بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء الى اخي وعزيزي ابو حسن القطيفي حفظه الله تعالى
المشهد الاول
وفي احد الايام السعيدة جاء الوثن ليزور صديقه الصنم في بيته فجرى بينهما الحوار التالي :-
الوثن : السلام عليكم
الصنم:ماذا ؟ السلام عليكم ؟ هل جننت يا هذا .ما هذه التحية ؟ هل هكذا علمك سيدنا ابليس كيف تسلم على اخوانك عندما تلتقي بهم ؟
الوثن: عفوا ..لم اقصد .. نسيت وحسبت اني بين الجماهير المؤمنة بي ..وانت تعلم صديقي صنم ان الحفاظ على المظاهر والشكليات امر مهم بالنسبة لنا ...هذه هي سنة الحياة ..
الصنم : ليست مشكلة فالاعتراف بالخطا فضيلة ..لكن ارجو ان لا تكرر هذا الخطا في المستقبل لاني احس برعشة رعب تجري في عروقي ..
الوثن : (يتمتم وهو متبسم ) : ومن اين لك عروق حتى تسري فيها رعشه ؟ فانت مصنوع من المعدن والحجارة ؟
الصنم : ماذا تتمتم وتقول ؟ انا لا اسمعك ياهذا تكلم بصوت عال ..
الوثن : عفوا ..انا لا اتمتم ..بل انت تتخيل هذا الامر ..
الصنم : اذن الق التحية من جديد لارد عليك فالتحية مستحبة والرد عليها واجب (كما تعلمون اتباعكم)
الوثن : ماذا اقول ؟؟؟ اطرق قليلا .... مممممممممممم ....اوه اتتني الفكرة ...تحية الوثن الى صديقه الصنم مشفوعه بمعاني الكره والحقد والطغيان ...
الصنم : ما هذه التحية السخيفة ؟ اهذا ما قدرت عليه وانت المتفنن في اللغة والبلاغة ؟ ولكن على العموم ..ولك مثلها ..
الوثن : كيف حالك ؟ لم ارك منذ فترة ؟
الصنم : على أي حال تسال ..لم يتبق لدي سوى التاريخ لافخر به ..ايه ..رحم الله ايام زمان حينما كنت انا واتباعي منتشرين في كل اصقاع المعمورة .. ولكن دوام الحال من المحال ...فالتطور التقني والعلمي ومجئ الاديان السماوية والانفتاح الاجتماعي والاقتصادي بين شعوب الارض كان له بالغ الاثر في زعوعة ثقة الناس بفعاليتنا والانتقال الى عبادة غيرنا ...
الوثن : لماذا تشتكي امام الاخرين يا صنم ..فانا قد رايتك مرارا عديدة وفي هذا الزمان وفي اماكن متعددة من العالم ..
الصنم : هل تستهزا بي يا وثن ؟ لم يتبق لي سوى المتاحف حيث نظرات الاعجاب والتقاط الصور كاني جزء لا يتجزء من (تاريخ ) !!
الوثن : وما ذا في ذلك ..هل احسست بشئ من الاهانة لوضعك في هكذا اماكن ؟
الصنم : لا يا صديقي .. المشكلة تكمن في نوع نظرة الاخرين لك ..هل تدرك معنى ان ينظر الاخرون لك باعجاب كانك تحفة اثرية عفى عليها الزمن ولا تستطيع ان تحرك أي ساكن ؟؟؟
الوثن : الن تفعل أي شئ بهذا الشان ؟
الصنم : هل انت غبي ام تتغابى ..كيف افعل شيئا وان مصنوع من المعدن والحجارة لا حول لي ولا قوة ؟
الوثن : ليس هذا الامر جديدا عليك (اقصد قلة الاحترام) فان قوما كانوا يعبدونك التهموك يوما ما بعد ما صنعوا منك مجسما من التمر
الصنم : لا يا صديقي ..لم يفعل هذه الفعلة القبيحة سوى الاعراب وهؤلاء لا يوجه لهم عتاب ....فهم اعراب ..
الوثن : الحمد لله انا غير قابل للاكل ..
الصنم : هنيئا لك فقد علمت انك اتخذت اجراءات احتياطية مسبقا ..
الوثن : الويل كل الويل لمن اكلني ...وكيف ياكلني شخص وقد اشعت بين الناس ان لحمي مر !!
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : الم تسمع ايها الاصم ان لحم العلماء مر ؟
الصنم لم اسمع بذلك ..لكن احسنت صنعا ..ياليتني كنت مصنوعا من اللحم والعروق بدل هذه الحجارة المملة ..
الوثن : وكيف ياكلني احد من اتباعي وقد تليت على مسامعهم مرارا (ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه )
الصنم : هذا هو الفرق بيننا فانت تستطيع الدفاع عن نفسك اما انا فلا ..انما يداع عني غيري ..
الوثن : على كل حال لا تستصغر قدرك يا صديقي فانا ارى لك اتباعا ؟
الصنم : اتباع ؟؟ اين يا حسرة ؟؟
الوثن : رايتك مرارا في بعض المعابد شرقي الارض ..
الصنم : اه ..تذكرت ..نعم ورحم الله النبي الهندي بوذا ورحم الله اتباعه حينما توغلوا عميقا في التصوف بحثا عن مسمى الاله الواحد من خلال الفيدا وكانت نتيجة هذا التوغل الفاشل في التصوف هو ما خلصوا اليه من الصنمية
الوثن : على العموم فانت المستفيد اخر الامر ..اليس كذلك ؟
الصنم : قبلت الامر على مضض فانا على كل حال تمثيل لهذا الرجل !
