X
-
من خطب اية الله العظمي الوحيد الخرساني
التعديل الأخير تم بواسطة شيخ الطائفة; الساعة 08-11-2009, 07:33 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
سمعت كثير من المؤمنين (وبعضهم أقسم لي) أن سماحته هو الأعلم في حوزة قم
لديه الكثير من الخطب الرائعة التى تبين لنا مقامات أهل البيت - عليهم الصلاة و السلام - العالية
أنا حالياً أعمل على مشروع ترجمة لخطبه أن من الأسف أن يضيع هذا التراث الهائل و العلم الزاخر لمن لا يجيد اللغة الفارسية
خطبة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الرضا(ع) :
حاولنا في هذه الترجمة أن نحافظ على كيفية المحاضرة وأسلوب الخطاب قدر الإمكان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين، واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.
بمناسبة ذكرى الولادة السعيدة للإمام الرضا$، المهضوم حقه، المجهول قدره، نشير في هذا اليوم إلى شيء من الفقه الأكبر لكي نفهم بأنا لا نفهم منه شيئاً، فإن هذه المباحث التي نبحثها عادة فقه أصغر، والفقه الأكبر هو معرفة الإمام، من هو الإمام؟ ما هو هذا المقام؟
والبحث في ذلك يقع في جهات:
الأولى: بحث في كبرى الإمامة:
ما هي حدود الإمامة؟ وما هي حقيقتها؟
والثانية: بحث في الصغرى: من هو الشخص الذي ينطبق عليه هذا العنوان؟
الثالثة: في خصوصيات كل واحد من الأوصياء الاثني عشر؟ وجهات امتيازهم.
وطرحنا لهذه الجهات الثلاث إنما هو لإدراك أهل الفكر أهمية الموضوع حتى تصل النوبة إلى بحث هذه المسائل، فإن الغالب هي قلة المعرفة في مقامات الأئمة (ع).
ولا زال هناك من يقول: إن القول: بأن الإمام هو الذي تدور مداره فيوضات الوجود في كل دائرة الإمكان غلو! مما يدل على هبوط المستوى العلمي.
نعم إن من يفهم مثل هذا هو الشيخ الأنصاري، هو يفهم أن الإمام من به الوجود، فإن من الوظائف التي كان يحافظ عليها الشيخ الأنصاري يومياً هي قراءة زيارة الجامعة، هذا هو الشيخ وما أدراك من الشيخ؟
الشيخ الأنصاري تاج الفقهاء والمجتهدين، وبوصف الآخوند له: رأس المتأخرين.
هذا العملاق لا يترك زيارة الجامعة في يوم من الأيام، وقراءة الشيخ ليست كقرائة غيره.
( بكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبكم ينزل الغيث ).
الشيخ الأنصاري هو من يفهم هذه الجملة من زيارة الجامعة، هو يدرك كيف لهذا الراقد في القبر مقام إمساك السماء به، والممسك هو الله، ومقام تنزيل الغيث به، والمنزل هو الله.
وهذا هو الجمع بين التوحيد الكامل، ومعرفة الإنسان الكامل.
بالطبع إن هذا المقدار من الإدراك يحصل بعلم وعمل مثل الشيخ الأنصاري.
إن وظيفة كل واحد منكم في هذا الزمان ـ بعد أتعابكم الفكرية في المباحث التي تتعلمونها وحصولكم على القوة الفكرية والعلمية ـ أن تبذلوا جهدكم في فهم روايات المعارف وأصول الدين.
اعرفوا الإمام وعرّفوا الناس به.
ولابد أن يكون كلامنا محكماً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}، سورة الأحزاب: 70.
اسعوا الى القول المحكم متى ما تكلمتم، وليكن في ذهنكم مقالة القائل ـ عندما قيل له ـ: لم لا تقول ما يفهم؟
فقال: لم لا تفهم ما يقال.
