
جاء ذلک في مقابلة أجرتها وکالة الجمهورية الإسلامية للأنباء - إرنا مع السيد "أبي حسن" في منزله المتواضع والواقع في حي السلم - أکثر الأحياء فقراً بالضاحية الجنوبية لبيروت. وفيما يلي نص الحوار:
سيدنا نرحب بکم ويشرفنا استضافتکم لنا، وفي بداية هذا الحوار الطيب حبذا لو تطلعونا على نشأتکم فالشجرة الأصيلة الطيبة تؤتي ثمارا طيبة.
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا وحبيب قلوبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وأهلا وسهلا بکم والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته، أولا نحن من قرية البازورية في جنوب لبنان، من مواليد عام 1935 ولدت وکبرت وترعرعت في قرية البازورية حيث عملت هناک حتى بلغت العشرين من العمر حيث توجهت إلى بيروت باحثا عن فرصة عمل فيها.
في الحقيقة أود في بداية حديثنا أن أسرد لکم قصة حصلت مع والدي وقد رأى کثيرون أن لها علاقة بأن يبصر ولدي السيد حسن النور.
تزوج والدي من قريتنا وعلى مدى أربع سنوات کان يرزق بأولاد يموتون فور بلوغهم عامهم الأول، ولما کانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة في قريتنا، ضاق والدي ذرعا من العمل بالزراعة وقرر الهجرة نحو البرازيل وکانت والدتي تحمل في أحشائها مولوداً آنذاک فأخبرها والدي بأنه سيظل في البرازيل ما لم تکتب الحياة لهذا المولود وأما إذا ما بقي على قيد الحياة متجاوزا عامه الأول فإنه في هذه الحال سيعود إلى أرض الوطن.
انطلقت باخرة شريليون وعلى متنها 1700 راکب في رحلتها المئة (وهي الرحلة الأخيرة التي يحق لها القيام بها)، ولما أصبحت وسط المحيط کسرت وأخذ رکابها يحاولون النجاة بحياتهم فکان عدد الناجين من تلک الکارثة 700 شخص بعدما ابتلع البحر الباقين.
أنجبت أمي فتاة منحها الله الحياة فعاد والدي بعد أربع سنوات ورزق خمس شبان (أنا أحدهم) وعندما رويت القصة لآية الله مصباح الجزلي وغيره من العلماء اعتبروا أن السر في بقاء والدي على قيد الحياة هو أن ينجبني لأنجب سماحة السيد حسن.
* ذکرتم بأن والدکم کان يعيش في قرية البازورية، فما الذي دفعکم إلى أن تتوجهوا نحو بيروت للعيش فيها؟
- بالفعل عملنا – أنا وإخوتي - مع والدي في القرية وکنت بالإضافة إلى أعمال تفتيت الجبال التي کنا نقوم بها أهتم بحلقات الشعر والزجل وحين بلغت العشرين من العمر قررت أن أتجه نحو بيروت للعمل فيها, حاملاً معي الطموح بأن أسس لعمل أعتاش منه.
عملت بائعا للخضار وانطلقت بمساعدة شبان قريتنا من الصفر حيث تمکنت من الانتقال من غرفتهم التي کانت تفتقر إلى أدنى المواصفات الصحية إلى بيت مستقل واقترنت بالحاجة أم حسن وهي من آل صفي الدين (ابنة عم السيد هاشم صفي الدين).
* ماذا تحملون في ذاکرتکم عن الأجواء التي شابت ولادة سماحة السيد حسن؟
- في عام 1960 حملت أم حسن (والجدير ذکره أنني کنت أُکنَّى بأبي حسن مذ کنت في الخامسة من العمر) وعندما بلغت شهرها السابع من الحمل، رأيت في المنام أن سيدين يشع من وجهيهما النور قد دخلا غرفتنا وجلسا لمحادثتي، قال أحدهم: يا سيد، کم ولدا ترغب بأن تنجب؟ أجبته: الله ربي هو وحده من يعلم ويحدد ذلک ومن سيرزقنا إياهم سنقبل بهم ونربيهم ونعلمهم قربة إلى الله تعالى. فقالا لي حينها: يا سيد، سيرزقک الله صبيان:حسن وحسين وفتاة سمها زينب. ثم رحلا، ولما استيقظت الحاجة قلت لها: يا حاجة، أنت من اليوم أم حسن. وبالفعل أنجبت الحاجة السيد حسن وحسين وزينب ثم أنجبت بعدهم آخرين.
تعليق