إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دور حزب الدعوة (فرع لندن ) في التمهيد للاحتلال الامريكي للعراق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    قال متنطعا وعباله جايب الذيب من ياخته....

    المشاركة الأصلية بواسطة المواطن
    لا بأس برفع خبر يؤكد موقف المالكي وتنصل مجلس الرئاسة في موقف آخر كسابقه



    الجيران ـ بغداد ـ من تداعيات التفجيرات في يوم ( الأربعاء الدامي ) طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مجلس الرئاسة العراقي المصادقة على أحكام الأعدام الصادرة بحق علي حسن المجيد وسلطان هاشم والقادة البعثيين المحكومين بالأعدام .

    وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أبدى أمس، استغرابه من احتضان دول “لإرهابيين وقتلة”، وذلك غداة مطالبة بغداد دمشق بتسليمها قياديين عراقيين في حزب البعث متهمين بتفجيرات دامية الأربعاء الماضي، فيما طالب المالكي ايضا مجلس الرئاسة العراقي المصادقة على أحكام إعدام علي حسن المجيد الملقب بالكيماوي وسلطان هاشم، مؤكداً أن الأحكام متوقفة عن التنفيذ،ويجب المصادقة عليها لتنفيذها داعياً لإعدام منفذي تفجيرات الأربعاء الدامي في مكان الانفجار، مؤكدا أن هناك من استغلها لتصفية الحسابات.

    فاتيناه ....بما الجم فاه ......



    فراح يرعد ويزبد ....واما الزبد فيذهب جفاء !!!



    ناتي الان الى تخرصاته البيروتية مدفوعة الثمن لنعيدها الى نحره...

    نعم لم يوقع على مصادقة حكم جميع المجرمين وعليه لايمكن تجزئة القرار لكن أنتم شفهمكم جهلة
    وانا اقر بجهلي في الامور القانونية فلست قانونيا ولاخبيرا بالقانون...


    عليه....نرجع لاهل الخبرة....



    ينفع طارق حرب..؟؟؟؟



    طبعا ينفع غصبا على انف الضال المضل وقطيعه !!

    تعليق


    • #32
      نعم لم يوقع على مصادقة حكم جميع المجرمين وعليه لايمكن تجزئة القرار لكن أنتم شفهمكم جهلة
      اذا فان الخبير البيروتي يدعي ....


      اولا - ان مجلس الرئاسة لم يوقع على احكام جميع المجرمين...

      ثانيا - لايمكن تجزئة القرار....

      ثالثا-اننا جهلة .....وهذا يفترض انه ...خبير !!!


      وسنتطرق لهذه الامور حسب التسلسل ...وبالتفصيل !!


      اولا - ان مجلس الرئاسة لم يوقع على احكام جميع المجرمين...
      وهذا كلام بلا دليل....

      وضع له شاهدا يقول..

      وكان طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية قد صرح اثناء زيارته للموصل ولقائه بشيوخ العشائر والشخصيات العربية غرب المدينة، انه لن يوقع على إعدام سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الأسبق، وقال «لن أوقع على اعدام سلطان وهذا عهد قطعته على نفسي».

      لكن التصديق يتم بتوقيع الرئيس او احد نائبيه...

      ان تنفيذ أحكام الاعدام يجب أن يصادق عليها بقرار من الرئيس أو أحد نائبيه.
      http://www.alsabaah.com/paper.php?so...page&sid=57799

      وبالتاكيد فان الطالباني لن يوقع اعدام اي مجرم!

      ولن يوقع الهاشمي على اعدام سلطان !!

      كما رأى الطالباني والهاشمي أنه لايجوز إعدام ضباط الجيش السابق، لأنهم كانوا يؤدون واجبهم العسكري... وينفذون أوامر صادرة من (صدام)، ولم يكن بامكانهم عدم تنفيذها.
      لكن بالنتيجة....فان تصريح طارق الهاشمي واضح تماما....


      "مجلس الرئاسة صادق على جميع قرارات الاعدام التي صدرت من المحاكم المختصة، وبعض الاحكام تمت المصادقة عليها منذ اكثر من سنة".وتابع نائب رئيس الجمهورية: ان "الجهات التنفيذية في وزارة العدل هي التي تتأخر في تنفيذ القرارات، ولا يوجد أي قرار معطل يتعلق بالمصادقة على الاعدام لدى الرئاسة لحد الان".
      http://www.iraq4allnews.dk/new/ShowN...cat=6&id=28125



      وهذا معناه ان من لم يوقع عليه الهاشمي وقعه عادل عبد المهدي !!!


      اذا فان هذا العذر باطل تماما !!!

      تعليق


      • #33
        ثانيا - لايمكن تجزئة القرار....
        وهذا كذب.....اولا

        ومردود ثانيا....لانه ثبت ان كل الاحكام مصادق عليها ولايوجد حكم واحد لدى هيئة الرئاسة بحاجة الى تصديق !!!


        نرجع لمسالة تفنيد هذا العذر ...

        ثانيا - لايمكن تجزئة القرار....
        نرجع لاهل الخبرة ....

        مو لاهل الخضرة !!

        في غضون ذلك، قال الخبير القانوني طارق حرب في تعقيب على ما اشيع عن تصديق مجلس الرئاسة على قرار حكم الإعدام الصادر بعلي حسن المجيد: إن إصدار تصديق من الرئاسة على الحكم بحق شخص واحد دون آخرين هو أمر طبيعي وقانوني، وأنه يجوز تنفيذ الحكم خلال شهر من التصديق كحد أقصى وفقا للقانون.

        واضاف حرب في تصريح صحفي أنه يجوز أن ينفذ حكم الإعدام بحق المدان علي حسن المجيد بعد ساعات من التصديق على الحكم، أو خلال شهر كحد أقصى وفقا للمادة (27) من قانون المحكمة الجنائية العليا.

        وعما اذا كانت المصادقة على مدان واحد دون المدانين الآخرين يشكل خرقا قانونيا، قال حرب: لا مانع إطلاقا من المصادقة على مدان واحد، وتتم المصادقة على الآخرين تباعا، لاسيما ان المدانين الآخرين مازالا يحاكمان بقضايا أخرى منها قضية الانتفاضة الشعبانية والتي قد يحكم فيها عليهما بالاعدام
        http://www.alsabaah.com/paper.php?so...page&sid=57799

        وبهذه الافادة من الخبير القانوني طارق حرب نقول...

        هذه بضاعتكم...
        أنتم شفهمكم جهلة
        ردت اليكم....مع باقة جت....

        تعليق


        • #34
          اذا فان قوله

          صادق على علي كيمياوي فقط ورفض المصادقة على سلطان هاشم ومحمد التكريتي وهذا مايجعل المصادقة غير تامة دستوريا
          مجرد تهريج فارغ !!

          نتحداه ان يتحدى طارق حرب ويثبت انه....شمفهمة هذا الجاهل !!




          والان مع باقي التهريج والسوقية البيروتية....


          المالكي سلطة تنفيذية ولايمكن أن ينفذ حكم الإعدام بشخص واحد دون البقية
          كذب وعيب والله...

          شنو يعني سلطة تنفيذية ؟

          يعني ينفذ القوانين والقرارات...!!!

          وان تنفيذ حكم الإعدام والإجراءات الخاصة بذلك هو من اختصاص وزارة العدل المرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، وان مجلس رئاسة الجمهورية مارس دوره الدستوري بإصدار المرسوم الجمهوري الخاص بالتنفيذ استناداً لأحكام المادة (73/سابعا) من الدستور". وهذا التوضيح يشير بكل وضوح وصراحة الى ان الكرة منذ اكثر من عام ونصف العام هي في ملعب السيد رئيس الوزراء

          http://www.no-ba3th.com/news.php?action=view&id=387


          وقبل حوالي شهرين، صرح النائب الثاني لرئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي بأن مجلس الرئاسة صادق على احكام اعدام علي كيمياوي والمدانين الاخرين معه، لكن وزارة العدل لم تنفذ احكام الاعدام، وبقيت تماطل دون سبب واضح، وحينما وجهت تساؤلات الى وزارة العدل ردت بأنها لايمكن ان تنفذ احكام الاعدام دون صدور اوامر رسمية من السيد رئيس الوزراء



          وتابع المصدر ان "رئيس الوزراء نوري المالكي لم يحدد موعد الاعدام بعد" مشيرا الى ضرورة تنفيذ الحكم خلال مدة ثلاثين يوما من المصادقة عليه. وقال "لقد بدا العد العكسي منذ يومين".

          من جهته قال رئيس الهيئة القانونية الثقافية المحامي طارق حرب "بعد ان صدر تصديق حكم الاعدام بات من الممكن ان يتم تنفيذ الحكم خلال ساعات كما من الممكن ان يتاخر الى موعد اقصاه ثلاثين يوما من تاريخ المصادقة".



          من جانبها، رحبت وزيرة الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان امس، بقرار مجلس الرئاسة في المصادقة على تنفيذ حكم الإعدام ضد علي حسن المجيد، مطالبة الحكومة بالاسراع في تنفيذ الحكم.وقالت جنار سعيد عبد الله في تصريح صحفي: إن امر المصادقة يعد خطوة جيدة في اثبات شرعية المحكمة التي أقرت الحكم. وأضافت عبد الله: "نطالب الحكومة المركزية بالاسراع بتنفيذ قرار حكم الاعدام الصادر بعلي حسن المجيد، ونتمنى ان لا يتأخر قرار التنفيذ".وأوضحت الوزيرة ان وزارتها قدمت في المدة الماضية مذكرة للحكومة لمعرفة سبب تأخر تنفيذ حكم الاعدام بحق المجيد، فأجابتنا بوجود مشكلة مع قوات التحالف الذين يرفضون التنفيذ، اضافة إلى ان كل طرف يتهم الآخر
          http://www.alsabaah.com/paper.php?so...page&sid=57799

          وهذا مااشرت اليه وكعادته ادعى انه خبير كالبيروتي فثبت ضحالة الجميع...

