إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مناظرة يوحنا مع علماء المذاهب الاربعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة يوحنا مع علماء المذاهب الاربعة

    مناظرة يوحنا مع علماء المذاهب الأربعة:
    قال يوحنّا: فلمّا رأيت هذه الاختلافات من كبار الصحابة الذين يُذكرون مع رسول الله (ص) ـ فوق المنابر عظم عليَّ الأمر وغمَّ عليَّ الحال وكدت أفتتن في ديني، فقصدت بغداد وهي قُبّةُ الإسلام لأُفاوض فيما رأيت من اختلاف علماء المسلمين لأنظر الحقّ وأتّبعه، فلمّا اجتمعت بعلماء المذاهب الأربعة، قلت لهم: إني رجل ذمّي، وقد هداني الله إلى الإسلام فأسلمت وقد أتيت إليكم لأنقل عنكم معالم الدين، وشرائع الإسلام، والحديث، لأزداد بصيرة في ديني.
    قالت الأئمة: يا يوحنا، الرافضة يزعمون أن النبي (ص) بالخلافة إلى علي (ع) ونص عليه بها، وعندنا أن النبي (ص) لم يوص إلى أحد بالخلافة.
    قال يوحنا: هذا كتابكم فيه: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين).
    وفي بخاريكم يقول: قال رسول الله (ص): (ما من حق امرئ مسلم أن يبيت إلا وصيته تحت رأسه) أفتصدقون أن نبيكم يأمر بما لا يفعل مع أن في كتابكم تقريعاً للذي يأمر بما لا يفعل من قوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) فوالله إن كان نبيكم قد مات بغير وصية فقد خالف أمر ربه، وناقض قول نفسه، ولم يقتد بالأنبياء الماضية من إيصائهم إلى من يقوم بالأمر من بعدهم، على أن الله تعالى يقول: (فبهداهم اقتده) لكنه حاشاه من ذلك وإنما تقولون هذا لعدم علم منكم وعناد، فإن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن سلمان قال: يا رسول الله فمن وصيّك؟
    قال: يا سلمان من كان وصي أخي موسى (ع).
    قال: يوشع بن نون! قال: فإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب.
    وفي كتاب ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن رسول الله (ص) قال: لكل نبي وصي ووارث، وأنا وصيي ووارثي علي بن أبي طالب. وهذا الإمام البغوي محيي سن الدين، وهو من أعاظم محدثيكم ومفسريكم، وقد روى في تفسيره المسمى بمعالم التنزيل عند قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) عن علي (ع) أنه قال: لما نزلت هذه الآية أمرني رسول الله (ص) أن أجمع له بني عبد المطلب فجمعتهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، فقال لهم بعد أن أضافهم رجل شاة وعسّ من لبن شبعاً وريّا وإن كان أحدهم ليأكله ويشربه: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني عليه، ويكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي؟ فلم يجبه أحد.
    قال علي: فقمت إليه، وقلت: أنا أجيبك يا رسول الله.
    فقال لي: أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب، قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
    وهذه الرواية قد رواها أيضاً إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده ومحمد بن إسحاق الطبري في تاريخه والخركوشي أيضاً رواها، فإن كانت كذباً فقد شهدتم على أئمتكم بأنهم يروون الكذب على الله ورسوله، والله تعالى يقول: (ألا لعنة الله على الظالمين) (الذين يفترون على الله الكذب)، وقال الله تعالى في كتابه: (فنجعل لعنة الله على الكاذبين). وإن كانوا لم يكذبوا وكان الأمر على ذلك فما ذنب الرافضة؟ إذن فاتقوا الله يا أئمة الإسلام بالله عليكم ماذا تقولون في خبر الغدير الذي تدّعيه الشيعة؟
    قال الأئمة: أجمع علماؤنا على أنه كذب مفترى.
    قال يوحنا: الله أكبر، فهذا إمامكم ومحدّثكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله ـ (ص) ـ في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله ـ (ص) ـ تحت شجرتين، وصلّى الظهر، وأخذ بيد علي ـ عليه السلام ـ فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟
    قالوا: بلى فأخذ بيد علي ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال لهم: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
    فقال له عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
    ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبي الطفيل، ورواه بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم، ورواه ابن عبد ربّه في كتاب العقد الفريد، ورواه سعيد بن وهب، وكذا الثعالبي في تفسيره وأكد الخبر مما رواه من تفسير (سأل سائل) أنّ حارث بن النعمان الفهري أتى رسول الله ـ (ص) ـ في ملأ من أصحابه فقال:
    يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلنا، ثمّ لم ترض حتى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) فهذا شيء منك أم من الله؟
    فقال: والله الذي لا إله إلا هو، إنهّ أمر من الله تعالى، فولّى الحارث بن النعمان وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد ـ (ص) ـ حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على رأسه وخرج من دبره فخر صريعاً، فنزل: (سأل سائل بعذاب واقع)، فكيف يجوز منكم أن يروي أئمّتكم وأنتم تقولون: إنّه مكذوب غير صحيح؟
    قال الأئمة: يا يوحنّا قد روت أئمتنا ذلك لكن إذا رجعت إلى عقلك وفكرك علمت أنّه من المحال أن ينصّ رسول الله ـ (ص) ـ على علي بن أبي طالب الذي هو كما وصفتم ثم يتّفق كل الصحابة على كتمان هذا النص ويتراخون عنه، ويتفقون على إخفائه، ويعدلون إلى أبي بكر التيمي الضعيف القليل العشيرة، مع أن الصحابة كانوا إذا أمرهم رسول الله (ص) يقتل أنفسهم فعلوا، فكيف يصدّق عاقل هذا الحال من المحال؟
    قال يوحنا: لا تعجبوا من ذلك فأمة موسى (ع) كانوا ستة أضعاف أمة محمد (ص) واستخلف عليهم أخاه هارون وكان نبيهم أيضاً وكانوا يحبّونه أكثر من موسى، فعدلوا عنه إلى السامري، وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار، فلا يبعد من أمة محمد أن يعدلوا عن وصيه بعد موته إلى شيخ كان رسول الله (ص) تزوج ابنته، ولعله لو لم يرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها.
    قال الائمة: يا يوحنا فلم لم ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم؟
    قال يوحنا: لا شك أنه لما مات رسول الله (ص) كان المسلمون قلة، واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفاً والمسلمون الذي في المدينة حشوهم منافقون، فلو أظهر النزاع بالسيف لكان كل من قتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه وكان قليل من الناس يومئذ من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه وأناسبه قتيلاص أو أزيد وكانوا يكونون عليه، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بين أهل السنة، ثم بعدما جرى من طلب البيعة منهم فعند أهل السنة أنه بايع، وعند الرافضة أنه لم يبايع، وتاريخ الطبري يدل على أنه لم يبايع، وإنما العباس لما شاهد الفتنة صاح: بايع ابن أخي.
    وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما أدعاها، ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلاً، وأنتم تروون عن رسول الله (ص) أنه قال: (علي مع الحق والحق مع علي) فكيف يجوز منه أن يدّعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ؟!
    وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب إنكم رويتم أن نبيكم قال: (ستحذون حذو بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)(1) وق ثبت في كتابكم أن بني إسرائيل خالفت نبيها في خليفته، وعدلوا عنه إلى ما لا يصلح لها.
    قال العلماء: يا يوحنا أفتدري أنت أن أبا بكر لا يصلح للخلافة؟
    قال يوحنا: أما أنا فوالله لم أر أبا بكر يصلح للخلافة....(يتبع)

