إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج جميع المواضيع التي تخص : ( من أبطال الإسلام )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدمج جميع المواضيع التي تخص : ( من أبطال الإسلام )

    بعدما استلم الظاهر بيبرس حكم مصر سنة 1260 كان عليه ان يواجه الخطر المغولى والخطر الصليبى قي نفس الوقت. قضى بيبرس عشر سنين كاملة من 1261 إلى 1271 في حرب ضد الصليبيين والمغول والحشاشين قي الشام وأرمن كيليكيا (مملكة أرمينيا الصغرى). ولم يهزم في أي من تلك المعارك[1].
    قي خريف 1264 توغل الصليبيون التابعون للويس التاسع ملك فرنسا في ضواحى بيسان، وظهرت تهديدات مغولية قي الشام، فخرج الظاهر بيبرس على رأس الجيش المصري من القاهرة قي بداية سنة 1265، وتظاهر بأنه مشغول برحلة صيد قي التلال القريبة من مدينة أرسوف. لكن قي يوم 27 فبراير ظهر فجاءة أمام قيسارية ففاجئ الصليبيين فيها وحاصر قلعتها إلى أن استسلمت له يوم 4 مارس 1265، وبعد أن منح الأمان للحامية الصليبية الموجودة بها وسمح لها بمغادرة المدينة دخلها وسوى قلعتها بالأرض. من قيسارية سار بيبرس إلى حيفا فهرب سكانها وحاميتها بالمراكب فاستلمها بيبرس ودخلها ودمرها ودمر قلعتها، وبعد حيفا مضى إلى قلعة " عثليت " الضخمة اللى كانت بيد فرسان المعبد (الداوية) وحاصرها، لكن فرسان المعبد صمدوا إسبوع فقام بحرق أشجارهم وزرعهم خارج أسوار القلعة وتركها ومضى.
    محاصرة أرسوف وسقوطها

    زحف بيبرس يوم 21 مارس على أرسوف التي كانت بيد فرسان الاسبتارية وكانوا قد ملئوها بالمؤن والمحاربين وكان قي قلعتها نحو 270 فارس. وكان بيبرس قد نقل كميات كبيرة من الأخشاب ووضعها حول أرسوف كي يجعل منها سواتر تحمى جيشه. وبعد أن حفر المهندسون انفاقاً وسقفوها بالخشب سلمت للمقدمين من الأمراء. واشترك بيبرس بنفسه قي الحفر ونقل الحجارة ودفع المجانيق وفى رمى السهام وحتى قي المبارزة وكأنه واحد من العسكر، وبعد أن تمكنت المجانيق أن تهدم الأسوار وتفتح فيها ثغرات بدأ الزحف بدخول المدينة قي يوم 6 ابريل 1265. هاجم بيبرس القلعة واستبسل الاسبتارية في الدفاع عنها، ولمدة ثلاثة أيام دكت المجانيق وآلات الحصار اسوار القلعة إلى أن استسلمت بعدما قتل فيها نحو ثلث المحاربين الصليبيين. وطلب قائد القلعة الأمان لمن بقي من العسكر الصليبي، فأعطاهم بيبرس الأمان واستلم القلعة منهم ورفعت رايات بيبرس عليها وسلم الصليبيين سلاحهم وخرجوا قي صفوف طويلة وهما مقيدين بالحبال [2][3]، يقول المؤرخ بيبرس الدوادار الذي حضر حصار ارسوف أن بيبرس قسم أبراجها على الامراء لكي يهدموها ونقل الأسرى الصليبيين قي الأغلال إلى الكرك [4]. تدمير المدن والقلاع بعد استسلامها كان كي لا يعود إليها الصليبيين بعد خروج الجيش المصري منها.
    عندما أخذ بيبرس ارسوف رجع بالجيش إلى مصر بعدما علم بأن الصليبيين أرسلوا تعزيزات من قبرص إلى عكا كي لايهاجمها، فاكتفى بالاستيلاء على المناطق المحيطة بعكا مما جعلها مكشوفة. وسهل لمن بعده الاستيلاء عليها، وهذا مافعله السلطان الأشرف خليل بعد ذلك قي فتح عكا سنة 1291 والتي كان من الصعب فتحها دون التمهيد الذي قام به بيبرس.
    دخل بيبرس القاهرة على رأس جيشه المنتصر ومعه الأسرى الصليبيين وخرج ابنه الملك السعيد لاستقباله، وعبر من باب زويلة ودخل قلعة الجبل وأنعم على الامراء وكتب خطاب لصاحبه " مانفرد " ملك صقلية وابن فريدريك الثانى يحكى له فيه عن الانتصارات التي حققها.
    سقوط ارسوف ومن قبلها قيسارية وحيفا قي يد الظاهر بيبرس أصاب الصليبيين بالرعب وأدركوا أن أيامهم قي شرق البحر المتوسط قد صارت معدودة.

    ************************************************** ************************************************** *******************
    راجع[list][*]ابن تغري: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005[*]بسام العسلى: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.[*]بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.[*]جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.[*]المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب, القاهرة 1996.[*]محيي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الريا[/list]
    التعديل الأخير تم بواسطة م8; الساعة 16-04-2010, 08:21 PM.

  • #2
    بطل الإسلام ركن الدين بيبرس ...

    الفترة: 659-669هـ / 1260-1277م
    تتويج:
    659هـ /1260, الصالحية , مصر
    الاسم الكامل:
    الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري الصالحي النجمي
    ألقاب:
    سلطان مصر وسوريا
    ولادة:
    1223
    مكان الولادة:
    القبجاق
    توفي:
    الخميس 27 محرم 676 هـ / 2 مايو 1277 م (عمر 54 سنة)
    مكان الوفاة:
    دمشق, سوريا
    دفن:
    المدرسة الظاهرية في دمشق
    السلف:
    قطز
    الخلف:
    السعيد بركة
    سلالة: المماليك البحرية

    يرجع له الفضل مع زميله السلطان المظفر سيف الدين قطز في وقف المد المغولي على مصر و اندحار الخطر المغولي عن العالم وذلك في معركة عين جالوت في أراضي فلسطين عام 1260 ميلادية والتي كانت أمام الجيش المغولي بقيادة القائد المغولي المحنك كتبغا
    عمد السلطان بيبرس إلى تأمين وصول قواته إلى بلاد الشام بالسيطرة على كل المدن والقلاع الممتدة على الطريق بين مصر والشام وجعلها تابعة له، وبالأخص حصن الكرك الذي كان تحت سيطرة الملك عمر بن العادل بن الكامل الأيوبي، الذي لم يقدم فروض الطاعة له، فاستولى على الحصن وقتل الملك عمر , والتفت أيضا إلى تحصين الأطراف والثغور وعمارة القلاع التي خربها المغول في الشام. وأخذ يزودها بالرجال والسلاح من ممصر وبعض مدن الشام القوية , كما عمل على تقوية الأسطول والجيش وأشرف بنفسه على بناء السفن الحربية في دور صناعتها الموجودة في الفسطاط والإسكندرية ودمياط , ولم يكتفي بهذا العمل لتأمين وصول قواته إلى الشام ومنع أي التفاف حولهم من الخلف، بل عمد أيضا إلى التحالف مع بعض القوى الخارجية ليتفرغ للصليبيون.


    النهضة المعمارية والتعليمية
    شهد عهده نهضة معمارية وتعليمية كبيرة حيث اهتم بتجديد الجامع الأزهر فأعاد للأزهر رونقه فشن عليه حملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله ومكانته مرة أخرى، وعمل على إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية فأنشأ المدارس بمصر ودمشق وتعرف المدرسة المصرية بإسم المدرسة الظاهرية بدمشق عام 676 هجرية وتضم المدارس المكتبات الضخمة التي تزخر بكميات هائلة من الكتب، كما أنشأ عام 665 هجرية جامعا عرف باسمه إلى اليوم في مدينة القاهرة وهو جامع الظاهر بيبرس والذي مازال قائماً إلي اليوم، وتعرف المنطقة حوله باسم حي الظاهر. كما عمل بيبرس على إنشاء الجسور وحفر الترع وإنشاء القناطر، وأنشأ مقياس للنيل وغيرها العديد من الأعمال.

    في خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وقام بتجديد مسجد إبراهيم عليه السلام في الخليل، كما قام بتجديد قبة الصخرة وبيت المقدس، وعمل على إقامة دار للعدل للفصل في القضايا والنظر في المظالم.