          وقبل اشهر تسلمت الحكومة العراقية كل المدانين بموجب الاتفاقية الامنية....
          شنو الفائدة إستلمتهم والمصادقة غير تامة
          و


          اي ان القوات الامريكية ليست لها الان اية ولاية على اي سجين او مدان !!!
          وهذا أمر لم نتطرق إليه فلاتكثر من التهريج
          والحقيقة انه قد تم التطرق اليه ....

          وكان اول الامر عذرا للزنيم المالكي وزبانيته ودباغه ....

          كما تبين اعلاه من قول الوزيرة !

          اذا فان استلام الولاية القانونية على المدانين والسجناء تنفي هذا العذر....!!!!!



          وبعدين لاتستعجل على المالكي فمؤكد أنه سيفاجي الجميع وينفذ حكم الإعدام حتى لو مامصادقين عليه
          مال مامصادقين عليه....عيب حيل !!

          ولكن بما انك بيروتي فانت لاتعرف هذه المفردة !!

          اما يفاجىء !!!


          صدقني انت ومالكيك واهمون !!


          ان كل هذا التأخير يثير تساؤلات، ودفع تنفيذ الاعدام الى ما قبل موعد الانتخابات البرلمانية، يمكن ان يترك انطباعا بأن دولة رئيس الوزراء يريد استغلال هذه القضية لاغراض انتخابية ليزيد من رصيده الشعبي وفرصه في الفوز

          http://www.no-ba3th.com/news.php?action=view&id=387




          فالقضية كما قلت سابقا....

          يراد لاعدام كيمياوي ان يكون ورقة انتخابية ورصيد للمالكي كما رتبوا اعدام صدام من قبل !!!

          تعليق


          • #35
            احد مسؤولي الحزب الحاكم ومسؤول المتابعة تحديدا عضو هنا !!


            اسمه متابع كربلائي !!


            وبما لديه من تفاصيل ومعلومات في كل مكان يخص المالكي وحزبه ورئاسة الوزراء ولواء بغداد عرفت انه ذو موقع مهم وحساس في بغداد...


            حاول ان يجد في رسالة الاعرجي اعلاه عذرا ليضع عبء ومسؤولية عدم تنفيذ الاحكام على عاتقه...


            http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=126905

            هاء الاعرجي وراء إيقاف تنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين القتلة


            في الوقت الذي يطلق فيه سراح مدان بالاعدام 17 مرة....!!!

            لاجل المصالحة (الوطنية)!!

            كما تم اطلاق سراح الرهينة البريطاني من قبل جماعة قيس الخزعلي وسلام المالكي..

            لاجل المصالحة (الوطنية)كما يقول الدباغ !!

            واطلاق سراح قيس الخزعلي !!

            تعليق


            • #36
              ونبقى مع اكاذيب ودجل بيروتي....

              هل تعلم أن شبكة الإعلام العراقي هي حصة المجلس الأعمى وطبعا صحيفة الصباح تابعة لها
              هذي الفقرة الترفيهية للموضوع ....!!!


              خلي الشباب يتونسون خاف ضاجوا من اكاذيبك !!

              تعليق


              • #37
                عموما


                http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?p=1431895
                هذا الموضوع اولى بنكتة صحيفة الصباح !!


                مع انها لم تات بشيء جديد حتى تقول ماقلت !!

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة المواطن

                  وليدي عبد العزيز دائما يلفظ هذه الكلمة عندما كان يتاجر بقضية الشهداء والسجناء وكذلك بقية منافقي المجلس الأعمى وحزب الدعوة فهل كانوا حاضرين أيضا في الإجتماع الأخير
                  بصراحة أنت تسيء لرموزك أكثر مما أسيء لهم أنا



                  حيرتني ولك شنو أنته أخلاقك مطاطية مرة تتكلم عن الأخلاق وسرعان ماتقع في هاوية الإنحطاط والرذيلة على كل أنا أعرف جيدا كيف أعتامل مع أمثالك الصراصير
                  على راسي والله بس انت دواه هذا مخترع الاكاذيب

                  تعليق


                  • #39
                    ها خوية شيعي من الهندية....

                    شنو القضية..؟؟؟


                    طابتلك اخلاق الصراصير.. نزلت على الجرح..؟؟؟؟؟

                    تعليق


                    • #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة المواطن


                      نعم لم يوقع على مصادقة حكم جميع المجرمين وعليه لايمكن تجزئة القرار لكن أنتم شفهمكم جهلة



                      اعلم ان للعضو المواطن...معرف اخر !!

                      فحبذا لو يخبرنا بعد تفنيد تخرصاته اعلاه....


                      ويعرفنا....من هم الجهلة !!

                      تعليق


                      • #41
                        ماذا سيقول محاورنا الان..؟؟؟؟


                        هل زالت اعذار المالكي فنفذ الحكم بكيمياوي...؟؟؟؟

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
                          الحاضر غرس الماضي والمستقبل جني الحاضر .

                          بعد الانطلاق الامريكي في مشروع العولمة وتسيدها للموقف الدولي في بداية عقد التسعينيات من القرن المنصرم , كان العراق أول وأهم المشاريع التي باشرت بها عهد الامبراطورية الجديدة والتي من خلاله ( أي العراق ) جعلت العالم يدخل مرحلة الطاعة الامريكية حتى لايحل بهم الغضب المدعوم بالة حربية جبارة وقرارات أمم متحدة مفصلة ودولارات تغري ضعاف النفوس , فكل من كان ينوي التمرد كان يضع صورة العراق في مخيلته لتكون له رادعا وواعظا.فقد جعلت من العراق وعلى مدى أكثر من عقد حافل بالكثير من الماسي والويلات وعبرة لكل من يعتبر .

                          جزء من هذه القصة الكبيرة والتي تمتد لسنوات كثيرة مضت أيضا يبتدأ مجازا بعد خروج من تبقى من الجيش العراقي من الكويت عام 91 مدحورا في كارثة معاصرة قياسية, أصبح فيها الجيش العراقي أضحوكة تتناقلها ألسنة المتندرين , فقد كان مستشاروا صدام السياسيين يملكون من المؤهلات العلمية و والشخصية ما لايملكه نظرائهم في البلدان الاخرى .فقد كان طاقمه الذي يعكس خلاصة وجوده مكونا من بائعا للثلج ونائب ضابط وسائق شاحنة عسكرية وعامل كهرباء فني !
                          بهؤلاء وبضباط يؤدون التحية العسكرية لصدام حتى في أحلامهم وكانوا أجبن من أن يفكروا في الثورة عليه في عقلهم الباطن خوفا ورعبا على أنفسهم وعلى ذراريهم في الاصلاب وجندي عراقي أنهكهته ثمان سنوات من حرب عبثية وأوضاع معيشية صعبة ونظام متسلط يعد عليه أنفاسه وأحلامه. هذا الجيش وهذا الصدام تورط في تلك الحرب بعد أن أستدرجته أمريكا والانظمة العروبية الخليجية والمصرية الى فخ الكويت التي قدمها أشقائها ككبش فداء لمجزر المصالح الامريكية .
                          نفس هذه الانظمة هي التي كانت قد دفعت صدام وأغرته بالجاه العريض والسؤدد والاموال أن هو حارب ايران وقضى على النظام الاسلامي الوليد هناك حيث مولت الته الحربية لثمان سنوات عجاف أحرقت البلدين المسلمين بأسم الدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية ووجهت الثقل العسكري العراقي بعيدا عن الكيان الصهيوني في حرب القادسية الجديدة .
                          لم تكن أيران في ذلك الوقت تمثل أي تهديد لاعراب الجزيرة وارض الكنانة ولكنها كانت واقعا جديدا مؤلما لما تبقى لهم من ضمير كساه الجليد واحراج لايستطيعون التعامل معه خصوصا مع المشاريع الكثيرة التي تريدهم الولايات المتحدة السير فيها وانجازها , خصوصا وأن السادات كان قد زار قبل وقت قصير اسرائيل , فكان من الافضل لهم وخدمة ايضا للاسياد ان يزول أو يضعف هذا النظام الجديد من خلال حرب ضروس تهده والعراق معا كي يتخلصوا ايضا من المزايدات القومية والشعارات الرنانة للبعثيين , فكانت الحرب بالنسبة للاعراب
                          الحجر الذهبي لالتقاط العصافير .
                          أنتهت تلك الحرب دون مستوى الطموحات العروبية والغربية معا وكان لابد من الاستمرار في ذلك المشروع الكبير , وأصبح العراق ضعيفا هشا لايمكنه الاستمرار في تلك اللعبة ضد أيران بل أصبح صدام وبعد فوات الاوان خطرا يهدد تلك الانظمة التي ورطته في حرب أكبر من حجمه ثم تخلت عنه وبدأت تغدر به وهكذا دخل صدام الكويت في محاولة للهروب للامام للتخلص من الواقع الكارثي الذي كان قد حل به و يعيشه العراق.
                          كان لمملكة ال سعود الدور الاكبر كعراب للخطة الامريكية الجديدة بالمنطقة .
                          فهذه المملكة أستقدمت القوات الامريكية الى الجزيرة بعد أيام قلائل من غزو صدام للكويت للاستعانة بها ضد بطل البوابة الشرقية وفارسها !
                          و بقيت تلك القوات هناك لاكثر من عقد بعد طرد الجيش الغازي في رحاب ضيافة مملكة الحرمين , والتي عملت على حلب منطقة الخليج وأستنزاف ثرواتها وخيراتها بحجة الخطر الصدامي حتى نشف ضرع الخليج الغني وتيبست أوصاله وأصبحت الكثير من دوله تعاني من العجز الاقتصادي والافلاس وانهارت اسعار البترول حتى أصبحت لاتغطي كلفة استخراجه بالاضافة الى حصار الشعب العراقي حصارا مميتا أهلك الحرث والنسل .
                          بعد هذه الحرب ( لعبة الكويت ) وأندحار قوات صدام كان الجو مهيأ لسقوط نظامه وزوال كابوسه عن العراق .ولم يفوت الشعب العراقي هذه الفرصة السانحة حيث أنتفض في الجنوب والشمال لازاحة هذا النظام الارعن الذي جر الويلات والكوارث على العراق بحربين مدمرتين أتت على كل شئ ودمرت بنيته التحتية وحولته الى بلد فقير يعيش شعبه حياة الذل والمسكنة خدمة لاعراب الخليج وأسيادهم والامجاد الصدامية .

