تويت
كثيرا ما احتج اهل السنة والجماعة بحديث ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) في الاستدلال على ان ذلك هو مقدمة تهيأت النبي لجعل ابا بكر خليفة على المسلمين حتى كاد ان يكون هذا الحديث اقوى الاسانيد التي يحتج بها اهل السنة في صحة خلافته ولاهمية الموضوع في اثبات الحق وابعاد موارد الشبهة اسطر لكم بعض الادلة والبراهين الاستدلالية في عدم صحة المقطع القائل ان الرسول طلب من ابا بكر ان يؤم الناس (لأن الحديث بصلاة النبي (ص) بالناس في مرضه ثابت حتى عندنا لكن اضيف الى هذه الرواية ودلس بها في ان ابا بكر صلى بالناس اماما وهذا ما سيثبت في الادلة التالية) ...
الدليل الاول :
يقول اهل السنة في احاديثهم ان الرسول امر ابا بكر ان يصلي بالناس وذلك قبل وفاته بيومين وكما ذكرت يستدلون بهذه الرواية على بدء تعيين الرسول ابا بكر خليفة له والصحيح ان الروايات والتي بلغت حد التواتر لدى الفريقين تشير الى ان الرسول(ص) قد خرج من بيته لما سمع من حديث الناس في طعن تأمير اسامة بن زيد عليهم وهي قصة معروفة ولا اريد التطرق الان لهذه القصة ولكن هناك روايات تخالف بمعناها وتفسيرها رواية (مروا ابا بكر فليصلي بالناس) فالرسول امر جمع كبير من المهاجرين والانصار بالخروج في جيش اسامة وقد ذكر المؤرخون من ضمن من امر الرسول بخروجهم ابا بكر وعمر وامرهم بالخروج قبل يومين من وفاته فلو قمنا بعمل تسلسل للاحداث لوجودنا ما يلي :[LIST][*]جهز الرسول جيش تحت امرة اسامة قبل وفاته بعدة ايام[*]امر ابا بكر وعمر بالخروج في جيش اسامة [*]امر الجيش بالخروج قبل يومين من وفاته بقوله انفذوا جيش اسامة[*]حدثت صلاة الجماعة المذكورة قبل يومين من وفاته[*]السبب الرئيسي لخروج النبي الى المسجد وهو مريض اشد المرض هو طعن الناس في امرة اسامة بن زيد[/list]
فاذن متى امر رسول الله ابا بكر بالصلاة بالناس (يدعي اهل السنة ان الرسول استثنى ابا بكر من الخروج ويذكرون روايات لذلك) وهذا الفرض باطل لأن امر الخروج للجيش حدث قبل يومين من وفاته والصلاة حدثت قبل يومين من وفاته وامر الخروج لابا بكر وعمر حدث قبل يومين من وفاته اذن متى حدث الاستثناء وهل يناقض الرسول(وحاشا للرسول ذلك) نفسه بنفسه بتلك السرعة ام ان عبارة (ان الرجل ليهجر والتي بدلت بعد ذلك في كتب اهل السنة بكلمة غلبه الوجع حفاظا على ماء الوجه للقائل) عبارة صحيحة وان الرسول في اواخر ايامه لم يعد يعلم ما يقول (لا حول ولا قوة الا بالله) وكي يتضح للقارئ صحة الامر ، اليكم بعض الروايات التي تثبت امر الرسول لابا بكر وعمر بالخروج في جيش اسامة ولم يستثني احد ممن امر بخروجهم مع ذلك الجيش كما يدعي اهل السنة والجماعة :
1- الطبقات الكبرى لابن سعد باب ((اسامة بن زيد)) جزء 4 صفحة 66
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا العمري عن نافع عن ابن عمر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد، وكان الناس طعنوا فيه، أي في صغره، فبلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله، وإنهما لخليقان لها، أو كانا خليقين لذلك، فإنه لمن أحب الناس إلي وكان أبوه من أحب الناس إلي إلا فاطمة، فأوصيكم بأسامة خيرا.