    الحروب مع الصليبيين
    بعد أن انهى السلطان بيبرس مشاريعه الداخلية، تفرغ للجانب الصليبي، وبدأ العدة للحرب، مما حدا للصليبيون التفاوض معه أواخر عام 660هـ/1261م بطلب استرجاع أسراهم وعقد هدنة، فوافق بيبرس بشرط العودة إلى ماكان عليه الأمر أيام الملك الناصر صلاح الدين وإطلاق الأسرى غير أن الصليبيين لم يوافقوا,
    ولكنهم عادوا مرة أخرى عندما قويت شوكته وحرك الجيوش بإتجاه حصونهم، فطلبوا منه الصلح، فما كان رده إلا أن قال:"لم لا كان هذا قبل حضورنا إلى هذا المكان؟ ردوا ماأخذتموه من البلاد وفكوا أسرى المسلمين جميعهم فإني لاأقبل غير ذلك"
    فبدأ بيبرس حربه بمهاجمته إقليم الجليل، ثم الهجوم على عكا واقتحام ابوابها عام 662هـ/1263م ولكنه لم يتمكن من اقتحامها لحصانتها وكثرة من بها من الصليبيين، فتركها وهاجم بالشهر التالي قيسارية وعثليث. وفي عام 663هـ/1265م نزل بيبرس بقوات ضخمة إلى غزة ومن هناك إلى قيسارية ففتحها في جمادى الأول (شباط)، ثم تقدم صوب يافا فدخلها بغير قتال، لأن الصليبيين فروا منها هاربين.

    ثم سار نحو عثليث وحررها، وقد كانت بأيدي الصليبيين منذ سنة614هـ/1218م. ثم اتجه صوب أرسوف وضرب عليها حصارا شديدا استمر 40 يوما، استسلمت بعده المدينة، ومن أرسوف اتجه مرة أخرى صوب عكا، غير أنه لم يستطع أن يحرر المدينة نظرا لمساندة هيو الثالث ملك قبرص وامداده بإسطول كبير شمل كل قوة قبرص البحرية. لذا تركها بيبرس وعاد إلى مصر، ليعاود الكرة على الصليبيين بعد انتهاء الشتاء، وبدأ عمله أوائل صيف 1266م/664هـ. حيث بدأ بمدينة صفد (مقر الداوية) وتمكن من تحريرها ثم حرر هونين وتبين والرملة. نتيجة لتلك الإنتصارات ضعفت معنويات الصليبيين في الشام وسارع البعض إليه يطلبون وده ورضاه مقابل تنازلهم عن نصف غلات المناطق التي تحت سيطرتهم

    حربه مع أرمينية الصغرى
    شجع ضعف الصليبيون الظاهر بيبرس للإنتقام من العناصر والجماعات التي ساعدت المغول في قتل المسلمين وتدمير بلادهم، خاصة بعد موت هولاكو وانشغل خليفته أباقا في حربهم مع مغول القفجاق، والذين اعلنوا اسلامهم. وكان على رأس تلك الجماعات الأرمن في مملكة أرمينيا الصغرى، وذلك أن ملكهم هيتوم الأول تحالف مع المغول بشكل مباشر وأمدهم بفرقة من قواته لحرب المسلمين بالشام، فزحف المماليك بجيشهم تحت إمرة المنصور قلاوون والملك المنصور الأيوبي صاحب حماة نحو ارمينية الصغرى. وفي نهاية شهر ذو القعدة 664هـ / آب 1266م انزل المماليك بالأرمن هزيمة منكرة عند حصن دربساك، وقتل فيها أحد أبناء الملك هيتوم وأسر ابن آخر. ثم أعقبوا نصرهم هذا بهجوم كاسح على المدن الرئيسية واستولوا على كل ماكان بها، وكان الملك هيثوم ضيفا على المغول في تبريز طالبا منهم المساعدة. وقد عاد الجيش المنتصر إلى الشام ومعه كما قيل أربعين ألف أسير ومن الغنائم مالا يحصى. ولم يستطع الملك هيثوم تخليص ابنه إلا بعد أن تنازل عن للسلطان بيبرس عن العديد من الحصون المهمة. وقد خسرت مملكة أرمينيا الصغرى دورها في أحداث الشرق الأدنى، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك.

    اختتمت بفتح أنطاكية والتي كانت تعد الحصن الحصين للصليبيين فحقق انتصاراً باهراً بفتحه لهذه المدينة. كما حقق انتصارات عديدة على المغول في موقعة البيرة وحران، ورد هجمات المغول المتتابعة على بلاده، إلى أن قضى عليهم عند بلدة أبلستين وذلك في عام 675هـ ، وبذلك حقق بيبرس ما كان يبتغيه من تأمين لجبهته الخارجية وحدود دولته. وقد دام حكمه حوالي سبعة عشر عاماً.


    وفاته
    توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم من عام 676 هجرية - 2 مايو 1277 ميلادية ودفن في المدرسة الظاهرية في دمشق بعد حكم دام 17 سنة، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين الحكم، إلا أن أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً، ثم تولى الحكم المنصور قلاوون.

    تعليق


    • #3
      من أبطال الإسلام ...السلطان محمد الفاتح

      ولد محمد الثاني بن مراد الثاني بن محمد الأول في 26 رجب سنة 833 هـ (20 نيسان/أبريل 1429م)، وتولى الحكم في سنة 1451م وهو شاب لم يتجاوز عمره اثنتين وعشرين سنة وحكم لمدة ثلاثين سنة (1451-1481م). واشتهر في التاريخ بلقب محمد الفاتح لفتحه القسطنطينية، وهو من بين الفاتحين في التاريخ العالمي في هذه السن المبكرة، ومن بناة الحضارة الراقية والمجد الرفيع. ورث محمد الفاتح دولة قوية واسعة، ولكنها لم ترض نفسه الطموح بأن يكتفي بأمجاد أسلافه، ويعيش في رفاهية ونعيم بل صمم على أن يزيد أمجاداً جديدة إلى أمجادهم الإسلامية بفتوحه في أوروبا وآسيا الصغرى، ويتوج تلك الأمجاد وأمجاد الإسلام عامة بتحقيق حلم راود المسلمين مدة ثمانمائة عام[2]، وهو فتح القسطنطينية، عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، العدوّة القديمة للإسلام والمسلمين منذ عهدهم الأول. وكان هذا الفتح أقسى ضربة سددها الإسلام في وجه أوروبا النصرانية في تاريخها الطويل على يد هذا الفاتح، ومن ثم نرى معظم المؤرخين الغربيين ينالون من محمد الفاتح وينعتونه بأبشع الصفات، ولم يشذ عنهم حتى المستشرق الإنجليزي المعتدل (لين بول Lane Poole)، وهو محض افتراء وبهتان، لم يدفعهم إليه إلا الحنق والغيظ لمحو اسم الدولة البيزنطية وريثة الإمبراطورية الرومانية من خريطة التاريخ إلى الأبد.
      كان السلطان محمد الفاتح عبقرية فذة من عبقريات الإسلام، فلم يكن مجرد فاتح مغوار وقائد عسكري مظفّر، بل كان يجمع بين صفات القيادة العسكرية الموفقة وبين الثقافة العلمية الرفيعة [3]، يقود الجيوش، ويفتح المدن والدول، ويتذوق العلوم والآداب والفنون بمختلف أنواعها ويقدرها ويرعاها وينشئ ويعمر. ولقد أشاد بذكره المؤرخون المسلمون المعاصرون له كابن تغري بردين وابن إياس، والسخاوي، والسيوطي، وابن العمادالحنبلي، فيما كتبوه من ترجمته في مؤلفاتهم التاريخية العامة، وأثنوا عليه ثناء عاطراً، ونوهوا بفتوحه وعلمه. فمن ذلك ما قاله المؤرخ ابن إياس عندما بلغه نبأ وفاته: »وفي ربيع الأول جاءت الأخبار بوفاة السلطان المجاهد الغازي صاحب القسطنطينية وهو محمد بن مراد بن محمد.. وانتشر ذكره بالعدل في سائر الآفاق، وحاز الفضل والعلم والعدل والكرم الزائد وسعة المال وكثرة الجيوش والاستيلاء على الأقاليم الكفرية وفتح الكثير من حصونها وقلاعها..«.[4]
      فتح القسطنطينية

      قبل التعرض لفتح القسطنطينية أراد السلطان محمد الثاني أن يحصن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون [5] وذلك بأن يقيم قلعة على شاطئ المضيق من جهة أوروبا تكون مقابلة للحصن الذي أنشأه السلطان بايزيد ببرّ آسيا. ولما بلغ ملك الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيراً يعرض عليه دفع الجزية التي يقررها فرفض راداً ذلك للتعديات التي كانت تحدث من قبل الروم على الجنود العثمانيين وتقتل بعضاً منهم، فحاصر السلطان المدينةفي أوائل نيسان/أبريل 1453م من جهة البر بجيش يبلغ المائتين وخمسين ألف جندي، ومن جهة البحر بعمارة مؤلفة من مائة وثمانين سفينة، وأقام حول المدينة أربعة وعشرين بطارية مدفعية كانت تقذف كرات من الحجر إلى مسافة ميل. وفي أثناء الحصار اكتشف قبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي استشهد في حصار القسطنطينية في سنة 52 هـ في خلافة معاوية بن أبي سفيان. وبعد الفتح بنى له مسجداً جامعاً وما يزال قائماً، وجرت العادة بعد ذلك أن كل سلطان يتولى الحكم يتقلد سيف عثمان الأول الغازي بهذا المسجد.
      ولما شاهد قسطنطين آخر ملوك الروم هذه الاستعدادات استنجد بأهل جنوة [6] فأرسلوا له عمارة بحرية تحت إمرة جوستنياني ، فأتى بمراكبه، وأراد الدخول إلى ميناء القسطنطينية، فلقي معارضة شديدة، انتهت بفوزه ودخوله الميناء بعد أن رفع جنوده السلاسل الحديدية التي وضعت لمنع المراكب العثمانية من الوصول إليها، ثم أعيدت بعد مروره كما كانت.
      بعدها أخذ محمد الفاتح يفكر في طريقة لدخول مراكبه إلى الميناء لإتمام الحصار براً وبحراً، فخطر بباله أن ينقل المراكب إلى البر ليجتازواالسلاسل الموضوعة لمنعه،وتم هذا الأمر بأن مهد طريقاً إلى البر رصّت فوقه ألواح من الخشب صبت عليها كميات من الزيت والدهن لسهولة زلق المراكب عليها، وبهذه الطريقة أمكن نقل سبعين سفينة في ليلة واحدة حتى أصبح النهار، ونظرها الروم، أيقنوا أن لا مناص من نصر العثمانيين عليهم.
      أرسل السلطان محمد إلى قسطنطين يخبره أنه لو سلم البلد إليه طوعاً يتعهد له بعدم مس حرية الأهالي أو أملاكهم، وإن يعطيه جزيرة موره، فلم يقبل قسطنطين بذلك.
      أمر الفاتح جنوده بالصيام قبل الهجوم بيوم لتطهير نفوسهم وتزكيتها، ثم قام بزيارة للسور وتفقد الأسطول، وفي تلك الليلة تعالت أصوات التكبير والتهليل، ورتلت آيات الجهاد على مسامع الجند، ودوت الأناشيد الإسلامية الحماسية.. ودعا الفاتح قادة جيشه، ثم خاطبهم قائلاً:
      »إذا ثم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير.. فأبلغوا أبناءنا العساكر فرداً فرداً أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدراً وشرفاً، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم ديننا الحنيف نصب عينيه، فلا يصدر عن واحد منهم ما ينافي هذه التعاليم، وليتجنبوا الكنائس والمعابد، ولا يمسوها بسوء بأذى، وليدعوا القساوسة والضعفاء الذين لا يقاتلون..« [7]
      وظل الجند المسلمون طوال الليل يهللون ويكبرون حتى إذا لاح الفجر صدرت إليهم الأوامر بالهجوم، فتسلقوا الأسوار حتى دخلوا المدينة من كل فج، وأعملوا السيف فيمن عارضهم، ودخلوا كنيسة آيا صوفيا حيث كان يصلي فيها البطريق وحوله عدد من الأهالي، أما قسطنطين فقاتل حتى قتل، فدخل عندئذ محمد الفاتح إلى قصر الإمبراطور، وعمت بشائر الفتح في جميع العالم الإسلامي، إذ كتب الفاتح إلى السلطان المملوكي الأشرف إينال وإلى شريف مكة، كما أرسل إليه بعض الهدايا من الغنائم والأسرى، وأقيمت في مصر الزينات والاحتفالات لمدة ثلاثة أيام ابتهاجاً بهذا الفتح حسب كلام المؤرخ ابن تغري بردي.
      بعد ذلك زار السلطان محمد كنيسة آيا صوفيا، وأمر بأن يؤذن فيها بالصلاة إعلاناً بجعلها مسجداً للمسلمين[8]، وأصدر أوامره بمنع كل اعتداء، وبأنه لا يعارض في إقامة شعائر ديانة النصارى، بل يضمن لهم حرية عقيدتهم، وحفظ أملاكهم فرجع من هاجر منهم وأعطاهم نصف الكنائس وجمع أئمة دينهم لينتخبوا بطريقاً يكون رئيساً لطائفتهم.
      محاولات العرب لفتح القسطنطينية

      ولنذكر هنا أن المسلمين حاصروا القسطنطينية إحدى عشرة مرة قبل هذه المرة الأخيرة التي تم فيها فتحها، منها سبعة في القرنين الأولين للإسلام، فحاصرها معاوية بن أبي سفيان في خلافة الإمام علي بين أبي طالب رضي الله عنه سنة 34 هـ (654م)، وحاصرها يزيد بن أبي معاوية سنة 47 هـ (667م)، وحاصرها سفيان بن أوس في خلافة معاوية سنة 52 هـ (672م)، وفي سنة 97 هـ (715م) حاصرها مسلمة بن عبد الملك في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وفي المرة السابعة حاصرها أحد قواد الخليفة العباسي هارون الرشيد سنة 182 هـ (798م).
      نتائج هذا الفتح

      لم يكن فتح القسطنطينية أمراً سهلاً كما يحلو لبعض المؤرخين أن يصوروه بسبب ضعف الدولة البيزنطية، والانشقاق الكنسي في الشرق والغرب، بل الحق يقال: إن الجنود الإسلاميين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل ذلك، وقاموا بالتضحية والفداء حتى تم لهم النصر المبين، كما أن السلطان محمداً أعدّ كل ما يمكن من الوسائل العسكرية الناجحة، ولم يشك لحظة في ثقته بنصر الله عز وجل حتى تم له ذلك، وصدق المؤرخ الفرنسي الشهير (كارادي فو Carra De Vaux) في قوله بهذا الصدد: »إن هذا الفتح لم يتيسر لمحمد الفاتح اتفاقاً، ولا تيسر بمجرد ضعف الدولة البيزنطية، بل كان هذا السلطان يدبر التدابير الللازمة له من قبل ويستخدم له ما كان في عصره من العلم.« [9]
      وكان من آثار هذا الفتح أن اتحد كلا القسمين الجنوبي والشمالي، الآسيوي والأوروبي للدولة الإسلامية العثمانية، وتحولت العاصمة من أدرنة إلى القسطنطينية التي سميت بأسماء عدة: إسلام بول (أي مدينة الإسلام)، ودار السعادة، واسمها الرسمي الآستانة، وفي العهد الكمالي قرر اسمها رسمياً إستنبول ولا تزال.
      وأصبحت القسطنطينية بعد ذلك قاعدة للأعمال العسكرية في الشرق والغرب، وامتد النفوذ الإسلامي إلى شواطئ البحر الأسود الشمالي وكييف (حالياً في روسيا) [10] وإلى المجر واليونان وسواحل البحر الأدرياتيكي الشرقية، وإلى شرقي البحر الأبيض المتوسط.
      وفاة محمد الفاتح

      هكذا وبعد ثلاثين سنة من الحروب المتواصلة للفتح وتقوية الدولة وتعميرها، فاجأ الموتُ السطانَ محمد الفاتح في 4 ربيع الأول 886 هـ/3 مايو 1481م في أُسكُدار في معسكره وبين جنوده، إذ كان قد أعد في هذه السنة إعداداً قوياً لحملة لا يعرف اتجاهها لأنه كان شديد الحرص على عدم كشف مخططاته العسكرية حتى لأقرب وأعز قواده. وقد قال في هذا الصدد عندما سئل مرة: »لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها.«
      وهذه السرّية العسكرية التامة، مع الإيمان الصادق، كانت سر نجاحه في كثير من حملاته وفتوحه، ودفن في الضريح الذي شيده في جامعه بالقسطنطينية المعروف بجامع الفاتح، بينما غلبت روح الكآبة والحزن على الأتراك لفقدهم سلطانهم الحبيب وعمّ العزاء والرثاء في العالم الإسلامي لموت هذا المجاهد المسلم.

      [1]أفاض المؤلفون الغربيون في الكلام عن حياته وألفوا في سيرته، من أقدم هذه المؤلفات كتاب المؤلف الفرنسي في القرن السابع عشر الميلادي (جوييه)، وفي اللغة العربية كتابان عنه: »أبو الفتح السلطان محمد الفاتح وحياته« للقاضي التركي علي همت الأفسكي، ترجمة محمد إحسان بن عبد العزيز – القاهرة 1953م ، و»محمد الفاتح« للدكتور سالم الرشيدي.

      [2]في الأصل »ألف عام« ولعله غلط في الطباعة. (الفسطاط)

      [3]كان مولعاً بقراءة كتب التاريخ والسير ومكرماً للعلماء – انظر كتاب علي همت الأفسكي، وكتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية لطاشكبري زادة.

      [4]بدائع الزهور في وقائع الدهور أو تاريخ مصر ج2 ص204. ومثل ذلك ما كتبه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ج7 ص 357-437، وكتابه الآخر حوادث الدهور ج2 ص 298-299، ج3 ص 448-449، السخاوي في الضوء اللامع ج10 ص47، والشوكاني في البدر الطالع ج2 ص 269، وابن العماد الحنبلي ج7 ص 344-345.