                          لكن المخطط الامريكي للمنطقة والعالم كان أبعد ما يكون من التخلص من هذا النظام بهذه السرعة وهذه البساطة ,بل لازال بالامكان الاستفادة منه ولم تحترق ورقته بالكامل, بل قدر للمنطقة مخطط طويل النفس وبعيد الاهداف والغايات .
                          لهذا لمس الشعب العراقي دور القوات الامريكية التي ساندت ووقفت مع ما تبقى من فلول جيش صدام وحرس جمهوره الخائب لسحق وقتل الشعب بكل وحشية وقسوة ونذالة لقمع أنتفاضته وأجهاضها, حيث دمرت المدن على رؤوس أصحابها مستعملا الدبابات والمدفعية وصواريخ سكود والطائرات المروحية لسحق المنتفضين و لم تنسحب القوات الامريكية من العراق الى دول الاعراب المجاورة الا بعد أن أطمأنت لزوال الخطر عن النظام الصدامي وبعد ان قتل ما لايقل عن ربع مليون مدني وهروب أكثر من مليوني عراقي الى دول الجوار , حيث لجأ الاعم الاغلب للجارة ايران وقسم الى مملكة الارهاب فضلا عن الاعداد الكبيرة من الجنود التي سلمت نفسها طواعية لقوات التحالف كي لاتكون أداة بيد صدام لقتل الناس الابرياء .
                          وخلال ثلاثة عشر عاما من الحصار لم يكن صدام المستهدف بل كان ثقله موجها للانسان العراقي والمواطن البسيط , حصارا أستهدف قوت ودواء وعقيدة ومستقبل العراقي وأطفاله . و كان النظام فرحا بهذه النتيجة , فالاقزام من هذا النوع لايفكرون الا بذواتهم الحقيرة , فلم يكن صدام يحلم بأنه سوف يبقى حاكما على العراق بعد هذه الكارثة العظمى التي حلت بالبلد بسببه ودمرته وكان على أستعداد هذه المرة أن يؤدي كل الادوار المطلوبة منه وهو معصب العينين لايناقش ولايشاكس ولايماكس , أما العنتريات والبطولات الزائفة التي يسربها اعلامه والمواقف الامريكية منه في تلك الفترة فهي لاستكمال اللعبة واتقانها واخراجها لمزيد من الاستغفال والضحك على الذقون بعلمه أو دون علمه , بل كان شريكا لهم بكل الجرائم التي أستهدفت الشعب في تلك الفترة , فمن أبسطها أنه كان يحرم الشعب من الدواء ويتخلص منه بحرقه وأتلافه ( خصوصا دواء الاطفال ) وكان يعرض جثث الاطفال في جنائز جماعية متباكيا على شاشات التلفاز من اثار الحصار على الشعب !.
                          ( لهذا رأينا كيف أخرجوه حقيرا مهانا من حفرة أختبأ بها كالفئران في الغزو الاخير بعد أن أنتهت صلاحيته وصلاحياته فهذا هو صدام الحقيقي ).
                          الى هنا بدأ فصل جديد في حياة العراق والشرق الاوسط والعالم , فصل كانت 90 بالمئة من أوراقه بيد أمريكا وأصبحت حتى بعض الانظمة المتزنة في مشارق الارض ومغاربها خائفة مرتعبة من الغضب الامريكي , وأصبحت العلاقات العربية العربية في وضع لاتحسد عليه تعاني في ردهات العناية المركزة على وشك الموت النهائي, وهكذا صفيت القضية الفلسطينية على عجل وأرجع عرفات الى غزة وأريحا !
                          في سني الحصار تلك عملت المملكة العربية السعودية يدا بيد مع الامريكان بل عملت كتابع مطيع لسيده ومولاه . فالعالم بعد تحرير الكويت في عام 91 يفرق كثيرا عما سبقه , فاليوم النظام الشيوعي قد قبر وعادت ألمانيا الشرقية الى حظن الغربية وأنتفضت أوربا الشرقية وتحولت الى الرأسمالية والى أحضان الناتو وأستهدفت روسيا في عقر دارها وماجاورها ووصل الشرر أيضا الى حلفائها في البلقان .

                          ما يهمنا هنا هو ما تعرض له العراق خلال الحصار الامريكي وتهيأته للغزو اللاحق عام 2003 .

                          أمريكا تعلم أن العراق بلد مسلم وغالبية سكان الجنوب ينتمون للمذهب الجعفري وتربطهم روابط كبيرة بالشعب الايراني , روابط دينية وتاريخية وثقافية وحتى نسبية في كثير من الحالات , والعلاقة بين الشعبين علاقة جوار تمتد لالاف السنين ولايمكن أن تحل أمريكا بينهما في ليلة وضحاها خصوصا اذا علمنا أن أمريكا أنما تأتي باسم الحرية للشعب العراقي وتخليصه من الطغيان ومن ثم البقاء فيه ( بقاء قواعد عسكرية ) .فكان لابد من خطة ذكية طموح تعد على نار هادئة بنفس طويل لاجل اعداد العراق وشعبه لتقبل الاحتلال والوجود الامريكي بل والتعاون معه لفترة طويلة !
                          وهي تعلم مدى حساسية هذه المنطقة والتي من الممكن مع أي أخطاء ترتكبها تتحول الى بؤرة قوية جدا تهدد الوجود الامريكي والصهيوني في المنطقة , فأيران التي أستطاعت بنجاح أن تدعم حزب الله وتحوله الى قوة اقليمية يحسب لها الف حساب رغم بعد المسافة وقلة عدد شيعته مقارنة بقرب العراق وكثرة اعداد شيعته , بل أن ايران وصلت مساعداتها لقلب غزة المحاصرة عربيا وصهيونيا وحتى فلسطينيا وتمكنت من التأثير الفاعل فيه !
                          فكان لابد أولا من دق أسفين كبير بين شيعة العراق وشيعة ايران وهذه كانت من اهم وأخطر المهمات التي سعت وتسعى لها أمريكا وقد هيأت لهذا الامر الكثير من الشخصيات التي تدعي التشيع (كوادر حزب الدعوة تنظيم لندن ) وعلى مستويات دينية وأكاديمية عليا وأحزاب ومؤسسات كثيرة ذات سمعة طيبة في أوساط عامة الناس التي لاتعرف تفاصيل الصورة الكاملة , لغرض التأثير في نفسية ونظرة الفرد البسيط لتشيعه وولاءاته ومرجعياته الدينية ومن ثم العمل على تغيير أولوياته وقناعاته الراسخة المتوارثة من قرون كثيرة , لتكون المقدمة لتوجيه الضربة القاصمة لخاصرة التشيع والقضاء عليه من خلال أن ينهي وجوده بصورة ذاتية سلسة لاتراق فيها الدماء بل تراق فيها الافكار والعقائد ثم القضاء على ايران وحزب الله .
                          فيمكن أن نعتبر العراق وجنوبه وشيعته خصوصا أصبحوا ساحة تجارب ومختبرا أمريكيا كبيرا , فهذا المختبر كان موجها للعراق بالدرجة الاساس ولباقي المنطقة أيضا !

                          ظنت أمريكا أن صدام قاد العراقيين مجبرين لحرب جارتهم ولكنها بأمكانها قيادتهم طائعين لهذا الامر !

                          ينقل لي صديق قبل لاجئا في امريكا عام 92 قادما من رفحاء في مملكة الارهاب وكان قد أستقبل من قبل عائلة امريكية مكونة من اب عراقي يحمل الجنسية الامريكية وأم ترتدي الحجاب من أصل يوناني , يقول هذا الشخص ولكونه غريبا وجديدا هناك ويتكلم بعض الانجليزية أنه سأل المرأة عن أتجاه القبلة , فكان جواب هذه المستسلمة , أن قبلة السيد الخوئي بهذا الاتجاه وقبلة السيد الخميني بهذا الاتجاه !!!
                          يقول حينها أدركت وأستشعرت بعض الخطر الذي تعده لنا هذه الامريكا ورعاياها , فليست هناك قبلتان بل قبلة
                          واحدة انما المغزى من هذا الجواب هو لمعرفة رد فعلي خصوصا وأن نظراتها كانت تطاردني لمعرفة ما يجول بخاطري !

                          أمريكا وريثة الامبراطورية الانجليزية وهي تدرك عظم وخطورة موقع المرجعية في البناء الشيعي الهرمي القيادي بل أنها تدرك أن المرجعية بمثابة عمود الخيمة وهي رأس الامة وعقلها المفكر . وقد ركزت على هذا الامر كثيرا وكانت كالوسواس الخناس , حيث ركزت على مسألة الفقهاء الثوريين وفقهاء الحيض والنفاس مستفيدة من تجربة بعض أدعياء العمل الاسلامي في حربهم ضد المرجعية ( حزب الدعوة ) . بل لاأبالغ ان قلت أنهم كانوا أداة أمريكية غربية لهذا الامر بعد أن أغدقت عليهم الاموال وزفت لهم ملاذ الدنيا في دول المهجر فباعوا اخرتهم بثمن بخس دراهم معدودات .
                          وأيضا ركزت على مسألة المرجعية العربية والمرجعية الفارسية والمرجعية الامينة النزيهة والمرجعية التي كل همها الخمس والاموال !!!
                          وأيضا كان دور هذه النخبة المتشيعة لامريكا والغرب العمل على تشويه صورة النظام القائم في ايران واظهاره بمظهر النظام المنافق الميكافيلي الذي يسعى وراء مصالحه المادية مرتديا جلباب الدين .
                          وطبعت الكثير من الكتب لتوزع على الشباب والسذج وكان كتاب ما يسمى بمرجعية الميدان لعادل رؤوف خير دليل , بل طبعت أيضا كتب عقائدية كثيرة تناقش لتشكك بالكثير من مسلمات وموروثات الفكر الشيعي وخصوصياته ومنها كتاب لاياد الركابي لاأتذكر اسمه لكنه كان يناقش ما حدث في وقائع اليوم العاشر من محرم وكتاب (الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار ) وهذا كان كالنار على علم , والكثير من الكتب والمطبوعات بل حتى الاذاعات ودور النشر التي ترتدي الزي الشيعي لتضلل الناس وتفتك بتشيعهم .

