الشبهة التي أثارها الحكيم ليست شبهة في أصل العمل
وفي ص231 وما قبلها وما بعدها, ومن خلال السطور, يحاول الحكيم جاهدا وبكل أسلوب أن يثير شبهة لدى الشهيد الصدر وأنها دعته إلى أن يترك الحزب.والحكيم يعلم تماما أن آية الشورى إنما تأتي في شكل الحكم, هل
ـ 7 ـ
هو بناء على آية الشورى أم ولاية الفقيه أو شئ آخر؟ وليس في أصل تأسيس الحزب الذي هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.حتى إذا كان الحزب يهدف إلى تشكيل حكومة, فان مقدمة ذلك لابد أن تتم عن طريق تغيير الأمة بمفهومنا الإسلامي تطبيقا لقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالأمة التي تسيطر عليها الأوهام والجاهلية والأفكار المنحرفة لا يمكن لها أن تتطلع إلى الحكم الإسلامي.
والأمة العراقية بالذات, فان الحكيم ربما يتذكر كيف كان يتصرف بشؤونها المنحرفون عن الإسلام وأعداؤه, فكيف تكون نظرية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (لا تزال تشكل نقطة ضعف مهمة في هذه النظرية) حسب ادعاء الحكيم.
والأنكى من ذلك عندما يقول (ان التأريخ الذي يعرضه القرآن الكريم عن سيرة الأنبياء وأعمالهم لا توجد فيه أي إشارة إلى منهج مثل المنهج الحزبي).
وهو أمر في غاية الغرابة عندما يشترط لمشروعية أي شئ أن يكون مثيله في عمل الأنبياء.
مع أن الحكيم نفسه يذكر في الصفحتين 229 ـ 230, "أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الإسلام والدين من أهم الواجبات الإسلامية, ولما لم تكن هناك طريقة محددة وإطار سياسي عام مشخص لهذه الدعوة, كان ممكنا انتهاج كل أسلوب مؤثر في
ـ 8 ـ
هذا المجال يعطي للمسلمين القوة والقدرة على تحقيق هذا الهدف أو القيام بهذا الواجب الإسلامي.وحينئذ يمكن طرح أسلوب (التنظيم الحزبي) بوصفه أفضل طريقة تجريبية توصل إليها الإنسان في التحرك, حيث أنها الطريقة المتبعة والمعروفة الآن في المجتمعات الإنسانية (الحضارة الغربية والشرقية) والتي أثبتت جدواها وتأثيرها من خلال التجربة.
كما إن هذه الطريقة هي التي يمكن أن تواجه هذا الأسلوب الجذاب في المجتمع الإنساني الذي اعتمدته الأيديولوجيات والنظريات الحديثة الوضعية".
كان هذا حديثا للحكيم ولكنه يعلق عليه في الهامش السابع بأنه (مقالة منشورة في أدبيات حزب الدعوة الإسلامية منسوبة إلى الشهيد الصدر, يشير فيها إلى هذه الفكرة, على انه اعتمدنا بالأصل على ما يذكره(قده) في أحاديثه حول هذا الموضوع). ولعل الحكيم يشير إلى ما جاء في نشرة "حول الاسم والشكل التنظيمي" الذي جاء فيها: إن الرسول(ص) لو كان في عصرنا لاستعمل بمقتضى حكمته الأساليب الإعلامية والتبليغية المعاصرة والملائمة, والحق إن أسلوبه صلى الله عليه وآله في الدعوة, ما كان عن التنظيم الحلقي ببعيد.
وأما مشروعيته, فلأن أسلوب الدعوة إلى الإسلام إنما هو الطريق التي يمكن بواسطتها إيصال الإسلام إلى أكثر عدد من الناس
ـ 9 ـ
وتربيتهم بثقافة الإسلام تربية مركزة تدفعهم للقيام بما فرض الله عليهم, وحيث جاز لنا شرعا انتهاج أية طريقة نافعة في نشر مفاهيم الإسلام وأحكامه وتغيير المجتمع ما دامت طريقة لا تتضمن محرما من المحرمات الشرعية.فأية حرمة شرعية في أن تتشكل الأمة الداعية للخير والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر في هيئة وجهاز وتكون كيانا موحدا وفعالية منتجة في الدعوة إلى الله عزوجل.
إن تجميع الجهود من اجل الإسلام وتنسيقها بحكمة واختيار الطريقة الأفضل لتنظيم ذلك ليس مجرد أمر جائز في عصرنا وحسب بل هو واجب ما دام تغيير المجتمع وتعبيده لله ومجابهة الكفر المنظم متوقفا عليه.