2- الكامل في التاريخ باب((الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته)) جزء 1 صفحة 355
ذكر أحداث سنة إحدى عشرة
في المحرم من هذه السنة ضرب النبي، صلى الله عليه وسلم، بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا: أمر غلاماً على جلة المهاجرين والأنصار. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، وكان أبوه خليقاً لها)، وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون، منهم: أبو بكر وعمر، فبينما الناس على ذلك ابتدىء برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مرضه.
3- تاريخ الاسلام للذهبي باب ((خلافة ابي بكر)) جزء 1 صفحة 361
سرية أسامة
في يوم الاثنين؛ لأربع بقين من صفر. ذكر الواقدي أنهم قالوا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم. ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش. فأغر صباحاً على أهل أبنى، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك.
فلما كان يوم الأربعاء، بديء برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فحم وصدع.
فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقوداً؛ يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة؛ فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟ فقال ابن عيينة، وغيره، عن عبد الله بن دينار، سمع ابن عمر يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، فطعن الناس في إمارته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه. وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي. وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده " . متفق على صحته.
واكتفي بهذا المقدار ومن الواضح في الروايات السابقة عدم استثناء الرسول (ص) لابا بكر للصلاة والا فعبارة متفق على صحته في الرواية الثالثة للذهبي واضحة وجليه ولا تقبل النقاش ... والحكم للعقلاء
وقد يقول قائل ان ابا بكر لم يقصد عدم الخروج ولكنه كان خائف على صحة الرسول ولهذا تأخر هو وغيره من الصحابة (وهذا الادعاء ايضا يدعي به اهل السنة) عن الخروج للاطمئنان عليه وهذا مردود لأن الرسول قد امر بانفاذ جيش اسامة والح في ذلك الأ ان الصحابة ماطلوا وماطلوا حتى توفي الرسول بعد يومين من امره بانفاذ جيش اسامة وهذه الروايات القادمة تدل على ذلك :
1- البدء والتاريخ باب ((وخلقه وسيرته وخصائصه وشرائعه)) جزء 1 صفحة 276
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أسامة بن زيد على جيشٍ و أمره أن يوطئ الخيل أرض البلقاء فتكلم الناس فيه و قالوا أمر غلاماً حدثاً على جلة المهاجرين و الأنصار فلما استوى على المنبر قال انفذوا جيش أسامة انفذوا جيش أسامة انفذوا جيش أسامة ثلاثاً ولعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه وانه لخليق للإمارة و إن كان أبوه خليقاً لها
2- تاريخ اليعقوبي باب (( الوفاة )) جزء 1 صفحة 150
وروي عن أسامة أنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اغز يبنى من أرض فلسطين صباحا ثم أحرق. وروى آخرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يوطئ الخيل أرض البلقاء، وكان في الجيش أبو بكر وعمر، وتكلم قوم وقالوا: حدث السن، وابن سبع عشرة سنة! فقال: لئن طعنتم عليه، فقبله طعنتم على أبيه، وإن كانا لخليقين للإمارة. واشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينفذ الجيش، وكان أسامة مقيماً بالجرف، فلما اشتدت عليه قال: أنفذوا جيش أسامة! فقالها مراراً، واعتل أربعة عشر يوماً، وتوفي يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، ومن شهور العجم آذار، وكان قرآن العقرب.