                          وقد أختصرت لنا الولايات المتحدة مشكورة كل هذه الاشكاليات وخرجت لنا بمرجعية حركية عروبية تواكب العصر( مرجعية فضل الله ), مرجعية أمتلكت أمكانيات هائلة ماديا وكانت مدعومة من قبل ال سعود ايضا , مرجعية خرجت علينا بأفكار غريبة على التشيع والتدين , تعاليم دينية هينة لينة تغري الشباب وتعريهم ,مرجعية كان مقدرا لها عربيا أن تسحب البساط من تحت مرجعيات النجف وأيران ,
                          فكانت تركز وتستقطب الشباب لما يمثله من طاقة وحيوية في جسد المجتمع وما يمثله ايضا من مستقبل لهذه الامة,وطبعت كتب كثيرة تستقطب هذه الفئة خصوصا وكتاب دنيا الشباب خير دليل , فقد كانت تنوي السير به الى افاق مجهولة تفسد عليه دنياه واخرته , وقد أتضحت الصورة الان دون الحاجة للخوض في التفاصيل أكثر وقد فشل هذا المشروع فشلا كبيرا.

                          وقد عمل على نشر هذه المرجعية والترويج لها في امريكا والدول الغربية حزبا عراقيا يدعي الاسلام (حزب الدعوة )والكثير من اعضاءه اليوم يملكون صلاحيات كبيرة وخطيرة في قيادة العراق وحكمه !
                          كان هذا الحزب ولايزال يتخذ من المتمرجع الحركي الشبابي مرجعا له بل أن هناك معممين في البرلمان العراقي ( علي العلاق )عملوا كوكلاء لهذا المتمرجع في الدول الاسكندنافية , وأظنكم قد سمعتم بفضيحة هذا المعمم البرلماني العراقي الذي يستلم راتبا من وزارة الشؤون الدنماركية وهو يقبض ملايين الدنانير من الحكومة العراقية شهريا .

                          وفي العراق عمل صدام على نفس هذه الاهداف الامريكية وتقريبا بتفاصيل تشابه ما حدث خارج العراق من تركيزه ودعمه للمرجعية العربية وتوهينه ومحاربته لباقي المرجعيات الموجودة داخل البلد , حيث عمد الى وضع المراجع الاخرين قيد الاقامة الجبرية, بل وعمل ايضا على افراغ العراق من طلبة العلوم الدينية من غير العراقيين !
                          لكن الفارق هنا أن من أختاره صدام لهذا الدور كان يعرف حقيقة الامر والمخطط الكبير الذي يراد تمريره من خلاله ولكنه لم يكن ليساوم على دينه بل حاول العمل على أنتهاز هذه الفرصة للسير بالمشروع الى مصلحة غير المصلحة المرجوة أمريكيا فكان مصيره وولديه والكثير من أتباعه الشهادة .
                          فالحصار الظالم الذي تعرض له الشعب العراقي وخصوصا شيعة الجنوب كان وحشيا لدرجة أن الكثير قد فقد معه عقله وقسم قد تخلى عن كثير من عاداته وقيمه ومبادئه لاطعام أفراد اسرته والبعض قرر أنهاء حياته وأسرته فلاطاقة له على تحمل الحياة بهذه الصورة البشعة , وكان سعيد الحظ من ينجو بنفسه ويهجر العراق حيث لاعودة لهذا البلد الذي كتب عليه الخراب والدمار والبؤس والشقاء .

                          حتى تفهم عزيزي القارئ الكريم ما أتكلم عنه , أن الموظف العراقي في تلك الايام كان راتبه لايتجاوز الدولارين شهريا وهي لاتكفيه مصروفا الا اياما قلائل !!!
                          وقد وصل الاستهتار السلطوي والفساد في أجهزة الدولة ولجلاوزة صدام الى درجة يصعب معها التصديق .فكان الموسرين ماديا في العراق يمكنهم فعل اي شئ من رشوتهم للنخب الحاكمة حتى وصل الامر أن الجلاوزة كانوا يعدمون البعض بدلا عن البعض الاخر مقابل مبالغ من المال . وظهرت جرائم في المجتمع جديدة طارئة عليه يقشعر لها البدن فكانت على سبيل المثال هناك عصابات تخطف الصبية والاطفال لغرض سرقة أعضائهم وبيعها والتخلص من الجثث أما أساليب النصب والسرقةوالرشوة فقد وصلت الى درجات خطيرة.
                          أرادت أمريكا بحصارها ذاك أن يفقد هذا الشعب كل علاقة ووشائج مع الدين والاخلاق والقيم والمبادئ ويتحول الى مخلوق امريكي غربي تافه همه من دنياه علفه . وهي بهذا تضمن أن يكون مرحبا بها أن هي أذاقته بعض حلاوة الدنيا بعد المرارة الكبيرة والعلقم الذي تجرعه ويكون خادما مطيعا لها لانجاز مشروعها الكبير لما تسميه بالشرق الاوسط الكبير الذي يكون بديلا عن الانظمة القائمة والكيانات التي عفا عليها الزمن ولم تعد مجدية الا كونها عبأ على مولاها حيث لعب عامل الزمن بها من شيخوخة وترهل وسواد صفحات لايمكن تجميلها !.

                          وعملت أيضا على نشر الامية والتخلف بالعراق كنتيجة حتمية لذلك الحصار, حيث تسرب الكثير من الابناء من المدارس في سن مبكرة للشوارع بحثا عن العمل والقوت وتحول الشعب الى شعب أمي وهناك اليوم الكثير من الشباب وبأعداد كبيرة لايعرف القراءة والكتابة ويكونون فرائس سهلة الاصطياد لكل داعية ضلال وفتنة وصاحب ضمير ميت .

                          تلك يمكن أن نقول أنها كانت الخطة ألف للعراق والمنطقة , والمعروف عن أمريكا أنها تعد خططا كثيرة في ذات الوقت , فأذا فشلت أحداها فهي سرعان ما تباشر العمل في الخطة الاخرى مع الابقاء على بعض الامل في نجاح الاولى , فهي لاتعرف اليأس ولا الملل ولا الكلل , .

                          انصح جميع الاخوة بقراءة الخطة الف هذه !

                          لاسيما ونحن مقبلون على تنفيذ الجزء التالي منها بعد نجاح الجزء الاول!


                          شكرا لصاحب الموضوع!!

                          تعليق


                          • #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
                            الحاضر غرس الماضي والمستقبل جني الحاضر .

                            بعد الانطلاق الامريكي في مشروع العولمة وتسيدها للموقف الدولي في بداية عقد التسعينيات من القرن المنصرم , كان العراق أول وأهم المشاريع التي باشرت بها عهد الامبراطورية الجديدة والتي من خلاله ( أي العراق ) جعلت العالم يدخل مرحلة الطاعة الامريكية حتى لايحل بهم الغضب المدعوم بالة حربية جبارة وقرارات أمم متحدة مفصلة ودولارات تغري ضعاف النفوس , فكل من كان ينوي التمرد كان يضع صورة العراق في مخيلته لتكون له رادعا وواعظا.فقد جعلت من العراق وعلى مدى أكثر من عقد حافل بالكثير من الماسي والويلات وعبرة لكل من يعتبر .

                            جزء من هذه القصة الكبيرة والتي تمتد لسنوات كثيرة مضت أيضا يبتدأ مجازا بعد خروج من تبقى من الجيش العراقي من الكويت عام 91 مدحورا في كارثة معاصرة قياسية, أصبح فيها الجيش العراقي أضحوكة تتناقلها ألسنة المتندرين , فقد كان مستشاروا صدام السياسيين يملكون من المؤهلات العلمية و والشخصية ما لايملكه نظرائهم في البلدان الاخرى .فقد كان طاقمه الذي يعكس خلاصة وجوده مكونا من بائعا للثلج ونائب ضابط وسائق شاحنة عسكرية وعامل كهرباء فني !
                            بهؤلاء وبضباط يؤدون التحية العسكرية لصدام حتى في أحلامهم وكانوا أجبن من أن يفكروا في الثورة عليه في عقلهم الباطن خوفا ورعبا على أنفسهم وعلى ذراريهم في الاصلاب وجندي عراقي أنهكهته ثمان سنوات من حرب عبثية وأوضاع معيشية صعبة ونظام متسلط يعد عليه أنفاسه وأحلامه. هذا الجيش وهذا الصدام تورط في تلك الحرب بعد أن أستدرجته أمريكا والانظمة العروبية الخليجية والمصرية الى فخ الكويت التي قدمها أشقائها ككبش فداء لمجزر المصالح الامريكية .
                            نفس هذه الانظمة هي التي كانت قد دفعت صدام وأغرته بالجاه العريض والسؤدد والاموال أن هو حارب ايران وقضى على النظام الاسلامي الوليد هناك حيث مولت الته الحربية لثمان سنوات عجاف أحرقت البلدين المسلمين بأسم الدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية ووجهت الثقل العسكري العراقي بعيدا عن الكيان الصهيوني في حرب القادسية الجديدة .
                            لم تكن أيران في ذلك الوقت تمثل أي تهديد لاعراب الجزيرة وارض الكنانة ولكنها كانت واقعا جديدا مؤلما لما تبقى لهم من ضمير كساه الجليد واحراج لايستطيعون التعامل معه خصوصا مع المشاريع الكثيرة التي تريدهم الولايات المتحدة السير فيها وانجازها , خصوصا وأن السادات كان قد زار قبل وقت قصير اسرائيل , فكان من الافضل لهم وخدمة ايضا للاسياد ان يزول أو يضعف هذا النظام الجديد من خلال حرب ضروس تهده والعراق معا كي يتخلصوا ايضا من المزايدات القومية والشعارات الرنانة للبعثيين , فكانت الحرب بالنسبة للاعراب
                            الحجر الذهبي لالتقاط العصافير .
                            أنتهت تلك الحرب دون مستوى الطموحات العروبية والغربية معا وكان لابد من الاستمرار في ذلك المشروع الكبير , وأصبح العراق ضعيفا هشا لايمكنه الاستمرار في تلك اللعبة ضد أيران بل أصبح صدام وبعد فوات الاوان خطرا يهدد تلك الانظمة التي ورطته في حرب أكبر من حجمه ثم تخلت عنه وبدأت تغدر به وهكذا دخل صدام الكويت في محاولة للهروب للامام للتخلص من الواقع الكارثي الذي كان قد حل به و يعيشه العراق.
                            كان لمملكة ال سعود الدور الاكبر كعراب للخطة الامريكية الجديدة بالمنطقة .
                            فهذه المملكة أستقدمت القوات الامريكية الى الجزيرة بعد أيام قلائل من غزو صدام للكويت للاستعانة بها ضد بطل البوابة الشرقية وفارسها !
                            و بقيت تلك القوات هناك لاكثر من عقد بعد طرد الجيش الغازي في رحاب ضيافة مملكة الحرمين , والتي عملت على حلب منطقة الخليج وأستنزاف ثرواتها وخيراتها بحجة الخطر الصدامي حتى نشف ضرع الخليج الغني وتيبست أوصاله وأصبحت الكثير من دوله تعاني من العجز الاقتصادي والافلاس وانهارت اسعار البترول حتى أصبحت لاتغطي كلفة استخراجه بالاضافة الى حصار الشعب العراقي حصارا مميتا أهلك الحرث والنسل .
                            بعد هذه الحرب ( لعبة الكويت ) وأندحار قوات صدام كان الجو مهيأ لسقوط نظامه وزوال كابوسه عن العراق .ولم يفوت الشعب العراقي هذه الفرصة السانحة حيث أنتفض في الجنوب والشمال لازاحة هذا النظام الارعن الذي جر الويلات والكوارث على العراق بحربين مدمرتين أتت على كل شئ ودمرت بنيته التحتية وحولته الى بلد فقير يعيش شعبه حياة الذل والمسكنة خدمة لاعراب الخليج وأسيادهم والامجاد الصدامية .

