بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلاته على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، سادة المؤمنين من الجنّ والإنس أجمعين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أبد الآبدين، منذ خلق آدم إلى يوم الدين
وبعد..
فإنَّ لله عزّ وجلَّ طريقة ومنهاجاً أراد من خلقه اتباعها والسير عليها، ولا شكَّ لدينا في أن الدين الذي تعبّدنا به ربُّنا عزّ وجل هو الإسلام الذي جاء به خير الورى محمد (ص)، وكانت من أهم ركائزه التي لا يقبل عمل عامل بدونها ولاية مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام
وعليه فإن العمل لوحده مع انخرام ركن من هذه الأركان لا قيمة له كما هو مسلّم لدينا ..
ولكن ..
هل أن الإيمان بالله عزّ وجل ثم التشهد بالشهادتين وولاية آل البيت عليهم السلام تكفي الإنسان ؟ أم لا بدّ من العمل أيضاً؟
الفيصل والحكم هنا هم أهل بيت العصمة عليهم السلام حيث ورد عنهم :
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا تذهب بكم المذاهب ، فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 73)
عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة .
فقال : يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟ فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خير من علي ( عليه السلام ) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل [ وأكرمهم عليه ] أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لاحد من حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع .(لكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 74 - 75)
عن حنان بن سدير قال : قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما نلقى من الناس فيك ؟ !
فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وما الذي تلقى من الناس في ؟
فقال : لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول : جعفري خبيث .
فقال : يعيركم الناس بي ؟
فقال له أبو الصباح : نعم
قال : فقال : ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم ، إنما أصحابي من اشتد ورعه ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، فهؤلاء أصحابي (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 77)
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون بجميع أمرنا متبعا مريدا ، ألا وإن من اتباع أمرنا وإرادته الورع ، فتزينوا به ، يرحمكم الله وكبدوا (وكيدوا) أعدائنا [ به ] ينعشكم الله (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 78)
قد يسأل سائل .. أين هي الشفاعة إذاً ؟ ونحن على يقينٍ بأن الشفاعة ستنال الخطائين من محبي وأتباع وشيعة آل البيت عليهم السلام
يأتي الجواب بإن الشفاعة تنال من ثبت على ولايتهم لا من انحرف عنها، وان استقرّ الإنسان على المعاصي تفلّتت منه الولاية وأبغض أهل البيت عليهم السلام (والعياذ بالله)
فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : ما من عبد إلا وعليه أربعون جُنَّةً حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها .
قال : فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح .
فيقول الملائكة : يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه وإنا لنستحيي مما يصنع ، فيوحي الله عز وجل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض ، فيقول الملائكة : يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي الله عز وجل إليهم : لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه .
اللهم اجعلنا ممن آمن بك وبنبيك وأوليائك وثبت على مودتهم إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين، وصلاته على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، سادة المؤمنين من الجنّ والإنس أجمعين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أبد الآبدين، منذ خلق آدم إلى يوم الدين
وبعد..
فإنَّ لله عزّ وجلَّ طريقة ومنهاجاً أراد من خلقه اتباعها والسير عليها، ولا شكَّ لدينا في أن الدين الذي تعبّدنا به ربُّنا عزّ وجل هو الإسلام الذي جاء به خير الورى محمد (ص)، وكانت من أهم ركائزه التي لا يقبل عمل عامل بدونها ولاية مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام
وعليه فإن العمل لوحده مع انخرام ركن من هذه الأركان لا قيمة له كما هو مسلّم لدينا ..
ولكن ..
هل أن الإيمان بالله عزّ وجل ثم التشهد بالشهادتين وولاية آل البيت عليهم السلام تكفي الإنسان ؟ أم لا بدّ من العمل أيضاً؟
الفيصل والحكم هنا هم أهل بيت العصمة عليهم السلام حيث ورد عنهم :
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا تذهب بكم المذاهب ، فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 73)
عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة .
فقال : يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟ فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خير من علي ( عليه السلام ) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل [ وأكرمهم عليه ] أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لاحد من حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع .(لكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 74 - 75)
عن حنان بن سدير قال : قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما نلقى من الناس فيك ؟ !
فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وما الذي تلقى من الناس في ؟
فقال : لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول : جعفري خبيث .
فقال : يعيركم الناس بي ؟
فقال له أبو الصباح : نعم
قال : فقال : ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم ، إنما أصحابي من اشتد ورعه ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، فهؤلاء أصحابي (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 77)
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون بجميع أمرنا متبعا مريدا ، ألا وإن من اتباع أمرنا وإرادته الورع ، فتزينوا به ، يرحمكم الله وكبدوا (وكيدوا) أعدائنا [ به ] ينعشكم الله (الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 78)
قد يسأل سائل .. أين هي الشفاعة إذاً ؟ ونحن على يقينٍ بأن الشفاعة ستنال الخطائين من محبي وأتباع وشيعة آل البيت عليهم السلام
يأتي الجواب بإن الشفاعة تنال من ثبت على ولايتهم لا من انحرف عنها، وان استقرّ الإنسان على المعاصي تفلّتت منه الولاية وأبغض أهل البيت عليهم السلام (والعياذ بالله)
فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : ما من عبد إلا وعليه أربعون جُنَّةً حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها .
قال : فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح .
فيقول الملائكة : يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه وإنا لنستحيي مما يصنع ، فيوحي الله عز وجل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض ، فيقول الملائكة : يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي الله عز وجل إليهم : لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه .
اللهم اجعلنا ممن آمن بك وبنبيك وأوليائك وثبت على مودتهم إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شعيب العاملي
تعليق