بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد واله الطيبيبن الطاهرين والعن اعدائهم ومغيري شريعتهم الى يوم الدين
للاسف ركست الشعوب بين مفهومين على الساحة السياسية هو الديمقراطية أوالدكتاتورية وغاب عنهم البديل الثالث ؟؟؟
فالديكتاتورية التي ارعبت خلق الله لا تحتاج الى توضيح بشاعتها ولكن لنأتي الى الديمقراطية كمنهج واسلوب للحياة فنناقش اين فشلت وماهي عيوبها المنظورة على الاقل في واقع الحال السياسي الان… ولماذا يعتقد البعض انها كانت سبب ازدهار بلدان بينما فشلت عند الاخرين؟؟؟ ونعرج على المفهوم الديني في اختيار الحاكم الذي غاب عن الكثيرين من الناس…
نظرة بسيطة لما يجري الان على الساحة السياسية يمكن لاي اعمى ان يشخص العيوب التالية للديمقراطية:
1- شراء الاصوات وممارسة ضغوط المتسلطين من اصحاب الاموال او الضغوط الخلرجية هي تأسيس لعودة عودة الطواغيت وأمرة اللصوص منهجية درجت عليها الديمقراطية
2- انحراف الديمقراطية بعد فترة من زمن لتكون نواة تأسيس ديكتاتورية جديدة
3- انتهاك حقوق الاقليات درجت عليه الديمقراطية حتى في البلدان التي تعتبر متقدمة…
4- صراع اطراف الحكم حول توطيد اساس حكمهم وتوسيع كياناتهم كان ولا يزال على اساس الهدف الاساسي لتوليهم الحكم وهو خدمة الشعب واستخدامهم موارد الدولة في تقوية نفوذهم
5- عدم انتهاء الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية من خلال اتهامات التزوير وغيرها التي تنتج عن عدم موافقة الاقلية على نتائج الانتخابات ورفضها استمرار الاكثرية في الحكم نتيجة التجربة لنتائج الفساد الظاهرة في فترة الحكم السابقة للاكثرية
اما ما يراه البعض من ازدهار وتطور نتيجة تطبيق الديمقراطية في الغرب فلم يكن سببه الديمقراطية وانما سببه الاساسي ما تبنته دساتير تلك الدول من بنود لحقوق الانسان اقتبسته من الشرائع السماوية بدرجة ما بل ان الالتزام بهذه المباديء اعطى للديمقراطية في هذه البلدان ركيزة للاستنداد لتظهر وكأنها سبب بعض ما يعيشه الناس من رفاهية مادية وشبه استقرار … وهذا كله ليس جديدا بل تحقق في زمن الانبياء و الاوصياء الذين حكموا في فترات معينة من التاريخ لانهم عاملوا الناس حسب ماجاء بالشرائع الالهية وحاربوا الاستعباد وكفلوا للانسان سبل العيش تشمل العدالة والامان والاستقرار الروحي حتى النظام الاقتصادي كان مبني بصورة عادلة من خلال بيوت المال التي تم تأسيسها على اساس صحيح …
وهؤلاء الانبياء والاوصياء والحكام كانوا اختيار الله سبحانه ولم يكونوا اختيار الشعوب … اما الديمقراطية ومهما حاولت الاختباء خلف ما تحقق من شيء بسيط لاحترام حقوق الانسان فقد تبين للناس نتائجها الوخيمة من قتل وصراعات في اماكن عدة في العالم
ولكي نعرف رأي السماء بالديمقراطية نتصفح القرآن لنرى اين بين الخالق لنا انه سبحانه لم يترك لنا اختيار الحكام لاننا كبشر نفشل في شراء حاجياتنا واختيار اصدقائنا او شركائنا في العمل فكيف ننجح في اختيار حاكم يدير مقدرات شعوبنا… طبعا وبدون ان نتطرق للتفسير ونتركه للناس يتدبرون المعاني فالله سبحانه يخاطب اولي الالباب:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (صّ:72)
(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة : 251]
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ … وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص 68 - 70)
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (آل عمران:26):
)وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:88)
)وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الانبياء:74)
)يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12)
)وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (الجاثـية: 16)
)وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:22)
هنا المقصود يوسف ع
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص:14)
(وهنا المقصود موسى ع )
وبعد سرد هذه الايات التي تبين لنا من هو صاحب الجعل والتنصيب والذي يمنح ويؤتي الحكم والملك والخلافة نأتي الى الآية التي كانت تبرير الناس للشورى إذ قال تعالى:
( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (الشورى : 38)
وهنا نسأل هل الخلافة والحكم من امر الناس حتى يتشاوروا عليه ؟؟؟ بعد بين لهم الله سبحانه لهم في اكثر من موضع في القرآن انه هو صاحب التنصيب والتعيين والاختيار فيما يخص الخلافة والحكم والملك … ولكن الناس للاسف يأخذون من القرآن ما يريدون ويتركون الباقي خلف ظهورهم
(…. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85]
وهل شاور الرسول محمد ص امته حين نصب اسامة أمير لجيشه المتوجه لقتال الروم وكان صغير في السن ؟؟؟ فأعترض معظم الصحابة على إختيار الرسول وتخلفوا عن الجيش… ولماذا لم يشاور الرسول محمد ص اصحابه في تعيين اسامة ؟؟؟ اترك الجواب لكم …
ولكي تتضح لنا الصورة اكثر حول من هو صاحب الحق بالاختيار الله ام الناس نستعرض ما حصل بين ابراهيم خليل الله ع والنمرود لنعرف من منهم أوتي الملك وبأرادة من؟؟؟ الله ام الناس ؟؟
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (البقرة : 258)
اذا كان الفهم لدى الناس ان النمرود حكم بأختيار الله كما يقول البعض فأن ذلك معناه ان محاججة ابراهيم خليل الله باطلة (وحاشاه) لانه اعترض على اختيار الله … أو ان ابراهيم ع اراد الملك من نفسه وهذا مصيبة ان يوصف خليل الرحمن بالطمع في الحكم… فالمقصود ب (آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ … ) هو ابراهيم ع وقد بينها الله سبحانه وتعالى إذ قال:
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (النساء53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً (النساء54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (النساء55 )
فالله يعلم انه لو أوتي الملك لغير الصالحين سيأكلون حقوق العباد ولن يعطوا الناس نقيرا … وانما الله يمتحن الناس وترك لهم الاختيار فمن آمن لابراهيم ومكنه من الحكم جازاه الله الخيرات ومن خذله وركن الى حكم الطغاة ونمرود مثلا لهم فلن يضر الله شيئا
ان الله ينص على الخليفة او الملك ولكن يترك الامر في قبوله على الناس كابتلاء لهم وهم لديهم ايضا حرية الاختيار في تنصيب غير من اختاره الله واذا كان التنصيب بالقهر لبطلت الثواب والعقاب …
وعندما ينتهي الامتحان يأتي أمر الله فمن تبع حكم الله ركب سفينة نوح ع ومن تخلف عنها هلك ولن يضر الله شيئا … ومن يظن ان الهدف هو الحياة والرفاهية وان الديمقراطية هي السبيل فليقرأ قول الله تعالى:
َمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)
ونأخذ مثال آخر من القرآن فيما حصل لقوم موسى ع من بعده لنرى هل ركنوا للديمقراطية وكيف اختاروا الملك ؟؟؟
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة:246)
هل استجاب لهم الله ونصب لهم ملك وهل تخلصوا من العدوان الذي حف بهم من خلال الملك الذي اختاره الله ؟؟؟ وماهي صفات هذا الملك ؟؟؟ … هل هي نفسها معايير الناس التي تستند اليها في الاختيار من خلال الديمقراطية ؟؟؟ الجواب
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:247)
(والملأ في القرآن لا تعني الناس بل سادات القوم )
فاختار الله لهم الله طالوت واعترضوا عليه لانه فقير فقال لهم سبحانه ان المعايير ليست الغنى وانما العلم والحكمة والقوة الممنحوة من الله وانتصر طالوت بمن اطاعه ورضى بحكمه …. هل هذه القصة خيالية مثل قصص التلفزيون ؟؟؟ ام هي عبرة للناس …عَنْ الإمام محمد الباقر(ع) قَالَ:” قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً”( الكافي ج : 1 ص : 376)
اما مبدأ الكثرة والقلة والتي هي الاساس الذي قامت عليه الديمقراطية فكتاب الله نقضها بما لا يقبل الشك من خلال ذم الكثرة ومدح القلة ولم ولن تجدوا آية واحدة في كتاب الله تمدح الكثرة ولم ولن تجدوا مايذم القلة وعسى ان يكون هذ الاعجاز الالهي يكفيكم …
قال تعالى في كتابه الكريم (حيث ذكرالإعجاز الإلهي في وصف وذم الكثرة ):