ويؤسفني كثيرا أن نتكلم الآن ونحن في عام 2000 بضرورة العمل الحزبي الإسلامي.
فالكلام في هذا الموضوع كان يجري قبل نصف قرن عندما كنا نتعرض للسخرية والاستهزاء والغمز واللمز والاتهام بما لم ينزل الله.
والحكيم يعلم تمام العلم أن العراق بلد حزبي عاش حزبيا ولا يزال حزبيا, ويعلم أن الطعن في مشروعية حزب الدعوة الإسلامية ماذا سوف يحدث في العراق؟
ومن الطريف ما يذكره أحد تلامذة السيد الشهيد حين يقول: "إن السيد الشهيد نقل لي إن احد الأشخاص قال لأستاذي الخوئي أن
ـ 10 ـ
السيد محمد باقر الصدر أسس حزبا إسلاميا فأجابه السيد الخوئي: لو أسس السيد محمد باقر الصدر حزبا فاني أول من أسجل اسمي فيه".(1) ولنستمع إلى رأي الإمام الحكيم رحمه الله في ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم, ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. والدعوة إلى الإسلام ليس لها طريقة خاصة, فكلما يراه المبلغ أجدى وانفع يلزمه العمل به.(2)
ولا بأس أن نقتبس من الشيخ محمد رضا النعماني يسيرا, إذ يقول: (...و حتى تأسيس حزب الدعوة الإسلامية الذي جعله البعض حربة لطعنه أو تشويه سمعته بين أبناء الأمة, ما كان إلا من أجل حماية كيان الإسلام والأمة الإسلامية.
ومن الغريب أن البعض كان يسمح لأبنائه بالانتماء إلى حزب البعث الصليبي (3) ويحارب السيد الشهيد لتأسيسه حزب الدعوة الإسلامية, كان البعض ينتقد العلماء أثناء فترة الاحتلال الانجليزي
1 ـ من حديث للشيخ إبراهيم الأنصاري في مجلس التأبين الذي أقامته جماعة العلماء في قم المقدسة ليلة الخميس 9 شعبان 1407= 8 نيسان 1987.
2 ـ الفقه السياسي في الإسلام, محمد صالح جعفر الظالمي, ص 156.
3 ـ لقد كان بعض أبناء العلماء في النجف ينتسبون إلى أحزاب تعادي الإسلام, فلقد كان فيهم الشيوعي والقومي كما كان فيهم من يتعاون مع حزب البعث, ولا أجدني بحاجة إلى ذكر أولئك فالمجالس بالأمانات.
2 ـ الفقه السياسي في الإسلام, محمد صالح جعفر الظالمي, ص 156.
3 ـ لقد كان بعض أبناء العلماء في النجف ينتسبون إلى أحزاب تعادي الإسلام, فلقد كان فيهم الشيوعي والقومي كما كان فيهم من يتعاون مع حزب البعث, ولا أجدني بحاجة إلى ذكر أولئك فالمجالس بالأمانات.
ـ 11 ـ
للعراق فيقول: إنهم حرموا على أبنائنا دخول المدارس الانجليزية في العراق ولم يفتحوا لهم مدارس إسلامية واليوم أسس لهم العلماء حزبا إسلاميا ليحصنهم من الانتماء إلى حزب البعث أو الحزب الشيوعي ومن الإلحاد عموما فإذا بهم كالبنيان المرصوص ضده, ولو أنهم وقفوا عند حدود معقولة وناقشوا الأمر بروح موضوعية وتعقلوا مدى صحة هذا الأسلوب أو ذاك لكان أمرا سائغا ومنطقيا, أما أن يعتبروا ذلك انحرافا ويجعلوه حربة يحملونها بيد وتحملها السلطة باليد الأخرى فتسفك بها الدماء وتهتك بها الأعراض وتستحل بها الحرمات فهو أمر بمكان من الخطورة جعل قلب الشهيد يتفجر دما وروحه تفيض حزنا وألما).(1)والحكيم يعرف جيدا كم هو تأثير حزب الدعوة الإسلامية في العراق. كيف كان العراق قبل جيل الدعوة وكيف أصبح؟
وأعيد أسفي الكبير أن نتكلم الآن ونحن في أوج المعارضة وان نعود لذكر ضرورة الحزب وفاعليته في العراق بالذات.
