بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
فرار عمر بن الخطاب من الزحف
وما يترتب على ذلك من أحكام
اللهم صل على محمد وآل محمد
فرار عمر بن الخطاب من الزحف
وما يترتب على ذلك من أحكام
في التاريخ الإسلامي شخصيات مشهورة وقع الخلاف بين المسلمين في تقييمها، ومن تلك الشخصيات: عمر بن الخطاب، وقد ذهب مجموعة من المسلمين ـ وهم أهل السنة والجماعة ـ إلى أنه عظيم ووصفوه بالتبجيل والتقدير، في حين ذهب مجموعة من المسلمين ـ وهم شيعة أهل البيت عليهم السلام ـ إلى أنَّ ما يُذكر لعمر بن الخطاب من فضائل هو اختلاق من قبل الحزب الأموي الذي أراد أن يقدِّم بعض الشخصيات كبديل عن الرموز الحقيقية للإسلام لصرف المسلمين عن أسوتهم الصحيحة من أئمة أهل البيت عليهم السلام.
ولمَّا كان البحث العلمي النزيه والحيادي يتطلب عدم التقوقع في إطار المذاهب منذ البدء، فإننا نلاحظ أنَّ أدلة الطاعنين في عمر بن الخطاب تتميز بأنها أدلة رويت في كتب الفريقين، وهو ما يعطيها رصيداً من المصداقية، بخلاف أدلة الممجِّدين له فإنها مروية في كتب الفريق الممجِّد فحسب.. ومن هنا يميل الكثير من الباحثين الإسلاميين إلى ترجيح كفة الأدلة الطاعنة لأنها اتفاقية، بخلاف الأدلة الممجِّدة لأنها أشبه بالدعوى التي لم تقم عليها البينة..
وفي هذا الموضوع نريد أن نتطرَّق إلى أحد الطعون الموجهة إلى عمر بن الخطاب من قبل شيعة أهل البيت عليهم السلام، ونستعرض أدلته من كتب الممجِّدين لعمر بن الخطاب، ثم نرى ما يترتب على هذا الطعن من أمور.. وهذا الطعن هو فيما يرتبط بجهاد عمر الخطاب، ففي حين يعتقد ويروِّج شيعة عمر بن الخطاب أنَّ إمامهم شجاع مقدام، نجد أنَّ شيعة أهل البيت ينفون ذلك، ويطرحون الأدلة على نقيض ذلك.. وإليك استعراض لبعض أدلتهم من كتب أهل السنة (شيعة عمر) :
لقد روى ابن جرير الطبري ـ وهو من أساطين علماء أهل السنة ـ في تفسيره (4/193) أنَّ عمر بن الخطاب كان من الفارِّين يوم أُحد، ونص كلام عمر في الرواية: (ففررتُ حتى صعدت الجبل) .
وروى علماء أهل السنة رجوعَ عمر بن الخطاب وقد هزمه يهودُ خيبر، فرجع وأفراد جيشه يجبِّنونه، أي يصفونه بالجبن، ممَّا يدلِّل على أنَّه في نظرهم فارٌّ أو هو بحكم الفارّ؛ لأنه لا مجال إلى نسبة المنهزم إلى الجُبن إلاَّ حيث يكون انهزامُه لا عن ضعف بل عن جُبن، وهو ما يعني الفرار.
ويؤيِّده وصفُ النبي لعليٍّ ـ كما في بعض الطرُق ـ حين بعثه بعد عمر بـ (ليس بفرّار) ؛ فإنه ظاهر في التعريض بمن سبقه. انظر: المصنف لابن أبي شيبة (8/521) و المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/38) .. وغيرهما.
وفي بعض الطرُق أنَّ أبا بكر كان قد ذهب قبل عمر، وكان مثل تاليه في الانهزام، فيشمله التعريض النبوي. انظر: المصنف لابن لأبي شيبة (7/497) والمستدرك للحاكم (3/37) ، وأورده الهيثمي (9/124) عن الطبراني والبزّار.
