تويت
المتسلطون..الخداع والمصالح الشخصية
في مرحلة من مراحل الخمول والهزيمة التي مرت بها الأمة نتيجة للسياسات الفاشلة التي قادها ويقودها الجهلة والإمعات ممن لا يحسن استخدام الوسائل الممكنة لتحقيق ما يصبوا إليه الشعب المستباح على ارض العراق الجريح...ونتيجة لممارسات التجهيل والاستغفال التي مارسها أشخاص هم من وليدة رحم الخديعة والتغرير ممن رضعوا من ثدي العمالة الخارجية سنوات طوال...فقد استحوذ هؤلاء على مقاليد الأوضاع حتى باتوا يتقاتلون في الليل ويجتمعون في مجلس((النوائب )) للتباكي على الوضع العراقي المزري والذي كان ضحية للمؤامرات التي ابتدأت بشرعنة الاحتلال عندما وقف رمز من رموز العملية السياسية العرجاء ليهدي وزير الدفاع الأمريكي ،المصحف الشريف وسيف ذو الفقار..!!!...ليرسل رسالة بأن الإسلام كله في خدمة المحتل..باعتبار انه يمثل رمزية لدى الشارع العراقي...وسرعان ما بان الصبح لذي عينين..حتى كشف الستار عن هذه الشخصيات العميلة ...ليحل محلها شخصيات أكثر عمالة واستخفاف بعقول الناس..فتارة يكون الاستحواذ على أصوات المساكين من خلال ((بطانية )) أو ((صوبة)) أو استخدام لاسم المرجعية وتلفيق عبارات ((من لا يذهب لانتخاب قائمة فلان.تحرم عليه زوجته))..وتارة يكون الأسلوب أكثر ملامسة للوضع المتردي للمواطن المسكين من خلال المساومة على عدم انتزاع قطعة الأرض التي يسكنها بشكل غير رسمي..أو من خلال حملة التعيينات الموعودة التي ما كان لرفع عنها الستار لولا قرب الانتخابات مقابل الحصول على أصوات المساكين ...لعلم الجهات التي تسيطر على الوضع ((بإفلاسها)) أمام المجتمع الذي لن يقبل منها أي طرح مادامت لم تلبي طموحاته على مدى السنين العجاف التي مر بها بعد الغزو الأمريكي...
إن الرصيد الحقيق لمن يريد أن يكون في مركز القرار هو الشعب ..وليس الخداع والتضليل الذي لن يدوم حتى لو طال به الزمان..ليجد المخادع ذكره على صفحة سوداء في سجل التاريخ الذي لا يرحم المخادعين والعملاء ومن لف لفهم...وسوف يأتي الزمان الذي تلجأ فيه طبقات المجتمع المسحوقة إلى الوطنين الشرفاء ممن يرفع شعار العمل والإنقاذ الوطني ..بعد أن تحاسب المخادعين اشد الحساب ..
دكتور محمد الحميداوي
باحث سياسي وقانوني
bioiraq@hotmail.com