ودخلنا الحضرة العباسية المطهرة

عند الزاوية الشمالية الغربية من الحضرة في مصلى النساء فتح لنا باباً فضياً عملاقاً حيث دخلنا غرفة مربعة وطلب منا ان نخلع ملابسنا بعد إن أغلق الباب خلفنا الزميل حسن النواب الذي رافقني.
بدأ يثير الأسئلة بعد أن لاحظت الخشية تسيطر عليه وكأنه يتردد في النزول إلى السرداب. لكن السيد زكي الذي أوكلت له مهمة مرافقتنا وتأدية طقوس الزيارة نادانا قائلاً:”توكلوا على الله“ بعد ان فتح أقفالاً في الأرض ورفع شباكاً حديدياً يغلق مدخل السرداب..
من الخارج، شاهدت الماء الذي كان حكاية الحكايات بالنسبة للكثير من الناس.
هبطنا درجات من المرمر الأبيض المزخرف بخطوط سود، كانت ثماني درجات، ومع كل درجة اهبطها كان الماء يتسلق ساقي حتى استقر فوق ركبتي، عندها وجدتني في دهليز يبلغ عمقه نحو مترين وعرضه أكثر من متر يمتد إمامي بعمق متساوٍ لكنه ينحني مشكلاً دائرة شبه مضلعة، مضاءة بمصابيح كهربائية اعتيادية.. كانت المياه صافية مثل الزلال بحيث كنت أرى من خلالها تفاصيل خطوط أظافر قدمي، بالرغم من طبقة الغبار الخفيف المتسلل منفتحات جانبية تشكل نهايتي دهليزين جانبيين ينفتحان خارج مبنى الروضة للتهوية ولكن بمسافة بعيدة عن الدهليز الدائري.
اول شيء فعلته هو إنني شربت الماء لأتذوق طعمه، فكان عذباً ونقياً وليس مجاً أو مالحاً كما هو شأن المياه الجوفية، وعلمت انه محافظ على مستواه حتى وان تغيرت مناسيب المياه الجوفية في أراضي كربلاء.

في إثناء تقدمنا لم يتغير صفاء الماء بالرغم من ان السيد زكي قد سبقني مؤدياً طقوس الزيارة والبسملات والحوقلات والصلوات، سقف الدهليز الذي يشكل أرضية الحضرة المطهرة في الأعلى مبنية من الاسمنت والجانبان من الطابوق، الجانب الخارجي مبني بالطابوق الحديث، إما الداخلي الذي يشكل غلافاً للكتلة الدائرية التي يستدير عليها الدهليز فأغلبها مبني بالطابوق الفرشي القديم يعود إلى عصور ماضية متعددة حسب فترات الترميم، بعضه مبني بالإسمنت، والبعض الآخر بالنورة والرماد حيث لا يوجد اسمنت آنذاك. وحسب تجربتي الشخصية يوجد لدي من هذا الماء الطاهر وصار له أكثر من سنتين وموضوع في قنينة فصدقوني أنه لم يتغير طعم ولم ياخذ أي لون حيث أني أستخدمه للتبرك به والأستشفاء.
الكتلة الدائرية التي يستدير عليها الدهليز تكاد تكون بقدر مساحة الحضرة، حيث يقوم في الأعلى الصندوق أو الخاتم المصنوع من الصاج الفاخر ومطعم بالأصداف والزخارف النادرة وعليه الشباك الفضي المغطى بالذهب الخالص المزين بالآيات القرآنية والزخارف النباتية والفنية. اما الدهليز الذي نمشي فيه فيكاد يكون تحت رواق الطواف على الشباك تماماً.
بعد خطوات ينفتح في الكتلة الدائرية دهليز آخر أضيق قليلاً، ويشكل قطراً للكتلة الدائرية، وفي منتصف القطر الذي هو منتصف الكتلة الدائرية ينهمر ضوء ساطع على فراغ حيث يقوم القبر المطهر الشريف مغموراً بالضوء بشكله المربع الذي تقدر مساحته بحدود”3 × 3 “ م.