الوثن : ارض بالقليل يا اخي فان الحرمان اقل منه ...
الصنم : ما يهدا من روعي في هذا الامر ان هناك من يسجد لي (كتمثال) ويتمسح بي (كتمثال) ويحترمني لذاتي (كتمثال) اما باقي الامور فقد غضضت الطرف عنها في هذه المرحلة ..فكما قيل القناعة كنز لا يفنى ..
الوثن : اه ..نسيت ..لم اسالك عن صديقتنا البقرة ..اين هي ؟
الصنم : قد دعوتها الى هذا الاجتماع واجابتني بايماءة الموافق لكني لا اعلم لماذا لم تاتي لحد الان ؟
المشهد الثاني
وفي الاثناء جاءت البقرة تترنح في مشيتها يمنة ويسرة غير مبالية بشيئ
الوثن : ها هي صديقتنا البقرة قد اتت ..
الصنم : حللت اهلا ونزلت سهلا صديقتنا البقرة .
البقرة : بدون جواب ..سوى نظرة غبية من عينيها ترمق بهما صديقيها ..
الوثن : ما هذه النظرة الغبية يا بقرة ..لم تزدك عبادة من عبدوك شيئا من علم او فهم ؟
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ....
الصنم : مع من تتكلم ؟ هذه البقرة غبية ..فهي غبية في شرق الارض مجنونة في غربها ....
الوثن : ومن هي حتى نعتب عليها انسينا جدها (عجل)
الصنم : اه ..رحمه الله لم انسه يوما من الايام ..
الوثن : على كل حال اتركها لخاطر جدها (عجل ) فهو صديق قديم لنا نحن الاثنين ونحن ننتمي لنفس (الحزب)
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ...
الصنم : اما انا فنسيت ان اسالك عن سيدنا الشيطان ..الم تره فانا مشتاق له جدا ..
الوثن : رجاءا حدد ما تريد بلفظ واضح ..هل تسال عن الشيطان ام عن ابليس ؟
الصنم :ماذا ؟ هل هناك فرق بينهما ؟
الوثن : انا حاليا اشيع في خطاباتي التي القيها على مسامع اتباعي انه لا فرق بين الاثنين اعتمادا على تفسير الكلمة : معناها واعتمادا على الترادف وغير ذلك ..
الصنم : زدني علما ..فالعلم ليس حكرا على طائفة دون طائفة ..
الوثن : حدث يا صديقي الصنم في الاونة الاخيرة ما لم يكن بالحسبان والتفت احد الاشخاص المغمورين الى بعض الامور المخفية ووجد حلولا لمسائل عالقة لم نكن بحاجة لها ولا لحلها وافتعل لنا مقابل كل حل قدمه مشكلة امام اتباعنا كان حلها عصيا علينا ...
الصنم : فماذا فعل ؟
الوثن : انكر علينا اخذنا بمفهوم الترادف وتفسير الكلمة معناها والمجاز وغير ذلك فتبين ان ابليس ليس هو الشيطان ..
الصنم : هذا امر لا اعرفه مسبقا فمن هو الشيطان ..ان لم يكن سيدنا ابليس ..
الوثن : ايا قليل العلم والفهم ..الا تعرفه ؟ انه احد الاعراب الذين ذكرتهم قبل قليل ..
الصنم : فماذا فعل هذا العظيم ليتفوق على سيدنا ابليس ويستحق هذا اللقب الجليل بكونه زعيما للشياطين والابالسة دفعة واحدة ؟؟؟
الوثن : فعل ما فعل وليس هذا محل ذكر افعاله الحميدة ولكنه (تعفن سره القذر) قد اسس للوثنية الجديدة التي صنعت الالاف من امثالي ..
الصنم : فماذا فعلت بدورك لهذا الشيطان العظيم كرد لجميله عليك ؟
الوثن : حاولت دفن تعاليم هذا الشخص الذي ذكرته لك قبل قليل وحاربته بلا هوادة والحمد لله اثمرت جهودي فلا يعلم الحقيقة سوى نفر قليل ممن سمع لهذا الشخص ..
الصنم : على العموم اعود فاسالك عن سيدنا ابليس ..الم تره ؟
الوثن : قيل لي انه يمر بمرحلة كابة نفسية ..
الصنم : وماذا به سلمه الله ؟
الوثن : اخبره احدهم ان شخصا موعودا ما سيذبحه يوما ما في مكان معروف ..
الصنم : ولماذا هذا الحزن والكابة وهو لا يؤمن بالله ووعده ؟
الوثن : ومن قال لك انه لا يؤمن بالله ووعده ؟
الصنم : عجيب تصف سيدنا ابليس انه يعرف الله ويعرف وعده ؟
الوثن : السنا كلنا كذلك يا غبي ..الم تعرف الى م ارمي ؟
الصنم : والى م ترمي اخي العزيز ؟
الوثن : سعى سيدنا ابليس من البداية كان منصبا على التخريب ..
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : لم يكن انزعاج ابليس هو بسبب سجوده لادم بل كان بسبب امر اخر ..
الصنم : الذي اعرفه ان سيدنا ابليس امتنع عن السجود لعدونا ادم حسدا له وعنادا لامر الله
الوثن : صحيح ما تقول لكن الامر اعمق من ذلك ..
