بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة علي سيدنا محمد وال سيدنا محمد الطيبين الطاهرين
والبرائة من أعدائهم أجمعين
حدثني الاخ العزيز والعم الجليل العضو محمد أبو اسلام أطال الله في عمره
أن هناك البعض من الذين يدعون فهم الأسلام الصحيح من الجهلة والشذاذ يتهمون العلويين الخصيبيين بانهم يقولون بالتثليث ليشوهوا صورتنا امام العامة كذبوا وخاب مسعاهم أننا قوم موحدون ولله الحمد
ولنتحدث قليلا عن مما جاء في التثليث لنفهم قليلا ما هذا التثليث
التثليث
التثليث يعني القول بثلاثة أشياء أو ثلاث مراتب أو القول بثلاثة آلهة أو ان الله تعالى له شريكين .
وللتثليث مفاهيم وشروحات كثيرة فهو من الأسرار التي عرفت قديما والتي اتخذت سترا على الوحدة الإلهية
وقد نشأت هذه القاعدة وقامت على يد مصلحي الهنود وحكمائهم أصحاب أول دين عرفه التاريخ ...
وقامت عقيدتهم هذه على الأقانيم الثلاثة :
( الجوهر – المادة – الحياة )
ثم مالبثت أن أصبحت قاعدة ومصطلحا لدى بقية الأديان ..
ومن المصادر العديدة بما فيها الكتب المقدسة الثلاثة : ( التوراة )
( الأنجيل ) ( القرأن )
فلقد عرف الثالوث عند الهنود قبل سواهم وهو عندهم : ( براهما – مشنو – سيفا )
وهو عندهم كما البراهمة خاصة تثليثا ً منذ اكثر من ثلاثة ألاف سنة وأطرافه الثلاثة :
فبراهما : هو الإله الخالق
ومنشو : هو الأله الحافظ
وسيفا : هو الأله الهادم
ومجموعها تعني عندهم إله واحد ويرمزون لهذه الأقانيم ( ألف – واو – ميم ) ويلفظونها ( أوم ) ولاينطقون بها إلا في صلواتهم .
وعند الكلدان القدماء : ( ذي أنا – وذي كيا – وأنليل )
وعند الكلدان الأراميين : ( أنو - بيل – حيا ) أو ( أنوا – بعل – أيا )
وعند الأشوريين : ( سين – شمشا – أداد ) أو ( سن – شمشن – عشتار )
وعند المصريين القدماء : ( أوزيريس – إيزيس – حورس ) ثم
( أمون – موت – خونس )
وعند الفرس القدماء : ( هرمس – يزدان – اهرمان ) أو ( أورمزد – مترات – أهرمان )
وعند اليونانيين القدامى : أن كل الأشياء المقدسة يجب ان تكون مثلثة
فقد رمزوا الى التثليث في العلوم الرياضية باصطلاح الفيلسوف فيثاغورث ب ( الشفع والوتر ..) وكذلك ( النقطة – الخط – الدائرة )
وعند الفلاسفة القدماء : ( العقل – العاقل – المعقول ) وهم ( الباري – والعقل – والنفس )
وعند العبرانيين : ( يهوه – ألوهيم – الرب الصباوت )
وعند المسيحيين : ( الأب – الابن – الروح القدس )
أي ( العظمة – المجد – القداسة )
تناولت المدرسة العقلية المسيحية في القرن الثالث الميلادي مسألة الاقانيم الثلاث : ( الوجود – العلم – الحياة ) التي يقابلها في المسيحية ايضا ( الله – الكلمة – روح القدس )
وعند المسلمين : ( الله – الرسول – أمين الوحي ) ولكن الله ليس له شريك ولا شبيه إنما هو إله واحد أحد
وعند الحكماء : ( الأزل – الأبد – السرمد )
وعند الموحدين ( الأحد – الواحد – الوحدانية )
وعند الصوفية " الموحدين " : ( المعنى – الاسم – الباب )
ويقول العارفون والصوفية أن التثليث قديم جدا بدا من قوله تعالى " وإنما قولنا لشئ إذا اردناه أن نقول له كن فيكون " سورة النحل / 40 /
أي : الخالق العظيم وأرادته تعالى أو امره ( كن ) – والشيء الذي يريد تكوينه
ويقول المتصوفة التوجه أحد اركان التثليث اذ لكل حركة توجه الهي كقوله تعالى :" كل في فلك يسبحون " حيث يوجد ثلاث اطراف ( الكل والفلك والحركة أي السباحة ) وجاء في الفتوحات لولا التوجهات ما ظهرت الكائنات "
وهكذا نرى ان الاشياء ظهرت بثلاث اعتبارات وهي اصل النتائج كلها وهو بكون الذات وكون القادر وكون التوجه بهذه الوجوه الثلاثة الوجوه ظهرت الاعيان )
وقبل ان نشير الى الجانب العقائدي في التثليث القائم على الاعتقاد باكثر من إله أو المشاركة أو اعتبار الاقانيم الثلاثة اقنوم واحد ..
