بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجمع البحوث الاسلامية
باب لهو الحديث
مقدمة
طبقا لمصطلحات القرآن الكريم فالحديث حديثان فيما يخص الدين الحق و الدين الباطل .
هناك الحديث الوحيد الذى لا يؤمن المؤمن إلا به ، وهو حديث الله تعالى فى القرآن الكريم : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) (الأعراف 185 ) ( المرسلات 50) (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الجاثية 6 ـ )
وهناك الحديث الاخر الذى يطلق عليه رب العزة جل وعلا ( لهو الحديث ) يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (لقمان 6 : 7 ) ووظيفة ( لهو الحديث ) أن يصد الناس عن دين الله تعالى أى عن القرآن الكريم الذى هو أحسن الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) ( الزمر 23 )
فى ضوء (لهو الحديث ) الذى أضل المسلمين وأبعدهم عن نور القرآن الكريم قرونا.
ولهو الحديث ) الذى يضل الناس عن سبيل الله
الموسيقى والغناء لا دليل على تحريمهما
وقد رجعت إلى بحث قيم للمفكر د. محمد عمارة، نشر في العدد رقم «490» من مجلة العربي الصادر في سبتمبر «1999»، يمثل دراسة شاملة عن الغناء والموسيقى بين الإباحة والحظر يجدر بكل باحث عن الحقيقة حول هذا الموضوع أن يطلع عليها ويدرسها دراسة مستفيضة، لأنها تؤكد أن الأصل في الموسيقى والغناء الحل والإباحة لأنه كلام ولحن وأداء يحاكي به الإنسان الأصوات الجميلة والأنغام المؤتلفة العذبة التي أفاضها الجمال الإلهي في بديع مخلوقاته، وقد يتبادر إلى الذهن المعاصر أن استخدام مصطلح «اللهو» في وصف الغناء إنما يحمل معاني سلبية تشي بالكراهية والتحريم للغناء، ولكن النظرة الإسلامية للغناء تضعه في خانة المباحات لذاتها، لأن الغناء فطرة إنسانية تحاكي الأصوات الجميلة الصادرة من حناجر الطيور المغردة كالبلبل والعندليب والكروان وحفيف الأشجار وخرير الماء، فإذا كان من غير الوارد ولا الجائز ولا المعقول تحريم الأصوات إذا صدرت من حناجر الطيور وأوراق الأشجار وأغصانها وجداول الماء، فلا منطق في تحريمها إذا صدرت من حنجرة الإنسان
بحسب اهل التفسير
صحيح انا عبدالله بن عباس اقسم بنزولها في الغناء والقصص والأساطير وغيرها ممن
تجعل الانسان يستغني بها عن القرآن فلم يثبت تحريهما قطعاً
وجاء عن الضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما أن لهو الحديث هو: الشرك.
واختار ابن جرير في تفسير هذه الآية: أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله، وهو الصواب.
ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت , ولا يثمر خيرا ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه ا لأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح . هذه الوظيفة التي يقرر الإسلام طبيعتها وحدودها ووسائلها , ويرسم لها الطريق . والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان . وبعض الروايات تشير إلى أنه كان تصويرا لحادث معين في الجماعة الإسلامية الأولى . وقد كان النضر بن الحارث يشتري الكتب المحتوية لأساطير الفرس وقصص أبطالهم وحروبهم ; ثم يجلس في طريق الذاهبين لسماع القرآن من رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم ] محاولا أن يجذبهم إلى سماع تلك الأساطير والاستغناء بها عن قصص القرآن الكريم
رواية
أنها نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية ، فشغل الناس بلهوها عن استماع النبي صلى الله عليه وسلم
ومن الأحاديث التي أباحته في العيد: ((حديث عائشة أن أبا بكر رضي الله عنهما دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى)) رواه البخاري
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: ((أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين)) رواه ابن ماجة وليس عنده أنه قدم المدينة فلا يُستشهد به على قدوم الغائب ثم إنهن صغيرات يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في آخر الحديث: ((يعلم الله أني لأحبكن)).
فمن الأحاديث التي أباحته في العرس حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت ((دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُنِيَ عَلَيَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف..)) رواه البخاري
أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة أنه حدثه أن عائشة حدثته
أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندها جاريتان تضربان بالدف وتغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه وقال مرة أخرى متسج ثوبه فكشف عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر إنها أيام عيد وهن أيام منى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة
حدثنا إسماعيل قال حدثني ابن وهب قال عمرو حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي
قال أبو عبد الله قال أحمد عن ابن وهب فلما غفل
ففي حديث عائشة رضي الله عنها في النكاح ((فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف)) رواه الطبراني في الأوسط.
