إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فقه العقائد الأثناعشرية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقه العقائد الأثناعشرية


    الاخوة المؤمنين والمؤمنات يتشرف الحزب و موالية نجدية و شموخ الزهراء ان يقدموا لكم

    هذا المجهود البسيط في " سلسلة تلخيص لكتب شيعية " والتي نرجو ان تستمر في سبيل خدمة

    منهج ال البيت عليهم السلام وفي سبيل تعريف العالم بحقيقة المنهج القويم.

    ولقد اخترنا ان يكون كتاب "عقائد الامامية" اول كتاب نقوم بتلخيصه في سلسلة كتب قادمة!

    ارجو ان يلقى هذا العمل استحسان الجميع وان يبقى في هذه الواحة لتعم الفائدة!

    الشكر الجزيل للمحرر الاسلامي على تشجيعه

    ولا ننسى ان نشكر اخونا الكريم " نور الحق " صاحب الفكرة النبيلة


    http://69.57.138.175/forum/showthrea...adid=402721665

  • #2
    عـقـائـِـد الإمـامـِـيـَّـة


    بـقـَـلـَـم

    العلامة الكبير الشيخ
    مـحـمـد رضـا المـظـفـر


    عنى بتحقيقه والتعليق عليه :


    محمد جواد الطريحي

    تعليق


    • #3

      الفصل الأول : الألهيات

      * عقيدتنا في الله تعالى

      *
      عقيدتنا في التوحيد

      *
      عقيدتنا في صفاته تعالى

      *
      عقيدتنا بالعدل

      *
      عقيدتنا في التكليف

      *
      عقيدتنا في القضاء والقدر

      *
      عقيدتنا في البداء

      * عقيدتنا في أحكام الدين

      تعليق


      • #4
        عقيدتنا في الله

        نعتقد أنّ الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الاَوّل والآخر، عليم، حكيم، عادل،

        حي، قادر، غني، سميع، بصير. ولا يوصف بما تُوصف به المخلوقات؛ فليس هو بجسم ولا

        صورة، وليس جوهراً ولا عرضاً، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا

        زمان، ولا يشار إليه, كما لا ندَّ له، ولا شبه، ولا ضدّ، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم

        يكن له كفواً أحد، لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار.

        وقد روي عن الامام علي عليه السلام قوله في جواب ذعلب:

        «لم أكن بالذي اعبد رباً لم أره» ثم أردف قائلاً في وصف الله تعالى: «ويلك لم تره العيون بمشاهدة الاَبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان. ويلك يا ذعلب، إنّ ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللّطافة لا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسّة، قائل لا باللّفظ، هو في الاَشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شيء فلا يقال شيء فوقه، وأمام كل شيء فلا يقال له أمام، داخل في الاَشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».

        ومن قال بالتشبيه في خلقه، بأن صوَّر له وجهاً ويداً وعيناً، أو أنّه ينزل إلى السماء الدنيا، أو

        أنّه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك ، فانّه بمنزلة الكافر به، جاهل بحقيقة الخالق

        المنزَّه عن النقص، بل كل ما ميّزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود

        إلينا ـ على حد تعبير الامام الباقر عليه السلام . وكذلك يلحق بالكافر من قال: إنّه يتراء لخلقه

        يوم القيامة، وإن نفى عنه التشبيه بالجسم , فان أمثال هؤلاء المدّعين جمدوا على ظواهر

        الاَلفاظ في القرآن الكريم أو الحديث، وأنكروا عقولهم وتركوها وراء ظهورهم. فلم يستطيعوا

        أن يتصرَّفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز.

        تعليق


        • #5

          عقيدتنا في التوحيد :

          نعتقد بأنّه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات حيث يجب:

          - توحيده في الذات ؛ وذلك بالاعتقاد بانه واحد في ذاته وانه موجود.

          - توحيده في الصفات ؛ وذلك بالاعتقاد بأنّ صفاته عين ذاته وأنه لا شبه له في صفاته الذاتية؛

          فهو في العلم والقدرة لا نظير له، وفي الخلق والرزق لا شريك له، وفي كلّ كمال لا ندَّ له.

          - توحيده في العبادة ؛ فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، ولا إشراكه مع الله في اي

          عبادة واجبة أو غير واجبة، في الصلاة وغيرها. ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك،

          كمن يرائي في عبادته ويتقرَّب إلى غير لله تعالى، وحكمه حكم من يعبد الاَصنام والاَوثان، لا

          فرق بينهما. " أمّا زيارة القبور وإقامة المآتم، فليست هي من نوع التقرُّب إلى غير الله تعالى

          في العبادة ـ كما توهّمه بعض من يريد الطعن في طريقة الامامية، غفلة عن حقيقة الحال فيها

          بل هي من نوع التقرُّب إلى الله تعالى بالاعمال الصالحة، كالتقرُّب إليه بعيادة المريض،

          وتشييع الجنائز، وزيارة الاخوان في الدين، ومواساة الفقير."


          عقيدتنا في صفاته تعالى :

          ونعتقد أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال ـ كالعلم،
          والقدرة، والغنى، والاِرادة، والحياة ـ هي كلّها عين ذاته، ليست هي صفات زائدة عليها، وليس
          وجودها إلاّ وجود الذات؛ فقدرته من حيث الوجود حياته، وحياته قدرته، بل هو قادر من حيث
          هو حي، وحي من حيث هو قادر، لا إثنينيه في صفاته ووجودها، وهكذا الحال في سائر صفاته
          الكماليّة. صفات مختلفة في معانيها ومفاهيمها، لا في حقائقها ووجوداتها؛ لاَنّه لو كانت مختلفة
          في الوجود ـ وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات ـ للزم تعدّد واجب الوجود، ولانثلمت
          الوحدة الحقيقية، وهذا ما ينافي عقيدة التوحيد.

          قال مولانا أمير المؤمنين وسيِّد الموحّدين عليه السلام:
          «وكمالُ الاِِخلاصِ لهُ
          نفيُ الصِفاتِ عنهُ؛ لشهادةِ كلِّ صفةٍ أَنَّها غيرُ المَوصوفِ، وشهادةِ كلِّ موصوفٍ أنَّه
          غيرُ الصفةِ، فمَنْ وَصَفَ الله سبحانه فَقدْ قرنَهُ، ومَنْ قرنَهُ فَقدْ ثنّاهُ، ومَنْ ثنّاهُ فَقدْ
          جزّأَهُ، ومن جزّأَهُ فَقدْ جَهِلَهُ...».


          عقيدتنا بالعدل :

          ونعتقد أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية أنّه عادل غير ظالم، فلا يجور في قضائه، ولا يحيف
          في حكمه؛ يثيب المطيعين، وله أن يجازي العاصين، ولا يكلِّف عباده ما لا يطيقون، ولا يعاقبهم
          زيادة على ما يستحقّون ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فِلا يُجزَى الاّ مِثْلَها وَهُم لا يُظلَمون ).
          ونعتقد
          أنّه سبحانه لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة، ولا يفعل القبيح؛ لاَنّه تعالى قادر على
          فعل الحسن وترك القبيح، مع فرض علمه بحسن الحسن، وقبح القبيح، وغناه عن ترك
          الحسن وعن فعل القبيح، فلا الحسن يتضرّر بفعله حتى يحتاج إلى تركه، ولا القبيح يفتقر
          إليه حتى يفعله. وهو مع كل ذلك حكيم؛ لا بدّ أن يكون فعله مطابقاً للحكمة، وعلى حسب
          النظام الاَكمل.