وكما قيل (إن الفضل ما شهدت به الأعداء) فلنقرأ ما ذكره التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث في العراق الذي جاء فيه:
"... لذلك بقيت في المجتمع الثوري نسبة معينة ولو كانت قلة من المواطنين ومن الشباب بوجه خاص خارج المسيرة الثورية فلم
________________
1 ـ سنوات المحنة, ص 175.
1 ـ سنوات المحنة, ص 175.
ـ 12 ـ
يعيشوا سخونة هذه المسيرة ولم يتأثروا بها بصورة مباشرة فوقفوا منها موقفا سلبيا, وقد ركزت الأحزاب الدينية السياسية وبخاصة حزب الدعوة على هذه الفئة واصطادتها في فخاخها ووعدت الشباب منهم بالمعارك الساخنة والتحديات الملحمية. ولا بد أن نشير إلى أن أخطاء قد ارتكبت في أساليب تنظيم الشباب والطلبة مما دفع قسما من هؤلاء إلى الوقوع في شرك حزب الدعوة والحركات الدينية السياسية الأخرى.. وعلينا أن نلاحظ إن نسبة من الشباب الطموح إذا لم يتمكن الحزب من استقطابها وتلبية مطامحها في إطار منزوع يمكن أن تبحث عن طموحات غير مشروعة ومنحرفة في أوساط القوى المعادية".(1)* * *
ولقد أجاد السيد علي المؤمن حين قال: (أما حزب الدعوة الإسلامية فانه برغم الأوضاع الصعبة السائدة في العهد القاسمي, فقد ساهم في تعبئة الجماهير المؤمنة ضد المد الماركسي والتيارات الفكرية والسياسية الأخرى, وبذل جهدا كبيرا من أجل نشر الفكر الإسلامي وتحصين الأمة بالثقافة العقائدية من خلال مختلف النشاطات كإصدار الكتب والمجلات وإقامة الاحتفالات والندوات والدروس وغيرها من مظاهر التوعية الإسلامية, وذلك من خلال
________________
1 ـ التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق, ص295 ـ 296.
1 ـ التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق, ص295 ـ 296.
ـ 13 ـ
الواجهات الدينية المتعددة, التي توحي بأنها تعمل بشكل مستقل وفردي. كما عمل الدعاة في إطار برامج الحوزة والمرجعية الدينية وساندوهما بمختلف الوسائل, فحين طرحت حكومة قاسم قانون الأحوال الشخصية والقرارات الأخرى المنافية للشريعة الإسلامية, بادر الدعاة للمساهمة في استنفار الجماهير لمؤازرة المرجعية وطالبوا بتطبيق القانون الإسلامي بدلا عن القانون المعلن).(1)أما جريدة لواء الصدر وهي جريدة السيد الحكيم وحاملة أفكاره ومنهجه ففي عام 1403هجرية كانت تقول:
"وعاشت الجامعات العراقية أفضل أيامها الإسلامية خلال السنوات العشر الأخيرة, فقد توسعت دائرة النشاط الإسلامي بجهود الصفوة المثقفة من الدعاة إلى الله ونشطت ظاهرة الاستقطاب الشعبي الذي قادته الطليعة الرسالية المؤمنة بطريق ذات الشوكة والتفت حولها الجماهير باعتبارها القوة الأكثر تأثيرا وفاعلية على تحريك الساحة العراقية في الوسط الجامعي.. فصارت الجامعة مركزا لانطلاقة إسلامية متصاعدة, وكان النشاط واضحا جدا في جامعات بغداد والبصرة والموصل والسليمانية, مما أثار ثائرة السلطة الباغية وأشعرها بأن هناك موجة إسلامية عارمة ستكتسح الساحة إن لم تواجه بقوة وعنف".(2)
________________
1 ـ سنوات الجمر, ص50.
2 ـ جريدة لواء الصدر بتاريخ 25 ربيع الثاني 1403هجرية.
1 ـ سنوات الجمر, ص50.
2 ـ جريدة لواء الصدر بتاريخ 25 ربيع الثاني 1403هجرية.
