من فضائله عليه الصلاة والسلام أنه كان أصدق الناس حباً وفداءً لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث يكفي أنه بات على فراش الرسول (ص)ليلة الهجرة وهو يعلم أنه ربما يقتل ويكفي سؤاله للرسول الأعظم حين أمره الرسول بالنوم مكانه حيث سأله: اوتسلم أنت يارسول الله؟ قال :نعم ، فأجاب علي عليه السلام نفسي فداك يارسول الله.
X
-
من المعلوم أن التاريخ الذي زخر بالشجعان والذي يمتازون بالقسوة والذين يفتقرون إلى العلم والرحمة والإنسانية وهناك الرجال الذين يتصفون بالعلم والحكمة ولكن نلاحظ تنقصهم الشجاعة والفروسية لتفرغهم لأمورهم العلمية والإنسانية ، ولكن نلاحظ في شخصية سيدنا ومولانا أمير المؤمنين(ع) اجتمعت كل المزايا من شجاعة وكرم وفروسية وسماحة وإنسانية وعلم وفقة والتي لا أستطيع أن أحصي أوصافها التي لا يدانيها أي إنسان في التاريخ القديم والحديث بعد سيدنا محمد(ص) أليس يقول رسول في حديث : ياعلي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، ياعلي الناس أشجار شتى،وأنا وأنت من شجرة واحدة .وقال أيضاً(ص) : لو أن الغياض أقلام والبحر مداد، والجن حساب والأنس كتًاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب. أذن من يقدر هذا الأمام الذي لم يأتي الزمان به وجاد بهذه الشخصية التي يعجز القلم والكتب أن تصفها والتي لم يأتي التاريخ بحاضرة و قديمة مثلها بعد رسول الله(ص)وسنحاول عسى الله أن يوفقنا في إلقاء بعض الأضواء على مناقب سيدي ومولاي أبا الحسنين(ع) عسى إن نوفق في أظهار هذه المناقب والفضائل العظيمة لقسيم الجنة والنار وبها نجدد البيعة أمد الدهر لأمير المؤمنين(ع).
في هذه المنقبة والتي يتفرد عن كل البشر بان عمه الحمزة سيد الشهداء وأخوه المزين بالجناحين في الجنة (جعفر الطيار) وهو زوج البتول فاطمة الزهراء (ع) بضعة رسول الله والتي قال لها النبي(ص) : يا فاطمة أن الله قد زوجك من علي بأمر من الله وأشهد على تزويجك أربعين ألف ملك والتي هي بنت رسول الله التي يغضب لغضبها ويفرح لفرحها وهو أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وهم أمامان أن قاما أو قعدا والتي تصبح من بعد أمير المؤمنين ذريته من الأئمة المعصومين وحجج الله في الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فأي منزلة رتبها بها الله ورسوله لهذا الأمام روحي له الفداء وأي سر ألهي قد أعد الله لهذا الزواج في أخراج ذرية رسول من أرحام وأصلاب مطهرة لم تنجسها الجاهلية بأنجاسها وأي أقمار متلألئة في السماء الذين تكون أخبارهم وأمورهم من الله عز وجل.
لأبي تراب روحي له الفداء منقبة لم يرتقي أليها أحد فهو الذي عنده علم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاص والعام وذلك مما من الله سبحانه وتعالى به عليه وعلى رسول الله. وروي عن أمامنا(ع) أنه قال بحضرة الأنصار والمهاجرين(وأشار إلى صدره):كيف مليء علماً، لو وجدت له طالباً،سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول(ص)هذا ما زقني رسول الله(ص)زقاً فاسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علياً قد حكم فيَّ بحكم الله فيًَ.
وكلنا يعرف أن النبي(ص) بأهل بيته نصارى نجران عندما أخذ(ص) بيده ويد أمراته ويد أبنيه الحسن والحسين(عليهم السلام) وباهل بهم نصارى نجران ونزلت بحقهم آية المباهلة في قوله تعالى((فمنْ حاجكَ فيهِ من بعدِ ما جاءكَ منَ العلمَ فقل تعالواْ ندعُ أبناءناَ وأبناءكم ونساءنا ونسااءكم وأنفسنا وانفسكمْ ثمَّ نبتهلْ فنجعل لعنتَ اللهِ علىَ الكاذبينَ))آل عمران 61
في هذه المنقبة التي ذكرها وكلها لم يستطع الوصول ألا وهو الرسول(ص) حيث أنه من صلى القبلتين مع رسول الله(ص)حيث روي :أن رسول الله(ص)كان يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس، وكانت الكعبة بين يديه،ولما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً وكان يحب أن يصرف إلى الكعبة فنزلت الآية الكريمة((قد نرى تقلب وجهك في السماء في السماء))البقرة 144 وكان قد صلى ركعتين من الظهر في مسجده ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام،فاستدار إليه ودار معه المسلمون.
وهو زوج البتول فاطمة الزهراء(ع) والذي من ذريتهما الأئمة المعصومين حجج الله في الأرض إلى يوم الدين، حيث كان زواجه روحي له الفداء من الحوراء فاطمة (ع) بأمر السماء إذ قال رسول الله لعلي بينما كانوا في المسجد : هذا جبرائيل أخبرني أن الله قد زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، فأي مكانة لأمير المؤمنين(ع) في السماء وعند الله ورسوله الذي يأتي أمر الله في تزويجه من الحوراء فاطمة الزهراء(ع)بنت رسول الله (ص) وبضعته الذي يغضب لغضبها ويفرح لفرحها وأي سر الهي في تزويج هذين القمرين لكي ينجبا عترة رسول والأئمة المعصومين حجج في الله في الأرض.
وهو الذي أذهب الرجس عنه وعن أهل بيته وطهرهم تطهيراً وهي الآية الكريمة((أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً))الأحزاب33 وسبب نزول هذه الآية هي التي بها سموا أصحاب الكساء الخمسة فاطمة وأبيها وبعلها والتي كساهم الرسول(ص) بكساءه الخيبري ودعا لهم وقال : أن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي،فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وروت هذا الحديث أم سلمة(رض) زوجة الرسول فأدخلت رأسها إلى الكساء وقالت :أنا معكم يا رسول الله؟ فقال لها(ص) : إنك إلى خير، إنك إلى خير. فأي منزلة عظيمة خص بها رسول الله أهل بيته ولم يدانيها أي أهل بيت آخر حيث كان أبا الزهراء (ص)عندما يذهب إلى الصلاة وفي الفجر يقف بباب على ويقول ((السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الوحي ومهبط التنزيل ومعدن الرسالة)).
وهو الذي عاين جبرائيل بمثال دحية الكلبي والنبي محمد(ص) في لحظاته الأخيرة وذلك عندما دخل أمير المؤمنين(ع) على رسول الله فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فسلم عليه فرد عليه السلام فقال الرجل وهو أحسن ما رأيت من الخلق : أدن إلى أبن عمك فأنت أحق به مني فدنوت منهما،فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي(ص) في حجري كما كان في حجر الرجل فمكث ساعة،ثم أن النبي (ص)أستيقظ، فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟، فقال دعاني أليك فأنت أحق به مني فجلست مكانه، فقال النبي(ص) فهل تدري من الرجل؟، قلت : لا بأبي وأمي. فقال النبي(ص): ذاك جبرائيل كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره. فأي مكانه حاز بها روحي له الفداء أليس هو أخو رسول ووصيه وخليفته في الأرض وهو كان آخر العهد به عندما فاضت روحه الشريفة إلى الباريء عز وجل وهو من أغمض عيني رسول الله (ص) وهو الذي كفنه وحنطه بحنوط انزل من الجنة وقسم ثلاث أثلاث واحد للرسول(ص) والآخر لفاطمة الزهراء والثلث الأخير لأبي الحسن(ع) فأي منزله رتبهم الله بها هؤلاء الآيات الكريمة من قبل الله.
وهو الذي أدى الزكاة وهو راكع ونزلت الآية الكريمة ((إنما وليكمُ اللهُ ورسولهُ والذينَ ءامنوا الذين يقيمونَ الصلوةَ ويؤتونَ الزكوةَ وهمْ راكعونَ))المائدة55، والقصة عندما دخل رهط من اليهود إلى رسول الله(ص) فقالوا:يا نبي الله إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله؟ومن ولينا من بعدك؟ فنزلت الآية، ثم قال رسول الله(ص) : قوما فقاموا فأتوا المسجد فأذا سائل خارج. فقال (ص): ياسائل أما احدً أعطاك شيئاً ، قال السائل: نعم هذا الخاتم ، قال(ص) : من اعكاطه؟، قال : أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي، قال(ص) : على أي حال أعطاك، قال : كان راكعاً،فكبر النبي(ص) وكبر أهل المسجد فأي إنسانية منه والتي لايرد سائلاً طلب حاجة ويعطيه الخاتم وهو راكع وأي أخلاق رفيعة والتي من الله سبحانه وتعالى عليه وتربى عليها من قبل أخيه ورسوله الأمين محمد(ص).
وهو الذي مسح رسول الله(ص) على عينيه يوم خيبر وأعطاه الراية وذلك أن النبي(ص)بعد أن بعث أبو بكر في اليوم الأول ولم يستطع فتحها وكذلك في اليوم الثاني عندما بعث عمر بن الخطاب فقال النبي(ص): لأعطين الراية غداّ رجلاً يحب الله ورسوله،يفتح الله على يديه كرارٌ ليس بفرار وكان علي يومها أرمداً فسأل الله عنه وكان يطحن فجاء إلى الرسول فنفث في عينيه ثلاث مرات ودعا له الرسول(ص) اللهم قه الحر والبرد فانفتحت عينيه وسكن ما بها من وجع وألم وأعطاه الراية وكانت بيضاء وفتح الله له ودحى باب خيبر التي لا يستطيع أن يحركها أربعين فارس وقذفها أربعين ذراعاً وقتل مرحب أشجع شجعان اليهود والذي تهابه أشجع الفرسان بضربة واحدة. فهذه الفروسية التي كان بها مولانا أبا الحسن والتي أذهلت الأعداء والأصدقاء.
وهو الذي بارز عمر بن ود العامري وقتله في يوم الخندق حيث اجتمعت الأحزاب في عشرة الآف مقاتل من قريش وغيرهم من الأعراب واليهود بقيادة رأس الكفر والطغيان أبو سفيان وشاور رسول الله(ص) صحابته فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة كما كان يفعلون في بلاد فارس فأعجب المسلمون بذلك وأقروا الفكرة وكان من بين مقاتلين قريش فارسها وشجاعها عمرو بن ود العامري وجاءت بقيادة رأس الكفر والطغيان أبو سفيان وتحيروا في أمر الخندق وجال عمرو بن مع أصحابه حول الخندق فوجد ثغرة فقفز منها هو وجماعته وغرس رمحه في التراب وأخذ يردد هل من مقاتل أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها ونادى ثلاث مرات وعندها قال أبا الحسنين(ع):أنا له يارسول الله في كل مرة يقولها عمرو فقال (ص):أنه عمرو ، فقال علي : وأن كان عمراً فأنا علي بن أبي طالب فتقدم علي وألبسه الرسول درعه الفضول وسيفه ذو الفقار وعممه عمامة السحاب على رأسه ثم قال : تقدم ياعلي. ثم قال(ص): برز الإيمان كله إلى الشرك كله (فما أعظم مقولة رسول في وصف علي بأنه الإيمان كله وصدق حبيب الله) فقال عمرو : من أنت؟فأنتسب عليّ له فقال عمرو: لقد كان أبوك صديقي وأني لأكره لأقتل الرجل الكريم مثلك فأرجع وراءك خير لك ما أمن أبن عمك حين بعثك إلىَّّ أن أختطفك برمحي فأتركك شائلاً بين السماء والأرض لاحيً ولا ميت. فقال علي(ع) : لقد علم أبن عمي أنك أن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار، وأن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة .فنزل عمرو وقصد نحو علي وضربه على رأسه فأصاب السيف الدرقة فقطعها ووصل السيف إلى رأس علي(ع) من شدة الضربة فضربه علي على عاتقه فسقط،وجلس علي على رأسه وقتله.ونزلت الآية الكريمة((وكفى الله المؤمنين القتال))سورة الأحزاب 25. وصدق النبي الحبيب(ص) حين قال ك ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين.
وسوف اعود لكم في تكملة مناقب فضائل أسد الله الغالب وامام المتقين في ردود أخرى أنشاءالله.
------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 ) 110 مناشادات للإمام علي(عليه السلام) في مجلس الشورى.تأليف العالم الفاضل زينة نجد وتهامة (الحسين بن إسماعيل بن جغمان)رحمه الله.دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع.بيروت لبنان.
2) بحار الأنوار .أجزاء متعددة.
3) سيرة الرسول للإمام شرف الدين وأبن سعد في طبقاته.
4 ) شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد.
5) مصادر متعددة وهي : كتاب الخصال ج 2 في أبواب الأربعين وما فوقه، أمال الطوسي(ره)ج 2، وفي كتاب الغدير ج 1 ص 159، وفي لسان الميزان لأبن حجر ج 2 ص 156،أبن عسكر في ترجمة أمير المؤمنين ج 3ص 87،ومناقب الخوارزمي ص 217، ومناقب أبن المغازلي ص 112،في كتاب الأحتجاج ج 1 ص 320 -336 وغيرها من الكتب وصفحات من الأنترنيت.
6 ) أعلام الهداية ك الإمام علي أبن أبي طالب(عليه السلام) .المجمع العالمي لأهل البيت قم المقدسة.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
نزلت سورة براءة سنة تسع، ثم بعثها رسول الله (ص) مع ابي بكر ليقرأها على رؤوس الإشهاد في مكة في يوم الحج الأكبر وكان معه عمر بن الخطاب وثلاثمائة من المسلمين. يتلوها إيذاناً ببراءة الله ورسوله من المشركين ونبذاً لعهودهم ومنعاً لهم عن مكة واعلاناً لتحريم الجنة عليهم وان لا يطوف بالبيت عريان.
فلما سار غير بعيد أوحى الله إلى نبيه : أن لا يؤدي عنك الا انت أو رجل منك، فأستدعى علياً فقال له : أن اذهب بها أنا أو تذهب بها أنت، قال علي (ع) فان كان لابد فسأذهب بها أنا[1] .
وأمره بلحاق أبابكر وأخذ براءة منه والمضي بها إلى مكة لاداء المهمة عن رسول الله (ص) فلحقه علي (ع) فأخذ الكتاب منه، فانصرف ابوبكر وهو كئيب، فقال لرسول الله (ص) ! أنزل في شيء؟ قال (ص) لا، الاّ أني أمرت أن ابلغه أنا أو رجل من أهل بيتي[2].
وفي يوم النحر عند الجمرة قرأ علي (ع) براءة وقال : أن رسول الله (ص) يقول: لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
السنة العاشرة من الهجرة)
وفيها تتابعت الوفود على رسول الله (ص) وفيها أسلمت اليمن على يد علي (ع) وفيها كانت أيضاً حجة الوداع.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
غدير خم
ولما قضى رسول الله (ص) نسكه قفل إلى المدينة راجعاً وفي الطريق نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من القرآن قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)[11] وهذا والناس معه لم يتفرقوا، فنزل غدير خم من الحجفة حيث يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام ووقف هناك حتى لحقه من بعده ورد من كان تقدم: أمر النبي (ص) بدويمات ثم قال خاطباً : (إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت فجزاك الله خيراً، قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وان محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق؟ قالوا : بلى نشهد ذلك، قال اللهم أشهد، ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم، قال : يا أيها الناس أني فرط[12] وأنتم واردون عليّ الحوض وإن عرضه ما بين بصري إلى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة وإني سائلكم عن الثقلين فأنظروا كيف تخلفوني فيهما، فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال :كتاب الله طرف بيد الله وطرف بإيديكم فأستمسكوا به لا تضلو ولا تبدّلوا، وعترني أهل بيتي وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض سألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم، ثم قال : ألستم تعلمون أني تعلمون أو تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى يا رسول الله (ص) ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب (ع) فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ثم قال : أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[13]، وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من بغضه، ثم قال: اللهم أشهد[14]. ثم لم يتفرقوا حتى نزلت الآية قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)[15].
ثم تفرقوا جميعاً ورجع النبي (ص) مع من خرج معه من المسلمين إلى المدينة وكان رسول الله (ص) قد أخرج معه نساءه وابنته فاطمة (ع).
كما ان رسول الله (ص) كان له عمامة تسمى السحاب كساها علياً (ع) (يوم الغدير) وكانت سوداء اللون وكان الرسول (ص) يلبسها في أيام خاصة كما لبسها يوم فتح مكة[16].
السنة الحادية عشر )...
ما أن عاد الرسول (ص) إلى المدينة المنورة حتى أمر المسلمين بالتهيؤ لغزوة الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد، فقال له: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فإن اظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الإدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك، فلما كان من الغد يوم الإربعاء ـ بدى برسول الله (ص) فحم[17]، وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، ثم قال : أعز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله، فخرج بلوائه فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا أنتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص.
تكلم القوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله (ص) غضباً شديداً فخرج وقد عصّب على رأسه عصابة وعليه قطيفة[18]، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمري أسامة وأن تطعنوا في إمارة اسامة بن زيد فقد طعنتم فيامارة أبيه من قبله، وأيم الله أن كان لخليقاً بها، وايم الله أن كان لأحب الناس إليّ، وأيم الله أن هذا لها لخليق ـ يريد أسامة[19]، وأيم الله ان كان لأحبهم اليّ من بعده فأوصيكم به فإنه من صالحيكم[20].
فتجهز الناس، وأوعب مع أسامة المهاجرون والأنصار، وخرج أسامة بجيشه إلى ظاهر المدينة، فعسكر بالجرف ـ فكان على فرسخ من المدينة.
واشتكى رسول الله (ص) قبل أن ينفذ الجيش، وكان اسامة مقيماً بالجرف فلما اشتد عليه قال : انفذوا جيش اسامة، وقالها مراراً : لعن الله من تخلف عنه، فوقع بينهم الخلاف فقال بعضهم : نمتثل قول النبي (ص) ونسير للغزوة، وقال البعض الآخر، لا تطيب قلوبنا لفراقة وهو مريض فنصبر حتى ننظر ما يكون من الأمر[21].
وكان من دوافع إصرار الرسول (ص) إلى إرسال هذا الجيش وذلك بعد أن بلغه أن الدولة الرومانية جعلت تطارد وتقتل كل من دخل الإسلام من رعاياها.
[1] مسند أحمد ج1 ص 163.
[2] خصائص أمير المؤمنين (ع) ص 91 / النسائي.
[3] هو الذي دون السيد وقيل هو خليفته والسيد هو الرئيس.
[4] جمع صليب.
[5] سورة آل عمران / الآية 61.
[6] اي جلس على ركبتيه.
[7] الحول الستة، وحال الحول أي أتت سنة على شيء.
[8] أي تستخدم القوة والضغط لردهم على دينهم.
[9] انظر حيث حجة رسول الله (ص) من رواية جابر في صحيح مسلم : 4 / 37.
[10] موقع قريب من الجحفة.
[11] سورة المائدة/ 67.
[12] أي متقدمكم وسابقكم
[13] مسند أحمد ج1 ص118 ـ 119 ، مستدرك الحاكم ج3 ص 109.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
السلام عليكم
لم أرى ممن يدعي محبته من أهل السنه من يذكر له فضيله سوى كرار فله الشكر وجزاؤه على الله
من فضائله عليه السلام ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( لم يعرف الله إلا أنا وأنت ، ولم يعرفني إلا الله وأنت ، ولم يعرفك إلا الله وأنا )
وقد قيل فيه ( استغناؤه عن الكل في الكل واحتياج الكل إليه دليل على أنه إمام الكل )
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المعتزلي بن حديد
يا قالع الباب عن هزه عجزت اكف اربعون واربعو
والله لو حيدر ما كانت ولا جمع البرية مجمع
قصيده جداا مؤثر
http://www.youtube.com/watch?v=KCgNcjEdCf8
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
(صدق الله العلي العظيم)
ومن بعد الله ورسوله (ص) وهبه الله علم الكتاب، وذكره الله شهيداً على رسالة محمد (ص) بعد شهادة الله عز وجل غير سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وخصه الله بذكره في هذه الآية الكريمة؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
اليوم, 07:23 AM
|
تعليق