بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل علي محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن اعدائهم آمين
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ابوبكر وصل قبل النبي (ص) لمسجد قباء :
اتفق المؤرخين علي ان معظم المسلمين هاجروا قبل النبي (ص) الي المدينه و امامه الجماعه في غياب النبي (ص) كانت بعهده سالم مولي حذيفه و هذا لأتقانه في قرائه القرآن
اورد البخاري هذا المعني في صحيحه
حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ قال حدثنا أَنَسُ بن عِيَاضٍ عن عُبَيْدِ اللَّهِ عن نَافِعٍ عن بن عُمَرَ قال لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ قبل مَقْدَمِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
السئوال المطروح هنا ان من كان يؤم سالم مولي حذيفه في تلك الفتره؟؟
اجاب البخاري في صحيحه ان ابابكر و عمر كانوا ضمن من صلوا بأمامه سالم مولي ابي حذيفه !!
حدثنا عُثْمَانُ بن صَالِحٍ حدثنا عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ أخبرني بن جُرَيْجٍ أَنَّ نَافِعًا أخبره أَنَّ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أخبره قال كان سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم في مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وأبو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بن رَبِيعَةَ.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 6، ص 2625، ح6754، بَاب اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِي وَاسْتِعْمَالِهِمْ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
هنا نضع علامات استفهام من ما اورد البخاري في صحيحه و كما تعلمون اصح كتاب بعد القرآن لدي القوم
هنا سئوال و هو متي اقيمت هذه الصلاة ؟
شراح البخاري اضطربوا و ضلوا في هذه الروايه و بدالدين العيني قبل هناك اشكال وفق روايه عبد الله بن عمر و تثبت من خلالها ان ابابكر كان من ضمن المصلين و المقتدين بأمامه سالم مولي ابي حذيفه
قلت: لا إشكال إلاَّ على قول ابن عمر: إن ذلك كان قبل مَقْدَم النبي.
العيني، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد الغيتابي الحنفي ( 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 24، ص 254، ناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من هنا وفق رأي العيني روايه عبد الله بن عمر تثبت ان ابابكر كان مع المصلين في مسجد قباء و لم يكن في الغار مع النبي (ص)
طبعا سعي بعض شراح البخاري توجيه هذا الأشكال بأي نحو كان حتي اذا توسلوا بلعله ، ربما او يحتمل وقال البيهقي في سننه الكبري
قال الشيخ [مصنف] كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم.
البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسي ابوبكر ( 458هـ)، سنن البيهقي الكبرى، ج 3، ص 89، ناشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 - 1994.
و حاول العسقلاني توجيهه بما يلي :
والمراد بهذا: أَنَّهُ كَانَ يؤمهم بعد مَقْدَم النَّبِيّ؛ ولذلك قَالَ: «فِي مسجد قباء»، ومسجد قباء إنما أسسه النَّبِيّ بعد قدومه المدينة، فلذلك ذكر منهم: أَبَا بَكْر، وأبو بَكْر إنما هاجر مَعَ النَّبِيّ، وليس فِي هذه الرواية: «قَبْلَ مقدم النَّبِيّ» كما فِي الرواية الَّتِيْ خرجها البخاري هاهنا فِي هَذَا الباب، فليس فِي هَذَا الحَدِيْث إشكال كما توهمه بعضهم.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج 4، ص 175، تحقيق: محب الدين الخطيب، ناشر: دار المعرفة - بيروت.
نقول :هناك عده احتمالات علي زمن اداء هذه الصلاة
1- اقيمت قبل ورود النبي (ص) من ما يثبت ان ابابكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار و هاجر قبله
2- اقيمت بعد ورود النبي (ص) و شارك النبي (ص) في الصلاة بأمامه سالم مولي ابي حذيفه
3- اقيمت بعد ورود النبي و لم يشارك في الصلاة
الظاهر من الروايه ان الصلاة اقيمت قبل ورود النبي من ما تثبت ان ابابكر هاجر قبل رسول الله و لم يكن في الغار معه
لكن ما قاله البيهقي " لعله في وقت آخر " لايقبل بدليل انها تخالف اصل الروايه لأن الروايه حددت الوقت و هو ورود اول المهاجرين و كان معهم ابابكر و عمر
كان سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ...
الثاني ان بأي دليل يؤم المصلين سالم مولي ابي حذيفه مع وجود رسول الله (ص)؟؟ ولهذا لا يمكن تحديد وقت غير هذا
اما ما ادعاه ابن حجر ان الصلاة كانت قبل الرود بدليل ان المسجد بني بعد بعد ورود الرسول (ص) فهو مردود لعده اسباب منها
اولا : وفق ما ذكر في كتب اهل السنه ، هذا المسجد تأسس بواسطه اول المهاجرين و كانوا يصلون فيه و بعدها الرسول (ص) أكمل بنائه
يقول البلاذري في فتوح البلدان
وكان المتقدمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقباء مسجدا يصلون فيه والصلاة يومئذ إلى بيت المقدس فلما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء صلى بهم فيه فأهل قباء يقولون إنه المسجد الذي يقول الله تعالى فيه «لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه».
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (279هـ)، فتوح البلدان، ج 1، ص 17، تحقيق: رضوان محمد رضوان، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1403هـ.
و يقول ايضا في انساب الأشراف
وكان من تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أبي سلمة بن عبد الأسد، ومن نزلوا عليه بقباء بنوا مسجداً يصلون فيه. والصلاة يومئذ إلى بيت المقدس. فجعلوا قبلته إلى ناحية بيت المقدس، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم فيه، وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين من مكة إلى المدينة. ثم أمهم بالمدينة حتى قدم النبي.
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (279هـ)، أنساب الأشراف، ج 1، ص 114، طبق برنامه الجامع الكبير.
يقول ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم قباء قد بنوا مسجدا يصلون فيه فصلى بهم فيه ولم يحدث في المسجد شيئا فأقام صلى الله عليه وسلم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وركب من قباء يوم الجمعة إلى المدينة فجمع في بني سالم فكانت أول جمعة جمعها في الإسلام وخطب يومئذ.
ابن الجوزي، ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ( 597 هـ)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 3، ص 65، ناشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1358.
ثانيا : كما اشرنا سابقا البخاري في موضع اخر اشار ان امامه سالم كانت قبل ورود النبي (ص)
حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ قال حدثنا أَنَسُ بن عِيَاضٍ عن عُبَيْدِ اللَّهِ عن نَافِعٍ عن بن عُمَرَ قال لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ قبل مَقْدَمِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
هذه الروايه و الروايه التي ذكر فيها حضور ابابكر في الصلاة تكمل بعضها و كلاهما نقلت من عبد الله ابن عمر و كلاهما ذكر فيهم اقتداء اول المهاجرين بسالم مولي ابي حذيفه لكن واحده ذكر فيها المؤمومين و الثانيه لم يذكر ولهذا يرفع اشكال ابن حجر ان " وليس فِي هذه الرواية: «قَبْلَ مقدم النَّبِيّ»،" و بجمع الروايتين تثبت ان امامه سالم ابن ابي حذيفه كانت علي اول المهاجرين و قبل ورود الرسول (ص)
ثالثا : لا يوجد مبرر لدمامه شخص آخر بحضور النبي (ص) لأن امامه سالم كانت لحسن قرائه القرآن علي ابوبكر و عمر و باقي الصحابه وكما ورد في الروايه
كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
و البخاري في عنوان باب هذه الروايه
... لِقَوْلِ النبي (ص) يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ.
و مالك ابن انس يقول في المدونه الكبري
قال بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يذكر عن بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فليؤمهم أفقههم قال فذلك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن وهب وقد كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة قال بن وهب وقال مالك يؤم القوم أهل الصلاح والفضل منهم.
مالك بن أنس ابوعبدالله الإصبحي (179هـ)، المدونة الكبرى، ج 1، ص 85، ناشر: دار صادر – بيروت.
لا نستطيع ان ندعي ، كانت امامه سالم بحضور النبي (ص) لأن ان كان لكان ذكر فكيف يذكر اسم ابابكر و عمر ولم يذكر النبي الذي هو اعظم شأن و منزله و اهميه منهم
من جهه اخري وفق ادعاء اهل السنه ان النبي (ص) لم يصلي الا خلف اباكر و عبد الرحمن ابن عوف و طبعا نعتبر هذا الأدعاء من الأباطيل لكن نذكره من باب الألزام
ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء نقلا عن مسند احمد
عن عمرو بن وهب الثقفي قال كنا مع المغيرة بن شعبة فسئل هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر فقال نعم فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وعمامته وأنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وأنا معه ركعة من الصبح....
الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 79، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.