          وتعتبر الشيعة الامامية العدل من أصول الدين وليس هو في الحقيقة اصلاً مستقلاً، بل
          هو مندرج في نعوت الحق ووجوب وجوده المستلزم لجامعيّته لصفات الجمال والكمال فهو
          شأن من شؤون التوحيد.
          بعض المسلمين - الاشاعرة - جوَّز عليه تعالى فعل القبيح ـ تقدَّست أسماؤه ـ فجوَّز أن يعاقب
          المطيعين، ويدخل الجنّة العاصين، بل الكافرين، وجوَّز أن يكلِّف العباد فوق طاقتهم وما لا
          يقدرون عليه، ومع ذلك يعاقبهم على تركه، وجوَّز أن يصدر منه الظلم والجور والكذب والخداع، وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة، بحجّة أنّه
          ( لا يُسئَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسئَلونَ). فربُّ أمثال هؤلاء الذين صوَّروه على عقيدتهم الفاسدة: ظالم، جائر،سفيه، لاعب، كاذب، مخادع، يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل، تعالى الله عن ذلك علوّاً

          كبيراً، وهذا هو الكفر بعينه، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه (وَمَا اللهُ يُريدُ ظُلْماً للعِبَادِ) .

          تعليق


          • #6

            عقيدتنا في التكليف :

            نعتقد أنّه تعالى لا يكلِّف عباده إِلاّ بعد إقامة الحجّة عليهم، ولا يكلِّفهم إلاّ ما يسعهم, ما يقدرون
            عليه وما يطيقونه وما يعلمون؛ لاَنّه من الظلم تكليف العاجز والجاهل غير المقصِّر في التعليم.
            أمّا الجاهل المقصِّر في معرفة الاَحكام والتكاليف فهو مسؤول عند الله تعالى، ومعاقَب على
            تقصيره؛ إذ يجب على كلّ إنسان أن يتعلَّم ما يحتاج إليه من الاَحكام الشرعية. ويدل على ذلك
            قوله تعالى " فَسْئَلُوا أَهلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون"
            وقول الامام الصادق عليه السلام عندما
            سئل عن قوله تعالى:
            " قلْ فَلِلّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ " الانعام 6: 149.
            فقال عليه السلام: "إنّ الله
            تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالماً؟ فان قال نعم قال له: أفلا عملت بما علمت؟!
            وإن قال: كنت جاهلاً، قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟! فيخصم، فتلك الحجة البالغة".


            ونعتقد
            أنّه تعالى لا بدَّ أن يكلِّف عباده، ويسنَّ لهم الشرائع، وما فيه صلاحهم وخيرهم؛ ليدلّهم
            على طرق الخير والسعادة الدائمة، ويرشدهم إلى ما فيه الصلاح، ويزجرهم عمّا فيه الفساد
            والضرر عليهم وسوء عاقبتهم، وإن علم أنّهم لا يطيعونه؛ لاَنّ ذلك لطف ورحمة بعباده.

            عن الامام الصادق عليه السلام :
            "عليكم بالتفقه في دين الله ، ولا تكونوا أعرابا ؛ فانه
            من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة ولم يزك له عملا ".

            عقيدتنا في القضاء و القدر :

            ذهب قوم ـ وهم المجبرة ـ الى انه تعالى هو القاعل لافعال المخلوقين ، فيكون قد اجبر الناس
            على فعل المعاصي ، وهو مع ذلك يعذبهم عليها ، واجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم
            عليها. وذهب آخرون ـ وهم المفوضة ـ الى انه تعالى فوض الافعال إلى المخلوقين، ورفع
            قدرته وقضاءه وتقديره عنها، باعتبار أنّ نسبة الأفعال إليه تعالى تستلزم نسبة النقص إليه،
            وأنّ للموجودات أسبابها الخاصة، وإن انتهت كلُّها إلى مسبِّب الأسباب والسبب الأول، وهو الله
            تعالى. فمن يقول بهذه المقالة فقد أخرج الله تعالى من سلطانه، وأشرك غيره معه في الخلق.
            واعتقادنا
            في ذلك تبع لما جاء عن أئمتنا الأطهار عليهم السلام من الأَمر بين الأمرين،
            والطريق الوسط بين القولين، فقد قال إمامنا الصادق عليه السلام لبيان الطريق الوسط كلمته
            المشهورة: «لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين». وخلاصته:
            إنّ أفعالنا من جهة هي
            أفعالنا حقيقة ونحن اسبابها الطبيعية، وهي تحت قدرتنا واختيارنا، ومن جهة أخرى هي مقدورة
            لله تعالى، وداخلة في سلطانه؛ لاَنّه هو مفيض الوجود ومعطيه، فلم يجبرنا على افعالنا حتى
            يكون قد ظلمنا في عقابنا على المعاصي؛ لاَنّ لنا القدرة والاختيار فيما نفعل، ولم يفوِّض إلينا
            خلق أفعالنا حتى يكون قد أخرجها عن سلطانه، بل له الخلق والحكم والأمر، وهو قادر على كل
            شيء ومحيط بالعباد.

            سأل أبو حنيفة الامام أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عن أفعال العباد، ممن هي؟ فقال له عليه
            السلام: «إنّ أفعال العباد لا تخلو من ثلاثة منازل؛ إمّا أن تكون من الله تعالى خاصّة، أو من الله ومن
            العبد على وجه الاشتراك فيها، أو من العبد خاصّة. فلو كانت من الله تعالى خاصة لكان أولى بالحمد على
            حسنها والذم على قبحها ولم يتعلق بغيره حمد ولا لوم فيها. ولو كانت من الله ومن العبد لكان الحمد لهما
            معاً فيها والذم عليهما جميعاً فيها، وإذا بطل هذان الوجهان ثبت انها من الخلق، فان عاقبهم الله تعالى على
            جنايتهم بها فله ذلك، وإن عفا عنهم فهو أهل التقوى وأهل المغفرة».