ـ 14 ـ
وتأثير حزب الدعوة لم يقتصر على داخل العراق فقط, فان الصحوة الإسلامية التي نراها ونسمع بها اليوم في كثير من المناطق مدينة لحزب الدعوة الإسلامية الذي كان يحمل مشعل الشهيد الصدر.فلنقرأ هذا الخبر:
يقول أحد علماء فلسطين: "إن فكره (أي فكر الشهيد الصدر) أشعل الثورة في قلوبنا ونفوسنا وفجر الوعي في فكرنا وعقولنا في الوقت الذي كنا في جوع إلى الفكر الإسلامي, بل إن بعض التنظيمات الإسلامية جعلت من كتبه منهاجا لهم".(1)
ولعل خير من يصور تلك الحالة التي سبقت حزب الدعوة الإسلامية والحالة التي تلت التأسيس هو آية الله العلامة السيد مرتضى العسكري الذي كان أحد ركنين مهمين في تأسيس حزب الدعوة, هو والشهيد الصدر, ويمتاز سيدنا العسكري عن غيره بأنه كان أكبر الأعضاء سنا وأكثرهم تجربة, دقيقا جدا في ملاحظاته ومتابعاته وتشخيص مواطن الخلل.
ولذلك نجد الشهيد الصدر عندما يتم الحديث معه في تشكيل الحزب يقول: إذا دخل السيد العسكري فانه معه, وعندما حان وقت أداء القسم, طلب الشهيد بإلحاح أن يكون السيد العسكري هو أول من
________________
1 ـ من حديث للشيخ عبدالعزيز عودة إمام مسجد الشيخ عز الدين القسام في غزة بفلسطين في جريدة الجهاد, العدد 243 في 4 شوال 1408هجرية.
1 ـ من حديث للشيخ عبدالعزيز عودة إمام مسجد الشيخ عز الدين القسام في غزة بفلسطين في جريدة الجهاد, العدد 243 في 4 شوال 1408هجرية.
ـ 15 ـ
يؤدي القسم, فكان السيد العسكري يقول: في تلك الحالة تصورت إنني ارفع جبال العالم على رأسي, ثم حلف ومن بعده الشهيد الصدر ومن ثم السيد مهدي الحكيم.(1)فلنصغ إليه ماذا يقول:
"كان هناك انصراف عن التفكير في الحكم الإسلامي وهذا يعني انصرافا عن التفكير في إجراء قسم كبير من الأحكام الإسلامية, القصاص, الديات..
كنا ندرس شرح اللمعة, والطلبة عندما بلغوا باب إحياء الموات تركوا دراسة هذا الباب لأنه لا حاجة اليوم به, فلماذا نقرأه؟ هكذا كانت تتعطل الأحكام الإسلامية حكما بعد حكم ونحن لا نحس بذلك.
بعيد الحرب العالمية الثانية انتشرت الشيوعية في العراق وكذلك انتسبوا إلى القومية الناصرية أو البعثية.
ولم يكن أي صوت إسلامي, كنت قد كتبت كتابا سميته بـ(الأمراض الاجتماعية) قلت فيه إن هذا العملاق يعني المسلم خدر وهو يعيش في خدر لذيذ.
يقول الإمام الصادق سلام الله عليه: إن الوجع نعمة, سئل لماذا؟ قال: لان المرض موجود فإذا لم يكن الإنسان يحس بالوجع لا يداويه.
كان المرض موجودا ولكن لا شعور ولا إحساس ولا إدراك بوجود المرض.
________________
1 ـ حديث لآية الله العسكري في 15/10/1999.
1 ـ حديث لآية الله العسكري في 15/10/1999.
ـ 16 ـ
الذي شاهدته أنا بنفسي كان احد أولاد العلماء شيوعيا, التقى بي مساء يوم من أيام شهر رمضان, فأخذت أعاتبه وألومه وانصحه: ماذا رأيت في الإسلام من نقص وقصور حتى تركت الإسلام وسجلت في الحزب الشيوعي؟قال لي: أنا مسلم وأنا الآن صائم واصلي واعمل الأعمال التي بيني وبين الله ولكن البشر بحاجة إلى حكومة, والإسلام ليس فيه حكومة, وأنا بين اثنين إما أن اقبل الحكم الشيوعي أو الحكم الديمقراطي الرأسمالي, وأنا أرى أن الحكم الشيوعي أفضل.
بعد تأسيس الحركة الإسلامية (الدعوة) ذهبت إلى مسجد الكوفة أنا والشهيد الصدر ولا أذكر من كان معنا, وكان هناك (السيد...) معتكفا وتحدثت مع الشهيد الصدر في مفاتحته بالحكومة الإسلامية, فقال لي الشهيد الصدر: لا يمكن أن يفاتح هذا الإنسان بالحكومة الإسلامية.
قلت: أنا أفاتحه.
قال: لا تستطيع.