وهو التثليث المرفوض قطعا ......
نشير الى ان التثليث كونه حقيقة وفي اكثر من مجال هو غير التثليث الذي عناه الباري سبحانه بقوله : لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إله الا اله واحد )) أي ان احد الألهة الثلاثة ( الله ) والاخران عيسى وأمه .
" لان الواحد مجمع عليه واكثر من واحد مختلف فيه "
والقول : ( الاب والابن والروح القدس اله واحد " هو المعنى بقوله تعالى
اذ كيف يكون الثلاثة اله واحد او ان الله سبحانه هو احد هؤلاء الثلاثة المشاركين له
يقول ابن عربي { ما كفر القائل بالثلاثة وانما كفر بقوله : ان الله ثالث ثلاثة فلو قال ثالث اثنين لاصاب الحق "" ماظنك باثنين – محمد (ص ) وابي بكر – الله ثالثهما "}
وهو عنده :فالتثليث هو اصل الخلق ومبدا النتاج على كل المستويات
الوجودية الحسية والمنطقية والمعنوية .. كل خلق لن يكون الااذا استوفى شروط التثليث فالتثليث اصل وجود المخلوق في مقابل التربيع الذي يقوم عليه كيان المخلوق }
ولكن الله تبارك وتعالى يشير الى العقيدة التي تقول باكثر من اله او تجعل الله ولدا محذرا وناهيا بقوله عز شأنه : { فآمنوا بالله ورسوله ولاتقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم إنما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له مافي السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا } النساء
أما في ما عدا ذلك فنجد التثليث أصلا وحقيقة وواقعا وها هي بعضها ونبدأها :
اولا : بسم الله الرحمن الرحيم : ف { الله – الرحمن – الرحيم } ثلاثة حتى كلمة بسم تتالف من ثلاث حروف " باء – سين – ميم "
ثانيا : الله أصلها ( اله ) ثلاثة احرف { ا – ل – ه } وفي التأويل لمعرفة معاني الحروف نجدها كمااشار اليها بعض المفكرين والمفسرين تعني :
{ أ } = أحد . { ل } = له الملك . { ه } = هو الله
وبتحليل كلمة ( أحد ) : نجدها مؤلفة من ثلاث حروف وتعني
{ أ } = الله . { ح } = حاضر . { د } = دائم
وجاء في مجمع البيان عن ابن عباس انه سئل عن قوله تعالى : ( الم ) قال : " الالف يدل على اسم الله . واللام تدل على اسم جبريل . والميم تدل على اسم محمد "
وهو تثليث مرموز يعبر عن الله والرسول وامين الوحي
ومن التثليث الوارد في القرأن الكريم قوله تعالى : { انما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } والتفسير المجمع عليه يعني ( الله – محمد – علي )
ويرمز الموالون لآل البيت عليهم السلام بالحروف الثلاثة ( ا م ع ) بمعنى الولاية لله ومحمد وعلي .