وفي حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها ((فجعلت جويريات يضربن بالدف)) رواه البخاري.
وفي حديث أنس رضي الله عنه ((فإذا هو بجوار يضربن بدفهن)) رواه ابن ماجه.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها في العيد ((وعندها جاريتان تضربان بدفين)) رواه أحمد والنسائي.
وأما الأحاديث الوارد فيها الأمر بصيغة الجمع كحديث عائشة رضي الله عنها وفيه ((واضربوا عليه بالدف))، وحديث معاذ رضي الله عنه وفيه ((دففوا على رأس صاحبكم))، وحديث أنس رضي الله عنه وفيه ((اضربوا على رأس صاحبكم)).
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها يوم فطر أو أضحى ، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ، مرتين . فقال النبي ( ص ) دعهما يا أبا بكر . إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم (صحيح البخاري ، كتاب فضائل أصحاب النبي ( ص ) ، باب مقدم النبي واصحابه المدينة 2 / 225 ، وفي لفظ آخر في مسند أحمد ج 6 / 99 ) .
- - في صحيحي البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي متغش بثوبه فانتهرها أبو بكر ، فكشف النبي عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى (صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب قصة الحبش وقول النبي ( ص ) : يا بني ارفدة 2 / 179 ، وكتاب العيدين ، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين 1 / 123 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب 2 / 608 ، ومسند احمد 6 / 84 ) .
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت : دخل علي رسول الله ( ص ) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال ؟ مزمارة الشيطان عند النبي ( ص ) ، فأقبل عليه رسول الله ( ص ) فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا (صحيح البخاري ، كتاب العيدين ، باب الحراب والدرق يوم العيد ج 1 / 118 - 119 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب ج 2 / 609 ، والسيرة الحلبية ج 1 / 62 - 62 ، وهامش ارشاد الساري ج 4 / 195 - 199 والسنن الكبرى للبيهقي ج 10 / 224 ) .
- وفي مسند أحمد عن عائشة قالت : دخل علينا أبو بكر في يوم عيد وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث يوم قتل فيه صناديد الأوس والخزرج ، فقال أبو بكر : عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ قاهلا ثلاثا فقال رسول الله ( ص ) : يا أبا بكر ان لأكل قوم عيدا وان اليوم عيدنا (مسند احمد ج 6 / 134 وصحيح مسلم ج 2 / 609 كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب ، وسنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف ) .
- في صحيح البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة إنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله : يا عائشة ما كان معكم من لهو ؟ فان الأنصار يعجبهم اللهو (صحيح البخاري ، كتاب النكاح ، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها 3 / 169 ) .
- وفي رواية بسنن ابن ماجة بسنده عن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله ( ص ) فقال : أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم ، قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا . فقال رسول الله ( ص ) : إن الأنصار قوم فيهم غزل . فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ج 1 / 612 . وغزل بالمرأة غزلا : حادثها وتودد إليها فهو غزل ) .
- في سنن ابن ماجة بسنده عن انس بن مالك : ان النبي ( ص ) مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن يتغنين ويقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال النبي ( ص ) : الله يعلم إني لأحبكن (سنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف . وقريب منه في صحيح البخاري ج 3 / 171 كتاب النكاح باب ( 76 ) ذهاب النساء والصبيان إلى العرس ).
http://www.ahl-alquran.com/arabic/sh...php?main_id=37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجمع البحوث الاسلامية
باب لهو الحديث
مقدمة
طبقا لمصطلحات القرآن الكريم فالحديث حديثان فيما يخص الدين الحق و الدين الباطل .
هناك الحديث الوحيد الذى لا يؤمن المؤمن إلا به ، وهو حديث الله تعالى فى القرآن الكريم : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) (الأعراف 185 ) ( المرسلات 50) (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الجاثية 6 ـ )
وهناك الحديث الاخر الذى يطلق عليه رب العزة جل وعلا ( لهو الحديث ) يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (لقمان 6 : 7 ) ووظيفة ( لهو الحديث ) أن يصد الناس عن دين الله تعالى أى عن القرآن الكريم الذى هو أحسن الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) ( الزمر 23 )
فى ضوء (لهو الحديث ) الذى أضل المسلمين وأبعدهم عن نور القرآن الكريم قرونا.
ولهو الحديث ) الذى يضل الناس عن سبيل الله
الموسيقى والغناء لا دليل على تحريمهما
«ليس في كتاب الله أو سنة رسوله أو معقولهما من القياس والاستدلال ما يقتضي تحريم سماع الأصوات الطيبة الموزونة مع آلات الغناء والطرب لأن الصوت الطيب من حيث هو طيب ليس حراماً بل هو حلال، ولم يقل أحد انه حرام لمجرد أنه صوت، ولم يصح شيء من أدلة القائلين بالتحريم»
«د. محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية».
«إن الغناء لهو تستريح إليه النفوس، وتطرب له القلوب، وتنعم به الآذان، وقد أباحه الإسلام ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى، ويستحب الغناء في المناسبات السارة إشاعة للسرور وترويحاً للنفوس وما ورد من أحاديث تحرمهما مثخنة بالجراح ولم يسلم منها حديث واحد من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه وكل ما روي فيها باطل أو موضوع».
«د. محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية».
«إن الغناء لهو تستريح إليه النفوس، وتطرب له القلوب، وتنعم به الآذان، وقد أباحه الإسلام ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى، ويستحب الغناء في المناسبات السارة إشاعة للسرور وترويحاً للنفوس وما ورد من أحاديث تحرمهما مثخنة بالجراح ولم يسلم منها حديث واحد من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه وكل ما روي فيها باطل أو موضوع».
(د.يوسف القرضاوي)
وقد رجعت إلى بحث قيم للمفكر د. محمد عمارة، نشر في العدد رقم «490» من مجلة العربي الصادر في سبتمبر «1999»، يمثل دراسة شاملة عن الغناء والموسيقى بين الإباحة والحظر يجدر بكل باحث عن الحقيقة حول هذا الموضوع أن يطلع عليها ويدرسها دراسة مستفيضة، لأنها تؤكد أن الأصل في الموسيقى والغناء الحل والإباحة لأنه كلام ولحن وأداء يحاكي به الإنسان الأصوات الجميلة والأنغام المؤتلفة العذبة التي أفاضها الجمال الإلهي في بديع مخلوقاته، وقد يتبادر إلى الذهن المعاصر أن استخدام مصطلح «اللهو» في وصف الغناء إنما يحمل معاني سلبية تشي بالكراهية والتحريم للغناء، ولكن النظرة الإسلامية للغناء تضعه في خانة المباحات لذاتها، لأن الغناء فطرة إنسانية تحاكي الأصوات الجميلة الصادرة من حناجر الطيور المغردة كالبلبل والعندليب والكروان وحفيف الأشجار وخرير الماء، فإذا كان من غير الوارد ولا الجائز ولا المعقول تحريم الأصوات إذا صدرت من حناجر الطيور وأوراق الأشجار وأغصانها وجداول الماء، فلا منطق في تحريمها إذا صدرت من حنجرة الإنسان
بحسب اهل التفسير
صحيح انا عبدالله بن عباس اقسم بنزولها في الغناء والقصص والأساطير وغيرها ممن
تجعل الانسان يستغني بها عن القرآن فلم يثبت تحريهما قطعاً
وجاء عن الضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما أن لهو الحديث هو: الشرك.
واختار ابن جرير في تفسير هذه الآية: أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله، وهو الصواب.
ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت , ولا يثمر خيرا ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه ا لأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح . هذه الوظيفة التي يقرر الإسلام طبيعتها وحدودها ووسائلها , ويرسم لها الطريق . والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان . وبعض الروايات تشير إلى أنه كان تصويرا لحادث معين في الجماعة الإسلامية الأولى . وقد كان النضر بن الحارث يشتري الكتب المحتوية لأساطير الفرس وقصص أبطالهم وحروبهم ; ثم يجلس في طريق الذاهبين لسماع القرآن من رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم ] محاولا أن يجذبهم إلى سماع تلك الأساطير والاستغناء بها عن قصص القرآن الكريم
رواية
أنها نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية ، فشغل الناس بلهوها عن استماع النبي صلى الله عليه وسلم
ومن الأحاديث التي أباحته في العيد: ((حديث عائشة أن أبا بكر رضي الله عنهما دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى)) رواه البخاري
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: ((أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين)) رواه ابن ماجة وليس عنده أنه قدم المدينة فلا يُستشهد به على قدوم الغائب ثم إنهن صغيرات يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في آخر الحديث: ((يعلم الله أني لأحبكن)).
فمن الأحاديث التي أباحته في العرس حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت ((دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُنِيَ عَلَيَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف..)) رواه البخاري
أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة أنه حدثه أن عائشة حدثته
أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندها جاريتان تضربان بالدف وتغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه وقال مرة أخرى متسج ثوبه فكشف عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر إنها أيام عيد وهن أيام منى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة
حدثنا إسماعيل قال حدثني ابن وهب قال عمرو حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي
قال أبو عبد الله قال أحمد عن ابن وهب فلما غفل
ففي حديث عائشة رضي الله عنها في النكاح ((فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف)) رواه الطبراني في الأوسط.
وفي حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها ((فجعلت جويريات يضربن بالدف)) رواه البخاري.
وفي حديث أنس رضي الله عنه ((فإذا هو بجوار يضربن بدفهن)) رواه ابن ماجه.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها في العيد ((وعندها جاريتان تضربان بدفين)) رواه أحمد والنسائي.
وأما الأحاديث الوارد فيها الأمر بصيغة الجمع كحديث عائشة رضي الله عنها وفيه ((واضربوا عليه بالدف))، وحديث معاذ رضي الله عنه وفيه ((دففوا على رأس صاحبكم))، وحديث أنس رضي الله عنه وفيه ((اضربوا على رأس صاحبكم)).
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها يوم فطر أو أضحى ، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ، مرتين . فقال النبي ( ص ) دعهما يا أبا بكر . إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم (صحيح البخاري ، كتاب فضائل أصحاب النبي ( ص ) ، باب مقدم النبي واصحابه المدينة 2 / 225 ، وفي لفظ آخر في مسند أحمد ج 6 / 99 ) .
- - في صحيحي البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي متغش بثوبه فانتهرها أبو بكر ، فكشف النبي عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى (صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب قصة الحبش وقول النبي ( ص ) : يا بني ارفدة 2 / 179 ، وكتاب العيدين ، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين 1 / 123 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب 2 / 608 ، ومسند احمد 6 / 84 ) .
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت : دخل علي رسول الله ( ص ) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال ؟ مزمارة الشيطان عند النبي ( ص ) ، فأقبل عليه رسول الله ( ص ) فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا (صحيح البخاري ، كتاب العيدين ، باب الحراب والدرق يوم العيد ج 1 / 118 - 119 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب ج 2 / 609 ، والسيرة الحلبية ج 1 / 62 - 62 ، وهامش ارشاد الساري ج 4 / 195 - 199 والسنن الكبرى للبيهقي ج 10 / 224 ) .
- وفي مسند أحمد عن عائشة قالت : دخل علينا أبو بكر في يوم عيد وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث يوم قتل فيه صناديد الأوس والخزرج ، فقال أبو بكر : عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ قاهلا ثلاثا فقال رسول الله ( ص ) : يا أبا بكر ان لأكل قوم عيدا وان اليوم عيدنا (مسند احمد ج 6 / 134 وصحيح مسلم ج 2 / 609 كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب ، وسنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف ) .
- في صحيح البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة إنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله : يا عائشة ما كان معكم من لهو ؟ فان الأنصار يعجبهم اللهو (صحيح البخاري ، كتاب النكاح ، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها 3 / 169 ) .
- وفي رواية بسنن ابن ماجة بسنده عن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله ( ص ) فقال : أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم ، قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا . فقال رسول الله ( ص ) : إن الأنصار قوم فيهم غزل . فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ج 1 / 612 . وغزل بالمرأة غزلا : حادثها وتودد إليها فهو غزل ) .
- في سنن ابن ماجة بسنده عن انس بن مالك : ان النبي ( ص ) مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن يتغنين ويقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال النبي ( ص ) : الله يعلم إني لأحبكن (سنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف . وقريب منه في صحيح البخاري ج 3 / 171 كتاب النكاح باب ( 76 ) ذهاب النساء والصبيان إلى العرس ).
http://www.ahl-alquran.com/arabic/sh...php?main_id=37
تعليق