إن القول متى ما كان سديداً لم يضره عدم فهم الشخص المقابل ولا يخدش ذلك في قوته العلمية وسداده المنطقي.
بعد هذه التوطئة نقول:
إن الإمام الثامن(ع) هو الإكسير الأحمر الذي لم نفهمه، فلقد بلغت عظمته مرتبة تجعلني في حيرة من أمري مع أني بصدد الحديث عن جانب صغير من جوانب عظمته، والوقت قصير لا يتحمل هذه المباحث المهمة، ولكن نسعى اليوم ـ بقدر الإمكان ـ إلى التعريف بالإمام الثامن بنحو الإشارة عن طريق دليل الإن وبرهان اللم، وتفصيل الكلام في محله.
نذكر أولاً الدليل الإني وهو ما يكتشف فيه العلة عن طريق المعلول، فإن مجلسنا هذا لم يعقد للعوام حتى نأتي بخطابيات، إن أكثركم هم نخبة فضلاء ( قم ) باعتراف الجميع، فيكفيكم مجرد الإشارة والتذكير.
هنا ثلاث روايات معتبرة جداً بحيث لا يمكن لفقيه نبيه ـ مهما كان مبناه الرجالي ـ أن لا يأخذ بها، بل يفتي على طبقها في المسائل المهمة كمسائل الدماء حتى من لا يرى إلا الصحيح الأعلائي.
والراوي لهذه الروايات هو الشيخ الصدوق، يرويها بأربع وسائط إلى الإمام، عن عدة من المشايخ المتفق على وثاقتهم عند الجميع, طريق ينتهي الى علي بن مهزيار، وآخر الى عبد الرحمن بن أبي نجران، وثالث الى علي بن أسباط. ونكتفي بذكر طريق واحد:
روى الشيخ الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا$ ج1 ص288، عن محمد بن الحسن بن الوليد ( وأهل الرجال والحديث يعرفون عظمة هذا الرجل)، عن الصفار (من الأجلاء)، عن محمد بن الحسين ( والمراد به هنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عين الشيعة وعلم الحديث في عصره )، عن علي بن أسباط ( كان أوثق أهل زمانه بقول النجاشي )، قال: سألت أبا جعفر (محمد بن علي الجواد$) : ما لمن زار والدك$ بخراسان ؟
ولابد لفهم الأحاديث ودقائقها ومعرفة لطائفها من التأمل في جهات:
فأولاً: إن علي بن أسباط كان فطحياً، ثم استبصر بعد حوار له مع علي بن مهزيار، من مشايخ الحديث وأعلام الرواة وعظماء علماء الأصحاب، فالسائل مثل هذا الرجل البالغ من العلم والوثاقة هذه المرتبة العالية.
وثانياً: إن كلام الإمام ليس ككلام ابن سينا وإفلاطون وأرسطو، فإن كل ما تصورنا له درجة من العلم فالعقل أقصر باعاً من إدراك الواقع، واللسان أقصر عن إبلاغ ما يدركه العقل، شئنا أم أبينا، نستثني الرجل الذي يحيط بعقل الكل فهو الذي يكون بيانه قالباً للواقع، لا ينقص عنه ولا يزيد، ومثل هذا الشخص عندما يريد أن يجيب يكتفي بكلمة، وهذا ما يحير أمثال الشيخ الأنصاري!
السؤال: ما لمن زار والدك بخراسان؟
الجواب : الجنة والله، الجنة والله.
قالها مرتين، وأضاف القسم بلفظ الجلالة ( الله ) في كلتا المرتين، وهذا يعني أنك إذا أردت أن تعرف العلة فاسعَ لها عن طريق معرفة هذا المعلول!
أجاب الإمام (ع): الجنة والله، ولو اكتفى بذكر الجنة لكفى، ولكن أضاف القسم ( والله )، وكرر الجملة مرتين، فلابد من النظر في ذلك وكيف صار كذلك؟
إن هذا الجواب من العجائب، فإنه تكرر في صحيحة علي بن مهزيار، وصحيحة عبد الرحمن بن أبي نجران، وكل منهم سأل هذا السؤال، والجواب : الجنة والله، فأتى بالجنة مع القسم، وهذا النحو من الإجابة لا مثيل له في الروايات.
