الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
-----
د. هويدي إسماعيل ..
أحمد الله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. وأصلي وأسلم على رسوله الكريم الذي رسم الطريق إلى رضوان الله وجنته .. فكان ذلك الطريق مستقيماً .. تحف جنباته الفضيلة .. ويحفل بطيب الأخلاق .. ويزدان بزينة الطهر والستر والعفاف .. وكان طريقاً يقود شقي المجتمع الإنساني (الرجل والمرأة) إلى مرافئ الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة .. فكان من ذلك : أن أوجب المولى ـ تبارك وتعالى ـ على المرأة الحجاب ؟ صوناً لعفافهاً .. وحفاظاً على شرفها .. وعنواناً لإيمانها .. من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله ويتنكب طريقه المستقيم : مجتمعاً مريضاً يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء والسعادة ..
ومن الصور التي تدل على ابتعاد المجتمع عن ذلك الطريق .. وتوضح بدقة مقدار انحرافه وتحلله : تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات .. وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت للأسف من سمات المجتمع الإسلامي .. رغم انتشار الزي الإسلامي فيه .. فما هي الأسباب التي أدّت إلى هذا الانحراف ؟ ..
للإجابة على هذا السؤال الذي طرحناه على فئات مختلفة من الفتيات كانت الحصيلة : عشرة أعذار رئيسة .. وعند الفحص والتمحيص .. بدا لنا كم هي واهية تلك الأعذار ! ..
معاً أختي المسلمة نتصفح هذه السطور .. لنتعرف من خلالها على أسباب الإعراض عن الحجاب .. ونناقشها كلاً على حدة :
العذر الأول : قالت الأولى : أنا لم اقتنع بعد بالحجاب ..
نسأل هذه الأخت سؤالين :
الأول : هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام ؟ ..
إجابتها بالطبع نعم مقتنعة ؟ .. فهي تقول : "لا إله إلا الله" .. ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة .. وهي تقول "محمد رسول الله (ص)" .. ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة .. فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجاً للحياة ..
الثاني : هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته ؟ ..
لو أخلصت هذه الأخت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت : نعم .. فالله تعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه .. والرسول الكريم (ص) الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته ..
فماذا نسمي من يقتنع بصحة الإسلام ولا يفعل ما أمره الله تعالى به ورسوله الكريم ؟ .. هو على أي حال لا يدخل مع الذين قال الله فيهم : (إَنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأطَعْنَا وَأُوْلِئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) (النور 51) ..
خلاصة الأمر : إذا كانت هذه الأخت مقتنعة بالإسلام .. فكيف لا تقتنع بأوامره؟ ..
العذر الثاني : قالت الثانية : أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي .. ولكن والدتي تمنعني لبسه .. وإذا عصيتها دخلت النار ..
يجيب على عذر هذه الأخت .. أكرم خلق الله رسول الله (ص) .. بقول وجيز حكيم ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) ..
مكانة الوالدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة .. بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات .. كما قال تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدِيْنِ إِحْسَاناً) (النساء 36) .. فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو : أمرهما بمعصية الله ؟ .. قال تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا) (لقمان 15) .. ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرّهما قال تعالى : (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) (القمان 15) ..
خلاصة الأمر : كيف تطيعين أمك وتعصين الله الذي خلقك وخلق أمك ؟ ..
العذر الثالث : أما الثالثة فتقول : إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية ..
أختنا هذه إحدى اثنتين : إما صادقة مخلصة .. وإما كاذبة متملصة تريد حجاباً متبرجاً صارخ الألوان .. يجاري موضة العصر غالي الثمن ..
نبدأ بأختنا الصادقة المخلصة : هل تعلمين يا أختاه أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لباسها الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والتي من الواجب على كل مسلمة معرفتها ..
وإذا كنت تتعلمين أمور الدنيا فكيف لا تتعلمين الأمور التي تنجيك من عذاب الله وغضبه بعد الموت ؟! .. ألم يقل الله : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل 43) .. فتعلمي يا أختي شروط الحجاب ..
فإذا كان لا بد من خروجك فلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي .. إرضاءً للرحمن .. وإذلالاً للشيطان .. وذلك لأن مفسدة خروجك سافرة متبرجة أكبر من مصلحة خروجك للضرورة ..
يا أختي لو صدقت نيّتك وصحّت عزيمتك لامتدت إليك ألف يد خيّرة .. ولسهل الله تعالى لك الأمور .. أليس هو القائل : (وَمِنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) (الطلاق 2-3) ..
أما أختنا المتملصة .. فلها نقول : الكرامة وسمو القدر عند الله تعالى لا تكون مزركشة الثياب وبهرجة الألوان .. مجاراة أهل العصر .. وإنما تكون بطاعة الله ورسوله (ص) والالتزام بالشريعة الطاهرة والحجاب الإسلامي الصحيح .. واسمعي قول الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات 13) ..
خلاصة الأمر : في سبيل رضوان الله تعالى ودخول جنته : يهون كل غالٍ ونفيس .. من نفس أو مال ..
العذر الرابع : جاء دور الرابعة فقالت : الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله .. فكيف إذا لبست الحجاب ؟ ..
لمثل هذه يقول الله تعالى : (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة 81) .. كيف تقارنين حرّ بلادك بحرّ نار جهنم ..
اعلمي ـ أختي الكريمة ـ أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية .. ليخرجك من حرّ الدنيا إلى نار جهنم .. فأنقذي نفسك من شباكه .. واجعلي من حرّ الشمس نعمة لا نقمة .. إذ هو يذكّرك بشدّة عذاب الله تعالى الذي يفوق هذا الحرّ أضعافاً مضاعفة .. عندها ترجعين إلى أمر الله وتضحين براحة الدنيا في سبيل النجاة من النار .. التي قال تعالى عن أهلها : (لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً) (النبأ 24-25) ..
خلاصة الأمر : حُفّت الجنة بالمكاره .. وحُفّت النار بالشهوات ..
العذر الخامس : لنستمع الآن إلى عذر الخامسة .. حيث قالت : أخاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى .. فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك !! ..
وإليها أقول : لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلاً .. ولتركوا الصلاة .. لأن بعضهم يخاف تركها .. ولتركوا الصيام لأن كثيرين يخافون من تركه .. إلخ .... أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى ؟ ..
والله تعالى يحب استمرار الطاعة حتى ولو كانت قليلة أو كانت مستحبة .. فكيف إذا كان واجباً مفروضاً مثل الحجاب ؟! ..
قال (ص) : ((أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)) .. لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدّت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها ؟ .. لماذا لم تبحثي عن أسباب الثبات على الهداية والحق حتى تلتزمي بها ؟ ..
فمن تلك الأسباب : الإكثار من الدعاء بثبات القلب على الدين كما كان يفعل النبي (ص) .. وكذلك : الصلاة والخشوع .. قال تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةُ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ) (البقرة 45) .. ومنها : الالتزام بكل شرائع الإسلام .. ومنها : الحجاب قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (النساء 66) ..
خلاصة الأمر : لو تمسكتِ بأسباب الهداية وذُقتِ حلاوة الإيمان لما تركت أوامر الله تعالى بعد أن تلتزمي بها
-----
د. هويدي إسماعيل ..
أحمد الله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. وأصلي وأسلم على رسوله الكريم الذي رسم الطريق إلى رضوان الله وجنته .. فكان ذلك الطريق مستقيماً .. تحف جنباته الفضيلة .. ويحفل بطيب الأخلاق .. ويزدان بزينة الطهر والستر والعفاف .. وكان طريقاً يقود شقي المجتمع الإنساني (الرجل والمرأة) إلى مرافئ الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة .. فكان من ذلك : أن أوجب المولى ـ تبارك وتعالى ـ على المرأة الحجاب ؟ صوناً لعفافهاً .. وحفاظاً على شرفها .. وعنواناً لإيمانها .. من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله ويتنكب طريقه المستقيم : مجتمعاً مريضاً يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء والسعادة ..
ومن الصور التي تدل على ابتعاد المجتمع عن ذلك الطريق .. وتوضح بدقة مقدار انحرافه وتحلله : تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات .. وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت للأسف من سمات المجتمع الإسلامي .. رغم انتشار الزي الإسلامي فيه .. فما هي الأسباب التي أدّت إلى هذا الانحراف ؟ ..
للإجابة على هذا السؤال الذي طرحناه على فئات مختلفة من الفتيات كانت الحصيلة : عشرة أعذار رئيسة .. وعند الفحص والتمحيص .. بدا لنا كم هي واهية تلك الأعذار ! ..
معاً أختي المسلمة نتصفح هذه السطور .. لنتعرف من خلالها على أسباب الإعراض عن الحجاب .. ونناقشها كلاً على حدة :
العذر الأول : قالت الأولى : أنا لم اقتنع بعد بالحجاب ..
نسأل هذه الأخت سؤالين :
الأول : هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام ؟ ..
إجابتها بالطبع نعم مقتنعة ؟ .. فهي تقول : "لا إله إلا الله" .. ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة .. وهي تقول "محمد رسول الله (ص)" .. ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة .. فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجاً للحياة ..
الثاني : هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته ؟ ..
لو أخلصت هذه الأخت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت : نعم .. فالله تعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه .. والرسول الكريم (ص) الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته ..
فماذا نسمي من يقتنع بصحة الإسلام ولا يفعل ما أمره الله تعالى به ورسوله الكريم ؟ .. هو على أي حال لا يدخل مع الذين قال الله فيهم : (إَنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأطَعْنَا وَأُوْلِئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) (النور 51) ..