      [5]مدينة قديمة بآسيا على البحر الأسود تبعد 140 كلم عن مدينة أرضروم، ويظن أنها معاصرة لمدينة طروادة الشهيرة.

      [6] جنوة مدينة قديمة جداً يقال أنها أنشئت سنة 707 قبل الميلاد واستولى عليها الرومانيون. فتحها شارلمان الفرنسي. نافست جمهوريتي بيزا والبندقية. تقهقرت شيئاً فشيئاً فدخلت تارة في حمى إسبانيا وطوراً في حمى فرنسا. بعد سقوط نابليون الأول سنة 1815م ضمت إلى لومبارديا، وهي الآن تابعة لإيطاليا.

      [7]الدكتور علي حسون في كتابه تاريخ الدولة العثمانية ص 300 وما بعدها. ألا يذكرنا هذا بوصية سيدنا الصديق رضي الله عنه لجيوش الفتح الإسلامي التي وجهها؟

      [8] الأمير شكيب أرسلان: حاضر العالم الإسلامي ج 1، ص 220، نقلاً عن كتاب : مفكرو الإسلام، تأليف كارا دي فو الفرنسي.

      [9] المصدر السابق.

      [10] وهي الآن في جمهورية أوكرانيا. (الفسطاط)

      تعليق


      • #4
        من أبطال اللإسلام ..يوسف بن تاشفين

        يوسف بن تاشفين
        في النصف الأول من القرن الخامس الهجري، في أقصى بلاد المغرب العربي، التفت جماعة من الناس حول عالم فقيه يدعى (عبد الله بن ياسين) وكان هدفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر تعاليم الإسلام، أطلق عليهم الملثمون لأنهم كانوا يتلثمون ولا يكشفون وجوههم، وهي عادة لهم كانوا يتوراثونها جيلاً بعد
        جيل، وحين قتل عبد الله بن ياسين سنة 461هـ/1068م في حرب جرت مع (برغواطة) قام مقامه أبو بكر بن عمر الذي عين ابن عمه يوسف بن تاشفين أميرًا على الملثمين، لانشغاله بقتال عبدة الأصنام في جنوب المغرب، والقضاء
        على فتنتهم.
        وكان يوسف بن تاشفين يتمتع بصفات جعلته محبوبًا؛ فهو شهم، حازم، شجاع علاوة على قدرته على القيادة والزعامة، ومهابة الناس له، مما جعل الناس تلتف حوله، وتساعده في العمليات العسكرية، ونشر تعاليم الإسلام في المغرب
        الأقصى، وبناء دولة المرابطين، ولما عاد أبو بكر بن عمر بعد قضائه على الفتنة وجد يوسف بن تاشفين يتمتع بمكانة عالية بين جنده ورعيته، فتنازل له رسميًّا عن السلطة وخلع نفسه وأقام مكانه ابن عمه يوسف.
        اتخذ ابن تاشفين مدينة (مراكش) التي أنشأها عاصمة لملكه سنة 465هـ لتكون نقطة الانطلاق لتوحيد وتجميع قبائل المغرب الأقصى تحت سيطرته، وبناء دولة
        قوية، كما أنشأ أسطولاً بحريًّا، ساعده على ضم المناطق المطلة على مضيق جبل طارق مما سهل ضم المغرب الأوسط، وأقام ابن تاشفين علاقات سياسية مع جيرانه من أمراء المغرب والمشرق، كما أحاط نفسه بمجموعة من الأتباع ينظمون أمور الدولة، فأعطى دولته طابع الملك.
        وفي ذلك الوقت كانت الأندلس تعاني من التفكك تحت حكم ملوك الطوائف الذين كانوا يواجهون خطر غزوات المسيحيين، وسيطرة ملوكهم وتعسفهم في مطالبة الولاة المسلمين بما لا طاقة لهم به، وكان يوسف يفكر في حال المسلمين في بلاد الأندلس وما يفعله النصارى بهم ويتجه إلى الله تعالى مستخيرًا إياه يتلمس منه
        النصر، وكان إذا أجبر على الكلام قال: أنا أول منتدب لنصرة هذا الدين، ولا يتولى هذا الأمر إلا أنا.
        واستنجد أمراء الأندلس بابن تاشفين لينقذهم من النصارى وكان على رأس من استنجد به (المعتمد بن عباد) أمير إشبيلية، فأعد ابن تاشفين جيشه وقبل أن يعبر البحر نحو الأندلس بسط يديه بالدعاء نحو السماء قائلاً: اللهم إن كنت تعلم أن في جوازنا أي (اجتياز البحر) هذا خيرًا للمسلمين، فسهل علينا جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه.
        والتقي بجيش النصارى بقيادة ألفونسو السادس في موقعة (الزلاقة)
        سنة 480هـ/1087م وانتصر جيش ابن تاشفين انتصارًا هائلاً، وبعدها وحَّد المغرب والأندلس تحت قيادته الخاصة، ورأى شيوخ المرابطين ما يقوم به يوسف من أعمال عظيمة فاجتمعوا عليه وقالوا له : أنت خليفة الله في المغرب وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين، فقال لهم: حاشا لله أن أتسمى بهذا
        الاسم، إنما يتسمى به الخلفاء، وأنا رجل الخليفة العباسي، والقائم بدعوته في بلاد المغرب، فقالوا له: لابد من اسم تمتاز به ، فقال لهم: يكون (أمير المسلمين).
        وبعد انتهاء موقعة الزلاقة بايعه من شهدها معه من ملوك الأندلس وأمرائها أميرًا على المسلمين، وكانوا ثلاثة عشر ملكًا، واستطاع يوسف بن تاشفين أن يوقف زحف جيوش النصارى، وأن يعيد ما استولوا عليه من الأندلس، وقد امتدت دولته فشملت الأندلس والمغرب الأقصى، وازدهرت البلاد في عصره، وضرب السكة (أي العملة) ونقش ديناره: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتحت ذلك: أمير المسلمين
        يوسف بن تاشفين، وكتب في الدائرة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وكتب على الوجه الآخر من الدينار: الأمير عبد الله
        أمير المؤمنين العباسي، وفي الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكه.
        وكان ابن تاشفين كثيرَ العفو، مقربًا للعلماء، وكان إذا وعظه أحدهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبه لها، وظهر ذلك عليه، ولما بلغ الإمام أبا حامد الغزالي ما عليه ابن تاشفين من الأوصاف الحميدة وميله إلى أهل العلم، عزم على التوجه إليه فوصل الإسكندرية، وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه، وعندما وصله خبر وفاة
        ابن تاشفين رجع عن ذلك العزم، ففي سنة 498هـ أصيب يوسف بن تاشفين بمرض أدى إلى وفاته ودفن في مدينة مراكش.
        وقال عنه المستشرق يوسف أشباخ: (يوسف.. أحد أولئك الرجال الأفذاذ الذين يلوح أن القدر قد اصطفاهم لتغيير وجهة سير الحوادث في التاريخ، فقد بثَّ بما استحدث من نظم وأساليب روحًا قوية في القبائل والشعوب التي يحكمها، وقد فاضت هذه الروح إلى تحقيق العجائب).. رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين.

        تعليق


        • #5
          من أبطال الإسلام ..عقبة بن نافع رضي الله عنه

          لقد أيّد الله عز وجل دينه بنوعية خاصة من الرجال، اصطفاهم المولى جل وعلا، واختارهم من بين خلقه لنيل شرف المهمة الجليلة، هؤلاء الرجال الأبطال تغلغل الإيمان في قلوبهم، وارتقت نفوسهم إلى أعلى عليين من أجل نصرة الدين، فلم يبق لهم همة ولا هدف ولا غاية في الحياة إلا لخدمة الإسلام ونشره بين الناس، إنهم رجال آثروا مرضات الله عز وجل بدعوة الناس للإسلام على متاع الحياة الدنيا، فودعوا الراحة والدعة والسكون وهجروا الفراش والسلامة وتركوا الديار والأهل والأحباب، وصارت ظهور الخيل مساكنهم، وآلات الجهاد عيالهم، وإخوان الجهاد رفقاءهم، فلا عجب إذا أن تنتهي حياتهم في أخر بقاع الدنيا، فهذا يموت في بلاد الصين وهذا في أدغال أفريقيا وذاك في أحراش الهند، وكلهم راض بهذه الحياة وهذه النهاية، طالما توجت حياته بأسمى ما يريد : الشهادة في سبيل الله، وهذه قصة واحد من أئمة هؤلاء الأبطال .


          *عقبة بن نافع *

          هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرى، ولد قبل الهجرة بسنة، وكان أبوه قد أسلم قديماً، لذلك فقد ولد عقبة ونشأ في بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل 'عمرو بن العاص' من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة .

          ولقد برز اسم 'عقبة بن نافع' مبكراً على ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اشترك هو وأبوه 'نافع' في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة 'عمرو بن العاص' رضي الله عنه، ولقد توسم فيه 'عمرو' أنه سيكون له شأن كبير ودور في حركة الفتح الإسلامي على الجبهة الغربية، لذلك أسند إليه مهمة صعبة وهى قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، ومعلوم عند العسكريين أن سلاح الاستطلاع هو أخطر وأهم سلاح في أي جيش، لأنه هو الذي يحدد طريقة الهجوم بين الشجاعة والقوة والذكاء الشديد وحسن التصرف في المواقف الصعبة، وكلها خصال توفرت في 'عقبة' وأدركها 'عمرو' فيه، لذلك عندما عاد 'عمرو' إلى مصر بعد فتح تونس، جعل 'عقبة بن نافع' والياً عليها على الرغم من وجود العديد من القادة الأكفاء والصحابة الكبار، مما يدل على نجابة هذا البطل الشاب .

          أرسل 'عمرو بن العاص' والى مصر البطل الشاب 'عقبة بن نافع' إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد، ثم أسند إليه 'عمرو' مهمة في غاية الخطورة، وهي تأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، فقاد 'عقبة' كتيبة قتالية على أعلى مستوى قتالي للتصدي لأي هجوم مباغت على المسلمين وتعاقبت عدة ولاة على مصر بعد 'عمرو بن العاص' منهم عبد الله بن أبى السرح ومحمد بن أبى بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، كلهم أقر 'عقبة بن نافع' في منصبه كقائد لحامية 'برقة' .


          عقبة قائد الفتح الشمالى

          ظل 'عقبة' في منصبه الخطير كقائد للحامية الإسلامية 'ببرقة' خلال عهدي عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضي الله عنهما، ونأى بنفسه عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وجعل شغله الشاغل الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد عادية الروم، فلما استقرت الأمور وأصبح معاوية خليفة للمسلمين، أصبح 'معاوية بن حديج' والياً على مصر، وكان أول قرار أخذه هو إرسال عقبة بن نافع إلى الشمال الأفريقي لبداية حملة جهادية قوية وجديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة وذلك سنة 49 هجرية .

          كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها 'ودان' و'أفريقية' و'جرمة' و'قصور خاوار'، فانطلق الأسد العنيف عقبة ورجاله الأشداء على هذه القرى الغادر أهلها وأدبهم أشد تأديب، فقطع أذن ملك 'ودان' وأصبع ملك 'قصور كوار' حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة المسلمين مرة أخرى (مع العلم أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً لأنه مثّله ولكن عقبة اجتهد في تأديبهم بما يردعهم عن المعاودة للخلاف).

          بعد أن طهر عقبة المنطقة الممتدة من حدود مصر الغربية إلى بلاد أفريقية 'تونس' من الأعداء والمخالفين، أقدم عقبة على التغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في حرب الصاعقة الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يطهروا منطقة الشمال الأفريقي من الحاميات الرومية المختلفة ومن جيوب المقاومة البربرية المتناثرة .


          تأسيس مدينة القيروان

          لم يكن عقبة بن نافع قائداً عسكرياً محضاً فقط، بل كان صاحب عقلية مبدعة وفكر استراتيجي فذ وهو يصح أن يطلق عليه خبير بشئون المغرب والشمال الأفريقي، ومن خلال حملاته الجهادية المستمرة على الشمال الأفريقي، أدرك أهمية بناء مدينة إسلامية في هذه البقاع وذلك لعدة أسباب من أهمها :-

          1. تثبيت أقدام المسلمين والدعوة الإسلامية هناك وذلك أن عقبة قد لاحظ أمراً هاماً أن أهل الشمال الأفريقي إذا جاءهم المسلمون يظهرون الإسلام وإذا انصرفوا عنهم رجعوا مرة أخرى إلى الكفر، فكان بناء مدينة إسلامية خير علاج لهذه الظاهرة الناجمة عن غياب قاعدة إسلامية ثابتة للإسلام لنشر الهدى والنور وسط ظلمات البربر.

          2. ضرورة تكوين قاعدة حربية ثابتة في مواجهة التهديدات الرومية المتوقعة بعد فتح الشمال الأفريقي .

          3. أن تكون هذه المدينة دار عزة ومنعة للمسلمين الفاتحين، ذلك لأنهم تفرقوا في البلاد كحاميات على المدن المفتوحة، وهذا التفرق قد يورث الضعف والوهن مع مرور الوقت خاصة لو دهم عدو كبير العدد هذه البلاد.

          لهذه الأسباب وغيرها قرر 'عقبة بن نافع' بناء مدينة القيروان في القرن الشمالي لإفريقية في مكان تتوافر فيه شروط الأمن الدعوي والحركي للمسلمين بحيث تكون دار عزة ومنعة وقاعدة حربية أمامية في القتال، ومنارة دعوية علمية لنشر الإسلام، وانطبقت كل الشروط المطلوب توافرها في منطقة أحراش مليئة بالوحوش والحيات، فقال له رجاله: "إنك أمرتنا بالبناء في شعاب وغياض لا ترام، ونحن نخاف من السباع والحيّات وغير ذلك من دواب الأرض"، وكان في عسكره خمسة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقال "إني داع فأمّنوا"، وبالفعل دعا الله عز وجل طويلاً والصحابة والناس يأمّنون، ثم قال عقبة مخاطباً سكان الوادي: "أيتها الحيّات والسباع، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه".

          فحدثت بعدها كرامة هائلة حيث خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها والذئب يحمل جروه، والحيّات تحمل أولادها، في مشهد لا يرى مثله في التاريخ، فنادى عقبة في الناس: "كفوا عنهم حتى يرتحلوا عنا" وهكذا يصل الإيمان والثقة بالله عز وجل لهذا المستوى الفائق من اليقين بنصرة الله عز وجل وتأييده ومدده، فهذا هو البطل المجاهد يصل به الإيمان والكرامة لئن يتكلم مع الحيوانات البهائم التي لا تعقل ولا تفهم، فيطيعونه ويسمعون أوامره، وهكذا يصبح الكون كله ومن فيه مسخراً لخدمة المجاهدين وغايتهم السامية.

          استمر بناء مدينة القيروان قرابة الخمس سنوات، حتى أصبحت القيروان درة المغرب، وشيّد 'عقبة' بها جامعاً كبيراً أصبح منارة العلم وقبلة طلاب العلم والشريعة من كل مكان، وملتقى للدعاة والعلماء والمجاهدين، وأصبح جامع القيروان أول جامعة إسلامية على مستوى العالم وذلك قبل الأزهر بعدة قرون.


          المجاهد المخلص

          بعدما انتهى عقبة بن نافع من بناء القيروان ومسجدها الجامع، جاءه الأمر الخليفي بالتنحّي عن ولاية إفريقية، وتولية رجل من جنود عقبة اسمه 'أبو المهاجر دينار'، وهو رجل مشهور بالكفاءة وحسن القيادة.

          فما كان رد فعل القائد المظفر الذي فتح معظم الشمال الأفريقي وحقق بطولات فائقة عندما جاءه خبر العزل ؟ هل تمرّد ؟ هل امتنع أو حتى تذمر ؟

          كلا والله.. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلا المناصب تبهرهم ولا الدنيا تفتنهم ولا الأحقاد تعرف إلى قلوبهم طريقاً، إنهم خالصين مخلصين لا يريدون إلا وجه الله عز وجل، امتثل عقبة فوراً للأمر وانتظم في سلك الجندية.

          استطاع أبو المهاجر القائد الجديد أن يحقق عدة مكاسب إستراتيجية في الشمال الأفريقي على حساب التواجد الرومي بهذه المناطق، واستطاع أيضاً، يستميل زعيم قبائل البربر 'كسيلة بن لمزم' وكان كسيلة شديد التأثير على قومه، قوى الشخصية،محبوباً في قومه، مطاعاً منهم، وكان نصرانياً متمسكاً بدينه وكان نجاح أبى المهاجر في إقناعه بالإسلام مكسباً كبيراً للإسلام والمسلمين، ولكن القائد المحنك عقبة صاحب النظرة الثاقبة الخبيرة بطبائع البربر، لم يطمئن لإسلام 'كسيلة' خاصة وأنه قد أسلم بعد وقوعه في أسر المسلمين وبعدما ذاق حر سيوفهم، وقد صدق هذا الحدس فيما بعد كما سنعلم .


          عودة الأسد

          لم يمض كثيراً من الوقت حتى عاد الأسد الضاري عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب وانتقل أبو المهاجر في صفوف الجنود مجاهداً مخلصاً، وهكذا نرى خير الأمة ينتقل الواحد منهم من الرئاسة إلى عامة الجند بمنتهى اليسر والسهولة، بلا مشاكل أو اعتراض، وبلا أحقاد وأضغان، وذلك لأن الكل يبتغى مرضات الله ولا يريد شيئاً من عرض الدنيا الزائل .

