إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

(((فقدان القائد. وضياع المجتمع)))؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة م8

    أحيّ الاخ الفاضل ( husaini4ever ) على أسلوبه المحترم والهادىء في النقاش وأخلاقه العالية جدا في التعامل مع الإساءات الموجهة إليه رغم تأخّر تدخّل المحررين في مواضيعه . آمل أن يقتضي
    الأخوة الأعضاء بأخلاق هذا الأخ الكريم في زمن قلّ وجود أمثاله . أحني رأسي إحتراما لك وأخلاقك الرفيعة.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخجلني ماتفضلتم وقلتم بحقي واسال الله ان اكون كذلك !

    واساله جل وعلا ان لايخني لك راسا اخي الفاضل وبدوري اقبل جبينكم وشكرا لكم .
    دمتم موفقين.

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة م8
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      يبدو أن أخي العزيز م16 قد سبقني في توجيه التنبيه فلربما عمره أطول من عمري اطال الله عمره . تذكروا قول الله تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن "

      {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ} (44) سورة النساء


      أحيّ الاخ الفاضل ( husaini4ever ) على أسلوبه المحترم والهادىء في النقاش وأخلاقه العالية جدا في التعامل مع الإساءات الموجهة إليه رغم تأخّر تدخّل المحررين في مواضيعه . آمل أن يقتضي
      الأخوة الأعضاء بأخلاق هذا الأخ الكريم في زمن قلّ وجود أمثاله . أحني رأسي إحتراما لك ولأخلاقك الرفيعة وصبرك الطويل ...

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      يقول الحكماء أن شبيه الشيء منجذب إليه
      فأخاك أخلاقه هذه إن كانت بعض العيون عمتها الأهواء والرغبات الشيطانية فلا بأس بمحاولة الأخذ بيدهم لجادة النجاة من مزالق الشيطان عسى الله أن يهديهم من بعد ضلالهم ويفتح بصرهم وبصائرهم من بعد العمى

      هذه أول بادرة لأخلاق أخيك مرحبا بأخلاقه وأخلاق من يثني على أخلاقه

      المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
      تسجيل حضور....


      ولي عودة ان شاء الله تعالى لفضح الزيف المراد تمريره هنا...


      ثم هذه .........


      المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
      وشكري موصول لك عزيزي.....

      وااسف حقا اذ لم تر انت ومن كتب هنا هذا الزيف وهذا الدس الخبيث !!
      المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
      فالشهيد الصدر قدس سره لم يتصد للقيادة والقول بقيادته يعود بالضرر وصخام الوجه على الملتحفين بعبائته زورا كما سنبين ان شاء الله..

      المشاركة الأصلية بواسطة husaini4everفهو لغو لامحل له هنا ولامعنى....
      اذ ان الفقيه والمرجع لابد وانه يستنبط فتاواه وارائه من المصادر التي حددها له الشارع وقطعا فانه لايستند الى اراء شخصية او مستوردة !!
      ثم مامعنى الصحيحة..؟؟؟
      هل ان بعض المراجع (الذين عرفوا بالاجتهاد والعدالة ودارت حولهم شبهة الاعلمية او شهد لهم بها)...

      هل كان بعض هؤلاء يستندون الى نصوص غير صحيحة..؟؟؟؟

      وماهو معيار الصحة ....السند مثلا ..؟؟؟


      الخلاصة ان الشطر الاخير لغو باطل !
      فهنيئا لك على الأخلاق التي تدعوا للإقتداء بها لكن ماذا عساي أن أقول غير
      أسمعت إن ناديت حيا........




      تعليق


      • #33
        نواصل لكن ليس للمرحلة التي تلت مرحلة قيادة الشهيد الأول محمد باقر الصدر طيب الله ثراه بل للرد على بعض الشبهات حول النيل من جهاده وقيادته وتجييرها لأناس ليس لهم أي حضور فيها لا من قريب ولا من بعيد بل هم من أبعده عن الحضور الواقعي ومعايشة الحدث


        عندما دخل السيد الشهيد المعترك السياسي أو بالأحرى المعترك الإجتماعي الذي لم يدخله أحد من المرجعيات ترفعا منهم ربما أو لسبب آخر نجهله بحسب سيرتهم وماهو مثبت من معاصرتهم لنا ومعاصرتنا لهم فلم نسمع يوما أن مرجعا تطرق لهموم الناس والمجتمع عن قرب لا في خطب الجمعة المعطلة بكافة مراحل الحوزة وعلى إختلاف عصور الحاكمين في بلداننا خاصة فيما يتعلق بالمجتمع العراقي مركز المؤسسة المرجعية الحوزوية الشيعية ولا من طريق آخر غير الجمعة فالتوجيه الشيعي المباشر من قبل المرجعيات الشيعية كان مفقودا تماما

        نعم وكي لانبخس الناس أشيائهم حصلت مرة واحدة بحسب معلوماتي وهي مرحلة الإحتلال الإنجليزي وكانت هذه البادرة فيها ملابسات كثيرة فمنهم مثلا كان مؤيدا للإحتلال وقد تخلى عن واجبه بدعوى أن الإنجليز سيحررون الشيعة من بطش الحاكم العثماني المسلم الجائر ومنهم من كان يريد مسايرة الرغبة العثمانية بدعوى أن الإنجليز كفار والعثمانين مسلمين مع ملاحظة أن الثورة والتحريض ضد الإحتلال الإنجليزي بدأت قبل تحرك الحوزة العلمية في النجف الأشرف حيث كانت هنالك تحركات ومراسلات وتنسيق من قبل شيوخ عشار الجنوب والفرات الأوسط أمثال الشيخ غضبان البنية والشيخ بدر الرميض والشيخ شعلان أبو الجون حول التصدي للقطار الإنجليزي وقتل وسلب من فيه فكانت هذه منذ وفود الإنجليز عام 1914 وهم السبب الرئيس في إتباع العشائر الجنوبية والفراتية للقيام بالثورة
        وأيضا كي لانبخس الناس أشيائهم فقد أصبحت أنذاك التجمعات الشبابية في بغداد أنذاك تظهر بموقف ساخط من السكوت على الإحتلال الإنجليزي حتى وصلت تلك التجمعات للعتبة المقدسة في الكاظمية ومن ثم ظهور المرجع الشيخ الخالصي وهو أول من تصدى للإحتلال الإنجليزي من مرجعيات الشيعة في العراق لكن كما هو معتاد الناس بخسوا حقه فكان الشيخ الخالصي أول ظاهرة مرجعية شيعية تشارك الناس أحداثهم ومصائرهم من خلال الإحتكاك المباشر
        وإليكم بعض مايتعلق بسيرة الشيخ المجاهد الخالصي ومن كان في وقته من العلماء والمرجعيات

        جهاده ضد الإنكليز


        شارك الشيخ محمد الخالصي في أحداث ‌«الجهاد» ضد الإنكليز منذ أن وطأت قواتهم أرض العراق عام 1914م فهب بمعية والده وجمع من العلماء للتصدي لهم، وقد خرج الشيخ الخالصي على رأس ثلة من المجاهدين إلى سوح القتال في 19 تشرين الثاني1914 تحت إمرة‌ والده، فقاتل بنفسه ولعب دوراً هاماً كمنسق بين قيادة العلماء وقيادة القوات المسلحة العثمانية. وبقي في جبهات القتال -‌‌ بالرغم من اصابته بجرح في رأسه أضر بعينه اليمنى‌‌- حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.



        إعلان ثورة‌ العشرين



        كان الشيخ محمد الخالصي خطيباً مفوّهاً، ومجاهداً صلباً، وعالماً شجاعاً، لذلك طلب اليه الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي أن يخطب معلناً بدء الثور‌ة العراقية الكبرى ضد الإنكليز بحضور قادة الثورة وشيوخ العشائر العراقية الثائرة وفصائل المجاهدين الذين اجتمعوا في حشد كبير في صحن العباس عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة في الرابع من شهر شوال عام 1383 للهجرة - 21 حزيران 1920م، فخطب فيهم الخالصي خطابه الحماسي الشهير، الذي ثبّت به قلوب المجاهدين، وألهب حماسهم، وذكّرهم بإباء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وحذّر الإنكليز من مغبة الظلم بحق الشعب العراقي الأبي. ولشدة تأثير هذا الخطاب في النفوس كان الثوار يطلقون شعارات وهتافات ثورية واشعار شعبية مؤيدة لقادة الثورة وعلمائها.(1) بعد هذا الإجتماع حاصرت القوات البريطانية مدينة كربلاء المقدسة، وطالبت الميرزا الشيرازي تسليم سبعة عشر نفراً من الناشطين والمحرضين على الثورة، وكان من بينهم الشيخ الخالصي.

        نفي الشيخ الخالصي



        بعد أن أبدى الإمام الشيخ محمد الخالصي معارضة شديدة لمعاهدة الانتداب، حيث انتُخب وخمسة آخرين في لجنة مهمتها ابلاغ رفض العراقيين للمعاهدة إلى مسامع الملك فيصل الأول والدول الأجنبية والمنظمات الدولية ، ضاقت القوات البريطانية المحتلة‌ من دوره ودور والده في مقاومة الاحتلال ذرعاً فارادت الانتقام منه وفتّ عضد والده فنفته إلى إيران بأمر مباشر من الـ« سر برسي كوكس » في 28 آب 1922م.

