إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فرح النواصب أعداء آل محمد (ص) في يوم عاشوراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرح النواصب أعداء آل محمد (ص) في يوم عاشوراء

    الهدف من هذه الرسالة
    قد أثبتت الأيام بأن كثيرا من أهل السنة يتعاطفون مع مصاب أهل البيت ( ع ) كما الشيعة ، بل ويتوسلون بهم ، فهؤلاء يحيطون بمراقد أهل البيت ( ع ) في المدينة المنورة والعراق ومصر وخراسان ، متوسلين باكين متباركين مما أوغر صدورا خصبة يرتع فيها الشيطان ، فجاء أولئك الجهلة ( النواصب ) وقد اختلط عليهم الأمر ليهدموا تلك العلاقة بين المسلمين وأهل البيت المطهرين ( ع ) .
    إنا نعتقد جازمين بأن المنصفين من أهل السنة لا يقيمون وزنا لأمثال أولئك المتعصبين ( النواصب ) الذين يتقنون رسم النصوص دون أن يعوها ، وحمل الأسفار دون أن يفهموها .
    حيث يلاحظ الجميع تلك الإعلانات الخبيثة التي توزع في أيام عزاء سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وإحياء ذكرى مصابه ، منددة بمثل هذه الشعائر الإسلامية مفرقة بيننا كمسلمين .
    إننا لنعجب ممن ينشر تلك الإعلانات ، فبينما يجعل مركزهم عنوان إعلانه البغيض بعبارة ( الهدية القيمة – ابتهاجا وفرحا بهذه المناسبة السعيدة )
    [IMG]media/pics/1261776298.jpg[/IMG]
    وللمتابع أن يلاحظ أن الشيعة منذ زمن طويل يقيمون الشعائر والمراسم الحسينية في الحسينيات العامرة بجوار إخوانهم السنة وفي قلب مناطقهم بكل رحابة صدر ، فأي شقاق تحقق لولا بروز تلك الإعلانات الشاذة ؟ نعم إن بذر الإعلانات تزامن مع ظهور بعض العقليات السلفية المتحجرة في مجتمع عرف بالتسامح والمودة ؟
    ولو أن فؤاد الرفاعي وأنصاره الجهلة يعلمون ما يدور في هذه الحسينيات من تربية وتعليم ونصح وتذكير ، ومفاهيم أخلاقية تبني الإنسان المؤمن ليـُؤمَن شر لسانه ويده وقلبه ببركة هذه الحسينيات ، ولساهموا بنفسهم في إعمار هذه الشعائر كغيره من أهل السنة والشيعة المحبين لأهل البيت ( ع )، ولكن كيف ذلك ؟ وهل يرجى القبول بالحق ممن سيطر عليهم قرنائهم ؟
    تناولت الشرذمة المتمسلفة في مركزهم البغيض في إعلاناتهم ، وأظهروا عدائهم لأهل البيت (ع) في قراطيسهم بمظهر الفرح والابتهاج في عرض ذلك الحدث الأليم ، ولكن من خلال الأسطر التالية التي نكتبها سيتبين لك أيها القارئ مدى جهل النواصب الذين يعيشونه في معرفة التاريخ الإسلامي وانقيادهم لبعض مشايخهم المتعصبين دون دراسة أو تمحيص لمصادر التاريخ ومجرياته ، وسيتبين لك من خلال هذه المناقشة أنهم انتقائيون في قراءتهم التاريخ قائدهم الهوى ، فلا أصول علمية عندهم ولا هم يحزنون !
    وهنا نتعرض لنقاط وردت في إعلاناتهم مع بعض الردود الكافية لفضح تعصبهم ، والله المستعان .

    صوم يوم عاشوراء شكرا واتخاذه عيدا ! !
    صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء : عن علقمة قال : دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال : يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء ! فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطرا فأطعم ) .
    لا أعلم ماذا يفعلون بهذه الرواية عن ابن مسعود ؟ ! الظاهر أن علمهم فاق علم ابن مسعود ! أم ؟ ! الظاهر النواصب يحبون الزيادة نكالا في الشيعة ، أو بشهيد كربلاء الحسين بن علي عليه السلام ! ! أو . . بجده خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم ! !
    وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حينما ترك صيام عاشوراء كما قال ابن مسعود ؟ ! ! وهل تسبقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفعل المستحبات ! ! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء ، حتى وإن ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام ذلك اليوم ؟ ! !
