إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سجل تعازيك بوفاة الامام موسى ابن جعفر الكاظم 25 رجب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سجل تعازيك بوفاة الامام موسى ابن جعفر الكاظم 25 رجب

    السلام على الامام المظلوم المعذب بقعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف المسجون بسجن هارون هذا امام الرافضة صاحب السجدة الطويلة وراهب بني هاشم
    موسى ابن جعفر الكاظم
    صلوات الله عليه وعلى ابائه وولده المعصومين ورحمة الله وبركاته


    إمامة الكاظم (ع):

    ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً.


    عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية، كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة.

    منزلة الإمام (ع):

    وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة.
    فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره.

    حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ..
    وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك..

    الإمام (ع) والسلطة:

    عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.

    وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين.

    إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.

    ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته.

    ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.

    أيّ رجل هذا ، وأيّة قوّة يمكنها أنْ تقهرَهُ ، لقد كان نورُ قلبه يُزيحُ ظُلماتِ السجون ، وصلابةُ صبرِهِ تُحطِّمُ قيودَ السجّان وإرادةَ الطّاغية ، ولذيذُ مناجاته يملا آفاقَ الوحدة والوحشة اُنساً وسُروراً ، فما عسى الجلاّدُ أنْ يصنعَ ، وماذا بوسعِ الطّاغية أن يفعل ؟ فالامام يؤثِّرُ فيمن حولَهُ ويشعُّ بسلوكه وخُلُقِهِ وروحِهِ على مَنْ يُجاورونَه


    فمِن روائع تأثيرِهِ وهَدْيِهِ،وإشعاعِ سلوكِهِ وإخلاصِهِ،ما رواهُ العامري في كتاب«الانوار»قال:

    « إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جاريةً خصيفةً ، لها جمالٌ ووضاءةٌ لِتَخدِمَهُ في السجنِ فقال : قُل له : «بَلْ أنتُمْ بهديّتكُمْ تَفرحون» . لا حاجةَ لي في هذه ولا في أمثالها ، قال : فاستطارَ هارون غضباً ، وقال : ارجع إليه وقُل له : ليسَ برضاكَ حبسناكَ ، ولا برضاكَ أخذناك ، واتركِ الجاريةَ عندهُ وانصرِفْ . قال : فمضى ورجعَ ، ثمّ قامَ هارون عن مجلسِهِ وأنفذَ الخادمَ إليهِ ليستفحّصَ عن حالِها ، فرآها ساجدة لربِّهالا ترفعْ رأسَها ، تقولُ : قدّوسٌ ، سبحانكَ ، سبحانكَ ، فقال هارون : سَحَرَها والله موسى ابن جعفر بسحره(96)» (97) .


    شهادته (ع):

    أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية.


    من هم ذريّة النبي (ص) ؟

    كان للإمام الكاظم (ع) بعض المواقف العلنيَّة والصريحة التي أبرز من خلالها أحقيَّته في الخلافة وأولويَّته بها من بني العباس، ومن هذه المواقف احتجاجه (ع) مع هارون الرشيد وهو في مرقد النبي (ص) أمام حشدٍ كبير من الأشراف وقادة الجيش وكبار الموظفين، فقد أقبل هارون بوجهه على الضريح المقدَّس وسلَّم بقوله: "السلام عليك يابن العم" معتزاً ومفتخراً على غيره بصلته من النبي(ص) وأنَّه إنما نال الخلافة لقربه من رسول الله (ص) وكان الإمام انذاك حاضراً فسلَّم على النبي(ص) قائلاً: "السلام عليك يا أبت"، ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الاستياء، حيث قد سبقه الإمام إلى ذلك المجد والفخر، فقال له بنبرات تقطر غضباً وحقداً: لم قلت أنك أقرب إلى رسول الله (ص) منا؟ فأجابه (ع) بردّ مفحم قائلاً: "لو بُعث رسول الله (ص) حياً وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟ فقال هارون: سبحان الله!! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم. فانبرى الإمام (ع) قائلاً: لكنه لا يخطب منّي ولا أزوّجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم".