    vbrep_register("165974")

  • #2
    قال يوحنا: أما أنا فوالله لم أر أبا بكر يصلح للخلافة، ولا أنا متعصب للرافضة، لكني نظرت الكتب الإسلامية فرأيت أن أئمتكم أعلمونا أن الله ورسوله أخر أن أبا بكر لا يصلح للخلافة..
    قال الأئمة: وأين ذلك.
    قال يوحنا: رأيت في بخاريكم، وفي الجمع بين الصحاح الستة، وفي صحيح ابي داود، وصحيح الترمذي، ومسند أحمد بن حنبل أن رسول الله (ص) بعث سورة براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذي الحليفة دعاً علياً (ع) ثم قال له: أدرك أبا بكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم، فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟
    قال: قال ولكن جاءني جبريل (ع) وقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
    فإذا كان الأمر هكذا وأبو بكر لا يصلح لأداء آيات يسيرة عن النبي (ص) في حياته، فكيف يصلح أن يكون خليفته بعد مماته ويؤدي عنه، وعلمنا من هذا أن علياً (ع) يصلح أن يؤدي عن النبي (ص).
    فيا أيها المسلمون لم تتعامون عن الحق الصير؟ ولم تركنون إلى هؤلاء وكم ترهبون الأهوال؟
    أطرق الحنفي بأسه إلى الأرض ثم رفعه وقال: يا يوحنا والله إنك لتنظر بعين الانصاف، وإن الحق لكما تقول، وأزيدك في معنى هذا الحديث، وهو أن اله تعالى أراد أن يبين للناس أن أبا بكر لا يصلح للخلافة، فلذلك أمر رسول الله (ص) أن يخرج علياً وراءه ويعزله عن هذا لامنصب العظيم ليعلم الناس أن أبا بكر لا يصلح لها، وأن الصالح لها علي (ع) فقال لرسول الله (ص): لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك(1)، فما تقول أنت يا مالكي؟
    قال المالكي والله فإنه لم يزل يختلج في خاطري أن علياً نازع أبا بكر في خلافته مدة ستة أشهر، وكل متنازعين في الأمر لا بد وأن يكون أحدهما محقاً، فإن قلنا إن أبا بكر كان محقاً فقد خالفنا مدلول قول النبي ص): (علي مع الحق والحق مع علي). وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه ونظر إلى الحنبلي ليرى رأيه.
    قال الحنبلي: يا أصحابنا كم نتعامى عن الحق؟ والله إن اليقين أن أبا بكر وعمر غصبا حق علي (ع).
    وقال يوحنا: فاختبط القوم، وكثر بينهم النزاع لكن كان مآل كلامهم أن الحق في طرف الرافضة، وكان أقربهم إلى لاحق إذن إمام الشافعية، فقال لهم اراكم تشكون أن النبي (ص) قال: من مات ولم يعرف إمام زمانه(1) فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً.
    فما لامراد بإمام الزمان؟ ومن هو؟
    قالوا: إمام زماننا القرآن فإنا به نقتدي.
    فقال الشافعي: أخطأتم لأن النبي (ص) قال: الائمة من قريش(2) ولا يقال للقرآن إنه قد شيء.
    فقالوا: النبي إمامنا.
    فقال الشافعي: أخطأتم، لأن علماءنا لم اعترض عليهم بان كيف يجوز لأبي بكر وعمر أن يتركا رسول الله (ص) مسجّى غير مغسَّل ويذهبا لطلب الخلافة، وهذا دليل على حرصهم عليها، وهو قادح في صحة خلافتهما.
    أجاب علماؤنا إنهم لمحموا أقوال النبي (ص) (من مات ولم يعرف إمم زمانه مات ميتة جاهلية) ولم يجوّزوا على أنفسهم الموت قبل تعيين الإمام فبادروا لتعيينه هرباً من ذلك الوعيد، فعلمنا أن ليس المراد بالإمام هنا النبي.
    فقالوا للشافعي: فأنت من إمامك يا شافعي؟
    قال: إن كنت من قبيلتكم فلا إمام لي، وإن كنت من قبيلة الاثني عشرية فإمامي محمد بن الحسن (ع).
    فقال العلماء: هذا والله أمر بعيد كيف يجوز أن يكون إمامك واحداً من مدة لا يعيش أحد مثله، ولا يراه أحد؟ هذا بعيد جداً.
    فقال الشافعي: الدجّال من الكفرة تقولون: إنه حي وموجود، وهو قبل المهدي والسامري، كذلك ووجود إبليس لا تنكرونه، وهذا الخضر، وهذا عيسى تقولون: إنهما حيان، وقد ورد عندكم ما يدل على التعمير في حق السعداء والأشقياء، وهذا القرآن ينطق أن أهل الكهف ناموا ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون، أفبعيد أن يعيش من ذرية محمد (ص واحد مدة طويلة يأكل ويشرب إلا أنه لا يخبرنا أحد أنه رأه؟! فاستبعادكم هذا بعيد جداً.
    قال يوحنا: إن نبيكم قال: ستفترق أمتي من بعدي إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة ناجية، واثنتان وسبعون في النار فهل تعرف الناجية من هي؟