(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100) ، (… مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110) ، (… وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة:103) ، (… وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأنعام:37) ، (…وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام:111) ، (… وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (لأعراف:17) واترك لكم البحث في القرآن لاتعرفوا باقي الايات
و لو عمل بمبدأ الديمقراطية والشورى في زمن سيدنا نوح عليه السلام ومعه القلة من الاراذل (كما سموهم) التي إتبعته فلمن سوف يؤول الامربرأيكم ؟؟؟
وهل كان سيدنا موسى عليه السلام ليحكم وقد كان ومن تبعه من بني إسرائيل قلة أمام فرعون والملأ من بني أسرائيل ومن تبعهم …
وهل كان سيفوز سيدنا عيسى عليه السلام وحواريه في انتخابات وشورى يقوم بها رهبان المسيح وقيصر؟؟؟
وماذا سوف تكون نتيجة انتخابات قريش وساداتها برأيكم ولم يتجاوز ولاكثر من عشر سنوات من آمن برسولنا ص كان على عدد اصابع اليد ؟؟؟
أم كان نبي الله داوود عليه السلام لا يتمتع بالحكمة ليترك جالوت وجيشه مع كثرتهم ويلتحق بالقلة المتمثلة بطالوت ومن بقي معه وبالحسابات المادية كانوا سيخسرون الحرب لا محالة !!!
قال الصادق (ع) (( … أما ترى الله يقول ما كان لكم أن تنبتوا شجرها يقول ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم وأرادتكم . ثم قال (ع): ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابا أليما من أنبت شجرة من لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله )) تحف العقول ص325.
تدبروا كلام الامام الصادق عليه السلام … لن ينظر الله له يوم القيامة ولن يزكيهم كل من يحاد الله في ملكه وحاكميته …
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ الأعراف: آية (96).
الكثيرين ممن آمن بالله والرسول ومحمد ص والكتاب … فلماذا لم يفتح الله عليهم بركات من السماء والارض كما وعدهم ولماذا الامة الاسلامية هذا حالها … الا تتفكرون
والحمد لله رب العالمين …والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبيبن الطاهرين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد واله الطيبيبن الطاهرين والعن اعدائهم ومغيري شريعتهم الى يوم الدين
للاسف ركست الشعوب بين مفهومين على الساحة السياسية هو الديمقراطية أوالدكتاتورية وغاب عنهم البديل الثالث ؟؟؟
فالديكتاتورية التي ارعبت خلق الله لا تحتاج الى توضيح بشاعتها ولكن لنأتي الى الديمقراطية كمنهج واسلوب للحياة فنناقش اين فشلت وماهي عيوبها المنظورة على الاقل في واقع الحال السياسي الان… ولماذا يعتقد البعض انها كانت سبب ازدهار بلدان بينما فشلت عند الاخرين؟؟؟ ونعرج على المفهوم الديني في اختيار الحاكم الذي غاب عن الكثيرين من الناس…
نظرة بسيطة لما يجري الان على الساحة السياسية يمكن لاي اعمى ان يشخص العيوب التالية للديمقراطية:
1- شراء الاصوات وممارسة ضغوط المتسلطين من اصحاب الاموال او الضغوط الخلرجية هي تأسيس لعودة عودة الطواغيت وأمرة اللصوص منهجية درجت عليها الديمقراطية
2- انحراف الديمقراطية بعد فترة من زمن لتكون نواة تأسيس ديكتاتورية جديدة
3- انتهاك حقوق الاقليات درجت عليه الديمقراطية حتى في البلدان التي تعتبر متقدمة…
4- صراع اطراف الحكم حول توطيد اساس حكمهم وتوسيع كياناتهم كان ولا يزال على اساس الهدف الاساسي لتوليهم الحكم وهو خدمة الشعب واستخدامهم موارد الدولة في تقوية نفوذهم
5- عدم انتهاء الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية من خلال اتهامات التزوير وغيرها التي تنتج عن عدم موافقة الاقلية على نتائج الانتخابات ورفضها استمرار الاكثرية في الحكم نتيجة التجربة لنتائج الفساد الظاهرة في فترة الحكم السابقة للاكثرية
اما ما يراه البعض من ازدهار وتطور نتيجة تطبيق الديمقراطية في الغرب فلم يكن سببه الديمقراطية وانما سببه الاساسي ما تبنته دساتير تلك الدول من بنود لحقوق الانسان اقتبسته من الشرائع السماوية بدرجة ما بل ان الالتزام بهذه المباديء اعطى للديمقراطية في هذه البلدان ركيزة للاستنداد لتظهر وكأنها سبب بعض ما يعيشه الناس من رفاهية مادية وشبه استقرار … وهذا كله ليس جديدا بل تحقق في زمن الانبياء و الاوصياء الذين حكموا في فترات معينة من التاريخ لانهم عاملوا الناس حسب ماجاء بالشرائع الالهية وحاربوا الاستعباد وكفلوا للانسان سبل العيش تشمل العدالة والامان والاستقرار الروحي حتى النظام الاقتصادي كان مبني بصورة عادلة من خلال بيوت المال التي تم تأسيسها على اساس صحيح …
