المشاركة الأصلية بواسطة فارس النجفي
وتدعون بان الملائكة تنزل على ابن صهاك وتحدثه
اليس هذا الكفر بعينه؟
وقد ثبت في الصحيحين عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن فيأمتي أحد فعمر منهم ] وروى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ]
وعن قيس بن طارق قال : كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسانه ملك
وقد ثبت في الصحيح تعيين عمر بأنه محدث في هذه الأمة فأي محدثومخاطب فرض في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعمر أفضل منه ومع هذا فكان عمر رضيالله عنه يفعل ما هو الواجب عليه فيعرض ما يقع له على ما جاء به الرسول صلى اللهعليه وسلم فتارة يوافقه فيكون ذلك من فضائل عمر كما نزل القرآن بموافقته غير مرة وتارة يخالفه فيرجع عمر عن ذلك
حديث اني رسول الله ولست أعصيه
وكان عمر فيمنكره ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدوناعلى الباطل ؟ قال : [ بلى ] قال : أفليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : [ بلى ] قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : [ إني رسول الله وهو ناصري ولست أعصيه ] ثم قال : أفلم تكن تحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به قال : [ بلى ] قال : [ أقلت لك : إنك تأتيه العام ؟ ] قال : لا قال : [ إنك آتيه ومطوف به ]
فذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنهما فقال له مثل ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم ورد عليه أبو بكر مثل جواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن أبو بكر يسمع جواب النبي صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر رضي الله عنه أكمل موافقة لله وللنبي صلى الله عليه وسلم من عمر وعمر رضيالله عنه رجع عن ذلك وقال فعملت لذلك أعمالا
وكذلك لما مات النبي صلى الله عليهأنكر عمر موته أولا فلما قال أبو بكر : إنه مات رجع عمر عن ذلك
مرتبة الصديقومرتبة المحدث
ولهذا نظائر تبين تقدم أبي بكر على عمر مع أن عمر رضي الله عنه محدث فإن مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث لأن الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كل ما يقوله ويفعله والمحدث يأخذ عن قلبه أشياء وقلبه ليس بمعصوم فيحتاج أن يعرضه على ما جاء به النبي المعصوم
لا ولاية لمن خالف الكتاب والسنة
ولهذا كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رضي الله عنهم ويناظرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة ويقرهم على منازعته ولا يقول لهم : أنا محدث ملهم مخاطب فينبغي لكم أن تقبلوا مني ولا تعارضوني فأي أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنه ولي لله وأنه مخاطب يجب على أتباعه ان يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون ومثل هذا أضل الناس فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أفضل منه وهو أمير المؤمنين وكان المسلمون ينازعونه ويعرضون ما يقوله - وهو وهم - على الكتاب والسنة وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليهوسلم
كتاب اولياء الرحمن واولياءالشيطان :لابن تيمية،
باب احاديث في فظائل عمر ج1 ص52 ص54 ص55 ص56
تعليق