    قالوا: إنم أهل السنة والجماعة لقول النبي (ص) لما سئل عن الفرقة الناجية من هم؟ فقال: (الذين هم على ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
    قال يوحنا: فمن اين لكم أنكم أنتم اليوم على ما كان عليه لانبي (ص)؟
    قالوا: ينقل ذلك الخلف عن السلف.
    فقال يوحنا: فمن الذي يعتمد على نقلكم؟
    قالوا: وكيف ذلك؟
    قال: لوجهين:
    الأول: أن علماءكم نقلوا كثيراً من الأحاديث التي تدل على إمامة علي (ع) وأفضليته، وأنتم تقولون إنه مكذوب عليه، وشهدتم على علمائكم أنهم ينقلون الكذب فربما يكون هذا أيضاً كذباً ولا مرحج لكم.
    الثاني: أن النبي (ص) كان يصلي كل يوم الصلوات الخمس في المسجد ولم يضبط له أنه هل كان يبسمل للحمد أم لا؟ وهل كان يعتقد وجوبها أم لا؟ وهل كان يسبل يديه أم لا؟ ولو كان يعقدهما فهل يعقدهما تحت السرة أو فوقها؟ وهل كان يمسح الوضوء ثلاث شعرات أو ربع الرأس، أو بعضه أو جميعه، فإذا كان سلفكم لم يضبط شيئاً كان رسول الله (ص) يفعله في اليوم والليلة مراراً متعددة، فكيف يضبطون شيئاً لم يفعله في العمر إلا مرة واحدة أو مرتين، هذا بعيد! وكيف تقولون إن أهل السنة هم على ما كان عليه النبي (ص) والحال أنهم يناقض بعضهم بعضاً في اعتقاداتهم، واجتماع النقيضين محال.
    قال يوحنا: فأطرقوا جميعاً، ودار الكلام بينهم، وارتفعت الأصوات بينهم، وقالوا الصحيح أنا لا نعرف الفرقة الناجية من هي، وكل منا يزعم أنه هو الناجي، وأن غيره هو الهالك، ويمكن أن يكون هو الهالك، وغيره الناجي.
    قال يوحنا: هذه الرافضة الذين تزعمون أنهم ضالون يجزمون بنجاتهم، وهلاك من سواهم، ويستدلون على ذلك بأن اعتقادهم أوفى للحق، وأبعد عن الشك.
    قالت العلماء: يا يوحنا، قل وإنا والله لا نتهمك لعلمنا أنك تجادلنا على إظهار الحق.
    قال يوحنا: أنا أقول باعتقاد الشيعة أن الله قديم ولا قديم سواه، وأنه موجود، وأنه ليس بجسم، ولا في محل، وهو منزه عن الحلول، واعتقادكم أنكم تثبتون معه ثمانية قدماء هي الصفات حتى إن إمامكم الفخر الرازي شنّع عليكم، وقال: إن النصارى واليهود، كفروا حيث جعلوا مع الله إلهين اثنين قديمين واصحابنا أثبتوا قدماء تسعة، وابن حنبل أحد أئمتكم قال: إن الله جسم، وإنه على العرش، وانه ينزل في صورة أمرد، فبالله عليكم أليس الحال كما قلت؟
    قالوا: نعم.
    قال يوحنا: فاعتقادهم إذا خير من اعتقادكم، واعتقاد الشيعة أن الله سبحانه لا يفعل قبيحاً، ولا يخلّ بواجب، وليس في فعله ظلم، ويرضون بقضاء الله لأنه لا يقضي إلا بالخير، ويعتقدون أن فعله لغرض لا لعبث، وأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يضل أحداً من عباده، ولا يحول بينهم وبين عبادته، وأنه أراد الطاعة، ونهى عن المعصية، وأنهم مختارون في أفعال أنفسهم، واعتقادكم أنتم أن الفواحش كلها من الله ـ تعال الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وأن كل ما يقع في الوجود من الكفر والفسوق والمعصية والقتل والسرقة والزنا فإنه خلقه الله تعالى في فاعليه وأراده منهم وقضى عليهم به ورفع اختيارهم، ثم يعذبهم عليه، وأنتم لا ترضون بقضاء الله بل إن الله تعالى لا يرضى بقضاء نفسه، وانه هو الذي أضل العباد وحال بينهم وبين العبادة والإيمان، وإن الله تعالى يقول: (ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فاعتبروا هل اعتقادكم خير من اعتقادهم أم اعتقادهم خير من اعتقادكم ونتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون!!
    وقالت الشيعة: أنبياء الله معصومون من أول عمرهم إلى آخره عن الصغائر والكبائر فيما يتعلق بالوحي وغيره عمداً وخطأً، واعتادكم أنه يجوز عليهم الخطأ والنسيان، ونسبتم أن رسول الله (ص) سهى في القرآن بما يوجب الكفر فقلتم: إنه صلى الصبح فقرأ سورة النجم: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)، وهذا كفر وشرك جلي، حتى أن بعض علمائكم صنّف كتاباً فيه تعداد ذنوب نسبها للأنبياء (ع) فأجابته الشيعة عن ذلك الكتاب بكتاب سموه بتنزيه الأنبياء، فماذا تقولون أي الاعتقادين أقرب إلى الصواب، وأدنى من الفوز؟