و ذكرها احمد في مسنده مفصلا في المجلد الرابع صفحه 244 حديث 18159
واذا صلي النبي (ص) بأمامه سالم مولي ابي حذيفه لكانت منقبه عظيمه ذكرتها التاريخ و المؤرخين في كتبهم لكن لم نجد اي اثر لهذا حتي روايه ضعيفه
المطلب الآخر ان النبي (ص) في مواقع اضطراريه كالسفر و المرض يأمر بعض الصحابه في امامه الجماعه و هنا نسأل هل كان وضع اضطراري من ما اضطر النبي (ص) ان يضع سالم مكانه ؟؟ طبعا لم يرد اي مورد من هذا القبيل
و ايضا لا يستطيع احد ان يدعي ان الصلاة تمت بعد وروده و لم يشترك بها لأن وفق ما ورد في روايات صحيحه السند في كتب كلي الفريقين ان النبي (ص) كان يهتم كثيرا بصلاة الجماعه و كان يهدد الغائبين بحرق بيوتهم و البخاري اورد روايه
عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال وَالَّذِي نَفْسِي بيده لقد هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لها، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ الناس ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لو يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أو مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص231، ح618، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب وُجُوبِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
اذا كيف يمكن ان نتصور بوجود صلاة الجماعه يتخلف النبي (ص) عنها؟؟
الأمر الآخر ان ابابكر و عمر كانا دائما معا في الأسفار و ... و قليلا ما نجد افتراقهم و في هذه الروايه ايضا نجدهما معا
و نتيجه ما ذكر هو عدم اساس توجيهات البيهقي و ابن حجر و ان الأمر الوحيد الباقي هنا ان ابابكر هاجر قبل النبي (ص) و لم يكن بصحبته
طبعا هنا احب ان اشكر اخي العزيز اميري حسين-5 لمتابعته و التعليق المفيد و فعلا اخي الكريم هنا كتب التأريخ تكسب قيمتها و مصداقيتها و تفقد قيمتها عندهم في حال ذكر اهل البيت
و ان شاء الله نكون عند حسن ظنكم
الأخوه الأفاضل قلنا لكم و نكرر اجمعوا اوراقكم و تمهلوا قليلا و بعد انتهاء سلسله البحوث اطرحوا ما تريدون من اشكالات و سنرد عليها ان شاء الله و لو اني لا اري ما يدعي تعبكم في طرح الأشكالات لأن البحث يشمل طرح الأشكالات منكم و من كتبكم و الرد عليها عموما تمهلوا قليلا
يتبع ....
الهم صل علي محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن اعدائهم آمين
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ابوبكر وصل قبل النبي (ص) لمسجد قباء :
اتفق المؤرخين علي ان معظم المسلمين هاجروا قبل النبي (ص) الي المدينه و امامه الجماعه في غياب النبي (ص) كانت بعهده سالم مولي حذيفه و هذا لأتقانه في قرائه القرآن
اورد البخاري هذا المعني في صحيحه
حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ قال حدثنا أَنَسُ بن عِيَاضٍ عن عُبَيْدِ اللَّهِ عن نَافِعٍ عن بن عُمَرَ قال لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ قبل مَقْدَمِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
السئوال المطروح هنا ان من كان يؤم سالم مولي حذيفه في تلك الفتره؟؟
اجاب البخاري في صحيحه ان ابابكر و عمر كانوا ضمن من صلوا بأمامه سالم مولي ابي حذيفه !!
حدثنا عُثْمَانُ بن صَالِحٍ حدثنا عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ أخبرني بن جُرَيْجٍ أَنَّ نَافِعًا أخبره أَنَّ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أخبره قال كان سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم في مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وأبو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بن رَبِيعَةَ.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 6، ص 2625، ح6754، بَاب اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِي وَاسْتِعْمَالِهِمْ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
هنا نضع علامات استفهام من ما اورد البخاري في صحيحه و كما تعلمون اصح كتاب بعد القرآن لدي القوم
هنا سئوال و هو متي اقيمت هذه الصلاة ؟
شراح البخاري اضطربوا و ضلوا في هذه الروايه و بدالدين العيني قبل هناك اشكال وفق روايه عبد الله بن عمر و تثبت من خلالها ان ابابكر كان من ضمن المصلين و المقتدين بأمامه سالم مولي ابي حذيفه
قلت: لا إشكال إلاَّ على قول ابن عمر: إن ذلك كان قبل مَقْدَم النبي.
العيني، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد الغيتابي الحنفي ( 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 24، ص 254، ناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من هنا وفق رأي العيني روايه عبد الله بن عمر تثبت ان ابابكر كان مع المصلين في مسجد قباء و لم يكن في الغار مع النبي (ص)
طبعا سعي بعض شراح البخاري توجيه هذا الأشكال بأي نحو كان حتي اذا توسلوا بلعله ، ربما او يحتمل وقال البيهقي في سننه الكبري
قال الشيخ [مصنف] كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم.
البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسي ابوبكر ( 458هـ)، سنن البيهقي الكبرى، ج 3، ص 89، ناشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 - 1994.
و حاول العسقلاني توجيهه بما يلي :
والمراد بهذا: أَنَّهُ كَانَ يؤمهم بعد مَقْدَم النَّبِيّ؛ ولذلك قَالَ: «فِي مسجد قباء»، ومسجد قباء إنما أسسه النَّبِيّ بعد قدومه المدينة، فلذلك ذكر منهم: أَبَا بَكْر، وأبو بَكْر إنما هاجر مَعَ النَّبِيّ، وليس فِي هذه الرواية: «قَبْلَ مقدم النَّبِيّ» كما فِي الرواية الَّتِيْ خرجها البخاري هاهنا فِي هَذَا الباب، فليس فِي هَذَا الحَدِيْث إشكال كما توهمه بعضهم.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج 4، ص 175، تحقيق: محب الدين الخطيب، ناشر: دار المعرفة - بيروت.
نقول :هناك عده احتمالات علي زمن اداء هذه الصلاة
1- اقيمت قبل ورود النبي (ص) من ما يثبت ان ابابكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار و هاجر قبله
2- اقيمت بعد ورود النبي (ص) و شارك النبي (ص) في الصلاة بأمامه سالم مولي ابي حذيفه
3- اقيمت بعد ورود النبي و لم يشارك في الصلاة
الظاهر من الروايه ان الصلاة اقيمت قبل ورود النبي من ما تثبت ان ابابكر هاجر قبل رسول الله و لم يكن في الغار معه
لكن ما قاله البيهقي " لعله في وقت آخر " لايقبل بدليل انها تخالف اصل الروايه لأن الروايه حددت الوقت و هو ورود اول المهاجرين و كان معهم ابابكر و عمر
كان سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ...
الثاني ان بأي دليل يؤم المصلين سالم مولي ابي حذيفه مع وجود رسول الله (ص)؟؟ ولهذا لا يمكن تحديد وقت غير هذا
اما ما ادعاه ابن حجر ان الصلاة كانت قبل الرود بدليل ان المسجد بني بعد بعد ورود الرسول (ص) فهو مردود لعده اسباب منها
اولا : وفق ما ذكر في كتب اهل السنه ، هذا المسجد تأسس بواسطه اول المهاجرين و كانوا يصلون فيه و بعدها الرسول (ص) أكمل بنائه
يقول البلاذري في فتوح البلدان
وكان المتقدمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقباء مسجدا يصلون فيه والصلاة يومئذ إلى بيت المقدس فلما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء صلى بهم فيه فأهل قباء يقولون إنه المسجد الذي يقول الله تعالى فيه «لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه».
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (279هـ)، فتوح البلدان، ج 1، ص 17، تحقيق: رضوان محمد رضوان، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1403هـ.
و يقول ايضا في انساب الأشراف
وكان من تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أبي سلمة بن عبد الأسد، ومن نزلوا عليه بقباء بنوا مسجداً يصلون فيه. والصلاة يومئذ إلى بيت المقدس. فجعلوا قبلته إلى ناحية بيت المقدس، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم فيه، وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين من مكة إلى المدينة. ثم أمهم بالمدينة حتى قدم النبي.
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (279هـ)، أنساب الأشراف، ج 1، ص 114، طبق برنامه الجامع الكبير.
يقول ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم قباء قد بنوا مسجدا يصلون فيه فصلى بهم فيه ولم يحدث في المسجد شيئا فأقام صلى الله عليه وسلم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وركب من قباء يوم الجمعة إلى المدينة فجمع في بني سالم فكانت أول جمعة جمعها في الإسلام وخطب يومئذ.
ابن الجوزي، ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ( 597 هـ)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 3، ص 65، ناشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1358.