        نشاطه الديني والسياسي في إيران


        حين وصل الشيخ محمد الخالصي إلى طهران منفياً اليها، لعب دوراً بارزاً في توعية وايقاظ المسلمين في إيران، وأصدر العديد من الصحف والنشرات باللغتين العربية والفارسية مثل « لواء بين النهرين » و « اتحاد إسلام » و «منشور نور»، ولما نفي والده الإمام الشيخ مهدي الخالصي من قِبل الإنكليز في 26 حزيران 1923م من العراق إلى الهند ثم اليمن فالحجاز فايران لإلغائه بيعة فيصل وعزله عن ملوكية العراق، ثم قيام خمسة وعشرين من مجتهدي النجف الاشرف بقيادة السيد أبو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني بالهجرة من العراق اعتراضاً على نفي سماحته بادر الشيخ محمد الخالصي إلى تأسيس «جمعية الممثلون السامون لما بين النهرين» في طهران للدفاع عن القضية العراقية في المنظمات الدولية.
        « كان الشيخ محمد الخالصي قد اُبعد إلى إيران في السنة الماضية كما أشرنا وقد استقر في طهران، وحين حدث تسفير المجتهدين انتهز الشيخ محمد الفرصة وهو خطيب مفوّه، فأخذ يشن الحملات الشعواء على بريطانيا والمؤيدين لها، وقد ذكر السر برسي لورين في برقية إلى لندن:» «إن الشيخ محمد الخالصي يعد المهيّج الرئيس ضد الإنكليز في طهران»


        الخالصيان يرفضان إعطاء التعهد بعدم التدخل بالسياسة


        استجدت الأحداث السياسية في العراق وايران، فاستجاب الملك فيصل لطلب المجتهدين الذين غادروا العراق للعودة اليه، وأخبرهم ان بامكانهم العودة إلى العراق بشرط إعطاء تعهد خطي بعدم التدخل في السياسة‌، فوافق العلماء، ورفض الإمامان الشيخ مهدي ونجله الشيخ محمد اعطاء تعهد كهذا بشدة،‌ واعتبراه تنازلاً للمحتلين الإنكليز، وأصرا على البقاء في إيران ومواصلة الجهاد وبث الوعي بين أبناء هذا البلد الإسلامي ، لذلك فقد وصفتهما التقارير الإنكليزية بـ «العلماء المتمردين».


        الإمام الخالصي بعد عودته إلى العراق


        إهتم الإمام الشيخ محمد الخالصي قدس سره بعد أن عاد إلى العراق بعد نفيٍ دام 27 عاماً بعدة امور:

        1- إقامة صلاة الجمعة على وجهها العبادي السياسي في صحن الكاظمية المطهر.

        2- اهتمامه بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وقد قام من أجل ذلك بسفرات عديدة إلى المدن التي يتواجد فيها أبناء السنة داخل العراق، وكذلك إلى عدة دول منها الديار المقدسة (مكة والمدينة المنورة) ومصر وسورية وفلسطين ولبنان؛ وقد لقيت دعوته الصادقة إلى الوحدة الإسلامية استجابة علماء المسلمين، لما وجدوا فيه من صدق النية.

        3-
        مقاومته للأنظمة الظالمة المتسلطة على الحكم في العراق، وأهمها الوقوف بوجه الحكومة الملكية، والطاغية عبد الكريم قاسم، والمد الشيوعي الإلحادي الذي كان يستمد القوة منه، ‌وكذلك حكم الحزب الاستعماري البعثي إبّان انقلابهم الأول ، وإن ينسى العراقيون قولاً فلا ينسون قوله لعبد الكريم قاسم حين اتخذ من وزارة الدفاع مقراً لإقامته : «أينما تكونوا يدركُّكم الموت ولو كنتم في وزارة الدفاع»، وقوله لعفلق: «قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر ميشيل عفلق».

        4- محاربته الشعواء للبدع والخرافات التي سادت بين المسلمين، وتنزيه العقيدة الإسلامية من الإنحراف، فكانت هذه هي النقطة الأصعب في جهاده، لان تنزيه الدين من البدع والخرافات التي يظنها الجهال انها من اصل الدين يحتاج إلى شجاعة ونكران للذات في الله، وهو ما ألّب عليه الاصدقاء والأعداء.

        5- تشييد وإعمار مدرسة والده الدينية « جامعة مدينة العلم » في الكاظمية لتكون جامعة علمية دينية يتخرّج منها علماء ‌يجمعون بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة.

        هذه سيرة الإمام الخالصي ولم أعثر على سيرة والده صاحب الثورة والداعي لها لكن من خلال سيرة ولده يمكنكم التعرف على مواقف الأب المرجع الشيخ مهدي الخالصي



        يتبع..........

        تعليق


        • #34
          نعود مرة أخرى لما يتعلق بمسيرة السيد الشهيد باقر الصدر رحمه الله فقد كان مهتما بالحراك السياسي في المشهد العراقي على وجه الخصوص وبالمشهد الإقليمي والعالمي على وجه العموم فقد غزت الأحزاب ذات الأيديوجيات الكافرة في فترة الخمسينات والستينات المجتمعات العربية والإسلامية وبدأت معاول هدمها تأخذ مأخذها ومن دون تصدي لها أو على أكبر تقدير تصدي ركيك وبسيط لايتناسب مع حجم الخطر الناجم من بث سموم هذه الأحزاب وأفكارها فأكبر ناتج حوزوي كان هو مجرد الإفتاء بكفرية هؤلاء وبحرمة الإنتماء لها لكن من يستمع لمثل هكذا فتاوى جامدة فمن يقرأ إعتقادات الشيوعية ويتأثر بها هل سيهتم بمثل هكذا فتاوى وهو في الأساس يعتبر أصحابها مخرفين وأصحاب خزعبلات يجب القضاء عليهم وعلى أديانهم حتى أن مدية أحد الأعضاء هنا " الناصرية " أصبح أغلبية أهلها من الملحدين يتبعون فكر ماركس ويصلون صلاة لينين حتى أصبحت تسمى بإسم موسكو الصغرى
          لكن هيهات أن يترك الناس هكذا فسرعان مابعث الله فيهم مصلحا وقائدا يعلم تمام العلم كيفية القضاء على تلك الأفكار الهدامة لكي يعيد المجتمع الإسلامي لما كان يعتنق من دين ويعتقد بوجود خالق فسرعان ماتكلم بلغة هؤلاء الملحدين لغة العلم لكنه تكلم بكلام حق وليس بكلامهم الباطل فكتب مقالات في كثير من الصحف العراقية والعربية وألف الكتب التي تتكلم عن ركائز هؤلاء الملحدين ففندها ووضع نظرية أو نظرة الإسلام فيها ولها
          هذا هو السيد الشهيد محمد باقر الصدر في قيادته وإصلاحه

          وإليكم ماتيسر لي من نقله فيما يتعلق بسيرة وعطاء المرجع والمصلح والقائد للفائدة ومن أراد الإستزادة عليه مراجعة هذا الرابط

          http://www.alsadr.20m.com/seera.htm

          العمل الفكري
          وما يهمنا ذكره هنا هو التصدي الفلسفي والفكري للاستعمار الكافر الممثل بمذاهبه المختلفة. لقد عانت الساحة العراقية في الخمسينات من اشتداد الحركة الشيوعية التي كانت تركز على حرب المعتقدات الدينية وتسعى بجد لانتزاعها من قلوب الأمة. وقد نجحت حينها نجاحاً شديداً لعدم وجود المبارز القادر على ردها حتى جاء الشهيد رضوان الله تعالى عليه فعارض الدليل بالدليل والحجة بالحجة فسطع نور الحق. ومن النتاجات المهمة آنذاك:
          1 ــ فلسفتنا: ألف هذا الكتاب في 29 ربيع الثاني 1379هــ أي سنة 1959م. إن هذا الكتاب دراسة دقيقة وموضوعية للأسس التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية ودياليكتيتها ودحضها علمياً رصينا. يقول الشهيد (رض) "فلسفتنا هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ولهذا كان الكتاب".
          2 ــ اقتصادنا: لقد عالج السيد الشهيد المشاكل الفلسفية الداخلية في الصراع بكتابة فلسفتنا، ولكن الصراع الذي كان يتناول في جملة ما يتناول النظريات الاقتصادية إضافة للإشكالات الفلسفية وتطرح الشيوعية نظرياتها وكذلك تفعل الرأسمالية ويبقى الإسلام مغبوناً بين هذه الاتجاهات ليدخل عنصراً فاعلاً في ساحة الصراع وسلاحاً بيد الإسلاميين في معركتهم مع الكفر والانحراف.


          مواقفه ضد نظام البعث الحاكم في العراق:

          للسيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي العميل نوجزها بما يلي:
          1 ـ في عام ـ 1969 م ـ وفي إطار عدائها للإسلام، حاولت زمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية المرحوم آية العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فكان للسيد الشهيد الموقف المشرف في دعم المرجعية الكبرى من جانب، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم ( قدس سره ) لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ كل طبقات المجتع العراقي وأصنافه.
          ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.


          2 ـ في صباح اليوم الذي قرر الإمام الراحل سماحة آية العظمى السيد الخميني ( رضوان الله عليه )، مغادرة العراق إلى الكويت قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت الإمام لتوديعه، بالرغم من الرقابة المكثفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله، وفي الصباح ذهب لزيارته، ولكن للأسف كان الإمام قد غادر قبل وصوله بوقت قليل.
          والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران.


          3 ـ بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في ايران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.


          4 ـ ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في ايران ـ 1399 هـ = 1979 م ـ إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من ايران، ومنها برقية الإمام الخميني ( قدس سره )، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة ايران / القسم العربي .
          وكان من حق السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب، فمن هو في وضعه لا يُتوقع منه جوابا على برقية، لكن لم يسمح له إباؤه فعبّر عن دعمه المطلق، وتأييده اللامحدود للإمام الراحل والثورة الإسلامية الفتية المباركة; مسجلا بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر.
          5 ـ تصدى ( رضوان الله عليه ) إلى الإفتاء بحرمة الأنتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده




          أهداف، سعى الشهيد الصدر لتحقيقها:

          1 ـ كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عزوجل، تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الانسانية النموذجية، بل وتثبت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبت كتبه ( أقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها ) ذلك على الصعيد النظري.