الصنم : يا صديقي ...عيل صبري لا تتفضل على وتخبرني ما هو رايك في هذا الامر ؟
الوثن : ان سيدنا ابليس وبعد الاف السنين التي قضاها في عبادة الله احس يوما من الايام وبحكم قربه من جنس الملائكة ان هناك اختبارا سيجري وتكون نتيجة هذا الاختبار تعيين خليفة لله على الارض لكنخ لم يعلم ما هي صورة هذا الاختبار ...ونتيجة للترقية السابقة التي حصل عليها سيدنا ابليس ووصوله الى مصاف الملائكة فقد ظن انه سيكون (المختار) لهذه الشرف العظيم ...
الصنم : فماذا حدث ..فانت تعلم اني (اصم )
الوثن : هنا كانت النكبة ...فقد امر الله تعالى سيدنا ابليس وهو المخلوق الناري المتطور والمترقي ان يسجد لهذا المخلوق المصنوع من الطين !! وهنا بدا العناد لامر الله فاخبر الله تعالى انه لن يسجد لهذا المخلوق ولو كلفه ذلك كل عبادته ومستقبله ايضا ...
الصنم : ايه ...اهكذا يفعل الحسد بالمرء ؟
الوثن : كان سيدنا ابليس المسكين يظن العكس فكانت الصدمة عليه شديدة .. وفي نفس تلك المرحلة اراد اثبات امر لله تعالى ..
الصنم : ما هو هذا الامر الذي اراد اثباته ؟
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ............ ومن دون اتخاذ أي موقف سلبي او ايجابي ..
الوثن : اراد اثبات امر للخالق وهو قدرته على افشال مشروع الخلافة هذا ...
الصنم : من خلال ما تقدم قد احرزت من يكون هو الشخص الذي سيذبح سيدنا بليس يوما من الايام ..
الوثن : ومن هو صديقي العزيز ؟
الصنم : انه احد احفاد هذا الشخص الذي سجدت له الملائكة ..اليس كذلك ؟
الوثن : نعم هو كذلك ...
الصنم : فماذا فعلت بدورك للتخفيف عن معاناة سيدنا ابليس ؟
الوثن : جل ما استطعته اني دفت تلكم النصوص الدينية وحشرتها في زاوية منسية وحذرت اتباعي من قراءة هذه النصوص حيث انها تحتاج الى الكثير من التمحيص والتدقيق للتاكد من صحتها
الصنم : جزاك ابليس شرا عما فعلت اخي وثن ..
الوثن : لا شكر على واجب ..ولكن واجهت نفس المشكلة ايضا في عودة هذا الشخص الذي اخبرتك عنه قبل قليل والذي ارقني في منامي بسبب صرامة افكاره وعدم مقدرتي على الاجابة عليها ..
الصنم : وماذا فعل من جديد ؟
الوثن : رجع الى نبش هذه النصوص واستخراجها واعادة النظر في الكثير من الامور والقضايا العالقة ..
الصنم : وماذا فعلت له هذه المرة ؟
الوثن : اقنعت اتباعي وهي والحمد لله سلسي القياد بان هذا الشخص الذي لا يرتدي الزي الديني لن ياتي بافكار وقناعات تغير تغير قناعات وافكار الكثر من الاوثان الذين سبقوني (بالايمان) وانت تعلم اخي صنم ان الكثرة تتغلب على القلة مهما كانت الظروف ...
الصنم : اذن يتوجب عليك اخي وثن ان تخفي الكثير من النصوص التي تذم الكثرة وتمدح القلة ..
الوثن : او حسبتني غافلا عن ذلك ..وحتى النص الي لم استطع طمره قمت بتحوير معناه فيما يخدم مصالحي فانت تعلم .....................انا وثن ..
الصنم : تكلمنا كثيرا عني وعن احوالي ولم تتسن لي الفرصة لاسالك عن احوالك .. كيف انت وماذا تفعل هذه الايام ؟
الوثن : انا بافضل حال فاتباعي كثر وهم مستعدون لتقديم دمائهم في سبيلي ..
الصنم : ارجو منك تصحيح الكلام ..تقصد في سبيل الله
الوثن : لا يا صديقي صنم هذا ما يظنوه هم واقنعتهم انا به فنات تعلم ان اقناع الناس بالباطل المغلف بالحق اسهل بكثير من اقناعهم بالحق من دون أي رتوش او اضافات وملحقات ..
الصنم : ما دمت تعلم الحق فلماذا لا تقنعهم به بدون اضافات او تحوير فربما يكثر عددهم ؟
الوثن : هذا امر مستحيل ولا يخدني نهائيا ..
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : قلنا قبل قليل يا غبي ان اتباع الحق قليلون فكيف تريد ان يكثر اتباعي ..فالحق مر واحد من السيف ولا يبقي أي صديق فقد قال احد اعدائنا من قبل (ما ابقى لي الحق من صديق )
الصنم : نعم فهمت ...وارجو منك التواضع معي فنحن في نفس الحزب ..
الوثن : لا اظن انك فهمت لحد الان ..ازيدك واقول ..ان كوني وثن وصناعتي كوثن هو امر لم يتات لي الا بنكران الحق والحقيقة فانا والحق طرفي نقيض فهو يجري هاربا مني وانا اجري هاربا منه ..
الصنم :عجيب فكيف تقنع اتباعك بهذا الحق وهو مفارقك وانت مفارقه ؟
الوثن : احسنت هذا افضل سؤال طرحته لحد الان
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : ان وسيلتي الى ذلك هو التحايل على النص الديني وتسخيره لمصلحتي اضافى لبعض الخصوصيات التي قد تضاف لي من قبل اوثان اخرين كالعائلية والمناطقية وغير ذلك ...
الصنم : خير ما فعلت وهو انجح السبل واحسنها فاللغة المفسرة للنص وطرائق تفسير النص الملتوية لهي افضل الامور واحسن الطرائق التي تسمح للشخص بامتلاك النص والتدخل فيه وجره الى مصلحته الشخصية والحزبية ..
الوثن : ها قد اصبحت تفهم اخيرا ..فان طرائقنا لتفسير النص طرائق ملتوية ومتشعبة والاكثر من ذلك (طرائق) مصدق عليها من قبل الجميع ..
الصنم : اعتقد ان نفس الشخص الذي ذكرت قبل قليل اعاد اليك وجع الراس بكشفه عن طرائق جديدة لفهم النص بما لا يقبل التاويل ولا المراوغة او المجاملة ..
الوثن : لا تعبا بهذا الشخص فانا وبمساعدة الكثير من الاوثان قد صنعنا درعا وقائيا لاتباعنا وحذرناهم من الشرب من منبعه وقلنا لهم ان شرابه مسموم وانت تعلم بالضرورة ان اكثر ما علمناه لاتباعنا وركزناه في اذهانهم منذ الطفولة ان لحم العلماء مر وان مناقشتهم والاكثار من الجدال معهم لهو من عمل سيدنا ابليس والنفس الامارة بالسوء ..
الصنم : اياك يا اخي وثن ان تغتر بما عندك وتغتر بكثرة اتباعك فلربما يكون مصيرك يوما ما هو كمصيري جالسا في المتحف وتلتقط لي الصور ... بل ربما لن تجلس في المتحف فربما ياتي يوم من الايام ويدوسك الناس باقدامهم ..هذا مجرد تحذير من صديق مخلص ومن نفس الحزب ..
الوثن : اذهب الى الجحيم ..انا احسن منك على اية حال ..فانا مقدس ..ولي اتباع ..وكلامي حجة ..ومحرم اكلي ..ولي جوارح وحواس عكسك انت يا احادي الجهه (ههههههههه)
الصنم : ماذا تقصد بقولك احادي الجهه ؟
الوثن اقصد انه اذا نصبك احد ما في مكان وجعل وجهك الى جهه المشرق فانك ستضل مقابلا لهذه الجهه ولو لالف سنة ..
الصنم : وهل ترى انك ثنائي الجهه ..فانت احادي الجهه ايضا ووجهتك نحو سيدنا ابليس وعظيمنا الشيطان ..
الوثن : اه ..ذكرتني بالاحبة يا ليتني اراهم الان
الصنم : لا تستعجل فسنجتمع يوما ما في الجحيم
الوثن : لا يمهمني المكان المهم ان التقيهم
الصنم : وانا معكم ان شاء الله
الوثن :امين
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ودون اتخاذ أي موقف وبدون الانحياز الى أي جهه
الوثن : مسكينة صديقتنا البقرة ..ضجرة جدا
الصنم : فماذا نفعل لها يا ترى ؟
الوثن : عندي اقتراح
الصنم : ما هو ؟
الوثن :لماذا لا نخرج انا وانت وهي جميعا لتحضروا معي حفلا بهيجا يقيمه لي اتباعي ؟
الصنم : يا حبذا
البقرة : تنحنحت قليلا
الوثن : اذن هيا بنا جميعا
الصنم : انتظر قليلا اخي وثن فكيف اسير معك وانا ......صنم ؟
الوثن : لا عليك ستحملك صديقتنا البقرة
المشهد الثالث
ينطلق الثلاثة الى مقصدهم يتقدمهم الوثن
الوثن بين اتباعة واصوات الفرحة تتعالى من هنا وهناك فرحا به وبمجيئة وقد غفلوا عن البقرة والصنم المربوط بها ..
يتعالى الصياح من احد الاتباع : رحبوا بمجئ قائدنا العظيم
تابع اخر : الله اكبر ..الله اكبر ...الله اكبر
يرتقي الوثن المنبر
الوثن : بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
رددوا معي بصوت عال ايها الاتباع
الجحيم لابليس اللعين واتباعه ..........بصوت عال
الاتباع
الجحيم لابليس واتباعه .......الحجيم لابليس واتباعه .......الجحيم لابليس واتباعه
الوثن :
الموت للاصنام ...........بصوت عال
الاتباع
الموت للاصنام ...............الموت للاصنام ...................الموت للاصنام
الصنم (يصيح بصوت عال متعجبا) : هيه اخي وثن ؟ ماذا تقول ؟ ما هذا الكلام ؟
الوثن (يخترق الحشود بصعوبة شديدة ويهمس في اذن الصنم ) : الم اقل لك ايها الاصم ان هذه شكليات ؟؟؟
الوثن (يصيح بصوت عال) : ايها الاتباع ... من اتي بهذا الصنم الى هنا ...اذا وجدتم من اتى به اقتلوه ...
الوثن : ارموه بعيدا ....اعاذنا الله من الاصنام ...
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ...
احد الاتباع :لمن هذا البقرة التائهة ؟
تابع اخر : ربما هذه بقرة مفخخة ارسلها احدهم لقتل قائدنا ؟
اخر : اذهبوا بها الى مركز الشرطة
المشهد الرابع والاخير :
البقرة في مركز الشرطة ترمق الشرطيين بنظرة غبية
الشرطي الاول يقول لصاحبة : لماذا لا نذبح هذه البقرة فليس لها راعي ؟
الشرطي الاخر : اوليس كلنا كذلك ..اغبياء وتائهون ونستحق الذبح ؟
الشرطي الاول : يشحذ السكين ...