من هو هذا ؟ وماذا فعل؟ حتى توصل زيارة قبره الأمر الى هذا! القضية عجيبة جداً.
هناك اثنان من الأئمة المعصومين(ع) قد ضمنا الجنة لمن زار الإمام الرضا(ع): هما الإمام الخامس، والإمام التاسع، وهذه إحدى خصوصياته، ضامنان من الأئمة(ع).
ما هي المسألة؟
المسألة هي: ما بينها الإمام موسى بن جعفر (ع) في سنة انتقاله، وهذه القضية ينقلها الصدوق أيضاً عن خمسة من مشايخه، منهم أبوه، ومنهم محمد بن الحسن بن الوليد ، ومنهم ابن المتوكل، ومتن الحديث يغني عن البحث في سنده.
قال السائل للإمام الكاظم(ع): من هو الإمام من بعدك؟
والحديث مفصل والوقت قصير، نذكر مختصره حتى تتضح علة ذلك المعلول.
قال الإمام الكاظم (ع): ( ولقد رأيت رسول الله في المنام وأمير المؤمنين عليه السلام معه، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة، فقلت له : ما هذا ؟
فقال : أما العمامة فسلطانه تعالى عز وجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب فنور الله عز وجل، وأما العصا فقوة الله عز وجل، وأما الخاتم فجامع هذه الأمور.
ثم قال : قال رسول الله ( ص ) والأمر يخرج الى علي ابنك.. ).
فكر الان في الرجل الذي يكون سلطان الله عمامته، وعزة الله سيفه، وعصاه قوة الله، ونور الله كتابه، من هو هذا؟!
والأمر المهم أن القائل هو النبي الخاتم(ص)، والسامع هو موسى بن جعفر.
(..ثم قال أبو الحسن عليه السلام : ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: علي ابنك الذي ينظر بنور الله، ويسمع بتفهيمه، وينطق بحكمته..).
تأملوا في هذه العبارات، فهذه ثلاثة مطالب، ومطالب أخرى ثلاثة هي حيرة الكمّل(يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل، وقد ملئ حلماًَ وعلماً ) عيون أخبار الرضا(ع) ج 2 ص 35.
ما معنى هذا ؟
يصيب ولا يخطئ كاف.
من هو هذا البشر؟
هو حق محض، لا طريق للخطأ في قوته الإدراكية.
من هو هذا الإنسان الذي بلغ علمه إلى حد لا يكون لمطلق الجهل موقع في ساحته؟
وحيرة الكمّل تكمن في الجملة الأخيرة.
أولاً : من الثابت علمياً أن الوعاء العلمي للإنسان لا يمتلأ أبداً، وكلمة أمير المؤمنين(ع) شاهد على ذلك: (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال).
ثانياً: إن الكمالات الأخلاقية للإنسان غير محدودة بحد، بل تتجاوز جميع الحدود، وكلما وصل الإنسان إلى حد من هذه الكمالات فهناك ما هو فوقها بلا فرق بين الخلق والعلم، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} سورة يوسف: 76.
والمهم هنا قول النبي(ص) للإمام موسى بن جعفر(ع): ( ملئ حلما وعلما )، يعني أن ولدك علياً وصل إلى مرحلة امتلأ فيها وعاء وجوده، وهذا التعبير عظيم، لو تأمل فيه سنوات لكانت قليلة.
لماذ قال هذه الجملة؟
هذا ما يبين في كلمة أخرى له (ع) : إن أحسن ما يجمعه الإنسان العلم والحلم، فلا أحسن من الجمع بين هاتين الجوهرتين ، وهذا الذي هو أحسن شيء قد امتلأ وجود علي بن موسى منهما، بحيث لم يبق مكان خال في قلبه وروحه وسعة صدره اللامتناهية.