          2 ـ وكان يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سماه السيد الشهيد بمشروع « المرجعية الصالحة ».

          3 ـ من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد الشهيد ( رضوان الله عليه ) وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق ـ على الأقل ـ لا كماً ولا كيفاً، وكانت أهم عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.

          والمسألة الأخرى التي اهتم بها السيد الشهيد هي تغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميّة، بالشكل الذي تتطلبه الأوضاع وحاجات المجتمع لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة، ولهذا كانت معظم مدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب، ومن هنا فكّر (رضوان الله عليه) بإعداد كتب دراسية، تكفل للطالب تلك الخصائص; فكتب حلقات ( دروس في علم الأصول ).
          أمّا المسألة الثالثة التي أولاها السيد اهتامه فهي استيعاب الساحة عن طريق إرسال العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد، يختلف عما كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي:
          أولا: حرص على إرسال خيرة العلماء والفضلاء ممن له خبرة بمتطلبات الحياة والمجتمع.
          ثانياً: تكفل بتغطية نفقات الوكيل الماديّة كافة، ومنها المعاش والسكن.
          ثالثاً: طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تقدم من قبل أهالي المنطقة.
          رابعاً: الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأمور، ومنها الأمور الماليّة، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصص للوكيل، والتي كانت متعارفة سابقاً


          العمل النسوي في منهج السيد الشهيد
          لم يغب عن ذهن الشهيد صورة العمل النسوي في أوساط الأمة فتعاهده على طول عمله الجهادي وأعد له أخته المجاهدة العالمة آمنة حيدر الصدر "المكناة ببنت الهدى"، وقد مارست السيدة الشهيدة العمل للإسلام منذ صغرها، وكانت تسير مع أخيها في تحركاته، وتكملها على الصعيد النسوي.
          وينبغي للمتابع لمسيرة السيد الصدر الجهادية أن ينظر إلى بنت الهدى ونتاجاتها على أنها الامتداد الطبيعي لعمل السيد في المجال النسوي. وكان عمل العلوية المجاهدة بنت الهدى من خلال محورين رئيسيين هما:
          1 ــ المحور الثقافي: إعداد الفتيات الرساليات من خلال المحاضرات والندوات ومتابعة عبادة الفتيات ونشر الحجاب الإسلامي بينهن، وكانت ــ رحمها الله ــ تشرف على مدارس الزهراء (ع) للبنات في الكاظمية والنجف الأشرف، فقد كانت تسافر ثلاث أيام إلى الكاظمية لمتابعة الإشراف والتفقد للمدرسة فيها.
          2 ــ المحور الفكري: وقد كان للسيدة الشهيدة باع طويل في النتاجات الفكرية وخصوصاً فيما يتعلق في مجال المرأة، ويمكن حصره في ميادين مختلفة منها كتابة القصة: وتعتبر العلوية الشهيدة رائدة القصة النسوية الإسلامية وقد أثرت على النساء من خلال هذا الفن، ومن قصصها:
          1 ــ ليتني كنت أعلم.
          2 ــ امرأتان ورجل.
          3 ــ لقاء في المستشفى.
          4 ــ الباحثة عن الحقيقة.
          5 ــ ذكريات على تلال مكة.
          وغيرها الكثير من روائع القصص، والتي تقول عنها الشهيدة هذه البضاعة المسجاة والمجموعة الإسلامية كمذكرة أخوية تزداد بها مناعة ووقاية من السموم الأجنبية الفاتكة وهي بالوقت نفسه بلسم لجراحها وشفاء لصدرها وقوة جبارة لبعض نقاط ضعفها..
          ولقد شاركت بنت الهدى السيد الشهيد في جميع مصائبه حتى نالت شرف الشهادة الرفيعة معه، وقد سبق منها أن قالت كلمة معبرة تربط حياتها بحياة أخيها فيها كعمتها زينب وجدها الحسين ــ عليهما السلام ــ حيث قالت "إن حياتي من حياة أخي وسوف تنتهي حياتي مع حياته إن شاء الله".
          وقد قيّم الإمام الخميني (قده) هذه العلوية الطاهرة بقوله "… وشقيقته المكرمة المظلومة والتي كانت من أساتذة العلم والأخلاق ومفاخر العلم والأدب".


          تعليق


          • #35
            زدنا يرحمك الله

            من تراث هذا الرجل الفذ

            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة نصير الغائب
              زدنا يرحمك الله

              من تراث هذا الرجل الفذ
              على الرحب والسعة إن شاء الله

              تعليق


              • #37
                لاشك أن ماتفرد به السيد الشهيد من وضع لمسات واضحة وجلية لها الأثر الكبير على ساحة الفكر الإسلامي في عموم ولاياته وبالذلت بلد هذا الرجل فمن المؤكد التأثير المباشر سيكون في موطن هذا العملاق الإسلامي
                بدأ نجم السيد الشهيد يسطع خارج أروقة الحوزة وأروقة المتدينين وأيضا خارجة أروقة الشيعة فبدأ مايطرحه في مقالاته يلقى صدى واسعا وكبيرا في سوح العلم " الجامعات الأكاديمية " أساتذة وتلاميذ يتابعون حلقات مقالاته وينتظرون مطبوعات مؤلفاته بشغف عارم بسبب طرحه الغريب أنذاك عن كل متعارف وكلاسيكي متعب ومعقد لاينتمي للمعاصرة فمن إبداعات السيد الشهيد هو معرفة الواقع ومتطلباته نتيجة قرائته الصحيحة الملامسة له والمعاشة معه عن كثب وكأنه دخل إلى أسارير كل شخص في زمنه ليعرف مايريد وماهو الذي سيطفيء ظمأه العلمي والفكري
                كانت منهجية السيد الشهيد في تأسيس وتفعيل دور الدعاة للإسشلام متكامل ورصين في كل جوانبه بدأ من الأخلاق وإنتهاء بالعلمية والموضوعية فقد غرس في كل حقل داعية يرتبط به مباشرة أو يرتبط بحلقات هرمية تنتهي إليه لكي تكون حركتهم مرهونة بعاملي الزمان والمكان فكان كل منهم يأخذ نصيبه من التوجيهات والتعليمات الملائمة للجانب الذي هو فيه حيث لاتفرد ولا إستقلالية بالعمل الدعوي آنذاك كما هو حاصل من قبل وجوده مع التحرك البسيط جدا والذي لايمكن لمسه من قبل تحرك السيد الشهيد رحمه الله ولابد من الإشارة إلى أن هذا التواجد وهذا الحضور يتطلب ضريبة قاسية جدا ومكلفة جدا لايصمد أمامها إلا من أتى الله بقلب سليم وإلا من كان همه ومشاعره متوقفة على العمل في سبيل الله وفي سبيل النهوض بالأمة وإحيائها بعد أن أصبحت تنازع رمقها الأخير وبطبيعة الحال كانت الأمة أنذاك تنتظر ظهور حسينا للعصر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح دين جده رسول الله ويجدد الدين ويحمي ثوابته التي ميعها أناس أخرون سواء بقصد أو بغير قصد وسواء من أجل مصالح شخصية أو من دونها وكما يقال أن الشهيد السعيد باقر الصدر قد حورب من عدة جبهات أعانه الله على ذلك التحدي وتلك المواجهه فقد رمي بكثير من الشائعات كما يروى ويقال عن تلك المرحلة المحزنة وهذا ليس بغريب فقد رمي جده الحسين من قبل لكي يضللوا الرأي العام فقد قالوا عنه خارجي لخفوا عن الناس حقيقة شخصه وحقيقة مراده وحقيقة دعوته وبطبيعة الحال لايرميه بهكذا شائعات إلا من يتضرر بوجوده ودعوته التي تريد نشر الوعي الإسلامي بكافة جوانبه بين الرعية
                وقد أخذت تلك الشائعات والدعايات المغرضة للتشويش على حركة ونهضة السيد الشهيد بل وعلى شخصه أيضا فقد وجهت إليه تهم باطلة ما أنزل الله بها من سلطان وقد ذكرها خادمه والملازم لدعوته وتحركه وكل تفاصيل حياته حتى الشخصية منها الشيخ النعماني وأيضا ذكرها الكاتب عادل رؤوف وأخرين رغبة لنا في ذكر تلك التهم والشائعات فقد ولت وولى معها أصحابها وسيقفون جميعا عند مليك مقتدر يجزي العاملين على عملهعم ويجزي الآخرين بما يستحقونه فهو العالم بما تخفي الصدور ولم ولن يحتاج لما ذكره الشيخ النعماني وعادل رؤوف وغيرهم فلربما كانوا مخطئين أو متوهمين والله العالم
                على كل حال سنأخذ بعض الأقول وننقلها لكم عن بعض الأشخاص كما يسميهم الكاتب بالنخبة من الذين عاصروه وتأثروا بشخصه وعلمه ومعرفته وفكره