ولما كان الله سبحانه " ليس كمثله شيء " أي " سر " والسر الذي لايعرف كنهه يرمز اليه ب (س ) وهكذا يصبح المرموز { س م ع }
ويختلف ترتيب هذه الحروف بحسب المقام الاول و ( س ) السر الصميم أي معرفة الله تعالى بالحقيقة والنورانية وهو ما سعى الى معرفته باخلاص اهل اتصوف والعرفان وجهد في ذلك الفلاسفة والعلماء وأهل التوحيد ....
ولما كانت معرفة الله سبحانه تعني معرفة { الذات – الاسماء – الصفات } فقد قال بالتثليث كل من سعى لمعرفته .....
والادلة والامثلة كثيرة ..
{ ومما جاء في القرأن الكريم بمعنى التثليث قوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكف دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غريبة }
سورة النور
والتثليث هنا لا يعدو كون الذات الإلهية واحدة وان قلنا : ( مشكاة – زجاجة – مصباح ) وكما في قولنا ( الله – الرحمن – الرحيم ) وكذلك القول ( أحد – واحد – وحدانية )
وهكذا نجد ان الترتيب حسب المقامات أو كون ما يلي لقظ الجلالة من صفة أو وسيلة لا يضير مفهوم التوحيد ولا يعني سوى التوحيد الخالص إذ ليس كل تثليث شرك أو كفر كما اسلفنا القول على الاية التي سبق ذكرها والتي تعني ان الله احد ثلاثة الهة او أن الثلاثة إله واحد ...
وفيما عدا ذلك توحيد لا شرك وهو حقيقة ناصعة كما سبق القول والرقم ثلاثة ورد في أيات كثيرة من القرأن الكريم .. حتى الانسان يقوم بداخله على التثليث وقد جاء { أما المستوى الباطن في الانسان فيقوم على أساس ثلاثي عناصره هي " الروح – العقل – النفس "
وتمثل النفس في مثل هذا التصور برزخا وسطيا بين الظاهر والباطن يجسد بدوره المعضلة المعرفية في الانسان } ...
{ وقد سبق إخوان الصفا ابن عربي في مثل هذا التصور والتصور الرباعي للوجود والعالم متأثرين دون شك بالفلسفة الفيثاغورثية التي اتخذت من الاعداد رموزا ودلالات لتصور فلسفي عن الوجود والكون }
وهكذا نرى أن الحروف والاعداد رموزا ً وسنرا ً لمعتقدات قديمة وحديثة وإن التثليث موجود في كل الأديان والمذاهب تقريبا ً قديمها وحديثها ... وان لكل منها شرحه وتاويله الا ان الحكم القطعي الذي لا يختلف فيه المسلمون والذي هو كفر وشرك وضلال ( الاعتقاد باي شيء ينافي التوحيد والتنزيه لله تبارك وتعالى )
لذلك كان الخوف من ذكر التثليث والقول به خشية تسرب بعض المعتقدات الاخرى وخشية الالتباس أو وقوع الشك عند الموحدين ..
ومن هذه الدراسة العقائدية نخلص الى القول بان { عقيدة التثليث } على مختلف صورها قد شغلت أفكار البشر منذ أزمان سحيقة , وأن الشرك فيها هو الاعتقاد بتجسيد الاله واعتباره واحد من ثلاثة آلهة وأن الثلاثة كل منها جوهر مستقل عن الاخر والثلاة مع ذلك اله واحد .... وإن اتحاد ثلاث أشخاص او ثلاث أقانيم لتكون الإله الواحد .. هو المرفوض في الاسلام { وما من إله الا اله واحد }
وهكذا نرى أن التثليث في قول الصوفية وفي ذلك يقول ابن عربي : " وأول الافراد الثلاثة "
والمؤمن العارف يعلم أن الله واحد أحد لا شريك له , وان التوحيد هو السبيل والغاية وأن اساس الدين معرفة الله وتوحيده كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
" اول الدين معرفته , وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده "
والله جلت قدرته يقول : قل هو الله أحد الله الصمد "
وما كان ما ذكر إلا من نوع التمثيل أو الاجتهاد أو التقريب الى اذهان الناس ........