                            لكن المخطط الامريكي للمنطقة والعالم كان أبعد ما يكون من التخلص من هذا النظام بهذه السرعة وهذه البساطة ,بل لازال بالامكان الاستفادة منه ولم تحترق ورقته بالكامل, بل قدر للمنطقة مخطط طويل النفس وبعيد الاهداف والغايات .
                            لهذا لمس الشعب العراقي دور القوات الامريكية التي ساندت ووقفت مع ما تبقى من فلول جيش صدام وحرس جمهوره الخائب لسحق وقتل الشعب بكل وحشية وقسوة ونذالة لقمع أنتفاضته وأجهاضها, حيث دمرت المدن على رؤوس أصحابها مستعملا الدبابات والمدفعية وصواريخ سكود والطائرات المروحية لسحق المنتفضين و لم تنسحب القوات الامريكية من العراق الى دول الاعراب المجاورة الا بعد أن أطمأنت لزوال الخطر عن النظام الصدامي وبعد ان قتل ما لايقل عن ربع مليون مدني وهروب أكثر من مليوني عراقي الى دول الجوار , حيث لجأ الاعم الاغلب للجارة ايران وقسم الى مملكة الارهاب فضلا عن الاعداد الكبيرة من الجنود التي سلمت نفسها طواعية لقوات التحالف كي لاتكون أداة بيد صدام لقتل الناس الابرياء .
                            وخلال ثلاثة عشر عاما من الحصار لم يكن صدام المستهدف بل كان ثقله موجها للانسان العراقي والمواطن البسيط , حصارا أستهدف قوت ودواء وعقيدة ومستقبل العراقي وأطفاله . و كان النظام فرحا بهذه النتيجة , فالاقزام من هذا النوع لايفكرون الا بذواتهم الحقيرة , فلم يكن صدام يحلم بأنه سوف يبقى حاكما على العراق بعد هذه الكارثة العظمى التي حلت بالبلد بسببه ودمرته وكان على أستعداد هذه المرة أن يؤدي كل الادوار المطلوبة منه وهو معصب العينين لايناقش ولايشاكس ولايماكس , أما العنتريات والبطولات الزائفة التي يسربها اعلامه والمواقف الامريكية منه في تلك الفترة فهي لاستكمال اللعبة واتقانها واخراجها لمزيد من الاستغفال والضحك على الذقون بعلمه أو دون علمه , بل كان شريكا لهم بكل الجرائم التي أستهدفت الشعب في تلك الفترة , فمن أبسطها أنه كان يحرم الشعب من الدواء ويتخلص منه بحرقه وأتلافه ( خصوصا دواء الاطفال ) وكان يعرض جثث الاطفال في جنائز جماعية متباكيا على شاشات التلفاز من اثار الحصار على الشعب !.
                            ( لهذا رأينا كيف أخرجوه حقيرا مهانا من حفرة أختبأ بها كالفئران في الغزو الاخير بعد أن أنتهت صلاحيته وصلاحياته فهذا هو صدام الحقيقي ).
                            الى هنا بدأ فصل جديد في حياة العراق والشرق الاوسط والعالم , فصل كانت 90 بالمئة من أوراقه بيد أمريكا وأصبحت حتى بعض الانظمة المتزنة في مشارق الارض ومغاربها خائفة مرتعبة من الغضب الامريكي , وأصبحت العلاقات العربية العربية في وضع لاتحسد عليه تعاني في ردهات العناية المركزة على وشك الموت النهائي, وهكذا صفيت القضية الفلسطينية على عجل وأرجع عرفات الى غزة وأريحا !
                            في سني الحصار تلك عملت المملكة العربية السعودية يدا بيد مع الامريكان بل عملت كتابع مطيع لسيده ومولاه . فالعالم بعد تحرير الكويت في عام 91 يفرق كثيرا عما سبقه , فاليوم النظام الشيوعي قد قبر وعادت ألمانيا الشرقية الى حظن الغربية وأنتفضت أوربا الشرقية وتحولت الى الرأسمالية والى أحضان الناتو وأستهدفت روسيا في عقر دارها وماجاورها ووصل الشرر أيضا الى حلفائها في البلقان .

                            ما يهمنا هنا هو ما تعرض له العراق خلال الحصار الامريكي وتهيأته للغزو اللاحق عام 2003 .

                            أمريكا تعلم أن العراق بلد مسلم وغالبية سكان الجنوب ينتمون للمذهب الجعفري وتربطهم روابط كبيرة بالشعب الايراني , روابط دينية وتاريخية وثقافية وحتى نسبية في كثير من الحالات , والعلاقة بين الشعبين علاقة جوار تمتد لالاف السنين ولايمكن أن تحل أمريكا بينهما في ليلة وضحاها خصوصا اذا علمنا أن أمريكا أنما تأتي باسم الحرية للشعب العراقي وتخليصه من الطغيان ومن ثم البقاء فيه ( بقاء قواعد عسكرية ) .فكان لابد من خطة ذكية طموح تعد على نار هادئة بنفس طويل لاجل اعداد العراق وشعبه لتقبل الاحتلال والوجود الامريكي بل والتعاون معه لفترة طويلة !
                            وهي تعلم مدى حساسية هذه المنطقة والتي من الممكن مع أي أخطاء ترتكبها تتحول الى بؤرة قوية جدا تهدد الوجود الامريكي والصهيوني في المنطقة , فأيران التي أستطاعت بنجاح أن تدعم حزب الله وتحوله الى قوة اقليمية يحسب لها الف حساب رغم بعد المسافة وقلة عدد شيعته مقارنة بقرب العراق وكثرة اعداد شيعته , بل أن ايران وصلت مساعداتها لقلب غزة المحاصرة عربيا وصهيونيا وحتى فلسطينيا وتمكنت من التأثير الفاعل فيه !
                            فكان لابد أولا من دق أسفين كبير بين شيعة العراق وشيعة ايران وهذه كانت من اهم وأخطر المهمات التي سعت وتسعى لها أمريكا وقد هيأت لهذا الامر الكثير من الشخصيات التي تدعي التشيع (كوادر حزب الدعوة تنظيم لندن ) وعلى مستويات دينية وأكاديمية عليا وأحزاب ومؤسسات كثيرة ذات سمعة طيبة في أوساط عامة الناس التي لاتعرف تفاصيل الصورة الكاملة , لغرض التأثير في نفسية ونظرة الفرد البسيط لتشيعه وولاءاته ومرجعياته الدينية ومن ثم العمل على تغيير أولوياته وقناعاته الراسخة المتوارثة من قرون كثيرة , لتكون المقدمة لتوجيه الضربة القاصمة لخاصرة التشيع والقضاء عليه من خلال أن ينهي وجوده بصورة ذاتية سلسة لاتراق فيها الدماء بل تراق فيها الافكار والعقائد ثم القضاء على ايران وحزب الله .
                            فيمكن أن نعتبر العراق وجنوبه وشيعته خصوصا أصبحوا ساحة تجارب ومختبرا أمريكيا كبيرا , فهذا المختبر كان موجها للعراق بالدرجة الاساس ولباقي المنطقة أيضا !

                            ظنت أمريكا أن صدام قاد العراقيين مجبرين لحرب جارتهم ولكنها بأمكانها قيادتهم طائعين لهذا الامر !

                            ينقل لي صديق قبل لاجئا في امريكا عام 92 قادما من رفحاء في مملكة الارهاب وكان قد أستقبل من قبل عائلة امريكية مكونة من اب عراقي يحمل الجنسية الامريكية وأم ترتدي الحجاب من أصل يوناني , يقول هذا الشخص ولكونه غريبا وجديدا هناك ويتكلم بعض الانجليزية أنه سأل المرأة عن أتجاه القبلة , فكان جواب هذه المستسلمة , أن قبلة السيد الخوئي بهذا الاتجاه وقبلة السيد الخميني بهذا الاتجاه !!!
                            يقول حينها أدركت وأستشعرت بعض الخطر الذي تعده لنا هذه الامريكا ورعاياها , فليست هناك قبلتان بل قبلة
                            واحدة انما المغزى من هذا الجواب هو لمعرفة رد فعلي خصوصا وأن نظراتها كانت تطاردني لمعرفة ما يجول بخاطري !