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول وبدون اتخاذ أي موقف ...سلبي او ايجابي
انتهى
الاهداء الى اخي وعزيزي ابو حسن القطيفي حفظه الله تعالى
المشهد الاول
وفي احد الايام السعيدة جاء الوثن ليزور صديقه الصنم في بيته فجرى بينهما الحوار التالي :-
الوثن : السلام عليكم
الصنم:ماذا ؟ السلام عليكم ؟ هل جننت يا هذا .ما هذه التحية ؟ هل هكذا علمك سيدنا ابليس كيف تسلم على اخوانك عندما تلتقي بهم ؟
الوثن: عفوا ..لم اقصد .. نسيت وحسبت اني بين الجماهير المؤمنة بي ..وانت تعلم صديقي صنم ان الحفاظ على المظاهر والشكليات امر مهم بالنسبة لنا ...هذه هي سنة الحياة ..
الصنم : ليست مشكلة فالاعتراف بالخطا فضيلة ..لكن ارجو ان لا تكرر هذا الخطا في المستقبل لاني احس برعشة رعب تجري في عروقي ..
الوثن : (يتمتم وهو متبسم ) : ومن اين لك عروق حتى تسري فيها رعشه ؟ فانت مصنوع من المعدن والحجارة ؟
الصنم : ماذا تتمتم وتقول ؟ انا لا اسمعك ياهذا تكلم بصوت عال ..
الوثن : عفوا ..انا لا اتمتم ..بل انت تتخيل هذا الامر ..
الصنم : اذن الق التحية من جديد لارد عليك فالتحية مستحبة والرد عليها واجب (كما تعلمون اتباعكم)
الوثن : ماذا اقول ؟؟؟ اطرق قليلا .... مممممممممممم ....اوه اتتني الفكرة ...تحية الوثن الى صديقه الصنم مشفوعه بمعاني الكره والحقد والطغيان ...
الصنم : ما هذه التحية السخيفة ؟ اهذا ما قدرت عليه وانت المتفنن في اللغة والبلاغة ؟ ولكن على العموم ..ولك مثلها ..
الوثن : كيف حالك ؟ لم ارك منذ فترة ؟
الصنم : على أي حال تسال ..لم يتبق لدي سوى التاريخ لافخر به ..ايه ..رحم الله ايام زمان حينما كنت انا واتباعي منتشرين في كل اصقاع المعمورة .. ولكن دوام الحال من المحال ...فالتطور التقني والعلمي ومجئ الاديان السماوية والانفتاح الاجتماعي والاقتصادي بين شعوب الارض كان له بالغ الاثر في زعوعة ثقة الناس بفعاليتنا والانتقال الى عبادة غيرنا ...
الوثن : لماذا تشتكي امام الاخرين يا صنم ..فانا قد رايتك مرارا عديدة وفي هذا الزمان وفي اماكن متعددة من العالم ..
الصنم : هل تستهزا بي يا وثن ؟ لم يتبق لي سوى المتاحف حيث نظرات الاعجاب والتقاط الصور كاني جزء لا يتجزء من (تاريخ ) !!
الوثن : وما ذا في ذلك ..هل احسست بشئ من الاهانة لوضعك في هكذا اماكن ؟
الصنم : لا يا صديقي .. المشكلة تكمن في نوع نظرة الاخرين لك ..هل تدرك معنى ان ينظر الاخرون لك باعجاب كانك تحفة اثرية عفى عليها الزمن ولا تستطيع ان تحرك أي ساكن ؟؟؟
الوثن : الن تفعل أي شئ بهذا الشان ؟
الصنم : هل انت غبي ام تتغابى ..كيف افعل شيئا وان مصنوع من المعدن والحجارة لا حول لي ولا قوة ؟
الوثن : ليس هذا الامر جديدا عليك (اقصد قلة الاحترام) فان قوما كانوا يعبدونك التهموك يوما ما بعد ما صنعوا منك مجسما من التمر
الصنم : لا يا صديقي ..لم يفعل هذه الفعلة القبيحة سوى الاعراب وهؤلاء لا يوجه لهم عتاب ....فهم اعراب ..
الوثن : الحمد لله انا غير قابل للاكل ..
الصنم : هنيئا لك فقد علمت انك اتخذت اجراءات احتياطية مسبقا ..
الوثن : الويل كل الويل لمن اكلني ...وكيف ياكلني شخص وقد اشعت بين الناس ان لحمي مر !!
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : الم تسمع ايها الاصم ان لحم العلماء مر ؟
الصنم لم اسمع بذلك ..لكن احسنت صنعا ..ياليتني كنت مصنوعا من اللحم والعروق بدل هذه الحجارة المملة ..
الوثن : وكيف ياكلني احد من اتباعي وقد تليت على مسامعهم مرارا (ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه )
الصنم : هذا هو الفرق بيننا فانت تستطيع الدفاع عن نفسك اما انا فلا ..انما يداع عني غيري ..
الوثن : على كل حال لا تستصغر قدرك يا صديقي فانا ارى لك اتباعا ؟
الصنم : اتباع ؟؟ اين يا حسرة ؟؟
الوثن : رايتك مرارا في بعض المعابد شرقي الارض ..
الصنم : اه ..تذكرت ..نعم ورحم الله النبي الهندي بوذا ورحم الله اتباعه حينما توغلوا عميقا في التصوف بحثا عن مسمى الاله الواحد من خلال الفيدا وكانت نتيجة هذا التوغل الفاشل في التصوف هو ما خلصوا اليه من الصنمية
الوثن : على العموم فانت المستفيد اخر الامر ..اليس كذلك ؟
الصنم : قبلت الامر على مضض فانا على كل حال تمثيل لهذا الرجل !