والصلاة علي سيدنا محمد وال سيدنا محمد الطيبين الطاهرين
والبرائة من أعدائهم أجمعين
حدثني الاخ العزيز والعم الجليل العضو محمد أبو اسلام أطال الله في عمره
أن هناك البعض من الذين يدعون فهم الأسلام الصحيح من الجهلة والشذاذ يتهمون العلويين الخصيبيين بانهم يقولون بالتثليث ليشوهوا صورتنا امام العامة كذبوا وخاب مسعاهم أننا قوم موحدون ولله الحمد
ولنتحدث قليلا عن مما جاء في التثليث لنفهم قليلا ما هذا التثليث
التثليث
التثليث يعني القول بثلاثة أشياء أو ثلاث مراتب أو القول بثلاثة آلهة أو ان الله تعالى له شريكين .
وللتثليث مفاهيم وشروحات كثيرة فهو من الأسرار التي عرفت قديما والتي اتخذت سترا على الوحدة الإلهية
وقد نشأت هذه القاعدة وقامت على يد مصلحي الهنود وحكمائهم أصحاب أول دين عرفه التاريخ ...
وقامت عقيدتهم هذه على الأقانيم الثلاثة :
( الجوهر – المادة – الحياة )
ثم مالبثت أن أصبحت قاعدة ومصطلحا لدى بقية الأديان ..
ومن المصادر العديدة بما فيها الكتب المقدسة الثلاثة : ( التوراة )
( الأنجيل ) ( القرأن )
فلقد عرف الثالوث عند الهنود قبل سواهم وهو عندهم : ( براهما – مشنو – سيفا )
وهو عندهم كما البراهمة خاصة تثليثا ً منذ اكثر من ثلاثة ألاف سنة وأطرافه الثلاثة :
فبراهما : هو الإله الخالق
ومنشو : هو الأله الحافظ
وسيفا : هو الأله الهادم
ومجموعها تعني عندهم إله واحد ويرمزون لهذه الأقانيم ( ألف – واو – ميم ) ويلفظونها ( أوم ) ولاينطقون بها إلا في صلواتهم .
وعند الكلدان القدماء : ( ذي أنا – وذي كيا – وأنليل )
وعند الكلدان الأراميين : ( أنو - بيل – حيا ) أو ( أنوا – بعل – أيا )
وعند الأشوريين : ( سين – شمشا – أداد ) أو ( سن – شمشن – عشتار )
وعند المصريين القدماء : ( أوزيريس – إيزيس – حورس ) ثم
( أمون – موت – خونس )
وعند الفرس القدماء : ( هرمس – يزدان – اهرمان ) أو ( أورمزد – مترات – أهرمان )
وعند اليونانيين القدامى : أن كل الأشياء المقدسة يجب ان تكون مثلثة
فقد رمزوا الى التثليث في العلوم الرياضية باصطلاح الفيلسوف فيثاغورث ب ( الشفع والوتر ..) وكذلك ( النقطة – الخط – الدائرة )
وعند الفلاسفة القدماء : ( العقل – العاقل – المعقول ) وهم ( الباري – والعقل – والنفس )
وعند العبرانيين : ( يهوه – ألوهيم – الرب الصباوت )
وعند المسيحيين : ( الأب – الابن – الروح القدس )
أي ( العظمة – المجد – القداسة )
تناولت المدرسة العقلية المسيحية في القرن الثالث الميلادي مسألة الاقانيم الثلاث : ( الوجود – العلم – الحياة ) التي يقابلها في المسيحية ايضا ( الله – الكلمة – روح القدس )
وعند المسلمين : ( الله – الرسول – أمين الوحي ) ولكن الله ليس له شريك ولا شبيه إنما هو إله واحد أحد
وعند الحكماء : ( الأزل – الأبد – السرمد )
وعند الموحدين ( الأحد – الواحد – الوحدانية )
وعند الصوفية " الموحدين " : ( المعنى – الاسم – الباب )
ويقول العارفون والصوفية أن التثليث قديم جدا بدا من قوله تعالى " وإنما قولنا لشئ إذا اردناه أن نقول له كن فيكون " سورة النحل / 40 /
أي : الخالق العظيم وأرادته تعالى أو امره ( كن ) – والشيء الذي يريد تكوينه
ويقول المتصوفة التوجه أحد اركان التثليث اذ لكل حركة توجه الهي كقوله تعالى :" كل في فلك يسبحون " حيث يوجد ثلاث اطراف ( الكل والفلك والحركة أي السباحة ) وجاء في الفتوحات لولا التوجهات ما ظهرت الكائنات "
وهكذا نرى ان الاشياء ظهرت بثلاث اعتبارات وهي اصل النتائج كلها وهو بكون الذات وكون القادر وكون التوجه بهذه الوجوه الثلاثة الوجوه ظهرت الاعيان )
وقبل ان نشير الى الجانب العقائدي في التثليث القائم على الاعتقاد باكثر من إله أو المشاركة أو اعتبار الاقانيم الثلاثة اقنوم واحد ..
