يرفعه إلى سعد بن عبد الله القمي قال أعددت نيفا و أربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقصدت سيدي و مولاي أبي محمد الحسن العسكري ع بسرمنرأى فلما انتهينا إلى باب سيدنا و مولانا فاستأذنا عليه فخرج الإذن بالدخول قال سعد فما شبهت مولانا أبا محمد ع حين غشينا نور وجهه إلا ببدر
و قد استوفى في لياليه أربعا بعد عشر و على فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة و المنظر فسلمنا عليه فألطف في الجواب فأومأ إلينا بالجلوس
فلما جلسنا سألته شيعته عن أمورهم في دينهم و هداياهم
فنظر أبو محمد الحسن ع إلى الغلام فقال يا بني أجب شيعتك و مواليك
فأجاب كل واحد عما في نفسه و عن حاجته من قبل أن يسأله عنها في أحسن جواب و أوضح برهان حتى حارت عقولنا من غامر علمه و إخباره بالغائبات
ثم التفت إلى أبي محمد و قال ما جاء بك يا سعد؟
قلت شوقي إلى لقاء مولانا
فقال المسائل التي أردت أن تسأل عنها
قلت على حالها يا مولاي
قال سل قرة عيني عما بدا لك و أومأ إلى الغلام فكان من بعض ما سألته أن قلت له :يا مولاي يا ابن رسول الله أخبرني عن تأويل كهيعص قال:
هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليه عبده زكريا ثم قصها على محمد ص و ذلك أن زكريا ع سأل الله عز و جل أن يعلمه أسماء الخمسة
فهبط عليه جبرائيل ع فعلمه إياها و كان زكريا إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم أجمعين سرى عنه همه و انجلى عنه كربه و إذا ذكر الحسين ع خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة
فقال ذات يوم يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي و إذا ذكرت الحسين ع تدمع عيني و تثور زفرتي
فأنبأه الله عز و جل عن قصته و قال
فأنبأه الله عز و جل عن قصته و قال
كهيعص
فكاف اسم كربلاء
و الهاء هلاك العترة الطاهرة
و الياء يزيد و هو ظالم الحسين ع
و العين عطشه
و الصاد صبره
فلما سمع زكريا بذلك لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع الناس من الدخول عليه و أقبل على البكاء و النحيب و كانت ندبته
إلهي أ تفجع خير جميع خلقك بولده
إلهي أ تنزل هذه الرزية بفنائه
إلهي أ تلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة إلهي أ تحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما
ثم قال :
اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر و اجعله وارثا رضيا يوازي محله مني محل الحسين ع فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك
و كان حمل يحيى ستة أشهر و حمل الحسين كذلك و له قصة طويلة
إرشادالقلوب ج : 2 ص : 422الی424
تعليق