وهؤلاء الانبياء والاوصياء والحكام كانوا اختيار الله سبحانه ولم يكونوا اختيار الشعوب … اما الديمقراطية ومهما حاولت الاختباء خلف ما تحقق من شيء بسيط لاحترام حقوق الانسان فقد تبين للناس نتائجها الوخيمة من قتل وصراعات في اماكن عدة في العالم
ولكي نعرف رأي السماء بالديمقراطية نتصفح القرآن لنرى اين بين الخالق لنا انه سبحانه لم يترك لنا اختيار الحكام لاننا كبشر نفشل في شراء حاجياتنا واختيار اصدقائنا او شركائنا في العمل فكيف ننجح في اختيار حاكم يدير مقدرات شعوبنا… طبعا وبدون ان نتطرق للتفسير ونتركه للناس يتدبرون المعاني فالله سبحانه يخاطب اولي الالباب:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (صّ:72)
(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة : 251]
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ … وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص 68 - 70)
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (آل عمران:26):
)وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:88)
)وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الانبياء:74)
)يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12)
)وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (الجاثـية: 16)
)وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:22)
هنا المقصود يوسف ع
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص:14)
(وهنا المقصود موسى ع )
وبعد سرد هذه الايات التي تبين لنا من هو صاحب الجعل والتنصيب والذي يمنح ويؤتي الحكم والملك والخلافة نأتي الى الآية التي كانت تبرير الناس للشورى إذ قال تعالى:
( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (الشورى : 38)
وهنا نسأل هل الخلافة والحكم من امر الناس حتى يتشاوروا عليه ؟؟؟ بعد بين لهم الله سبحانه لهم في اكثر من موضع في القرآن انه هو صاحب التنصيب والتعيين والاختيار فيما يخص الخلافة والحكم والملك … ولكن الناس للاسف يأخذون من القرآن ما يريدون ويتركون الباقي خلف ظهورهم
(…. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85]
وهل شاور الرسول محمد ص امته حين نصب اسامة أمير لجيشه المتوجه لقتال الروم وكان صغير في السن ؟؟؟ فأعترض معظم الصحابة على إختيار الرسول وتخلفوا عن الجيش… ولماذا لم يشاور الرسول محمد ص اصحابه في تعيين اسامة ؟؟؟ اترك الجواب لكم …
ولكي تتضح لنا الصورة اكثر حول من هو صاحب الحق بالاختيار الله ام الناس نستعرض ما حصل بين ابراهيم خليل الله ع والنمرود لنعرف من منهم أوتي الملك وبأرادة من؟؟؟ الله ام الناس ؟؟
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (البقرة : 258)
اذا كان الفهم لدى الناس ان النمرود حكم بأختيار الله كما يقول البعض فأن ذلك معناه ان محاججة ابراهيم خليل الله باطلة (وحاشاه) لانه اعترض على اختيار الله … أو ان ابراهيم ع اراد الملك من نفسه وهذا مصيبة ان يوصف خليل الرحمن بالطمع في الحكم… فالمقصود ب (آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ … ) هو ابراهيم ع وقد بينها الله سبحانه وتعالى إذ قال:
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (النساء53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً (النساء54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (النساء55 )
فالله يعلم انه لو أوتي الملك لغير الصالحين سيأكلون حقوق العباد ولن يعطوا الناس نقيرا … وانما الله يمتحن الناس وترك لهم الاختيار فمن آمن لابراهيم ومكنه من الحكم جازاه الله الخيرات ومن خذله وركن الى حكم الطغاة ونمرود مثلا لهم فلن يضر الله شيئا