    يلاحظأن مركزهم وجه النداء لنشر إعلاناتهم الخبيثة لأجل صيام يوم عاشوراء شكرا لله تعالى ، لأنه يوم نجاة بني إسرائيل من فرعون مصر قبل الإسلام بآلاف السنين . . ولم يذكر فيها كلمة عن مقتل الإمام الحسين (ع) فيه الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكى لقتله ، كما روته صحاحهم ! ولم يبق على مركزهم إلا أن يصدر فتوى للمسلمين بأن عليهم أن يتخذوا يوم عاشوراء عيدا ويصوموه شكرا لله لنجاة بني إسرائيل ، ويهنؤوا بنيامين نيتنياهو واليهود بذلك .
    ( إلى الذين يصومون يوم عاشوراء من أجل . . اليهود ) ، قال فيه : جعل بنو أمية يوم عاشوراء عيدا ، واحتفلوا فيه هم وشيعتهم بالفرح والسرور ، وأفتوا فيه باستحباب الفرح ، وتوزيع الحلوى ، والتوسعة على العيال . . وأفتوا فيه للمتدينين بالدين الأموي ، أن يصوموه شكرا لله على انتصار ابن آكلة الأكباد ، على ابن فاطمة الزهراء ، عليهما السلام .
    ولما رأى أتباعهم مثل ابن تيمية وغيره أن بدعة العيد مفضوحة . . حولوه إلى رسم يهودي ! فقالوا إنه شكر لله على نجاة بني إسرائيل ! وما زلت ترى النواصب معصبي الأعين والعقول . . يرددون كالبغبغاء تبرير علماء البلاط الأموي ويقولون إن الصوم فيه مستحب شكرا لله على نجاة بني إسرائيل ! ! ولا يفكرون لماذا لم يشرع الإسلام الصوم والفرح إلا لنجاة اليهود فقط ؟ ! ! ولماذا لم يخصص يوما لقبول توبة آدم عليه السلام . . ويوما لنجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، ويوما لنجاة عيسى عليه السلام من القتل ؟ !
    يبدو أن الذين يحبون الشجرة الملعونة في القرآن ، لا يستطيعون أن يشغلوا أذهانهم بحرية ! ! حسنا تصومونه شكرا لله على نجاة اليهود ! فهل ترسلون برقية تهنئة لليهود بهذه الذكرى ؟ ! وهل تريدون أن تصوموا يوم شكر على نجاة النصارى ؟ !
    ابن تيمية الحراني في الشام معقل بني أمية والنواصب سابقا ، سئل في فتاويه الكبرى : ( وسئل شيخ الإسلام , عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة , وطبخ الحبوب ، وإظهار السرور وغير ذلك . . فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ، أم لا ؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شئ من ذلك فيكون فعل ذلك بدعة ، أم لا ؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش , وغير ذلك من الندب والنياحة ، وقراءة المصرع , وشق الجيوب . هل لذلك أصل ، أم لا ؟
    فأجاب : لم يرد في شئ من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه , ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين ، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم . . . الخ .
    مهما اختلفت رواياتهم وفتاويهم . . فإن عنصر الصوم شكرا على نجاة اليهود ثابت عندهم ! وعنصر التوسعة على العيال والفرحة موروث في عوامهم ! وقد حاول ابن تيمية وغيره أن يتخلصوا من فضيحة الفقه الأموي ، فأبقوا على عنصر الشكر والفرحة في صوم عاشوراء ، وجعلوها من أجل اليهود ! !
    أي الروايتين تختارون أيها النواصب . . وهل تستطيعون الجمع بينهما ؟ ! !
    1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
    2 - أن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول لله صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه .
    الروايتان في البخاري كتاب الصيام . صيام يوم عاشوراء .
    صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء : عن إبراهيم عن علقمة قال : دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال : يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطرا فأطعم ) يتضح لمن تتبع صوم يوم عاشوراء في مصادر الطرفين ، أن صومه كان مفروضا حتى نسخ بصوم شهر رمضان . . فلما وقع قتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، اتخذه الأمويون النواصب عيدا رسميا كل عام ، وأمروا فقهاء البلاط فروجوا فضائله ، ومنها لبس الجديد والحلي للنساء والأولاد . . ومنها التوسعة على العيال ، والإكتحال . . . الخ .
