الهدف من هذه الرسالة
إنا نعتقد جازمين بأن المنصفين من أهل السنة لا يقيمون وزنا لأمثال أولئك المتعصبين ( النواصب ) الذين يتقنون رسم النصوص دون أن يعوها ، وحمل الأسفار دون أن يفهموها .
حيث يلاحظ الجميع تلك الإعلانات الخبيثة التي توزع في أيام عزاء سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وإحياء ذكرى مصابه ، منددة بمثل هذه الشعائر الإسلامية مفرقة بيننا كمسلمين .
إننا لنعجب ممن ينشر تلك الإعلانات ، فبينما يجعل مركزهم عنوان إعلانه البغيض بعبارة ( الهدية القيمة – ابتهاجا وفرحا بهذه المناسبة السعيدة )
[IMG]media/pics/1261776298.jpg[/IMG]
وللمتابع أن يلاحظ أن الشيعة منذ زمن طويل يقيمون الشعائر والمراسم الحسينية في الحسينيات العامرة بجوار إخوانهم السنة وفي قلب مناطقهم بكل رحابة صدر ، فأي شقاق تحقق لولا بروز تلك الإعلانات الشاذة ؟ نعم إن بذر الإعلانات تزامن مع ظهور بعض العقليات السلفية المتحجرة في مجتمع عرف بالتسامح والمودة ؟ولو أن فؤاد الرفاعي وأنصاره الجهلة يعلمون ما يدور في هذه الحسينيات من تربية وتعليم ونصح وتذكير ، ومفاهيم أخلاقية تبني الإنسان المؤمن ليـُؤمَن شر لسانه ويده وقلبه ببركة هذه الحسينيات ، ولساهموا بنفسهم في إعمار هذه الشعائر كغيره من أهل السنة والشيعة المحبين لأهل البيت ( ع )، ولكن كيف ذلك ؟ وهل يرجى القبول بالحق ممن سيطر عليهم قرنائهم ؟
تناولت الشرذمة المتمسلفة في مركزهم البغيض في إعلاناتهم ، وأظهروا عدائهم لأهل البيت (ع) في قراطيسهم بمظهر الفرح والابتهاج في عرض ذلك الحدث الأليم ، ولكن من خلال الأسطر التالية التي نكتبها سيتبين لك أيها القارئ مدى جهل النواصب الذين يعيشونه في معرفة التاريخ الإسلامي وانقيادهم لبعض مشايخهم المتعصبين دون دراسة أو تمحيص لمصادر التاريخ ومجرياته ، وسيتبين لك من خلال هذه المناقشة أنهم انتقائيون في قراءتهم التاريخ قائدهم الهوى ، فلا أصول علمية عندهم ولا هم يحزنون !
وهنا نتعرض لنقاط وردت في إعلاناتهم مع بعض الردود الكافية لفضح تعصبهم ، والله المستعان .
صوم يوم عاشوراء شكرا واتخاذه عيدا ! !
صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء : عن علقمة قال : دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال : يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء ! فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطرا فأطعم ) . لا أعلم ماذا يفعلون بهذه الرواية عن ابن مسعود ؟ ! الظاهر أن علمهم فاق علم ابن مسعود ! أم ؟ ! الظاهر النواصب يحبون الزيادة نكالا في الشيعة ، أو بشهيد كربلاء الحسين بن علي عليه السلام ! ! أو . . بجده خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم ! !
وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حينما ترك صيام عاشوراء كما قال ابن مسعود ؟ ! ! وهل تسبقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفعل المستحبات ! ! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء ، حتى وإن ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام ذلك اليوم ؟ ! !
يلاحظأن مركزهم وجه النداء لنشر إعلاناتهم الخبيثة لأجل صيام يوم عاشوراء شكرا لله تعالى ، لأنه يوم نجاة بني إسرائيل من فرعون مصر قبل الإسلام بآلاف السنين . . ولم يذكر فيها كلمة عن مقتل الإمام الحسين (ع) فيه الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكى لقتله ، كما روته صحاحهم ! ولم يبق على مركزهم إلا أن يصدر فتوى للمسلمين بأن عليهم أن يتخذوا يوم عاشوراء عيدا ويصوموه شكرا لله لنجاة بني إسرائيل ، ويهنؤوا بنيامين نيتنياهو واليهود بذلك .
( إلى الذين يصومون يوم عاشوراء من أجل . . اليهود ) ، قال فيه : جعل بنو أمية يوم عاشوراء عيدا ، واحتفلوا فيه هم وشيعتهم بالفرح والسرور ، وأفتوا فيه باستحباب الفرح ، وتوزيع الحلوى ، والتوسعة على العيال . . وأفتوا فيه للمتدينين بالدين الأموي ، أن يصوموه شكرا لله على انتصار ابن آكلة الأكباد ، على ابن فاطمة الزهراء ، عليهما السلام .