هنا وجدت رأسي يمتد ويتوقف محشوراً في المنتصف، يتملى القمر الهاشمي المضمخ بدماء الشهادة والثبات بلا ذراعين تحوم حوله تلك الهالة العظيمة التي صنعها شرف النسب والمواقف والموت التراجيدي للبطل.
في هذه اللحظة اختلطت عليّ الوقائع والمخيلة عندها تذكرت كل ما قيل عن العباس ولم استغرب كل ما يتداوله الناس بشأن هذا الولي الصالح، فهو من المنظور الميثيولوجي طبيعي جداً على وفق معطيات”الموتالتراجيدي للبطل “ فكيف الأمر والروايات التاريخية تشير إلى انه عندما صال العباس على الظالمين الذين يحولون بين آل الرسول والماء،انشقت إمامه الجيوش وانكشفت المشرعة بعد إن انشغل المارقون بالتطلع إلى بهاء طلعته وجمال وجهه الذي منحه لقب”قمر بني هاشم “، إضافة إلى ضخامة جسده، حيث ورد انه كان إذا ركب الفرس خطت قدماه في الأرض، وقد استشهد وعمره "34 " سنة.
إزاء هذا الخاطر وجدت إن الاسمنت يغلف هالات من النور والتقوى وهي بعض إسرار قداسة أرضنا.

سألني حسن النواب: هل تشم هذه الرائحة الطيبة؟ لم أجبه. فأنا واقف الآن تماماً على المكان الذي جلس فيه الحسين يتفقد جراح أخيه،فقد انشغلت بتحديد الاتجاه الذي ركض به سيد الشهداء الإمام الحسين”ع “ بعد مصرع أخيه وحامل لوائه.. تنحيت عن مكاني ومن ثم دسست رأسي وكأني أحاول تحديد المكان الذي جلس فيه الحسين ”ع “ ووضع رأس أخيه المفلوق في حجره .. من كان يشكو لمن؟ العباس الصريع أم الحسين الوحيد؟..
كأني اسمع حوارهما، غير آبهين بقعقعة السيوف وتصرفات الخبثاء. المكان نفسه لم يتغير وهذا ما أشعل مخيلتي.
فجثمان العباس الوحيد من بين شهداء الطف لم ينقل من مكانه ودفن في مكان مصرعه.. الدم يتوهج وأرهف السمع لحوارهما.. لكن صوت الحوراء زينب جاء مشروخا مرعوبا وهي تنادي من على التل الذي سمّي فيما بعد” التل الزيبني “ فجيوش ابن سعد أضرمت النيران في خيم النسوة والأطفال.. ياه.. ما أشدها من محنة من محن سيد الشهداء في تلك اللحظات وذلك اليوم..
فما بين الحوار الأخير مع حامل لوائه الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما بين عويل النسوة واليتامى ومن رعب النار التي اشتعلت في أذيال ثيابهم.. وجد سيد الشهداء نفسه حائرا.. لم اسمع ولم اقرأ كلمات الوداع الأخير..فقد نهض وحمل سيفه ليذود عن حرم رسول الله.
كان ثمة فراغ بين القبر وكتلة الدائرة التي بدا التهري على طابوقها الفرشي لقدمه.. اختلط علي الضوء والماء، ثمة رسائل وأوراق تطفو ما بين الماء والضوء،التقطها وأفضها برغم بللها وأحاول ان اقرأها، أنها رسائل شكوى واستجارة بهذا الولي الصالح من ضيم الدنيا، حاولت قراءة الأسماء والكلمات كانت رائحة الفجيعة محسوسة من الحبر المنتشر على الورق بفعل المياه، بعد لحظات أجد صورتين لفتاتين كانت المياه قد شوهت الكثير من ملامحهما.
تساءلت كيف وصلت الرسائل والصور إلى هنا؟.. ولماذا استجاروا بولي بلا ذراعين مكبل بالاسمنت، تذكرت ما قاله لي صابر الدوري:”بالرغم من إيماني بالعلم لكني لا استغرب ان يضع الله سبحانه وتعالى آياته في بعض أوليائه الصالحين “ إذن انه الإيمان ا لمطلق بالله ومن ثم بالأولياء الصالحين.