3- ابو بكر الصديق باب ((ارسال جيش اسامة بن زيد -1- )) جزء 1 صفحة 29
كان رسول الله قد استعمل أسامة بن زيد وأمره بالتوجه إلى حدود الشام للأخذ بثأر من قتل في غزوة مؤتة وقد كان رسول الله قد ضرب البعث على أهل المدينة ومن حولها وفيهم عمر بن الخطاب وعسكر جيش أسامة بالجرف ( 2 ) فاشتكى رسول الله ثم وجد من نفسه راحة فخرج رسول الله عاصبا رأسه فقال :
( أيها الناس أنفذوا جيش أسامة ) ثلاث مرات . وقال : ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إنه كان خليقا للإمارة وايم الله إنه لمن أحب الناس إلي من بعده )
واكتفي بهذا المقدار ومن الواضح ان الرسول كان مصر على انفاذ جيش اسامة الا ان الصحابة تقاعسوا والقول ان الصحابة ارادوا الاطمئنان على صحة الرسول مردود على وفق اوامر الرسول والله سبحانه وتعالى يقول
((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) {الحشر/7}
فهل بعد هذا من عذر ... اليس كان من المفترض وبعد ان قال الرسول(ص) انفذوا جيش اسامة ان كانوا مطيعين لله ورسوله ان يخرجوا من فورهم أي ابا بكر وعمر وعبيدة وغيرهم ... فاين الطاعة اذن ...؟؟؟
الدليل الثاني :
من الأمام ومن المأموم
وردت الروايات في كتب اهل السنة بشكلين ادعي في بعض منها ان ابا بكر اقتدى بصلاة الرسول والناس اقتدوا بصلاة ابا بكر وأدعي في البعض الاخر ان الامام كان ابا بكر وان الرسول صلى مؤتما بصلاة ابا بكر ويمكن طرح ثلاثة احتمالات لهذه المسألة وهي كالتالي :
الاحتمال الاول :
ان الرسول ائتم بصلاة ابا بكر أي ان ابا بكر اصبح أمام الجماعة والرسول والمسلمين صلوا مؤتمين بصلاته فصلوا خلفه (قد وردت احاديث في بعض كتب اهل السنة والجماعة بذلك فذكرت حدثنا فلان عن فلان بما معناه ان الامام كان ابا بكر والرسول كان مأموما) وهذا باطل لأن الرسول الاعظم هو افضل خلق الله على الاطلاق وهو خير الناس منذ نزول ادم (ع) والى يوم القيامة فاذا ائتم الرسول بصلاة ابا بكر اصبح بذلك ابا بكر افضل من الرسول وهذا الفرض باطل عقلا ..
تعليق : من باب الزموهم بما الزموا به انفسهم
نحن الشيعة نقول عند ظهور امامنا المهدي (ع) ينزل الله عيسى (ع) من السماء فيدعو الناس الى الدخول تحت راية الامام ويصلي عيسى (ع) خلف امامنا واهل السنة يقولون ان هذا من مفتريات الشيعة لأن عيسى نبي والامام المهدي (ع) ليس بنبي فكيف يصلي خلفه وعلى هذا الاساس فاي رواية تشير الى ان امام الصلاة كان ابا بكر وان الرسول صلى مؤتما بصلاة ابا بكر مردودة وباطلة على حسب ادعائهم
الاحتمال الثاني :
ان ابا بكر تبع رسول الله أي ان الرسول اصبح امام لابا بكر في الصلاة والناس ائتموا بابا بكر (وهذا النوع الثاني الوارد في كتب اهل السنة وهو اكثر من الشكل الاول ) وقد ورد في نصوص الاحاديث لدى اهل السنة والجماعة ان الرسول جلس الى يسار ابا بكر وان ابا بكر اقتدى بصلاة الرسول والناس اقتدوا بصلاة ابا بكر وهذا مردود وباطل شرعا لان صلاة الجماعة تبطل اذا وجد امامان لصلاة جماعة واحدة وهذا باطل عقلا ايضا فجلوس ابا بكر جنب الرسول في الصلاة تدل على انه اصبح بمقام الرسول (والمصيبة الكبرى بعد كل هذا يتهموننا بالغلو في ائمتنا .. ! ! ! ) والنصوص الصريحة اثبتت افضلية محمد (ص) على جميع الخلائق بدون استثناء ولا يوازيه احد من البشر وعلى هذا الاساس يبطل هذا الاحتمال ايضا .