            عقيدتنا في البداء :

            البداء في الانسان أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقاً، بأن يتبدَّل عزمه
            في العمل الذي كان يريد أن يصنعه؛ إذ يحدث عنده ما يغيِّر رأيه وعلمه به، فيبدو
            له تركه بعد
            أن كان يريد فعله، وذلك عن جهل بالمصالح، وندامة على ما سبق منه.
            والبداء
            بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى. لاَنّه من الجهل والنقص، وذلك محال عليه تعالى،
            ولا تقول به الامامية. قال الصادق عليه السلام:
            «مَن زعم أنّ الله تعالى بدا له في شيء
            بداء
            ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم».
            وقال أيضاً:
            «من زعم أن الله بدا له في شيء ولم يعلمه
            أمس فأبرأ منه».
            غير أنّه وردت عن أئمتنا الأطهار عليهم السلام روايات توهم القول بصحة البداء
            بالمعنى المتقدِّم،

            كما ورد عن الصادق عليه السلام: «ما بدا لله في شيء كما بدا له في اسماعيل ابني»
            ولذلك نَسبَ
            بعض المؤلّفين في الفرق الاسلامية إلى الطائفة الامامية القول بالبداء
            طعناً في المذهب
            وطريق آل البيت، وجعلوا ذلك من جملة التشنيعات على الشيعة. والصحيح في ذلك أن نقول كما
            قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: (يَمْحوُا اللهُ ما يَشَآءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ).
            ومعنى ذلك: أنّه تعالى قد يُظهر شيئاً على لسان نبيِّه أو وليِّه، أو في ظاهر الحال لمصلحة

            تقتضي ذلك الاِظهار، ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أولاً، مع سبق علمه تعالى بذلك، كما

            في قصة اسماعيل لما رأى ابوه إبراهيم أنّه يذبحه. فيكون معنى قول الامام عليه السلام:
            أنّه
            ما ظهر لله سبحانه أمر في شيء كما ظهر له في اسماعيل ولده؛ إذ اخترمه قبله ليعلم الناس
            أنّه ليس بإمام، وقد كان ظاهر الحال أنّه الاِمام بعده؛ لاَنّه أكبر ولده.

            ونجد أنّ مجموعة من الشيعة ـ وعلى الرغم ممّا فعله الامام الصادق عليه السلام، وما قاله
            في وفاة وتجهيز وتكفين ولده اسماعيل ـ قالوا بإمامة اسماعيل بعد أبيه الامام الصادق عليه
            السلام، وهؤلاء هم الذين يدعون بـ «الاسماعيلية»، وهم يفترقون عن الشيعة الامامية

            بقولهم: إنّ الامامة بعد الامام الصادق عليه السلام انتقلت الى ولده الاكبر اسماعيل ويزعمون
            ان الامام الصادق عليه السلام نص عليه في حياته. وقد اختلفوا في اسماعيل، فمنهم من قال
            بموته في حياة أبيه ـ وهو الثابت والمتواتر تأريخياً وهؤلاء قالوا بأنّ الامامة تبقى في ذريته،
            وأولهم محمد بن اسماعيل وقسم منهم يقول بأنّه ـ أي اسماعيل ـ لم يمت وإنّما أظهر أبوه عليه
            السلام موته تقيّةً من العباسيين.


            وقريب من البداء في المعنى نسخ أحكام الشرائع السابقة بشريعة نبيِّنا صلّى الله عليه
            وآله، بل نسخ بعض الأحكام التي جاء بها نبينا صلّى الله عليه وآله.

            عقيدتنا في أحكام الدين :

            نعتقد أنّه تعالى جعل أحكامه ـ من الواجبات والمحرَّمات وغيرهما ـ طبقاً لمصالح العباد في
            نفس أفعالهم، فما فيه المصلحة الملزمة جعله واجباً، وما فيه المفسدة البالغة نهى عنه، وما
            فيه مصلحة راجحة ندبنا إليه. وهكذا في باقي الأحكام، وهذا من عدله ولطفه بعباده. ولا بدّ أن
            يكون له في كل واقعة حكم. قال تعالى ( مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ ). وورد في الحديث :

            «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلاّ وله أصل في كتاب الله».. وورد أيضاً. «ما من حادثة إلاّ ولله فيها حكم» .

            ولا يخلو شيء من الأشياء من حكم واقعي لله فيه، وإن انسدَّ علينا طريق علمه. ونقول أيضاً:
            إنّه من القبيح أن يأمر بما فيه المفسدة، أو ينهى عمّا فيه المصلحة. غير أنّ بعض الفِرق من
            المسلمين يقولون: إنّ القبيح ما نهى الله تعالى عنه، والحسن ما أمر به، فليس في نفس
            الأاَفعال مصالح أو مفاسد ذاتية، ولا حسن أو قبح ذاتيان، وهذا قول مخالف للضرورة العقلية.
            كما أنّهم جوَّزوا أن يفعل الله تعالى القبيح فيأمر بما فيه المفسدة، وينهى عما فيه المصلحة.
            وقد تقدَّم أنّ هذا القول فيه مجازفة عظيمة ، وذلك لاستلزامه نسبة الجهل أو العجز إليه
            سبحانه، تعالى علواً كبيراً. والخلاصة: أنّ الصحيح في الاعتقاد أن نقول: إنّه تعالى لا
            مصلحة له ولا منفعة في تكليفنا بالواجبات ونهينا عن فعل ما حرَّمه، بل المصلحة والمنفعة
            ترجع لنا في جميع التكاليف، ولا معنى لنفي المصالح والمفاسد في الأفعال المأمور بها
            والمنهي عنها؛ فإنّه تعالى لا يأمر عبثاً ولا ينهى جزافاً، وهو الغني عن عباده.


            تعليق


            • #7
              الفصل الثاني : النبوّة

              * عقيدتنا في النبوّة

              * النبوّة لطف

              * عقيدتنا في معجزة الأنبياء

              * عقيدتنا في عصمة الأنبياء

              * عقيدتنا في صفات النبي

              * عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم

              * عقيدتنا في الاِسلام

              * عقيدتنا في مشرّع الاِسلام

              * عقيدتنا في القرآن الكريم

              - طريقة إثبات الاِسلام والشرائع السابقة

              تعليق


              • #8
                عقيدتنا في النبوّة :

                نعتقد أنّ النبوّة وظيفة إلهية، وسفارة ربّانية، يجعلها الله تعالى لمن ينتجبه ويختاره من عباده
                الصالحين وأوليائه الكاملين في إنسانيّتهم، فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشادهم إلى ما
                فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة، ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن مساوئ
                الأخلاق ومفاسد العادات، وتعليمهم الحكمة والمعرفة، وبيان طرق السعادة والخير؛ لتبلغ
                الانسانية كمالها اللائق بها، فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدارين دار الدنيا ودار الآخرة.
                ونعتقد أنّه تعالى لم يجعل للناس حق تعيين النبي أو ترشيحه أو انتخابه، وليس لهم الخيرة في
                ذلك، بل أمر كلّ ذلك بيده تعالى؛ لاَنّه (أَعلمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتهُ) وليس لهم أن يتحكَّموا فيمن يرسله
                هادياً ومبشِّراً ونذيراً، ولا أن يتحكَّموا فيما جاء به من أحكام وسنن وشريعة.

                وقد قال الامام علي عليه السلام
                في خطبة له يصف فيها ابتداء خلق السماء والارض

                وخلق آدم عليه السلام، ويذكر الانبياء وبعثتهم فيقول:

                «واصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم
                لمّا بدّل أكثرُخلقه عهد الله إليهم فجهلوا حقّه، واتخذوا الانداد معه، واجتالتهم الشياطين
                عن معرفته، واقتطعتهم عن عبادته، فبعث إليهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم
                ميثاق فطرته، ويذكّروهم منسيّ نعمته، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول،
                ويروهم آيات المقدرة؛ من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعايش تحييهم،
                وآجال تفنيهم، وأوصاب تهرمهم، وأحداث تتابع عليهم، ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي
                مرسل، أو كتاب منزل، أو حجّة لازمة أو محجّة قائمة، رسل لا تقصر بهم قلّة عددهم ولا كثرة
                المكذبين لهم، من سابق سُمّي له مَن بعده، أو غابر عرّفه من قبله. على ذلك نسلت القرون،
                ومضت الدهور، وسلفت الآباء، وخلفت الأبناء، إلى أن بعث الله سبحانه محمّداً رسول الله
                صلّى الله عليه وآله لاِنجاز عدتِه، وإتمام نبوّته، مأخوذاً على النبيين ميثاقه، مشهورة سماته،
                كريماً ميلاده، وأهل الأرض يومئذٍ مللّ متفرّقة، وأهواء منتشرة، وطرائق متشتتة؛ بين مشبّه
                لله بخلقه، أو ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكان
                من الجهالة...».


