استهتار معاوية وصلح الامام الحسن عليه السلام
حسين مجيد عيدي
ان ما تنازل عنه أئمة أهل البيت الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إنما هو الكرسي الذي طمعوا فيه
بني اميه واتباعهم واستشرفوا له أو قل الخلافة التي قال أمير المؤمنين أنها عنده أهون من عفطة عنز . أما الامامة التي هي المنصب الالهي الرباني المنوط به إخراج من تبعهم عليه من الضلال الى الهدي والرشاد فإنهم صلوات الله عليهم قد قاموا بواجبهم على أكمل وجه وبلغوا رسالة جدهم الى القاصي والداني وتبعهم شيعتهم ومواليهم وخالفهم الناصبي والجاهل.
فقد ذكر المستدرك على الصحيحين الجزء 3 الصفحة 520 رقم الحديث 5935
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا محمد بن أنس ثنا الأعمش عن الحكم عن مقسم أن أبا أيوب أتى معاوية فذكر له حاجة قال : ألست صاحب عثمان ؟ قال : أما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخبرنا أنه سيصيبنا الظلم
بعد أثرة قال : و ما أمركم ؟ قال : أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض قال : فاصبروا
أيوب و حلف أن لا يكلمه أبدا فغضب أبو
الملاحظات
1- ان معاوية لم يقيم وزنا لحديث رسول الله الذي اخبر فيه الانصار انهم سيتعرضون الى الظلم وقبل ان يكون هو من الظالمين لهم وهذا استهتار بحديث رسول الله
2- ان معاوية استهان بالصحابي الجليل ابو ايوب رضي الله عنه واذله واهان كرامته بحيث انه غضب عليه واقسم ان يهجره الى ان يموت
3- فلو كان معاوية صحابيا فأين الرحمة بين الصحابة التي يتحدث عنها القران فيقول
محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم))))
سير اعلام النبلاء ج 3 ص 271
عن هوذة عن عوف، عن محمد، قال: لما ورد معاوية الكوفة، واجتمع عليه الناس، قال له عمرو بن العاص: إن الحسن مرتفع في الانفس لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه حديث السن فأمره ان يخطب، فإنه سيعيى، فيسقط من أنفس الناس، فأبى فلم يزالوا به حتى أمره، فقام على المنبر دون معاوية: فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: لو ابتغيتم بين جابلق
وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه، وإنا قد أعطينا معاوية بيعتنا،ورأينا أن حقن الدماء خير (وما أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)، وأشار بيده إلى معاوية فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة، ثم نزل وقال:
ما أردت بقولك: فتنة لكم ومتاع ؟ قال: أردت بها ما أراد الله به
1- الامام لم يقول انه بايع معاوية لانه الخليفة الشرعي او انه الاحق بالخلافة او انه المؤمن التقي الواجب الطاعة بل صالحه ((حفظا للدماء ))
وهو يصفه انه الفتنه الفتنه
2- فهل هذا كلام شخص يحب معاوية !
3- الامام يتكلم بحسرة عن ظلم الناس له فيقول ((لايوجد على وجه الارض ابن نبي غيره )) ومع هذا حاربه معاوية واستهتر بقرابته من رسول الله كما استهتر بوصية النبي للانصار واهان الصحابي ابو ايوب رضي الله عنه
فتح الباري ج 20 ص115
ذَكَرَ مُحَمَّد بْن قُدَامَةَ فِي كِتَاب الْخَوَارِج بِسَنَدٍ قَوِيّ إِلَى أَبِي بَصْرَة أَنَّهُ سَمِع الْحَسَن بْن عَلِيّ َ
يَقُول فِي خُطْبَته عِنْدَ مُعَاوِيَة إِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى مُعَاوِيَة لِنَفْسِي الْخِلَافَة بَعْدَهُ
وَأَخْرَجَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان بِسَنَدٍ صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ :كاتب الحسن بْن عَلِيّ مُعَاوِيَة وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ فَوَصَلَتْ الصَّحِيفَة لِمُعَاوِيَةَ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَن يَسْأَلهُ الصُّلْح وَمَعَ الرَّسُول صَحِيفَة َبيْضَاء مَخْتُوم عَلَى أَسْفَلهَا وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ اِشْتَرِطْ مَا شِئْت فَهُولك . لكن معاويه لم يَنْفُذ لِلْحَسَنِ مِنْ الشَّرْطَِ شَيْء اذن ان الامام الحسن لم يتنازل مطلقا بل تنازل عن الخلافة مؤقتا واشترط على معاوية ان تكون الخلافة له بعد موت معاويه
ولو اراد التنازل الكامل لما اشترط الخلافة لنفسه بعد هلاك معاوية
فالامام الحسن (ع) كان تنازله مؤقت واشترط عودة الخلافة اليه بعد هلاك معاوية
فدماء معاويه واشياعه غير محفوظة اما الدماء التي حقنها الامام الحسن فهي دماء المسلمين فالامام الحسن لم يصالح معاويه لانه هو الاصلح لمنصب الخلافة ولم يقول انه صالحه لانه الخليفة الشرعي انما صالحه من اجل حفظ الدماء . يعني باختصار لم يصالحه رغبة او حبا انما صالحه اضطرارا من اجل المصلحة العامة والا فهو لايستحق اما عن الغرض من الصلح فكلام الامام الحسن انه لايوجد شخص على وجه الارض ابن بنت نبي غيره فيه اشارة واضحة على احقية الامام الحسن للخلافة ولكن من اجل الحفاظ على الدماء اضطر الامام للمهادنة
وهذا كلام مهم من الامام يعني ان معاوية لايهتم بدماء المسلمين ومستعد لسفك الدماء
حسين مجيد عيدي
ان ما تنازل عنه أئمة أهل البيت الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إنما هو الكرسي الذي طمعوا فيه
بني اميه واتباعهم واستشرفوا له أو قل الخلافة التي قال أمير المؤمنين أنها عنده أهون من عفطة عنز . أما الامامة التي هي المنصب الالهي الرباني المنوط به إخراج من تبعهم عليه من الضلال الى الهدي والرشاد فإنهم صلوات الله عليهم قد قاموا بواجبهم على أكمل وجه وبلغوا رسالة جدهم الى القاصي والداني وتبعهم شيعتهم ومواليهم وخالفهم الناصبي والجاهل.