    كما ابتدعوا صومه شكرا لمعبودهم على قتل الإمام الحسين عليه السلام ، وانتصار بني أمية على بني هاشم ! ! ووضعوا له الأحاديث عن لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! كالذي رواه الحاكم . . وانتقده وحكم بوضعه . . وعندما افتضح تزييفهم جاء أتباعهم وقالوا كلا ، إن صومه شكر لله على نجاة بني إسرائيل ! ! و ترى في فقههم وعملهم عنصر العيد ، والتوسعة على العيال ، ومقولة الشكر على نجاة اليهود ، إلى يومنا ! ! ولذا نقول لهم . . بقي عليكم أن ترسلوا برقية تهنئة للصهاينة ! !
    أما في فقهنا . . فيوم عاشوراء يوم حزن ومصيبة على النبي وآله صلى الله عليهم ، فهو يوم حزن للإسلام والمسلمين . . ويستحب فيه عندنا الإمساك عن الطعام حزنا . . وليس في فقهنا أي عنصر للعيد ولا لليهود ! وهذه هي الأصالة الإسلامية في مقابل التزييف والتحريف الأموي .
    وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حينما ترك صيام عاشوراء ، كما قال ابن مسعود ؟ ! وهل تسبقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفعل المستحبات ! ! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء حتى وإن ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام ذلك اليوم ؟ ! ! قال ابن مسعود : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك ! أين الناصبي صاحب الإعلان ؟؟

  • #2
    أن فقهاءنا لم يتفقوا على بقاء استحباب صوم عاشوراء بعد نسخ وجوبه ، فمنهم من قال بنسخ وجوبه وعدم تشريع استحبابه ، ومنهم من قال بتشريع استحبابه . وهذان القولان موجودان في مصادر الحديث ، وفتاوى الفقهاء عند أهل السنة أيضا . وكل هذا في صومه بعنوان أنه صوم مستحب ، وليس فيه عنصر عيد ، ولا فرح ، ولا يهود ، ولا لبس حلي ، ولا توسعة على العيال ، ولا اكتحال وتزين . .
    أما عند النواصب فما زالت عنصر العيد ، والتوسعة على العيال ، والشكر على نجاة اليهود في فقهكم وعملكم إلى يومنا ! ! فحتى لو قلنا بثبوت تشريع صومه صوما مستحبا بعد نسخ وجوبه . . فمن أين جاءت عناصر البدعة والفرح والشكر ودخلت في صومه ؟ ! إنها واردات أموية يهودية . . لاغير ! ولذا نقول . . بقي عليكم أن ترسلوا برقية تهنئة للصهاينة !
    ( النساء المكحلات في يوم عاشوراء ؟ ! )
    من اكتحل يوم عاشوراء سلمت عيناه طول عمره . وهل تكتحل يا فؤاد الرفاعي أنت وعائلتك يوم عاشوراء ؟ ! وهل النساء اللواتي يتكحلن يوم عاشوراء . .
    أنظروا كيف وضعوا الأحاديث في الفرح بيوم عاشوراء :
    قال العجلوني في كشف الخفاء : 2 / 234 : ( 2410 - من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه . ويروى عيناه أبدا ، رواه الحاكم والبيهقي في شعبه ، والديلمي ، عن ابن عباس ، رفعه .

    وقال الحاكم : منكر ، وقال في المقاصد : بل موضوع . وقال في اللآلئ بعد أن رواه عن ابن عباس من طريق الحاكم : حديث منكر والإكتحال لا يصح فيه أثر فهو بدعة ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات . وقال الحاكم أيضا : الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر ، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه وقبحهم . نعم رواه في الجامع الصغير بلفظ : من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا ! قال المناوي نقلا عن البيهقي : وهو ضعيف بالمرة . وقال ابن رجب في لطائف المعارف : كل ما روى في فضل الاكتحال والإختضاب والاغتسال فيه موضوع لم يصح ) .
    وأصل الاكتحال وكل الفرح بعاشوراء وصومه شكرا . . بدعة من يزيد وابن زياد ! !