                النبوّة لطف :

                إنّ الانسان مخلوق غريب الأطوار، معقَّد التركيب في تكوينه وفي طبيعته وفي نفسيّته وفي
                عقله، بل في شخصية كلّ فرد من أفراده، وقد اجتمعت فيه نوازع الفساد من جهة، وبواعث
                الخير والصلاح من جهة أخرى. وقد قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّيها* فَألْهَمهَا فُجُورَهَا وتَقْوَيها)
                فمن جهة قد جُبل على العواطف والغرائز من حب النفس، والهوى، والاثرة، وإطاعة الشهوات
                وفطر على حب التغلُّب، والاستطالة، والاستيلاء على ما سواه، والتكالب على الحياة الدنيا
                وزخارفها ومتاعها ومن الجهة الثانية، خلق الله تعالى فيه عقلاً هادياً يرشده إلى الصلاح
                ومواطن الخير، وضميراً وازعاً يردعه عن المنكرات والظلم ويؤنبه على فعل ما هو قبيح ومذموم.
                ولا يزال الخصام الداخلي في النفس الانسانية مستعراً بين العاطفة والعقل، فمن يتغلَّب عقله
                على عاطفته كان من الأعلين مقاماً، والراشدين في انسانيتهم، والكاملين في روحانيتهم، ومن
                تقهره عاطفته كان من الأخسرين منزلة، والمتردّين إنسانية، والمنحدرين إلى رتبة البهائم.
                على أنّ الانسان لقصوره، وعدم اطّلاعه على جميع الحقائق، وأسرار الأشياء المحيطة به،
                والمنبثقة من نفسه، لا يستطيع أن يعرف بنفسه كل ما يضرّه وينفعه، ولا كل ما يسعده ويشقيه؛
                لا فيما يتعلَّق بخاصّة نفسه، ولا فيما يتعلّق بالنوع الانساني ومجتمعه ومحيطه، بل لا يزال
                جاهلاً بنفسه، ويزيد جهلاً، أو ادراكاً لجهله بنفسه، كلّما تقدّم العلم عنده بالأشياء الطبيعية،
                والكائنات المادية.
                وعلى هذا، فالانسان في أشدّ الحاجة ليبلغ درجات السعادة إلى من ينصب له الطريق اللاحب،
                والنهج الواضح إلى الرشاد واتّباع الهدى؛ لتقوى بذلك جنود العقل، حتى يتمكن من التغلب
                على خصمه اللَّدود اللجوج عندما يهيىء الانسان نفسه لدخول المعركة الفاصلة بين العقل
                والعاطفة. لذلك وجب أن يبعث الله تعالى في الناس رحمة لهم ولطفاً بهم
                (رَسُولاً مِنهُم يَتلوُا عَلَيهِم ءايتِه وَيُزكِّيهِم ويُعلّمُهُمُ الكِتبَ والحكمَةَ) وينذرهم عمّا فيه فسادهم، ويبشّرهم بما فيه
                صلاحهم وسعادتهم. وإنّ كان اللطف من الله تعالى واجباً، فلأنّ اللطف
                بالعباد من كماله
                المطلق، وهو اللطيف
                بعباده الجواد الكريم، فإذا كان المحل قابلاً ومستعدّاً لفيض الجود
                واللطف، فإنّه تعالى لا بد أن يفيض لطفه
                ؛ إذ لا بخل في ساحة رحمته، ولا نقص في جوده
                وكرمه. وليس معنى الوجوب هنا أنّ أحداً يأمره بذلك فيجب عليه أن يطيع تعالى الله عن
                ذلك، بل معنى الوجوب في ذلك هو كمعنى الوجوب في قولك: إنّه واجب الوجود
                (أي اللزوم واستحالة الانفكاك).


                تعليق


                • #9
                  عقيدتنا في معجزة الأنبياء :

                  نعتقد أنّه تعالى إذ ينصّب لخلقه هادياً ورسولاً لا بدّ أن يعرِّفهم بشخصه، ويرشدهم إليه
                  بالخصوص على وجه التعيين، وذلك منحصر بأن ينصب على رسالته دليلاً وحجّة يقيمها لهم؛
                  إتماماً للطف، واستكمالاً للرحمة. قال تعالى:
                  ( رُسلاً مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرِينَ لِئلا يَكُونَ للِنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةً بَعْدَ الرُّسُلِ وكَانَ اللهُ عَزِيزَاً حَكِيماً)
                  وذلك الدليل لا بدّ أن يكون من نوع لا يصدر إلا من خالق الكائنات، ومدبر الموجودات ـ أي
                  فوق مستوى مقدور البشر ـ فيجريه على يدي ذلك الرسول الهادي؛ ليكون معرِّفاً به، ومرشداً
                  إليه، وذلك الدليل هو المسمى بالمعجز أو المعجزة؛ لاَنّه يكون على وجه يعجز البشر عن
                  مجاراته والاِتيان بمثله.
                  وكما أنّه لا بد للنبي من معجزة يظهر بها للناس لاِقامة الحجة عليهم، فلا بد أن تكون تلك
                  المعجزة ظاهرة الاِعجاز بين الناس على وجه يعجز عنها العلماء وأهل الفن في وقته، فضلاً
                  عن غيرهم من سائر الناس، مع اقتران تلك المعجزة بدعوى النبوّة منه؛ لتكون دليلاً على
                  مدَّعاه، وحجة بين يديه، فإذا عجز عنها أمثال أولئك عُلم أنّها فوق مقدور البشر، وخارقة
                  للعادة، فيُعلم أنّ صاحبها فوق مستوى البشر، بما له من ذلك الاتصال الروحي بمدبِّر الكائنات.
                  وإذا تمَّ ذلك لشخص، من ظهورالمعجز الخارق للعادة، وادّعى ـ مع ذلك ـ النبوة والرسالة،
                  يكون حينئذٍ موضعاً لتصديق الناس بدعواه، والايمان برسالته، والخضوع لقوله وأمره، فيؤمن
                  به من يؤمن، ويكفر به من يكفر.
                  ولأجل هذا وجدنا أنّ معجزة كل نبي تناسب ما يشتهر في عصره من العلوم والفنون، فكانت
                  معجزة موسى عليه السلام هي العصا التي تلقف السحر وما يأفكون؛ إذ كان السحر في عصره
                  فنّاً شائعاً، فلما جاءَت العصا بطل ما كانوا يعملون، وعلموا أنّها فوق مقدروهم، وأعلى من
                  فنّهم، وأنّها ممّا يعجز عن مثله البشر، ويتضاءل عندها الفن والعلم.
                  وكذلك كانت معجزة عيسى عليه السلام، وهي إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى؛ إذ
                  جاءَت في وقت كان فن الطب هو السائد بين الناس، وفيه علماء وأطباء لهم المكانة العليا،
                  فعجز علمهم عن مجاراة ما جاء به عيسى عليه السلام.
                  ومعجزة نبينا الخالدة هي القرآن الكريم، المعجز ببلاغته وفصاحته، في وقت كان فن البلاغة
                  معروفاً. وكان البلغاء هم المقدَّمين عند الناس بحسن بيانهم وسموِّ فصاحتهم، فجاء القرآن
                  كالصاعقة؛ أذلّهم وأدهشهم، وأفهمهم أنّهم لا قِبَل لهم به، فخنعوا له مهطعين عندما عجزوا
                  عن مجاراته، وقصروا عن اللحاق بغباره . قال تعالى:
                  (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الاِنْسُ والجِنُّ عَلَى
                  أَنْ يَأتُوا بِمِثْلِ هذا القُرءانَ لاَ يَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
                  ويدلّ على عجزهم أنّه تحدّاهم بإتيان عشر سور مثله فلم يقدروا، ثمّ تحدّاهم أن يأتوا بسورة
                  من مثله فنكصوا، ولمّا علمنا عجزهم عن مجاراته ـ مع تحدّيه لهم، وعلمنا لجوءهم إلى
                  المقاومة بالسنان دون اللسان ـ علمنا أنّ القرآن من نوع المعجز، وقد جاء به محمد بن
                  عبدالله مقروناً بدعوى الرسالة. فعلمنا أنّه رسول الله، جاء بالحق وصدق به، صلى الله عليه وآله.

