هذا الموضوع عبارة عن خلاصة مباحث السيد كمال الحيدري
في حديث الثقلين
سنده ودلالته
أتمنى أن تجدوا الفائدة فيه
هذا الحديث وكما سيأتي من أعلام وأئمة المسلمين قالوا بأنه لم يصدر مرة واحدة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، لم يكن في واقعة معينة وصدر هذا الحديث، وهذا هو الذي سيفسر لنا تعدد الصيغ التي وردت له، لأنه بعد ذلك سنبين أن هذا الحديث المبارك لم يرد بصيغة واحدة، وإنما ورد بصيغ متعددة، واحدة من أهم الأدلة لتعدد صيغ الحديث أنه لم يرد مرة واحدة ولم يصدر من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مرة واحدة، وإنما صدر لمرات متكررة وفي أجواء وظروف متعددة، وهذا ما سنحاول أن نقف عنده
الصيغة الأولى لهذا الحديث
ورد في كلمات أربع من الأئمة الكبار من علماء الإسلام وجميعاً صححوا هذه الصيغة،
يعني لا أنه ورد في كلماتهم والنص قد يكون صحيحاً وقد يكون ضعيفاً، بل أوردوا هذه الصيغة وصححوها، قالوا بأن هذه الصيغة صحيحة وأن هذا الطريق صحيح.
المورد الأول الذي وردت فيه هذه الصيغة هو ما ورد في كتاب
(شرح مشكل الآثار) للإمام الطحاوي
الإمام الطحاوي
كما يقول الإمام الذهبي
في (سير أعلام النبلاء، ج15، ص27، رقم الترجمة 15)
يقول لتعريف الإمام الطحاوي، قال: الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي، صاحب التصانيف، من أهل قرية طحا من أعمال مصر، مولده في سنة 239 ... إلى ان يقول، قلت: من نظر في تواليف هذا الإمام عَلِم محله من العلم وسعة معارفه. إذن الإمام الذهبي يوثق الإمام الطحاوي.
وكذلك ما ذكره
الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية، ج15، ص71- 72)
قال: الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة ... إلى أن يقول: صاحب المصنفات المفيدة والفوائد وهو أحد الثقات الأثبات والحفاظ الجهابذة، هذا تعريف إمام مثل ابن كثير للطحاوي. الآن سؤالنا ماذا يقول الطحاوي في هذا المجال.
عبارات الإمام الطحاوي في (شرح مشكل الآثار، ج5، ص18) هذه عبارته، يقول:
الرواية حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقُممن، ثم قال: كأني دعيت فأجبت، أني قد تركتم في الثقلين أحدهما أكبر من الآخر
– التفتوا جيداً، هذه الصيغ والمقاطع مهمة بالنسبة إلينا –
كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ... ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن .. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه، فقلت لزيد: سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.
ثم يقول أبو جعفر الطحاوي: فهذا الحديث صحيح الإسناد.
أنا بودي أن المشاهد الكريم يحفظ هذه الأمور لأنه بعد ذلك سيتضح أنه من يشكك في سند الحديث من هو، سيأتي الحديث عنه. فهذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته، لا طعن لأحد، ليس فقط هو لا يطعن، لا يوجد خبير وعالم يطعن في روايته. لا طعن لأحد في أحد من رواته، فيه أن كان ذلك القول كان من رسول الله لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.
هذا هو الإمام الأول. طبعاً في (ص22) من الكتاب ينقل مضمون (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) بطرق أخرى فيها ضعف، ولكن في الأخير يقول: وقد كان يغنينا عن ذلك بحمد الله ونعمته ما رواه أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم عن التشاغل بما رواه يعقوب بن جعفر - الذي هو ضعيف في بعض الطرق- إذ ليس مثله يعارض بروايته رواية من ذكرنا ممن معه الثبت في الرواية والجلالة في المقدار والموضع الجليل في العلم. هكذا يبين هؤلاء،
تعليق