ثانيا : كما اشرنا سابقا البخاري في موضع اخر اشار ان امامه سالم كانت قبل ورود النبي (ص)
حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ قال حدثنا أَنَسُ بن عِيَاضٍ عن عُبَيْدِ اللَّهِ عن نَافِعٍ عن بن عُمَرَ قال لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ قبل مَقْدَمِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
هذه الروايه و الروايه التي ذكر فيها حضور ابابكر في الصلاة تكمل بعضها و كلاهما نقلت من عبد الله ابن عمر و كلاهما ذكر فيهم اقتداء اول المهاجرين بسالم مولي ابي حذيفه لكن واحده ذكر فيها المؤمومين و الثانيه لم يذكر ولهذا يرفع اشكال ابن حجر ان " وليس فِي هذه الرواية: «قَبْلَ مقدم النَّبِيّ»،" و بجمع الروايتين تثبت ان امامه سالم ابن ابي حذيفه كانت علي اول المهاجرين و قبل ورود الرسول (ص)
ثالثا : لا يوجد مبرر لدمامه شخص آخر بحضور النبي (ص) لأن امامه سالم كانت لحسن قرائه القرآن علي ابوبكر و عمر و باقي الصحابه وكما ورد في الروايه
كان يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ وكان أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 246، ح660، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
و البخاري في عنوان باب هذه الروايه
... لِقَوْلِ النبي (ص) يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ.
و مالك ابن انس يقول في المدونه الكبري
قال بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يذكر عن بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فليؤمهم أفقههم قال فذلك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن وهب وقد كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة قال بن وهب وقال مالك يؤم القوم أهل الصلاح والفضل منهم.
مالك بن أنس ابوعبدالله الإصبحي (179هـ)، المدونة الكبرى، ج 1، ص 85، ناشر: دار صادر – بيروت.
لا نستطيع ان ندعي ، كانت امامه سالم بحضور النبي (ص) لأن ان كان لكان ذكر فكيف يذكر اسم ابابكر و عمر ولم يذكر النبي الذي هو اعظم شأن و منزله و اهميه منهم
من جهه اخري وفق ادعاء اهل السنه ان النبي (ص) لم يصلي الا خلف اباكر و عبد الرحمن ابن عوف و طبعا نعتبر هذا الأدعاء من الأباطيل لكن نذكره من باب الألزام
ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء نقلا عن مسند احمد
عن عمرو بن وهب الثقفي قال كنا مع المغيرة بن شعبة فسئل هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر فقال نعم فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وعمامته وأنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وأنا معه ركعة من الصبح....
الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 79، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.
و ذكرها احمد في مسنده مفصلا في المجلد الرابع صفحه 244 حديث 18159
واذا صلي النبي (ص) بأمامه سالم مولي ابي حذيفه لكانت منقبه عظيمه ذكرتها التاريخ و المؤرخين في كتبهم لكن لم نجد اي اثر لهذا حتي روايه ضعيفه
المطلب الآخر ان النبي (ص) في مواقع اضطراريه كالسفر و المرض يأمر بعض الصحابه في امامه الجماعه و هنا نسأل هل كان وضع اضطراري من ما اضطر النبي (ص) ان يضع سالم مكانه ؟؟ طبعا لم يرد اي مورد من هذا القبيل
و ايضا لا يستطيع احد ان يدعي ان الصلاة تمت بعد وروده و لم يشترك بها لأن وفق ما ورد في روايات صحيحه السند في كتب كلي الفريقين ان النبي (ص) كان يهتم كثيرا بصلاة الجماعه و كان يهدد الغائبين بحرق بيوتهم و البخاري اورد روايه
عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال وَالَّذِي نَفْسِي بيده لقد هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لها، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ الناس ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لو يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أو مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص231، ح618، كتاب الْجَمَاعَةِ وَالْإِمَامَةِ، بَاب وُجُوبِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
اذا كيف يمكن ان نتصور بوجود صلاة الجماعه يتخلف النبي (ص) عنها؟؟
الأمر الآخر ان ابابكر و عمر كانا دائما معا في الأسفار و ... و قليلا ما نجد افتراقهم و في هذه الروايه ايضا نجدهما معا
و نتيجه ما ذكر هو عدم اساس توجيهات البيهقي و ابن حجر و ان الأمر الوحيد الباقي هنا ان ابابكر هاجر قبل النبي (ص) و لم يكن بصحبته
طبعا هنا احب ان اشكر اخي العزيز اميري حسين-5 لمتابعته و التعليق المفيد و فعلا اخي الكريم هنا كتب التأريخ تكسب قيمتها و مصداقيتها و تفقد قيمتها عندهم في حال ذكر اهل البيت

و ان شاء الله نكون عند حسن ظنكم
الأخوه الأفاضل قلنا لكم و نكرر اجمعوا اوراقكم و تمهلوا قليلا و بعد انتهاء سلسله البحوث اطرحوا ما تريدون من اشكالات و سنرد عليها ان شاء الله و لو اني لا اري ما يدعي تعبكم في طرح الأشكالات لأن البحث يشمل طرح الأشكالات منكم و من كتبكم و الرد عليها عموما تمهلوا قليلا
يتبع ....
تعليق