الوثن : ارض بالقليل يا اخي فان الحرمان اقل منه ...
الصنم : ما يهدا من روعي في هذا الامر ان هناك من يسجد لي (كتمثال) ويتمسح بي (كتمثال) ويحترمني لذاتي (كتمثال) اما باقي الامور فقد غضضت الطرف عنها في هذه المرحلة ..فكما قيل القناعة كنز لا يفنى ..
الوثن : اه ..نسيت ..لم اسالك عن صديقتنا البقرة ..اين هي ؟
الصنم : قد دعوتها الى هذا الاجتماع واجابتني بايماءة الموافق لكني لا اعلم لماذا لم تاتي لحد الان ؟
المشهد الثاني
وفي الاثناء جاءت البقرة تترنح في مشيتها يمنة ويسرة غير مبالية بشيئ
الوثن : ها هي صديقتنا البقرة قد اتت ..
الصنم : حللت اهلا ونزلت سهلا صديقتنا البقرة .
البقرة : بدون جواب ..سوى نظرة غبية من عينيها ترمق بهما صديقيها ..
الوثن : ما هذه النظرة الغبية يا بقرة ..لم تزدك عبادة من عبدوك شيئا من علم او فهم ؟
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ....
الصنم : مع من تتكلم ؟ هذه البقرة غبية ..فهي غبية في شرق الارض مجنونة في غربها ....
الوثن : ومن هي حتى نعتب عليها انسينا جدها (عجل)
الصنم : اه ..رحمه الله لم انسه يوما من الايام ..
الوثن : على كل حال اتركها لخاطر جدها (عجل ) فهو صديق قديم لنا نحن الاثنين ونحن ننتمي لنفس (الحزب)
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ...
الصنم : اما انا فنسيت ان اسالك عن سيدنا الشيطان ..الم تره فانا مشتاق له جدا ..
الوثن : رجاءا حدد ما تريد بلفظ واضح ..هل تسال عن الشيطان ام عن ابليس ؟
الصنم :ماذا ؟ هل هناك فرق بينهما ؟
الوثن : انا حاليا اشيع في خطاباتي التي القيها على مسامع اتباعي انه لا فرق بين الاثنين اعتمادا على تفسير الكلمة : معناها واعتمادا على الترادف وغير ذلك ..
الصنم : زدني علما ..فالعلم ليس حكرا على طائفة دون طائفة ..
الوثن : حدث يا صديقي الصنم في الاونة الاخيرة ما لم يكن بالحسبان والتفت احد الاشخاص المغمورين الى بعض الامور المخفية ووجد حلولا لمسائل عالقة لم نكن بحاجة لها ولا لحلها وافتعل لنا مقابل كل حل قدمه مشكلة امام اتباعنا كان حلها عصيا علينا ...
الصنم : فماذا فعل ؟
الوثن : انكر علينا اخذنا بمفهوم الترادف وتفسير الكلمة معناها والمجاز وغير ذلك فتبين ان ابليس ليس هو الشيطان ..
الصنم : هذا امر لا اعرفه مسبقا فمن هو الشيطان ..ان لم يكن سيدنا ابليس ..
الوثن : ايا قليل العلم والفهم ..الا تعرفه ؟ انه احد الاعراب الذين ذكرتهم قبل قليل ..
الصنم : فماذا فعل هذا العظيم ليتفوق على سيدنا ابليس ويستحق هذا اللقب الجليل بكونه زعيما للشياطين والابالسة دفعة واحدة ؟؟؟
الوثن : فعل ما فعل وليس هذا محل ذكر افعاله الحميدة ولكنه (تعفن سره القذر) قد اسس للوثنية الجديدة التي صنعت الالاف من امثالي ..
الصنم : فماذا فعلت بدورك لهذا الشيطان العظيم كرد لجميله عليك ؟
الوثن : حاولت دفن تعاليم هذا الشخص الذي ذكرته لك قبل قليل وحاربته بلا هوادة والحمد لله اثمرت جهودي فلا يعلم الحقيقة سوى نفر قليل ممن سمع لهذا الشخص ..
الصنم : على العموم اعود فاسالك عن سيدنا ابليس ..الم تره ؟
الوثن : قيل لي انه يمر بمرحلة كابة نفسية ..
الصنم : وماذا به سلمه الله ؟
الوثن : اخبره احدهم ان شخصا موعودا ما سيذبحه يوما ما في مكان معروف ..
الصنم : ولماذا هذا الحزن والكابة وهو لا يؤمن بالله ووعده ؟
الوثن : ومن قال لك انه لا يؤمن بالله ووعده ؟
الصنم : عجيب تصف سيدنا ابليس انه يعرف الله ويعرف وعده ؟
الوثن : السنا كلنا كذلك يا غبي ..الم تعرف الى م ارمي ؟
الصنم : والى م ترمي اخي العزيز ؟
الوثن : سعى سيدنا ابليس من البداية كان منصبا على التخريب ..
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : لم يكن انزعاج ابليس هو بسبب سجوده لادم بل كان بسبب امر اخر ..
الصنم : الذي اعرفه ان سيدنا ابليس امتنع عن السجود لعدونا ادم حسدا له وعنادا لامر الله
الوثن : صحيح ما تقول لكن الامر اعمق من ذلك ..