    تعليق


    • #3
      واعتقاد الشيعة أن رسول الله (ص) لم يقبض حتى أوصى إلى من يقوم بالأمر بعده، وأنه لم يترك أمته هملاً ولم يخالف قوله تعالى، واعتقادكم أن ترك أمته هملاً، ولم يوص إلى من يقوم بالأمر بعده، وإن كتابكم الذي أنزل عليكم فيه وجوب الوصية، وفي حديث نبيكم وجوب الوصية، فلزم على اعتقادكم أن يكون النبي (ص) أمر الناس بما لم يفعله، فأي الاعتقادين أولى بالنجاة.
      واعتقاد الشيعة أن رسول الله (ص) لم يخرج من الدنيا حتىنص الخلافة على علي بن أبي طالب ع) ولم يترك أمته هملاً فقال له يوم الدار: (أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا أمره) وأنتم نقلتموه ونقله إمام القرّاء والطبري والخركوشي وابن اسحاق.

      وقال فيه يوم غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) حتى قال له عمر: بخ لخ لك يا علي، أصبحت مولاي وولى كل مؤمن ومؤمنة، نقله إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده. وقال فيه لسلمان: (عن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب) رواه إمامكم أحمد بن حنبل. وقال فيه: (إن الأنبياء ليلة المعراج قالوا لي: بعثنا على الإقرار بنبوتك، والولاية لعلي بن أبي طالب) ورويتموه في الثعلبي والبيان وقال فيه: (إنه يحب الله ورسوله) رويتموه في البخاري ومسلم. وقال فيه (لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني)، وعنى به علي بن أبي طالب، ورويتموه في الجمع بين الصحيحين، وقال فيه: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، وريتموه في البخاري. وأنزل الله فيه: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) وأنزل فيه: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة وهم راكعون) وأنه صاحب آية الصدقة، وضربته لعمرو بن ود العامري أفضل من عمل الأمة إلى يوم القيامة، وهو أخو رسول الله (ص) وزوج ابنته، وباب المدينة، وإمام المتقين، ويعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، حلال المشكلات، وفكّاك المعضلات، هو الإمام بالنص الإلهي، ثم من بعده الحسن والحسين اللذان قال فيهما النبي (ص): (هذان إمامان قاما أوقعدا، وأبوهما خير منهما).
      وقال النبي (ص): (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، ثم علي زين العابدين، ثم أولاده المعصومون الذين خاتمهم الحج القائم المهدي إمام الزمان (ع) الذي من مات ولم يعرفه مات ميتة الجاهلية، وأنتم رويتم في صحاحكم عن جابر بن سمرة أنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول (يون بعدي إثنا عشر أميراً) وقال كلمة لم أسمعها وفي بخاريكم قال رسول الله (ص) (لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلاً) ثم تكلم بكلمة خفيفة خفيت علي

      تعليق


      • #4
        وفي صحيح مسلم (لا يزال أمر الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)، وفي الجمع بين الصحيحين والصحاح الستة أن رسول الله (ص) قال: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي أثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
        وروى عالمكم ومحدثكم وثقتكم صاحب كفاية الطالب عن أنس بن مالك، قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم النبي (ص) إذ دخل الحسن والحسين (عليهما السلام) فقبّلهما رسول الله، وقام أبو ذر فانكب عليهما، وقبّل أيديهما، ورجع فقعد معنا، فقلنا له سراً: يا ابا ذر رايت شيخاً من أصحاب رسول الله (ص) يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما ويقبّلهما ويقبّل ايديهما.

        فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعت لفعلتم بهما أكثر مما فعلت.
        فقلنا: وما سمعت فيهما من رسول الله (ص يا أبا ذر؟
        فقال: سمعته يقول لعلي ولهما: (والله لو أن عبداً صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذاً ما نفعه صلاته ولا صومه إلا بحبكم والبراءة من عدوكم).
        ياعلي، من توسل إلى الله بحقكم فحق على الله أن لا يرده خائباً.
        يا علي، من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى.
        قال: ثم قام أبو ذر وخرج فتقدمنا على رسول الله (ص) فقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر بكيت وكيت.
        فقال: صدق أبو ذر، والله ما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر(1).
        ثم قال (ص): خلقني الله تعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق اله آدم بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات.
        ____________
        1- مجمع الزوائد ج5 ص197 ص442، مشكل الآثار ج1 ص224، مسند أحمد بن حنبل ج2 ص175 وص223 ط الميمنية، الكامل في الضعفاء لابن عدي ج5 ص1816، البداية النهاية ج7 ص165، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج8 ص259، بتفاوت.