هذا هو علي بن موسى، والكلام في ذلك طويل ولكن الوقت قصير، وعندما تقف عند قبره فانظر الى أن قبر من هذا ؟ ومن هو النائم فيه؟
وإذا أدركنا هذا الحديث: " ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار " من لايحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج2 ص585
سندرك السر الوارد في عدة روايات أن من زاره كان كمن زار رسول الله. عيون أخبار الرضا ج1 ص 286.
والحمد لله رب العالمين
ترجمها العضو : مؤمن الطاق
أطلب من الله أن يضاعف أجره
- اقتباس
- تعليق
-
النص الكامل لمحاضرة سماحة آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني الذي ألقاه في آخر درس من بحث الخارج قبل يوم الأربعين :
ردّّ فيها بشدة فيها على المعارضين للشعائر الحسينية، و محذّراً بشدة أولئك الذين يسعون بأية طريقة محاربة الشعائر الحسينية واصفا أنهم بمعاداتهم يكسرون ظهر خاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم، و قال ما هو الفقه، و من الذين يُلقبّون بـ الفقهاء؟ و ذكر فتوى الحائري و النائيني في جواز الشعائر الحسينية و قال هؤلاء هم الفقهاء حقا و قد انتهى دورهم في هذا الزمن!!
و إليكم ترجمة النص الكامل و الحرفي للمحاضرة و الذي انزل من الملف الصوتي حرفيا و بدقة دون أدنى تغيير حفظا على كلام الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد (اللهم صل على محمد و آل محمد) و آله الطاهرين سيما بقية الله في الأرضين، و اللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.
وصل البحث إلى الجواب على الإشكال اللغوي لقاعدة الفراغ و حكومة قاعدة التجاوز على قاعدة الفراغ، ولكن بما أننا على أعتاب الأربعين و البعض عازم على السفر، هذا السفر الذي لابد على الجميع أن يبدي إهتماما للتوفيق بالإنذار و الإرشاد فيها و هو نتيجة التفقه في الدين؛ و في الدرجة الأولى معرفة الله؛ و لا يمكن معرفة الله إلا بمعرفة سبيل الله و باب الله و صراط الله و بنص القرآن: و أتوا البيوت من أبوابها، لذللك فإن لمعرفة الله حيثيتان:
إحدى هذين الحيثيتين أمر بنفسه به الوجود و به النعم و كل ما في الكون به، و جهة الطريق هو أنه وسيلة معرفة مبدأ و منتهى الوجود و يتيسر بمعرفته، معرفة من منه الوجود و معرفة الذات القدوسي الذي هو أعلى و أجل من أن يوصف و هو بوسيلته.
إن ما ورد في زيارات الأئمة و ما حظي بإهتمام هي هذه الجملة "عارفا بحقه"؛ يجب التأمل بدقة في هذه العبارة: هنالك أمرين يمكن إستفادتهما من عبارة عارفا بحقه:
إحداها الحق العام و هو حق الإمامة الكبرى و الولاية العظمى، و إحداها الحق الخاص؛ عارفا بحقه؛ لكل إمام حق، و معرفة ذاك الحق هو أهم أصل في معرفته. و يجب أن تكون المعرفة قائمة على أساس الحكمة، و ما غير الحكمة فإن أصل المعرفة ليست ميسرة.
الحكمة عبارة عن المعرفة الحقيقية: إمّا ب لِمّ؛ إمّا ب إن. هذين الطريقين جوهرة الحكمة، أساس المعرفة يجب أن تكون حجة، و الحجة عبارة عن العلم، و العلم إذا كان بناءا على أساس المؤسس، فإنه معرفة تنتهي إلى المعرفة بالنورانية و هو لا يمكن وصفه.