                «منتدى المنهاج»
                الصدر في رؤى العلما والمفكرين حوارات حول شخصية السيد الشهيد وفكره ودوره اجرتها هيئة تحرير مجلة المنهاج مع ثله من العلما والمفكرين هم:
                المشاركون: العلامة السيد محمد حسن الامين، العلامة الشيخ حسن طراد، د. حسن حنفي، د. محمد البشير المغلي،الشيخ د.
                فتحي يكن شخصية السيد الشهيد محمد باقر الصدر متعددة الجوانب، ومتفردة على مختلف المستويات، وماكان ممكنا ان يكتمل التعرف اليها من طريق الدراسات والمقالات فحسب، ولهذا رات هيئة تحرير مجلة المنهاج ان تعتمد مقاربة اخرى تتمثل في اجرا حوارات مع علما ومفكرين عرفوا السيد الشهيد معرفة شخصية وثيقة او من خلال كتبه وآثاره العلمية.
                فسعت الى عدد من العلما والمفكرين تطلب منهم المشاركة.
                ووفقت، بعون اللّه، الى اجابات نخبة منهم هم: السيدمحمد حسن الامين، الشيخ حسن طراد، الدكتور حسن حنفي، الدكتور مخمد البشير الهاشمي مغلي، الشيخ دكتورفتحي يكن، عن كثير من الاسئلة التي طرحتها، وفي ما ياتي يجد القارئ الاسئلة والاجابات عنها...
                وكان اللقا الاول مع سماحة السيد محمد حسن الامين. وفي ما ياتي نقدم ما دار، في حوارنا معه، من اسئلة واجوبة.
                عرفتم السيد الشهيد معرفة شخصية وحضرتم مجالسه، هل يمكن ان تقدموا للقارى صورة عن هذه الشخصية كماعرفتموها معرفة مباشرة؟ تعرفت الى شخصية الشهيد الصدر مباشرة في اعوام الستينات، في النجف الاشرف، ايام طلب العلم، وحضرت بعض دروسه والكثير من مجالسه. لا يستطيع المرء ان يقدم صورة وافية عن هذه الشخصية المتميزة، ولكن ذلك لا يمنع من قراة بعض عناوين هذه الشخصية، بدءا من المميزات الخاصة بهذه الشخصية، وهي مميزات الخلق النبيل، والعلم الوفير، والورع، والحب. واركز على كلمة «الحب» فاقول: ان كل من اتصل بالسيد الشهيد خرج باحساس مفاده ان هذاالرجل، على الرغم من توفر عناصر النبوغ الفكري والعلمي في شخصيته، فان العنصر الجاذب في شخصيته هو هذاالمقدار من الحب، حب الاخر، حب الحقيقة، حب يكاد يكون في اطار شبه شخصي ايضا. واعتقد ان هذه الصفة تلازم عظما الرجال الذين يغيبون الكثير الكثير من حضور «الانا» في داخلهم، لان همومهم العامة وهموم التغيير تملاوجدانهم، وتملا آفاق سلوكهم الى درجة لا يعود هناك متسع للاهتمام بذواتهم. اقول هذا الكلام، وانا اعلم ان شخصيات كثيرة علمية وفكرية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف كان السيد الشهيد يتميز اذا قورن بها بهذه الجاذبية الشخصية، التي اعتقد ان مصدرها هو هذا الحب العارم للاخر وللحقيقة...
                وانتقل من هذه الخاصية الى المنحى الفكري الذي تمثله شخصية السيد الشهيد، حيث الانطباع المباشر الذي يخرج به من يجلس اليه، هو هذا النوع من التكامل في هذه الشخصية.
                يوجد اختزان جدي وكامل لتراثنا العلمي والفقهي والاصولي والفلسفي والتاريخي، وما عدا ذلك من المعارف الاسلامية، ولكنها لدى السيد الشهيد تعود لتغدو كانهاانتاج، او ابداع شخصي، بمعنى ان لدى الشهيد طاقة في تحويل الخبرة السائدة الى معرفة جديدة. والسر في ذلك يعودالى ان السيد الصدر لم يكن يعتقد ان العالم هو كتاب متحرك... كان ينظر الى المعرفة على انها انبثاق حي وحيوي ومعاصر وملامس بصورة كاملة ودقيقة لتطلعات عصره وجيله... ثم ان السيد كان رجلا مستقبليا، فانت حين تستمع اليه وتحاوره فانك تشعر من دون شك بانه، بالاضافة الى هذه القدرة الفائقة على اختزال الماضي، مسكون بالمستقبل لدرجة ان هاجسه الاساس هو المستقبل اكثر من الماضي. وهذا ما جعله ينطلق مبكرا في اعادة انتاج الفكرالاسلامي على النحو الذي مكنه من ان يحدث نقلة نوعية في هذا الفكر وينجز مشروع معاصرة حقيقية، ربما كانت تحتاج الى عدد كبير من الرجال وعدد من المؤسسات ايضا، لكن السيد الشهيد استطاع ان يحدث هذه النقلة النوعية خلال مدة قصيرة من الزمن بالمقارنة مع الازمنة التي تحتاج اليها مثل هذه النقلات الكبيرة في تاريخ الفكر وفي تاريخ المؤسسات جميعها. وتجلى ذلك في جميع ما انتجه السيد الشهيد، سوا على مستوى العلوم الاكاديمية، اي الفقه والاصول، ام على مستوى الفلسفة، ام على مستوى الرؤية الفكرية للازمة البشرية المعاصرة ولازمة الفكر الاسلامي المعاصر. وبالتالي فان هذه المعارف التي نتكلم عليها جزء اساسي منها موثق في مؤلفاته التي يتيح الاطلاع عليهاجزءامن معرفة السيد الشهيد، ولكن هذه المعرفة من وجهة نظري لا تكتمل الا بهذا النوع من التماس الشخصي، اوالمعرفة الشخصية للسيد الشهيد، وهذه القدرة الفائقة على رؤية الواقع ونقده.
                واذكر ان السيد الشهيد، بالاضافة الى هذه الاهتمامات الكثيرة التي كان يواجه مسؤولياتها في الحوزة وفي التاليف والكتابة، كان يتابع بصورة دقيقة المميزات الفكرية وحتى الشخصية لدى عدد كبير من طلاب العلم آنذاك، وكان لا يقلل من اهمية اي موهبة، بل كان يشجعها، ويظهر وهو يشجع هذه الموهبة سوا كانت ادبية ام فكرية انه على المام دقيق بالموضوع الذي تنطلق منه هذه الموهبة وتصب فيه.
                ولا انسى، هنا، ان اشير الى ان السيد، في جلساته، واحيانا قبيل وقت الدرس، كان حريصا على ان يظهر انه ليس مجردناقل معرفة او حتى انه ليس منتجا للمعرفة بمعزل عن الاهتمامات الاجتماعية والسياسية التي تدور في عصره، فكان يلمح، من خلال بعض ما يرويه لطلابه، الى امور، ثم يتركهم، بعد ذلك، يفكرون بمغزاها وبما المح اليه هذا الرجل.ذات مرة اذكر انه تكلم على احد اساتذة الحوزة الكبار وكنا في مجلسه فقال:
                ان هذا الاستاذ الكبير الذي كان يدرس يوميا، والذي كان حريصا على ان يدرس في جميع الايام من دون عطلة، كان ان حصلت احداث سياسية دموية في عصره في العراق، فجا الطلاب او بعض الطلاب، وكانوا يعتقدون ان استاذهم سوف يعطل في مثل هذا اليوم، ولكن الاستاذ جلس على عادته وفتح الكتاب وشرع في الدرس، ودرس الطلاب الموجودين، فساله احدهم، بعد انتهاالمحاضرة، او الدرس: كيف تدرس في مثل هذا اليوم الذي تعرف ماذا جرى فيه؟ فاجاب الاستاذ: ان هذا لا يجوز ان يعطل دروسنا على الاطلاق، فنحن نهتم بالدرس وبالدرس فحسب. وكان السيد، وهو يروي لنا هذا الحادث،حريصاعلى ان لا ينال من شخصية هذا العالم الكبير، ولكنه ترك لنا هامشا كبيرا لننتقد نحن هؤلا العلما الكبار الذين لم يكونوا قادرين على ان يعيشوا قضايا عصرهم، وكانوا يظنون اننا اذا كنا حريصين على الدرس فقط، نستطيع ان نحقق غاياتنا ونقوم بواجباتنا فيما السيد الشهيد كان يريد القول: ان النجف الاشرف ليست مجرد مكان لتلقي الدروس فحسب، بل هي، ايضا، مكان لتحسس المشكلات التي تعصف بعالمنا الاسلامي وبالعراق وبما حولنا، وان المدرس الكبير يجب ان يكون فيه شيء من نزعة القيادي المسؤول الذي يعطي مساحة مهمة للاحداث الاساسية التي تدور في عصره، وان الدرس ليس كل شيء رغم اهميته.
                اقول: ان المرء، لو اراد ان يستطرد، لتكلم طويلا عن مثل هذه المميزات التي طبعت شخصية السيد الشهيد، والتي كرسته معلما متميزا في تاريخ النجف وفي التاريخ الفكري والسياسي الاسلامي المعاصر، وبالتالي فنحن نعتقد ان مزيدامن تخصيص الابحاث والدراسات عن هذه الشخصية هو جزء من تخصيص الابحاث والدراسات عن مرحلة بكاملها وعن مفصل من مفاصل النهوض الفكري الاسلامي الشيعي بكامله.


                يتبع ...........



                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة المواطن
                  [RIGHT]نواصل لكن ليس للمرحلة التي تلت مرحلة قيادة الشهيد الأول محمد باقر الصدر طيب الله ثراه بل للرد على بعض الشبهات حول النيل من جهاده وقيادته وتجييرها لأناس ليس لهم أي حضور فيها لا من قريب ولا من بعيد بل هم من أبعده عن الحضور الواقعي ومعايشة الحدث







                  لم يحاول احد النيل من سماحته قد او من جهاده لكن طلبنا اثبات قيادته للمجتمع !!
                  اما التجيير فان الحزب المشبوه هو من يريد تجيير هذا الجهاد وتلك السيرة للسراق ليس في العراق فحسب بل من عرفوا بالتحايل واللصوصية في دول العالم لاسيما الدنمارك!!
                  اما


                  ليس لهم أي حضور فيها لا من قريب ولا من بعيد بل هم من أبعده عن الحضور الواقعي ومعايشة الحدث
                  فنقول ....سم من تدعي عليهم ذلك وسنثبت تهافته!!