    قال البكري الدمياطي في إعانة الطالبين : 2 / 301 : ( وأما أحاديث الاكتحال إلخ . . في النفحات النبوية في الفضائل العاشورية للشيخ العدوي ما نصه : قال العلامة الأجهوري : أما حديث الكحل ، فقال الحاكم : إنه منكر ، وقال ابن حجر إنه موضوع ، بل قال بعض الحنفية : إن الاكتحال يوم عاشوراء ، لما صار علامة لبغض آل البيت وجب تركه . قال : وقال العلامة صاحب جمع التعاليق : يكره الكحل يوم عاشوراء ، لأن يزيد وابن زياد اكتحلا بدم الحسين هذا اليوم ، وقيل بالإثمد ، لتقر عينهما بفعله ) !
    أن الغرض من استشهاد بالإكتحال أن نبين كيف كشف العجلوني وأمثاله ما وضعه أئمتهم ورواتهم ! ورحم الله الدمياطي الذي كشف فعل يزيد بن معاوية الذميم بالإكتحال من دم الحسين عليه السلام ! ! وفاتهما أن العديد من فقهائهم عمل بالإكتحال وما زالت فتاواهم في مصادركم الفقهية ! والإكتحال ما هو إلا مفردة من مفردات العيد الأموي الذي بقي منه في فقهكم استحباب صوم عاشوراء ، مع عنصر العيد ، ولبس الحلي ، والتوسعة على العيال ، والشكر على نجاة اليهود . . ولا تنسوا إرسال برقية تهنئة لصهاينة ! !
    لا ينقضي العجب من هؤلاء النواصب الذين اتبعوا سنة معاوية ويزيد ابنه ، قاتل ريحانة رسول الله أبي عبد الله الحسين ، في جعل يوم العاشر من المحرم يوم فرح وسرور ، وهم بذلك يدخلون الحزن على قلب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ! ! فقد رووا كذبا وزورا أحاديث عن النبي تأمر بصيام هذا اليوم ، الذي بكت فيه ملائكة السماء حزنا على أبي عبد الله الحسين ، وسوف نبين هنا كذب هذه الأحاديث روى البخاري في صحيحه : 1515 - عن عائشة قالت : كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، وكان يوما تستر فيه الكعبة ، فلما فرض الله رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء أن يصومه فليصمه ، ومن شاء أن يتركه فليتركه .
    وروى أيضا : 1794 - عن عائشة رضي الله عنها : أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء فليصمه ، ومن شاء أفطر .
    والمستفاد من الحديثين السابقين أن النبي كان يصومه من قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة .
    وروى أيضا : عن سلمة بن الأكوع : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء : إن من أكل فليتم ، أو فليصم ، ومن لم يأكل فلا يأكل .
    وروى أيضا : عن الربيع بنت معوذ قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .
    ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بصيامه في المدينة ، بل يبعث موفديه إلى قرى الأنصار البعيدة عن مركز المدينة ليحثهم على صيامه ؟
    ثم روى بعد : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال ما هذا ؟ قالوا هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى . قال : فأنا أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه .
    قال شارحه : ( يوم صالح : وقع فيه خير وصلاح . أحق بموسى : أولى بالفرح والابتهاج بنجاته ) . ! !
    وروى : عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم .
    قال شارحه : فصوموه أنتم : معلنين أنكم تخالفونهم في اعتباره عيدا ، لأنكم لا تصومون يوم العيد .
    ويتبين لنا أن النبي هنا لم يكن قد صام يوم عاشوراء باعتباره من أيام الجاهلية ، بل صامه بناء على قول اليهود من أنه يوم صالح ، وهو أحق بصيامه منهم ابتهاجا وسرورا ! ولكن في الرواية الثانية يخالفهم بأنه ليس من الأعياد ! بل يتبين لنا أن النبي لم يكن يصومه في الجاهلية كما هو حديث عائشة المتقدم ، بل صامه لأن يهود المدينة صاموه .
    قال البخاري : عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منكم . ثم أمر بصومه ) .
    فأيها نصدق ؟ ؟ ! !

    وقد جاء في صحيح مسلم : 130 - مثله وزاد : ( قال أبو أسامة : فحدثني صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم ) . انتهى .
    وهنا يتبين لنا أن يهود خيبر هم الذين كانوا يصومونه وليس يهود المدينة !

    133 - عن ابن عباس يقول : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله ، صمنا اليوم التاسع . قال فلم يأت العام المقبل ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ! !