ولما رأى أتباعهم مثل ابن تيمية وغيره أن بدعة العيد مفضوحة . . حولوه إلى رسم يهودي ! فقالوا إنه شكر لله على نجاة بني إسرائيل ! وما زلت ترى النواصب معصبي الأعين والعقول . . يرددون كالبغبغاء تبرير علماء البلاط الأموي ويقولون إن الصوم فيه مستحب شكرا لله على نجاة بني إسرائيل ! ! ولا يفكرون لماذا لم يشرع الإسلام الصوم والفرح إلا لنجاة اليهود فقط ؟ ! ! ولماذا لم يخصص يوما لقبول توبة آدم عليه السلام . . ويوما لنجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، ويوما لنجاة عيسى عليه السلام من القتل ؟ !
يبدو أن الذين يحبون الشجرة الملعونة في القرآن ، لا يستطيعون أن يشغلوا أذهانهم بحرية ! ! حسنا تصومونه شكرا لله على نجاة اليهود ! فهل ترسلون برقية تهنئة لليهود بهذه الذكرى ؟ ! وهل تريدون أن تصوموا يوم شكر على نجاة النصارى ؟ !
ابن تيمية الحراني في الشام معقل بني أمية والنواصب سابقا ، سئل في فتاويه الكبرى : ( وسئل شيخ الإسلام , عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة , وطبخ الحبوب ، وإظهار السرور وغير ذلك . . فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ، أم لا ؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شئ من ذلك فيكون فعل ذلك بدعة ، أم لا ؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش , وغير ذلك من الندب والنياحة ، وقراءة المصرع , وشق الجيوب . هل لذلك أصل ، أم لا ؟
فأجاب : لم يرد في شئ من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه , ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين ، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم . . . الخ .
مهما اختلفت رواياتهم وفتاويهم . . فإن عنصر الصوم شكرا على نجاة اليهود ثابت عندهم ! وعنصر التوسعة على العيال والفرحة موروث في عوامهم ! وقد حاول ابن تيمية وغيره أن يتخلصوا من فضيحة الفقه الأموي ، فأبقوا على عنصر الشكر والفرحة في صوم عاشوراء ، وجعلوها من أجل اليهود ! !
أي الروايتين تختارون أيها النواصب . . وهل تستطيعون الجمع بينهما ؟ ! !
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
2 - أن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول لله صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه .
الروايتان في البخاري كتاب الصيام . صيام يوم عاشوراء .
صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء : عن إبراهيم عن علقمة قال : دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال : يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطرا فأطعم ) يتضح لمن تتبع صوم يوم عاشوراء في مصادر الطرفين ، أن صومه كان مفروضا حتى نسخ بصوم شهر رمضان . . فلما وقع قتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، اتخذه الأمويون النواصب عيدا رسميا كل عام ، وأمروا فقهاء البلاط فروجوا فضائله ، ومنها لبس الجديد والحلي للنساء والأولاد . . ومنها التوسعة على العيال ، والإكتحال . . . الخ .
كما ابتدعوا صومه شكرا لمعبودهم على قتل الإمام الحسين عليه السلام ، وانتصار بني أمية على بني هاشم ! ! ووضعوا له الأحاديث عن لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! كالذي رواه الحاكم . . وانتقده وحكم بوضعه . . وعندما افتضح تزييفهم جاء أتباعهم وقالوا كلا ، إن صومه شكر لله على نجاة بني إسرائيل ! ! و ترى في فقههم وعملهم عنصر العيد ، والتوسعة على العيال ، ومقولة الشكر على نجاة اليهود ، إلى يومنا ! ! ولذا نقول لهم . . بقي عليكم أن ترسلوا برقية تهنئة للصهاينة ! !
أما في فقهنا . . فيوم عاشوراء يوم حزن ومصيبة على النبي وآله صلى الله عليهم ، فهو يوم حزن للإسلام والمسلمين . . ويستحب فيه عندنا الإمساك عن الطعام حزنا . . وليس في فقهنا أي عنصر للعيد ولا لليهود ! وهذه هي الأصالة الإسلامية في مقابل التزييف والتحريف الأموي .
وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حينما ترك صيام عاشوراء ، كما قال ابن مسعود ؟ ! وهل تسبقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفعل المستحبات ! ! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء حتى وإن ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام ذلك اليوم ؟ ! ! قال ابن مسعود : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك ! أين الناصبي صاحب الإعلان ؟؟
تعليق