                  عندما دخل السيد الشهيد المعترك السياسي أو بالأحرى المعترك الإجتماعي الذي لم يدخله أحد من المرجعيات ترفعا منهم ربما أو لسبب آخر نجهله بحسب سيرتهم وماهو مثبت من معاصرتهم لنا ومعاصرتنا لهم فلم نسمع يوما أن مرجعا تطرق لهموم الناس والمجتمع عن قرب لا في خطب الجمعة المعطلة بكافة مراحل الحوزة وعلى إختلاف عصور الحاكمين في بلداننا خاصة فيما يتعلق بالمجتمع العراقي مركز المؤسسة المرجعية الحوزوية الشيعية ولا من طريق آخر غير الجمعة فالتوجيه الشيعي المباشر من قبل المرجعيات الشيعية كان مفقودا تماما
                  اقول....بدأنا بالزيف والدس الذي توقعته وسابدا ان شاء الله بنقضه وفضحه!
                  1- سيثبت صاحب الموضوع لاحقا انه وبعد احداث تجنب ذكرها في محاولة بائسة لطمسها...وهي احداث الجهاد وثورة العشرين وقضية الانتخابات وشكل الحكم وماتلا ذلك الامر الذي ادى الى ضرب المدن بالطائرات البريطانية في حكومة السعدون واعتقال العلماء ونفيهم وفرض الاقامة الجبرية على اخرين....
                  وكانت هذه محاولة لقتل الحوزة ونفيها في حقيقة الامر....
                  واثر المفاوضات مع السلطة العميلة تم الاتفاق على استئناف نشاطها من جديد شرط عدم التدخل في الشان السياسي !
                  وكان لابد من القبول بهذا لقلة الناصر وجسامة الخطر وفداحة الضرر وهو النهج الذي سار عليه الائمة ع بعد الحسين !!!

                  بينما يقول مواطننا...

                  ترفعا منهم ربما أو لسبب آخر نجهله
                  ويالها من جراة وتطاول!

                  اما صلاة الجمعة....
                  فهي وكما تقر معطلة في كل الاعصار!
                  فلم تحمل المراجع وزر ذلك ..؟؟؟
                  وبدورنا نسالك

                  المرجع القائد الذي تدعي انك تدافع عنه.....

                  لماذا لم يصل الجمعة ..؟؟؟؟؟


                  بل لماذا لم يصل الائمة ع صلاة الجمعة..؟؟؟




                  اما التوجيه المفقود تماما...كما تدعي....


                  فنقول ان هذا محض كذب !!

                  فمن حافظ على المذهب طيلة هذه الاعصار..؟؟؟


                  ومن وقف بوجه الفتن والشبهات..؟؟؟؟



                  لكن الانشاء بلاش !!


                  لكن نطالبك قبل ان نثبت تهافت هذه التخرصات....بالدليل..!!


                  حتى بالنسبة للانشاء اعلاه فهو وان وضعت له رابطا فهو لايعد دليلا !!

                  تعليق


                  • #39
                    لكن....


                    اذا اطلعنا على التمجيد بالخالصي.....


                    الاب...... المشبوه !


                    ثم الابن .........المتقلب في احضان دول الاعراب والنفاق صديق اللعين حارث الضاري...


                    فنقول...لاعجب !!


                    .......


                    نصبح وتصبحون !!

                    تعليق


                    • #40


                      ولي عودة ان شاء الله.....

                      لفضح الخالصي وفتنة الخالصية ....


                      ولعن الله الداعمين للفتنة وشق المذهب ........

                      تعليق


                      • #41
                        نواصل ولانلتفت للتشويش الباطل

                        ما موقع السيد الشهيد ودوره في تطور حركة الفكر الاسلامي المعاصر؟ يعد السيد الشهيد احد كبار المفكرين الاسلاميين المعاصرين،... وتتصف شخصيته بالكثير من المميزات والخصوصيات في انتاج المعرفة وفي المنهج الذي اسهم في ارسا حركة الفكر الاسلامي المعاصر الراهنة. وهنا اود ان اشير الى ان السيد الشهيد، بالاضافة الى اهتمامه باطلاق حركة الفكر الاسلامي المعاصر، كان مشغولا، بحكم موقعه،بجانب اساسي هو الدراسات الحوزوية ومناهج الدراسات الحوزوية، وكانت حركته في هذا الاتجاه تحاول ان تلائم بين تطوير الدراسات الحوزوية وانجاز معطيات ميدانية في مجال الفكر الاسلامي المعاصر غير الحوزوي. ولعل الظروف والمعطيات الضاغطة، داخل الحوزة في العراق، كانت مؤثرة الى درجة لم تتح الفرص والامكانات الكبيرة لكي يقدم السيد الشهيد نماذج اكثر كمية وكثافة مما قدمه، ولكن ضياع مثل هذه الفرصة لم يكن عبثيا ، وانما كان لحساب ما انجزه على مستوى التطوير المنهجي للدراسة الحوزوية نفسها، ونحن ندرك ان تطوير مثل هذه الدراسة هو نقلة نوعية لكي يكون العالم المسلم المتخرج من هذه الحوزة معدا لان يسهم في حركة تطوير الفكر الاسلامي المعاصر والاجابة عن الاسئلة التي تتحدى هذا الفكر.



                        سوف اشير، هنا، الى عمل فكري فلسفي تفسيري قام به السيد الشهيد، وهو عمله المتعلق بالتفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
                        نحن نعرف ان السيد الشهيد، عندما اطلق هذه الاطروحة، بدا كانه يقترح مجرد منهج للتفسير يتميز ببعض الخصائص الايجابية التي لا توجد في مناهج التفسير القديم، حيث اقترح ان يكون التفسير الموضوعي على هذاالشكل: انت تستحضر مشكلة من المشكلات التي تواجهها في عصرك، ثم تذهب الى القرآن الكريم، فتساله عن هذه المشكلة، فيجيبك القرآن الكريم عنها. بعضهم راى ان مثل هذا التفسير الموضوعي موجود من خلال الموضوعات الاسلامية التي بحثها مفكرون اسلاميون وكتاب اسلاميون واستشهدوا عليها بالقرآن الكريم، قالوا: ان هذا هو ايضاتفسيرموضوعي. انا اعتقد ان ما يرمي اليه السيد الشهيد، ويريد ان يغرسه ويرسيه في الوجدان الفكري والعلمي لطلابه وللمثقفين المسلمين هو ان هناك فاصلا بين المعرفة الاسلامية وبين الهموم التي تتراكم شيئا فشيئا عبر التطور السريع الذي شهدته القرون المتاخرة. كان السيد الشهيد لا يستطيع ان ينتقد بصورة مباشرة المعرفة الموروثة، ويريد معرفة مستقبلية. اراد، من خلال التفسير الموضوعي، ان يدفع بالمثقف، او المفكر، او طالب العلم المسلم، الى التفكير في العصر وفي مشكلات العصر اكثر فاكثر، وان يجعل من هذا الطالب، او هذا المفكر، عنصرا فاعلا في استقرا المعطيات الجديدة والمتجددة باستمرار للقرآن الكريم، والتي حرم القرآن الكريم منها لان الكثير ممن يقراونه ويريدون تفسيره يلجاون، دائما، الى من فسره في السابق. السيد الشهيد الذي يشير الى ان القرآن هو نص متجدد كان يريد ان يربط هذه المقولة بمسار حيوي ومسار تطبيقي، اي ان هذا القرآن ما دام هو كلام اللّه المتجدد، فاذا علينا ان نكون على معرفة بمايتجدد من قضايا الفكر والوجود والاجتماع الانساني لنسال القرآن عنها.

                        هذا ينطلق من عنوان اساسي هو ما اشرت اليه سابقا، ومفاده ان السيد الشهيد كان عقلا مستقبليا، وكان يدرك ان الامة الاسلامية عاشت قرونا من الجمود، ما جعلها امة غير فاعلة وغير منتجة في عصرها، وان اعادة الامة الى موقع التفاعل والانتاج والابداع في عصرها يتطلب اختراق هذا القدر الكبير من العصور الجامدة، التي لم تبدع فيها هذه الامة.
                        وهذايتم عبر التفكير في قضايا المستقبل، وبالتالي في قضايا المعرفة التي انتجتها مسيرة الانسان. انا لم اجد مفكرا اسلاميا،على اهمية حرصه على الاطروحة الاسلامية، متعاطفا مع الانجازات الفكرية الانسانية بالدرجة التي وجدت عليهاالشهيد الصدر، فهو حتى في مجال تفنيده ومناقشته لما انتجته الفلسفات الحديثة فانك، لا شك، سوف تشهد هذا النوع من التنويه والاعجاب بكثير من المسائل التي حققتها هذه المعرفة الحديثة، وهذا يتجلى سوا في كتابه: «فلسفتنا» او«اقتصادنا»، وبصورة اساسية يتجلى في كتابه «الاسس المنطقية للاستقرا» التي يبدو فيها السيد الشهيد فيلسوفاحقيقيا ،فيلسوفا يشكل حلقة من حلقات الفلسفة الكبيرة في عصرنا، وهذا لا يمكن ان يتم من دون تماس واهتمام فعلي واعجاب فعلي بالنتاج الفلسفي الانساني الاسلامي وغير الاسلامي، وكان بعضهم يرى ان مثل هذا الانتاج لا علاقة له بالاهتمامات الحوزوية والدينية، وفي هذا اقدر ان السيد الشهيد عندما انجز مثل هذا الكتاب: «الاسس المنطقية للاستقرا» كان يرمي الى ان يجعل اهتمام الحوزة العلمية الدينية ينصب في مثل هذه الاتجاهات التي كان يراهن على انها هي التي ستشكل رافعة التغيير والتطور باتجاه فكر اسلامي معاصر وفاعل ومنتج يحقق هذه النهضة الحديثة. قدم السيد الشهيد نظرية في تحصيل المعرفة وتقديمها تتمثل في عدد من كتبه منها: «فلسفتنا» و«الاسس المنطقية للاستقرا». بم تتميز هذه النظرية من سواها؟ في «فلسفتنا» السيد الشهيد ينجز حلقة اولى من تفكيره الفلسفي ومن اسهاماته الفلسفية في عصرنا، لكن الطابع الاساسي ل «فلسفتنا» هو انجاز نقدي، يعني ان السيد الشهيد حاول ان ينتج ملامح فلسفة اسلامية جديدة، او مختلفة من خلال المنهج النقدي للفلسفة الماركسية (المادية) بصورة اساسية. في كتابه «الاسس المنطقية للاستقرا» فان السيدالشهيد انتقل الى طور اعلى، حاول ان ينتج جانبا اساسيا من نظرية المعرفة الاسلامية.