          قرر عقبة بن نافع استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة 'طنجة' هي أخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر، وهنا أشار أبو المهاجر على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة لأن 'كسيلة' زعيم البربر قد أسلم، ولكن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً بطنجة وما حولها، خاصة وأن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط .


          الإعصار المدمر

          انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف لهم أحد ولا يدافعهم أي جيش، فالجميع يفرون من أمامهم، وكلما اجتمع العدو في مكان، انقض عقبة ورجاله عليهم كالصاعقة المحرقة ففتح مدينة 'باغاية'، ثم نزل على مدينة 'تلمسان'، وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط، وبها جيش ضخم من الروم وكفار البربر، وهناك دارت معركة شديدة استبسل فيها الروم والبربر في القتال وكان يوماً عصيباً على المسلمين، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء للتراجع حتى منطقة 'الزاب'.

          سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب فقيل له 'أربة'، وهي دار ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم يفرون من أمامه كالفئران المذعورة، ورحل عقبة بعدها إلى مدينة 'ثاهرت' فأرسلت الحامية الرومية استغاثة لقبائل البربر الوثنية فانضموا إليهم فقام عقبة في جيشه خطيباً بارعاً بعبارات فائقة تلخص رسالة المجاهد في سبيل الله فقال: "أيها الناس إن أشرفكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرفكم والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله تعالى، وربكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل قد جعل بأسه على القوم المجرمين".
          وبهذه الكلمات الموجزة استثار عقبة حمية رجاله، وأعطى درساً بليغاً للأجيال من بعده عن حقيقة دعوة المجاهد .

          التقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم قتالاً شديداً، وكانت نتيجته معروفة بعدما وصلت معنويات المسلمين لقمم الجبال، وانتصر المسلمون كما هي عادتهم، وسار عقبة حتى نزل على 'طنجة' فلقيه أحد قادة الروم واسمه 'جوليان' فخضع لعقبة ودخل له الجزية، فسأله عقبة عن مسألة فتح الأندلس فقال له 'جوليان' أتترك كفار البربر خلفك وترمى بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الفرنج ؟ فقال عقبة وأين كفار البربر ؟ فقال في بلاد السوس وهم أهل نجدة وبأس فقال عقبة وما دينهم ؟ قال ليس لهم دين فهم على المجوسية .

          فتوجه إليهم عقبة كالإعصار الكاسح الذي يدمر كل شيء بإذن الله، واخترق هذه البلاد كلها هازماً لكل قبائل البربر حتى وصل بخيله إلى المحيط الأطلنطى فاخترق عقبة بفرسه ماء المحيط ثم قال بقلب المؤمن الصادق الغيور الذي بذل واستفرغ كل جهده وحياته لخدمة الإسلام: "يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك، اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد دونك".

          وبهذه النفوس الصادقة والقلوب المؤمنة والعزائم الفائقة انتشر الإسلام في ربوع الأرض.


          استشهاد البطل

          حقق عقبة غايته من حركة الفتح الإسلامي بالشمال الإفريقي، فلقد أخضع قبائل البربر وأوقع بها بأساً شديداً، حتى وصل إلى أقصى بلاد المغرب واقتحم المحيط بفرسه، وبعدها قرر عقبة العودة إلى القيروان، فلما وصل إلى طنجة أذن لمن معه من الصحابة أن يتفرقوا ويقدموا القيروان أفواجاً ثقة منه بما نال من عدوه، ومال عقبة مع ثلاثمائة من أصحابه إلى مدينة 'تهوذة'، فلما رآه الروم في قلة من أصحابه طمعوا فيه، وأغلقوا باب الصحن وشتموه وهو يدعوهم إلى الإسلام وعندها أظهر 'كسيلة' مكنون صدره الذي كان منطوياً على الكفر والغدر والحسد، واستغل قلة جند عقبة واتفق مع الروم على الغدر بعقبة وأرسل إلى إخوانه البربر الوثنيين وجمع جموعاً كثيرة للهجوم على عقبة ومن معه.

          كان أبو المهاجر في ركب عقبة ولكن عقبة قد غضب منه فقيده، فلما رأى أبو مهاجر هجوم كسيلة ومن معه، أنشد أبيات أبي محجن الثقفي المشهورة

          كفى حزناً أن ترتدي الخيل بالقنا
          وأترك مشدوداً علـى وثاقـيـــا
          إذا قمت عنأأاني الحديد وأغلقن
          مصارع دوني قد تصم المناديا


          ففك عقبة وثاقة وقال له: "الحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة"، فقال أبو المهاجر: "وأنا أيضا أريد الشهادة".
          وكسر عقبة والمسلمين أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب بتهوذة وذلك سنة 63 هجرية .

          كان عقبة بن نافع رضي الله عنه مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية الإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، ميمون النقيبة، مظفر الراية، فلم يهزم في معركة قط، طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع.

          ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة والكمال وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقّب بـ "سيدي عقبة".


          المصادر
          1. تاريخ الرسل والملوك.
          2. الكامل في التاريخ .
          3. البداية والنهاية .
          4. سير أعلام النبلاء .
          5. تاريخ الخلفاء .
          6. أطلس تاريخ الإسلام .
          7. قادة فتح بلاد المغرب العربى .
          8. فتوح البلدان .

          تعليق


          • #6
            من ابطال الاسلام ...سيف الدولة الحمداني

            سيف الدولة الشاب يحارب البيزنطيين: هذا الامير الشاب الذي يعد قوة لكل شباب المسمين ولا يكاد سيف الدولة في الخامسة والعشرين من عمره حتى ينطلق على رأس جيش كبير مقتحما بلاد الروم "البيزنطيين" ويتوغل إلى حصن زياد في قلب بلاد الأعداء ويفتحه ويقيم عليه ليالي عديدة فيخرج إليه ملك الروم في مائتي ألف مقاتل، وهو عدد لا قبل للأمير المغامر الصغير بملاقاته، فيعمل فكرهن ويلجأ إلى المراوغة والتقهقر المنتظم حتى يطمع فيه الجيش المدافع، حتى إذا سحب جيش الأعداء إلى الأرض التي يريدها بين حصن زياد وسلام انقض الأمير الفارس عليهم فأعمل فيهم الضرب والقتل، وأنزل بهم شر الهزائم وأسر منهم سبعين بطريقا، كما أخذ سرير الدمستق وكرسيهن وكان ذلك موافقا لعيد الأضحى لسنة 326هـ. ولا يكاد يمضي عامان على غزوته حتى اتجه إلى قاليقلا وكان بالقرب منها مدينة جديدة تحت الإنشاء، أطلق عليها الروم "هفجيج" .. ولا يكادون يحسون بمسير الأمير حتى خربوها وولوا الأدبار.. ثم توغل سيف الدولة في أرض البيزنطيين في مناطق لم يصل إليها أحد من المسلمين قبله، وفي تلك الأثناء يصل كتاب إلى سيف الدولة من ملك الروم بالتهديد فيرد عليه سيف الدولة بالمثل، فيغضب الملك، ويبلغ القول مسامع سيف الدولة فيمضي متوغلا إلى قلونية البعيدة الحصينة المتأبية فيفتحها ويحرق بساتينها، ويكتب إلى ملك الروم من هناك مستهزأ به وبمنعه بلاده. وحاول الدمستق أن يتحرش بسيف الدولة فيوقع به سيف الدولة ويقتل من الجنود البيزنطيين مقتلة عظيمة، ويصل بجيشه سليما إلى أرض العرب بعد أن أوقع بالروم الفزع والرهبة، وبعد أن أسقط من مدنهم أكثرها حصانة وأشدها منعة. سيف الدولة في بغداد: انطلق البريديون من البصرة متجهين إلى بغداد سنة 330هـ فيستولون عليها ويخربون عمائرها، ويسلبون قصر الخليفة الذي يرسل الحسن بن حمدان مستنجدا به، ويعز الأمير على الحسن فيكتب إلى أخيه القائد الشاب على سيف الدولة.. فينطلق الأمير إلى الدرب ميمما وجهه شطر بغداد ولكن البريدي يكون قد تم له الظفر على الخليفة الذي هرب في طريقه إلى الموصل في موكب من العراة الراجلين، ويلتقي بسيف الدولة في الطريق فيمهد وسائل الراحة له ولحاشيته واتباعه. ويصطحب الأمير الحمداني الخليفة على رأس جيش متجهين إلى بغداد لاستردادها من البريديين، ويلحق بهم الحسن بن حمدان، ولا يكاد البريديون يحسون بمقدم الأمير الشاب حتى يتركوا بغداد ويولوا الأدبار نحو الجنوب، فيدخل الخليفة إلى عاصمته وقصوره ويخلع على الحسن بن حمدان لقب ناصر الدولة ويخلع على الشاب علي بن حمدان لقب سيف الدولة ويأمر أن تكتب أسماؤهم على الدنانير والدراهم. مضى سيف الدولة في مطاردة البريديين ويلتقي بهم قرب المدائن وترجح كفتهم أول الأمر غير أن ناصر الدولة يشعر باتجاهات المعركة فيسارع بإرسال المدد إلى أخيه وهناك جرت معركة دامية ينزل فيها سيف الدولة بالبريديين هزيمة نكراء ويأسر عددا كبيرا من قوادهم وجنودهم. معارك سيف الدولة ضد الروم: إذا ما حاولنا أن نتتبع سيف الدولة في كل غزوة من غزواته أراضي الروم فقد يكون ذلك من الأمور المملة التي ليس مكانها هذه الصفحات، وإنما يمكن الرجوع إليها في ابن الأثير أو زبدة الحلب أو مسكويه أو غيرها من كتب التاريخ التي تهتم بالجزئيات، ذلك أن سيف الدولة قد قام بحوالي أربعين غزوة ضد البيزنطيين ولعله من الأفضل أن نتابعه في حروبه الكبرى التي اشتبك فيها معهم بعد ملكه لحلب سواءً أكانت نتيجتها نصرا أم هزيمة. معركة بغراس ومرعش سنة 333هـ 944م: كان سيف الدولة مشغولا بحرب الإخشيديين لاستخلاص حلب وجعلها مملكة يلي أمرها فانتهز البيزنطيون هذه الفرصة وأغاروا على الثغور ظنا منهم أن الأمير العربي غير قادر حتما على الحرب في جبهتين في وقت واحد ولكن سيف الدولة الذي كان يرى أن رسالته تنحصر في حماية الثغور وتأمينها قبل إنشاء الملك سارع إلى أرض المعركة في بغراس ومرعش وكمن لجيش العدو في بعض المضايق والشعاب وأنزل بهم هزيمة منكرة واستنقذ الأسرى من المسلمين وغنم غنائم كثيرة ثم عاد أدراجه ثانية لمتابعة إنشاء مملكته العتيدة. فتح حصن برزويه سنة 336هـ : كان الروم قد ملكوا حصن بروزيه وهو أحد الحصون الحربية الهامة فانطلق سيف الدولة سنة 336هـ إلى الحصن وأطال حصاره فانتهز القائد الرومي الفرصة وحاصر الحدث ونجح كل من القائدين في مهمته.. استرد سيف الدولة حصن بروزيه وفتح لاون بن بردس الحدث وخرب سورها فلم يلتق الجيشان وجها لوجه وانصرف سيف الدولة إلى ميافارقين. معارك سنة 339هـ 950م ووصوله قرب القسطنطينية: في هذه المعارك تقدم سيف الدولة في الأرض البيزنطية فاتحا مكتسحا وقد أخذته نشوة النصر فظل يضرب أكناف الأرض والحصون تتساقط أمامه وتحت سنابك خيله حصنا بعد حصن وأسر كثيرا من جنود الروم وفتح سمندو وخرشنة وظل يتقدم حتى وصل إلى صارخة وهي غير مجيدة عن العاصمة القسطنطينية ففزع الروم من هذا النصر التي احتشد له سيف الدولة واشترك فيه كثير من أهل الثغور خاصة فرسان طرسوس فانهزم البيزنطيين أقبح هزيمة. معارك سنة 342هـ 0953م) وأسر قسطنطين ابن الإمبراطور: فلما كان العام التالي 342هـ أصر العدو على أن يثأر لنفسه فكمن بجيش كثيف عند موزار وبحيلة بارعة من سيف الدولة سحب جيش البيزنطيين إلى مكان يصلح أرضا للمعركة والتحم الفريقان في حرب ضروس انتصر فيها العرب انتصارا باهرا وظل الجيش العربي يضرب في الروم باسطا سلطانه على سمنين وحصن الران وغيرها من المواقع فانتهز العدو هذه الفرصة وأغار على بعض الأطراف الإسلامية فبلغ الخبر سيف الدولة الذي انطلق إليه وأدركه عند نهر جيحان وكانت معركة رهيبة جرح فيها القائد البيزنطي الخطير برداس فوكاس وأسر فيها ابنه قسطنطين الذي ظل مكرما عند سيف الدولة حتى أرسل أبوه إلى عطار نصراني بحلب تحايل حتى دس له السم في الطعام وكانت هذه الهزيمة شديدة الوقع على القائد البيزنطي فلم يتحمل إهانتها ولذلك دخل الدير مترهبا. سقوط حلب في أيدي الروم (351هـ- 962م): فزع الروم من الهزائم المتوالية المتلاحقة التي أوقعها بهم الأمير سيف الدولة الحمداني ولقد أثار حفيظتهم أن أميراً لإحدى المقاطعات الإسلامية ينزل تلك الهزائم الكثيرة بأكبر إمبراطور على وجه الأرض، وأخيراً اضطرت أن تستدعي أقوى قائد في جعبتها وأصلبهم عودا ونقلته من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية حتى يحرز للإمبراطور بعض النصر على العرب فيحفظ عليها بعض ماء وجهها أمام رعاياها، هذا القائد كان نقفور فوكاس ولم يكد يمضي على تعيينه في منصبه الجديد شهور قليلة حتى أعد نفسه للثأر من سيف الدولة. لقد حاول سيف الدولة أن يلتقي بالجيش البيزنطي بعيدا عن حلب فخرج في أربعة آلاف جندي من الفرسان والرجال إلى عزاز ولكنه تيقن ألا طاقة له بمحاربة هذا العدد الضخم من الجيوش الرومية المجهزة فعاد إلى عاصمته وخيم بظاهرها وجرت محاولات كثيرة لهدم السور والاستيلاء على حلب فباء أكثرها بالفشل لصمود الحلبيين، لقد كان الجيش الذي يحاصر المدينة وحده ثمانين ألفا، وبرغم ذلك كان يجزع من التقدم إلى داخل السور. وعندما دخلوا المدينة ألحق بهم العرب هزيمة فادحة، فقد كانت قلوب الروم تهتز فرقا وخوفا من أن يعاجلهم سيف الدولة بهجوم مفاجئ، ولشدة خوفهم أحسوا بطلائع مقبلة من جهة قنسرين، وكانت نجدة لهم فتوهم قائدهم أنها نجدة لسيف الدولة فرحل خائفا مذعورا، ولكنه مقابل هذا فقد خسر العرب خسائر فادحة في هذه المعركة سواء في الرجال أو في المال والعتاد، ولكن لم يكن هناك مفر من ذلك. سيف الدولة يعود إلى القتال: لم تذهب الهزيمة بثبات الأمير الحمداني بل إنه عاد من عاصمته في الشهر فسه ولاشك في أنه وقف على أطلالها حزينا وقد اسر في نفسه في أن ينتقم لرجاله الذين هلكوا وللأبرياء الذين قتلوا وللمدينة الجميلة التي ضربت، خرجت جيوش المسلمين من طرسوس واقتحمت بلاد الروم وأوقعوا بجيوشهم وعادوا بغنائم وفيرة ثم بلغ سيف الدولة خلاف الروم على من يلي العرش في الإمبراطورية فانتهز الفرصة ودخل بلادهم وأحرقها وسبى أكثر من ألفين وغنم من المواشي أكثر من مائة ألف رأس وظل يضرب في بلادهم حتى وصل إلى ملطية وسبى وغنم ما لا يسهل حصره.

            تعليق


            • #7
              ينقل التاريخ : ينتسب الحمدانيون إلى قبيلة (تغلب) العربية, التي أنجبت - في الجاهلية والإسلام - عدداً كبيراً من الفرسان والشعراء, وانتقلت من الجزيرة العربية, كما هو حال الكثير من القبائل العربية, إلى ضفاف الفرات. ولعب الحمدانيون دوراً مهماً على مسرح الحياة السياسية في العصر العباسي الثاني, حيث أقاموا دولتين إحداهما في الموصل والأخرى في حلب.
              ومؤسس الدولة الحمدانية في حلب علي بن عبد الله بن حمدان, الذي لُقب بسيف الدولة. وقد ولد عام 303 هـ /915 م في مدينة ميافارقين (أشهر مدن ديار بكر), ودرس على أيدي علماء الموصل الآداب والعلوم, كما تعلّم الصيد والرمي وركوب الخيل, ولكن قلبه كان قد تعلّق من صغره بالأدب والشعر. وبعد وفاة والده عاش سيف الدولة في كنف أخيه ناصر الدولة, ثم انخرط في الجهاد ضد البيزنطيين بصحبة أخيه حيناً وقائداً مستقلاً حيناً آخر. وأظهر سيف الدولة, خلال المرحلة العراقية من حياته, بطولات خارقة دفاعاً عن الخلفاء العباسيين الذين كانوا يعانون الاضطهاد والمذلة على أيدي القادة الأتراك, الذين هيمنوا على مقاليد الحكم منذ قيامهم بقتل الخليفة المتوكل على الله عام 247 هـ /861 م.و كان سيف الدولة على دراية كاملة بأن ما يجري في العراق من فوضى وصراعات بين القوى الإسلامية, إنما هو لمصلحة البيزنطيين الذين لم يترددوا في الإغارة على مدن شمال الجزيرة وبلاد الشام, مستغلين الظروف الصعبة التي تمر بها الخلافة العباسية.و لهذا كله يمكن القول إن ذلك كله مهّد لظهور الدولة الحمدانية في حلب لمواجهة التحدي البيزنطي, وهذا يذكرنا بقيام الدولة الأيوبية, في أواسط القرن السادس للهجرة (الثاني عشر للميلاد) لمواجهة التحدي الفرنجي (الصليبي).
              الذي اعرفه انه من المذهب المخالف للشيعه ودفاعه عن الدوله العباسيه الظالمه دليلا على ذلك كما ان الدوله العباسيه دوله ظالمه اساسها القتل والدماء !!!

              تعليق


              • #8
                وقولك :ثم بلغ سيف الدولة خلاف الروم على من يلي العرش في الإمبراطورية فانتهز الفرصة ودخل بلادهم وأحرقها وسبى أكثر من ألفين وغنم من المواشي أكثر من مائة ألف رأس وظل يضرب في بلادهم حتى وصل إلى ملطية وسبى وغنم ما لا يسهل حصرها .
                هل هذه اخلاق الاسلام!!!!

                تعليق


                • #9
                  أيتها الاخت ...
                  قلتم:
                  " الذي اعرفه انه من المذهب المخالف للشيعه ودفاعه عن الدوله العباسيه الظالمه دليلا على ذلك كما ان الدوله العباسيه دوله ظالمه اساسها القتل والدماء
                  سيدتي الدولة العباسية بكل ما لها وما عليها هي خلافة المسلمين وبدونها يتشرذمون ..
                  هنا هو يدافع عن وحدة الإسلام ...وهذا هو الفارق بين بطل كسيف الدولة وعميل كخائن الدين بن العلقمي .
                  *****************************************
                  وقولك :
                  " وقولك :ثم بلغ سيف الدولة خلاف الروم على من يلي العرش في الإمبراطورية فانتهز الفرصة ودخل بلادهم وأحرقها وسبى أكثر من ألفين وغنم من المواشي أكثر من مائة ألف رأس وظل يضرب في بلادهم حتى وصل إلى ملطية وسبى وغنم ما لا يسهل حصرها .
                  هذا رداً على ما فعلوه بدولة الإسلام ..

                  تعليق


                  • #10
                    السلطان العادل نور الدين زنكي....سائر على درب الجهاد

                    هو سلطان الشام ومصر في زمانه، واسـمه محمود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر، كنيته أبو القاسم، ومن ألقابه: الملك العادل السلطان نور الدين والشهيد [لقبوه بالشهيد لموته بالخوانيق مبطونا]. ولد في حلب في بداية القرن السادس الهجري، لعله في عام 506 هـ أو 511 هـ.

                    ثانيا: ولايته حلب ثم دمشق.

                    - كان أبوه ملكا على الموصل وحلب, فلما اغتيل أبوه في قلعة جعبر سنة 549 هـ ملك السلطان نور الدين مدينة حلب. وفي عام 549هـ استولى على دمشق من آخر ملوك بني بوري في الشام.

                    ثالثا: جهاده ضد الصليبيين:

                    - بدأ رحلته في الجهاد ضد الصليبيين شابا يافعا في صفوف جيش والده عماد الدين زنكي، وبعد استيلائه على دمشق عاد فتفرغ لمواجهة جحافل الغزو الصليبي، فاستولى على عدة قلاع وحصون كانت بأيديهم, ودخل في ملكه حماة وحمص وبعلبك وحران وبانياس وصافيتا ثم الموصل بعد وفاة أخيه سيف الدين غازي. قامت بينه وبين الصليبيين وقائع, كانت له الغلبة عليهم في أكثرها.

                    رابعا: دخول مصر في ولايته.

                    - كانت مصر آنذاك تحت حكم الفاطميين، وفي عام 559هـ قدم بعض وزراء "العاضد الفاطمي" من مصر إلى الشام مستجيرا بالسلطان نور الدين، فسيَّر السلطان نور الدين جيشا بقيادة مقدم عسكره وأكبر أمراء دولته أسد الدين شيركوه الذي اصطحب معه ابن أخيه "صلاح الدين الأيوبي", ثم بعد وفاة العاضد -ءاخر الفاطميين- تولى صلاح الدين ملك مصر سنة 564هـ وخطب في مساجدها للسلطان نور الدين وللخلافة العباسية من ورائه.

                    خامسا: وفاته رحمة الله عليه.

                    - وفي عام 564 هـ توفي السلطان نور الدين عن 58 عاما ودفن بقلعة دمشق ونقل بعدها إلى المدرسة النورية التي كان بناها بدمشق.

                    سادسا: مآثر سيرته في الملك.

                    كان السلطان نور الدين أعدل ملوك زمانه وأجلهم وأفضلهم. مداوما للجهاد, كان يتمنى الشهادة, وأدركها على فراشه فقضى بالخوانيق مبطونا فلذلك دعاه المسلمون بالشهيد. بنى الربط والبيمارستانات ووقف وقوفا على المرضى, وبنى الجسور والطرق والخانات ووقف كتبا كثيرة على طلبة العلم, ونازل الصليبيين في مواقع كثيرة وكسرهم واستولى على أكثر من خمسين موقعا من حصون وقلاع كانت بأيديهم, وكان زاهدا, عابدا, عالما بالفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة. أسقط ما كان يؤخذ من الناس من المكوس, وهو أول من بنى دارا للحديث, وبنى الجامع النوري بالموصل, وقام بالأعمال الخيرية من عدل وإحسان مما جعل المؤرخين يضعونه في مرتبة عالية، للشعراء فيه مدائح كثيرة منها قول الشاعر القيسراني:

                    ذو الجهادينِ من عدوٍّ ونفسٍ .. فهوَ طولَ الحياةِ في هيجاءِ

                    أيها المالكُ الذي ألزمَ الناسَ .. سلوكَ المـحجةِ البيضاءِ

                    قد فضحتَ الملوكَ بـالعدلِ لما .. سرتَ في الناسِ سيرةَ الخلفاءِ

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم اعز الاسلام بقادة كهؤلاء يعيدوا له أمجاده ويردوا عنه أعدائه.

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم ارزقنا بفاتح كمحمد ..يسير على درب المصطفى الأحمد

                        تعليق


                        • #13
                          وقالوا له : أنت خليفة الله في المغرب وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين، فقال لهم: حاشا لله أن أتسمى بهذا
                          الاسم، إنما يتسمى به الخلفاء، وأنا رجل الخليفة العباسي، والقائم بدعوته في بلاد المغرب، فقالوا له: لابد من اسم تمتاز به ، فقال لهم: يكون (أمير المسلمين).
                          وبعد انتهاء موقعة الزلاقة بايعه من شهدها معه من ملوك الأندلس وأمرائها أميرًا على المسلمين، وكانوا ثلاثة عشر ملكًا، واستطاع يوسف بن تاشفين أن يوقف زحف جيوش النصارى، وأن يعيد ما استولوا عليه من الأندلس، وقد امتدت دولته فشملت الأندلس والمغرب الأقصى، وازدهرت البلاد في عصره، وضرب السكة (أي العملة) ونقش ديناره: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتحت ذلك: أمير المسلمين
                          يوسف بن تاشفين، وكتب في الدائرة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وكتب على الوجه الآخر من الدينار: الأمير عبد الله
                          أمير المؤمنين العباسي، وفي الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكه.
                          في مواضيع سابقة وكلما كتبنا رواية تاريخية او قصة معينة فيها مناقب اهل البيت او مثالب اعدائهم


                          كنت تصدع رؤسنا

                          واليوم نقول لك كما كنت تقول لنا :::


                          -- اين السند؟؟؟

                          -- كيف تنقل بدون سند ؟؟؟

                          تعليق


                          • #14
                            يقول صاحب الـحُلَل الـمَوْشِيّة: (ولما ضخمت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة اللـه في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين» وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -).يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: «إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش».


                            المنقول عنه هو صاحب الحلل الموشية .
                            [وفيات الأعيان، ابن خلكان، (7/116)].
                            [دولة المرابطين في المغرب والأندلس، د.سعدون عباس، ص(78)]
                            روض القرطاس، ابن أبي زرع الأندلسي، ص(94)].
                            الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، ابن الخطيب، ص (47)].
                            الكامل في التاريخ، ابن الأثير، (4/406)].
                            فقه النصر والتمكين في دولة المرابطين، د.علي الصلابي.

                            وكل المصادر ولله الحمد صحيحة ليس فيها كذب ...وتفضل واثبت ضعف ما قلناه.

                            تعليق


                            • #15
                              هؤلاء القادة البواسل ..مثل وقدوة ...

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X