أولاً: المكان:
تحت المسقَّف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه.
ثانياً: الزمان:
الأربعاء ، الخميس ، الجمعة ، 24-25-26 من شوال ( 1156 )
تحت المسقَّف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه.
ثانياً: الزمان:
الأربعاء ، الخميس ، الجمعة ، 24-25-26 من شوال ( 1156 )
وقد أورد هذا الحوار علامة العراق / السيد عبد الله بن الحسين السويدي العباسي ( مولود 1104 هـ : والمتوفي 1174 هـ ) في مذكراته عن مؤتمر النجف الذي إنتهى بخضوع مجتهدي الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما.
- عندما سمع الملا باشا ( عالم الشيعة ) أن قاضي بخارى ( عالم سني ) يُقال له بحر العلم قال:--
كيف يسوغ له أن يُلقب ببحر العلم وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، فوالله لو سألته عن دليلين في خلافة علي ( رضي الله عنه ) لما إستطاع أن يُجيب عنهما ، بل ولا الفحول من أهل السنة - وكرر الكلام ثلاث مرات - .
كيف يسوغ له أن يُلقب ببحر العلم وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، فوالله لو سألته عن دليلين في خلافة علي ( رضي الله عنه ) لما إستطاع أن يُجيب عنهما ، بل ولا الفحول من أهل السنة - وكرر الكلام ثلاث مرات - .
فقلت له ( أي عبد الله بن الحسين وكان موجوداً في المجلس ) :--
وما هذان الدليلان اللذان لا جواب عنهما ؟
وما هذان الدليلان اللذان لا جواب عنهما ؟
قال ( الملا باشا = م) :--
قبل تحرير البحث أسألك هل قوله صلى الله عليه وسلم لعلي
(( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ثابت عندكم ؟
قبل تحرير البحث أسألك هل قوله صلى الله عليه وسلم لعلي
(( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ثابت عندكم ؟
قلت ( عبد الله = ع ) :--
نعم إنه حديث مشهور .
نعم إنه حديث مشهور .
فقال ( م ) :-- هذا الحديث بمنطوقه ومفهومه يدل دلالة صريحة على أن الخليفة بالحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
قلت (ع) :-- ما وجه الدليل من ذلك ؟
قال(م) :-- حيث أثبت النبي لعلي جميع منازل هارون ولم يستثن إلا النبوة
- والإستثناء معيار المعلوم - فثبتت الخلافة لعلي لأنها من جملة منازل هارون ،
فإنه لو عاش لكان خليفة عن موسى .
فقلت(ع) :-- صريح كلامك يدل على أن هذه القضية موجبة كلية ، فما صور هذا الإيجاب الكلي ؟
قال(م) :-- الإضافة التي في الإستغراق بقرينة الإستثناء .
فقلت(ع) :-- أولاً إن هذا الحديث غير نص جلي ، وذلك لإختلاف المُحدثين فيه ،
فمن قائل إنه صحيح ، ومن قائل إنه حسن ، ومن قائل إنه ضعيف ، حتى بالغ ابن
الجوزي فادعى أنه موضوع .
فكيف تثبتون به الخلافة وأنتم تشترطون النص الجلي ؟!
فقال(م) :-- نعم نقول بموجب ما ذكرت ، وإن دليلنا ليس هذا ، وإنما قوله صلى الله
عليه وسلم (( سلموا على علي بإمرة المؤمنين )) ، وحديث الطائر ، ولأنكم تدعون
أنهما موضوعان فكلامي في هذا الحديث (أي حديث موسى وهارون عليهما السلام)
معكم لما لم تثبتوا أنتم الخلافة لعلي به ؟
قلت(ع) :-- هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلاً من وجوه :-
منها أن الإستغراق ممنوع ، إذ من جملة منازل هارون كونه نبياً مع موسى ، وعلي ليس بنبي بإتفاق منا ومنكم ، لا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون - ما عدا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ثابتة لعلي لإقتضى أن يكون علي نبياً مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبوة معه لم تُستثن وهي من منازل هارون كونه أخاً شقيقاً لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الإستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر التاء التي للوحدة ، فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها ، و(( إلا )) في الحديث بمعنى (( لكن )) كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي لكنه.
فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها وإنما نعينه من خارج ، والمعين هو المنزلة المعهودة حين إستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، والدال على ذلك قوله تعالى (( اخلفني في قومي )) ومنزلة علي هي إستخلافه على المدينة في غزوة تبوك.
قلت (ع) :-- ما وجه الدليل من ذلك ؟
قال(م) :-- حيث أثبت النبي لعلي جميع منازل هارون ولم يستثن إلا النبوة
- والإستثناء معيار المعلوم - فثبتت الخلافة لعلي لأنها من جملة منازل هارون ،
فإنه لو عاش لكان خليفة عن موسى .
فقلت(ع) :-- صريح كلامك يدل على أن هذه القضية موجبة كلية ، فما صور هذا الإيجاب الكلي ؟
قال(م) :-- الإضافة التي في الإستغراق بقرينة الإستثناء .
فقلت(ع) :-- أولاً إن هذا الحديث غير نص جلي ، وذلك لإختلاف المُحدثين فيه ،
فمن قائل إنه صحيح ، ومن قائل إنه حسن ، ومن قائل إنه ضعيف ، حتى بالغ ابن
الجوزي فادعى أنه موضوع .
فكيف تثبتون به الخلافة وأنتم تشترطون النص الجلي ؟!
فقال(م) :-- نعم نقول بموجب ما ذكرت ، وإن دليلنا ليس هذا ، وإنما قوله صلى الله
عليه وسلم (( سلموا على علي بإمرة المؤمنين )) ، وحديث الطائر ، ولأنكم تدعون
أنهما موضوعان فكلامي في هذا الحديث (أي حديث موسى وهارون عليهما السلام)
معكم لما لم تثبتوا أنتم الخلافة لعلي به ؟
قلت(ع) :-- هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلاً من وجوه :-
منها أن الإستغراق ممنوع ، إذ من جملة منازل هارون كونه نبياً مع موسى ، وعلي ليس بنبي بإتفاق منا ومنكم ، لا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون - ما عدا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ثابتة لعلي لإقتضى أن يكون علي نبياً مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبوة معه لم تُستثن وهي من منازل هارون كونه أخاً شقيقاً لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الإستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر التاء التي للوحدة ، فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها ، و(( إلا )) في الحديث بمعنى (( لكن )) كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي لكنه.
فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها وإنما نعينه من خارج ، والمعين هو المنزلة المعهودة حين إستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، والدال على ذلك قوله تعالى (( اخلفني في قومي )) ومنزلة علي هي إستخلافه على المدينة في غزوة تبوك.
فقال (م) :-- والإستخلاف يدل على أنه أفضل وأنه الخليفة بعد .
فقلت (ع) :-- لو دل هذا على ما ذكرت لإقتضى أن ابن أم مكتوم خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه استخلفه على المدينة ، واستخلف غيره ، فلما خصصتم علياً بذلك دون غيره مع إشتراك الكل في الإستخلاف؟ و أيضاً لو كان هذا من باب الفضائل لما وجد علي ( رضي الله منه ) في نفسه وقال: ( أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).
فقلت (ع) :-- لو دل هذا على ما ذكرت لإقتضى أن ابن أم مكتوم خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه استخلفه على المدينة ، واستخلف غيره ، فلما خصصتم علياً بذلك دون غيره مع إشتراك الكل في الإستخلاف؟ و أيضاً لو كان هذا من باب الفضائل لما وجد علي ( رضي الله منه ) في نفسه وقال: ( أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).
فقال(م) :-- قد ذُكر في أصولكم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قلت(ع) :-- إني لم أجعل خصوص السبب دليلاً ، وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم .
فانقطع ....
(والدليل الاخر يكون في موضوع اخر)
قلت(ع) :-- إني لم أجعل خصوص السبب دليلاً ، وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم .
فانقطع ....
(والدليل الاخر يكون في موضوع اخر)
تعليق