                        يتبع........

                        تعليق


                        • #42
                          نواصل.....

                          نحن نعرف ان الفلاسفة المسلمين هم من المسهمين الاساسيين في تاريخ الفلسفة بانتاج نظرية المعرفة، ولكن السيدالشهيد، كجميع المفكرين الكبار، يدرك ان نظرية المعرفة لم تكن نظرية فلسفية تم انتاجها لدى الفارابي وابن سيناوحتى الفلاسفة الغربيين، وانتهى امرها عند هذا الحد، فان كل تطور في الفكر الانساني وفي الفلسفة وفي العلوم سوف يكون عاملا جديدا من عوامل اعادة النظر في الاسس التي استندت اليها نظرية المعرفة، وجا كتابه «الاسس المنطقية للاستقرا» متميزا، اذ انه ينتج مفهوما اسلاميا ابداعيا لنظرية المعرفة، جا ليحتوي على معطيات نقدية لنظرية المعرفة منذ ارسطو وصولا الى عصرنا الراهن، وليضيف الى ذلك عنصرا جديدا هو نظرية الاحتمالات. دخل السيد في آخراهتمامات الفلسفة الحديثة، وادخل نظرية الاحتمالات في هذه الاطروحة الفلسفية المهمة، بصورة منهجية علمية دقيقة اعاد فيها الاعتبار الى المنهج العقلي. السيد الشهيد هو احد رواد المنهج العقلي في الفلسفة، وفي نظرية المعرفة بالذات، ولكن ليس مجرد نسخة عن القائلين بهذا المنهج العقلي، فقد بلور هذا المنهج بصورة مبتكرة، مستفيدا، بشكل كبير، من استيعاب هذا المنهج العقلي الذي بدا منذ اليونان وصولا الى الفلاسفة المسلمين، وفلاسفة العصور الوسيطة الى عصرنا الراهن. وانتج، من خلال ذلك، ومن خلال نزعته النقدية لهذه المدارس، ومستفيدا من معرفته الدقيقة ب آخراهتمامات الفلسفة الغربية، ومنها نظرية الاحتمال، لينشى هذا البنيان الفلسفي الذي استطيع ان اصنفه بانه جزء من اعادة الاعتبار لنظرية المعرفة واعادة طرحها من جديد على مستوى عصرنا وادخال الحيوية الاسلامية الى هذه النظرية.

                          وبنظرية الاحتمالات، وهي نظرية استخدمت في العلوم، وفي الفلسفة العلمية تقريبا، استطاع السيد الشهيد ان يثبت من جديد وجود اللّه سبحانه وتعالى، وان يكافح الاتجاهات الالحادية التي حاولت ان تستخدم نظرية الاحتمال نفسهالتثبت الارا الالحادية. ومما يقوله السيد في ادبيات هذا الكتاب: ان «الاسس المنطقية للاستقرا»، علاوة على تماسكه المنهجي، قلص فرصة الملحد الى نسبة واحد الى مليارين على الاقل. اذا كان احتمال وجود اللّه وعدم وجوده متساوياعند بعضهم، فان ادخال نظرية الاحتمال الى الفلسفة في المجال الالهي اثبت ان فرصة الملحد للقول بالالحاد لاتتجاوز واحدا على مليارين فقط. وانا اود الاشارة اليه لاننا نفتقد مثل هذا التماسك المنهجي. هذا الترابط الهرمي الذي يبدا من القاعدة وينتهي الى ذروة معينة غير موجود، بصورة دقيقة، في انجازاتنا الفلسفية بعد عصور ابن سينا والفارابي وابن رشد وغيرهم. ولا استطيع القول ان انجازات الشهيد الفلسفية متضمنة في انجازات «صدر المتالهين» وغيره على اهميتهم، ففي انجازاته وحده، في مجال الفلسفة، يوجد تجديد لم نلحظه عند مفكر اسلامي معاصر على الاطلاق.


                          يعد السيد الشهيد رائدا في مواجهة مشكلات العصر الاقتصادية.





                          ما الذي اضافه في هذا المجال، وبخاصة في كتابيه:«اقتصادنا» و«البنك اللاربوي في الاسلام»؟ انا اعتقد ان اهمية كتاب «اقتصادنا» لا تكمن في درجة انجازه للنظرية الاقتصادية الاسلامية بقدر ما تكمن في النقدالاسلامي المتنور للاسس والمرتكزات التي تقوم عليها النظريات الاقتصادية والماركسية، يعني الاقتصاد الموجه.

                          السيدالشهيد، في كتاب «اقتصادنا»، انجز الاسس والمنطلقات التي تمكن الباحثين النشطين والطموحين من ان يحققوا هذاالهدف، وهو اقامة نظرية اقتصادية اسلامية، على الرغم من انني اشك في ان السيد الشهيد من الذين يعتقدون بامكان انجاز نظرية اقتصادية شاملة وحاسمة ونهائية، فهو تحدث بصورة واضحة، وخصوصا في كتابه راطروحته «البنك اللاربوي» عما يسمى بمناطق الفراغ في الاحكام وفي الشريعة الاسلامية، وكاني به يريد ان يلمح او يصرح بان ما هومناطق فراغ شات الحكمة الالهية ان ينجز ملؤها بالجهد البشري، فهو اذا من الذين يرون ان الانجاز البشري هو جزء من عملية انجاز التاريخ وليس الاحكام الشرعية وحدها، بدليل ان الاحكام الشرعية في شان الاقتصاد تقدم توجهات عامة ومبادى عامة، من ينجز هذا المسار الفعلي التاريخي للاقتصاد؟ ينجزه الناس المسلمون في مثل حضارتنا الاسلامية وفي مثل مجتمعنا الاسلامي. فالسيد الشهيد لم يكن يدعي انه يقدم اطروحة شاملة للاقتصاد الاسلامي، ولكنه كان يريد ان يشير الى ان الاقتصاد الاسلامي وعلوم الاقتصاد هي امور ينجزها الناس، ينجزها البشر، ولكن المبادى العامة هي التي تراقب هذه الانجازات وتضع الارضية الفلسفية لها.

                          اذن الاقتصاد الاسلامي، في كتاب «اقتصادنا»، هو اقتصاد ينتمي الى بنية فكرية، ويتاسس على قاعدة فكرية مختلفة عن القاعدة التي يقوم عليها الاقتصاد الراسمالي، ومختلفة عن القاعدة التي يقوم عليها الاقتصاد الماركسي، وهذا ما حرص السيد على ان يبلوره في كتاب «اقتصادنا». اي ان للاقتصاد الاسلامي مرجعية فكرية يجب ان تستعيدها، ويجب ان نحقق هذه المرجعية الفكرية من خلال العودة الى الكتاب والسنة من جهة، ولكن ايضا من خلال مناقشة الاطروحات الاقتصادية العالمية الراهنة الموجودة حاليا، مناقشتها فلسفيا، لان كل نظرية اقتصادية خلفها نظرية فلسفية من جهة اخرى. وهذه المحاولة في الحقيقة بداية، جا «البنك اللاربوي» ليشكل تطبيقا عمليا لهذه الاطروحة النظرية،فاقترح بنية للبنك اللاربوي، لكنه، في الوقت نفسه، راى ان هذه الاطروحة ليست اطروحة نهائية، فانك تستطيع ان تقدم اطروحة للبنك مختلفة عن الاطروحة التي تقدمها في ظل بنية اقتصادية ربوية تتحكم بعالمنا الراهن، فهو حاول اذن ان يوفق بين اطروحة بنكية لا ربوية في ظل اقتصاد ربوي مطروح علينا في هذه المرحلة الزمنية من عالمنا وبين فكرة ان يكون هناك بنك لاربوي، ولكن في اطار احكام الاسلام جميعها، يعني انه قدم مشروعا، لامكانية قيام بنك لاربوي حين يتاح للمجتمع ان يطبق احكام الاسلام بصورة متكاملة، وقدم امكانيات فقهية لتعامل لاربوي في ظل الواقع الربوي الراهن حاليا.
                          هذا ما تتضمنه اطروحة «البنك اللاربوي» التي تشكل تطبيقا ميدانيا لنظريته، او لمحاولته النظرية التي اطلقها في كتاب «اقتصادنا» التي ناقش فيها بعمق الاسس التي ترتكز عليها الراسمالية والاشتراكية في آن واحد.


                          يتبع .......



                          تعليق


                          • #43
                            نواصل ...........


