هذه قصيدة لفيلسوف الباكستان الشاعر الكبير محمد إقبال الباكستاني،ورأيت من الواجب على الاقل أن ننشر قصيدته ترحماً عليه وأعترافاً منا بشاعريته الفذه،هذه القصيدة ألقيت في الصحن الحسيني في يوم العاشر من محرم والقيت عام 1953م،حسب ماقيل لي، وبذلت جهدا للحصول عليها من أحد الأشخاص،وإليكم القصيدة:
الفجرُ يشرقُ من ثلاث مطـــــــــــــــــالعِ
في مهد فاطــــــــــــــــــــــمةٍ فما اعلاها
هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أم من؟
من ذا يداني في الفــــــــــــــــخار أباها
هي ومضةٌ من نور عين المصـــــطفى
هادي الـــــــــــــشعوب إذا تروم هداها
هو رحمة للعالمـــــــــــين وكعبة الآما
ل في الدنـــــــــــــــــــــيا وفي أخراها
من ايقظ الفطر النيـــــــــــــام بروحه
وكأنه بعد البِلى أحيــــــــــــــــــــــاها
واعاد تاريخ الحـــــــــــــــــياة جديدةً
مثل العرائسِ في جديد حـــــــــــلاها
ولزوج فاطمة بسورة هل أتــــــــــى
تاجٌ يفوق الشمس عند ضــــــــحاها
أسدٌ بحصن الله يرمي المشــــــكلات
بصيقلٍ يمحو سطـــــــــــــــور دجاها
إيوانه كوخٌ وكنزُ ثرائــــــــــــــــــــه
سيفٌ غدا بيـــــــــــــــــــــمينه تيّاها
في روض فاطمة نما غصــــــنان لم
ينجبهما في النـــــــــــــيّرات سواها
حسنُ الذي صان الجــــــماعة بعدما
أمسى تفرقها يحــــــــــــــــل عراها
ترك الخلافة ثم أصبح في الديــــــار
إما ألفتــــــــــــــــــها وحسن عُلاها
وحسين في الأبرار والأحـــــرار ما
أزكى شمائـــــــــــــــــله وما أنداها
فتعلموا دين اليقين من الحــــــسين
إذا الحوادث أضمأت بلــــــــــــظاها
وتعلموا حرية الايمان من صــــــبر
الحسين وقد أجــــــــــــــــاب نَداها
الأمهات يلدن للشمـــــــس الضياء
وللجواهر حسنها وصــــــــــــفاها
ماسيرة الأبناء إلا الأمــــــــــــهات
فهم إذابلغوا الرقـــــــــــــي صداها
هي أسوةٌ للأمهــــــــــــــات وقدوةٌ
يترسمُ القمرُ المنير خطـــــــــــــاها
لما شكى المحتاج خلـــــف رحابها
رقّت لتلك النفس في شــــــــكواها
جاءت لتنقذه برهن خـــــــــمارها
ياسحـــــــب أين نداك من جدواها
نورٌ تهاب النار قدس جـــــــــلاله
ومنى الكوكب أن تنال ضـــــياها
جعلت من الصبر الجميل غذائها
ورأت رضا الزوج الكريم رضاها
فمها يرتل آيٍ ربك بينما
يدها تدير على الشعير رحاها
بلّت وسادتها لآلىء دمعها
من طول خشيتها ومن تقواها
جبريل نحو العرش يرفعُ دمعها
كالطل يروي في الجنان رباها
لولا وقوفي عند أمرِ المصطفى
وحدود شرعته ونحن فداها
لمضيت للتطواف حول ضريحها
وغمرتُ بالقبلات طيب ثراها
قام بنقلها// ظافرالشمري0
تعليق