استدرت في الدهليز، اجتزت النصف الأيسر من الكتلة الدائرية وتوقفت عند الطرف الأخر من الدهليز الوسطي الذي يشكل قطر الدائرة واطل مرة أخرى على القبر.
المياه الحائرة
المياه لا تغمر القبر وإنما تصل إلى نصف ارتفاعه وثمة فراغ بين القبر والكتلة الدائرية..يلوح من تحت الماء فيها الكاشي الكربلائي الذي بلطت فيه الأرضية المحيطة بالقبر وكأنها وضعت فاصلة بين القبر ومن يريد الاقتراب منه.
ثمة تصدعات في قشرة الاسمنت التي تغطي القبر تغريني بالتحديق وكأنها ستقودني الى رؤية ما في القبر.. ذراعان مفتولتان مبتورتان من الساعد.. قربة مزقتها السهام..انكسار شديد يغشي العين التي نبت فيها السهم الطائشي، اذ تقل الحيلة وتعز الوسيلة ونداء العطش يطبق على الأفاق.. فأين كانت هذه المياه من تلك اللحظات التي أشعلها العطش؟؟
اسحب رأسي وأستدير على النصف الأيمن من الكتلة الدائرية اذ أجد دهليزا ثالثا يقود إلى منتصف الدائرة ”القبر “ لكنه متعرج وأضيق من إن تمد رأسك فيه فتعلق عند منتصفه بالطين، من الواضح إن يعود الى عصور تاريخية ليست قريبة.. اتركه لأجد نفسي عند نقطة الانطلاق إذ تنتهي الدائرة فاصعد الدرجات المرمرية حاملا معي إجابات عن الكثير من الأسئلة التي بدت لي غامضة قبل نزولي السرداب ولأجد السيد الغرابي بانتظاري.

جميع الحقوق محفوظة لوكالة كربلاء للأنباء و لا يجوز النسخ إلا مع ذكر الرابط و المصدر
www.tebyan.net/.../2004/9/19/28451.html

عند الزاوية الشمالية الغربية من الحضرة في مصلى النساء فتح لنا باباً فضياً عملاقاً حيث دخلنا غرفة مربعة وطلب منا ان نخلع ملابسنا بعد إن أغلق الباب خلفنا الزميل حسن النواب الذي رافقني.
بدأ يثير الأسئلة بعد أن لاحظت الخشية تسيطر عليه وكأنه يتردد في النزول إلى السرداب. لكن السيد زكي الذي أوكلت له مهمة مرافقتنا وتأدية طقوس الزيارة نادانا قائلاً:”توكلوا على الله“ بعد ان فتح أقفالاً في الأرض ورفع شباكاً حديدياً يغلق مدخل السرداب..
من الخارج، شاهدت الماء الذي كان حكاية الحكايات بالنسبة للكثير من الناس.
هبطنا درجات من المرمر الأبيض المزخرف بخطوط سود، كانت ثماني درجات، ومع كل درجة اهبطها كان الماء يتسلق ساقي حتى استقر فوق ركبتي، عندها وجدتني في دهليز يبلغ عمقه نحو مترين وعرضه أكثر من متر يمتد إمامي بعمق متساوٍ لكنه ينحني مشكلاً دائرة شبه مضلعة، مضاءة بمصابيح كهربائية اعتيادية.. كانت المياه صافية مثل الزلال بحيث كنت أرى من خلالها تفاصيل خطوط أظافر قدمي، بالرغم من طبقة الغبار الخفيف المتسلل منفتحات جانبية تشكل نهايتي دهليزين جانبيين ينفتحان خارج مبنى الروضة للتهوية ولكن بمسافة بعيدة عن الدهليز الدائري.
اول شيء فعلته هو إنني شربت الماء لأتذوق طعمه، فكان عذباً ونقياً وليس مجاً أو مالحاً كما هو شأن المياه الجوفية، وعلمت انه محافظ على مستواه حتى وان تغيرت مناسيب المياه الجوفية في أراضي كربلاء.