                            أمريكا وريثة الامبراطورية الانجليزية وهي تدرك عظم وخطورة موقع المرجعية في البناء الشيعي الهرمي القيادي بل أنها تدرك أن المرجعية بمثابة عمود الخيمة وهي رأس الامة وعقلها المفكر . وقد ركزت على هذا الامر كثيرا وكانت كالوسواس الخناس , حيث ركزت على مسألة الفقهاء الثوريين وفقهاء الحيض والنفاس مستفيدة من تجربة بعض أدعياء العمل الاسلامي في حربهم ضد المرجعية ( حزب الدعوة ) . بل لاأبالغ ان قلت أنهم كانوا أداة أمريكية غربية لهذا الامر بعد أن أغدقت عليهم الاموال وزفت لهم ملاذ الدنيا في دول المهجر فباعوا اخرتهم بثمن بخس دراهم معدودات .
                            وأيضا ركزت على مسألة المرجعية العربية والمرجعية الفارسية والمرجعية الامينة النزيهة والمرجعية التي كل همها الخمس والاموال !!!
                            وأيضا كان دور هذه النخبة المتشيعة لامريكا والغرب العمل على تشويه صورة النظام القائم في ايران واظهاره بمظهر النظام المنافق الميكافيلي الذي يسعى وراء مصالحه المادية مرتديا جلباب الدين .
                            وطبعت الكثير من الكتب لتوزع على الشباب والسذج وكان كتاب ما يسمى بمرجعية الميدان لعادل رؤوف خير دليل , بل طبعت أيضا كتب عقائدية كثيرة تناقش لتشكك بالكثير من مسلمات وموروثات الفكر الشيعي وخصوصياته ومنها كتاب لاياد الركابي لاأتذكر اسمه لكنه كان يناقش ما حدث في وقائع اليوم العاشر من محرم وكتاب (الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار ) وهذا كان كالنار على علم , والكثير من الكتب والمطبوعات بل حتى الاذاعات ودور النشر التي ترتدي الزي الشيعي لتضلل الناس وتفتك بتشيعهم .

                            وقد أختصرت لنا الولايات المتحدة مشكورة كل هذه الاشكاليات وخرجت لنا بمرجعية حركية عروبية تواكب العصر( مرجعية فضل الله ), مرجعية أمتلكت أمكانيات هائلة ماديا وكانت مدعومة من قبل ال سعود ايضا , مرجعية خرجت علينا بأفكار غريبة على التشيع والتدين , تعاليم دينية هينة لينة تغري الشباب وتعريهم ,مرجعية كان مقدرا لها عربيا أن تسحب البساط من تحت مرجعيات النجف وأيران ,
                            فكانت تركز وتستقطب الشباب لما يمثله من طاقة وحيوية في جسد المجتمع وما يمثله ايضا من مستقبل لهذه الامة,وطبعت كتب كثيرة تستقطب هذه الفئة خصوصا وكتاب دنيا الشباب خير دليل , فقد كانت تنوي السير به الى افاق مجهولة تفسد عليه دنياه واخرته , وقد أتضحت الصورة الان دون الحاجة للخوض في التفاصيل أكثر وقد فشل هذا المشروع فشلا كبيرا.

                            وقد عمل على نشر هذه المرجعية والترويج لها في امريكا والدول الغربية حزبا عراقيا يدعي الاسلام (حزب الدعوة )والكثير من اعضاءه اليوم يملكون صلاحيات كبيرة وخطيرة في قيادة العراق وحكمه !
                            كان هذا الحزب ولايزال يتخذ من المتمرجع الحركي الشبابي مرجعا له بل أن هناك معممين في البرلمان العراقي ( علي العلاق )عملوا كوكلاء لهذا المتمرجع في الدول الاسكندنافية , وأظنكم قد سمعتم بفضيحة هذا المعمم البرلماني العراقي الذي يستلم راتبا من وزارة الشؤون الدنماركية وهو يقبض ملايين الدنانير من الحكومة العراقية شهريا .

                            وفي العراق عمل صدام على نفس هذه الاهداف الامريكية وتقريبا بتفاصيل تشابه ما حدث خارج العراق من تركيزه ودعمه للمرجعية العربية وتوهينه ومحاربته لباقي المرجعيات الموجودة داخل البلد , حيث عمد الى وضع المراجع الاخرين قيد الاقامة الجبرية, بل وعمل ايضا على افراغ العراق من طلبة العلوم الدينية من غير العراقيين !
                            لكن الفارق هنا أن من أختاره صدام لهذا الدور كان يعرف حقيقة الامر والمخطط الكبير الذي يراد تمريره من خلاله ولكنه لم يكن ليساوم على دينه بل حاول العمل على أنتهاز هذه الفرصة للسير بالمشروع الى مصلحة غير المصلحة المرجوة أمريكيا فكان مصيره وولديه والكثير من أتباعه الشهادة .
                            فالحصار الظالم الذي تعرض له الشعب العراقي وخصوصا شيعة الجنوب كان وحشيا لدرجة أن الكثير قد فقد معه عقله وقسم قد تخلى عن كثير من عاداته وقيمه ومبادئه لاطعام أفراد اسرته والبعض قرر أنهاء حياته وأسرته فلاطاقة له على تحمل الحياة بهذه الصورة البشعة , وكان سعيد الحظ من ينجو بنفسه ويهجر العراق حيث لاعودة لهذا البلد الذي كتب عليه الخراب والدمار والبؤس والشقاء .

                            حتى تفهم عزيزي القارئ الكريم ما أتكلم عنه , أن الموظف العراقي في تلك الايام كان راتبه لايتجاوز الدولارين شهريا وهي لاتكفيه مصروفا الا اياما قلائل !!!
                            وقد وصل الاستهتار السلطوي والفساد في أجهزة الدولة ولجلاوزة صدام الى درجة يصعب معها التصديق .فكان الموسرين ماديا في العراق يمكنهم فعل اي شئ من رشوتهم للنخب الحاكمة حتى وصل الامر أن الجلاوزة كانوا يعدمون البعض بدلا عن البعض الاخر مقابل مبالغ من المال . وظهرت جرائم في المجتمع جديدة طارئة عليه يقشعر لها البدن فكانت على سبيل المثال هناك عصابات تخطف الصبية والاطفال لغرض سرقة أعضائهم وبيعها والتخلص من الجثث أما أساليب النصب والسرقةوالرشوة فقد وصلت الى درجات خطيرة.
                            أرادت أمريكا بحصارها ذاك أن يفقد هذا الشعب كل علاقة ووشائج مع الدين والاخلاق والقيم والمبادئ ويتحول الى مخلوق امريكي غربي تافه همه من دنياه علفه . وهي بهذا تضمن أن يكون مرحبا بها أن هي أذاقته بعض حلاوة الدنيا بعد المرارة الكبيرة والعلقم الذي تجرعه ويكون خادما مطيعا لها لانجاز مشروعها الكبير لما تسميه بالشرق الاوسط الكبير الذي يكون بديلا عن الانظمة القائمة والكيانات التي عفا عليها الزمن ولم تعد مجدية الا كونها عبأ على مولاها حيث لعب عامل الزمن بها من شيخوخة وترهل وسواد صفحات لايمكن تجميلها !.

                            وعملت أيضا على نشر الامية والتخلف بالعراق كنتيجة حتمية لذلك الحصار, حيث تسرب الكثير من الابناء من المدارس في سن مبكرة للشوارع بحثا عن العمل والقوت وتحول الشعب الى شعب أمي وهناك اليوم الكثير من الشباب وبأعداد كبيرة لايعرف القراءة والكتابة ويكونون فرائس سهلة الاصطياد لكل داعية ضلال وفتنة وصاحب ضمير ميت .

                            تلك يمكن أن نقول أنها كانت الخطة ألف للعراق والمنطقة , والمعروف عن أمريكا أنها تعد خططا كثيرة في ذات الوقت , فأذا فشلت أحداها فهي سرعان ما تباشر العمل في الخطة الاخرى مع الابقاء على بعض الامل في نجاح الاولى , فهي لاتعرف اليأس ولا الملل ولا الكلل , .

                            انصح جميع الاخوة بقراءة الخطة الف هذه !

                            لاسيما ونحن مقبلون على تنفيذ الجزء التالي منها بعد نجاح الجزء الاول!


                            شكرا لصاحب الموضوع!!

                            تعليق


                            • #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
                              الحاضر غرس الماضي والمستقبل جني الحاضر .

                              بعد الانطلاق الامريكي في مشروع العولمة وتسيدها للموقف الدولي في بداية عقد التسعينيات من القرن المنصرم , كان العراق أول وأهم المشاريع التي باشرت بها عهد الامبراطورية الجديدة والتي من خلاله ( أي العراق ) جعلت العالم يدخل مرحلة الطاعة الامريكية حتى لايحل بهم الغضب المدعوم بالة حربية جبارة وقرارات أمم متحدة مفصلة ودولارات تغري ضعاف النفوس , فكل من كان ينوي التمرد كان يضع صورة العراق في مخيلته لتكون له رادعا وواعظا.فقد جعلت من العراق وعلى مدى أكثر من عقد حافل بالكثير من الماسي والويلات وعبرة لكل من يعتبر .