الصنم : يا صديقي ...عيل صبري لا تتفضل على وتخبرني ما هو رايك في هذا الامر ؟
الوثن : ان سيدنا ابليس وبعد الاف السنين التي قضاها في عبادة الله احس يوما من الايام وبحكم قربه من جنس الملائكة ان هناك اختبارا سيجري وتكون نتيجة هذا الاختبار تعيين خليفة لله على الارض لكنخ لم يعلم ما هي صورة هذا الاختبار ...ونتيجة للترقية السابقة التي حصل عليها سيدنا ابليس ووصوله الى مصاف الملائكة فقد ظن انه سيكون (المختار) لهذه الشرف العظيم ...
الصنم : فماذا حدث ..فانت تعلم اني (اصم )
الوثن : هنا كانت النكبة ...فقد امر الله تعالى سيدنا ابليس وهو المخلوق الناري المتطور والمترقي ان يسجد لهذا المخلوق المصنوع من الطين !! وهنا بدا العناد لامر الله فاخبر الله تعالى انه لن يسجد لهذا المخلوق ولو كلفه ذلك كل عبادته ومستقبله ايضا ...
الصنم : ايه ...اهكذا يفعل الحسد بالمرء ؟
الوثن : كان سيدنا ابليس المسكين يظن العكس فكانت الصدمة عليه شديدة .. وفي نفس تلك المرحلة اراد اثبات امر لله تعالى ..
الصنم : ما هو هذا الامر الذي اراد اثباته ؟
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ............ ومن دون اتخاذ أي موقف سلبي او ايجابي ..
الوثن : اراد اثبات امر للخالق وهو قدرته على افشال مشروع الخلافة هذا ...
الصنم : من خلال ما تقدم قد احرزت من يكون هو الشخص الذي سيذبح سيدنا بليس يوما من الايام ..
الوثن : ومن هو صديقي العزيز ؟
الصنم : انه احد احفاد هذا الشخص الذي سجدت له الملائكة ..اليس كذلك ؟
الوثن : نعم هو كذلك ...
الصنم : فماذا فعلت بدورك للتخفيف عن معاناة سيدنا ابليس ؟
الوثن : جل ما استطعته اني دفت تلكم النصوص الدينية وحشرتها في زاوية منسية وحذرت اتباعي من قراءة هذه النصوص حيث انها تحتاج الى الكثير من التمحيص والتدقيق للتاكد من صحتها
الصنم : جزاك ابليس شرا عما فعلت اخي وثن ..
الوثن : لا شكر على واجب ..ولكن واجهت نفس المشكلة ايضا في عودة هذا الشخص الذي اخبرتك عنه قبل قليل والذي ارقني في منامي بسبب صرامة افكاره وعدم مقدرتي على الاجابة عليها ..
الصنم : وماذا فعل من جديد ؟
الوثن : رجع الى نبش هذه النصوص واستخراجها واعادة النظر في الكثير من الامور والقضايا العالقة ..
الصنم : وماذا فعلت له هذه المرة ؟
الوثن : اقنعت اتباعي وهي والحمد لله سلسي القياد بان هذا الشخص الذي لا يرتدي الزي الديني لن ياتي بافكار وقناعات تغير تغير قناعات وافكار الكثر من الاوثان الذين سبقوني (بالايمان) وانت تعلم اخي صنم ان الكثرة تتغلب على القلة مهما كانت الظروف ...
الصنم : اذن يتوجب عليك اخي وثن ان تخفي الكثير من النصوص التي تذم الكثرة وتمدح القلة ..
الوثن : او حسبتني غافلا عن ذلك ..وحتى النص الي لم استطع طمره قمت بتحوير معناه فيما يخدم مصالحي فانت تعلم .....................انا وثن ..
الصنم : تكلمنا كثيرا عني وعن احوالي ولم تتسن لي الفرصة لاسالك عن احوالك .. كيف انت وماذا تفعل هذه الايام ؟
الوثن : انا بافضل حال فاتباعي كثر وهم مستعدون لتقديم دمائهم في سبيلي ..
الصنم : ارجو منك تصحيح الكلام ..تقصد في سبيل الله
الوثن : لا يا صديقي صنم هذا ما يظنوه هم واقنعتهم انا به فنات تعلم ان اقناع الناس بالباطل المغلف بالحق اسهل بكثير من اقناعهم بالحق من دون أي رتوش او اضافات وملحقات ..
الصنم : ما دمت تعلم الحق فلماذا لا تقنعهم به بدون اضافات او تحوير فربما يكثر عددهم ؟
الوثن : هذا امر مستحيل ولا يخدني نهائيا ..
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : قلنا قبل قليل يا غبي ان اتباع الحق قليلون فكيف تريد ان يكثر اتباعي ..فالحق مر واحد من السيف ولا يبقي أي صديق فقد قال احد اعدائنا من قبل (ما ابقى لي الحق من صديق )
الصنم : نعم فهمت ...وارجو منك التواضع معي فنحن في نفس الحزب ..
الوثن : لا اظن انك فهمت لحد الان ..ازيدك واقول ..ان كوني وثن وصناعتي كوثن هو امر لم يتات لي الا بنكران الحق والحقيقة فانا والحق طرفي نقيض فهو يجري هاربا مني وانا اجري هاربا منه ..
الصنم :عجيب فكيف تقنع اتباعك بهذا الحق وهو مفارقك وانت مفارقه ؟
الوثن : احسنت هذا افضل سؤال طرحته لحد الان
الصنم : وكيف ذلك ؟
الوثن : ان وسيلتي الى ذلك هو التحايل على النص الديني وتسخيره لمصلحتي اضافى لبعض الخصوصيات التي قد تضاف لي من قبل اوثان اخرين كالعائلية والمناطقية وغير ذلك ...