هذا في كتب شيعة عمر (أهل السنة والجماعة) ، وأمَّا في كتب شيعة أهل البيت فالقضية أشبه بالواضحات والبديهيات المستغنية عن الإثبات والاستدلال.
وبعد أن ثبت لدينا ومن كتب الممجِّدين لعمر بن الخطاب أنه فرَّ من الزحف وكان جباناً حتى في نظر أفراد جيشه؛ نتساءل عمَّا يترتب على هذه النتيجة؟
والجواب يكمن في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الأنفال: 15 ـ 16.
وهذه الآية حين نطبقها على عمر بن الخطاب نخرج بالنتائج التالية:
أوّلاً: أنَّ عمر بن الخطاب لا يمكن أن يكون مبشراً بالجنة؛ لأنه بنص القرآن الكريم مغضوب عليه وموعود بنار جهنم، خصوصاً أنه لم تثبت توبته.
ثانياً: قد نَهى الله تعالى عن موالاة المغضوب عليهم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) (الممتحنة: 13) ، ولما ثبت لدينا أن عمر بن الخطاب قد غضب الله عليه، فلا تجوز موالاته ومحبته، ويُعد ذلك ممَّا حرَّمه الله في صريح كتابه الكريم.
ثالثاً: قد عدَّ الله تعالى من خصائص المنافقين موالاة المغضوب عليهم، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (المجادلة: 14) ، ثم قال عنهم: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة: 19) ، وهذا يدل على أن موالاة المغضوب عليهم من عظيم الآثام التي توجب أن يدخل العاصي في ولاية الشيطان ويصبح من حزبه. ومن هنا يدل القرآن الكريم على أن المحب لعمر بن الخطاب هو من حزب الشيطان.
ومن هنا نفهم الوجه القرآني في وصف عمر بن الخطاب بالصنم والجبت والطاغوت، وذلك في الروايات التي رواها شيعة أهل البيت عن أئمتهم الأطهار..
رابعاً: لا ريب في أن المغضوب عليه الموعود بنار جهنم ـ لا ريب في أنه ـ ملعون؛ لأن اللعنة معناها الطرد من رحمة الله تعالى، والغضب مع دخول النار من أبرز مصاديق اللعنة الإلهية، وبناء عليه: يثبت جواز لعن عمر بن الخطاب لكونه كذلك.
هذا ويلزم التنبيه أن هذا ليس هو القدح الوحيد الذي يرد على عمر بن الخطاب، بل هناك العديد من الطعون التي ربما سنحت الفرصة لتناولها واحدة واحدة..
والله من وراء القصد.. والحمد لله رب العالمين.
ولمَّا كان البحث العلمي النزيه والحيادي يتطلب عدم التقوقع في إطار المذاهب منذ البدء، فإننا نلاحظ أنَّ أدلة الطاعنين في عمر بن الخطاب تتميز بأنها أدلة رويت في كتب الفريقين، وهو ما يعطيها رصيداً من المصداقية، بخلاف أدلة الممجِّدين له فإنها مروية في كتب الفريق الممجِّد فحسب.. ومن هنا يميل الكثير من الباحثين الإسلاميين إلى ترجيح كفة الأدلة الطاعنة لأنها اتفاقية، بخلاف الأدلة الممجِّدة لأنها أشبه بالدعوى التي لم تقم عليها البينة..
وفي هذا الموضوع نريد أن نتطرَّق إلى أحد الطعون الموجهة إلى عمر بن الخطاب من قبل شيعة أهل البيت عليهم السلام، ونستعرض أدلته من كتب الممجِّدين لعمر بن الخطاب، ثم نرى ما يترتب على هذا الطعن من أمور.. وهذا الطعن هو فيما يرتبط بجهاد عمر الخطاب، ففي حين يعتقد ويروِّج شيعة عمر بن الخطاب أنَّ إمامهم شجاع مقدام، نجد أنَّ شيعة أهل البيت ينفون ذلك، ويطرحون الأدلة على نقيض ذلك.. وإليك استعراض لبعض أدلتهم من كتب أهل السنة (شيعة عمر) :
لقد روى ابن جرير الطبري ـ وهو من أساطين علماء أهل السنة ـ في تفسيره (4/193) أنَّ عمر بن الخطاب كان من الفارِّين يوم أُحد، ونص كلام عمر في الرواية: (ففررتُ حتى صعدت الجبل) .