                              جزء من هذه القصة الكبيرة والتي تمتد لسنوات كثيرة مضت أيضا يبتدأ مجازا بعد خروج من تبقى من الجيش العراقي من الكويت عام 91 مدحورا في كارثة معاصرة قياسية, أصبح فيها الجيش العراقي أضحوكة تتناقلها ألسنة المتندرين , فقد كان مستشاروا صدام السياسيين يملكون من المؤهلات العلمية و والشخصية ما لايملكه نظرائهم في البلدان الاخرى .فقد كان طاقمه الذي يعكس خلاصة وجوده مكونا من بائعا للثلج ونائب ضابط وسائق شاحنة عسكرية وعامل كهرباء فني !
                              بهؤلاء وبضباط يؤدون التحية العسكرية لصدام حتى في أحلامهم وكانوا أجبن من أن يفكروا في الثورة عليه في عقلهم الباطن خوفا ورعبا على أنفسهم وعلى ذراريهم في الاصلاب وجندي عراقي أنهكهته ثمان سنوات من حرب عبثية وأوضاع معيشية صعبة ونظام متسلط يعد عليه أنفاسه وأحلامه. هذا الجيش وهذا الصدام تورط في تلك الحرب بعد أن أستدرجته أمريكا والانظمة العروبية الخليجية والمصرية الى فخ الكويت التي قدمها أشقائها ككبش فداء لمجزر المصالح الامريكية .
                              نفس هذه الانظمة هي التي كانت قد دفعت صدام وأغرته بالجاه العريض والسؤدد والاموال أن هو حارب ايران وقضى على النظام الاسلامي الوليد هناك حيث مولت الته الحربية لثمان سنوات عجاف أحرقت البلدين المسلمين بأسم الدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية ووجهت الثقل العسكري العراقي بعيدا عن الكيان الصهيوني في حرب القادسية الجديدة .
                              لم تكن أيران في ذلك الوقت تمثل أي تهديد لاعراب الجزيرة وارض الكنانة ولكنها كانت واقعا جديدا مؤلما لما تبقى لهم من ضمير كساه الجليد واحراج لايستطيعون التعامل معه خصوصا مع المشاريع الكثيرة التي تريدهم الولايات المتحدة السير فيها وانجازها , خصوصا وأن السادات كان قد زار قبل وقت قصير اسرائيل , فكان من الافضل لهم وخدمة ايضا للاسياد ان يزول أو يضعف هذا النظام الجديد من خلال حرب ضروس تهده والعراق معا كي يتخلصوا ايضا من المزايدات القومية والشعارات الرنانة للبعثيين , فكانت الحرب بالنسبة للاعراب
                              الحجر الذهبي لالتقاط العصافير .
                              أنتهت تلك الحرب دون مستوى الطموحات العروبية والغربية معا وكان لابد من الاستمرار في ذلك المشروع الكبير , وأصبح العراق ضعيفا هشا لايمكنه الاستمرار في تلك اللعبة ضد أيران بل أصبح صدام وبعد فوات الاوان خطرا يهدد تلك الانظمة التي ورطته في حرب أكبر من حجمه ثم تخلت عنه وبدأت تغدر به وهكذا دخل صدام الكويت في محاولة للهروب للامام للتخلص من الواقع الكارثي الذي كان قد حل به و يعيشه العراق.
                              كان لمملكة ال سعود الدور الاكبر كعراب للخطة الامريكية الجديدة بالمنطقة .
                              فهذه المملكة أستقدمت القوات الامريكية الى الجزيرة بعد أيام قلائل من غزو صدام للكويت للاستعانة بها ضد بطل البوابة الشرقية وفارسها !
                              و بقيت تلك القوات هناك لاكثر من عقد بعد طرد الجيش الغازي في رحاب ضيافة مملكة الحرمين , والتي عملت على حلب منطقة الخليج وأستنزاف ثرواتها وخيراتها بحجة الخطر الصدامي حتى نشف ضرع الخليج الغني وتيبست أوصاله وأصبحت الكثير من دوله تعاني من العجز الاقتصادي والافلاس وانهارت اسعار البترول حتى أصبحت لاتغطي كلفة استخراجه بالاضافة الى حصار الشعب العراقي حصارا مميتا أهلك الحرث والنسل .
                              بعد هذه الحرب ( لعبة الكويت ) وأندحار قوات صدام كان الجو مهيأ لسقوط نظامه وزوال كابوسه عن العراق .ولم يفوت الشعب العراقي هذه الفرصة السانحة حيث أنتفض في الجنوب والشمال لازاحة هذا النظام الارعن الذي جر الويلات والكوارث على العراق بحربين مدمرتين أتت على كل شئ ودمرت بنيته التحتية وحولته الى بلد فقير يعيش شعبه حياة الذل والمسكنة خدمة لاعراب الخليج وأسيادهم والامجاد الصدامية .

                              لكن المخطط الامريكي للمنطقة والعالم كان أبعد ما يكون من التخلص من هذا النظام بهذه السرعة وهذه البساطة ,بل لازال بالامكان الاستفادة منه ولم تحترق ورقته بالكامل, بل قدر للمنطقة مخطط طويل النفس وبعيد الاهداف والغايات .
                              لهذا لمس الشعب العراقي دور القوات الامريكية التي ساندت ووقفت مع ما تبقى من فلول جيش صدام وحرس جمهوره الخائب لسحق وقتل الشعب بكل وحشية وقسوة ونذالة لقمع أنتفاضته وأجهاضها, حيث دمرت المدن على رؤوس أصحابها مستعملا الدبابات والمدفعية وصواريخ سكود والطائرات المروحية لسحق المنتفضين و لم تنسحب القوات الامريكية من العراق الى دول الاعراب المجاورة الا بعد أن أطمأنت لزوال الخطر عن النظام الصدامي وبعد ان قتل ما لايقل عن ربع مليون مدني وهروب أكثر من مليوني عراقي الى دول الجوار , حيث لجأ الاعم الاغلب للجارة ايران وقسم الى مملكة الارهاب فضلا عن الاعداد الكبيرة من الجنود التي سلمت نفسها طواعية لقوات التحالف كي لاتكون أداة بيد صدام لقتل الناس الابرياء .
                              وخلال ثلاثة عشر عاما من الحصار لم يكن صدام المستهدف بل كان ثقله موجها للانسان العراقي والمواطن البسيط , حصارا أستهدف قوت ودواء وعقيدة ومستقبل العراقي وأطفاله . و كان النظام فرحا بهذه النتيجة , فالاقزام من هذا النوع لايفكرون الا بذواتهم الحقيرة , فلم يكن صدام يحلم بأنه سوف يبقى حاكما على العراق بعد هذه الكارثة العظمى التي حلت بالبلد بسببه ودمرته وكان على أستعداد هذه المرة أن يؤدي كل الادوار المطلوبة منه وهو معصب العينين لايناقش ولايشاكس ولايماكس , أما العنتريات والبطولات الزائفة التي يسربها اعلامه والمواقف الامريكية منه في تلك الفترة فهي لاستكمال اللعبة واتقانها واخراجها لمزيد من الاستغفال والضحك على الذقون بعلمه أو دون علمه , بل كان شريكا لهم بكل الجرائم التي أستهدفت الشعب في تلك الفترة , فمن أبسطها أنه كان يحرم الشعب من الدواء ويتخلص منه بحرقه وأتلافه ( خصوصا دواء الاطفال ) وكان يعرض جثث الاطفال في جنائز جماعية متباكيا على شاشات التلفاز من اثار الحصار على الشعب !.
                              ( لهذا رأينا كيف أخرجوه حقيرا مهانا من حفرة أختبأ بها كالفئران في الغزو الاخير بعد أن أنتهت صلاحيته وصلاحياته فهذا هو صدام الحقيقي ).
                              الى هنا بدأ فصل جديد في حياة العراق والشرق الاوسط والعالم , فصل كانت 90 بالمئة من أوراقه بيد أمريكا وأصبحت حتى بعض الانظمة المتزنة في مشارق الارض ومغاربها خائفة مرتعبة من الغضب الامريكي , وأصبحت العلاقات العربية العربية في وضع لاتحسد عليه تعاني في ردهات العناية المركزة على وشك الموت النهائي, وهكذا صفيت القضية الفلسطينية على عجل وأرجع عرفات الى غزة وأريحا !
                              في سني الحصار تلك عملت المملكة العربية السعودية يدا بيد مع الامريكان بل عملت كتابع مطيع لسيده ومولاه . فالعالم بعد تحرير الكويت في عام 91 يفرق كثيرا عما سبقه , فاليوم النظام الشيوعي قد قبر وعادت ألمانيا الشرقية الى حظن الغربية وأنتفضت أوربا الشرقية وتحولت الى الرأسمالية والى أحضان الناتو وأستهدفت روسيا في عقر دارها وماجاورها ووصل الشرر أيضا الى حلفائها في البلقان .

                              ما يهمنا هنا هو ما تعرض له العراق خلال الحصار الامريكي وتهيأته للغزو اللاحق عام 2003 .

                              أمريكا تعلم أن العراق بلد مسلم وغالبية سكان الجنوب ينتمون للمذهب الجعفري وتربطهم روابط كبيرة بالشعب الايراني , روابط دينية وتاريخية وثقافية وحتى نسبية في كثير من الحالات , والعلاقة بين الشعبين علاقة جوار تمتد لالاف السنين ولايمكن أن تحل أمريكا بينهما في ليلة وضحاها خصوصا اذا علمنا أن أمريكا أنما تأتي باسم الحرية للشعب العراقي وتخليصه من الطغيان ومن ثم البقاء فيه ( بقاء قواعد عسكرية ) .فكان لابد من خطة ذكية طموح تعد على نار هادئة بنفس طويل لاجل اعداد العراق وشعبه لتقبل الاحتلال والوجود الامريكي بل والتعاون معه لفترة طويلة !
                              وهي تعلم مدى حساسية هذه المنطقة والتي من الممكن مع أي أخطاء ترتكبها تتحول الى بؤرة قوية جدا تهدد الوجود الامريكي والصهيوني في المنطقة , فأيران التي أستطاعت بنجاح أن تدعم حزب الله وتحوله الى قوة اقليمية يحسب لها الف حساب رغم بعد المسافة وقلة عدد شيعته مقارنة بقرب العراق وكثرة اعداد شيعته , بل أن ايران وصلت مساعداتها لقلب غزة المحاصرة عربيا وصهيونيا وحتى فلسطينيا وتمكنت من التأثير الفاعل فيه !
                              فكان لابد أولا من دق أسفين كبير بين شيعة العراق وشيعة ايران وهذه كانت من اهم وأخطر المهمات التي سعت وتسعى لها أمريكا وقد هيأت لهذا الامر الكثير من الشخصيات التي تدعي التشيع (كوادر حزب الدعوة تنظيم لندن ) وعلى مستويات دينية وأكاديمية عليا وأحزاب ومؤسسات كثيرة ذات سمعة طيبة في أوساط عامة الناس التي لاتعرف تفاصيل الصورة الكاملة , لغرض التأثير في نفسية ونظرة الفرد البسيط لتشيعه وولاءاته ومرجعياته الدينية ومن ثم العمل على تغيير أولوياته وقناعاته الراسخة المتوارثة من قرون كثيرة , لتكون المقدمة لتوجيه الضربة القاصمة لخاصرة التشيع والقضاء عليه من خلال أن ينهي وجوده بصورة ذاتية سلسة لاتراق فيها الدماء بل تراق فيها الافكار والعقائد ثم القضاء على ايران وحزب الله .
                              فيمكن أن نعتبر العراق وجنوبه وشيعته خصوصا أصبحوا ساحة تجارب ومختبرا أمريكيا كبيرا , فهذا المختبر كان موجها للعراق بالدرجة الاساس ولباقي المنطقة أيضا !