سيد الشهداء الذي تنتهي هذه الأيام إلى أربعينه؛ معرفته لِمّا،و معرفته إنّا،إلى درجة عظيمة و كبيرة بحيث لا يستطيع غير الخصيصين من الأولياء أن تكون لديهم صلاحية درك هذا الأمر. الميرزا الشيرازي و هو فحل الفحول، و كذلك من تعظيم النائيني و الآخوند و من عظمة الميرزا يتبين هذا الأمر، ذاك المحقق و هو مؤسس مدرسة سامراء و خريج تلك المدرسة هو الميرزا الثاني، و أساطين فقه المتأخرين هم خريجي تلك المدرسة، هذه العبارة تدل على كيف أن هذا الرجل وصل إلى هذه الحقيقة؛ حينما صعد أحد العظماء المنبر في مجلسه، ذاك المجلس الذي كان قارئه من؟ قارئه المحقق العظيم مؤسس الحوزة الكبرى لقم التي تحولت اليوم إلى مركز علمية للتشيع؛ هذا الرجل العظيم في ذلك اليوم كان يقرأ مأتم المصاب في محضر الميرزا؛ المجلس كان مثل ذلك المجلس؛ و حينما جلس ذلك العالم النحرير على المنبر في محضر الميرزا، قال كلمة؛ كل شخص يمكنه أن يسمع هذه الكلمة، ولكن الأمر يتطلب إلى معرفة ليفهم ما معناها؟، بمجرد أن بدأ بقراءة المقتل، أول عبارة قالها هي عبارة: "دخلت زينب على إبن مرجانة"، بمجرد أن قالها صرخ الميرزا: كفى؛ يكفي؛ و من الصباح و حتى الظهر كان الميرزا يلطم على رأسه و صدره؛ هكذا كان المجلس؛ هذه هي المعرفة، أين هذه المعرفة؟ من عرف من هي زينب؟ هو عرفها؛ حينما سمع من دخل على من، إنكسر ظهره.
نحن، لا لسنا نحن، الأولين و الآخرين فد إنمحوا هنا، من هو؟ ما عمله؟ هنالك موضوعين: الأول الفاعل، و الآخر الفعل؛ الأول المؤثر، و الآخر الأثر؛ الأول العلة، و الآخر المعلول؛ على أساس قانون التناسب و السنخية بين الفاعل و الفعل؛ و المؤثر و الأثر، هنالك بحثين: إحدهما هو أنه من هو الحسين بن علي؟ هذا البحث دركه فوق الطاقة البشرية؛ و أما البحث الثاني ما هو عمل الحسين بن علي؟
الدهر قد رأى أياما، رأى يوم آدم، رأى يوم نجي الله نوح، رأى يوم خليل الله إبراهيم، رأى يوم كليم الله موسى، رأى يوم كلمة الله عيسى بن مريم، رأى يوم جوهرة العالم و عصارة الخلقة، أي قلب عالم الوجود خاتم النبيين (اللهم صل على محمد و آل محمد)، هذا الدهر رأى أيام مائة و أربعة و عشرون نبي؛ أولهم آدم و آخرهم الخاتم، رأى مائة و أربعة و عشرون ألف وصي؛ أولهم هبة الله و آخرهم أميرالمؤمنين و يعسوب المسلمين، الدهر رأى كل هذه الأيام، أيام جميع الشهداء، من البدو إلى الختم، أيام الصديقين من البدو إلى الختم؛ لكن ما هو محير العقول هو أن حجة الله، لسان الله، أي الذي و ما ينطق عن الهوى؛ يقول: لا يوم كيومك؛ أنتم الحاضرين هنا بلا مجاملة بعضكم أساتذة خارج الفقه و الأصول، و بعضكم أساتذة السطوح العالية للفقه، يجب عليكم أن تفهموا هذه الأمور و تُفهموه للآخرين، حينما يقول: لايوم كيومه؛ إنه يرى جميع الأيام و يرى جميع الأحداث ثم يقول: لا يوم كيومه، هذا كان عمل من؟ ماذا فعل؟ يمكن إيجازه في كلمة: توحيد الله، المبدأ و المعاد، نبوة الأنبياء، وصاية الأوصياء، جميع الكتب السماوية، كلها ممتنة لدماء سيد الشهداء. لهذا الدم كان هذا الأثر. يجب اليوم ذكر حديث؛ و لو أن شرحه يتطلب طاقة كبيرة، لكن يجب على أهله أن يتدبروا بدقة فيه؛ لأن الأساس على الحكمة و جذر المعرفة يجب أن تكون حجة قطعية.