        الصفحة 336

        قلت يا رسول الله: وأين كنتم؟ وعلى أي شأن كنتم؟
        فقال رسول الله (ص): كنا اشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله ونقدسه.
        ثم قال (ص): (لما عرج بي إلى السماء وبلغت إلى سدرة المنتهى ودعّني جبرئيل.
        فقلت: يا حبيبي جبرئيل في مثل هذا المقام تفارقني؟
        فقال يا محمد إني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي، ثم زج بي من النور على النور ما شاء الله تعالى، فأوحى الله تعالى إلي: يا محمد: إني أطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبياً، ثم اطلعت ثانياً فاخترت منها علياً وجعلته وصيك ووارث علمك وإماماً من بعدك، وأخرج من أصلابكم الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي، ولولاهم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة، ولا الجنة ولا النار، أتحب أن تراهم؟
        فقلت: نعم يا رب، فنوديت: يا محمد أرفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة بن الحسن يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري (ع).
        فقلت: يا رب من هؤلاء ومن هذا؟
        فقال سبحانه وتعالى: هؤلاء الأئمة من بعدك المطهّرون من صلبك، وهذا هو الحجة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ويشفي صدور قوم مؤمنين.
        فقلنا: بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجباً.

        الصفحة 337

        فقال (ص): وأعجب من هذا أن أقواماً يسمعون هذا مني ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ويؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي(1).
        قال يوحنا: واعتقادكم أنتم ن رسول الله (ص) لما مات مات على غير وصية، ولم ينص على خليفته، وأن عمر بن الخطاب اختار أبا بكر وبايعه وتبعته الأمة، وأنه سمى نفسه خليفة رسول الله (ص9 وانتم تعلمون كلكم أن أبا بكر وعمر لما مات رسول الله (ص) تركاه بغير غسل ولا كفن وذهبا إلى سقيفة بني ساعدة فنازعا الأنصار في الخلافة، وولي أبو بكر الخلافة ورسول الله (ص) مسجى، ولا شك أن رسول الله (ص) لم يستخلفه، وأنه كان يعبد الأصنام قبل أن يسلم أربعين سنة، والله تعالى يقول (لا ينال عهدي الظالمين)(2) ومنع فاطمة إرثها من أبيها رسول الله (ص) بخر (رواه).
        قالت فاطمة: يا أبا بكر ترث أباك ولا أرث أبي، لقد جئت شيئاً فرياً، وعارضته بقول الله: (يرثني ويرث من آل يعقوب)(3) (وورث سليمان داود)(4)، وقال اله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم)(5) ولو كان حديث أبي بكر صحيحاً لم يمسك علي بن أبي طالب (ع) سيف رسول الله (ص) ويغلته وعمامته ونازع العباس علياً بعد موت فاطمة (ع) في ذلك، ولو كان هذا الحديث معروفاً لم يجز
        ____________
        1- كفاية الأثر: ص69 ـ 73.
        2- سورة البقرة: الآية 124.
        3- سورة مريم: الآية 6.
        4- سورة النمل: الآية 16.
        5- سورة النساء: الآية 11

        تعليق


        • #5
          ، ولو كان هذا الحديث معروفاً لم يجز
          ____________

          1- كفاية الأثر: ص69 ـ 73.
          2- سورة البقرة: الآية 124.
          3- سورة مريم: الآية 6.
          4- سورة النمل: الآية 16.
          5- سورة النساء: الآية 11.

          الصفحة 338

          لهم ذلك، وابو بكر منع فاطمة (عليها السلام) فدكاً لانها ادّعت ذلك، وذكرت أن النبي (ص) نحلها إياها فلم يصدّقها في ذلك مع أنها من أهل الجنة، وان الله تعالى أذهب عنها الرجس الذي هو أعمّ من الكذب وغيره، واستشهدت علياً (ع) وأم أيمن مع شهادة النبي (ص) لها بالجنة، فقال: رجل مع رجل وإمرأة، وصدّق الأزواج في ادعاء الحجرة، ولم يجعل الحجرة صدقة فأوصت فاطمة وصية مؤكدة أن يدفنها علي ليلاً حتى لا يصلي عليها أبو بكر(1).
          وأبو بكر قال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم(2)، فإن صدق فلا يصح له التقدم على علي بن أبي طلاب (ع) وإن كذب فلا يصلح للإمامة، ولا يحمل هذا على التواضع لجعله شيئاً موجباً لفسخ الإمامة وحاملاً له عليه.
          وأبو بكر قال: إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا زغت فقوّموني(3). ومن يعتريه الشيطان فلا يصلح للإمامة!!
          وأبو بكر قال في حقه عمر: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ووقى الله المسلمين شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه(4)، فتبين أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب، وأن مثلها مما يجب المقاتلة عليها.
          وأبو بكر تخلف عن جيش أسامة وولاه عليه، ولم يولّ النبي (ص) على علي أحداً(5).
          ____________
          1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص280 ـ 281، وقد تقدمت تخريجاته.
          2- الإمامة والسياسة ج1 ص22، كنز العمال ج5 ص588 ح14046 و1405، تاريخ الطبري ج3 ص210، نهج الحق ص264، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص169.
          3- نفس المصدر السابق.
          4- تقدمت تخريجاته.
          5- انظر: الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص144، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص96.