وروى علماء أهل السنة رجوعَ عمر بن الخطاب وقد هزمه يهودُ خيبر، فرجع وأفراد جيشه يجبِّنونه، أي يصفونه بالجبن، ممَّا يدلِّل على أنَّه في نظرهم فارٌّ أو هو بحكم الفارّ؛ لأنه لا مجال إلى نسبة المنهزم إلى الجُبن إلاَّ حيث يكون انهزامُه لا عن ضعف بل عن جُبن، وهو ما يعني الفرار.
ويؤيِّده وصفُ النبي لعليٍّ ـ كما في بعض الطرُق ـ حين بعثه بعد عمر بـ (ليس بفرّار) ؛ فإنه ظاهر في التعريض بمن سبقه. انظر: المصنف لابن أبي شيبة (8/521) و المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/38) .. وغيرهما.
وفي بعض الطرُق أنَّ أبا بكر كان قد ذهب قبل عمر، وكان مثل تاليه في الانهزام، فيشمله التعريض النبوي. انظر: المصنف لابن لأبي شيبة (7/497) والمستدرك للحاكم (3/37) ، وأورده الهيثمي (9/124) عن الطبراني والبزّار.
هذا في كتب شيعة عمر (أهل السنة والجماعة) ، وأمَّا في كتب شيعة أهل البيت فالقضية أشبه بالواضحات والبديهيات المستغنية عن الإثبات والاستدلال.
وبعد أن ثبت لدينا ومن كتب الممجِّدين لعمر بن الخطاب أنه فرَّ من الزحف وكان جباناً حتى في نظر أفراد جيشه؛ نتساءل عمَّا يترتب على هذه النتيجة؟
والجواب يكمن في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الأنفال: 15 ـ 16.
وهذه الآية حين نطبقها على عمر بن الخطاب نخرج بالنتائج التالية:
أوّلاً: أنَّ عمر بن الخطاب لا يمكن أن يكون مبشراً بالجنة؛ لأنه بنص القرآن الكريم مغضوب عليه وموعود بنار جهنم، خصوصاً أنه لم تثبت توبته.
ثانياً: قد نَهى الله تعالى عن موالاة المغضوب عليهم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) (الممتحنة: 13) ، ولما ثبت لدينا أن عمر بن الخطاب قد غضب الله عليه، فلا تجوز موالاته ومحبته، ويُعد ذلك ممَّا حرَّمه الله في صريح كتابه الكريم.
ثالثاً: قد عدَّ الله تعالى من خصائص المنافقين موالاة المغضوب عليهم، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (المجادلة: 14) ، ثم قال عنهم: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة: 19) ، وهذا يدل على أن موالاة المغضوب عليهم من عظيم الآثام التي توجب أن يدخل العاصي في ولاية الشيطان ويصبح من حزبه. ومن هنا يدل القرآن الكريم على أن المحب لعمر بن الخطاب هو من حزب الشيطان.
ومن هنا نفهم الوجه القرآني في وصف عمر بن الخطاب بالصنم والجبت والطاغوت، وذلك في الروايات التي رواها شيعة أهل البيت عن أئمتهم الأطهار..
رابعاً: لا ريب في أن المغضوب عليه الموعود بنار جهنم ـ لا ريب في أنه ـ ملعون؛ لأن اللعنة معناها الطرد من رحمة الله تعالى، والغضب مع دخول النار من أبرز مصاديق اللعنة الإلهية، وبناء عليه: يثبت جواز لعن عمر بن الخطاب لكونه كذلك.
هذا ويلزم التنبيه أن هذا ليس هو القدح الوحيد الذي يرد على عمر بن الخطاب، بل هناك العديد من الطعون التي ربما سنحت الفرصة لتناولها واحدة واحدة..
والله من وراء القصد.. والحمد لله رب العالمين.
تعليق