    السلام على المعذب في قعر السجون

    السلام على المظلوم المسموم

    السلام على الامام ابن الامام


    سيدي ومولاي موسى الكاظم


    الا لعنة الله على من قتل الامام

    وسجنه واذاقه انواع العذاب

    اللهم العنه الى قيام يوم الدين

  • #2
    السلام على المعذب في قعر السجون اعزي صاحب العصر والزمان(عج) والعالم الاسلامي بذكرى استشهاد الامام الكظم عليه السلام

    تعليق


    • #3
      السلام على الامام المظلوم المعذب بقعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف المسجون بسجن هارون هذا امام الرافضة صاحب السجدة الطويلة وراهب بني هاشم
      موسى ابن جعفر الكاظم
      صلوات الله عليه وعلى ابائه وولده المعصومين ورحمة الله وبركاته



      تعليق


      • #4
        السلام على المعذب في قعر السجون وظل المطامير

        ولعنة الله على هارون العباسي ومن سار على نهجه ورضي بفعاله الى يوم الدين


        والعاقبة للمتقين

        تعليق


        • #5
          السلام عليك ياخازن علم الانبياء والمرسلين
          السلام عليك ياباب الحاجات
          السلام عليك ياموسى بن جعفريوم ولدت ويوم استشهدت مظلوما مسموما ويوم تبعث حيا

          تعليق


          • #6
            مأجورين مثابين أخواني الموالين...~

            تعليق


            • #7
              مجورين شيعة علي الكرر

              تعليق


              • #8
                السلام عليك يا سيدي ومولاي الامام المظلوم الغريب المغيب في قعر السجون
                السلام عليك يامولاي الامام موسى بن جعفر

                تعليق


                • #9
                  السلام عليك يا سيدي ومولاي موسى بن جعفر عليه السلام
                  السلام على المسموم المظلوم
                  السلام على المغيب في قعر السجون
                  السلام على المرضوض الساق من القيود

                  عظم الله لكم الاجر اخوتي اخواتي الموالين

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليك يا سيدي ومولاي موسى بن جعفر عليه السلام
                    السلام على المسموم المظلوم

                    السلام على المغيب في قعر السجون
                    السلام على المرضوض الساق من القيود

                    عظم الله لكم الاجر اخواتي الموالين

                    تعليق


                    • #11
                      السلام على موسى بن جعفر السلام على الجسد الشريف السلام على الارواح التي حلت بفنائه الشريف
                      اللهم العن اول ظالم لمحمد اله والعن اخر ظالم لهم العن امة سمعت بذلك فرضيت به اللهم امين

                      تعليق


                      • #12
                        يـــاكــاظـــم غــيـــظ اعاديكم قـــصـــــد زايـــر مـــواليـكم
                        اجــــه يــحــيـــي الك مجدك يـــشـــــم كَــبــرك يواسيـكم


                        رغــــم حــقـد وعداوه نزور ولا بــيـــنـــا اليعرف الخـوف

                        نـــضــحـي احنا بدمانه الكم نجي بـــحركَه بلطم وصفوف

                        وقــلــيـــل نشوف تضـحــيه ولا حـــتـــى اقـــل مـعــروف

                        لأن انـــتـــــم نــِــعــَـــم ربنا وشــفـــاعتكم امن من خوف

                        ولأن انـــتــــم صـــــراط الله الــيـــزل عــنكم جحيم يشوف

                        نـِــحــن احــنـــه ونجي ليكم يــمـــــولــــى الــكــــم نعزيكم

                        بـــأمــــر ربــنـــا نـــوالـيـكم وبــعــــد نـشــجــب اعــاديكم


                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        اعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

                        باستشهاد جده الامام موسى الكاظم عليه السلام

                        واعزيكم اخواني اخواتي جميعا في منتديات ياحسين

                        وعظم الله الاجر لنا


                        تعليق


                        • #13
                          السلام على المعذب في قعر السجون وضلم المطامير السلام على راهب ال محمد
                          نعزي العالم السلامي والامام الحجة (عج)ومراجعنا العضام وعلى راسهم سماحة السيد علي السيستاني (دام ضلة )بوفاة الامام موسى بن جعفر الكاضم (علية السلام )وجعلنا اللة على دربهم
                          التعديل الأخير تم بواسطة زيدون الموسوي; الساعة 05-07-2010, 11:34 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            عظم الله أجورنا و أجوركم باستشهاد الإمام المظلوم المسموم موســى ابن جـعفر الكـــاظـم