    وهنا أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مخالفة اليهود والنصارى في صيامه فقال : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . ولكن النبي توفي قبل ذلك ، أي أن هذا الحديث قد وقعت أحداثه في السنة الحادية عشر من الهجرة المباركة بعد رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ! أي أن هناك نسخا لكل ما جاء في صيام هذا اليوم إذا كان هنالك ثمة صيام !
    ( صيام يوم عاشوراء ) ، قال فيه : إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين عليه السلام ، وهو يوم المصيبة والحزن للأئمة عليهم السلام وشيعتهم . وإن بني أمية كانوا يتبركون بهذا اليوم بصور عديدة . .
    منها : أنهم كانوا يسنون ادخار القوت فيه ويعتبرون ذلك القوت مجلبة للسعادة وسعة الرزق ورغد العيش إلى العام القادم ! وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام في النهي عن ذلك تعرضا لهم .
    ومنها : عدهم هذا اليوم عيدا والتأدب فيه بآداب العيد من التوسعة على العيال وتجديد الملابس وقص الشارب وتقليم الأظفار والمصافحة ، وغير ذلك مما جرت عليه طريقة بني أمية وأتباعهم ! ومنها : الالتزام بصيامه ، وقد وضعوا في ذلك أخبارا كثيرة وهم ملتزمون بالصوم فيه .
    ومن وجوه التبرك بيوم عاشوراء ذهابهم إلى استحباب الدعاء والمسألة فيه ، ولأجل ذلك فقد افتروا مناقب وفضائل لهذا اليوم ضمن أدعية لفقوها فعلموها العصاة من الأمة ، ليلتبس الأمر ويشتبه على الناس . وهم يذكرون فيما يخطبون به في هذا اليوم في بلادهم شرفا ووسيلة لكل نبي من الأنبياء في هذا اليوم ، كإخماد نار نمرود ، وإقرار سفينة نوح على الجودي ، وإغراق فرعون ، وإنجاء عيسى عليه السلام من صليب اليهود .
    روي الشيخ الصدوق عن جبلة المكية قولها : سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول : والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه ، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة وإن ذلك لكائن ، قد سبق في علم الله تعالى ، أعلم ذلك بعهد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام . . إلى أن قالت جبلة : فقلت : يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين يوم بركة ؟ فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال : سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم عليه السلام في ذي الحجة ، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة ، ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة ، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى عليه السلام وإنما كان ذلك في ربيع الأول .
    وحديث ميثم هذا كما رأيت قد صرح فيه تصريحا وأكد تأكيدا أن هذه الأحاديث مكذوبه على المعصومين عليهم السلام .
    وهذا الحديث هو أمارة من أمارات النبوة والإمامة ، ودليل من الأدلة على صدق مذهب الشيعة وطريقتهم ، فالإمام عليه السلام قد نبأ فيه جزما وقطعا بما شاهدنا حدوثه حقا فيما بعد من الفرية والكذب رأي العين .
    البدعة ومراسم العزاء على الإمام الحسين ( ع )
    لابد أن نقرر بداية بأن العناوين العامة في الشريعة الإسلامية كإحياء أمر الدين وتوقير النبي ( ص ) بين المسلمين إنما هي عناوين شرعية عامة لا يناقش فيها مسلم ، لذلك ترى المسلمين قاطبة - إلا المتمسلفين النواصب - يدعون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويوم الإسراء والمعراج وغيرها كمصاديق لإحياء أمر الدين .
    ومن السيرة التي يراها كل عاقل على مر القرون يجد بأن للعرف أن يحدد الطريقة المناسبة لإحياء أمر الدين شريطة أن يصدق عليها توقير مقام النبي ( ص ) وإن لم يرد نص صريح بخصوص الكيفية .
    ولولا ذلك لما جاز تغيير وتطوير أساليب الدعوة كطباعة الكتب والتلفزيون والمذياع والندوات والمخيمات والمدارس الدينية ، التي لم تكن في زمن الرسول ( ص ) ولا زمن الطبقة الأولى من المسلمين ، ولكن مع تطور الزمن تطور أسلوب الدعوة .
    وهذا ليس بممنوع ولا هو بدعة ، لأنه أمر مندوب إليه بعنوانه العام ، وتحديد المصاديق موكول إلى العرف ما لم يدخل شيء منها في أحد عناوين المحرمة .