                  تعليق


                  • #10
                    عقيدتنا في عصمة الأنبياء

                    ونعتقد : أنّ الأنبياء معصومون قاطبة، وكذلك الأئمة عليهم جميعاً التحيات الزاكيات، وخالَفَنا
                    في ذلك بعض المسلمين، فلم يوجبوا العصمة
                    في الأنبياء، فضلاً عن الأئمة.
                    والعصمة:
                    هي التنزُّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وعن الخطأ والنسيان، وإن
                    لم يمتنع عقلاً على النبي أن يصدر منه ذلك، بل يجب أن يكون منزَّهاً حتى عمّا ينافي المروءة،
                    كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.
                    والدليل على وجوب العصمة
                    ؛ أنّه لو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطأ وينسى، وصدر منه
                    شيء من هذا القبيل، فإمّا أن يجب اتّباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأً أو لا يجب، فإن
                    وجب اتّباعه فقد جوّزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى
                    ، بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل
                    بضرورة الدين والعقل. وان لم يجب اتّباعه فذلك ينافي النبوَّة التي لا بدّ أن تقترن بوجوب
                    الطاعة أبداً , قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنا مِنْ رَسُوْلٍ إلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ "
                    والعصمة من الله تعالى هي
                    : التوفيق الذي يسلم به الانسان ممّا يكره إذا أتى بالطاعة، وذلك
                    مثل إعطائنا رجلاً غريقاً حبلاً ليتشبّث به فيسلم، وقد بيّن الله تعالى
                    هذا المعنى في كتابه بقوله:
                    " وَاعْتَصِموُا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً "
                    وحبل الله هو دينه.

                    وورد عن الامام زين العابدين عليه السلام أنه لما سئل عن معنى المعصوم قال:
                    (هو المعتصم
                    بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والامام يهدي إلى القرآن، والقرآن
                    يهدي إلى الامام، وذلك قوله تعالى : "إن هذا القرءآن يهدي للتي هي أقوم")


                    هذا الدليل على العصمة يجري عيناً في الامام؛ لان المفروض فيه أنه منصوب من الله تعالى لهداية البشر خليفة للنبي .

                    عقيدتنا في صفات النبي

                    ونعتقد : أنّ النبي ـ كما يجب أن يكون معصوماً ـ يجب أن يكون متّصفاً بأكمل الصفات الخلقية
                    والعقلية وأفضلها، من نحو: الشجاعة، والسياسة، والتدبير، والصبر، والفطنة، والذكاء؛ حتّى
                    لا يدانيه بشر سواه فيها؛ لاَنّه لولا ذلك لما صحّ أن تكون له الرئاسة العامة على جميع الخلق،
                    ولا قوَّة إدارة العالم كله.

                    كما يجب ان يكون طاهر المولد أميناً صادقاً منزَّهاً عن الرذائل قبل بعثته أيضاً؛ لكي تطمئنّ إليه
                    القلوب، وتركن إليه النفوس، بل لكي يستحق هذا المقام الاِلهي العظيم.

                    عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم

                    نؤمن على الاجمال بأنّ جميع الأنبياء والمرسلين على حق، كما نؤمن بعصمتهم وطهارتهم،
                    وأمّا إنكار نبوتّهم، أو سبّهم، أو الاستهزاء بهم فهو من الكفر والزندقة؛ لاَنّ ذلك يستلزم إنكار
                    نبينا
                    الذي أخبر عنهم وصدّقهم.
                    أمّا المعروفة أسماؤهم وشرائعهم، كـ آدم ونوح وإبراهيم وداود وسليمان وموسى وعيسى
                    وسائر من ذكرهم القرآن الكريم
                    بأعيانهم، فيجب الايمان بهم على الخصوص، ومن أنكر واحداً
                    منهم فقد أنكر الجميع، وأنكر نبوّة نبينا
                    بالخصوص.
                    وقد كان هؤلاء الرسل موزّعين على كافة الأمم على مر العصور، فقد قال تعالى: (
                    وَلَقَدْ بَعَثْنا في كُلِّ أُمةٍ رَسُولاً).
                    وقد فضّل الله بعض الاَنبياء والرسل على البعض الآخر، فقد قال تعالى: (
                    تِلْكَ الْرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ من كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجتٍ).
                    و قال تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً
                    ) .

                    وأفضل هؤلاء الاَنبياء والمرسلين هم الخمسة أولو العزم، الذين قال تعالى في حقّهم: (
                    وَإذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبيِّينَ مِيثَـقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وإبراهيمَ وَمُوسَى وَعِيسى ابْنِ مَريَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ
                    مِيثقاً غَلْيظاً) , و قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الْرُّسُلِ
                    )

                    ومعلوم أنّ عزم الأنبياء متفاوت وغير متساوٍ عند الجميع، ويدلّ على ذلك قوله تعالى
                    :
                    (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلى ءَادَمَ مَنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
                    ).

                    وأفضل هؤلاء الأنبياء والمرسلين هو خاتمهم
                    النبي الأمين محمد بن عبدالله صلوات الله
                    وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
                    ...
                    وكذلك يجب الايمان بكتبهم وما نزل عليهم
                    .
                    وأمّا التوراة والانجيل
                    الموجودان الآن بين أيدي الناس، فقد ثبت أنّهما محرَّفان عمّا أُنزلا
                    بسبب ما حدث فيهما من التغيير والتبديل، والزيادات والاضافات بعد زماني موسى وعيسى
                    عليهما السلام بتلاعب ذوي الأهواء والأطماع، ب
                    ل الموجود منهما أكثره ـ أو كلّه ـ موضوع بعد
                    زمانهما من الأتباع والأشياع.

                    عقيدتنا في الاِِسلام

                    نعتقد: أنّ الدين عند الله الاسلام، قال تعالى : ( إنَّ الدّيِنَ عِنْدَ اللهِ الاِِسلمُ ) وهو الشريعة
                    الاِلهية الحقّة التي هي خاتمة الشرائع وأكملها، وأوفقها في سعادة البشر، وأجمعها لمصالحهم
                    في دنياهم وآخرتهم، وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور، لا تتغيّر ولا تتبدّل، وجامعة لجميع
                    ما يحتاجه البشر من النظم الفردية والاجتماعية والسياسية. ولمّا كانت خاتمة الشرائع، ولا
                    نترقَّب شريعة أُخرى تُصلح هذا البشر المنغمس بالظلم والفساد، فلا بدَّ أن يأتي يوم يقوى فيه
                    الدين الاِسلامي ، فيشمل المعمورة بعدله وقوانينه, قال تعالى: (
                    وَلَقَدْ كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنْ الاَرضَ يَرِثهُا عِبَادِيَ الصَّـلِحُونَ) .

                    ولو طُبِّقت الشريعة الاسلامية بقوانينها في الاَرض تطبيقاً كاملاً صحيحاً، لعمّ السلام بين
                    البشر، وتمَّت السعادة لهم، وبلغوا أقصى ما يحلم به الانسان من الرفاه والعزّة، والسعة
                    والدعة، والخلق الفاضل، ولأنقشع الظلم من الدنيا، وسادت المحبّة والاِِخاء بين الناس
                    أجمعين، ولأنمحى الفقر والفاقة من صفحة الوجود.
                    وإذا كنّا نشاهد اليوم الحالة المخجلة والمزرية عند الذين يسمُّون أنفسهم بالمسلمين، فلاَنّ
                    الدين الاسلامي
                    في الحقيقة لم يطبَّق بنصه وروحه، ابتداء من القرن الاَول من عهودهم،
                    واستمرت الحال بنا ـ نحن الذين سمَّينا أنفسنا بالمسلمين ـ من سيّىء إلى أسوأ إلى يومنا هذا،
                    فلم يكن التمسُّك بالدين الاسلامي
                    هو الذي جر على المسلمين هذا التأخّر المشين، بل بالعكس
                    إنَّ تمرُّدهم على تعاليمه، واستهانتهم بقوانينه، وانتشار الظلم والعدوان فيهم؛ من ملوكهم إلى
                    صعاليكهم ومن خاصتهم إلى عامتهم، هو الذي شلَّ حركة تقدّمهم، وأضعف قوَّتهم، وحطَّم
                    معنوياتهم، وجلب عليهم الويل والثبور، فأهلكهم الله تعالى بذنوبهم: (
                    ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغيِّراً نِعمَةً أَنعَمَهَا عَلى قَومٍ حَتَّى يُغيِّروا ما بأَنفُسِهِمْ ) .
                    تلك سنّة الله في خلقه, وكيف يُنتظر من الدين
                    أن ينتشل الاُمّة من وهدتها وهو عندها حبر
                    على ورق؛ لا يُعمل بأقل القليل من تعاليمه ( وَمَا كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرَى بِظلمٍ وَأَهلُهَا مصلِحوُن
                    )
                    ولا سبيل للمسلمين اليوم وبعد اليوم إلاّ أن يرجعوا إلى أنفسهم فيحاسبوها على تفريطهم،
                    وينهضوا إلى تهذيب أنفسهم والاَجيال الآتية بتعاليم دينهم القويمة، ليمحو الظلم والجور من
                    بينهم، وبذلك يتمكّنون من أن ينجو بأنفسهم من هذه الطامة العظمى، ولا بدَّ بعد ذلك أن يملأوا
                    الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كما وعدهم الله تعالى ورسوله
                    وكما هو المترقَّب من
                    دينهم الذي هو خاتمة الاَديان، ولا رجاء في صلاح الدنيا وإصلاحها بدونه. ولا بدَّ من إمام
                    ينفي
                    عن الاسلام
                    ما علق فيه من أوهام، وأُلصق فيه من بدع وضلالات، وينقذ البشر وينجّيهم ممّا بلغوا
                    إليه من فساد شامل، وظلم دائم، وعدوان مستمر، واستهانة بالقيم الاَخلاقية والاَرواح البشرية،
                    عجَّل الله فرجه وسهَّل مخرجه. وقد تواتر عن النبي صلّى الله عليه وآله والاَئمّة عليهم السلام


                    من أنّ المهدي من ولد فاطمة، يظهر في آخر الزمان ليملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

                    تعليق


                    • #11
                      عقيدتنا في مشرِّع الاِسلام :

                      نعتقد: أنّ صاحب الرسالة الاسلامية هو محمد بن عبدالله ، وهو خاتم النبيين ، وسيِّد
                      المرسَلين ، وأفضلهم على الاطلاق، كما أنّه سيِّد البشر
                      جميعاً؛ لا يوازيه فاضل في فضل، ولا
                      يدانيه أحد في مكرمة، ولا يقاربه عاقل في عقل، ولا يشبهه شخص في خلق، وأنّه لعلى خلق
                      عظيم , وقد قال تعالى فيه: (وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
                      ) . ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة


                      وقد وصفه الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام في إحدى خطبه، حيث قال: «
                      اختاره من شجرة الاَنبياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرّة البطحاء، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة».

                      ومن هذه الخطبة قوله عليه السلام
                      ـ في وصفه أيضاً ـ :

                      «
                      طبيب دوّار بطبّه، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه؛ يضع من ذلك حيث الحاجة إليه؛ من
                      قلوب عميٍ ، وآذان صمٍّ، وألسنةٍ بكمٍ، متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة، لم
                      يستضيئوا بأضواء الحكمة، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة. فهم في ذلك كالاَنعام السائمة، والصخور القاسية»

                      عقيدتنا في القرآن الكريم :

                      نعتقد: أنّ القرآن هو الوحي الاِلهي المنزَّل من الله تعالى على لسان نبيه الاَكرم فيه تبيان كل
                      شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما
                      احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف.
                      ونعتقد أن هذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزَّل على النبي، ومن ادّعى فيه غير
                      ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى؛ فانه كلام الله الذي (لا يَأتيِه الباطلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ).
                      ومن دلائل إعجازه: أنّه كلّما تقدَّم الزمن، وتقدَّمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته
                      وحلاوته، وعلى سموِّ مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل
                      نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة، مهما بلغوا في
                      منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية؛ فانّه يبدو بعض منها ـ على الاَقل ـ تافهاً أو نابياً أو مغلوطاً
                      كلّما تقدَّمت الاَبحاث العلمية، وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم
                      فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع مَن جاء بعدهم بالاَبّوة
                      العلمية، والتفوّق الفكري.
                      ونعتقد أيضاً:بوجوب احترام القرآن الكريم ، وتعظيمه بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته
                      حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزءً منه على وجه يقصد أنّها جزء منه.
                      كما لا يجوز لمن كان على غيرطهارة أن يمسّ كلماته أو حروفه (لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ)
                      سواء كان محدثاً بالحدث الاَكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها، أو محدِثاً بالحدث الاَصغر
                      حتى النوم، إلاّ إذا اغتسل أو توضأ على التفاصيل التي تذكر في الكتب الفقهية.
                      كما أنّه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه بأيّ ضرب من ضروب التوهين الذي يُعد في عرف
                      الناس توهيناً، مثل رميه، أو تقذيره، أو سحقه بالرجل، أو وضعه في مكان مُستحقَر، فلو تعمَّد
                      شخص توهينه وتحقيره ـ بفعل واحد من هذه الاَمور وشبهها ـ فهو معدود من المنكرين للاِسلام
                      وقدسيته، المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر بربِّ العالمين.

                      تعليق


                      • #12
                        طريقة إثبات الإسلام والشرائع السابقة :

                        لو خاصمنا أحد في صحّة الدين الاسلامي، نستطيع أن نخصمه بإثبات المعجزة الخالدة له، وهي
                        القرآن الكريم على ما تقدّم من وجه إعجازه. وكذلك هو طريقنا لإقناع نفوسنا عند ابتداء الشك
                        والتساؤل اللَّذين لا بدَّ أن يمرا على الانسان الحر في تفكيره عند تكوين عقيدته أو تثبيتها.
                        أمّا الشرائع السابقة، كاليهودية والنصرانية، فنحن قبل التصديق بالقرآن الكريم، أو عند تجريد
                        أنفسنا عن العقيدة الاسلامية، لا حجّة لنا لاِقناع نفوسنا بصحتها، ولا لإقناع المشكّك المتسائل؛
                        إذ لا معجزة باقية لها كالكتاب العزيز، وما ينقله أتباعها من الخوارق والمعاجز للاَنبياء
                        السابقين فهم متّهمون في نقلهم لها أو حكمهم عليها، وليس في الكتب الموجودة بين أيدينا
                        المنسوبة إلى الاَنبياء كالتوراة والانجيل ما يصلح أن يكون معجزة خالدة تصح أن تكون حجّة
                        قاطعة، ودليلاً مقنعاً في نفسها قبل تصديق الاسلام لها.
                        وإنّما صحَّ لنا ـ نحن المسلمين ـ أن نقرَّ ونصدّق بنبوة أهل الشرائع السابقة، فلاَنّا بعد تصديقنا
                        بالدين الاسلامي كان علينا أن نصدّق بكل ما جاء به وصدّقه، ومن جملة ما جاء به وصدّقه
                        نبوّة جملة من الاَنبياء السابقين .
                        وعلى هذا فالمسلم في غنى عن البحث والفحص عن صحّة الشريعة النصرانية وما قبلها من
                        الشرائع السابقة بعد اعتناقه الاسلام لاَنّ التصديق به تصديق بها، والايمان به إيمان بالرسل
                        السابقين والاَنبياء المتقدّمين، فلا يجب على المسلم أن يبحث عنها ويفحص عن صدق
                        معجزات أنبيائها؛ لاَنّ المفروض أنّه مسلم قد آمن بها بإيمانه بالاسلام، وكفى.

                        تعليق


                        • #13
                          الفصل الثالث : الأمامة

                          ويشتمل هذا الفصل على عقيدة الشيعة الإمامية في:


                          * الامامة

                          * عصمة الاِمام

                          * صفات الاِمام وعلمه

                          * طاعة الاَئمّة

                          * حبّ آل البيت

                          * الاَئمّة

                          * أنّ الاِمامة بالنص

                          * عدد الاَئمّة

                          * المهدي

                          * الرجعة

                          * التقيّة

                          تعليق


                          • #14
                            عقيدة الشيعة في الإمامة

                            تعتقد الإمامية أنّ الإمامة أصل من اُصول الدين لا يتم الاِيمان إلاّ بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والاَهل والمربّين مهما عظموا وكبروا، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في
                            التوحيد والنبوّة. والإمامة هي الاَصل الرابع من أصول الدين عند الشيعة الاِمامية، وتأتي من
                            بعد النبوّة من حيث الاَهمية، ويمكن اعتبارها القاعدة العقائدية التي بها يتميّز الاِمامية عن غيرهم من المذاهب الإسلامية، وتعتبر الاِمامة الاَساس الفكري الذي يبتني عليه مذهب أتباع
                            أهل البيت عليهم السلام.

                            كذلك يعتقد الإمامية ان الإمامة كالنبوَّة لطف من الله تعالى؛ فلا بدَّ أن يكون في كل عصر إمام
                            هادٍ يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وارشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في
                            النشأتين، وله ما للنبي من الولاية العامّة على الناس، لتدبير شؤونهم ومصالحهم، وإقامة العدل بينهم، ورفع الظلم والعدوان من بينهم. فقد قال تعالى: (
                            إنَّا أَرْسَلْنكَ بِاْلحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إلاّ خَلا فيها نَذِيرٌ).

                            وعلى هذا، فالإمامة استمرار للنبوّة، والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الاَنبياء هو نفسه
                            يوجب أيضاً نصب الاِمام بعد الرسول.
                            فلذلك يعتقد الشيعه إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان
                            الاِمام الذي قبله، وليست هي بالإختيار، والإنتخاب من الناس، فليس لهم إذا شاءواان ينصبوا
                            أحدا نصّبوه ، واذا شاء وا أن يعيّنوا إمام لهم عيّنوه ، ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه، ليصح لهم البقاء بلا إمام، بل «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة»على ما ثبت
                            ذلك عن الرسول الاَعظم بالحديث المستفيض.
                            وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة، منصوب من الله تعالى سواء أبى البشر أم لم يأبوا، وسواء ناصروه أم لم يناصروه، أطاعوه أم لم يطيعوه، وسواء
                            كان حاضراً أم غائباً عن أعين الناس؛ إذ كما يصح أن يغيب النبي ـ كغيبته في الغار والشعب
                            صحَّ أن يغيب الإمام، ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها. قال تعالى
                            (وَلِكُلِ قومٍ هَادٍ ).

                            تعليق


                            • #15
                              عقيدة الشيعة في عصمة الإمام

                              تعتقد الشيعة أنّ الاِمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، من سنِّ الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً.
                              كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان؛ لاَنّ الاَئمّة حفظة الشرع، والقوَّامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضى الإعتقاد بعصمة الاَنبياء هو
                              نفسه الدليل الذي يقتضي الإعتقاد بعصمة الاَئمة، بلا فرق. ولو لم يكونوا معصومين لما كانوا يستحقّون أن يكونوا خلفاء النبي صلّى الله عليه وآله، ولاَنّ عدم عصمتهم يلزم منه التسلسل؛ حيث أنّ سبب الحاجة إلى الإمام بعد النبي هو عدم عصمة الناس، فيحتاجون إلى من يرشدهم ويدلّهم على الطريق السوي، فإذا لم يكن هذا المرشد معصوماً لأحتاج إلى غيره، وهذا يؤدّي إلى وجوب وجود ما لانهاية من الاَئمة.


                              عقيدة الشيعة في صفات الإمام وعلمه

                              تعتقد الإمامية أنّ الاِمام كالنبي يجب أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال، من شجاعة، وكرم، وعفّة، وصدق، وعدل، ومن تدبير، وعقل وحكمة وخلق.
                              والدليل في النبي هو نفسه الدليل في الإمام...
                              أمّا علمه؛ فهو يتلقّى المعارف والاَحكام الاِلهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الاِمام من قبله.
                              وإذا استجدّ شيء لا بدَّ أن يعلمه من طريق الاِلهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه،
                              فإنْ توجّه إلى شيء وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي، لا يخطىَ فيه ولا يشتبه، ولا يحتاج في كلّ ذلك إلى البراهين العقلية، ولا إلى تلقينات المعلِّمين، لأنه لو احتاج إلى معلّم يلقّنه ويعلّمه لكان ذلك الشخص أعلم منه في تلك المسألة التي علّمه إياها ـ على أقل التقديرات ـ
                              فيكون هو إمامه وعليه أن يتّبعه ويلتزم بقوله، وفي نفس الوقت يكون هذا المعلم يحتاج إلى من يعلمه وهكذا، فيلزم التسلسل. ولذلك يفترض في الإمام أن يكون أعلم الموجودين في زمانه ولا يحتاج إلى تعليم من أحد منهم.


                              وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «رسول الله صلّى الله عليه وآله علّمني ألف باب، وكلّ باب منها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب، حتّى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة،وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب»

                              وقال عليه السلام: «والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول الله صلّى الله عليه وآله ، ألا وإنّي مفضيه إلى
                              الخاصة ممّن يؤمن ذلك منه. والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلاّ صادقاً، وقد عهد إليّ بذلك كله وبمهلك من يهلك ومنجى من ينجو ومآل هذا الاَمر، وما أبقى شيئاً
                              يمر على رأسي إلاّ أفرغه في اذني وأفضى به إليّ»
                              وقد ورد في الحديث عن هشام بن الحكم، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنّ الله لا يجعل حجّته في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري»
                              بل اشتهر عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان يقول: «أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فلاَنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الاَرض»

                              عقيدة الشيعة في طاعة الأئمة

                              تعتقد الشيعة أنّ الاَئمة هم أولو الاَمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم (يأَيُّها الّذِينَ آمَنوُا أَطِيعوُا اللهَ وأطيعوُا الرَّسُولَ وأُوْلِي الاَمْرِ منْكُمْ فَإنْ تَنَزَعْتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسُولِ إِن كُنْتُم تُؤمِنُونَ باللهِ وَاليومِ الاَخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً)، وأنّهم الشهداء على الناس (وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) وورد عن الإمام الباقر عليه السلام وعن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّهم قالوا: «نحن الاَمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه» ، وأنّهم أبواب الله، والسبل إليه، والاَدلاّء عليه, ورد
                              عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: « إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسهُ،
                              ولكن جعلنا أبوابه، وصراطه، وسبيله، والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا فانّهم عن الصراط لناكبون»، وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه، وأركان توحيده، وخُزّان معرفته، ورد عن الاِمام الباقر عليه السلام: «نحن خزّان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الاَرض» , وورد ـ أيضاً ـ

                              عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: «نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله وعيبة وحي الله»
                              ولذا كانوا أماناً لاَهل الاَرض كما أنّ النجوم أمان لاَهل السماء ـ على حد تعبيره صلّى الله عليه وآله .

                              كذلك تعتقد الإمامية ان الأئمة عليهم السلام هم سفينة النجاة كما قال عنهم الرسول العظيم عليه واله السلام «إنّ مثلهم في هذه الاُمّة كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى» وأنّهم ـ حسبما جاء في الكتاب المجيد ـ (بَلْ عِبادٌ مُكرَمُون * لا يَسبِقُونَهُ بالقَولِ وَهُم بأَمرِه يَعمَلُونَ), وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وأنّهم المرجع
                              الاَصلي بعد النبي لاَحكام الله المنزلة، حسب ماورد عنه عليه واله السلام : «إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض», وهذا الحديث اتّفقت الرواية عليه من طرق أهل السنَّة والشيعة. وما أوضح
                              المعنى في قوله: «لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، فلا يجد الهداية أبداً من فرَّق بينهما
                              ولم يتمسّك بهما معاً، فلذلك كانوا «سفينة النجاة»، و«أماناً لاَهل الاَرض»، ومن تخلَّف عنهم غرق في لجج الضلال، ولم يأمن من الهلاك.
                              وتفسير ذلك بحبّهم فقط من دون الاَخذ بأقوالهم واتّباع طريقهم هروب من الحق، لا يلجىء إليه
                              إلاّ التعصُّب والغفلة عن المنهج الصحيح في تفسير الكلام العربي المبين

                              عقيدة الشيعة في محبة آل البيت


                              تعتقد الشيعة أنّه زيادة على وجوب التمسُّك بآل البيت، يجب على كل مسلم أن يدين بحبّهم ومودّتهم؛ وهذا امر من الله أنزله في كتابه , قال تعالى: (قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلْيِه أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُربى). وقد تواتر عن النبي صلّى الله عليه وآله: أنّ حبهم علامة الإيمان، وأنّ بغضهم
                              علامة النفاق, وأن من أحبّهم أحب الله ورسوله، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله. بل ان حبّهم فرض من ضروريات الدين الاِسلامي التي لا تقبل الجدل والشك، وقد اتّفق عليه جميع المسلمين على اختلاف نِحلهم وآرائهم، عدا فئة قليلة اُعتبروا من أعداء آل محمد، فنُبزوا باسم (النواصب) أي مَن نصبوا العداوة لآل بيت محمد، وبهذا يُعدُّون من المنكرين لضرورة إسلامية ثابتة بالقطع، والمنكر للضرورة الإسلامية ـ كوجوب الصلاة والزكاة ـ يُعدّ في حكم
                              المنكر لاَصل الرسالة، بل هو على التحقيق منكر للرسالة، وإن أقرَّ في ظاهر الحال بالشهادتين. ولاَجل هذا كان بغض آل محمد من علامات النفاق، وحبّهم من علامات الإيمان، ولاَجله أيضاً كان بغضهم بغضاً لله ولرسوله.
                              ولا شكّ أنّه تعالى لم يفرض حبّهم ومودّتهم إلاّ لاَنّهم أهل للحب والولاء ، من ناحية قربهم إليه سبحانه، ومنزلتهم عنده، وطهارتهم من الشرك والمعاصي، ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه.

                              ولا يمكن أن نتصوَّر أنّه تعالى يفرض حب من يرتكب المعاصي، أو لا يطيعه حقّ طاعته؛ وجميع الناس عنده سواسية ، وإنّما أكرمهم عند الله أتقاهم , فمن أوجب حبه على الناس كلهم لا بدَّ أن يكون أتقاهم وأفضلهم جميعاً، وإلاّ كان غيره أولى بذلك الحب، أو كان الله يفضِّل بعضاً
                              على بعض في وجوب الحب والولاية عبثاً أو لهواً بلا جهة استحقاق وكرامة؟!

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X