                            اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمُ وَالْعَنْ أعْدائَهُمُ


                            بقلوب حزينة نرفع أحر التعازي إلى بقية الله في أرضه وسمائه مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه فداء
                            و الى عموم المؤمنين والمؤمنات واليكم أخواني وأخواتي الموالين و المواليات

                            اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه
                            اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَابْنَ اَمينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الاَْوْصِياءِ السّابِقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ الْمُبينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ الاَْوْصِياءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤمِنينَ، وَاَنَّكَ اَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً، عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عائِذاً بِقَبْرِكَ، لائِذاً بِضَريحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَى اللهِ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَبِالْعَمَى الَّذي هُمْ عَلَيْهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى، وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَيْهِ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رِبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي، وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمي، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي، وَيَمْحُوَ عَنّي خَطيئاتي وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ، وَيَغْفِرَ لي وَلاِبائي وَلاِِخْواني وَاَخَواتي وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.

                            خلقه وفضائله :
                            إنما جعل اللـه أنبياءه وحملة رسالاته من البشر ، لكي تتم الحجة على الناس فيقتدوا بهم ، ولو كانوا ملائكة لكان الناس يقولون مالنا والملائكة ، أوليسوا من جنس آخر ؟
                            بلى وإن الإنسان مفطور على حب الفضيلة ، وإذا تجسدت في شخص ازداد لها حباً ، ودفعته دواعي الخير في ذاته إلى اتباعه ، والسعي لكي يكون مثله .
                            إنك لو ألقيت على شخص محاضرة مفصّلة عن فضيلة الإحسان فإنه لا يندفع بقدر ما لو حكيت له قصة رجل محسن .
                            إن مكارم أخلاق الأئمة من أهل البيت (ع) أفضل منهاج تربوي ، وإنهم - بحق - أسمى قدوات الخير والفضيلة ، وإن سيرة حياتهم الحافلة بالمكرمات أقوى حجة على سلامة نهجهم في التربية وسلامة خطتهم في الحياة ، وإن أفكارهم التي تناقلتها الرواة هي التفسير الصحيح للقرآن الحق ، أوليسوا من البشر ؟ إذاً كيف بلغوا هذا الشأن من العظمة ، ألم يبلغوه بتطبيق هذه الأفكار التي رويت عنهم ؟ بلى ، أولسنا نحن أيضاً نريد العظمة ؟ إذاً دعنا نقرأ تلك الأفكار ونتفاعل معها .
                            والواقع أن التاريخ لم يحفظ لنا من سيرة الأئمة إلاّ قليلاً ، لأنهم كانوا محاصرين إعلامياً من قبل سلطات الجور حتى أن رواية فضيلة لهم كانت تكلِّف في بعض العصور حياة الراوي ، وكان على الشاعر دعبل أن يحمل على كتفه خشبة إعدامه لمدة ربع قرن ، ويهيم على وجهه في القفار لأنه كان يمدح أهل البيت . ومع ذلك فإن ما تبقّى من فضائلهم يعتبر دورة تربوية كاملة لمكارم الأخلاق .



                            ولأن عاش إمامنا الكاظم (ع) في أشد أيام الصراع وأصعب أوقات التقيّة وسرّية العمل ،
                            فإن اختراق قصصه لحصار السلطات يعتبر معجزة ، وعلينا أن نستدل بما وصلتنا من قصصه وهي قليلة على ما لم تصل إلينا وهي الأكثر .
                            أ - عبادته وزهده :

                            من أبرز سمات القيادات الرسالية الزهد ، والتقشف والإجتهاد في التبتل إلى اللـه تعالى ، وقد كان عصر الإمام الكاظم (ع) معروفاً بالعصر الذهبي ، وكانت بيوت السلطة العباسية تفيض بالثروات الطائلة، وتشهد حفلات المجون ، كالتي نقرأ بعضها في قصص ألف ليلة وليلة ، وفي ذات الوقت ينقل إبراهيم بن عبد الحميد ويقول : ( دخلت على أبي الحسن الأول (ع) في بيته الذي كان يصلي فيه فإذا ليس في البيت شيء إلاّ حضفة (1) وسيف معلق ومصحف ) (2).
                            وكان (ع) يسعى إلى بيت اللـه الحرام ماشياً لشدة تواضعه لله ، واجتهاده في العبادة ، وإذا عرفنا المسافة بين المدينة ومكة التي تقارب ( 400) كليو متر وطبيعة الصحراء في أرض الحجاز ، عرفنا مدى تحمل الإمام للصعاب في سبيل اللـه .
                            يقول علي بن جعفر (ع) : ( خرجنا مع أخي موسى بن جعفر (ع) في أربع عُمَرٍ يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوماً ، وأخرى خمسة وعشرين يوماً ، وأخرى أربعة وعشرين يوماً ، وأخرى واحداً وعشرين يوماً ) (3).
                            أما شدة اجتهاده في الصلاة وهي قرة عين المؤمنين وملتقى الحبيب مع الحبيب فيقول عنها الحديث التالي :
                            “ روي أنه كان يصلي نوافل الليل ، ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من السجدة والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يدعو كثيراً فيقول : اللـهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ، ويكرر ذلك ، وكان من دعائه (ع) عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، وكان يبكي من خشية اللـه حتى تخضلّ لحيته بالدموع ، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة “ (4) .
                            والواقع أن اجتهاد الإمام في عبادة ربه والتبتل إليه بالصلوات والأدعية ، هو السبب الذي بعثه اللـه به مقاما محموداً . وهو الذي أعطاه قدرة تحمل أعباء الرسالة التي نهض بها وضحّى بما لديه في سبيل تبليغها ، وكانت صلواته أعظم مؤنس له في ظلِّ ظُلم الطغاة ، فهذا أحمد بن عبد اللـه ينقل عن أبيه فيقول : ( دخلت على الفضل بن الربيع وهو على سطح فقال لي : إشرف على هذا البيت وانظر ما ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحا فقال : أنظر حسناً فتأملت فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر أتفَّقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنه يصلي الفجر فيعقب إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة ، فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس ، وقد وكّل من يترصّد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد وضوء ، وهو دأبه فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، وقال بعض عيونه : كنت أسمعه كثيراً يقول في دعائه :
                            “ اللـهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرِّغني لعبادتك ، اللـهم وقد فعلت فلك الحمد “ (5) .
                            أما قراءته للقرآن ، فيحدثنا عنها حفص ويقول : ( ما رأيت أحداّ أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر (ع) ولا أرجى للناس منه ، وكانت قراءته حزناً ، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً (6).
                            لقد علّمه القرآن الكريم أسمى القيم ، ومن أبرزها الإشفاق على نفسه ، والسعي الدائب لتزكيتها وخلاصها من غضب الرب
                            ، وإصلاحها لتكون موضع محبة الخالق ورضوانه .


                            بينما كان يرجو للناس كل خير ، ولم يكن رجاؤه مجرداً عن العمل ، بل كان (ع) يتقرب إلى اللـه بالإحسان إلى الناس
                            ، فقد كان يتفقد فقراء أهل البيت فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك ، فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو)(7).

                            ب - جوده وكرمه :

                            بالتوكل على اللـه واليقين يعظم ثواب المحسنين عنده ، والثقة بأنه الرزاق ذو القوة المتين . يعطي المؤمن عطاءً لا يخشى الفقر ، وأئمة الهدى هم المثل الأسمى في الكرم والجود ، فهذا الإمام موسى بن جعفر (ع) مع ما كان يعيشه من ظروف قاسية ، اشتهر بهذه الصفة في الآفاق .
                            جاء في التاريخ رواية مأثورة عن محمد بن عبد اللـه البكري ، قال :
                            ( قدمت المدينة أطلب ديناً فأعياني ، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن (ع) فشكوت إليه ، فأتيته بنقمي في ضيعته ، فخرج إليّ ومعه غلام ومعه منسف فيه قديد مجزع ، ليس معه غيره ، فأكل فأكلت معه ، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصَّتي ، فدخل ولم يقم إلاّ يسيراً حتى خرج إليّ فقال لغلامه : إذهب ثم مدّ يده إليّ فناولني صرة فيها ثلاثمائة دينار ، ثم قام فولى فقمت فركبت دابّتي وانصرفت ) (8).
                            وروي عن أبي الفرج في مقاتل الطالبيين عن يحيى بن الحسن قال : ( كان موسى بن جعفر (ع) إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار ، فكانت صرار موسى مثلاً )(9).
                            وجاء في حكاية تاريخية طريفة أن المنصور العباسي تقدم إلى موسى بن جعفر (ع) بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز ، وقبض ما يحمل إليه فقال (ع) :
                            “ إني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول اللـه (ص) فلم أجد لهذا العيد خبراً ، وإنه سنة للفرس ومحاها الإسلام ، ومعاذ اللـه أن نحيي ما محاه الإسلام “ .


                            فقال المنصور : إنما نفعل هذا سياسة للجند ، فسألتك باللـه العظيم إلاّ جلست ، فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنئونه ، ويحملون إليه الهدايا والتحف ، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل ، فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن فقال له : يا ابن بنت رسول اللـه إني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدّي في جدّك الحسين بن علي (ع) :
                            عجبـت لمصقول عــــلاك فرنده * يوم الهيــاج وقـد عــلاك غبــار

                            ولأسهم نفذتــــك دون حــــرائـر * يدعــون جدك والـدموع غــزار
                            ألا تغضغضت السَّهـام وعـاقهـا * عــن جسمــك الإجـلال والإكبار
                            قال : قُبلت هديتك ، إجلس بارك اللـه فيك ، ورفع رأسه إلى الخادم وقال : إمضي إلى أمير المؤمنين وعرّفه بهذا المال وما يصنع به ، فمضى الخادم وعاد وهو يقول : كلّها هبة منّي له ، يفعل به ما أراد ، فقال موسى للشيخ : إقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك ) (10).
                            وكان يلقى بكرمه عدوه فإذا به يصبح ولياً حميماً ، فهذا شخص من أولاد الخليفة الثاني كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى (ع) ويسبه إذا رآه ، ويشتم عليّاً ، فقال له بعض حاشيته يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم ، وسأل عن العمري فذكر أنه يزرع ناحية من نواحي المدينــة ، فركب إليه ، فوجده في مزرعة له ، فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري لا توطىء زرعنا، فتوطأه (ع) بالحمار حتى وصل إليه ونزل وجلس عنده ، وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت على زرعك هذا ؟ قال : مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن تصيب ؟ قال : لست أعلم الغيب ، قال له : إنما قلت كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجيء مائتا دينار .
                            قال : فأخرج له أبو الحسن (ع) صرة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال هذا زرعك على حاله ، واللـه يرزقك فيه ما ترجو ، قال : فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسم إليه أبو الحسن وانصرف ، قال : وراح إلى المسجد فوجد العمري جالساً فلما نظر إليه قال : اللـه أعلم حيث يجعل رسالاته قال : فوثب أصحابه إليه فقالوا له : ما قضيتك ؟ قد كنت تقول غير هذا ، قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأبي الحسن (ع) فخاصموه وخاصمهم ، فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري : إيَّما كان خيراً ما أردتم أم ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكُفيت به شره (11).
                            ج - علمـه (ع) :
                            سبق الحديث عن علم الإمام ونعود هنا لنثبت رواية طريفة في علمه ، حيـث ينقل عن محمـد بن النعمان المعروف بأبي حنيفة إمام المذهب أنه قال :
                            ( رأيت موسى بن جعفر وهو صغير السن في دهليز أبيه ، فقلت : أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إليّ ثم قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقَّى عن أعين الجار ، ويتجنب شطوط الأنهار ومساقط الثمار ، وأفنية الدور والطرق النافذة ، والمساجد ، ولا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ويرفع ويضع ذلك حيث شاء .
                            قال : فلما سمعت هذا القول منه ، نبل في عيني ، وعظم في قلبي فقلت له : جعلت فداك ممن المعصية ؟ فنظر إليّ ثم قال : إجلس حتى أخبرك ، فجلست فقال : إن المعصية لابد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعاً ، فإن كانت من اللـه تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله ، وان كانت منهما فهو شريكه ، والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر ، وإليه توجه النهي ، وله حق الثواب والعقاب ، ووجبت الجنة والنار فقلت :
                            { ذريةً بعضها من بعض } ( آل عمران / 34) .