ذهبت إليه وقرأت له هذه الآية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ..}
قال: هذه تفسيرها هو قيام الحجة.
فأخذت أناقشه وانه ألا يمكن أن يكون هذا الشئ يقام بجماعة من المسلمين يعملون في سبيل الله ويرثون الأرض؟
ـ 17 ـ
قال: نعم يمكن.قلت له: إذن يمكن أن نقيم حكما إسلاميا بمفاد هذه الآية.
قال: نعم.
فالأمر كان إلى هذا الحد, لا نستطيع أن نفاتح الناس بهذا الشئ, هذا ما أدركته بنفسي, رأيت الوضع هكذا, أكثر ما كان المتدينون يطلبون من الحكومة أن تعمر العتبة المقدسة كربلاء, المنارة مثلا, أو الإضاءة. وأما العامة فإذا سمحوا لهم بأن يخرجوا موكب القامات, فالمتصرف متصرف جيد.
وتأسست الحركة (حزب الدعوة), إذا شاء الله أمرا هيأ أسبابه, هذه ليست من الحركة ولكن بتوفيق من الله سبحانه.
قبل هذه الحركة رأيت في الكاظمية مسجدا تسكنه الحيوانات السائبة. والمساجد لا يحضرها الا الشيبة وليس كل الشيبة.
لقد كان الجو ملائما للحركة (للدعوة) كان العدد قليلا, أولئك الذين يقررون شيئا واحدا, فينطلق العراق كله بهذا الصدد.
أذكر مرة أن أحد الإخوان من خارج القيادة, اقترح على القيادة أن نقرأ في القنوت (اللهم إنا نرغب إليك..) فأصغيت في بعض العتبات, رأيت جماعة من الناس يقرأون هذا, ولم يكن هؤلاء من الحركة, فلما كانت الحركة تتبناه كان كل المؤمنون المسلمون يتبنون, حتى بلغ إلى حد أن المجتمع يفكر في الحكم الإسلامي بشكل وبآخر ويعتبر شيئا مستساغا.
ـ 18 ـ
على كل تغير الواقع وأصبحت المجالس الحسينية, من كان منظما إلى الحركة أو غير منظم يتكلمون عن الأحكام الإسلامية وتنفيذها وانتشر الفكر الإسلامي بحيث أصبح شيئا مستساغا".(1)ثم ماذا حدث في العراق بعدما كانت الأمة غافلة سادرة لا تجد من يوقظها من رقدتها ويبعث فيها أمل الحياة في الإسلام, حتى قيض الله لهم الفئة المؤمنة من الدعاة الذين بعثوا فيهم الحياة من جديد.
و أكرر أسفي لما آلت إليه حالتنا, بعد 44 سنة من العمل الحزبي التغييري في العراق والذي كان الحكيم شاهدا عليه, نراه يضطرنا إلى أن نعيد إلى الأذهان ما عمله حزب الدعوة الإسلامية. وتلك هي مأساة المعارضة, بل هي مأساة التنافس في المعارضة.
________________
1ـ حديث مع آية الله السيد العسكري في 15/12/89.
1ـ حديث مع آية الله السيد العسكري في 15/12/89.
وكان هناك (السيد...) معتكفا
الملاحظ في النص عبارة:
وتحدثت مع الشهيد الصدر في مفاتحته بالحكومة الإسلامية, فقال لي الشهيد الصدر: لا يمكن أن يفاتح هذا الإنسان بالحكومة الإسلامية.
وأنا لا أعتقد أن المقصود منه الامام الحكيم رحمه الله ولا يمكن القول أنه السيد الروحاني بدون دليل على ذلك!!! خصوصا ونحن لا نعلم رأي الامام الروحاني حول مشروعية إقامة الحكومة الإسلامية!! حتى يكون النقاش متوجها له!!
ولعل الكاتب هنا اختلط عليه الأمر في مناقشة السيد العسكري مع الإمام الحكيم قدس الله روحه حول ذلك؟!!
خصوصا وأن الذي تمت مناقشته اقتنع أخيرا بما قاله السيد العسكري!! فلا معنى أن يعيد المناقشة مرة اخرى معه إن كان المقصود به الإمام الحكيم أو تكون المناقشة الاخرى المنقولة سابقتا للمناقشة المذكورة هنا في مسجد الكوفة!!
ناهيك على تعبير السيد العسكري بعد ذلك بقوله:
فالأمر كان إلى هذا الحد, لا نستطيع أن نفاتح الناس بهذا الشئ
تعليق