واليكم روايتين من اصح الكتب لدى اهل السنة والجماعة تثبت ما يقولنه في شأن جلوس الرسول بالجانب الايسر لابا بكر
1- صحيح البخاري باب ((11- باب حد المريض ان يشهد الجماعة)) جزء 1 صفحة 236
633 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثني أبي قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال الأسود
: كنا عند عائشة رضي الله عنها فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس وأعاد فأعادوا له فأعاد الثالثة فقال ( إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه و سلم من نفسه خفة فخرج يتهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه و سلم أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه قيل للأعمش وكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه نعم
رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش بعضه . وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو يصلي قائما
2- صحيح مسلم باب ((21 – باب استخلاف الامام اذا عرض له عذر)) جزء 1 صفحة 311
95 - ( 418 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) قال
: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مرو أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقالت له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فأمروا أبا بكر يصلي بالناس قالت فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض قالت فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قم مكانك فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس عن يسار أبي بكر قالت فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه و سلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر
الاحتمال الثالث :
ان الرسول قد ائم المسلمين ولكن لضعفه بسبب المرض اصبح لا يقدر على الجهر بصوته فقام ابا بكر بالنداء بصوته فبعد ان يؤدي الرسول اركان الصلاة (من تكبيرة احرام وقراءة وركوع وسجود) يقوم ابا بكر بالنداء بصوته ليسمع من حضر الصلاة متى يكون التكبير ومتى يركع الرسول ومتى يسجد وهكذا فما الفضيلة (على فرض صحة هذا الحديث اصلا) لابا بكر فهو لم يكن اكثر من مردد للصلاة بعد كلام رسول الله (ص) وهذا ما نراه في صلاة الجماعة حيث يرد بعد الامام شخص اخر يجلس خلفه ويمكن ان يوجد اشخاص كثر في صلاة الجماعة هم اكفأ من هذا المردد خلف الامام وافضل منه .
وهنا نستخلص نتيجتين :
النتيجة الاولى : اسقاط حديث مرو ابا بكر فليصلي بالناس جملة وتفصيلا في كتب اهل السنة لمخالفتها صريح الاحاديث المذكورة سابقا .
النتيجة الثانية : الاخذ بالحديث المذكور وبالتالي مخالفة العقل السليم ...
الدليل الاول :
يقول اهل السنة في احاديثهم ان الرسول امر ابا بكر ان يصلي بالناس وذلك قبل وفاته بيومين وكما ذكرت يستدلون بهذه الرواية على بدء تعيين الرسول ابا بكر خليفة له والصحيح ان الروايات والتي بلغت حد التواتر لدى الفريقين تشير الى ان الرسول(ص) قد خرج من بيته لما سمع من حديث الناس في طعن تأمير اسامة بن زيد عليهم وهي قصة معروفة ولا اريد التطرق الان لهذه القصة ولكن هناك روايات تخالف بمعناها وتفسيرها رواية (مروا ابا بكر فليصلي بالناس) فالرسول امر جمع كبير من المهاجرين والانصار بالخروج في جيش اسامة وقد ذكر المؤرخون من ضمن من امر الرسول بخروجهم ابا بكر وعمر وامرهم بالخروج قبل يومين من وفاته فلو قمنا بعمل تسلسل للاحداث لوجودنا ما يلي :[LIST][*]جهز الرسول جيش تحت امرة اسامة قبل وفاته بعدة ايام[*]امر ابا بكر وعمر بالخروج في جيش اسامة [*]امر الجيش بالخروج قبل يومين من وفاته بقوله انفذوا جيش اسامة[*]حدثت صلاة الجماعة المذكورة قبل يومين من وفاته[*]السبب الرئيسي لخروج النبي الى المسجد وهو مريض اشد المرض هو طعن الناس في امرة اسامة بن زيد[/list]
فاذن متى امر رسول الله ابا بكر بالصلاة بالناس (يدعي اهل السنة ان الرسول استثنى ابا بكر من الخروج ويذكرون روايات لذلك) وهذا الفرض باطل لأن امر الخروج للجيش حدث قبل يومين من وفاته والصلاة حدثت قبل يومين من وفاته وامر الخروج لابا بكر وعمر حدث قبل يومين من وفاته اذن متى حدث الاستثناء وهل يناقض الرسول(وحاشا للرسول ذلك) نفسه بنفسه بتلك السرعة ام ان عبارة (ان الرجل ليهجر والتي بدلت بعد ذلك في كتب اهل السنة بكلمة غلبه الوجع حفاظا على ماء الوجه للقائل) عبارة صحيحة وان الرسول في اواخر ايامه لم يعد يعلم ما يقول (لا حول ولا قوة الا بالله) وكي يتضح للقارئ صحة الامر ، اليكم بعض الروايات التي تثبت امر الرسول لابا بكر وعمر بالخروج في جيش اسامة ولم يستثني احد ممن امر بخروجهم مع ذلك الجيش كما يدعي اهل السنة والجماعة :