                            وروي عنه الخطيب في تاريخ بغداد ، والسمعاني في الرسالة القومية ، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين ، وابو عبد اللـه بن بطة في الإبانة ، والثعلبي في الكشف والبيان ، وكان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت (ع) لما روي عنه قال : حدثني موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد وهكذا إلى النبي (ص) ثم قال أحمد : ( وهذا إسناد لو قُرِأ على المجنون أفاق ) .
                            شجاعته واستقامته :

                            لقد حمل الإمام أعباء رسالات الأنبياء بذات العزيمة العظيمة التي كانت للنبيين (ع) . لقد تحدى كل طغيان الإستكبار ، وكل تراكمات الفساد بثقة مطلقة برب العالمين .
                            حينما يأتيه الفضل بن الربيع ويقول له : استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك اللـه فقال (ع) : “
                            أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء اللـه “ :
                            وحينما يدخل على هارون الرشيد ذلك الطاغية الذي كان يخاطب مرة السحاب ويفتخر بسعة سلطانه ، فيقول : شرِّقي غرِّبي فأنّى ذهبت فخراجك إليّ .
                            يقول له هارون : ما هذه الدار ؟
                            فقال الإمام : هذه دار الفاسقين ، قال اللـه تعالى :
                            { سَاَصْرِفُ عَنْ ءَايَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ لاَيُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } (الاعراف/146)
                            فقال له هارون : فدار من هي ؟ قال : “ هي لشيعتنا فترة ، ولغيرهم فتنة “ .
                            قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ فقال : “ أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلاّ معمورة “ .
                            قال فأين شيعتك ، فقرأ أبو الحسن (ع) :
                            { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البَيِّنةِ/1)
                            قال : فقال له : فنحن كفّار ؟ قال : لا .. ولكن كما قال اللـه :
                            { الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللـه كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ } (اِبراهيم/28)
                            فغضب عند ذلك وغلّظ عليه (12).


                            ومن المعتقل حيث تحيط به جلاوزة السلطات المجرمون ، كتب رسالة إلى الرّشيد جاء فيها : “ إنه لن ينقضيَ عنّي يوم من البلاء إلاّ انقض عنك معه يوم من الرضاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له إنقضاء يخسر فيه المبطلون “ (13).
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            (1) الحضفة : الحيكة تعمل من الخوص للتمر ، وأيضاً يقال للثوب الغليظ جداً . (2) المصدر : ( ص 100 ).
                            (3) المصدر.(4) المصدر : ( ص 102 ).(5) المصدر : ( ص 107 ، 108 ) . (6) المصدر : ( ص 111 )
                            . (7) المصدر : ( ص 108 ) (8) المصدر : ( ص 102 ) . (9) مقاتل الطالبيين ( ص 104 ) .
                            (10) المصدر : ( ص 108 ) . (11) المصدر : ( ج 56 ، ص 102 - 103 ) .
                            (12) البحار : ج 56 ( ص 223 ) . (13) المصدر : ( ص 148 ).



                            التوقيع :
                            التعديل الأخير تم بواسطة مجنون بحب الحسين; الساعة 05-07-2010, 12:28 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              احسنت واجدت

                              عظم الله لكم الاجر يا موالين

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X