في إثناء تقدمنا لم يتغير صفاء الماء بالرغم من ان السيد زكي قد سبقني مؤدياً طقوس الزيارة والبسملات والحوقلات والصلوات، سقف الدهليز الذي يشكل أرضية الحضرة المطهرة في الأعلى مبنية من الاسمنت والجانبان من الطابوق، الجانب الخارجي مبني بالطابوق الحديث، إما الداخلي الذي يشكل غلافاً للكتلة الدائرية التي يستدير عليها الدهليز فأغلبها مبني بالطابوق الفرشي القديم يعود إلى عصور ماضية متعددة حسب فترات الترميم، بعضه مبني بالإسمنت، والبعض الآخر بالنورة والرماد حيث لا يوجد اسمنت آنذاك. وحسب تجربتي الشخصية يوجد لدي من هذا الماء الطاهر وصار له أكثر من سنتين وموضوع في قنينة فصدقوني أنه لم يتغير طعم ولم ياخذ أي لون حيث أني أستخدمه للتبرك به والأستشفاء.
الكتلة الدائرية التي يستدير عليها الدهليز تكاد تكون بقدر مساحة الحضرة، حيث يقوم في الأعلى الصندوق أو الخاتم المصنوع من الصاج الفاخر ومطعم بالأصداف والزخارف النادرة وعليه الشباك الفضي المغطى بالذهب الخالص المزين بالآيات القرآنية والزخارف النباتية والفنية. اما الدهليز الذي نمشي فيه فيكاد يكون تحت رواق الطواف على الشباك تماماً.
بعد خطوات ينفتح في الكتلة الدائرية دهليز آخر أضيق قليلاً، ويشكل قطراً للكتلة الدائرية، وفي منتصف القطر الذي هو منتصف الكتلة الدائرية ينهمر ضوء ساطع على فراغ حيث يقوم القبر المطهر الشريف مغموراً بالضوء بشكله المربع الذي تقدر مساحته بحدود”3 × 3 “ م.
هنا وجدت رأسي يمتد ويتوقف محشوراً في المنتصف، يتملى القمر الهاشمي المضمخ بدماء الشهادة والثبات بلا ذراعين تحوم حوله تلك الهالة العظيمة التي صنعها شرف النسب والمواقف والموت التراجيدي للبطل.
في هذه اللحظة اختلطت عليّ الوقائع والمخيلة عندها تذكرت كل ما قيل عن العباس ولم استغرب كل ما يتداوله الناس بشأن هذا الولي الصالح، فهو من المنظور الميثيولوجي طبيعي جداً على وفق معطيات”الموتالتراجيدي للبطل “ فكيف الأمر والروايات التاريخية تشير إلى انه عندما صال العباس على الظالمين الذين يحولون بين آل الرسول والماء،انشقت إمامه الجيوش وانكشفت المشرعة بعد إن انشغل المارقون بالتطلع إلى بهاء طلعته وجمال وجهه الذي منحه لقب”قمر بني هاشم “، إضافة إلى ضخامة جسده، حيث ورد انه كان إذا ركب الفرس خطت قدماه في الأرض، وقد استشهد وعمره "34 " سنة.
إزاء هذا الخاطر وجدت إن الاسمنت يغلف هالات من النور والتقوى وهي بعض إسرار قداسة أرضنا.

سألني حسن النواب: هل تشم هذه الرائحة الطيبة؟ لم أجبه. فأنا واقف الآن تماماً على المكان الذي جلس فيه الحسين يتفقد جراح أخيه،فقد انشغلت بتحديد الاتجاه الذي ركض به سيد الشهداء الإمام الحسين”ع “ بعد مصرع أخيه وحامل لوائه.. تنحيت عن مكاني ومن ثم دسست رأسي وكأني أحاول تحديد المكان الذي جلس فيه الحسين ”ع “ ووضع رأس أخيه المفلوق في حجره .. من كان يشكو لمن؟ العباس الصريع أم الحسين الوحيد؟..
كأني اسمع حوارهما، غير آبهين بقعقعة السيوف وتصرفات الخبثاء. المكان نفسه لم يتغير وهذا ما أشعل مخيلتي.
فجثمان العباس الوحيد من بين شهداء الطف لم ينقل من مكانه ودفن في مكان مصرعه.. الدم يتوهج وأرهف السمع لحوارهما.. لكن صوت الحوراء زينب جاء مشروخا مرعوبا وهي تنادي من على التل الذي سمّي فيما بعد” التل الزيبني “ فجيوش ابن سعد أضرمت النيران في خيم النسوة والأطفال.. ياه.. ما أشدها من محنة من محن سيد الشهداء في تلك اللحظات وذلك اليوم..
فما بين الحوار الأخير مع حامل لوائه الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما بين عويل النسوة واليتامى ومن رعب النار التي اشتعلت في أذيال ثيابهم.. وجد سيد الشهداء نفسه حائرا.. لم اسمع ولم اقرأ كلمات الوداع الأخير..فقد نهض وحمل سيفه ليذود عن حرم رسول الله.
كان ثمة فراغ بين القبر وكتلة الدائرة التي بدا التهري على طابوقها الفرشي لقدمه.. اختلط علي الضوء والماء، ثمة رسائل وأوراق تطفو ما بين الماء والضوء،التقطها وأفضها برغم بللها وأحاول ان اقرأها، أنها رسائل شكوى واستجارة بهذا الولي الصالح من ضيم الدنيا، حاولت قراءة الأسماء والكلمات كانت رائحة الفجيعة محسوسة من الحبر المنتشر على الورق بفعل المياه، بعد لحظات أجد صورتين لفتاتين كانت المياه قد شوهت الكثير من ملامحهما.
تساءلت كيف وصلت الرسائل والصور إلى هنا؟.. ولماذا استجاروا بولي بلا ذراعين مكبل بالاسمنت، تذكرت ما قاله لي صابر الدوري:”بالرغم من إيماني بالعلم لكني لا استغرب ان يضع الله سبحانه وتعالى آياته في بعض أوليائه الصالحين “ إذن انه الإيمان ا لمطلق بالله ومن ثم بالأولياء الصالحين.
استدرت في الدهليز، اجتزت النصف الأيسر من الكتلة الدائرية وتوقفت عند الطرف الأخر من الدهليز الوسطي الذي يشكل قطر الدائرة واطل مرة أخرى على القبر.
المياه الحائرة
المياه لا تغمر القبر وإنما تصل إلى نصف ارتفاعه وثمة فراغ بين القبر والكتلة الدائرية..يلوح من تحت الماء فيها الكاشي الكربلائي الذي بلطت فيه الأرضية المحيطة بالقبر وكأنها وضعت فاصلة بين القبر ومن يريد الاقتراب منه.
ثمة تصدعات في قشرة الاسمنت التي تغطي القبر تغريني بالتحديق وكأنها ستقودني الى رؤية ما في القبر.. ذراعان مفتولتان مبتورتان من الساعد.. قربة مزقتها السهام..انكسار شديد يغشي العين التي نبت فيها السهم الطائشي، اذ تقل الحيلة وتعز الوسيلة ونداء العطش يطبق على الأفاق.. فأين كانت هذه المياه من تلك اللحظات التي أشعلها العطش؟؟
اسحب رأسي وأستدير على النصف الأيمن من الكتلة الدائرية اذ أجد دهليزا ثالثا يقود إلى منتصف الدائرة ”القبر “ لكنه متعرج وأضيق من إن تمد رأسك فيه فتعلق عند منتصفه بالطين، من الواضح إن يعود الى عصور تاريخية ليست قريبة.. اتركه لأجد نفسي عند نقطة الانطلاق إذ تنتهي الدائرة فاصعد الدرجات المرمرية حاملا معي إجابات عن الكثير من الأسئلة التي بدت لي غامضة قبل نزولي السرداب ولأجد السيد الغرابي بانتظاري.

جميع الحقوق محفوظة لوكالة كربلاء للأنباء و لا يجوز النسخ إلا مع ذكر الرابط و المصدر
www.tebyan.net/.../2004/9/19/28451.html
تعليق