فقد ذكر المستدرك على الصحيحين الجزء 3 الصفحة 520 رقم الحديث 5935
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا محمد بن أنس ثنا الأعمش عن الحكم عن مقسم أن أبا أيوب أتى معاوية فذكر له حاجة قال : ألست صاحب عثمان ؟ قال : أما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخبرنا أنه سيصيبنا الظلم
بعد أثرة قال : و ما أمركم ؟ قال : أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض قال : فاصبروا
أيوب و حلف أن لا يكلمه أبدا فغضب أبو
الملاحظات
1- ان معاوية لم يقيم وزنا لحديث رسول الله الذي اخبر فيه الانصار انهم سيتعرضون الى الظلم وقبل ان يكون هو من الظالمين لهم وهذا استهتار بحديث رسول الله
2- ان معاوية استهان بالصحابي الجليل ابو ايوب رضي الله عنه واذله واهان كرامته بحيث انه غضب عليه واقسم ان يهجره الى ان يموت
3- فلو كان معاوية صحابيا فأين الرحمة بين الصحابة التي يتحدث عنها القران فيقول
محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم))))
سير اعلام النبلاء ج 3 ص 271
عن هوذة عن عوف، عن محمد، قال: لما ورد معاوية الكوفة، واجتمع عليه الناس، قال له عمرو بن العاص: إن الحسن مرتفع في الانفس لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه حديث السن فأمره ان يخطب، فإنه سيعيى، فيسقط من أنفس الناس، فأبى فلم يزالوا به حتى أمره، فقام على المنبر دون معاوية: فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: لو ابتغيتم بين جابلق
وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه، وإنا قد أعطينا معاوية بيعتنا،ورأينا أن حقن الدماء خير (وما أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)، وأشار بيده إلى معاوية فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة، ثم نزل وقال:
ما أردت بقولك: فتنة لكم ومتاع ؟ قال: أردت بها ما أراد الله به
1- الامام لم يقول انه بايع معاوية لانه الخليفة الشرعي او انه الاحق بالخلافة او انه المؤمن التقي الواجب الطاعة بل صالحه ((حفظا للدماء ))
وهو يصفه انه الفتنه الفتنه
2- فهل هذا كلام شخص يحب معاوية !
3- الامام يتكلم بحسرة عن ظلم الناس له فيقول ((لايوجد على وجه الارض ابن نبي غيره )) ومع هذا حاربه معاوية واستهتر بقرابته من رسول الله كما استهتر بوصية النبي للانصار واهان الصحابي ابو ايوب رضي الله عنه
فتح الباري ج 20 ص115
ذَكَرَ مُحَمَّد بْن قُدَامَةَ فِي كِتَاب الْخَوَارِج بِسَنَدٍ قَوِيّ إِلَى أَبِي بَصْرَة أَنَّهُ سَمِع الْحَسَن بْن عَلِيّ َ
يَقُول فِي خُطْبَته عِنْدَ مُعَاوِيَة إِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى مُعَاوِيَة لِنَفْسِي الْخِلَافَة بَعْدَهُ
وَأَخْرَجَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان بِسَنَدٍ صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ :كاتب الحسن بْن عَلِيّ مُعَاوِيَة وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ فَوَصَلَتْ الصَّحِيفَة لِمُعَاوِيَةَ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَن يَسْأَلهُ الصُّلْح وَمَعَ الرَّسُول صَحِيفَة َبيْضَاء مَخْتُوم عَلَى أَسْفَلهَا وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ اِشْتَرِطْ مَا شِئْت فَهُولك . لكن معاويه لم يَنْفُذ لِلْحَسَنِ مِنْ الشَّرْطَِ شَيْء اذن ان الامام الحسن لم يتنازل مطلقا بل تنازل عن الخلافة مؤقتا واشترط على معاوية ان تكون الخلافة له بعد موت معاويه
ولو اراد التنازل الكامل لما اشترط الخلافة لنفسه بعد هلاك معاوية
فالامام الحسن (ع) كان تنازله مؤقت واشترط عودة الخلافة اليه بعد هلاك معاوية
فدماء معاويه واشياعه غير محفوظة اما الدماء التي حقنها الامام الحسن فهي دماء المسلمين فالامام الحسن لم يصالح معاويه لانه هو الاصلح لمنصب الخلافة ولم يقول انه صالحه لانه الخليفة الشرعي انما صالحه من اجل حفظ الدماء . يعني باختصار لم يصالحه رغبة او حبا انما صالحه اضطرارا من اجل المصلحة العامة والا فهو لايستحق اما عن الغرض من الصلح فكلام الامام الحسن انه لايوجد شخص على وجه الارض ابن بنت نبي غيره فيه اشارة واضحة على احقية الامام الحسن للخلافة ولكن من اجل الحفاظ على الدماء اضطر الامام للمهادنة
وهذا كلام مهم من الامام يعني ان معاوية لايهتم بدماء المسلمين ومستعد لسفك الدماء
تعليق