الصنم : خير ما فعلت وهو انجح السبل واحسنها فاللغة المفسرة للنص وطرائق تفسير النص الملتوية لهي افضل الامور واحسن الطرائق التي تسمح للشخص بامتلاك النص والتدخل فيه وجره الى مصلحته الشخصية والحزبية ..
الوثن : ها قد اصبحت تفهم اخيرا ..فان طرائقنا لتفسير النص طرائق ملتوية ومتشعبة والاكثر من ذلك (طرائق) مصدق عليها من قبل الجميع ..
الصنم : اعتقد ان نفس الشخص الذي ذكرت قبل قليل اعاد اليك وجع الراس بكشفه عن طرائق جديدة لفهم النص بما لا يقبل التاويل ولا المراوغة او المجاملة ..
الوثن : لا تعبا بهذا الشخص فانا وبمساعدة الكثير من الاوثان قد صنعنا درعا وقائيا لاتباعنا وحذرناهم من الشرب من منبعه وقلنا لهم ان شرابه مسموم وانت تعلم بالضرورة ان اكثر ما علمناه لاتباعنا وركزناه في اذهانهم منذ الطفولة ان لحم العلماء مر وان مناقشتهم والاكثار من الجدال معهم لهو من عمل سيدنا ابليس والنفس الامارة بالسوء ..
الصنم : اياك يا اخي وثن ان تغتر بما عندك وتغتر بكثرة اتباعك فلربما يكون مصيرك يوما ما هو كمصيري جالسا في المتحف وتلتقط لي الصور ... بل ربما لن تجلس في المتحف فربما ياتي يوم من الايام ويدوسك الناس باقدامهم ..هذا مجرد تحذير من صديق مخلص ومن نفس الحزب ..
الوثن : اذهب الى الجحيم ..انا احسن منك على اية حال ..فانا مقدس ..ولي اتباع ..وكلامي حجة ..ومحرم اكلي ..ولي جوارح وحواس عكسك انت يا احادي الجهه (ههههههههه)
الصنم : ماذا تقصد بقولك احادي الجهه ؟
الوثن اقصد انه اذا نصبك احد ما في مكان وجعل وجهك الى جهه المشرق فانك ستضل مقابلا لهذه الجهه ولو لالف سنة ..
الصنم : وهل ترى انك ثنائي الجهه ..فانت احادي الجهه ايضا ووجهتك نحو سيدنا ابليس وعظيمنا الشيطان ..
الوثن : اه ..ذكرتني بالاحبة يا ليتني اراهم الان
الصنم : لا تستعجل فسنجتمع يوما ما في الجحيم
الوثن : لا يمهمني المكان المهم ان التقيهم
الصنم : وانا معكم ان شاء الله
الوثن :امين
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ودون اتخاذ أي موقف وبدون الانحياز الى أي جهه
الوثن : مسكينة صديقتنا البقرة ..ضجرة جدا
الصنم : فماذا نفعل لها يا ترى ؟
الوثن : عندي اقتراح
الصنم : ما هو ؟
الوثن :لماذا لا نخرج انا وانت وهي جميعا لتحضروا معي حفلا بهيجا يقيمه لي اتباعي ؟
الصنم : يا حبذا
البقرة : تنحنحت قليلا
الوثن : اذن هيا بنا جميعا
الصنم : انتظر قليلا اخي وثن فكيف اسير معك وانا ......صنم ؟
الوثن : لا عليك ستحملك صديقتنا البقرة
المشهد الثالث
ينطلق الثلاثة الى مقصدهم يتقدمهم الوثن
الوثن بين اتباعة واصوات الفرحة تتعالى من هنا وهناك فرحا به وبمجيئة وقد غفلوا عن البقرة والصنم المربوط بها ..
يتعالى الصياح من احد الاتباع : رحبوا بمجئ قائدنا العظيم
تابع اخر : الله اكبر ..الله اكبر ...الله اكبر
يرتقي الوثن المنبر
الوثن : بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
رددوا معي بصوت عال ايها الاتباع
الجحيم لابليس اللعين واتباعه ..........بصوت عال
الاتباع
الجحيم لابليس واتباعه .......الحجيم لابليس واتباعه .......الجحيم لابليس واتباعه
الوثن :
الموت للاصنام ...........بصوت عال
الاتباع
الموت للاصنام ...............الموت للاصنام ...................الموت للاصنام
الصنم (يصيح بصوت عال متعجبا) : هيه اخي وثن ؟ ماذا تقول ؟ ما هذا الكلام ؟
الوثن (يخترق الحشود بصعوبة شديدة ويهمس في اذن الصنم ) : الم اقل لك ايها الاصم ان هذه شكليات ؟؟؟
الوثن (يصيح بصوت عال) : ايها الاتباع ... من اتي بهذا الصنم الى هنا ...اذا وجدتم من اتى به اقتلوه ...
الوثن : ارموه بعيدا ....اعاذنا الله من الاصنام ...
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول ...
احد الاتباع :لمن هذا البقرة التائهة ؟
تابع اخر : ربما هذه بقرة مفخخة ارسلها احدهم لقتل قائدنا ؟
اخر : اذهبوا بها الى مركز الشرطة
المشهد الرابع والاخير :
البقرة في مركز الشرطة ترمق الشرطيين بنظرة غبية
الشرطي الاول يقول لصاحبة : لماذا لا نذبح هذه البقرة فليس لها راعي ؟
الشرطي الاخر : اوليس كلنا كذلك ..اغبياء وتائهون ونستحق الذبح ؟
الشرطي الاول : يشحذ السكين ...
البقرة : نفس النظرة الغبية نحو المجهول وبدون اتخاذ أي موقف ...سلبي او ايجابي
انتهى