
حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام)... سفرٌ خالد تنهل منه الاجيال
المكتب الإعلامي للمرجع الديني سماحة
الثلاثاء 3/جمادى الآخرة/1431
الموافق 18/ايار/2010
آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
الثلاثاء 3/جمادى الآخرة/1431
الموافق 18/ايار/2010
حث المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) العراقيين على التأسي بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) خصوصا في كفالة الأيتام ورعايتهم.....
جاء ذلك أثناء إلقاءه كلمة في الآلاف من زائري أمير المؤمنين الأمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف الذين اجتمعوا في ساحة ثورة العشرين قبل انطلاقهم الى الحرم العلوي بمناسبة استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام). حيث قال...
(فأمامكم فرصة واسعة لنيل القرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء برعاية الأيتام وكفالتهم بالمساعدات المالية ورعايتهم وتربيتهم وإنشاء مؤسسات الحضانة والتعليم والترفيه لهم ونحوها، وقد أذنت المرجعية بصرف قسم كبير من الحقوق الشرعية لكفالة الأيتام)


واعتبر المرجع اليعقوبي (دام ظله) ان هناك نوعين من الأيتام:
الأول: أيتام الحروب والقتل والبطش والمقابر الجماعية والقتل العشوائي في عهد الاحتلال.
الثاني: أيتام الجهل بالشريعة والمفتونون الذين عصفت بهم الضلالات. حيث قال:
(فبلدنا اليوم يعج بمئات الآلاف من الأيتام بسبب ما تعرض له من جرائم القتل والبطش والحروب والمقابر الجماعية في عهد صدام ولجرائم القتل المنظم والإرهاب والفوضى المتعمدة والقتل العشوائي في عهد الاحتلال، وهؤلاء الأيتام في الوقت الذي يشكّلون فيه مسؤولية على الأمة جميعاً تقتضي احتضانهم ورعايتهم وتربيتهم، وإلا تحولوا إلى جيل كامل من المجرمين والقتلة والمرضى النفسيين والمنحرفين أخلاقياً والحاقدين على المجتمع، في الوقت نفسه هم يمثلون فرصة عظيمة للطاعة امتثالاً للتوجيهات النبوية الشريفة المتقدمة.
أما النوع الثاني من اليتيم فهو صفة أكثر الناس فإنهم بين جاهل بالشريعة لا يعرف حتى الأحكام الأساسية التي يبتلى بها يومياً كالوضوء والصلاة والغسل وبعض المعاملات، وبين مفتون قد اضطربت في ذهنه الأفكار وعصفت به الضلالات، وبين متورط في المعاصي بسبب غفلته وعدم وجود من يعظه ويذكره بالله تعالى، وبين إمّعةٍ ينعقون مع كل ناعق –كما وصفهم الحديث الشريف- وبين ضعيف أو مستضعف يحتاج إلى من يقوي فيه عقائده ويشدّ إيمانه، ولعلكم تعرفون أكثر مني مصاديق ذلك من خلال احتكاككم بالناس واطلاعكم على البيئة التي تعيشون فيها، ولعل بعضكم اطلع على الكثير مما ذكرت من خلال التجمعات الكبيرة التي تحصل في بعض المناسبات الاجتماعية والدينية وغيرها.)
داعيا شرائح المجتمع كافة الى التصدي لهذا العمل الإنساني من خلال رعايتهم بإنشاء المؤسسات التي تعنى بتوفير احتياجاتهم..... بقوله:
((فأمامكم فرصة واسعة لنيل القرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء برعاية الأيتام من النوع الأول وكفالتهم بالمساعدات المالية ورعايتهم وتربيتهم وإنشاء مؤسسات الحضانة والتعليم والترفيه لهم ونحوها، وقد أذنت المرجعية بصرف قسم كبير من الحقوق الشرعية لكفالة الأيتام.
الفرصة الأوسع التي أمامكم هي كفالة الأيتام من النوع الثاني وهي متاحة للجميع إذ ما من أحد منا إلا ويعرف مسألةً شرعيةً أو حديثاً شريفاً أو نصيحةً مفيدةً فلنُنظّم جميعاً ببركة الزهراء (عليها السلام) حملة واسعة نقوم خلالها بتعليم الناس كل كلمة مفيدة أو موعظة تسمعونها أو مسألة شرعية تتعلمونها أو عمل صالح تهتدون إليه، أو نصيحة ترشدهم وتصحح أخطاءهم وغيرها كثير)).
وأشار المرجع اليعقوبي (دام ظله) الى عدم الاقتصار في إحياء قضية الزهراء على جانب (المظلومية) وحده مع أهميته في إلقاء الضوء على كثير من قضايا الأمة بل لابد من الالتفات الى باقي الصفحات المشرقة في حياة الزهراء (عليها السلام). قائلا:
أيها الأحبة:
إننا نركز في إحيائنا لقضية الزهراء (عليها السلام) على جانب المظلومية، وهي لعمري صفحة مهمة في حياتها لأنها تلقي الضوء على كثير من قضايا الأمة وتميز الحق والباطل وتؤسس للمعتقدات الحقة والمسار الصحيح الموصل إلى رضا الله تبارك وتعالى وقد اهتدى من خلالها خلق كثير، لكن الاقتصار عليها يحرم الأمة من الصفحات الأخرى من حياة الزهراء (عليها السلام) التي هي بحق مدرسة لكل الناس، وسفر خالد تنهل منه الأجيال، فلا تحرموا أنفسكم من الاستفادة من هذه المدرسة المباركة بإذن الله تعالى وبفضله وبرحمته.