    وبناء على ذلك ، فإن من العناوين العامة في الدين إحياء أمر أهل البيت ( ع ) وتوقيرهم ومحبتهم وإظهار الحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم ، فالله تعالى قد أمر بمودة أهل البيت ( ع ) ، فهل تتصور المودة بالفرح بحزنهم والحزن بفرحهم ؟
    والمآتم الحسينية إنما هي مصداق من مصاديق تلك المودة المفروضة ، وتلك المراسيم لم يرد فيها نهي ولا منع ، لذا فهي جائزة أصالة ، ويرجح كفة إقامتها لأنها إحياء لأمر الدين ، وتتأكد بورود روايات عن الأئمة ( ع ) في الحث عليها . فإن منع الدين الحزن على المؤمن فلنمنع الحزن على الحسين ( ع ) ؟ وإن لم يجز لرسول الله ( ص ) التأثر الشديد بمقتل حمزة ، لم يجز لنا التأثر بمقتل الحسين ( ع ) ؟ كيف والحسين ( ع ) أعز عند الله ورسوله ( ص ) من حمزة ( ع ) ؟ كل ذلك حكم العقل والبداهة ، فضلا عن وجود الأدلة الخاصة التي تدل على فضل البكاء والنوح على سيد الشهداء ( ع ) سنذكرها فيما يلي .
    مشروعية البكاء على سيد الشهداء ( ع )
    إن إشكال القوم على الشيعة فيما يخص مراسيم إحياء ذكرى سيد الشهداء عليه السلام محصورة في النقاط التالية:
    أ- منع البكاء على الميت مطلقاً.
    واستدلوا على ذلك " بأن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " ، وقد رواه ابن عمر . ويرد عليه :
    أولا: لا شك ببطلان مثل هذا الادعاء خاصة مع وضوح بكاء النبي يعقوب على ابنه يوسف عليهما السلام ، في قوله تعالى: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) .
    ثانيا: إن عائشة لم تقبل بذلك وقد صرحت بأن ابن عمر لم يحفظ الرواية بصورة صحيحة وأن قوله هذا مخالف لقوله تعالى: ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، كما يروي ذلك البخاري في كتاب المغازي ومسلم في كتاب الجنائز.
    ب - النياحة :
    وقد أورد في الاعلان بأن النياحة من دعوى الجاهلية ، ويرد عليه:
    أيها النواصب عملت بها ( النياحة ) أم المؤمنين عائشة عندما توفي أبوها هي وعمتها أم فروة ! ! وأيضا كان الصحابي واثلة بن الأسقع يستمع لسنة الجاهلية كما تزعمون ! فهل تعتبرهما من أهل الجاهلية ، أم لا ؟ ! !
    قال البخاري في كتاب الخصومات : باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت ! !
    قال ابن حجر في فتح الباري : قوله : باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : أي بأحوالهم ، أو بعد معرفتهم بالحكم ، ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم . قوله : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت .
    وصله ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح ، فبلغ عمر فنهاهن فأبين فقال لهشام بن الوليد : اخرج إلى بيت أبي قحافة يعني أم فروة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن بذلك .
    ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر عن الزهري وفيه : فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة . ( فتح الباري - كتاب الخصومات - باب 5 ، 6 - ح 2420 )
    وقال عبد الرحمن بن قدامه في الشرح الكبير : 2 / 430 ، بعد أن ذكر عدم جواز الندب والنياحة : وقال بعض أصحابنا هو مكروه ، ونقل حرب عن أحمد كلاما يحتمل إباحة النوح والندب ، واختاره الخلال وصاحبه ، لأن واثلة بن الأسقع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ويبكيان .
    وأخيرا
    نحن - كشيعة - نعلم يقينا بأن من أهل السنة من يحب أهل البيت عليهم السلام ، فأهل البيت (ع) ليسوا حكرا على الشيعة ، فقد أمر الله بمودتهم المسلمين جميعا ، بل هناك من النصارى من يحبهم وقد تأثر بهم وكتب عنهم ! ونحن نعلم أن هذه الفئة القليلة المتمسلفة فئة شاذة أموية ، لا تمثل أيا من المذاهب السنية ، وأنهم مهما ادعوا مودة أهل البيت النبوي (ع) ، فهم يبغضونهم ويفضلون عليهم من ظلمهم وقتلهم !!
    ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X