خلاصة الأمر : إذا كانت هذه الأخت مقتنعة بالإسلام .. فكيف لا تقتنع بأوامره؟ ..
العذر الثاني : قالت الثانية : أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي .. ولكن والدتي تمنعني لبسه .. وإذا عصيتها دخلت النار ..
يجيب على عذر هذه الأخت .. أكرم خلق الله رسول الله (ص) .. بقول وجيز حكيم ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) ..
مكانة الوالدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة .. بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات .. كما قال تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدِيْنِ إِحْسَاناً) (النساء 36) .. فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو : أمرهما بمعصية الله ؟ .. قال تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا) (لقمان 15) .. ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرّهما قال تعالى : (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) (القمان 15) ..
خلاصة الأمر : كيف تطيعين أمك وتعصين الله الذي خلقك وخلق أمك ؟ ..
العذر الثالث : أما الثالثة فتقول : إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية ..
أختنا هذه إحدى اثنتين : إما صادقة مخلصة .. وإما كاذبة متملصة تريد حجاباً متبرجاً صارخ الألوان .. يجاري موضة العصر غالي الثمن ..
نبدأ بأختنا الصادقة المخلصة : هل تعلمين يا أختاه أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لباسها الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والتي من الواجب على كل مسلمة معرفتها ..
وإذا كنت تتعلمين أمور الدنيا فكيف لا تتعلمين الأمور التي تنجيك من عذاب الله وغضبه بعد الموت ؟! .. ألم يقل الله : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل 43) .. فتعلمي يا أختي شروط الحجاب ..
فإذا كان لا بد من خروجك فلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي .. إرضاءً للرحمن .. وإذلالاً للشيطان .. وذلك لأن مفسدة خروجك سافرة متبرجة أكبر من مصلحة خروجك للضرورة ..
يا أختي لو صدقت نيّتك وصحّت عزيمتك لامتدت إليك ألف يد خيّرة .. ولسهل الله تعالى لك الأمور .. أليس هو القائل : (وَمِنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) (الطلاق 2-3) ..
أما أختنا المتملصة .. فلها نقول : الكرامة وسمو القدر عند الله تعالى لا تكون مزركشة الثياب وبهرجة الألوان .. مجاراة أهل العصر .. وإنما تكون بطاعة الله ورسوله (ص) والالتزام بالشريعة الطاهرة والحجاب الإسلامي الصحيح .. واسمعي قول الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات 13) ..
خلاصة الأمر : في سبيل رضوان الله تعالى ودخول جنته : يهون كل غالٍ ونفيس .. من نفس أو مال ..
العذر الرابع : جاء دور الرابعة فقالت : الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله .. فكيف إذا لبست الحجاب ؟ ..
لمثل هذه يقول الله تعالى : (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة 81) .. كيف تقارنين حرّ بلادك بحرّ نار جهنم ..
اعلمي ـ أختي الكريمة ـ أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية .. ليخرجك من حرّ الدنيا إلى نار جهنم .. فأنقذي نفسك من شباكه .. واجعلي من حرّ الشمس نعمة لا نقمة .. إذ هو يذكّرك بشدّة عذاب الله تعالى الذي يفوق هذا الحرّ أضعافاً مضاعفة .. عندها ترجعين إلى أمر الله وتضحين براحة الدنيا في سبيل النجاة من النار .. التي قال تعالى عن أهلها : (لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً) (النبأ 24-25) ..
خلاصة الأمر : حُفّت الجنة بالمكاره .. وحُفّت النار بالشهوات ..
العذر الخامس : لنستمع الآن إلى عذر الخامسة .. حيث قالت : أخاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى .. فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك !! ..
وإليها أقول : لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلاً .. ولتركوا الصلاة .. لأن بعضهم يخاف تركها .. ولتركوا الصيام لأن كثيرين يخافون من تركه .. إلخ .... أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى ؟ ..
والله تعالى يحب استمرار الطاعة حتى ولو كانت قليلة أو كانت مستحبة .. فكيف إذا كان واجباً مفروضاً مثل الحجاب ؟! ..
قال (ص) : ((أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)) .. لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدّت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها ؟ .. لماذا لم تبحثي عن أسباب الثبات على الهداية والحق حتى تلتزمي بها ؟ ..
فمن تلك الأسباب : الإكثار من الدعاء بثبات القلب على الدين كما كان يفعل النبي (ص) .. وكذلك : الصلاة والخشوع .. قال تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةُ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ) (البقرة 45) .. ومنها : الالتزام بكل شرائع الإسلام .. ومنها : الحجاب قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (النساء 66) ..
خلاصة الأمر : لو تمسكتِ بأسباب الهداية وذُقتِ حلاوة الإيمان لما تركت أوامر الله تعالى بعد أن تلتزمي بها
تعليق