1- الطبقات الكبرى لابن سعد باب ((اسامة بن زيد)) جزء 4 صفحة 66
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا العمري عن نافع عن ابن عمر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد، وكان الناس طعنوا فيه، أي في صغره، فبلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله، وإنهما لخليقان لها، أو كانا خليقين لذلك، فإنه لمن أحب الناس إلي وكان أبوه من أحب الناس إلي إلا فاطمة، فأوصيكم بأسامة خيرا.
2- الكامل في التاريخ باب((الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته)) جزء 1 صفحة 355
ذكر أحداث سنة إحدى عشرة
في المحرم من هذه السنة ضرب النبي، صلى الله عليه وسلم، بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا: أمر غلاماً على جلة المهاجرين والأنصار. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، وكان أبوه خليقاً لها)، وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون، منهم: أبو بكر وعمر، فبينما الناس على ذلك ابتدىء برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مرضه.
3- تاريخ الاسلام للذهبي باب ((خلافة ابي بكر)) جزء 1 صفحة 361
سرية أسامة
في يوم الاثنين؛ لأربع بقين من صفر. ذكر الواقدي أنهم قالوا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم. ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش. فأغر صباحاً على أهل أبنى، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك.
فلما كان يوم الأربعاء، بديء برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فحم وصدع.
فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقوداً؛ يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة؛ فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟ فقال ابن عيينة، وغيره، عن عبد الله بن دينار، سمع ابن عمر يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، فطعن الناس في إمارته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه. وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي. وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده " . متفق على صحته.
واكتفي بهذا المقدار ومن الواضح في الروايات السابقة عدم استثناء الرسول (ص) لابا بكر للصلاة والا فعبارة متفق على صحته في الرواية الثالثة للذهبي واضحة وجليه ولا تقبل النقاش ... والحكم للعقلاء
وقد يقول قائل ان ابا بكر لم يقصد عدم الخروج ولكنه كان خائف على صحة الرسول ولهذا تأخر هو وغيره من الصحابة (وهذا الادعاء ايضا يدعي به اهل السنة) عن الخروج للاطمئنان عليه وهذا مردود لأن الرسول قد امر بانفاذ جيش اسامة والح في ذلك الأ ان الصحابة ماطلوا وماطلوا حتى توفي الرسول بعد يومين من امره بانفاذ جيش اسامة وهذه الروايات القادمة تدل على ذلك :
1- البدء والتاريخ باب ((وخلقه وسيرته وخصائصه وشرائعه)) جزء 1 صفحة 276
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أسامة بن زيد على جيشٍ و أمره أن يوطئ الخيل أرض البلقاء فتكلم الناس فيه و قالوا أمر غلاماً حدثاً على جلة المهاجرين و الأنصار فلما استوى على المنبر قال انفذوا جيش أسامة انفذوا جيش أسامة انفذوا جيش أسامة ثلاثاً ولعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه وانه لخليق للإمارة و إن كان أبوه خليقاً لها
2- تاريخ اليعقوبي باب (( الوفاة )) جزء 1 صفحة 150
وروي عن أسامة أنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اغز يبنى من أرض فلسطين صباحا ثم أحرق. وروى آخرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يوطئ الخيل أرض البلقاء، وكان في الجيش أبو بكر وعمر، وتكلم قوم وقالوا: حدث السن، وابن سبع عشرة سنة! فقال: لئن طعنتم عليه، فقبله طعنتم على أبيه، وإن كانا لخليقين للإمارة. واشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينفذ الجيش، وكان أسامة مقيماً بالجرف، فلما اشتدت عليه قال: أنفذوا جيش أسامة! فقالها مراراً، واعتل أربعة عشر يوماً، وتوفي يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، ومن شهور العجم آذار، وكان قرآن العقرب.