ان الله ينص على الخليفة او الملك ولكن يترك الامر في قبوله على الناس كابتلاء لهم وهم لديهم ايضا حرية الاختيار في تنصيب غير من اختاره الله واذا كان التنصيب بالقهر لبطلت الثواب والعقاب …
وعندما ينتهي الامتحان يأتي أمر الله فمن تبع حكم الله ركب سفينة نوح ع ومن تخلف عنها هلك ولن يضر الله شيئا … ومن يظن ان الهدف هو الحياة والرفاهية وان الديمقراطية هي السبيل فليقرأ قول الله تعالى:
َمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)
ونأخذ مثال آخر من القرآن فيما حصل لقوم موسى ع من بعده لنرى هل ركنوا للديمقراطية وكيف اختاروا الملك ؟؟؟
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة:246)
هل استجاب لهم الله ونصب لهم ملك وهل تخلصوا من العدوان الذي حف بهم من خلال الملك الذي اختاره الله ؟؟؟ وماهي صفات هذا الملك ؟؟؟ … هل هي نفسها معايير الناس التي تستند اليها في الاختيار من خلال الديمقراطية ؟؟؟ الجواب
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:247)
(والملأ في القرآن لا تعني الناس بل سادات القوم )
فاختار الله لهم الله طالوت واعترضوا عليه لانه فقير فقال لهم سبحانه ان المعايير ليست الغنى وانما العلم والحكمة والقوة الممنحوة من الله وانتصر طالوت بمن اطاعه ورضى بحكمه …. هل هذه القصة خيالية مثل قصص التلفزيون ؟؟؟ ام هي عبرة للناس …عَنْ الإمام محمد الباقر(ع) قَالَ:” قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً”( الكافي ج : 1 ص : 376)
اما مبدأ الكثرة والقلة والتي هي الاساس الذي قامت عليه الديمقراطية فكتاب الله نقضها بما لا يقبل الشك من خلال ذم الكثرة ومدح القلة ولم ولن تجدوا آية واحدة في كتاب الله تمدح الكثرة ولم ولن تجدوا مايذم القلة وعسى ان يكون هذ الاعجاز الالهي يكفيكم …
قال تعالى في كتابه الكريم (حيث ذكرالإعجاز الإلهي في وصف وذم الكثرة ):
(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100) ، (… مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110) ، (… وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة:103) ، (… وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأنعام:37) ، (…وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام:111) ، (… وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (لأعراف:17) واترك لكم البحث في القرآن لاتعرفوا باقي الايات
و لو عمل بمبدأ الديمقراطية والشورى في زمن سيدنا نوح عليه السلام ومعه القلة من الاراذل (كما سموهم) التي إتبعته فلمن سوف يؤول الامربرأيكم ؟؟؟
وهل كان سيدنا موسى عليه السلام ليحكم وقد كان ومن تبعه من بني إسرائيل قلة أمام فرعون والملأ من بني أسرائيل ومن تبعهم …
وهل كان سيفوز سيدنا عيسى عليه السلام وحواريه في انتخابات وشورى يقوم بها رهبان المسيح وقيصر؟؟؟
وماذا سوف تكون نتيجة انتخابات قريش وساداتها برأيكم ولم يتجاوز ولاكثر من عشر سنوات من آمن برسولنا ص كان على عدد اصابع اليد ؟؟؟
أم كان نبي الله داوود عليه السلام لا يتمتع بالحكمة ليترك جالوت وجيشه مع كثرتهم ويلتحق بالقلة المتمثلة بطالوت ومن بقي معه وبالحسابات المادية كانوا سيخسرون الحرب لا محالة !!!
قال الصادق (ع) (( … أما ترى الله يقول ما كان لكم أن تنبتوا شجرها يقول ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم وأرادتكم . ثم قال (ع): ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابا أليما من أنبت شجرة من لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله )) تحف العقول ص325.
تدبروا كلام الامام الصادق عليه السلام … لن ينظر الله له يوم القيامة ولن يزكيهم كل من يحاد الله في ملكه وحاكميته …
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ الأعراف: آية (96).
الكثيرين ممن آمن بالله والرسول ومحمد ص والكتاب … فلماذا لم يفتح الله عليهم بركات من السماء والارض كما وعدهم ولماذا الامة الاسلامية هذا حالها … الا تتفكرون
والحمد لله رب العالمين …والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبيبن الطاهرين