وهو التثليث المرفوض قطعا ......
نشير الى ان التثليث كونه حقيقة وفي اكثر من مجال هو غير التثليث الذي عناه الباري سبحانه بقوله : لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إله الا اله واحد )) أي ان احد الألهة الثلاثة ( الله ) والاخران عيسى وأمه .
" لان الواحد مجمع عليه واكثر من واحد مختلف فيه "
والقول : ( الاب والابن والروح القدس اله واحد " هو المعنى بقوله تعالى
اذ كيف يكون الثلاثة اله واحد او ان الله سبحانه هو احد هؤلاء الثلاثة المشاركين له
يقول ابن عربي { ما كفر القائل بالثلاثة وانما كفر بقوله : ان الله ثالث ثلاثة فلو قال ثالث اثنين لاصاب الحق "" ماظنك باثنين – محمد (ص ) وابي بكر – الله ثالثهما "}
وهو عنده :فالتثليث هو اصل الخلق ومبدا النتاج على كل المستويات
الوجودية الحسية والمنطقية والمعنوية .. كل خلق لن يكون الااذا استوفى شروط التثليث فالتثليث اصل وجود المخلوق في مقابل التربيع الذي يقوم عليه كيان المخلوق }
ولكن الله تبارك وتعالى يشير الى العقيدة التي تقول باكثر من اله او تجعل الله ولدا محذرا وناهيا بقوله عز شأنه : { فآمنوا بالله ورسوله ولاتقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم إنما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له مافي السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا } النساء
أما في ما عدا ذلك فنجد التثليث أصلا وحقيقة وواقعا وها هي بعضها ونبدأها :
اولا : بسم الله الرحمن الرحيم : ف { الله – الرحمن – الرحيم } ثلاثة حتى كلمة بسم تتالف من ثلاث حروف " باء – سين – ميم "
ثانيا : الله أصلها ( اله ) ثلاثة احرف { ا – ل – ه } وفي التأويل لمعرفة معاني الحروف نجدها كمااشار اليها بعض المفكرين والمفسرين تعني :
{ أ } = أحد . { ل } = له الملك . { ه } = هو الله
وبتحليل كلمة ( أحد ) : نجدها مؤلفة من ثلاث حروف وتعني
{ أ } = الله . { ح } = حاضر . { د } = دائم
وجاء في مجمع البيان عن ابن عباس انه سئل عن قوله تعالى : ( الم ) قال : " الالف يدل على اسم الله . واللام تدل على اسم جبريل . والميم تدل على اسم محمد "
وهو تثليث مرموز يعبر عن الله والرسول وامين الوحي
ومن التثليث الوارد في القرأن الكريم قوله تعالى : { انما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } والتفسير المجمع عليه يعني ( الله – محمد – علي )
ويرمز الموالون لآل البيت عليهم السلام بالحروف الثلاثة ( ا م ع ) بمعنى الولاية لله ومحمد وعلي .
