بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله الطيبين الطاهرين ابو القاسم محمد.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
اخواني اخواتي خدمة المنبر الحسيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقول وبالله التوفيقالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيتميز المذهب الشيعي الاثنى عشري عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى بالقدرة على التجديد الداخلي ، و جذب الجماهير الشعبية بمخلتف أعمارها وشرائحها الاجتماعية مع بداية كل سنة هجرية في مناسبة ذكرى عاشوراء ، وذلك بسبب الثورة المباركة لسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه آلاف التحية والسلام، الذي أعلن حركته المناهضة للظلم والظالمين المتمثل حين ذاك في بني أمية ، حيث يستمد المذهب الشيعي من مبادئ وقيم الإمام الحسين المنهج الإسلامي الأصيل ، و الفضائل الطيبة ، والصفات النبيلة مثل التضحية والإيثار والحرية والمساواة والعدل والعطاء والرحمة والعطف والقوة والعزة والكرامة ومواجهة الاستبداد السياسي .
من كلمات الإمام الحسين في مواجهة الظلم والظالمين والتأكيد على العزة والكرامة :
(( أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : منْ رأى سلطانا ً جائرا ً مستحلا ً لحرم الله ناكثا ً لعهد الله مخالفا ً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا بقول كان حقا ً على الله أن يدخله مدخله )) .
(( ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وأنوف حمية ،ونفوس أبية ، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام )) .
لقد استطاع الشيعة عبر التاريخ البقاء كقوة عظمى لا يستهان بها بسبب الشعائر الحسينية الخالدة ، والذي جعل هذه الشعائر حية في قلوب الناس هو المنبر الحسيني، الذي بقي عبر الزمن وسيلة إعلامية فعالة و مؤثرة في قلوب وعقول الناس .
إن المنبر الحسيني استطاع التغلب على الوسائل الإعلامية الحديثة في سرعة التـثـقـيف الديني ، وتعميق الولاء لأهل البيت ، وحسن الأداء للتوجيه والإرشاد الاجتماعي ، والاستقلالية في القرار ، والجرأة في الطرح ، والشمولية في العرض، والقدرة على التعبئة الجماهيرية ، والحصول على ثقة الناس ، والاهتمام بقضاياهم وهمومهم .
حتى إن المنبر الحسيني استطاع احتواء الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها كالإذاعات والجرائد والقنوات الفضائية والإنترنت بشكل سلس ، مما جعل صوت المنبر الحسيني أكثر انتشارا ً ونفوذا ً وقوة وتأثيراً على مشاعر وأحاسيس وأفكار الناس
فاذا تم او اراد البعض ان يحدث كما يقال المنبر الحسيني فهنالك حديث0000
الحديث حول تطوير المنبر الحسيني حديث عن الإصلاح، فالإمام الحسين (عليه السلام) الذي تُعقد المجالس الحسينية باسمه الشريف؛ خرج لإصلاح الأمة، ولن يُصلح حالها إن لم يُصلح وضع المنبر -بمفهومه الواسع كأداة للتعليم- فيها. هذا إذا كنا نتبنى الرؤية التي تقول: إن الحضارة الإسلامية -كما يرى أحد الخطباء- حضارة منبر يبث العلم والهدى والنور!
وأتصور -في هذه العجالة- أن أمر تطوير المنبر الحسيني لن يتم؛ إلا إذا تطور مستوى من يصعد على أعواده، عنيتُ بذلك الخطيب الحسيني، وكما قيل: فاقد الشيء لا يُعطيه!
فعلى سبيل المثال، نحن لا نتصور بأن خطيباً من الخطباء الذين يعتمدون في إلقاء محاضراتهم بناءً على ترديدهم لمقولات الآخرين؛ أو تبعاً لحفظهم لمحاضرات من سبقهم، ستكون له القدرة على التطوير من حيث الشكل أو المضمون!!
ومن البداهة بمكان أن الخطيب الذي يفكر بارتقاء المنبر يحتاج لمقدمات، ولعل أهمها:
أولاً: التحصيل الدراسي التخصصي والعميق.
وقد لا نبالغ إذا قلنا بأن بعض المنابر تطرح الأفكار والمقولات بعيداً عن التأصيل القرآني، أو الأصولي، أو الفقهي...إلخ؛ حتى يُخيّل للمستمع أن الخطيب لم يمر يوماً بباب الحوزة العلمية!
ثانياً: دراسة -أو قراءة- العلوم الاجتماعية كلغة تواصلية واقناعية؛ إذ أن العلوم تكاملية.
ثالثاً: الإلمام بتاريخ المنبر، والمحطات التي مر بها إلى أن وصل لهذه الكيفية المتعارفة الآن.
رابعاً: تعلم فن الخطابة، عبر الالتحاق بدورة تخصصية -تتخلل الدورة الممارسة العملية التدريبية- وملاحقة خطابات الخطباء الكبار، للاستفادة من أساليبهم في البدء؛ ولتجاوزهم في المستقبل. ومن اللطيف أن أحد المهتمين يقول: إن أكثر الخطباء كونوا أنفسهم بأنفسهم بطريقة عصامية! فمتى نتجاوز هذه المرحلة؟
المواءمة بين القول والفعل!
أو بتعبير الآية الكريمة، {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}؟
"بعض الخطباء سلوكهم مو لهناك"!! هكذا قال أحد الأصدقاء عندما سألته عن رأيه في المنبر الحسيني. وكما تعلمون فقد نجد خطيباً من الخطباء يطرح أفكاراً يخالفها فور نزوله من على المنبر! فلا فائدة تُرجى من هكذا خطيب! فما الفائدة التي سنجنيها إن تحدث لنا خطيب عن التسامح وهو على رأس قائمة المتعصبين والمتحزبين! وماذا سنجني إن تحدث لنا خطيب عن التعددية وهو يمارس دكتاتوريته على الآخرين بلغة: أنا ربكم الأعلى! -اللغة التي يتهكم منها ومن قائلها- ليجعل من نفسه فرعوناً صغيراً!!
نحو منابر متعددة عنوانها الحسين
أتصور أن المنبر الحسيني ينبغي أن يبقى حسينياً، ولا يصح تطويره بعيداً عن الأهداف التي بدأ منها، وهي قضية الدمعة على الحسين (عليه السلام)؛ فالمنبر الحسيني يزاوج بين البعد الوجداني والبعد العقلي، وإن ابتعد عن هذا الهدف فيلزم أن نطلق عليه أسماء أخرى من قبيل: المنبر الإسلامي، المنبر الفكري، المنبر السياسي، أو غير ذلك.
كما ينبغي أن لا نلغي أي نمط من أنماط المنابر الحسينية، فهناك المنبر الحسيني التقليدي الذي يغلب عليه طابع اللوعة والأسى، وهناك المنبر الذي يركز على المقتل والقضية التاريخية إلى جانب الخطاب الوعظي، وهناك المنبر الذي يعالج القضايا الفكرية المعاصرة، وهناك المنبر الذي يتحدث عن قضايا المرحلة الساخنة، وهناك المنبر الذي يطرح الأمور الفقهية والعقدية، و...إلخ.
فهذه المنابر يجب أن تبقى جنباً إلى جنب، فكما نقول: إن لكل كتاب قارئه؛ فإن لكل خطيب مستمعه، وكما أن لكل قارئ كتابه؛ فإن لكل مستمع خطيبه!
بين الخطيب والمستمع:
يتراءى للبعض أن مهمة تطوير المنبر الحسيني هي مسؤولية الخطباء وحدهم، أو مسؤولية الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء الخطباء، فقط، أي الحوزة العلمية. وهذا تصور خاطئ؛ فالمسؤولية مسؤولية الجميع؛ فالمستمع لمنبر الحسين (عليه السلام)، ينبغي أن يتحمل دوره في هذا التطوير؛ فلا يكفي أن نجتر الكلام في مجالسنا موجهين سهام نقدنا للخطباء، بل من الضرورة بمكان أن نتواصل معهم، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
فالمستمع -على سبيل المثال-: بإمكانه أن يُسهم في المسح العام لأبرز المشكلات التي تتصدر قائمة الأولويات، وبإمكانه اقتراح بعض الموضوعات التي تهم المستمعين والمجتمع.
وربما يكون من الجيد أن توزع قائمة بالموضوعات التي سيطرحها الخطيب خلال موسم شهر محرم؛ فالمستمع يذهب للاستماع وهو لا يدري شيئاً عن الموضوع الذي سيطرحه الخطيب؛ فلو حُدد الموضوع سلفاً، فقد يساعد هذا الأمر المستمع على اختيار المنبر الذي يعالج اهتماماته؛ فمستمعٌ يبحث عمن يرشده في كيفية تربية أولاده، وثان يبحث عمن يرسم له خريطة التعامل مع زوجته، وثالث لديه إشكال عقائدي يبحث عن إجابة شافية له، ورابع، وخامس،
كل الخدم تنهان شفناها بالعين.. بس بكرامة تعيش خدام الحسين
وفق الله الجميع لخدمة المنبر الحسيني، ولمعرفة هذا الصرح معرفة جلية، تعظمه وتجعلهه ساميا عن كل المقولات الموهنة للمعصومين، وتجعله صرحا مقدسا في عين جميع الخدمة الحسينيين، لأنه المنطلق الوحيد الذي يعبر عن مظلومية أئمتنا جميعا، وهو من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، اللهم سدد خدمة الحسين بالفعل والقول، وأجعل ذكر محمد وعترته (صلوات الله عليهم) نورا ينعكس على أقوالهم وأفعالهم، لكي يشار إليهم بالبنان أن هؤلاء حسينين حقا