                            هذه النظريات التي تشمل مختلف شؤون الحياة، الا تندرج في سياق نظرية شاملة لاقامة دولة اسلامية؟
                            وهذا يقودناالى الحديث عن دور السيد الشهيد السياسي الجهادي؟
                            بالتاكيد، فان السيد الشهيد كان يرى ان الاسلام فقد الكثير من خصائصه الفعلية عندما تم الفصل بين الاسلام بوصفه معرفة وعقيدة من جهة وبين الاسلام بوصفه اطروحة حياة واطروحة تاريخ واطروحة مجتمع ودولة من جهة اخرى.
                            وهو، في جميع ادبياته، يركز على هذه النقطة بالذات، ولعل من ابدع ما كتبه، في هذا المجال، هو مقدمة كتابه «اقتصادنا» الثانية. هذه المقدمة التي يشرح فيها بصورة بالغة الدقة والعمق والمسؤولية الازمة، ازمة التراجع والتخلف العربي الراهنة، وانهيار التنمية على مستوى العالم العربي، ويقدم لهذه التنمية مبادى اساسية تشعر، من خلالها، ان السيد الشهيد يربط موضوع التنمية الاقتصادية ببنية الامة الثقافية، وانه لا يمكن ان تتحقق التنمية بدرجة تجعلنا بموازاة التنمية الغربية وبموازاة التفاعل مع هذه التنمية الغربية الا من خلال انجاز هذا التكامل بين التنمية المادية وبين المعطيات الروحية والفكرية التي يشكو المجتمع الاسلامي من غيابها.
                            فهو اذا يشير الى اننا لا يمكن ان نحقق حركة نهوض حقيقية، ونقدم تنمية حقيقية الا بالربط بين التنمية الاقتصادية وبين العقيدة التي نختزنها والمغيبة عن المجال التاريخي لهذه التنمية، بما يعني ان السيد الشهيد كان يدعو، او يعمل، لقيام بنية اسلامية متكاملة. لا شك في ان صيغة الدولة هي احدى الصيغ المهمة في تفكير السيد الشهيد. وهنا اعود الى فكره السياسي، ارى ان هذا الافق المتكامل في رؤيته الفكرية، هو الذي شكل الاساس في تفكيره السياسي في ضرورة العمل لايجاد نظام اسلامي، وبالتالي فان هذا الفكر كان له تاثيره واشعاعاته، التي يمكن اليوم، ونحن ندرس الحركة الاسلامية،ان نرى التاثير المباشر وغير المباشر لهذه الرؤية على قيام الحركات الاسلامية التي تدعو، بصورة واضحة ودقيقة، لقيام الدولة الاسلامية، عدا عن ان موقف الشهيد الاخير تجاه قيام الثورة الاسلامية في ايران كان واضحا بانه شعر بان هناك حلما شخصيا، اذا صح التعبير بان هناك احلاما شخصية، قد تحقق من خلال ايجاد اطار اسلامي يمكن للسيد الشهيد،اي يمكن لفكر السيد الشهيد، بان يجد ميدانه الحيوي والملائم، ليغدو فكرا ميدانيا وليس فكرا نظريا، اي ليطبق اطروحته الاسلامية، فهو اذا لا شك من دعاة قيام الكيان السياسي الاسلامي الذي يحقق لعملية التجدد الحضاري اطارها السياسي.
                            المعروف ان السيد الشهيد كتب في دستور الدولة الاسلامية كانه كان يهيى لقيام هذه الدولة، او يتوقع قيامها؟ لا شك في ذلك، وهذا ما اقترحه على الثورة الاسلامية الايرانية، وهذا الدستور هو احدى الصيغ التي اقترحها على الجمهورية الاسلامية، على ان موضوع قيام دولة اسلامية، وان كان هو الهدف الذي لا شك فيه لدى السيد، الا ان هذاالموضوع هو سياسي، بمعنى ان الشغل فيه مرة يكون في المجال النظري لانجاز النظرية حول الدولة، ومرة يكون العمل فيه سياسيا عمليا. انا اعتقد ان السيد الشهيد اشتغل في الجانب النظري الحقيقي في هذا المجال، وبالتالي فان النظام السياسي في العراق لم يكن لينتظر لتنطلق حركة ميدانية في هذا الاتجاه. وارى ان هذه الانجازات النظرية البالغة الاهمية للسيد الشهيد هي في محصلتها مشروع قيام دولة اسلامية، الامر الذي دفع النظام السياسي في العراق للتعامل مع السيدالشهيد الصدر بوصفه عدوا للنظام السياسي، حيث ان جميع انجازاته في هذا المجال تهدف الى انتاج نظام مختلف كل الاختلاف عما هو قائم ولا يزال قائما حتى هذا اليوم.
                            تتحدثون دائما عن ضرورة تلازم المعتقد مع الموقف لدى الانسان، الا ترون ان السيد الشهيد، الذي استشهد في سبيل معتقداته، يمثل الانموذج الاعلى لهذا الانسان؟ لا اظن انه يوجد لدينا نماذج كثيرة في هذا المجال، وهذا الرجل حقيقة متميز، وانا كنت اراه مشروع شهيد حتى قبل احتدام الصراع السياسي في العراق لشدة ما يتماهى في داخله الجانبان الفكري والعملي، النظري والمسلكي. هو يمثل هذا النوع من التطابق الكامل بين النظرية والسلوك على مستوى سلوكه الشخصي، لكن هذا لا يعني ان السيد الشهيدكان يعتقد ان الفترة المناسبة للقيام بحركة سياسية كاملة هي تلك الفترة التي عاشها في الستينات، فهو كان يعمل على انجاز القاعدة النظرية للحركة السياسية اكثر مما عمل في النشاط السياسي الميداني من دون ان ننفي حركته في هذاالمجال، ومن دون ان ننفي مواقفه السياسية الشجاعة في هذا المجال، لكنني اعتقد ان السيد الشهيد لم يعط الاولوية في عمله للحركة الميدانية بقدر ما اعطاها للعمل الفكري والنظري الذي يؤسس لهذه الحركة الميدانية التي تحتاج،بالاضافة الى الاساس النظري المتين، والى الظروف المؤاتية ايضا، ولا ادري الى اي حد يمكن القول بان السيد الشهيد،في اواخر الستينات، او في اواخر السبعينات، قد بدا، او تمكن من البدء بتنظيم سياسي كامل للقيام بهذا الانجاز.
                            انااعتقد انه لم يكن قد انجز هذا الامر من دون ان انفي انه كان غاضبا وناقما على النظام العراقي، داعيا الى تغيير هذا النظام ومؤيدا لقوى التغيير لهذا النظام.
                            هل من كلمة اخيرة؟ الحقيقة، كلمتي في هذا المجال، هي الدعوة مجددا لقراءة السيد الشهيد قراءة مسؤولة وهادفة تنطلق من كونه يشكل مفصلا حيويا من مفاصل السعي الى التجدد الحضاري الاسلامي، وفي الوقت نفسه ادعو الى تمثله بوصفه يمثل هذاالمفصل، وادعو ايضا الى طموح اكبر هو ان نبدا من حيث انتهى السيد ايضا الى تطوير حركته الفكرية، حركته البنيوية الكاملة، وبالتالي تعميم هذا الانموذج الذي يمثله السيد الشهيد الصدر على جميع النخب الاسلامية، وهي تعمل على تحقيق مشروعها الفكري والسياسي في عالمنا المعاصر.


                            يتبع ..........


                            تعليق


                            • #44
                              حياك الله على هذه الجهود الجبارة في ميزان حسناتك

                              تعليق


                              • #45
                                نواصل مع تلميذ آخر من تلامذة الشهيد الأول لتتسع أفاقنا ودرايتنا بماكان عند الشهيد الأول من علوم ومعارف

                                سماحة العلامة الشيخ حسن طراد هو احد تلامذة الشهيد الصدر(رض) المبرزين الذين حضروا دروسه ومحاضراته،وتعاملوا معه، طوال سنوات، فعرفه عن قرب.
                                التقيناه، وكان هذا الحوار:

                                كيف تقومون، سماحتكم، صلتكم العلمية والروحية بهذا العالم والمفكر الاسلامي الكبير؟


                                ان صلتي بهذا العالم العظيم والمحقق الجليل والفيلسوف العملاق هي صلة تاريخية عميقة الجذور، واسعة الافاق،بدات منذ اليوم الاول الذي قدر لي فيه ان اتوفق لاخذ درس الاصول، بمستوى بحث السطوح العالية من الكفاية بجزئيها للمحقق الخراساني (قده)، والرسائل للشيخ الانصاري (قده)، على يد اخيه العلامة الجليل والمجتهد الكبيرسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد اسماعيل الصدر (قده). وكان ذلك اول وصولي من لبنان الى النجف الاشرف سنة 1954م، بعد ان طويت رحلة المقدمات المعهودة في النحو والصرف والبلاغة ومنطق الحاشية والشمسية والمعالم في الاصول والجزء الاول من مختصر الفصول، تمهيدا للشروع بدراسة الكفاية مع دراسة الشرائع، على يدافاضل علماء لبنان في ذلك التاريخ.
                                وبعد الفراغ من دراسة الكتابين المذكورين (الكفاية والرسائل)، على يد العلامة اسماعيل الصدر، بدات بحضور بحث الخارج في الاصول على يده، واستمر على الاعطاء والافادة وطلابه الفضلاء على الاخذ والاستفادة، مدة غير قصيرة،وبعدها توقف عن ذلك لتلبية نداء الواجب المقدس الذي توجه نحوه، بطلب اهالي مدينة الكاظمية للانتقال اليها ليقوم بدور المعلم والمرشد المربي في تلك المدينة التاريخية المقدسة.
                                وعلى اثر ذلك، وبلا فاصل، بدات بحضور بحث الخارج في الاصول على يد الشهيد الصدر (قده)، مع اخذ درسين آخرين في خارج الاصول والفقه على يد آية اللّه العظمى السيد الخوئي (قده). وهكذا بقيت ملازما لدرس الشهيد مدة لاتقل عن ثلاث عشرة سنة.
                                والذي جذبني الى حضور بحثه العلمي هو ما عرف به (قده) من عمق الفكر ودقة النظر ومحاولة اعطاء كل موضوع حقه بالبحث العميق والاحاطة المستوعبة. وهذا وذاك هو ما كنت راغبا فيه، وحريصا عليه، منذ بدات بدراسة المقدمات المعهودة والسطوح بمرحلتها الاولى، ثم السطوح بالمستوى العالي المتمثلة، بابحاث الكفاية والرسائل في الاصول والمكاسب في الفقه، حيث كنت حريصا على مطالعة الشروح وما تشتمل عليه غالبا الاشكالات العلمية الواردة، ولوظاهرا، مع الاجابات المفيدة والحلول السديدة. وكان ذلك من اجل تحصيل مطالب الكتاب باتقان واحاطة. وبقيت على ذلك مدة استفادتي العلمية من مدرسة الشهيد (قده) التي اخذت طابعا متميزا لفت الانظار وبعث على التقديروالاكبار.
                                وبذلك يعرف مدى صلتي العلمية بهذا المحقق الكبير والفيلسوف القدير وما استفدته منه خلال المدة المذكورة.وحيث ان اشباع الجوعة الفكرية وازالة الظما العقلي بالغذاء العلمي الوافي والشراب الثقافي المروي ينعكس ايجاباعلى العلاقة الروحية، حيث تتعمق وتقوى بقدر قوة رابطة العقل والفكر الاخذ المستلهم بالعقل والفكر المعطي والمعلم.
                                اجل، على ضوء ادراك مدى التفاعل والتجاوب الحاصل بين عقل الشهيد الاستاذ المفيد وفكره وبين وعقل تلميذه المستفيد وفكره، وما يرتب على ذلك من الانجذاب الروحي، يعرف مدى عمق الصلة الروحية التي صهرت روحيهمافي بوتقة الحب والاخلاص والتقدير والاجلال، لتجعلهما بمنزلة الروح الواحدة الحالة في جسمين متقابلين، بحيث يصبح هذا الانصهار والوحدة الروحية المعنوية مصداقا لصدر بيت الشعر القائل: «انا من اهوى ومن اهوى انا».
                                حبذا لو تفضلتم بالحديث عن موقع الشهيد الصدر(قده) بين العلماء المراجع والمفكرين الاسلاميين المعاصرين.
                                ان الموقعية التي وصل اليها الشهيد الصدر(قده) بين المراجع والمفكرين بلغت المرتبة السامية في ميزان التقديروالاعتبار، لانه(قده) تمتع بنبوغ متالق، وهمة عالية، وعزيمة ماضية، ورغبة جامحة لا تعرف معها الملل، ولا يعترف بالصعوبات، بدليل انه كان يملا فراغ ست عشرة ساعة من الوقت مكبا على الافادة بقلمه مؤلفا، ومنبره مدرسا، ومدرسة منزله مربيا، وعلى الاستفادة بالمطالعات الموسوعية المتنوعة من اجل الالمام والاحاطة بكل ما تحتاجه الساحة الفكرية وعلى نطاق واسع، الامر الذي مكنه من اغناء المكتبة العربية والاسلامية بمؤلفاته القيمة المتنوعة المعهودة.
                                كما زود الاسلام والمسلمين، بل والمجتمع العام، بعلماء اجلاء، ومدرسين فضلاء، ومجاهدين مضحين في سبيل القضية العادلة التي جاهد من اجلها، واستشهد في سبيلها.
                                اجل، ان مجموع هذه المزايا والخصوصيات التي تجمعت في شخصيته متاثرا بعامل الوراثة، فهو من اسرة علمية قيل في حقها: لا يوجد فيها عالم من علمائها الاجلاء الا وهو مرجع عام يقود الامة، او مجتهد مجاهد في سبيل نصرة الحق في مختلف المجالات. واذا اضيف الى عامل الوراثة الفاعلة عامل التربية الواعية الموجهة، فذلك نور الى نور. وحيث كان محققا ومحلقا في جميع العلوم والفنون العلمية المعهودة، والعصرية المنشودة، فقد ملك اعجاب جميع الطبقات والفئات وتقديرها، فالفقهاء يقدرونه لعمقه الفقهي، والاصوليون لدقته واحاطته الاصولية، والفلاسفة لنضج فلسفته،ورجال الاقتصاد لبلوغه قمة النجاح في اقتصاده، وهكذا وعلى مثلها فقس ما سواها.


                                كيف تقومون منهج الشهيد الصدر في البحث الفقهي والاصولي؟ وما الذي يمتاز به هذا المنهج من خصائص؟



                                قد عرف منهجه، في هذين البحثين، مما اشرت اليه خلال الاجابة عن السؤالين السابقين. وللتفصيل اقول: لقد تميز في ذلك، وفي سائر العلوم التي كتب فيها، او درسها، بعمق النظر ودقة الفكر، ليبرز البحث العلمي باسلوب عميق ومستوعب لما يناسب ان يذكر فيه من الخصوصيات الدقيقة. كما تميز ايضا بمحاولة التجديد في اي بحث من الابحاث التي تطرق لها تدريسا او تاليفا. وبرز ذلك باسلوب العرض المفصل والترتيب الفني الذي راعاه بين موضوعات البحث مع اختيار بعض المصطلحات العصرية التي تلقي الضوء على المضمون المقصود بيانه للقارى والمجتمع، وذلك مثل اصطلاح «العناصر المشتركة» الذي اطلقه على القواعد الاصولية التي يمكن الاستفادة منها في كل باب من ابواب الفقه.واكد الاصطلاح المذكور باطلاق عنوان: «منطق الفقه» على علم الاصول بالوجه المذكور نفسه، لاطلاق اصطلاح العناصر المشتركة على القواعد الاصولية، وهو تطبيق قواعده والاستفادة منها في كل باب من الابواب الفقهية، كمايستفاد من علم المنطق بوجه عام في جميع العلوم والفنون.
                                ويتضح ما ذكرته للاجابة على هذا السؤال الثالث بمطالعة حلقاته الاصولية، حيث تميزت من غيرها من كتب الاصول بالخصوصيات المشار اليها، مع تحرره من الاسلوب التقليدي المعهود المتبع من جهة ترتيب الابحاث والموضوعات،ومن حيث الاسلوب البياني الدارج لدى الكثيرين.

                                ما هي ابرز آراء الشهيد الصدر الفقهية والاصولية التي تميز بها، او اضاف فيها جديدا الى نظريات من سبقه من الفقهاءوالاصوليين؟

                                ان الاراء الفقهية والاصولية التي تميز بها الشهيد (قده)، من غيره من الفقهاء والاصوليين، كثيرة بحكم رغبته في التجديدودقة نظره التي توحي له غالبا بالاراء الجديدة المفيدة، وساقتصر على ذكر مثالين من آرائه الجديدة في علم الاصول التي خالف فيها المشهور:

                                الاول: اعتماده، في حجية الاجماع، على نظرية حساب الاحتمالات التي تحرر بها من عامل الكم الذي يفهم اعتباره من كلمات الكثيرين المفسرين للاجماع، وقد استطاع ببركة تطبيقه النظرية المذكورة ان يتحلل من هذا العامل ويرى ان لاموضوعية له، ويرى ان الميزان في حجيته هو كل ما تؤدي ملاحظته الى حصول العلم او الاطمئنان الملحق به بمطابقة مضمون الاجماع للواقع وان الحكم الذي قام عليه صادر من الشارع.
                                والمثال الثاني: انكاره للبراءة العقلية المعتمدة على نظرية قبح العقاب بلا بيان. وقد اخذ المشهور بهذه النظرية، وبنى عليها البراءة العقلية في كل مورد لا يوجد فيه بيان من قبل الشارع على الحكم الشرعي. ولا يخفى ان البراءة العقلية انمايحتاج اليها في المورد الذي لا تجري فيه البراءة الشرعية المستفادة من الكتاب الكريم، مثل قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، او من السنة المطهرة، واوضح مصاديقها حديث الرفع المشهور، وذلك لانه بعد صدور المؤمن الشرعي من العقاب لا يبقى هناك شك واحتمال، محصوله حتى يحتاج الى ما ينفيه. وبالاعتبار المذكور تكون البراءة الشرعية حاكمة على البراءة العقلية لرفعها لموضوعها، وهو الشك واحتمال العقاب تعبدا.
                                وحاصل الوجه الذي اعتمده الشهيد لانكاره البراءة العقلية، رغم ذهاب المشهور اليها وعملهم بها، هو ان تطبيق قاعدة قبح العقاب بلا بيان انما يصح بالنسبة الى المولى العرفي باعتبار ان حق الطاعة الثابت له على عبده وبموجبه وجبت عليه تاديته، وحرمت مخالفته، انما ثبت له عليه ببناء العقلاء وجريان سيرتهم على ثبوت هذا الحق للمولى على عبده.وبعد التامل وملاحظة ان العقلاء لا يعطون للمولى هذا الحق الا في المورد الذي يحصل للعبد العلم او الاطمئنان آبتوجيه التكليف اليه من قبل المولى وفي ما عداه من الموارد التي لا يحصل له فيها الا الظن او الشك بتوجه هذاالتكليف نحوه فلا يحكمون بثبوت حق الطاعة له على عبده لقاعدة قبح العقاب بلا بيان.
                                واما المولى الحقيقي، وهو اللّه سبحانه المالك لكل كيان العبد المادي والمعنوي، فلا مجال لتطبيق القاعدة العقلية المذكورة بالنسبة اليه، وذلك لان حق الطاعة الثابت له على عبده بحكم العقل السليم والعقلاء الحكماء، لا يختص ثبوته له عليه بخصوص مورد العلم، بل يشمل حتى مورد الظن والشك، لان اللّه سبحانه مالك لكل طاقاته المادية والمعنوية،ولا يجوز له ان يصرف او يتصرف بها في اي مورد من الموارد بالفعل والاقدام او الترك والاحجام الا مع اقران رضاالمولى بذلك. وحيث لا يحرز رضاه بالترك في مورد الشبهة الوجوبية ولا بالفعل في مورد الشبهة التحريمية، فلا بد له من الاحتياط بفعل جميع الافراد والاطراف في مورد الشبهة الاولى، وبتركها في مورد الثانية لان ذلك هو الذي يحرزرضا المولى به من دون سواه من التصر فات كما هو واضح.

                                يتبع........

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X