هذه الرواية نقلت عن ثلاثة طرق؛ طريقين عن ثقة الإسلام الكليني؛ و الثالث عن طريق شيخ المحدثين الصدوق، و نحن نقرأ هذه الرواية عن طريق الشيخ؛ لكن مع الدقة في السند و المتن؛ لأن المجلس ليس مجلس العوام، يجب عليكم أن تتجهزوا بالمعرفة التامة، و أن تأثروا على سائر الناس.
شيخ المحدثين صدوق بن أبيه، من هو أبيه؟ علي بن موسى بن بابويه، موثق بتوقيع الشيخ، العلامة، النجاشي؛ عن سعد بن عبدالله، من هو سعد بن عبدالله؟ موثق بتوثيق شيخ الطائفة، إبن شهر آشوب، العلامة، عن يعقوب بن يزيد، من هذه الرجل؟ موثق بتوثيق شيخ الطائفة و أول متبحر في الرجال، معتمد الكل، النجاشي، بعد من؟ عن إبن أبي عمير؛ من أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، بعد من؟ عن معاوية بن وهب موثق بتوثيق مثل النجاشي و العلامة؛ السند هو سند كهذا؛ هذا السند يعرف أهله أن من هو مثل الشيخ الأنصاري الذي يبحث في أدق مباحث النفوس و الدماء و الأعراض و الأموال أي في صغريات إصالة الإحتياط، يصدر على هذا السند فتوى قطعي. هذا عن السند و هو سند كهذا؛ ما هو المتن؟ المتن هذا: قال معاوية بن أبي وهب: دخلت على الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام)؛ رأيته على السجادة؛ العبارات التي في هذه السجادة محيرة للعقول. يا من خصنا بالكرامة، تأملوا جيدا من أين تبدأ؟ يخاطب الله، الأمر مهم لهذه الدرجة: يا من خصنا بالكرامة، و خصنا بالوصية، و وعدنا الشفاعة و أعطانا علم ما مضى و ما بقي و جعل أفئدة الناس تهوي إلينا. ذكر خمسة مطاليب مع الله و كل مطلب يحتاج إلى بحث. لا وقت؛ بعد هذه الكلمات يقول: اغفر لي؛ إغفر لي و لإخواني. بعد هذا لم يدعو لأحد؛ ما هو الدعاء الثالث؟ من هنا يجب أن نعرف؛ ذاك الدليل الإنّي الذي قلته هو هذا: إغفر لي و لإخواني و لزوار قبر الحسين. ما الخبر؟ ما الضجيج لكي يصل زائر قبره إلى هذه الدرجة؟
ثم له كلام كثير مع الله، في محل هو محل كلام الإمام السادس مع رب الأرباب؛ هنا يعجز كمية أي عقل. ما يدعو إلى البهت و الحيرة هي هذه العبارة: و ارحم؛ هذا الـ "و ارحم" الذي يقوله أتدري ما هو؟ الرحمة التي يطلبها من أرحم الراحمين؛ إقرئوا القرآن: و رحمة ربك خير مما يجمعون، هذه الرحمة يطلبها مسترحم كهو [الإمام الصادق] من أرحم الراحمين كذاك [الله تعالى] ، لمن؟ و ارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا؛ إنني أصلا عاجز عن البيان،
جرت دموعها رحمة لنا؛
رحمة لنا له كلام كثير:
أي تلك الدموع التي تجري من هذه الأعين، رحمة لـ:
للضلع المكسور؛
لمحسن الذي سُقط؛
لضرب الهامة التي فلقت؛
للحلق الذي استهدف بالسهم؛
جرت دموعها رحمة لنا و ارحم تلك القلوب.
