إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الثورة الحسينية وآفاق المستقبل بقلم الاستاذ عبد السلام حمادوش

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثورة الحسينية وآفاق المستقبل بقلم الاستاذ عبد السلام حمادوش



    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى اله على سيدنا محمد وآله وسلم
    الثورة الحسينيةوآفاق المستقبل
    - في ذكرى عاشراء أول وأكبر وأدمى تراجيديا في تاريخ المسلمين لا نملك أن نحبس دمعة حزن ،ولا نملك أن نكتم آهة ألم أو نرد صرخة مظلومية ، ولا يطاوع لسان صاحبه أن يصمت عن الجهر بكلمة حق فيها،ولا يكف قلم أن يستحث صاحبه ليخط فيها كلمات للعبرة والتاريخ ، ومازال قادة الفكر عبر التاريخ يحاولون سبر أغوار تلك الوقفة الحسينية يوم كربلاء قراءة ودرسا وتحليلا لإحداثياتها الممتدة في كل اتجاهات الحياة الإنسانية زمانا ومكانا ، وفي كل أبعادها الروحية والفكرية والثقافية والاجتماعية والإنسانية . ومازال قادة الثورات التحررية في العالم يتخذون من وقفة الحسين عليه السلام القدوة والمثل الذي يحتذى والدرس الذي يقدم لرجال المقاومة وطلاب الشهادة في سبيل نصرة الحق والمستضعفين .
    إنها ذكرى استشهاد الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كربلاء يوم العاشر من شهر محرم ، سنة 61 للهجرة .10 أكتوبر سنة 680 للميلاد
    فهل تبقى اليوم وبعد كل هذا التاريخ تلك الوقفة الحسينية المتفردة في التاريخ البشري حبيسة الدمعة الحزينة والآهة المتوجعة ومجالس العزاء وجلد الظهور بالسلاسل وإدماء الرؤوس ؟ أو تبقى في دائرة "خاصية شيعية " لا تلزم إلا أتباع المذهب الشيعي ،ولا تعني بأي شكل من الأشكال عامة المسلمين من المذاهب السنية وغيرها ، الذين ينتصر بعضهم خاصة على المستوى الرسمي إلى الموقف الأموي اليزيدي الذي اقترف الجريمة التي لم تقف عند قتل الحسين بل تجاوزته إلى قتل أكثر من عشرين من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بينهم أطفال ، ويلقى بعضهم اللوم على الحسين في خروجه ؟
    وعلى الرغم من أن للشيعة الحق في إحياء الذكرى الحسينية بالطريقة التي يرونها إلا أ نني أعتقد أن جلال المناسبة وعظمتها وموقعها في مسيرة تاريخ الإسلام والمسلمين والإنسانية في كفاحها من أجل تحرير الإنسان وتحقيق أعلى درجات كماله وكرامته التي جعلها الله تعالى هدف وجوده في الحياة الدنيا والسبيل إلى رضوان الله تعالى في الآخرة ، لابد من إعادة النظر في التعاطي مع الذكرى الحسينية بالطريقة التي ترتقي بها إلى مستواها الذي يعطيها معاني حضارية جديدة ورائدة تنتشل الإنسان المسلم المعاصر من واقع التخلف الذي طال أمده وكاد يصبح من مستلزماته وينعت به من قبل الشعوب الأخرى .
    نعم لقد كانت الثورة الحسينية في أبعادها الجهادية والاستشهادية ضد الظلم والاستبداد والاستكبار صانعة الثورة الإيرانية العظيمة ، كما كانت حاضرة بقوة في المقاومة اللبنانية التي كان رأس الحربة فيها حزب الله، ومن هو حزب الله غير الثورة الحسينية في أ قوى تجلياتها ، كما أن الثورة الحسينية لم تكن يوما غائبة عن وعي وضمير الجهاديين في تاريخ الأمة الإسلامية الطويل ضد الغزو الصليبي والتتاري ومواجهة الاستبداد الداخلي ، وفي مواجهة الجزائريين للاستعمار الفرنسي طيلة 130 سنة وأثناء ثورة التحرير المباركة هذا فضلا عن حضورها في ضمير كل ثائر في العالم وكل منتصر للحق والعدل ومحاربة الفساد والمفسدين .
    ولهذا فالثورة الحسينية لاينبغي أبدا أن تبقى خاصية شيعية بل ينبغي ويجب أن تكون خاصية إسلامية تهم كل المسلمين بجميع مذاهبهم وشعوبهم ، فما كان الحسين عليه السلام شيعيا ولا سنيا بالمعنى المذهبي ولكن كان حنيفا مسلما محمديا خرج لإحياء رسالة جده كما صرح بذلك مرارا وتكرارا . وإن كان الواقع التاريخي الإنساني يؤكد أن الثورة الحسينية لم تكن فقط إسلامية بل كانت أكثر من ذلك إنسانية عالمية ويكفي للتدليل على ذلك شهادة كثير من الثوار العالمين ورجال الفكر من أمثال المهاتما غاندي وما و وغبرهم .
    واليوم وشعوب العالم العربي والإسلامي تمر بظروف قاسية لم يسبق لها مثيل من التخلف الثقافي والفكري والعلمي والتكنولوجي والسياسي والاقتصادي وضياع الحقوق وتفشي الاستبداد والفساد والرشوة والمحسوبية والظلم والفقر والفتن الداخلية والتفسخ الأخلاقي والجهل وما إلى ذلك، وفوق كل هذا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بكل مقدساتها ومشروع بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ومحاصرة غزة ، والهجمة الأمريكية الشرسة على المنطقة للهيمنة عليها ونهب ثرواتها من افغانستان شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا بالغزو ( العراق وأفغانستان) أو مؤامرات التقسيم والتفتيت ( الصومال والسودان واليمن ) مستعينة في ذلك بأنظمة متهرئة مغلوبة على أمرها ، وحكام همهم عروشهم وكراسيهم ومعارضات مرتشية في أغلبها . وإعلام مأجور يجيد صناعة الفتن بين شعوب الأمة الواحدة ( موقعة داحس والغبراء الجزائرية المصرية ) والأمة في مواجهة كل هذا محبطة محطمة الخطوات لا تكاد تقوى على توفير رغيف الخبز .
    فمن لهذا الأمة في هذه الظروف الحالكة غير القراءة في السفر الحسيني ، المليء بزخم العطاء النوراني الروحاني الممزوج بعبق النبوة المحمدية والوعي الثوري العلوي ، والرؤية الحسنية .
    لا يمكن اختزال الخروج الحسيني في انتصار الدم على السيف فحسب وإنما في انتصار الحياة على الموت حيث أن الشهادة في سبيل الله هي ارتقاء بالشهيد إلى حياة أفضل ( أحياء عند ربهم يرزقون ) وارتقاء بحياة الأمة بما يمنحها الشهيد من انتصار وحرية وعنفوان . وانتصار قيم الإسلام بما يمثله من توحيد وحرية وشرع وعدل وسلام وأمن وأخوة إنسانية باعتبار أن الهدف من خروج الحسين عليه السلام كان من أجل إحياء دين جده . كما أن خروج الحسين كان انتصار العلم والمعرفة والتقدم على الخرافة والجهل والتخلف ، لقد جاء في الحديث أن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدماء الشهداء . وبهذا يكون ورثة استشهاد الحسين هم العلماء ورجال الفكر والفلسفة والثقافة والاختراع والإبداع في كل مجالات المعرفة والعلوم والفنون التي ترتقي بالإنسان في كل مجالات الحياة الإنسانية المعاصرة .
    من هنا تكون قراءتنا اليوم للثورة الحسينية ، في مواجهة القتامة التي تخيم على سماء البلاد العربية والإسلامية . هي كيف نمكن للقوى الحية من شباب الأمة ورجال الفكر والعلم والفنون والدعوة والإعلام لإنتاج خطاب متجدد عبر كل المنابر الثقافية والتعليمية والإعلامية والدعوية وغيرها، خطاب جديد وحديث بكل معنى الكلمة يأخذ بأسباب العلم والمعرفة ، والنقد ، خطاب جديد عقلاني يأخذ بكل عناصر قوة الحياة في تراثنا و ينفتح على الفكر الإنساني في العالم خاصة منه الفكر الغربي التنويري الذي استطاع أن يحرر الإنساني الأوروبي ويخرجه من قصوره الذاتي الذي ظل يعاني منه بفعل تراثه الثقافي والديني المتخلف المنغلق الذي ينزع من الإنسان عقله ويكفر فكره ويلقى به صريعا في متاهات ثقافة التسليم لسلطان الكهنوت والاستبداد .
    هو يوم عاشوراء العظيم؛ أكيد أنه ليس يوم ملوك الطوائف العربية الحاكمة اليوم الذي يختزله بعض فقهاء السلطان في الدعوة للصيام والصدقة والإنفاق ، ويستغله بعضهم لنهب أموال الزكاة ،ويؤكد بعضهم من خلاله هواهم الأموي اليزيدي فيعتبره عيدا من الأعياد الدينية للمسلمين .وأكيد أيضا أن يوم عاشوراء هو ليس يوم جلد الذات والأجساد والبكاء على الأطلال .
    ولكن الأكيد أن يوم عاشوراء العظيم هو يوم الحسين ع ، يوم انتصار حياة الروح والعقل والفكر والعلم والعمل والحرية والحضارة على حياة الظلمات والذلة والاستبداد والتخلف والظلم والنفاق والفساد ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها .) سورة الأنعام
    إن يوم عاشوراء هو يوم الأمة العربية والإسلامية في مقاومة المشروع الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة ومقاومة الاستبداد الداخلي المتحالف مع أمريكا . وهو قبل كل شي يوم للأمة لتستعيد من خلاله الثقة بنفسها وقدراتها وإمكاناتها والثقة بالحياة الدنيا بدل نبذها ولعنها ، وبنائها وصناعتها بدل الوقوف عند استهلاكها . لأن الحياة الدنيا هي ميدان العطاء والتنافس والإبداع والمسؤولية ، تعطيك بقدر ما تعطيتها ، وتصدقك يقد ما صدقتها .
    سمع الإمام علي عليه السلام رجلا يلعن الدنيا وكان مما قاله له إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، ودار موعظة لمن اتعظ بها ......)
    الزبير حمادوش يوم 10محرم سنة 1431الموافق ل 27/12/2009
    مرسلة بواسطة حمادوش في 10:55 ص 0 التعليقات

    الثورة الحسينية وآفاق المستقبل بقلم الاستاذ عبد السلام حمادوش
    نقلا عن مجلة منبر قجال



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X