3- ابو بكر الصديق باب ((ارسال جيش اسامة بن زيد -1- )) جزء 1 صفحة 29
كان رسول الله قد استعمل أسامة بن زيد وأمره بالتوجه إلى حدود الشام للأخذ بثأر من قتل في غزوة مؤتة وقد كان رسول الله قد ضرب البعث على أهل المدينة ومن حولها وفيهم عمر بن الخطاب وعسكر جيش أسامة بالجرف ( 2 ) فاشتكى رسول الله ثم وجد من نفسه راحة فخرج رسول الله عاصبا رأسه فقال :
( أيها الناس أنفذوا جيش أسامة ) ثلاث مرات . وقال : ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إنه كان خليقا للإمارة وايم الله إنه لمن أحب الناس إلي من بعده )
واكتفي بهذا المقدار ومن الواضح ان الرسول كان مصر على انفاذ جيش اسامة الا ان الصحابة تقاعسوا والقول ان الصحابة ارادوا الاطمئنان على صحة الرسول مردود على وفق اوامر الرسول والله سبحانه وتعالى يقول
((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) {الحشر/7}
فهل بعد هذا من عذر ... اليس كان من المفترض وبعد ان قال الرسول(ص) انفذوا جيش اسامة ان كانوا مطيعين لله ورسوله ان يخرجوا من فورهم أي ابا بكر وعمر وعبيدة وغيرهم ... فاين الطاعة اذن ...؟؟؟
الدليل الثاني :
من الأمام ومن المأموم
وردت الروايات في كتب اهل السنة بشكلين ادعي في بعض منها ان ابا بكر اقتدى بصلاة الرسول والناس اقتدوا بصلاة ابا بكر وأدعي في البعض الاخر ان الامام كان ابا بكر وان الرسول صلى مؤتما بصلاة ابا بكر ويمكن طرح ثلاثة احتمالات لهذه المسألة وهي كالتالي :
الاحتمال الاول :
ان الرسول ائتم بصلاة ابا بكر أي ان ابا بكر اصبح أمام الجماعة والرسول والمسلمين صلوا مؤتمين بصلاته فصلوا خلفه (قد وردت احاديث في بعض كتب اهل السنة والجماعة بذلك فذكرت حدثنا فلان عن فلان بما معناه ان الامام كان ابا بكر والرسول كان مأموما) وهذا باطل لأن الرسول الاعظم هو افضل خلق الله على الاطلاق وهو خير الناس منذ نزول ادم (ع) والى يوم القيامة فاذا ائتم الرسول بصلاة ابا بكر اصبح بذلك ابا بكر افضل من الرسول وهذا الفرض باطل عقلا ..