          الصفحة 339

          وأبو بكر لم يولّه رسول الله (ص) عملاً في زمانه قط إلا سورة براءة، وحين ما خرج أمر الله تعالى رسوله بعزله وأعطاها علياً(1).
          وأبو بكر لم يكن عالماً بالأحكام الشرعية، حتى قطع يسار السارق، وأحرق بالنار الفجاءة السلمي التيمي(2)، وقد قال رسول الله (ص): (لا يعذّب بالنار إلا رب النار)(3).
          ولما سئل عن الكلالة لم يعرف ما يقول فيها فقال: أقول برأيي فإن كان صواباً فمن الله وإن الله وإن كان خطأ فمن الشيطان.
          وسألته جّدة عن ميراثها، فقال: لا أجد لك في كتاب اله شيئاً ولا في سنة محمد، ارجعي حتى أسأل فأخبره المغيرة بن شعبة أن النبي (ص) أعطاها السدس وكان يستفتي الصحابة في كثير من الأحكام.
          وأبو بكر لم ينكر على خالد بن الوليد في قتل مالك بن نويرة، ولا في تزويج امرأته ليلة قتله من غير عدة.
          وأبو بكر بعث على بيت أمير المؤمنين (ع) لما امتنع من البيعة فأضرم فيه النار(4) وفيه فاطمة (ع) وجماعة من بني هاشم وغيرهم فانكروا عليه.
          ____________
          1- تقدمت تخريجاته..
          2- راجع: الإمامة والسياسة ج1 ص14.
          3- شرح السنة للبغوي ج12 ص198، مجمع الزوائد ج6 ص251، كشف الأستار ج2 ص211 ح1538.
          4- الإمامة والسياسة ج1 ص191، نهج الحق ص27، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص56: فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج إليه الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة (ع) تبكي وتصبح، فنهنهت من الناس إلخ وروى ذلك عن أبي بكر الجوهري.

          الصفحة 340

          وأبو بكر لمّا صعد المنبر جاء الحسن والحسين وجماعة من بني هاشم وغيرهم وأنكروا عليه وقال له الحسن والحسين (ع): هذا مقام جدّنا ولست أهلاً له(1).
          وأبو بكر لما حضرته الوفاة، قال: يا ليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه، وليتني كنت سألت رسول الله (ص): هل للأنصار في هذا الأمر حق؟
          وقال: ليتني في ظلة بني ساعدة ضربت على يد أحد الرجلين، وكان هو الأمير وأنا الوزير(2).
          وأبو بكر بكر عندكم أنه خالف رسول الله (ص) في الاستخلاف، لأنه استخلف عمر بن الخطاب ولم يكن النبي (ص) ولاه قط عملاً إلاغزوة خيبر فرجع منهزماً، وولاه الصدقات فشكا العباس فعزله النبي (ص): وأنكر الصحابة على أبي كر تولية عمر حتى قال طلحة: وليت عمر فظاً غليظاً.
          وأما عمر، فإنه أتي إليه بإمراة زنت وهي حامل فأمر رجمها، فقال علي (ع): إن كان لك عليها سبيل فليس لك على حملها من سبيل، فأمسك وقال: لولا علي لهلك عمر(3).
          وعمر شك في موت النبي (ص) وقال: ما مات محمد ولا يموت حتى تلا عليه أبو بكر الآية (إنك ميت وإنهم ميتون)(4) فقال: صدقت، وقال: كأني لم أسمعها(5).
          ____________
          1- نهج الحق ص272، أسد الغابة ج2 ص14، الصواعق المحرقة ص175، ط المحمدية وص105 ط الميمنية بمصر.
          2- الإمامة والسياسة: ج1 ص1، مروج الذهب ج2 ص301 ـ 302، نهج الحق ص265.
          3- تقدمت تخرجاته.
          4- سورة الزمر: الآية 3.
          5- تاريخ الخميس ج2 ص167، صحيح البخاري ج6 ص17، وقد تقدم الحديث مع تخريجاته.

          الصفحة 341

          وجاءوا إلى عمر بإمراة مجنونة قد زنت فأمر برجمها، فقال له علي (ع): القلم مرفوع الن المجنون حتى يفيق، فأمسك، فقال: لولا علي لهلك عمر(1).
          وقال في خطبة له: من غالى في مهر امرأته جعلته في بيت مال المسلمين، فقال له امرأة، تمنعنا ما أحل اله لنا حيث يقول (وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً)(2) فقال: كل الناس أفقه من عمر حتى المخدّرات في البيوت(3).
          وكان يعطي حفصة وعائشة كل واحدة منهما مأئتي ألف درهم، وأخذ مائتي الف درهم من بيت المال فأنكر عليه المسلمون فقال: أخذته على وجه القرض(4).
          ومنع الحسن والحسين (ع) إرثهما من رسول اله (ص ومنعما الخمس(5).
          وعمر قضى ف الحد بسبعين قضية وفضل في العطاء والقسمة ومنع المتعتين وقال: متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) حلالاً وأنا محرّمهما، ومعاقب من فعلهما(6).
          وخالف النبي (ص) وأبا بكر في النص وعدمه، وجعل الخلافة في ستة نفر، ثم ناقض نفسه وجعلها في أربعة نفر، ثم في
          ____________
          1- تقدمت تخريجاته.
          2- سورة النساء.
          3- الدر المنثور ج2 ص466، نهج الحق ص278، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص182 وج12 ص17.
          4- نهج الحق ص279، وفيه عشرة آلاف.
          5- أحكام القرآن للجصّاص ج3 ص61.
          6- نهج الحق: ص281، الدر المنثور ج2 ص487، وقد تقدمت تخريجاته.