لكن أية قلوب؟
تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا.
هذه هي المصيبة.
هذا كلام من؟
تأملوا في إحترقت لنا.
ماذا حدث؟!
ماذا جرى؟!
هذا العزاء لا تظنون أنه شئ قليل؛
إحترقت لنا؛
لو احترقت الدنيا فهو لا يزال قليل؛
هل تعلم ماذا حدث؟!
الويل للذين يريدون خدش هذه الشعائر؛
إستيقضوا يا أهل إيران،
إعلموا:
إن أصغر كلمة تؤدي إى تضعيف الشعائر الحسينية إنما تكسر ظهر خاتم النبيين.
كل هذا العزاء، كل هذا اللطم، كل ضرب السلاسل هذا؛
يجب الحفاظ عليها بالحد الأعلى؛
القضية ليست ملعبة؛
هذا كلام من؟ : و ارحم الصرخة التي كانت لنا؛
هؤلاء الجهلة يتفوهون بالخزعبلات حينما يقولون: لا تعلوا صوتكم بالبكاء؛
هذا هو إمامنا السادس؛
رئيس مذهبنا؛
الحديث هو هذا الحديث؛
من هو الفقيه؟!
الفقهاء قد انتهى زمنهم!؛
الفقيه هو النائيني؛
الفقيه هو البروجردي؛
الفقيه هو الحائري؛
هؤلاء هم الفقهاء، و هم يقولون:
إلطموا؛
إضربوا السلاسل؛
إن سالت الدماء فلتسيل؛
هذا هو الفقيه؛
هذه هي الفقاهة؛
إبكي بصمت؟!
ما هذه الخزعبلات التي يقولونها ؟
الصيحة؛
ما تعني الصيحة؟
الصيحة عبارة عن العويل.
ما هي الصرخة؟
الصهل الشديد هي الصرخة.
يقول الإمام السادس:
و ارحم الصرخة التي كانت لنا؛
اللهم إني أستودعك؛
هنا ضجة من هذا البحث:
المحقق النائيني؛
ذاك الذي هو فخر كبار الفقهاء و كان الفقهاء يفخرون أنهم قد فهموا بحث دقائق اللباس المشكوك في الفقه المطروح من قبله، هذا الفحل يقول:
اللطم و ضرب السلاسل لسيد الشهداء عليه السلام جائز حتى و إن سالت الدماء.
و الجواز هنا ليس بمعنى الإباحة، أنتم أهل الفقه فقط هم من تعرفون أن هذا الفتوى صادر من أي فحل؟ و حينما أصدر هذا الفتوى أيده أعاظم المذهب و أكابر الدين مثل السيد محسن الحكيم مع مستمسكه ذاك حيث كتب تحت هذه الفتوى:
إن فتوى شيخنا أعلى من أن يحتاج لتوقيع من هو مثلي؛
أو مثل الفقيه الشاهرودي الذي يقول : حق في كمال التحقيق،
أو مثل جميع الأعاظم؛
إلى أن يصل إلى هؤلاء الذي دُفنوا هنا (حرم السيدة المعصومة سلام الله عليها) و كانوا أعمدة الفقه.
ذاك الحائري بفتواه؛
و ذاك البروجردي بفتواه، البروجردي حينما كانوا يُستفتون منه حول حمل الأضرحة و يلقون عليها الستائر على شكل (الشاه سلام)،
كان يقول: لكل مدينة مراسيمها و تقاليدها و يجب أن يقام العزاء بناءا على تقاليدها و مراسيمها؛
هذا هو الفقيه، هؤلاء هم فقهاء المذهب ..
