المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة النفيسبعد أن جعلنا بداية هذا الموضوع هو محاورة المنكرين لرؤية المؤمنين لربهم في الجنة و مناقشة تبريراتهم لهذا الإنكار ، سنأتي الآن إلى سرد أدلة القرآن و السنة على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ، و لكن قبل ذلك سأقوم بتلخيص المشاركات السابقة بعرض تبريرات المنكرين و الرد المختصر عليها ..
يبرّر المنكرون للرؤية بالتبريرات الآتية :-
1- يعتقدون أن رؤية الله من المستحيلات ، فكما أن جبل الطور لم يتحمّل فالإنسان أيضا لن يتحمل !
2- يعتقدون أنه لا ترى غير الأجسام ، فرؤية الله يلزم الجسمية و الجهة و المكان له وهو ليس كذلك !
3- يتعقدون أن معنى قول الله تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " هو " لا تراه العيون وهو يرى العيون " و يعتقدون أنها عامة حتى في الجنة !
4- يعتقدون أن عدم تحقيق طلب موسى في رؤية الله يدل على عدم تحقيقه في الجنة !!
5- يعتقدون صحة روايات الصدوق و غيره المنسوبة إلى الأئمة و التي تنفي الرؤية على الإطلاق !!
و خلاصة ردي على هذه التبريرات كالآتي :-
1- لايوجد مستحيل عند الله ، فالذي جعل الإنسان لا يتحمّل رؤيته في الدنيا قادر على أن يجعل المؤمنين به يتحمّلون في الآخرة ، حيث أننا نرى أن الإنسان يحترق إذا وضع في النار و لكن إبراهيم عليه السلام لم يحترق لما أمر الله النار أن لا تحرق ، فالقضية ليست قدرات بشرية فالله هو مقدّر تلك القدرات و المتصرف فيها .r
قولك لايوجد مستحيل على الله صحيح ولكن الله لايفعل الباطل كان يخلق اله مثله او يظهر بهيئة معينة فهذه هي صفات مصباح علاء الدين وليست صفات الاله الحق واذا كنت تعتقد برؤية الله فما الذي ستراه منه كله او بعضه (تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا )
2- القول بأن الرؤية تلزم الجسمية للمرئي كلام باطل لا دليل على صحته . فالملائكة ليست أجسام و رأى الرسول جبريل في هيئته الحقيقية و سيرى البشر مؤمنهم و كافرهم الملائكة يوم القيامة برغم عدم قدرتهم على ذلك في الدنيا . كما أن روح الإنسان ليست جسم و لا يعني رؤيتها من قبل الناظرين إليها أنها جسم ، فلا علاقة بين الرؤية و الجسمانية ، و هذه التخمينات التي جعلوها إلزامات لا تنطبق على مخلوقات الله فضلا عن خالقها ..!ماذا تعني ان النبي(ص) راى جبريل على هيئته الحقيقة فقد كان يراه تارة على هيئة دحية الكلبي او على هيئة نور فهذا تجلي لجبريل وان روح الانسان ليست جسم ولكنها محددة بادوات لاتتجاوزها فلاترى الا بالعين فهناك علاقة بين الرؤية والجسمانية
3- معنى قوله تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " هو " لا تحيط به الأفهام وهو يحيط الأفهام " و ليس مجرد النظر . وحتى بفرض أن الآية تعني مجرد النظر فهي لا تكفي للاستدال على نفي الرؤية في الجنة لأن الآية عامة و هناك آيات خاصة توضحها . كما أن الله قال : " إن الله يغفر الذنوب جميعا " فعمّم المغفرة لجميع الذنوب ، وجاء في آية أخرى و قال : " إن الله لا يغفر أن يشرك به " فلكي نفهم بشكل سليم لابد من الجمع بين الآية العامة التي تتحدث عن الدنيا بالآية الخاصة التي تتحدث عن الآخرة ، و الحال كذلك مع أي دليل عام يقابله دليل خاص .ان الآية تدل بصراحة على نفي الرؤية وقوله ان الله لايغفر ان يشرك به تعني الموت على الشرك والا فان الله غفر للمشركين الذين امنوا بالنبي(ص)
4- عدم تحقق طلب موسى في الدنيا كان لأن الله لم يخلق موسى بالشكل الذي يجعله يتحمّل ذلك فالدنيا دار اختبار و ليس دار جزاء ، و رؤيته من الجزاء الذي سيمنّه على عباده في الآخرة ، وحينها سوف يعيد الله خلق الإنسان ليكون في هيئة تتحمل ذلك ، حيث سيتصف المؤمن في الجنة بالخلود و الأزلية و بصفات لم يكن يتصف بها في دنياه أبدا .الم تقل انه ليس مستحيلا على الله ان يري نفسه فلماذا لم يتحقق طلب موسى
5- روايات الصدوق و غيره المنسوبة إلى الأئمة نجدها تحتوي على نفس التبريرات السابقة و ليست فيها أي شيء يدل على أنه كلام ممن كلامه وحي يوحى ، فضلا عن عدم اتفاقنا على عصمة أحد بعد الرسول فضلا عن عدم صحة تلك الروايات .
و الآن سأعرض أدلة القرآن و السنة على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة : -
أ - الأدلة من القرآن الكريم :-
1- قول الله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة " .. القيامة : 22-23
و هذه الآية واضحة جدا و صريحة بأن وجوه المؤمنين ناضرة ناظرة إلى ربها يوم القيامة ..النظر شيء والرؤيا شيء فتقول نظرت الى القمر ولم اره
2- قول الله تعالى : " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " .. المطففين :15
و هذه الآية تدل على أنه من العذاب الأليم على الكافرين يوم القيامة أنهم سيحجبون عن ربهم . مما يدل على أنه من النعيم العظيم على المؤمنين أنهم لن يحجبوا عن ربهم و أن الله سيزيل الحجب عنهم .(الكفار يحجبهم الله عن رحمتة ودعائه وبعكسهم المؤمنين )
3- قول الله تعالى : " إن الأبرار لفي نعيم . على الأرائك ينظرون . تعرف في وجوههم نضرة النعيم " .. المطففين : 22-24
و هذه الآية تفسر الآية التي في سورة القيامة ، حيث أن المؤمنين الأبرار سيكونون في نعيم ، وهم على أرائكهم سينظرون إلى ربهم سبحانه ، و تعرف أنهم قد رؤوه من النضرة التي تحل على وجوهم حيث تصبح وجوههم نضرة كما قال تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة " .. فهذه النضرة هي نضرة النعيم التي كانت بسبب النظر إليه سبحانه .
من قال لك انها رؤية الله
4- قوله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى و زيادة " .. يونس : 26
و قد فسر النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذه الآية بأن " الحسنى " هي الجنة ، و أما الزيادة فهو النظر إلى وجهه الكريم سبحانه . فهذا النعيم عبارة عن زيادة و تفضل يمنها الله على المؤمنين ، فللذين أحسنوا الجنة و زيادة .
5- قوله تعالى لموسى عليه السلام : " و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " .. الأعراف : 143
و هذه الآية تدل على أنه إن استطاع الإنسان أن يكون أقوى من الجبل بحيث يستقر و يتحمل رؤيته فسوف تتحقق له الرؤية ، لأن التحقق كان مرهون على " الاستقرار " و القدرة على التحمل ، و الإنسان في الجنة لن يموت ، فحتى لو كانت الرؤية تصعق و صعبة و لكن الإنسان بحكم أنه لن يموت فلن يصعق كما صعق موسى ، فموسى في الدنيا محكوم عليه بالموت ، فرؤية الله في الدنيا كان سيؤدي إلى موته ، أما في الآخرة فهو محكوم عليه بالخلود فهو بالتالي يستطيع تحمل ذلك لأنه لن يصعق و سيتقر مكانه و بالتالي يتحقق شرط الرؤية و هو الاستقرار في المكان .
هذه الآية على شاكلة قوله تعالى (لايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) ولو دخل الجمل في سم الخياط وهو مستحيل لايدخون الجنة
ب- الأدلة من السنة النبوية :-
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك ) رواه مسلم
ان ذات الله لاترى في الدنيا والآخرة الا تلك الرؤيا القلبية فنحن نرى الله في الدنيا كالشمس عندما ننظر اليها ولكننا لانرى الا نورها فيحجبنا نورها عن النظر الى حقيقتها
2- حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم عيانا ) رواه البخاري .
عيانا اي على نحو اليقين
3- حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } رواه مسلم .
لا يرون من الله الا جماله
4- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ) متفق عليه .
رداء الكبرياء هو المانع من رؤية الله
5- حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه ) رواه البخاري
مثلما يرزقنا فسوف يكلمنا
نكتفي بهذا القدر من الأدلة ، ففيها كفاية لمن ألقى السمع و هو شهيد ..
اللهم ارزقني النظر إلى كمال جمال وجهك الكريم في جنات النعيم و توفّني مسلما و ألحقني بالصالحين ..
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق