عقيدة الشيعة في الأئمة :
لا تعتقد الإمامية في الأئمة عليهم السلام مايعتقده الغلاة الذين اتخذوا الأئمة آلهة يعبدونهم من دون الله بل إن بعضهم قال إن الرسول محمد صلى الله عليه وآله هو عبد لعلي عليه السلام (كَبُرتْ كَلِمةً تَخرُجُ مِنْ أفواهِهِمْ).
بل إن مايعتقده الشيعة الإثناعشرية في الأئمة عليهم السلام هو إنهم بشر كبقية البشر إلا إنهم عباد مكرمون ,اختصّهم الله تعالى بكرامته، وحباهم بولايته؛ إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم، والتقوى، والشجاعة، والكرم، والعفّة، وجميع الاَخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به.
وبهذا استحقّوا أن يكونوا أئمة وهداة ، ومرجعاً بعد النبي في كلّ ما يعود للناس من أحكام وحكم، وما يرجع للدين من بيان وتشريع، وما يختص بالقرآن من تفسير وتأويل.
قال الإمام الصادق عليه السلام: «ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا». كذلك في روايه عن الإمام الصادق عليه السلام حين سأله سدير وقال له: إنّ قوماً يزعمون أنّكم آلهة، يتلون بذلك علينا قرآناً (وَهُوَ الَّذي فِي
السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الاََرْضِ إِلهٌ) فقال عليه السلام : «يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء، وبرىء الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي، ولا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم».
عقيدة الشيعة في أن الإمامة بالنص :
تعتقد الإمامية أنّ الاِمامة كالنبوّة؛ لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده.
وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكَّموا فيمن يعيّنه الله هادياً ومرشداً لعامّة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه، أو ترشيحه، أو انتخابه؛ لاَنّ الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الإمامة العامّة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يُعرف إلاّ بتعريف الله ولا يُعيَّن إلاّ بتعيينه.
وتعتقد الإمامية: أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نصّ على خليفته والإمام في البرية من بعده، فعيَّن ابن عمه علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، وأميناً للوحي، وإماماً للخلق في عدّة
مواطن، ونصّبه، وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير فقال: «ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدرالحق معه كيفما دار». ومن أوّل مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الاَدنين وعشيرته الاَقربين فقال: «هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطعيوا» وهو
يومئذٍ صبي لم يبلغ الحلم.
وكرِّر قوله له في عدّة مرّات: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي».
إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلَّت على ثبوت الولاية العامّة له، كآية: (إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسوُلُهُ والَّذينَ آمنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَلَوةَ ويؤُتُونَ الْزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، وقد نزلت فيه عندما تصدَّق بالخاتم وهو راكع.
ثمّ إنّه عليه السلام نص على إمامة الحسن والحسين وقد تواتر عن الرسول الكريم عليه وآله السلام أنّه قال: «ابناي هذان إمامان، قاما أو قعدا». ، والحسين نص على إمامة ولده علي
زين العابدين، وهكذا إماماً بعد إمام، ينصّ المتقدِّم منهم على المتأخِّر إلى آخرهم.
تعليق