          الصفحة 342

          الثلاثة، ثم في واحد، فجعل إلى عبد الرحمن بن عوف الاختيار بعد أن وصفه بالضعف والقصور، ثم قال: إن اجتمع علي وعثمان فالقول ما قالا، وإن صاروا ثلاثة ثلاثة فالقول للذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، لعلمه أن علياً وعثمان لا يجتمعان على أمر، وأن عبد الرحمن بن عوف لا يعدل بالأمر عن ابن أخته وعثمان، ثم أمر بضرب عنق من تأخر عن البيعة ثلاثة أيام(1).
          وعمر أيضاً مزق الكتاب كتاب فاطمة (ع) وهو أنه لما طالت المنازعة بين فاطمة وأبيك، رد عليها فدك والعوالي، وكتب هلا كتاباً فخرجت والكتاب في يدها فلقيها عمر فسألها عن شأنها، فقصت قصتها، فأخذ منها الكتاب وخرّقه(2)، ودعت عليه فاطمة، فدخل علي أبي بكر ولامه على ذلك واتفقا على منعها.
          وأما عثمان بن عفان فجعل الولايات بين أقاربه، فاستعمل الوليد أخاه لأمه على الكوفة، فشرب الخمر، وصلى بالناس وهو سكران(3)، فطرده أهل الكوفة فظهر منه ما ظهر.
          وأعطى الأموال العظيمة أزواج بناته الأربع، فأعطى كل واحد من أزواجهن مائة ألف مثقال من الذهب من بيت مال المسلمين وأعطى مروان ألف ألف درهم من خمس افريقية(4).
          ____________
          1- الإمامة والسياسة ج1 ص28ـ 29، نهج الحق ص285، تقدم الحديث مع تخريجاته.
          2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص274.
          3- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص18، تاريخ الخميس ج2 ص255 و259، الكامل في التاريخ ج3 ص52، الإمامة والسياسة ج1 ص32، أسد الغابة ج5 ص90، نهج الحق ص290.
          4- تاريخ الخميس ج1 ص26، تاريخ الطبري ج5 ص49، تاريخ اليعقوبي ج2 ص155، المعارف لابن قتيبة ص84، نهج الحق ص293، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص198، تاريخ الخلفاء.

          الصفحة 343

          وعثمان حمى لنفسه عن المسلمين ومنعهم عنه(1)، ووقع منه أشياء منكرة في حق الصحابة. وضرب ابن مسعود(2) حتى مات وأحرق مصحفه، وكان ابن مسعود يطعن في عثمان ويكفره.
          وضرب عمار بن ياسر صاحب رسول الله (ص) حتى صار به فتق(3).
          واستحضر أبا ذر من الشام لهوى معاوية وضربه ونفاه على الربذة(4)، مع أن النبي (ص) كان يقرّب هؤلاء الثلاثة.
          وعثمان أسقط القود ـ عن ابن عمر ـ لما قتل النوار بعد الإسلام.
          واراد أن يسقط حد الشراب عن الوليد بن عتبة الفاسق، فاستوفى منه علي (ع) وخذلته الصحابة حتى قتل ولم يدفن إلا بعد ثلاثة أيام ودفنوه في حشّ كوكب.
          وغاب عن المسلمين يوم بدر، ويوم أحد، وعن بيعة الرضوان.
          وهو كان السبب في أن معاوية حارب علياً (ع) على الخلافة، ثم آل الأمر إلى أن سبّ بنو أمية علياً (ع) على المنبر، وسمّوا الحسن، وقتلوا الحسين، وشهّروا أولاد النبي (ص) وذريته في البلاد يطاف بهم على المطايا(5)، فآل الأمر إلى الحجّاج
          ____________
          1- نهج الحق ص294 ، تاريخ الخميس ج2 ص262، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص199، تاريخ الخلفاء ص164.
          2- نهج الحق ص295، أسد الغابة ج3 ص259، تاريخ ابن كثير ج7 ص163،تاريخ الخميس ج2 ص268، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص198، وج3 ص40.
          3- تاريخ الخميس ج2 ص271، الإمامة والسياسة ج1 ص32، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص238، نهج الحق ص296.
          4- تاريخ اليعقوبي ج2 ص162، الكامل في التاريخ ج3 ص56، نهج الحق ص298، أنساب الأشراف ج5 ص52، مروج الذهب ج2 ص339.
          5- انظر: ينابيع المودة ب61 ص350، مقتل الحسين (ع)ـ للمقرم.

          الصفحة 344

          حتى أنه قتل من آل محمد إثني عشر ألفاً، وبنى كثيراً منهم في الحيطان وهم أحياء، وكل السبب في هذا أنهم جعلوا الإمامة بالأختيار والارادة، ولو أنهم اتبعوا النص في ذلك ولم يخالف عمر بن الخطاب النبي (ص) في قوله: (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبدأً)(1)، لما حصل الخلاف وهذا الضلال.
          قال يوحنا: يا علماء الدين هؤلاء الذين يسمّون الرافضة هذا اعتقادهم الذي ذكرنا، وأنتم هذا اعتقادكم الذي قررناهن ودلائلهم هذه التي سمعتموها، ودلائلكم هذه التي نقلتموها.
          فبالله عليكم أي الفريقين أحق بالأمر إن كنتم تعلمون؟
          فقالوا بلسان واحد: والله عن الرافضة على الحق، وإنهم المصدقون على أقوالهم، لكن الأمر جرى على ما جرى فإنه لم يزل أصحاب الحق مقهورين، وأشهد علينا يا يوحنا إنا على موالاة آل محمد، ونتبرأ من أعدائهم، غلا أنا نستدعي منك أن تكتم علينا أمرنا لأن الناس على دين ملوكهم.
          قال يوحنا: فقمت عنهم وأنا عارف بدليلي، واثق باعتقادي بيقين فلله الحمد والمنة، ومن يهد الله فهو المهتد.
          فسطرت هذه الرسالة لتكون هداية لمن طلب سبيل النجاة، فمن نظر فيها بعين الإنصاف أرشد إلى الصواب، وكان بذلك مأجورا، ومن ختم على قلبه ولسانه فلا سبيل إلى هدايته كما قال الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)(2) فإن أكثر المتعصبين (سواء عليهم
          ____________
          1- تقدمت تخرجاته.
          2- سورة القصص : الآية 56.

          الصفحة 345

          أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم)(1).
          اللهم إنا نحمدك على نعمك الجسام، ونصلي على محمد وآل المطهرين من الآثام، مدى الأيام على الدوام إلى يوم القيامة.
          إلى هنا ما وقفنا عليه من الكتاب المذكور، ولله سبحانه الحمد والمنة(

          تعليق


          • #6
            موضوع رائع جدا

            ارجوا من الجميع قرائته والاحتفاظ به

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة al ameer
              موضوع رائع جدا

              ارجوا من الجميع قرائته والاحتفاظ به

              فعلا أخي الفاضل ، هذا الموضوع اختصار مفيد لحقائق اسلاميه هامة ينبغي الاحتفاظ بها ..
              اشكر مرورك

              تعليق


              • #8
                ههههههههههههههههه

                طالعوا من يناظر اسمة يوحنا يعنى ماشاء الله ماعدهم ستين ألف انجيل لا وفوق هذا كل نسخة تختلف عن الاخرى !!

                هذا على العموم والا فهذا موضوع غير موثق اصلا ولايعرف لة مصدر!


                ثم امر اخر : وهل يعنى الشيعة غير مختلفين؟؟ الله يهديج يا اخت ليلى .. اذا كان شيخكم الفيض الكاشانى اللى تلقبونة بفيلسوف العلماء وفقية الفلاسفة يقول : تراهم يختلفون فى المسألة الواحد الى عشرين قولا

                هذا فقهيآ

                اما مذهبيآ : فأصحاب الائمة اختلفوا وتفرقوا عقب وفاة كل امام

                والسلام

                تعليق


                • #9
                  موضوع غاية في الروعة لذوي الالباب

                  ويحتاج الى القراءة والتمعن به اكثر من مرة


                  الغريب ان هناك من قرأ الموضوع وكتب حكمه بحيث ان الفارق الزمني بين مشاركته هنا ومشاركته السابقة ( 7 دقائق)



                  شكرا

                  ولك فائق احترامي


                  التعديل الأخير تم بواسطة ابن اشور; الساعة 01-01-2010, 10:47 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم
                    أحسنت اختى الكريمة الحاجة ليلى وسلمت اناملك
                    صدقا اقول عندما بدأت اقرأ الموضوع لم اتصفحشيئا اخر حتى انتهيت من القراءة
                    موضوع جميل وفية كل الحقائق والاسانيد
                    اطلب من الاخوة تثبيت الموضوع لتعم الفائدة

                    السلام على الحسين وعلى على بن الحسن وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عليه السلام
                    واللعنة الدائمة على ظالميهم الى يوم الدين


                    والحمد لله

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ابن اشور
                      موضوع غاية في الروعة لذوي الالباب

                      ويحتاج الى القراءة والتمعن به اكثر من مرة


                      الغريب ان هناك من قرأ الموضوع وكتب حكمه بحيث ان الفارق الزمني بين مشاركته هنا ومشاركته السابقة ( 7 دقائق)



                      شكرا

                      ولك فائق احترامي


                      لان الموضوع منقول من صفحات الانترنت !!
                      وصاحبه لم يذكر هذا
                      فالبعض قرأ من قبل هذا النقل ايضا
                      فوضع حكمه حين عرف المنقول

                      يوحنا !!!
                      يعتمد على نهج البلاغة واليعقوبي والقلندوزي والامامة والسياسة
                      وتاريخ الخميس .....
                      !!!!!!!!!!
                      يوخنا

                      تعليق


                      • #12
                        [quote=اليونس 1]لان الموضوع منقول من صفحات الانترنت !!
                        وصاحبه لم يذكر هذا
                        فالبعض قرأ من قبل هذا النقل ايضا
                        فوضع حكمه حين عرف المنقول

                        يوحنا !!!
                        يعتمد على نهج البلاغة واليعقوبي والقلندوزي والامامة والسياسة
                        وتاريخ الخميس .....
                        !!!!!!!!!!
                        يوخنا


                        وان يكن

                        تعليق


                        • #13
                          . .
                          المشاركة الأصلية بواسطة اليونس 1
                          لان الموضوع منقول من صفحات الانترنت !!
                          وصاحبه لم يذكر هذا
                          فالبعض قرأ من قبل هذا النقل ايضا
                          فوضع حكمه حين عرف المنقول

                          --- وانت هنا تعجلت كما هو تعجل في الرد

                          فلو قرأت رده لعلمت انه لم يكلف نفسه في قراءة الموضوع لا هنا ولا على صفحات النت

                          فـــ يوحنا هنا رجل مسلم بينما يخاطبه كانه نصراني او ارتد عن الاسلام

                          ثم هناك الاهم فهو يتحدث ويقارن ماورد بالاختلاف بين علماء الشيعه

                          والفرق كبير بين مايذكره وبين عظم الخلاف الوارد في الموضوع . وهو الخلاف الذي خلق الصراع داخل يوحنا في تعاليم الاسلام ومبادئه وماوجده من تناقض وامور تهد الاركان التي بني عليها الاسلام والتي استجدت بعد وفاة الرسول بوقت قصير

                          . .
                          التعديل الأخير تم بواسطة ابن اشور; الساعة 02-01-2010, 06:40 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            أعرف تمام المعرفة ان موضوعي هذا هام لمن ألقى السمع وهو شهيد ، ومن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
                            أما من لهم عيون لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ، ولهم قلوب لا يفقهون بها ، فبالتأكيد ستكون أجوبتهم كمثل المدعو فائق عبد الجليل .......

                            اشكر من أبدى رأيا في هذه الصفحة وأسألكم الدعاء

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                            استجابة 1
                            5 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                            ردود 2
                            12 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            يعمل...
                            X