هؤلاء هم فقهاء المذهب، ذاك هو الذي درس بدقة و أتمّ جميع مباحث "إضرار النفس" و طالع جميع الأحاديث سندا و دلالتا، و دقق جميع العناوين الثانوية و الأولية و انتهى من جميع مباحث "اللاضرر"، و بعد كل ذلك أفتى:
في هذا الطريق لا إشكال أبدا إن حصل هذا القدر من الضرر.
يجب على الناس في يوم عاشوراء أن ينظروا إلى كربلاء فقط.
إلى أين؟
إلى المكان الذي كان فحل الفحول أي الميرزا الشيرازي الميرزا الثاني ذاك الذي يفخر به المئات من أمثال البلاغي كانوا يفخرون أنهم من أصغر تلامذته،
ذاك الذي رأوه يوم عاشوراء يلطم حاسر الرأس و حافي القدمين في موكب عزاء الطويريج،
هذا هو الفقيه،
هذا هو سند الأمة،
فانظروا إليه يوم عاشوراء؛
في الفاطمية يجب أن تستمعوا لمن؟
لمن كان أمثال المرحوم آية الله الميلاني و آية الله الخوئي يفخران أنهما من أصغر تلامذة تلاميذه؛
أصغوا آذانكم له؛
ماذا يقول؛
يقول: و هل أتاك خبر المسمار؟
و هل أتاك خبر المسمار؟
سل صدرها خزينة الأسرار....
فلتخرج الهيآت و مواكب اللطم و مواكب ضرب السلاسل في البلاد في عاشوراء و في الثالث من جمادي الثانية و ليضربوا السلاسل على من قال علي بن أبي طالب ذاك العملاق العظيم لعالم الوجود و قطب دائرة الإمكان حينما أتى عند قبرها: نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات...
المصدر: موقع الشيخ وحيد الخراساني.
http://www.vahid-khorasani.ir
الملف الصوتي للمحاضرة(باللغة الفارسية)
http://www.vahid-khorasani.ir/pages/farsi/lectures.html
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الشيخ الوحيد الخراساني1- محاضرة حول الشبهات بالعربية
http://www.youtube.com/watch?v=-fzZY_MOdsU
الشيخ الوحيد الخراساني 2 محاضرة حول الشبهات باللغة العربية
http://www.youtube.com/watch?v=kgn88-5gxio&feature=related
الشيخ الوحيد الخراساني 3 محاضرة حول الشبهات باللغة العربية
http://www.youtube.com/watch?v=3-GINWuk49s&feature=related
الشيخ الوحيد الخراساني 4 محاضرة حول الشبهات باللغة العربية
http://www.youtube.com/watch?v=ZGFrNehMVf0&feature=related
الشيخ الوحيد الخراساني 5 محاضرة حول الشبهات باللغة العربية
http://www.youtube.com/watch?v=HCllDCZBAp0&feature=relatedالتعديل الأخير تم بواسطة شيخ الطائفة; الساعة 08-11-2009, 08:19 PM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
هذه محاضرة حول السجود على تربة الحسين - عليه الصلاة و السلام - وكيف أنها تخرق الحجب السبعة
http://www.youtube.com/watch?v=7qSxd9Zcys8&feature=related
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المرجع الوحيد الخراساني: من تبعث أمام الخاتم(ص)؟ (1)
http://www.youtube.com/watch?v=0hbT6OKEJ4M
المرجع الوحيد الخراساني: من تبعث أمام الخاتم(ص)؟ (2)
http://www.youtube.com/watch?v=QqPt-aqEh3E&feature=related
المرجع الوحيد الخراساني: من تبعث أمام الخاتم(ص)؟ (3)
http://www.youtube.com/watch?v=rbEm065lsJE&feature=related
المرجع الوحيد الخراساني: من تبعث أمام الخاتم(ص)؟ (4)
http://www.youtube.com/watch?v=MAFwMe-iEB4&feature=related
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق