إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج جميع المواضيع التي تخص : ( نقاط إسلامية مضيئة : معركة ... )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدمج جميع المواضيع التي تخص : ( نقاط إسلامية مضيئة : معركة ... )

    معركة نهاوند

    وهي وقعة عظيمة جدا لها شأن رفيع ونبأ عجيب وكان المسلمون يسمونها فتح الفتوح


    قال ابن إسحق والواقدي كانت وقعة نهاوند في سنة إحدى وعشرين وقال سيف كانت في سنة سبع عشرة وقيل في سنة تسع عشرة والله أعلم وإنما ساق أبو جعفر بن جرير قصتها في هذه السنة فتبعناه في ذلك

    وكان الذي هاج هذه الوقعة أن المسلمين لما افتتحوا الأهواز ومنعوا جيش العلاء من أيديهم واستولوا على دار الملك القديم من اصطخر مع ما حازوا من دار مملكتهم حديثا وهي المدائن وأخذ تلك المدائن والأقاليم والكور والبلدان الكثيرة فحموا عند ذلك واستجاشهم يزدجر الذي تقهقر من بلد إلى بلد حتى صار إلى اصبهان مبعدا طريدا لكنه في أسرة من قومه وأهله وماله وكتب إلى ناحية نهاوند وما ولاها من الجبال والبلدان فتجمعوا وتراسلوا حتى كمل لهم من الجنود مالم يجتمع لهم قبل ذلك( مائة وخمسين ألفا) فبعث سعد إلى عمر يعلمه بذلك فتجمعوا قرب نهاوند فبعث عمر بكتاب جاء فيه.

    (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى النعمان بن مقرن سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا اله إلا هو وأما بعد فانه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة وقد جمعوا لكم بمدينة نهاوند فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبعون الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقهم فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة فان رجلا من المسلمين أحب إلى من مائة ألف دينار والسلام عليك فسر في وجهك ذلك حتى تأتي ماه فاني قد كتبت إلى أهل الكوفة أن يوافوك بها فإذا اجتمع إليك جنودك فسر إلى الفيرزان ومن جمع معه من الأعاجم من أهل فارس وغيرهم واستنصروا وأكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله)

    وكتب عمر إلى نائب الكوفة عبد الله بن عبدا لله أن يعين جيشا ويبعثهم إلى نهاوند وليكن الأمير عليهم حذيفة بن اليمان حتى ينتهي إلى النعمان بن مقرن فان قتل النعمان فحذيفة فان قتل فنعيم بن مقرن وولي السائب بن الأقرع قسم الغنائم فسار حذيفة في جيش كثيف نحو النعمان ابن مقرن ليوافوه بماه وسار مع حذيفة خلق كثير من أمراء العراق فكل جيش المسلمين في (ثلاثين ألفا) من المقاتلة وبعث النعمان بن مقرن الأمير بين يديه طليعة ثلاثة وهم طليحة وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وعمرو بن أبي سلمة ويقال له عمرو بني ثبي أيضا ليكشفوا له خبر القوم وما هم عليه فسارت الطليعة يوما وليلة فرجع عمرو بن ثبي ثم رجع بعده عمرو بن معدي كرب وقال لم نر أحدا وخفت أن يؤخذ علينا الطريق ونفذ طليحة ولم يحفل برجوعهما فسار بعد ذلك نحوا من بضعة عشر فرسخا حتى انتهى إلى نهاوند ودخل في العجم وعلم من أخبارهم ما أحب ثم رجع إلى النعمان فأخبره بذلك وأنه ليس بينه وبين نهاوند فلما تراءا الجمعان كبر النعمان وكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فزلزلت الأعاجم ورعبوا من ذلك رعبا شديدا ( واسمع إلى هذه التربية المحمدية والشجاعة الفائقة للصحابي الجليل المغيرة بن شعبه ) وقد بعث أمير الفرس يطلب رجلا من المسلمين ليكلمه فذهب إليه المغيرة بن شعبة فذكر من عظم ما رأى عليه من لبسه ومجلسه وفيما خاطبه به من الكلام في احتقار العرب واستهانته بهم وأنهم كانوا أطول الناس جوعا واقلهم دار وقدرا وقال ما يمنع هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا مجا من جيفكم فان تذهبوا نخل عنكم وان تأبوا نزركم مصارعكم قال فتشهدت وحمد الله وقلت لقد كنا أسوأ حالا مما ذكرت حتى بعث الله رسوله فوعدنا النصر في الدنيا والخير في الآخرة وما زلنا نتعرف من ربنا النصر منذ بعث الله رسوله إلينا وقد جئناكم في بلادكم وإنا لن نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا حتى نغلبكم على بلادكم وما في أيديكم اونقتل بأرضكم .

    وجاءت اللحظة الحاسمة وبدأت المعركة

    فلما حان الزوال صلى بالمسلمين ثم ركب برذونا له احوي قريبا من الأرض فجعل يقف على كل راية ويحثهم على الصبر ويأمرهم بالثبات ويقدم إلى المسلمين انه يكبر الأولى فيتأهب الناس للحملة ويكبر الثانية فلا يبقى لأحد أهبة ثم الثالثة ومعها الحملة الصادقة ثم رجع إلى موقفه وتعبت الفرس تعبئة عظيمة واصطفوا صفوفا هائلة في عدد وعدد لم ير مثله وقد تغلغل كثير منهم بعضهم في بعض والقوا حسك الحديد وراء ظهورهم حتى لايمكنهم الهرب ولا الفرار ولا التحيز ثم أن النعمان بن مقرن رضي الله عنه كبر الأولى وهز الراية فتأهب الناس للحملة ثم كبر الثانية وهز الراية فتأهبوا أيضا ثم كبر الثالثة وحمل الناس على المشركين وجعلت راية النعمان تنقض على الفرس كانقضاض العقاب على الفريسة حتى تصافحوا بالسيوف فاقتتلوا قتالا لم يعهد مثله في موقف من المواقف المتقدمة ولا سمع المسامعون بوقعة مثلها قتل من المشركين ما بين الزوال إلى الظلام من القتلى ما طبق وجه الأرض دما بحيث أن الدواب كانت تطبع فيه حتى قيل أن الأمير النعمان بن مقرن زلق به حصانة في ذلك الدم فوقع وجاءه سهم في خاصرته فقتله وأخفى موته ودفع الراية إلى حذيفة بن اليمان فأقام حذيفة أخاه نعيما مكانه وأمر بكتم موته حتى ينفصل الحال لئلا ينهزم الناس فلما اظلم الليل انهزم المشركون مدبرين وتبعهم المسلمون وكان الكفار قد قرنوا منهم ثلاثين ألفا بالسلاسل وحفروا حولهم خندقا فلما انهزموا وقعوا في الخندق وفي تلك الأودية نحو مائة ألف وجعلوا يتساقطون في أودية بلادهم فهلك منهم بشر كثير نحو مائة ألف أو يزيدون سوى من قتل في المعركة ولم يفلت منهم إلا الشريد وكان الفيرزان أميرهم قد صرع في المعركة فانفلت وانهزم

    *ثم جاء دور القائد البطل الذي لم يفل له سيف ولم يهزم له جند خالد بن الوليد وكتب بكتابين أحدهم للعامة والأخر لملوك فارس. واستشعر أخي الحبيب معنى العزة والفخر من بين تلك السطور التي وإن كتبت بحروف من ذهب لا توفى حقها فهي عزة الإسلام والمسلمين (فقال لرجل‏:‏ ما اسمك قال‏:‏ مُرّة قال‏:‏ خذ هذا الكتاب فأت به أهل فارس لعل اللهّ أن يُمِرَّ عليهم غيشهم وقال لآخر‏:‏ ما اسمك قال‏:‏ هرقيل قال‏:‏ خذ هذا الكتاب وقال‏:‏ اللهم أرهق نفوسهم وكان في أحد الكتابين

    الكتاب الأول: بسم اللّه الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس أما بعد فالحمد للّه الذي حلّ نظامكم ووهَن كيدكم وفرق كلمتكم ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرًا لكم فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجوزكم إلى غيركم وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ‏"‏‏.‏

    وكان في الكتاب الآخر‏:‏ ‏"‏ بسم اللهّ الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس أما بعد فالحمد لله الذي فرق كلمتكم وفلّ حدّكم وكسر شوكتكم فاسلموا تسلموا وإلا فأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الخمر ‏"‏‏.‏

    بهذه الكلمات الخالدة أختم معركة نهاوند ولعل الله أن يجعل لهذه الكلمات الأثر البليغ في نفوسنا

    هذا ملخص ما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء السابع

  • #2
    رضي الله عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

    تعليق


    • #3
      نقاط إسلامية مضيئة : موقعة المنصورة .

      الملك لويس التاسع ملك فرنسا


      في النصف الأول من القرن الثالث عشر كانت الدولة الأيوبية تحكم مصر والشام. في عام 1220م قام المغول بقيادة جنكيز خان بمهاجمة الدولة الخوارزمية، على بوابة العالم الإسلامي الشرقية، ودمروها مما أدى إلى تشرذم الخوارزمية وشرود أجنادهم الذين راحوا بعد زوال دولتهم يعرضون خدماتهم على ملوك الممالك الإسلامية المجاورة، وكان من أولاء الملوك السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب الذي رحب بهم واستفاد من خدماتهم خاصة في الشام []. في عام 641 هـ/1244م استولى الخوارزمية حلفاء الصالح أيوب على بيت المقدس. وكان بيت المقدس في أيدي الصليبيين منذ معاهدة سنة 1229م بين الملك الكامل وفريدريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة إبان الحملة الصليبية السادسة والتي بموجبها تعهد فريدريك بالتحالف مع الملك الكامل ضد أعدائه ووقف الحملات الصليبية في مقابل تنازل الملك الكامل عن بيت المقدس للصليبيين [].

      هزيمة الصليبيين الفرنسيين في غزة

      في 17 أكتوبر 1244م شن الصليبيون هجوماً برياً ضخماً على مصر، ولكنهم هزموا هزيمة منكرة عند غزة [] على يد الأمير ركن الدين بيبرس [] وعناصر خوارزمية من جهة والصليبيين وملوك أيوبيين من سوريا متصارعين مع السلطان الأيوبي الصالح أيوب من جهة أخرى، انتهت بهزيمة الصليبيين وحلفائهم هزيمة كبرى، مما مكن المسلمين من فرض سيادتهم الكاملة على بيت المقدس وبعض معاقل الصليبيين في الشام [

      كان لسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين صدى قوي في أوروبا يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي في سنة 1187م []، مما جعل الأوربيين يدعون إلى قيام حملة صليبية كبيرة تمكنهم من استعادة بيت المقدس، وكان ملك فرنسا لويس التاسع من أكبر المتحمسين للحملة الجديدة. كان الصليبيون يدركون أن مصر التي صارت تمثل قلعة الإسلام وترسانته العسكرية [] ومصدر القوة البشرية الرئيسي للمسلمين []، هي العائق الرئيسي الذي يعترض طموحاتهم لاسترجاع بيت المقدس، وأنهم لن يتمكنوا من احتلال كل الشام وبيت المقدس دون الإجهاز على مصر أولاً [].
      التجهيز لغزو مصر

      في نوفمبر 1244، مباشرة بعد هزيمة الصليبيين عند غزة، قام "روبرت" بطريرك بيت المقدس بإرسال "جاليران" أسقف بيروت إلى ملوك وأمراء أوروبا يطالبهم بإرسال إمدادات عاجلة إلى الأراض المقدسة لمنع سقوط مملكة بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين []. وفي عام 1245، أثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول، وبحضور روبرت بطريرك بيت المقدس، منح بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV) تأييده الكامل للحملة الصليبية السابعة التي تحمس لها لويس التاسع ملك فرنسا وكان يحضر لها، وقام بابا الكاثوليك على إثر ذلك بإرسال "اودو" كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في كافة أنحاء فرنسا، وفُرضت ضرائب على الناس لتمويلها، ووافقت جنوة ومرسيليا على الاضطلاع بتجهيز السفن اللازمة، أما البندقية فقد فضلت عدم المشاركة بسبب علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر

      كان من أهداف الحملة الصليبية السابعة، هزيمة مصر لإخراجها من الصراع، والقضاء على الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والشام، وإعادة احتلال بيت المقدس. لتحقيق ذلك، جهز الصليبيون الحملة بتأن في ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب [] مما يصعب على مصر القتال على جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة ]. قام البابا بإرسال مبعوثه الفرنسيسكاني "جيوفاني دا بيان كاربيني" (Jovanni da Pian del Carpine) إلى "جويوك" خان المغول يطلب منه تحالفه مع الصليبيين. إلا أن رد "جويوك" جاء مخيباً لأمال البابا، إذ رد عليه برسالة تطلب منه الخضوع للمغول والحضور إليه مع كل ملوك أوروبا لمبايعته ملكاً على العالم []. لكن إينوسينت لم يفقد الأمل فقام في مايو 1247 بإيفاد "أشلين أوف لومباردي" (Asclin of Lombardy) إلى القائد المغولي "بايتشو" في تبريز. وبدا بايتشو أكثر استعداداً للتحالف مع الصليبيين ضد المسلمين، إذ اقترح أن يقوم بمهاجمة بغداد على أن يقوم الصليبيون في ذات الوقت بمهاجمة الشام فيتم تطويق المسلمين، وأوفد رسولين إلى روما بقيا في ضيافة بابا الكاثوليك نحو عام، ثم عادا إلى بياتشو ومعهما شكوى من البابا بأنه لم يلحظ أن "بايتشو" قد أقدم على فعل شيء مثمر يخدم التحالف المأمول [].

      [إبحار سفن الحملة الصليبية السابعة إلى مصر

      لويس التاسع ملك فرنسا

      في 24 جمادى الأولى 646 هـ/25 أغسطس 1248م أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت (Aigues-Mortes) وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم []. كان يصحب لويس زوجته "مرجريت دو بروفنس" (Marguerite de Provence)، وأخويه "شارل دي أنجو" (Charles d'Anjou) و"روبرت دي أرتوا" (Robert d'Artois)، ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة مثل "هيو دو بورجوندي" (Hugh de Burgundy) وبيتر دو بريتاني (Peter de Brittany) وغيرهما. كما تبعته سفينة على متنها فرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف سليزبوري" (William of Salisbury) و" فير روزاموند" (Fair Rosamond). وكانت هناك فرقة إسكتلندية مات قائدها "باتريك أوف دونبار" (Patrick of Dunbar) أثناء سفره إلى مرسيليا [].

      أراد الملك لويس التوجه مباشرة إلى مصر لكن مستشاريه وباروناته فضلوا القيام بوقفة تعبوية لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر، فتوقف بجزيرة قبرص ]، حيث انضم إليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد (الداوية) والاسبتارية قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها ].

      أثناء توقف لويس بقبرص قام باستقبال وفد مغولي سلمه رسالة ودية من خان المغول يعرض عليه فيها خدماته للاستيلاء على الأراض المقدسة وطرد المسلمين من بيت المقدس. فأرسل لويس هدية لخان المغول، وكانت عبارة عن خيمة ثمينة على هيئة محراب كنيسة عليها رسم يمثل بشارة الملائكة لمريم العذراء، لترغيبه في اعتناق المسيحية [28]. ولسوء حظ لويس، اعتبر المغول هديته رسالة تعني قبوله الخضوع لهم فطلبوا منه إرسال هدايا لهم في كل عام مما أصابه بصدمة [].

      توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية. ويقال أن فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزو مصر []، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات في مايو عام 1249 ركب لويس سفينته الملكية "لو مونتجوي" []، وأمر باروناته باتباعه بسفنهم إلى مصر فأبحرت السفن من ميناء ليماسول القبرصي. أثناء التوجه إلى مصر وقعت عاصفة بحرية قوية تسببت رياحها في جنوح نحو 700 سفينة من سفن الحملة إلى عكا وسواحل الشام. كان ضمن المقاتلين على متن السفن الجانحة نحو 2100 من فرسان لويس التاسع الذين كان مجموعهم نحو 2800 فارس، فتوقف لويس لوقت قصير في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه "هيو دو بورجوندي" الذي كان ينتظر هناك، ثم أبحر جنوباً صوب مصر [].

      [عدل]
      احتلال دمياط

      أما في مصر فقد كانت أنباء عزم الفرنج [] على مهاجمة مصر قد وردت، فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص [وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد، ونزل في المحرم 647هـ/أبريل 1249م عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل. وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبي علي بتجهيز الأسطول، وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وكان أميراً في نحو الثمانين، على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط حتى يواجه الفرنج إذا قدموا [].

      طلب البارونات والمستشارون من الملك لويس التمهل حتى وصول السفن الجانحة بالشام، ولكنه رفض طلبهم بحجة أن فعل ذلك سيعطي دفعة للمسلمين، كما أنه لا يوجد مرفأ في الطريق يمكن أن ترسوا فيه السفن مما قد يعرضها للجنوح إلى مناطق بعيدة بفعل الرياح القوية [].

      دخلت سفن الفرنج المياه المصرية ووصلت إلى شاطئ دمياط وأرست بإزاء المسلمين. راع المقاتلون الصليبيون وهم ينظرون من فوق أسطح سفنهم كثرة أجناد المسلمين على الشاطئ، وبريق أسلحتهم، وصهيل خيولهم ]. وأرسل لويس كتاباً إلى السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الاستسلام ] (رسالة لويس التاسع إلى الصالح أيوب [])، وكان السلطان الصالح مريضاً مرض الموت وكانت الدولة الأيوبية تحتضر معه. اغرورقت عينا الصالح أيوب بعد أن قرىء عليه كتاب لويس ورد عليه يحذره من مغبة عدوانه وصلفه، وينبئه بأن بغيه سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه (رسالة السلطان الصالح أيوب إلى لويس التاسع ولما وصل رد الملك الصالح إلى لويس برفض الاستسلام قرر لويس بدء عملية الإنزال ].

      في فجر السبت 22 صفر 647 هـ/5 يونيو 1249 بدأت عملية إنزال القوات الصليبية على بر دمياط ]. وكانت القوات تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس ]. ضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط [54]، ونشب قتال عنيف بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين [55]. وفي المساء انسحب الأمير فخر الدين يوسف إلى معسكر السلطان في "أشموم طناح" ]. بعد أن ظن أن السلطان قد فارق الحياة لأنه لم يرد على رسائله التي بعث بها إليه بالحمام الزاجل. ]. ترك فخر الدين دمياط خلفه بكل مافيها من سلاح ومؤونة وأقوات، ففزع السكان وفروا هم أيضاُ منها وخلفهم العربان الذين كانوا قد وضعوا في المدينة للمشاركة في حمايتها []. فعبر الجنود الصليبيون إلى المدينة المهجورة، سيراً على الجسر الذي نست الحامية الأيوبية تدميره قبل انسحابها، واحتلوا دمياط بدون أن يواجهوا مقاومة، حتى أنهم قد ظنوا في بادىء الأمر أنها مكيدة من المسلمين. استولى الصليبيون على المدينة بكل ما فيها من سلاح وعتاد ومؤونة، وحصنوا أسوارها ].

      اغتبط الفرنج بالاستيلاء على دمياط بتلك السهولة، لكن لويس فضل التمهل في التقدم نحو الدلتا إلى أن تصل السفن الجانحة في الشام وإلى أن ينتهي موسم فيضان النيل حتى لا يسقط في غلطة الحملة الصليبية الخامسة التي أغرقها فيضان النيل. تحولت دمياط إلى مستعمرة صليبية، وعاصمة لمملكة ماوراء البحار (أوتريميه) وصار جامعها الكبير كاتدرائية، ونصب أحد القساوسة أسقفاً عليها []، وأنشأت الأسواق الأوروبية، وأمسك تجار جنوة وبيزا بزمام التجارة فيها. واستقبل لويس صديقه بالدوين الثاني (Baldwin II) إمبراطور القسطنطينية، وحضرت زوجته من عكا للإقامة معه، وقد كانت قد توجهت من قبرص إلى عكا عند إبحاره إلى مصر.

      أما في الجانب المصري فقد وقعت أنباء سقوط دمياط في أيدي الصليبيين كالصاعقة على الناس، وانزعج واشتد حنق السلطان الصالح أيوب على الأمير فخر الدين وقال له: "أما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج؟" ]. وأمر بإعدام نحو خمسين من أمراء العربان الذين تهاونوا وغادروا دمياط بغير إذن. وحمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة []. وقدمت الشواني بالمحاربين والسلاح، وأعلن النفير العام في البلاد فهرول عوام الناس أفواجاً من كافة أنحاء مصر إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة []. وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق، وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة ]. ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل" (Joinville) الذي رافق الحملة، أن المسلمون كانوا يتسللون أثناء الليل إلي المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون بروؤسهم []. ويذكر المؤرخ ابن أيبك الدواداري أن الصليبيون كانوا يخافون من العوام المتطوعين أكثر من الجنود في غضون ذلك، في 24 أكتوبر، وصل إلى دمياط من فرنسا "ألفونس دى بواتي" (Alphonse de Poitiers) الشقيق الثالث للملك لويس ومعه إمدادات وقوات إضافية. بوصول الإمدادات تشجع الصليبيون وقرروا التحرك من دمياط. كان على لويس الاختيار بين السير إلى الإسكندرية كما اقترح "بيتر أوف بريتني" والبارونات أو السير إلى القاهرة كما أصر "روبرت دو ارتوا" شقيق لويس الذي أشار إلى أنه: "إذا أردت قتل الأفعى فاضربها على رأسها". واختار لويس ضرب رأس الأفعى فأمر بالسير إلى القاهرة ].

      [

      المسير نحو المنصورة

      في 20 نوفمبر 1249م، بعد نحو ستة أشهر من احتلال دمياط []، خرج الصليبيون من دمياط وساروا على البر بينما شوانيهم في بحر النيل توازيهم، وقاتلوا المسلمين هنا وهناك حتى وصلوا في 21 ديسمبر [] إلى ضفة بحر أشموم (يعرف اليوم بالبحر الصغير)، فأصبحت مياه بحر أشموم هي الحاجز الذي يفصل بينهم وبين معسكر المسلمين على الضفة الأخرى []. حصن الصليبيون مواقعهم بالأسوار، وحفروا خنادقهم، ونصبوا المجانيق ليرموا بها على عسكر المسلمين، ووقفت شوانيهم بإزائهم في بحر النيل، ووقفت شواني المسلمين بإزاء المنصورة، ووقع قتال شديد بين الصليبيين والمسلمين في البر ومياه النيل. حاول الصليبيون إقامة جسر ليعبروا عليه إلى الجانب الآخر ولكن المسلمين ظلوا يمطرونهم بالقذائف ويجرفون الأرض في جانبهم كلما شرعوا في إكمال الجسر حتى تخلوا عن الفكرة ]. وراحت المساجد تحض الناس على الجهاد ضد الغزاة مرددة: "انفروا خفافا وثقالا، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" []، فصار الناس يتواردون من أنحاء مصر على منطقة الحرب بأعداد غفيرة [].

      []
      وفاة السلطان الصالح أيوب

      وبينما كان الصليبيون يتقدمون جنوباً داخل الأراضي المصرية اشتد المرض على السلطان الصالح أيوب وفارق الحياة بالمنصورة في 15 شعبان 647 هـ/23 نوفمبر 1249م []، فأخفت زوجته شجر الدر خبر وفاته، وأدارت البلاد بالاتفاق مع الأمير فخر الدين يوسف أتابك العسكر والطواشي جمال الدين محسن رئيس القصر ]، حتى لا يعلم الصليبيون فيزيد عزمهم ويشتد بأسهم، وحتى لا تتأثر معنويات الجيش والعوام. وأُرسل الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار زعيم المماليك البحرية إلى حصن كيفا لإحضار توران شاه ابن السلطان المتوفى لتسلم تخت السلطنة وقيادة البلاد في حربها ضد الغزاة []. إلا أن نبأ وفاة السلطان الصالح تسرب إلى الملك لويس بطريقة أو بأخرى، فتشجع الصليبيون أكثر وظنوا أن التحالف القيادي القائم بين شجر الدر وهي امرأة والأمير فخر الدين وهو رجل طاعن في السن لن يصمد طويلاً وسوف يتهاوى عاجلاً ومعه مصر. [].

      []
      الهجوم عبر المخاضة

      في 8 فبراير 1250م دل أحدهم الصليبيين على مخائض في بحر أشموم ] مكنت فرقة يقودها أخو الملك "روبرت دى أرتوا "سوياٌ مع فرسان المعبد (الداوية)، وفرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف ساليزبري" (William of Salisbury) من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى الضفة الأخرى ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة" [] على نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة. في هذا الهجوم المباغت قتل فخر الدين يوسف وهو خارج من الحمام مدهوشاٌ بعدما سمع جلبة وصياح في المعسكر. أدى الهجوم إلى تشتت الأجناد وتقهقرهم مذعورين إلى المنصورة ]. وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دو أرتوا" نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته بعد أن أخذتهم العزة وظنوا أنهم لاريب منتصرين [].

      [عدل]
      معركة المنصورة

      أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري []، وكان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر. تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها، ووافقت شجر الدر -الحاكم الفعلي للبلاد- [] على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف [] وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ] ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد ] وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه.

      [عدل]
      نتائج معركة المنصورة

      قتل عدد كبير من القوات الصليبيية المهاجمة []. من فرسان المعبد وفرسان الإسباتريه لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريباً عن أخرها []. واضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور []، ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية ].

      أثناء المعركة راح الفرنج على الضفة المقابلة لبحر أشموم يكدون ويجدون لإتمام الجسر حتى يتمكنوا من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان، عن طريق بيتر أوف بريتني الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف، وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين إلى جهتهم والمسلمين في أعقابهم، راحوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء. يصف المؤرخ "جوانفيل" الذي حضر الواقعة كالتالي: "في تلك المعركة أعداد كبيرة من الناس من ذوي الهيئات المحترمة ولوا مدبرين فوق الجسر الصغير في مشهد مخزي لأبعد الحدود. لقد كانوا يهرولون وهم في حالة من الذعر الشديد، وبدرجة جعلتنا لا نتمكن من إيقافهم على الإطلاق. أستطيع ذكر أسمائهم ولكني لن أفعل ذلك لأنهم صاروا في عداد الأموات" وبذلك أصبح الصليبيون في ذات الموقع الذي باتوا فيه في الليلة السابقة على الضفة الشمالية من بحر أشموم ] حيث أداروا عليهم سوراً وبقوا تحت هجوم مستمر طوال اليوم. وقد اتهم بعض الفرسان لويس التاسع بالجبن والتخاذل []. بعد المعركة عقد فارس الدين أقطاي، القائد العام للجيوش المصرية، مجلس حرب لمناقشة أمر يتعلق بالعثور بين قتلى الفرنج على شارة تحمل علامة البيت الملكي الفرنسي، كان صاحب الشارة هو شقيق الملك لويس، "روبرت دى أرتوا" الذي لقي مصرعه في المعركة، ولكن أقطاي ظن أنها خاصة بلويس وأن العثور عليها دليل على أنه قد قتل، فقال: "كما أن المرء لا يهاب جسداً بلا رأس، فإنه أيضاً لا يهاب قوماً بلا قائد" ، فاتفق الجميع على ضرورة الهجوم الفوري على معسكر الصليبيين، فقام المسلمون في الفجر بشن هجوم واسع صمد فيه الفرنج ولكنه ألحق بهم خسائر فادحة. في هذا الهجوم فقد مقدم فرسان المعبد "وليم أوف سوناك" (William of Sonnac) إحدى عينيه، ثم فقد الأخرى بعد بضعة أيام ومات [انطلق الحمام من المنصورة بنبأ الانتصار على الصليبيين وحط بالقاهرة، فضربت البشائر بقلعة الجبل وفرح الناس وأقيمت الزينات [[
      وصول توران شاه واكتساح الصليبيين في فارسكور

      تحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار القيادة في مصر حتى يتمكنوا من معاودة محاولة التقدم إلى القاهرة. لكن الحلم الصليبي لم يتحقق، وبدلاً من انهيار القيادة وصل السلطان الأيوبي الجديد توران شاه إلى المنصورة في 28 فبراير 1250 لقيادة الجيش []. بوصول السلطان الجديد تنفست شجرة الدر والأمراء الصعداء وأعلن رسمياً في البلاد عن نبأ وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب [

      قام المسلمون بنقل المراكب وهي مفككة على ظهور الإبل وبعد تركيبها على الشط أنزلوها في مياه النيل خلف قوات لويس التاسع، وهي حيلة لجأ إليها الملك الكامل جد توران شاه في نفس المكان أثناء الحملة الصليبية الخامسة [111]، وبذلك منعوا وصول الإمدادات والمؤن من البحر المتوسط ودمياط إلى القوات الصليبية التي صارت محاصرة وفي موقف لا تحسد عليه، فلاهي قادرة على الاقتحام جنوباً والتقدم نحو القاهرة ولا هي ممونة من قاعدتها في الشمال []. استخدم المسلمون النار الإغريقية في تدمير مراكب الإمدادات الصليبية المتجهة من دمياط إلى قوات لويس المتمركزة جنوب المنصورة، كما تمكنوا من الاستيلاء على ثمانين سفينة صليبية، وفي يوم 16 مارس تمكنوا من تدمير قافلة كانت تتكون من اثنين وثلاثين سفينة [ لم يمض وقت طويل حتى كانت قوات لويس قد أنهكت من الحصار والهجمات المتواصلة في النهار والليل، وبدأ الجنود الصليبيون يعانون من الجوع والمرض ويفرون إلى جيش المسلمين، بعد أن أصابهم اليأس والإحباط، بل والشك في الفكرة الدينية التي حملتهم على الانضمام إلى حملة لويس التاسع ضد بلاد المسلمين [

      في 5 أبريل 1250، في جنح ظلام الليل، بدأت قوات الصليبيين رحلة الهروب إلى دمياط . ومن شدة العجلة والارتباك، نسى الصليبيون أن يدمروا جسراً من الصنوبر كانوا قد أقاموه فوق قناة أشموم عندما أحس المسلمون بحركة الصليبيين، عبروا فوق الجسر وراحوا يطاردونهم ويبذلون فيهم السيوف من كل جانب حتى وصلوا إلى فارسكور حيث تم تدميرهم بالكامل ووقع الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر في 6 أبريل 1250
      في تلك الغضون كان الصليبيون يروجون شائعة في أوروبا تزعم أن الملك لويس التاسع هزم سلطان مصر في معركة عظمى تبعها سقوط القاهرة في يده بعدما وصلت أنباء هزيمة لويس التاسع ووقوعه في الأسر ذهل الناس في فرنسا ونشأت حركة هستيرية عرفت باسم حملة الرعاة الصليبية

      وكتب أحد الشعراء المسلمين ضمن أبيات تسخر من نهاية حملة لويس التاسع
      أتيت مصر تبغى ملكهاتحسب أن الزمر يا طبل ريحفساقك الحين إلى أدهمضاق بك عن ناظرك الفسيحو كل أصحابك أودعتهمبحسن تدبيرك بطن الضريحألهمك الله إلى مثلهالعل عيسى منكم يستريحوقل لهم إن أزمعوا عودةلأخذ ثأر أو لفعل قبيحدار ابن لقمان على حالهاوالقيد باق والطواشي صبيح********************************************** ************************************************** *************************
      المصادر والمراجع[LIST][*]ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982[*]ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، مدحت الجيار (دكتور)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2007.[*]ابن تغري: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005.[*]أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري: كنز الدرر وجامع الغرر، مصادر تأريخ مصر الإسلامية، المعهد الألماني للآثار الإسلامية، القاهرة 1971.[*]أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، القاهرة 1325هـ.[*]بسام العسلي: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.[*]بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.[*]جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.[*]خاشع المعاضيدي (دكتور) ود.سوادي عبد محمد ودريد عبد القادر نوري: الوطن العربي والغزو الصليبي، مطابع جامعة الموصل 1981م. ISBN 977-368-088-6[*]رشيد الدين فضل الله الهمذاني : جامع التواريخ، الدار الثقافية للنشر، القاهرة 2000.[*]شفيق مهدي (دكتور): مماليك مصر والشام، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2008.[*]قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك -التاريخ السياسي والاجتماعي، عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2007.[*]المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب، القاهرة 1996.[*]المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.[*]محيي الدين بن عبد الظاهر: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض 1976.[*]نور الدين خليل: شجرة الدر، حورس للنشر والتوزيع، الإسكندرية 2005، ISBN 977-5245-43-5[*]نور الدين خليل: سيف الدين قطز، حورس للنشر والتوزيع، الإسكندرية 2005،[/LIST]
      التعديل الأخير تم بواسطة م8; الساعة 16-04-2010, 08:35 PM.

      تعليق


      • #4
        نقاط إسلامية مضيئة : موقعة ذات الصواري

        معركة ذات الصواري

        أصيب الروم بضربة حاسمة في إفريقية، وتعرضت سواحلهم للخطر بعد سيطرة الأسطول الإسلامي على سواحل المتوسط من ردوس حتى برقة، فجمع قسطنطين بن هرقل أسطولا بناه الروم من قبل، فخرج بألف سفينة لضرب المسلمين ضربة يثأر لها لخسارته المتوالية في البر، فأذن عثمان - رضي الله عنه - لصد العدوان، فأرسل معاوية مراكب الشام بقيادة بسر بن أرطأة، واجتمع مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح في مراكب مصر، وكانت كلها تحت أمرته، ومجموعها مائتا سفينة فقط، وسار هذا الجيش الإسلامي وفيه أشجع المجاهدين المسلمين ممن أبلوا في المعارك السابقة؛ فقد انتصر هؤلاء على الروم من قبل في معارك عديدة، فشوكة عدوهم في أنفسهم محطمة، لا يخشونه ولا يهابونه، على الرغم من قلة عدد سفنهم إذا قيست بعدد سفن عدوهم. خرج المسلمون إلى البحر وفي أذهانهم وقلوبهم إعزاز دين الله وكسر شوكة الروم، ولقد كان لهذه المعركة التاريخية أسباب، منها:

        1- الضربات القوية التي وجهها المسلمون إلى الروم في إفريقية.

        2- أصيب الروم في سواحلهم الشرقية والجنوبية بعد أن سيطر المسلمون بأسطولهم عليها.

        3- خشية الروم من أن يقوى أسطول المسلمين فيفكروا في غزو القسطنطينية.

        4- أراد قسطنطين بن هرقل استرداد هيبة ملكه بعد الخسائر المتتالية برًّا، وعلى شواطئه في بلاد الشام ومصر وساحل برقة.

        5- كما أراد الروم خوض معركة ظنوا أنها مضمونة النتائج، كي تبقى لهم السيطرة في المتوسط، فيحافظوا على جزره، فينطلقوا منها للإغارة على شواطئ بلاد العرب.

        6- محاولة استرجاع الإسكندرية بسبب مكانتها عند الروم، وقد ثبت تاريخيا مكاتبة سكانها لقسطنطين بن هرقل ملك الروم. هذه بعض أسباب معركة ذات الصواري(1).

        أين وقعت هذه المعركة؟

        __________

        (1) ذات الصواري، شوقي أبو خليل، ص60، 61.

        وهذا السؤال لم يجد المؤرخون له جوابا موحدا؛ فالمراجع العربية لم تحدد مكانها، باستثناء مرجع واحد على ما نعلم صرح بالمكان بدقة، وآخر قال اتجه الروم إليه.

        * في (فتح مصر وأخبارها) (1)ذكر الكتاب خطبة عبد الله بن سعد بن أبي السرح وقال: قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب. ولم يحدد مكان المعركة.

        * (الطبري) (2) في أخبار سنة 31ه، ربط حدوث ذات الصواري بما أصاب المسلمون من الروم في إفريقية، وقال: فخرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط.

        * ولم يذكر (الكامل في التاريخ) (3) مكان الموقعة أيضا، ولكنه ربط سبب وقوعها بما أحرزه المسلمون من نصر في إفريقية بالذات.

        * وفي (البداية والنهاية) (4): فلما أصاب عبد الله بن سعد بن أبي السرح من أصاب من الفرنج والبربر بلاد إفريقية، حميت الروم واجتمعت على قسطنطين بن هرقل، وساروا إلى المسلمين في جمع لهم لم ير مثله منذ كان الإسلام؛ خرجوا في خمسمائة مركب وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي السرح في أصحابه من المسلمين ببلاد المغرب.

        * (تاريخ الأمم الإسلامية): (5) لم يذكر مكان الموقعة أيضا(6)، ورجح الدكتور شوقي أبو خليل أن المعركة كانت على شواطئ الإسكندرية، وذلك للأسباب التالية:

        * كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) يذكر صراحة: غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية(7).

        __________

        (1) المصدر نفسه، ص61. (3) تاريخ الطبري (5/290).

        (3) الكامل في التاريخ (3/58) طبعة البابي الحلبي - القاهرة.

        (4) البداية والنهاية (7/163). (2) الشيخ الخضري (2/29).

        (6) ذات الصواري، ص62. (4) النجوم الزاهرة (1/80).

        * تاريخ ابن خلدون يذكر(1): ثم بعث ابن أبي السرح السرايا ودوخ البلاد فأطاعوا وعاد إلى مصر، ولما أصاب ابن أبي السرح إفريقية ما أصاب، ورجع إلى مصر خرج قسطنطين بن هرقل غازيا إلى الإسكندرية في ستمائة مركب.

        * ربطت المراجع العربية التي لم تحدد موقع المعركة بين حدوث المعركة وبين ما خسره الروم في شمال إفريقية بالذات.

        * الأسطول الرومي صاحب ماض عريق، فهو سيد المتوسط قبل ذات الصواري، فهو أجرأ على مهاجمة السواحل الإسلامية، ولذلك رجح الدكتور شوقي أبو خليل مجيء الأسطول الرومي إلى شواطئ الإسكندرية لاستعادتها بسبب مكانتها عند الروم، ومكاتبة أهلها لملكهم السابق، وهو بذلك يقضي أيضا على الأسطول الفتي في مهده، الذي شرع العرب في بنائه بمصر، فتبقى للروم السيطرة والسطوة في مياه المتوسط وجزره.

        * المراجع الأجنبية تعرف ذات الصواري بموقعة (فونيكة)، وفونيكة هو ثغر يقع غرب مدينة الإسكندرية، بالقرب من مدينة مرسى مطروح، فهي تحدد الموقع تماما(2).

        * أحداث المعركة:

        قال مالك بن أوس بن الحدثان: كنت معهم في ذات الصواري، فالتقينا في البحر، فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قط، وكانت الريح علينا -أي لصالح مراكب الروم- فأرسينا ساعة، وأرسوا قريبا منا، وسكتت الريح عنا، قلنا للروم: الأمن بيننا وبينكم، قالوا: ذلك لكم، ولنا منكم.(3) كما طلب المسلمون من الروم: إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل حتى يكتب لأحدنا النصر، وإن شئتم فالبحر. قال مالك بن أوس: فنخروا نخرة واحدة، وقالوا: بل الماء الماء، وهذا يظهر لنا ثقة الروم بخبرتهم البحرية، وأملهم في النصر لممارستهم أحواله وفنونه، مرنوا عليه فأحكموا الدراية بثقافته وأنوائه فطمعوا بالنصر فيه، خصوصا أنهم يعلمون حداثة عهد المسلمين به(4).

        __________

        (1) تاريخ ابن خلدون (2/468). (6) ذات الصواري، شوقي أبو خليل، ص64.

        (3) تاريخ الطبري (5/292). (2) ذات الصواري، ص66.



        بات الفريقان تلك الليلة في عرض البحر، وموقف المسلمين حرج، فقال القائد المسلم لصحبه: أشيروا عليَّ؟ فقالوا: انتظر الليلة بنا لنرتب أمرنا ونختبر عدونا، فبات المسلمون يصلون ويدعون الله -عز وجل- ويذكرونه ويتهجدون، فكان لهم دوي كدوي النحل على نغمات تلاطم الأمواج بالمراكب، أما الروم فباتوا يضربون النواقيس في سفنهم، وأصبح القوم، وأراد قسطنطين أن يسرع في القتال، ولكن عبد الله بن سعد بن أبي السرح لما فرغ من صلاته إماما بالمسلمين للصبح، استشار رجال الرأي والمشورة عنده، فاتفق معهم على خطة رائعة: فقد اتفقوا على أن يجعلوا المعركة برية على الرغم من أنهم في عرض البحر، فكيف تم للمسلمين ذلك؟ أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامست سفنهم سفن العدو، فنزل الفدائيون أو رجال الضفادع البشرية في عرفنا الحالي إلى الماء، وربطوا السفن الإسلامية بسفن الروم، ربطوها بحبال متينة، فصار 1200 سفينة في عرض البحر، كل عشرة أو عشرين منها متصلة مع بعضها، فكأنها قطعة أرض ستجري عليها المعركة، وصفَّ عبد الله بن سعد المسلمين على نواحي السفن يعظهم ويأمرهم بتلاوة القرآن الكريم، خصوصا سورة الأنفال؛ لما فيها من معاني الوحدة والثبات والصبر(1).

        __________

        (1) المصدر نفسه، ص67.

        وبدأ الروم القتال، فهم في رأيهم قد ضمنوا النصر عندما قالوا: بل الماء الماء، وانقضوا على سفن المسلمين بدافع الأمل بالنصر، مستهدفين توجيه ضربة أولى حاسمة يحطمون بها شوكة الأسطول الإسلامي، فنقض الروم صفوف المسلمين المحاذية لسفنهم، وصار القتال كيفما اتفق, وكان قاسيا على الطرفين، وسالت الدماء غزيرة اصطبغت بها صفحة الماء، فصار أحمر، وترامت الجثث في الماء، وتساقطت فيه, وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل، وقتل من المسلمين الكثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، حتى وصف المؤرخ البيزنطي (ثيوفانس) هذه المعركة بأنها كانت يرموكا ثانيا على الروم.(1) ووصفها الطبري بقوله: إن الدم كان غالبا في الماء في هذه المعركة(2)، حاول الروم أن يغرقوا سفينة القائد المسلم عبد الله بن أبي السرح، كي يبقى جند المسلمين دون قائد، فتقدمت من سفينته سفينة رومية، ألقت إلى عبد الله السلاسل لتسحبها وتنفرد بها، ولكن علقمة بن يزيد الغطيفي أنقذ السفينة والقائد بأن ألقى بنفسه على السلاسل وقطعها بسيفه(3).

        __________

        (1) ذات الصواري، ص67. (2) تاريخ الطبري (5/293).

        (3) ذات الصواري، ص68. (4) تاريخ ابن خلدون (2/468)



        وصمد المسلمون رغم كل شيء، وصبروا كعادتهم في معاركهم، فكتب الله -عز وجل- لهم النصر بما صبروا، واندحر ما تبقى من الأسطول الرومي، وكاد الأمير قسطنطين أن يقع أسيرا في أيدي المسلمين -كما ذكر ابن عبد الحكم- لكنه تمكن من الفرار لما رأى قواه تنهار وجثث جنده على سطح الماء تلقى بها الأمواج إلى الساحل. لقد رأى أسطوله الذي تأمل فيه خيرا ونصرا وإعادة كرامة يغرق قطعة بعد قطعة، ففر مدبرا والجراحات في جسمه، والحسرة تأكل فؤاده، يجر خيبة وفشلا، فوصل جزيرة صقلية(1)، وألقت به الريح هناك، فسأله أهله عن أمره فأخبرهم، فقالوا: شمت النصرانية، وأفنيت رجالها، لو دخل المسلمون لم نجد من يردهم(2) فقتلوه، وخلوا من كان معه من المراكب(3).

        * نتائج ذات الصواري:

        1- كانت ذات الصواري أول معركة حاسمة في البحر خاضها المسلمون، أظهر فيها الأسطول الفتيُّ الصبر والإيمان، والجَلَد والفكر السليم بما تفتَّق عنه الذهن الإسلامي من خطة جعلت المعركة صعبة على أعدائهم، فاستحال عليهم اختراق صفوف المسلمين بسهولة، كما استخدم المسلمون خطاطيف طويلة يجرون بها صواري وشرع سفن الأعداء، الأمر الذي انتهى بكارثة بالنسبة للروم.

        2- كانت ذات الصواري حدا فاصلا في سياسة الروم إزاء المسلمين، فأدركوا فشل خططهم في استرداد هيبتهم، أو استرجاع مصر أو الشام، وانطلق المسلمون في عرض هذا البحر الذي كان بحيرة رومية، وانتهى اسم (بحر الروم) إلى الأبد، واستطاع المسلمون فتح قبرص وكريت وكورسيكا وسردينيا وصقلية وجزر البليار، ووصلوا إلى جنوة ومرسيليا.

        3- قتل قسطنطين فتولى ابن قسطنطين الرابع من بعده، وكان حَدَثًا صغير السن، مما جعل الظروف مواتية لقيام حملة بحرية وبرية إسلامية تستهدف عاصمة روما (القسطنطينية) فيما بعد.

        __________

        (2) المصدر نفسه (2/468). (6) ذات الصواري، ص68



        4- الإعداد الروحي قبل المعركة -أو ما يسمى بالتوجيه المعنوي في أيامنا هذه- له قيمته في تحقيق النصر؛ حيث تتجه القلوب إلى الله بصدق، فهذا المؤمن الذي بات ليله في تهجد وذكر، يستمد العون من الله، من عظمته وعزته، بعد أن هيأ الأسباب، يلقى الأعداء بروح عالية لا يهاب الموت، فالله أكبر من كل شيء، وهذه المعارك التي نصف أحداثها التاريخية هي وصفة طبية نعرضها للتطبيق والنهج، لنستفيد منها في حياتنا؛ فحياة الصحابة ما هي إلا للقدوة وسيرة للاتباع.(1)

        5- أصبح البحر المتوسط بحيرة إسلامية، وصار الأسطول الإسلامي سيد مياه البحر المتوسط، وهذا الأسطول ليس للتسلط والقرصنة بل للدعوة إلى الله وكسر شوكة المشركين، ونشر الحضارة المنبثقة عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

        6- عكف المسلمون على دراسة علوم البحرية، وصناعة السفن، وكيفية تسليحها، وأسلوب القتال من فوقها، وعلوم الفلك المتصلة بتسييرها في البحار، ومعرفة مواقعهم على المصورات البحرية المختلفة، فيما بعد، فعرفوا الاصطرلاب (البوصلة الفلكية), وطوروها إلى المدى الذي استفاد منه بعد ذلك البحارة الغربيون أمثال: كرستوف كولومبس، وأمريكوفيسبوشي في اكتشافاتهم(2).

        __________

        (1) ذات الصواري، ص71، 72. (2) المصدر نفسه، ص76.



        7- لقد كانت هذه المعركة مظهرا من مظاهر تفوق العقيدة الصحيحة الصلبة على الخبرة العسكرية والتفوق في العدد والعُدَد، فلقد كان الروم هم أهل البحر منذ القدم، وقد مروا بتجارب طويلة في الحروب البحرية، بينما كان المسلمون حديثي عهد بركوب البحر والقتال البحري، ولكن الله تعالى أدلى المسلمين عليهم برغم التفوق المذكور؛ لأنه سبحانه قد سخر أولئك المؤمنين لنشر دينه وإعلاء كلمته في الأرض. وإن مما يشاد به في هذه المعركة قوة قائدها عبد الله بن سعد بن أبي السرح ورباطة جأشه، ومقدرته الجيدة على إدارة الحروب، وهي بعد ذلك لون من ألوان بسالة المسلمين واستقالتهم في الحروب بأنفسهم في سبيل إعزاز دينهم ورفع شأن دولتهم(1).

        __________

        (1) التاريخ الإسلامي (12/407). (2) مسلم، كتاب الفتن، رقم (2918، 2919)

        تعليق


        • #5
          اللهم ارزقنا بنصر كنصر ذات الصواري .

          تعليق


          • #6
            اللهم اخذل الكفرة واليهود والامريكان كما خذلت لويس الكافر

            تعليق


            • #7
              اللهم أعد علينا إنتصاراتك .

              تعليق


              • #8
                لو تذكرنا بفتوحات حسني مبارك وكيف رفع الجدار الحديدي في وجه الطغاة أهل غزه!!!!!!!!!!
                لو تعيد لنا الصور كيف نزل انور السادات على ارض القدس وسلمها لبني اسرائيل!!!!
                هذا موجود صوت وصوره
                اما ماتكتبه فهو من وحي خيال لاشكل ولامضمون

                تعليق


                • #9
                  السادات لم يسلم أرض القدس لليهود ..
                  ولماذا تشتت الموضوع ..؟
                  نحن نضرب المثل والقدوة للناس ..فلم تريدوننا أن نسكت ..
                  السبب هو أنكم تريدون هذه الأمة بلا تاريخ ولا هوية ولا نقاط مضيئة ...تريدونها أن تغرق في الفتنة إلى الأبد ..لكن هيهات .

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                    اللهم أعد علينا إنتصاراتك .

                    بارك الله فيك

                    ولا ترد على الحاقدين الذين ليس لهم تاريخ في القتوحات الاسلامية.

                    تعليق


                    • #11
                      هؤلاء لا يريدون أي حديث عن إنتصارات المسلمين ...
                      لا يريدون أن نعرف الناس بمواضع الفخر في تاريخهم ....يريدوننا أن نذكر الفتنة ونعيش فيها ......
                      لالالا ...لن يكون هذا ...الإمام علي شريك في كل إنتصارات المسلمين في هذه الحقبة وهو علمنا كيف نذكر المشرف من تاريخنا ...

                      تعليق


                      • #12
                        مشكور عالموضوع الطيب

                        وانا ليلحين ماشفت ولا شيعي فتح موضوع عن الفتوحات الاسلاميه هههههههه

                        تعليق


                        • #13
                          الماضي للذين عاشوا فيه,,,, ولكن الحاضر معيب وكريه ومذل
                          يابريكي ماذا تقول عن انتصار السيد حسن نصر الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                          سوف نرى كيف تفكر؟؟؟

                          تعليق


                          • #14
                            إنتصار حسن نصر الله ..هو حلقة في سلسلة إنتصارات المسلمين التي بدأت في بدر ..ومرت بالفتح ..ثم اليمامة ونهاوند واليرموك وأجنادين وصولاً لحطين والزلاقة وعين جالوت ..وأكتوبر وتموز .....وستظل هذه الأمة تنجب الأبطال على مختلف مذاهبهم حتى تضع الحرب أوزارها .

                            تعليق


                            • #15
                              انتصار السيد حسن نصر الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              شلون انتصر حسن نصر الله ؟؟ على اسرائيل ؟ ههههه انت شبيك هسا تحجي من وييين

                              يبا نصرالله قطله صاروخين على الشارع الرئيسي وكسر جم لمبه باسرائيل صار بطل ههههههههههههه خوش انتصار والله

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X