                              ظنت أمريكا أن صدام قاد العراقيين مجبرين لحرب جارتهم ولكنها بأمكانها قيادتهم طائعين لهذا الامر !

                              ينقل لي صديق قبل لاجئا في امريكا عام 92 قادما من رفحاء في مملكة الارهاب وكان قد أستقبل من قبل عائلة امريكية مكونة من اب عراقي يحمل الجنسية الامريكية وأم ترتدي الحجاب من أصل يوناني , يقول هذا الشخص ولكونه غريبا وجديدا هناك ويتكلم بعض الانجليزية أنه سأل المرأة عن أتجاه القبلة , فكان جواب هذه المستسلمة , أن قبلة السيد الخوئي بهذا الاتجاه وقبلة السيد الخميني بهذا الاتجاه !!!
                              يقول حينها أدركت وأستشعرت بعض الخطر الذي تعده لنا هذه الامريكا ورعاياها , فليست هناك قبلتان بل قبلة
                              واحدة انما المغزى من هذا الجواب هو لمعرفة رد فعلي خصوصا وأن نظراتها كانت تطاردني لمعرفة ما يجول بخاطري !

                              أمريكا وريثة الامبراطورية الانجليزية وهي تدرك عظم وخطورة موقع المرجعية في البناء الشيعي الهرمي القيادي بل أنها تدرك أن المرجعية بمثابة عمود الخيمة وهي رأس الامة وعقلها المفكر . وقد ركزت على هذا الامر كثيرا وكانت كالوسواس الخناس , حيث ركزت على مسألة الفقهاء الثوريين وفقهاء الحيض والنفاس مستفيدة من تجربة بعض أدعياء العمل الاسلامي في حربهم ضد المرجعية ( حزب الدعوة ) . بل لاأبالغ ان قلت أنهم كانوا أداة أمريكية غربية لهذا الامر بعد أن أغدقت عليهم الاموال وزفت لهم ملاذ الدنيا في دول المهجر فباعوا اخرتهم بثمن بخس دراهم معدودات .
                              وأيضا ركزت على مسألة المرجعية العربية والمرجعية الفارسية والمرجعية الامينة النزيهة والمرجعية التي كل همها الخمس والاموال !!!
                              وأيضا كان دور هذه النخبة المتشيعة لامريكا والغرب العمل على تشويه صورة النظام القائم في ايران واظهاره بمظهر النظام المنافق الميكافيلي الذي يسعى وراء مصالحه المادية مرتديا جلباب الدين .
                              وطبعت الكثير من الكتب لتوزع على الشباب والسذج وكان كتاب ما يسمى بمرجعية الميدان لعادل رؤوف خير دليل , بل طبعت أيضا كتب عقائدية كثيرة تناقش لتشكك بالكثير من مسلمات وموروثات الفكر الشيعي وخصوصياته ومنها كتاب لاياد الركابي لاأتذكر اسمه لكنه كان يناقش ما حدث في وقائع اليوم العاشر من محرم وكتاب (الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار ) وهذا كان كالنار على علم , والكثير من الكتب والمطبوعات بل حتى الاذاعات ودور النشر التي ترتدي الزي الشيعي لتضلل الناس وتفتك بتشيعهم .

                              وقد أختصرت لنا الولايات المتحدة مشكورة كل هذه الاشكاليات وخرجت لنا بمرجعية حركية عروبية تواكب العصر( مرجعية فضل الله ), مرجعية أمتلكت أمكانيات هائلة ماديا وكانت مدعومة من قبل ال سعود ايضا , مرجعية خرجت علينا بأفكار غريبة على التشيع والتدين , تعاليم دينية هينة لينة تغري الشباب وتعريهم ,مرجعية كان مقدرا لها عربيا أن تسحب البساط من تحت مرجعيات النجف وأيران ,
                              فكانت تركز وتستقطب الشباب لما يمثله من طاقة وحيوية في جسد المجتمع وما يمثله ايضا من مستقبل لهذه الامة,وطبعت كتب كثيرة تستقطب هذه الفئة خصوصا وكتاب دنيا الشباب خير دليل , فقد كانت تنوي السير به الى افاق مجهولة تفسد عليه دنياه واخرته , وقد أتضحت الصورة الان دون الحاجة للخوض في التفاصيل أكثر وقد فشل هذا المشروع فشلا كبيرا.

                              وقد عمل على نشر هذه المرجعية والترويج لها في امريكا والدول الغربية حزبا عراقيا يدعي الاسلام (حزب الدعوة )والكثير من اعضاءه اليوم يملكون صلاحيات كبيرة وخطيرة في قيادة العراق وحكمه !
                              كان هذا الحزب ولايزال يتخذ من المتمرجع الحركي الشبابي مرجعا له بل أن هناك معممين في البرلمان العراقي ( علي العلاق )عملوا كوكلاء لهذا المتمرجع في الدول الاسكندنافية , وأظنكم قد سمعتم بفضيحة هذا المعمم البرلماني العراقي الذي يستلم راتبا من وزارة الشؤون الدنماركية وهو يقبض ملايين الدنانير من الحكومة العراقية شهريا .

                              وفي العراق عمل صدام على نفس هذه الاهداف الامريكية وتقريبا بتفاصيل تشابه ما حدث خارج العراق من تركيزه ودعمه للمرجعية العربية وتوهينه ومحاربته لباقي المرجعيات الموجودة داخل البلد , حيث عمد الى وضع المراجع الاخرين قيد الاقامة الجبرية, بل وعمل ايضا على افراغ العراق من طلبة العلوم الدينية من غير العراقيين !
                              لكن الفارق هنا أن من أختاره صدام لهذا الدور كان يعرف حقيقة الامر والمخطط الكبير الذي يراد تمريره من خلاله ولكنه لم يكن ليساوم على دينه بل حاول العمل على أنتهاز هذه الفرصة للسير بالمشروع الى مصلحة غير المصلحة المرجوة أمريكيا فكان مصيره وولديه والكثير من أتباعه الشهادة .
                              فالحصار الظالم الذي تعرض له الشعب العراقي وخصوصا شيعة الجنوب كان وحشيا لدرجة أن الكثير قد فقد معه عقله وقسم قد تخلى عن كثير من عاداته وقيمه ومبادئه لاطعام أفراد اسرته والبعض قرر أنهاء حياته وأسرته فلاطاقة له على تحمل الحياة بهذه الصورة البشعة , وكان سعيد الحظ من ينجو بنفسه ويهجر العراق حيث لاعودة لهذا البلد الذي كتب عليه الخراب والدمار والبؤس والشقاء .

                              حتى تفهم عزيزي القارئ الكريم ما أتكلم عنه , أن الموظف العراقي في تلك الايام كان راتبه لايتجاوز الدولارين شهريا وهي لاتكفيه مصروفا الا اياما قلائل !!!
                              وقد وصل الاستهتار السلطوي والفساد في أجهزة الدولة ولجلاوزة صدام الى درجة يصعب معها التصديق .فكان الموسرين ماديا في العراق يمكنهم فعل اي شئ من رشوتهم للنخب الحاكمة حتى وصل الامر أن الجلاوزة كانوا يعدمون البعض بدلا عن البعض الاخر مقابل مبالغ من المال . وظهرت جرائم في المجتمع جديدة طارئة عليه يقشعر لها البدن فكانت على سبيل المثال هناك عصابات تخطف الصبية والاطفال لغرض سرقة أعضائهم وبيعها والتخلص من الجثث أما أساليب النصب والسرقةوالرشوة فقد وصلت الى درجات خطيرة.
                              أرادت أمريكا بحصارها ذاك أن يفقد هذا الشعب كل علاقة ووشائج مع الدين والاخلاق والقيم والمبادئ ويتحول الى مخلوق امريكي غربي تافه همه من دنياه علفه . وهي بهذا تضمن أن يكون مرحبا بها أن هي أذاقته بعض حلاوة الدنيا بعد المرارة الكبيرة والعلقم الذي تجرعه ويكون خادما مطيعا لها لانجاز مشروعها الكبير لما تسميه بالشرق الاوسط الكبير الذي يكون بديلا عن الانظمة القائمة والكيانات التي عفا عليها الزمن ولم تعد مجدية الا كونها عبأ على مولاها حيث لعب عامل الزمن بها من شيخوخة وترهل وسواد صفحات لايمكن تجميلها !.

                              وعملت أيضا على نشر الامية والتخلف بالعراق كنتيجة حتمية لذلك الحصار, حيث تسرب الكثير من الابناء من المدارس في سن مبكرة للشوارع بحثا عن العمل والقوت وتحول الشعب الى شعب أمي وهناك اليوم الكثير من الشباب وبأعداد كبيرة لايعرف القراءة والكتابة ويكونون فرائس سهلة الاصطياد لكل داعية ضلال وفتنة وصاحب ضمير ميت .

                              تلك يمكن أن نقول أنها كانت الخطة ألف للعراق والمنطقة , والمعروف عن أمريكا أنها تعد خططا كثيرة في ذات الوقت , فأذا فشلت أحداها فهي سرعان ما تباشر العمل في الخطة الاخرى مع الابقاء على بعض الامل في نجاح الاولى , فهي لاتعرف اليأس ولا الملل ولا الكلل , .

                              انصح جميع الاخوة بقراءة الخطة الف هذه !

                              لاسيما ونحن مقبلون على تنفيذ الجزء التالي منها بعد نجاح الجزء الاول!


                              شكرا لصاحب الموضوع!!

                              تعليق


                              • #45
                                المعادن لاتظهر الا بالحك

                                ولن أترك موضوع

                                بعض من طلاسم الوثائقية

                                ليطلع الاخوة على حجم التدليس والكذب

                                من خلال اقلام ادمنت اللف والدوران

                                وتربت في احضان مشبوهة

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X