تعليق : من باب الزموهم بما الزموا به انفسهم
نحن الشيعة نقول عند ظهور امامنا المهدي (ع) ينزل الله عيسى (ع) من السماء فيدعو الناس الى الدخول تحت راية الامام ويصلي عيسى (ع) خلف امامنا واهل السنة يقولون ان هذا من مفتريات الشيعة لأن عيسى نبي والامام المهدي (ع) ليس بنبي فكيف يصلي خلفه وعلى هذا الاساس فاي رواية تشير الى ان امام الصلاة كان ابا بكر وان الرسول صلى مؤتما بصلاة ابا بكر مردودة وباطلة على حسب ادعائهم
الاحتمال الثاني :
ان ابا بكر تبع رسول الله أي ان الرسول اصبح امام لابا بكر في الصلاة والناس ائتموا بابا بكر (وهذا النوع الثاني الوارد في كتب اهل السنة وهو اكثر من الشكل الاول ) وقد ورد في نصوص الاحاديث لدى اهل السنة والجماعة ان الرسول جلس الى يسار ابا بكر وان ابا بكر اقتدى بصلاة الرسول والناس اقتدوا بصلاة ابا بكر وهذا مردود وباطل شرعا لان صلاة الجماعة تبطل اذا وجد امامان لصلاة جماعة واحدة وهذا باطل عقلا ايضا فجلوس ابا بكر جنب الرسول في الصلاة تدل على انه اصبح بمقام الرسول (والمصيبة الكبرى بعد كل هذا يتهموننا بالغلو في ائمتنا .. ! ! ! ) والنصوص الصريحة اثبتت افضلية محمد (ص) على جميع الخلائق بدون استثناء ولا يوازيه احد من البشر وعلى هذا الاساس يبطل هذا الاحتمال ايضا .
واليكم روايتين من اصح الكتب لدى اهل السنة والجماعة تثبت ما يقولنه في شأن جلوس الرسول بالجانب الايسر لابا بكر
1- صحيح البخاري باب ((11- باب حد المريض ان يشهد الجماعة)) جزء 1 صفحة 236
633 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثني أبي قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال الأسود
: كنا عند عائشة رضي الله عنها فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس وأعاد فأعادوا له فأعاد الثالثة فقال ( إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه و سلم من نفسه خفة فخرج يتهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه و سلم أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه قيل للأعمش وكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه نعم
رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش بعضه . وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو يصلي قائما
2- صحيح مسلم باب ((21 – باب استخلاف الامام اذا عرض له عذر)) جزء 1 صفحة 311
95 - ( 418 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) قال
: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مرو أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقالت له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فأمروا أبا بكر يصلي بالناس قالت فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض قالت فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قم مكانك فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس عن يسار أبي بكر قالت فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه و سلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر
الاحتمال الثالث :
ان الرسول قد ائم المسلمين ولكن لضعفه بسبب المرض اصبح لا يقدر على الجهر بصوته فقام ابا بكر بالنداء بصوته فبعد ان يؤدي الرسول اركان الصلاة (من تكبيرة احرام وقراءة وركوع وسجود) يقوم ابا بكر بالنداء بصوته ليسمع من حضر الصلاة متى يكون التكبير ومتى يركع الرسول ومتى يسجد وهكذا فما الفضيلة (على فرض صحة هذا الحديث اصلا) لابا بكر فهو لم يكن اكثر من مردد للصلاة بعد كلام رسول الله (ص) وهذا ما نراه في صلاة الجماعة حيث يرد بعد الامام شخص اخر يجلس خلفه ويمكن ان يوجد اشخاص كثر في صلاة الجماعة هم اكفأ من هذا المردد خلف الامام وافضل منه .
وهنا نستخلص نتيجتين :
النتيجة الاولى : اسقاط حديث مرو ابا بكر فليصلي بالناس جملة وتفصيلا في كتب اهل السنة لمخالفتها صريح الاحاديث المذكورة سابقا .
النتيجة الثانية : الاخذ بالحديث المذكور وبالتالي مخالفة العقل السليم ...
والحكم للعقلاء.........
تعليق