إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشباب وتحقيق الأهداف الحسينية الخالدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشباب وتحقيق الأهداف الحسينية الخالدة

    الشباب وتحقيق الأهداف الحسينية الخالدة
    قبسات من فكر المرجع الشيرازي


    http://www.s-alshirazi.com/article/articles/54.htm
    شبكة النبأ*: عظماء التأريخ البشري هم أولئك الذين خلّدتهم أعمالهم وأقوالهم وأفكارهم ومبادئهم التي تحوّلت من صيغتها اللغوية إلى حقل العمل الملموس على أرض الواقع، ووضعت مضامينها في خدمة الإنسان كي ترتقي به إلى ما يليق بكيانه وجوهره، فكلنا نتفق على أن القول وحده لا يكفي والفكر من دون أن يتحول إلى حقل الملموس لا دور له في تحسين الحياة البشرية وتقويمها لما هو أفضل وأصحّ.
    ولعل العلامات التأريخية الراكزة أكثر وضوحاً من غيرها بل هي على رأس الوقفات الخالدة التي يبجلها الإنسان ما بقي الزمن وما بقيت الحياة قائمة، كما هو الحال مع سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه ووقفته ضد الظلم والاستبداد والطاغوت وحرف الإسلام عن مساره ومبادئه وتعالميه لكي يصبح تحت سطوة الفردية التي تضع مصلحتها فوق مصالح الملأ، وهنا يتطلب الأمر جهوداً استثنائية لكبح جماح السلوك الأناني وتدعيم المنهج الحسيني وتعضيده من لدن الجميع خدمة لأهداف الإمام الحسين صلوات الله عليه التي هي خدمة للإنسان قبل غيره.
    وهنا ينبغي مراعاة الشباب وكسبهم وزجهم في هذا المجال حيث يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في عدد من محاضراته التي تختصّ بعاشوراء:
    (إنّ شبابنا هم أمانة الله وأهل البيت سلام الله عليهم في أعناقنا، وقد حافظ أسلافنا على الأمانة على أحسن وجه وسلّمونا الدين ومضوا، لذلك علينا أن نسعى بدورنا أن نصون الأمانة الواصلة إلينا على أتمّ صورة، لنسلّمها إلى الأجيال من بعدنا، فلنحاول أن لا يُحرم أيّ شابّ في محلّتنا أو عشيرتنا أو بين أصدقائنا من المشاركة في الحسينيات ومجالس العزاء، وإذا كنّا نعرف شباباً كهؤلاء فلنشجّعهم على المشاركة في هذه المجالس، ولندفع الشباب نحو المواكب الحسينية والتي هي حبل النجاة من الضلال والجهل بكلّ وسيلة متاحة، ولنكرّر محاولاتنا معهم مرة وثانية وثالثة... وهكذا، ولا نيأس من عدم استجابتهم، حتى ينضمّوا إلى الصفوف الحسينية).
    إن حفظ الأمانة يوجب عملية التركيز على الشباب وزجهم في أجواء الإيمان وينبغي عدم اليأس في التعامل معهم في هذا المجال بل تكرار محاولات الإقناع من خلال شرح وتوضيح المنهج الحسيني القائم على العدل والمساواة والتسامح وعمل الخير ورفض الظلم أيّاً كان نوعه أو مصدره، ولعل هذا النوع من الأنشطة يشكّل حافزاً قويّاً وعملياً لتحقيق الأهداف العظيمة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين صلوات الله عليه، وهنا يؤكّد سماحة المرجع الشيرازي أهمية المجالس الحسينية ودورها الكبير في تحقيق الوئام بين أهل الشأن إذ يقول سماحته في إحدى محاضراته القيّمة بهذا الخصوص:
    (لنحاول دفع الشباب باتجاه المواكب والشعائر الحسينية، فهذه المسألة تحظى بأهمية كبيرة، خاصة في عالم اليوم حيث تحاول وسائل الأعلام المضلّة وبشكل واسع إغراء الشباب وجذبهم نحوها. وعلينا أن نعلم بأنّ كلّ حسينية هي بيت من بيوت الإمام سيد الشهداء سلام الله عليه، فلنحاول تجنيب هذه الحسينيات من أن تتحوّل إلى مسرح لطرح الخلافات والنزاعات، بل على العكس، لنجعل منها أماكن للاجتماعات والوحدة والوئام).
    ولعلنا سنجد في المبادئ الحسينية ما نبحث عنه من تنوع وتعدّد في الرؤى والأفكار والمواعظ الكبيرة التي تصبّ في الصالح العام، ومنها إمكانية الاعتبار والاستفادة من دروس التجربة القائمة على التحرّر بأقصة درجاته، حيث الحرية بأقصى درجاتها هي التي دفعت بالإمام الحسين صلوات الله عليه لكي يتّخذ من الثورة سبيلاً لإصلاح القادة السياسيين الذين وظّفوا الدين للوصول إلى مصالحهم السلطوية الظالمة وإدامة تربّعهم على عرش الزيف والانحراف والتجاوز على حقوق الرعية.
    ولو أراد الباحث أن يغوص في واقعة الطف الخالدة وحيثياتها فإنه سيصل إلى مقاصده سواء في قوة المبدأ أو التجربة أو الفكر، حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد:
    (إن قضية الإمام الحسين سلام الله عليه تتميز بميزتين هما العَبرة والعِبرة، وهاتان الميزتان ملازمتان. من هنا، فإنّ الذي يحظى بمنزلة أرفع وحرمة أكبر عند سيّد الشهداء سلام الله عليه هو الأقدر على أخذ العِبرة من الإمام سلام الله عليه وذرف الدمعة والعَبَرة عليه، وعلى قدر السعي في هاتين المسألتين يكون الثواب والجائزة، بعبارة أخرى، إن توقّع الإمام الحسين سلام الله عليه من الأفراد يتناسب مع منزلتهم ومقامهم).
    وهنا سنتفق على ان هدف الإمام الحسين صلوات الله عليه لم ينحصر بفئة معينة بل بالعباد كما يقول المرجع الشيرازي هنا (فالإمام سلام الله عليه أراد أن ينجي العباد من الجهل والضلال والتيه، لذلك إذا أردنا أن نتقرّب منه أكثر علينا أن نبذل كل ما نملك في خدمة هذه القضية).
    وهكذا أصبح من المطلوب أن نركّز جهودنا على السعي من أجل تحقيق الأهداف الحسينية التي قدّم من أجلها سيد الشهداء صلوات الله عليه أغلى ما يملك، روحاً وأهلاً وصحابة، حيث يلخّص سماحة المرجع الشيرازي رؤيته في هذا المجال بقوله:
    (وخلاصة القول، إنّ الإمام الحسين سلام الله عليه استشهد لثلاثة أهداف: أصول الدين، والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية، فمن أراد البرهنة على ولائه لسيد الشهداء سلام الله عليه وأهدافه السامية عليه أن يسعى لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة التي استشهد من أجلها الإمام سلام الله عليه، وأن يضعها على رأس أولوياته، لتقرّ عين الإمام الحسين سلام الله عليه والإمام المهدي عجل الله تعإلى فرجه الشريف. ولنعلم بأنّه على قدر هممنا في المضي في هذا الدرب، تكون عنايتهما ولطفهما تجاهنا).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X