ولما كان الله سبحانه " ليس كمثله شيء " أي " سر " والسر الذي لايعرف كنهه يرمز اليه ب (س ) وهكذا يصبح المرموز { س م ع }
ويختلف ترتيب هذه الحروف بحسب المقام الاول و ( س ) السر الصميم أي معرفة الله تعالى بالحقيقة والنورانية وهو ما سعى الى معرفته باخلاص اهل اتصوف والعرفان وجهد في ذلك الفلاسفة والعلماء وأهل التوحيد ....
ولما كانت معرفة الله سبحانه تعني معرفة { الذات – الاسماء – الصفات } فقد قال بالتثليث كل من سعى لمعرفته .....
والادلة والامثلة كثيرة ..
{ ومما جاء في القرأن الكريم بمعنى التثليث قوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكف دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غريبة }
سورة النور
والتثليث هنا لا يعدو كون الذات الإلهية واحدة وان قلنا : ( مشكاة – زجاجة – مصباح ) وكما في قولنا ( الله – الرحمن – الرحيم ) وكذلك القول ( أحد – واحد – وحدانية )
وهكذا نجد ان الترتيب حسب المقامات أو كون ما يلي لقظ الجلالة من صفة أو وسيلة لا يضير مفهوم التوحيد ولا يعني سوى التوحيد الخالص إذ ليس كل تثليث شرك أو كفر كما اسلفنا القول على الاية التي سبق ذكرها والتي تعني ان الله احد ثلاثة الهة او أن الثلاثة إله واحد ...
وفيما عدا ذلك توحيد لا شرك وهو حقيقة ناصعة كما سبق القول والرقم ثلاثة ورد في أيات كثيرة من القرأن الكريم .. حتى الانسان يقوم بداخله على التثليث وقد جاء { أما المستوى الباطن في الانسان فيقوم على أساس ثلاثي عناصره هي " الروح – العقل – النفس "
وتمثل النفس في مثل هذا التصور برزخا وسطيا بين الظاهر والباطن يجسد بدوره المعضلة المعرفية في الانسان } ...
{ وقد سبق إخوان الصفا ابن عربي في مثل هذا التصور والتصور الرباعي للوجود والعالم متأثرين دون شك بالفلسفة الفيثاغورثية التي اتخذت من الاعداد رموزا ودلالات لتصور فلسفي عن الوجود والكون }
وهكذا نرى أن الحروف والاعداد رموزا ً وسنرا ً لمعتقدات قديمة وحديثة وإن التثليث موجود في كل الأديان والمذاهب تقريبا ً قديمها وحديثها ... وان لكل منها شرحه وتاويله الا ان الحكم القطعي الذي لا يختلف فيه المسلمون والذي هو كفر وشرك وضلال ( الاعتقاد باي شيء ينافي التوحيد والتنزيه لله تبارك وتعالى )
لذلك كان الخوف من ذكر التثليث والقول به خشية تسرب بعض المعتقدات الاخرى وخشية الالتباس أو وقوع الشك عند الموحدين ..
ومن هذه الدراسة العقائدية نخلص الى القول بان { عقيدة التثليث } على مختلف صورها قد شغلت أفكار البشر منذ أزمان سحيقة , وأن الشرك فيها هو الاعتقاد بتجسيد الاله واعتباره واحد من ثلاثة آلهة وأن الثلاثة كل منها جوهر مستقل عن الاخر والثلاة مع ذلك اله واحد .... وإن اتحاد ثلاث أشخاص او ثلاث أقانيم لتكون الإله الواحد .. هو المرفوض في الاسلام { وما من إله الا اله واحد }
وهكذا نرى أن التثليث في قول الصوفية وفي ذلك يقول ابن عربي : " وأول الافراد الثلاثة "
والمؤمن العارف يعلم أن الله واحد أحد لا شريك له , وان التوحيد هو السبيل والغاية وأن اساس الدين معرفة الله وتوحيده كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
" اول الدين معرفته , وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده "
والله جلت قدرته يقول : قل هو الله أحد الله الصمد "
وما كان ما ذكر إلا من نوع التمثيل أو الاجتهاد أو التقريب الى اذهان الناس ........
تعليق